القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت الملعب المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح

 سكريبت الملعب المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح..

سكريبت الملعب المهجور  الكاتبة إيمان صالح

سكريبت الملعب المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح


 

الملعب المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح 



الملعب المهجور .. 



هما امتى إخترعوا ملاعب الكورة؟..ماكنا فضلنا نلعب الكورة في الشوارع وخلاص، عالاقل ماكناش إضطرينا نبعد عن بيوتنا بالليل ونشوف العجايب اللي بتقابلنا دي عشان  نعرف نلعب براحتنا .. البرازيل، وفرنسا وهلما جرة وكلها ملاعب مهولة بنحلم نلعب فيها أو ندخلها بس.. أنا باسم.. لاعب كورة في فريق جديد للناشئين، أو مش فريق بجد يعني هي فرقة إحنا عملناها أنا وأصحابي من حبنا في الكورة وسميناها فرقة المحترفين، اتعرفنا بين الشباب وبقينا بنلعب في الشوارع اللي جنب بيوتنا.. بس أهالينا بقى الله يسامحهم مابيريحوش روحهم خالص، اللي يطلع يزعقلنا ويقولنا إطلعوا ناموا واللي تطلع تغرقنا مية عشان نمشي من تحت البلكونات.. لحد يومها ماكنا بنلعب الماتش ومندمجين والواد حسام شاط الكورة لبست في أزاز بلكونة من بلكونات الجيران ونزل صاحب الشقة اتخانق معايا فتحلي دماغي وقامت مشكلة كبيرة بين عيلتنا وعيلتهم إنتهت بإننا ممنوعين من اللعب في الشوارع اللي حوالينا كلها، طبعًا انا كدة كدة قعدت فترة راسي مفتوحة ومش بتحرك بس أصحابي كانوا بيجولي البيت، والصراحة أنا والعيال أتخنقنا من قعدتنا في البيت، إحنا أصلنا مش متعودين على كده، وواحنا قاعدين بنلُك مع بعض حسام قال لي.. 

_لا ياباسم كدة مش نافع، إخلص عاوزين نتصرف وننزل للعب تاني أنا اتخنقت.. 

قولتله بعصبية.. 

_ماانت السبب يابنيآدم.. مش إنت اللي إتغاشمت وحدفت الكورة غلط كسرت الأزاز!

_ماخلاص بقى  إنسى، خلينا في المهم.. هنلعب إزاي بعد كدة؟ 

رد عليه مروان صاحبنا وواحد من الي قاعدين معانا قال له.. 

_قصدكوا هنلعب فين.. 

قولتله.. 

_خلاص يامروان شكلها مفيهاش لعب تاني ، أبويا حالف على الحجة بالطلاق لو لعبت وجبت له مشاكل مع حد.. 

رد حسام.. 

_والله حتى ابويا هو كمان من ساعة المشكلة دي وقال لي مفيش لعب كورة.. 

رد مروان.. 

_ماتقلقوش، محلولة إن شاء الله يارجالة.. 

قولتله.. 

_إزاي يافالح، فهمنا.. 

رد عليا.. 

_هندور على أي أرض فاضية ونلعب فيها والمهم تكون بعيد عن البيوت.. 

قولتله.. 

_ودي هنلاقيها فين دي ؟ 

قال لي.. 

_إنتوا نسيتوا إن ابويا كان لاعب كورة قديم ولا إيه؟ أنا هسأله وأجيب لكوا منه التايهة ماتزعلوش نفسكوا.. 

حسام رد عليه وعليا بحماس.. 

_بصوا بقى.. إنت تريح نفسك إنت وهو، أنا عرفت إحنا هنلعب فين. 

رديت بنفس الحماس.. 

_فين يا صاحبي؟ 

قال لي.. 

_ أرض الملعب القديم.. هو صحيح بعيد عن البلد والعمار بس  محدش هناك هيقول لنا انتوا بتعملوا إيه.. 

قولتله.. 

_بس دة متطرف بعيد وبرة البلد زي مابتقول وبعيد عن العمران، انا عمري ماسمعت إن حد راح لعب فيه، دة غير السور السلك اللي متحاوط بيه ومحدش عداه قبل كدة. 

_مش مهم ياعم باسم المهم إننا ننبسط ونلعب الماتشات بتاعتنا زي ماكنا.. 

_خلاص،إتفقنا.أفك بس الغرز اللي في راسي ونروح الملعب . 

_ خلاص زي الفل .. بس بلاش نعرف حد بالكلام دة لحد ماننفذ وننزل هناك فعلا.. 

وبعد كام يوم فكيت الغرز وأخيرًا الحصار إتفك عني ، بالليل جه معادنا نطلع على أرض الملعب القديم أنا واصحابي، إكتشفنا إن المكان بعيد عن بيوتنا والعمار، بس قولنا كويس علشان مانضايقش حد من الأهالي ، وعشان نوصل للملعب كان لازم نمشي طريق طويل عشان نوصل ، الملعب كان على تله عالية في آخر الطريق دة.. المهم يعني فضلنا ماشيين .. الطريق حوالينا فاضي ومن الجانبين مفيش غير ناحية أرض فاضية والناحية التانية زرع وشجر كتير،  بس اللي كان مطمننا في الهدوء اللي حوالينا دة هو الدوشة والهزار بصوت عالي اللي احنا عاملينها، هو على مايبدوا أننا مش لوحدنا اللي في الشارع، لأننا مرة واحدة لقينا مجموعة زينا ظهرت قدامنا بيهزروا ويضحكوا ولما بقوا قدامنا، بصوا لنا قوي وواحد منهم قال لي.. 

_أهلا ياشباب.. إنتوا الجداد مش كدة! 

الجمع كله رد بهزار وضحك، "آه احنا الجداد"، وصوت ضحكهم علي.. لكن الولد اللي سأل قرب مني ووشوشني بالراحة وقال لي.. 

_بسرعة قبل ما الوقت يتأخر أكتر من كدة،فاضلكوا شوية صغيرة وهتطلع.. ساعتها تركيزكوا هيتشتت. 

ريحته اللي قالبة على عفن وكلامه الغريب خلاني بعدت عنه وأنا بقول له بإشمئزاز.. 

_ شكرًا ياصاحبي،الحق بقى روح خد شاور عشان الريحة صعبة، ههه.. 

 سمعني وابتسم إبتسامة خبيثة كدة وعداني بخطوتين، إبتديت أبص له بنفس الطريقة وضحكت له ضحكة سخيفة وبصيت ورايا، مالقيتش حد أساسا على الطريق.. وكأنهم مكانوش موجودين خالص.. شديت حسام من إيده وقولتله.. 

_ولا ياحسام! هما راحوا فين؟ 

_هما مين يابني؟ 

_اللي كانوا معديين دلوقتي والعيال ردت عليهم.. 

حسام بص وراه وأتلفت وقالي.

_يعني هما هيقفوا يستنوك ياريس؟ مازمانهم مشيوا.. خلص عشان وصلنا تقريبًا.. 

شدني من إيديا وطلعنا نجري كلنا ساعة ماشوفنا الملعب.. الحقيقة الملعب باين قدامنا على بعد حوالي متر ونص،  بس طلع مساحة مهولة جدًا، ملعب كبير قوي ومتحاوط بسور من السلك، السلك اللي حواليه كله قديم ومصدي، يعني بالعقل لو لمسته بإيدك أو زقيته برجلك هيقع قدامك حتت متفتفتة، المهم دلوقتي نلاقي باب الدخول عشان ندخل زي الناس اللي طلعت قدامنا دي.. وبما إن الملعب كبير مالقيناش الباب بسهولة.. وبعد شويه وصلناله بس الغريب إننا لقينا عليه قفل بجنزير، وبرضه قديم ومصدي.. وقفت أبص للفريق بتاعي اللي كانوا عاملين دوشة بشكل أوڤر يعني وكل واحد فيهم بيعقب على المنظر اللي قدامنا بطريقته، وقولتلهم بحذر وعيني رايحة جاية على كل واحد فيهم .. 

_جماعة، أنا مش مرتاح للمكان دة، حد مقبوض منه زيي ولا أنا لوحدي؟ 

العيال وقفوا يتريقوا عليا وصوت الضحك علي مابينهم، حسيت إن شكلي وحش قوي، واللي زاد عليا لما حسام قرب مني وقال لهم وهو بيشخط فيهم.. 

_ماتبس يلا إنت وهو إنت إيه مابتحسش منك ليه! زعيم الفريق قال مش مرتاح يبقى عنده حق طبعًا.. 

بص ورايا ونط من مكانه فجأة وقال.. 

_ياحفيييظ.. الحق ياباسم فيه واحد هناك مالوش رجلين.. 

بصيت ورايا بخضة والفرقة كلها وقعوا من الضحك وحسيت بتفاهة نفسي قوي، حسام أفندي عملني تريقة بسبب كلامي معاهم، وبعد ماخلصوا ضحك راح واخدني تحت كتفه وقال لي.. 

_عارف يلا لو مانشفتش هعمل فيك ايه؟  هربطك في شجرة من دول لحد الصبح لما يبانلك صحاب، ويلا خلص عشان ندخل، يلا ياشباب عشان نشوف طريقة للدخول.. 

قولتله بعصبية.. 

_هتدخل ازاي ياأشجع راجل في العالم؟ 

بصلي وشاور على الباب ورفصه بالرجل، بس الباب ماوقعش طبعًا.. بصيتله بتريقه وقولتله.. 

_هااه!  ماتدخلنا! 

 ساعتها مروان لف ناحيتنا وهو بيقول.. 

_ياجدعان إنتوا عاملين لنا حوار ليه؟ ما السور شكله قديم أهو، إوعى كدة منك له.. 

زق السلك فتفته، شباب الفرقة كلهم صاحوا بصوت عالي "هيييه".. في نفس اللحظة الهوا قام مرة واحدة وكأننا وقفين في وسط عاصفة.. لكن العيال لا يبالوا بحاجة.. كملوا تهليل وراحوا داخلين ولحظات وبقوا في الملعب، وبعد شويه من الإحتفال بدخولنا وفرحتنا نظمنا الماتش وأبتدينا نلعب، الصراحة يعني الروح اللي كنا حاسينها كفيلة تخلينا نلعب عشرين ماتش طول الليل ومانزهقش.. ودة اللي حصل بالظبط.. لعبنا لحد ما الوقت سرقنا وماحسيناش بيه، وقتها كلنا إبتدينا نحس بالتعب، في اللحظة دي صاحبنا رامي طلب بريك وقال لي.. 

_بريك ياشباب، عاوزين نشوف التايم.. 

رديت عليه.. 

_يلا بريك.. شوف الساعة كام.. 

طلع يجري على حاجتنا اللي مركونة في جنب ومسك التليفون بص فيه، رجع بصلي وقالي.. 

_بقولك أيه.. بص كدة على تليفونك شوف الساعة كام أحسن تليفوني واقف على وقت ماجينا.. 

_طيب، حاضر.. 

طلعت أجري على تليفوني بصيت فيه لقيته برضه واقف على ميعاد ماجينا، بلمت للتليفون، هو فيه ايه؟.. تليفوناتنا الاتنين ايه اللي جرالهم؟  فضلت أقلب في تليفوني وأحاول اشوف ماله بس ماشتغلش، ندهت قولتله.. 

_ولا يارامااي؟ تليفوني هو كمان مش شغال، حد يبص في تليفونه يشوفه كدة.. 

ساعتها كله بص في تليفونه وكل التليفونات واقفة على  ساعة واحدة ونفس الوقت.. وقت دخولنا الملعب، كلنا بصينا لبعضنا وقولتلهم.. 

_ طب حد معاه ساعة؟ 

حسام قالي. 

_أيوة إستنى.. 

بص في الساعة لقى الوقت دخل على ١مسائا.. قالي.. 

_ياليلة زرقا؟  الساعة ١ ياشباب، إحنا إتأخرنا قوي.. 

خبطتت بايدي خبطتين وأنا بقول له.. 

_طب يلا ياحسام يلا ياشباب.. 

صفرت في الصفارة اللي في رقبتي بستخدمها في الماتشات بتاعتنا وقولتلهم

_ يلا بينا هنروح.. 


دقايق على مالمينا حاجتنا وإستعدينا نطلع من النادي،أستنينا لحد ما الكل لم حاجته، بس، مرة واحدة صاحبنا ويبقى واحد من الفرقة معاذ سأل على حمام، والصراحة مكنش وقته خالص، الشباب وقفوا كل واحد يقول له كلمه، بس إتدخلت بسرعة وقولت له.. 

_احنا هنجيب حمام منين دلوقتي يعني؟  تعالى بقى ندور على مكان في المبنى اللي باين بعيد دة..****

_يلا ياباسم، معلش ياجماعة بقى. 

صاحوا كلهم وقالوله يلا ياعم خلص، خدته وروحنا ندور على حته يدخل فيها الحمام، بس مكنش فيه حوالينا أي معالم واضحة غير مبنى بعيد عننا خااالص، باين على مدد الشوف، مبنى شكله ضلمة ومهجور كمان،صراحة بصيتله وانا على آخري منه قولتله.. 

_يعني خلاص يامعاذ؟ مش قادر، تستحمل لحد ماتروح؟ دا انت غريب ياأخي والله! 

رد عليا.. 

_ماخلاص بقى ياعم باسم، المبنى أهو وصلنا..

دخلنا المبنى وحتى  في المدخل مالقيناش باب واحنا داخلين، المكان عبارة عن أوض في كل ناحية مالهاش أبواب، فيه سلم مطلع على دور تاني  ، شكله كدة  المبنى الإداري الخاص بالنادي، أوض المبنى بالضلمة المخيمة على المكان كفيلة تشيب شعر بدنك بالكامل.. المهم اني قولتله.. 

_خش ياصغير إخلص بقى وخلصنا. 

 الواد تنح لي وقال لي.. 

_أخش فين ياكابتن؟ أنا مش داخل ولا أوضة من دول من غيرك.. 

_يالهواااي!.. إخلص يامعاذ عشان خاطري هخرب عليك.. 

 راح مزعق وقال لي.. 

_ماحاضر بقى.. 

والمهم انه سابني وفضل يبص في المكان وأختفى لحظات.. في اللحظات دي بقى أنا وقفت أتفرج على الاوض وأتلفت يمين وشمال وفجأة سمعت صوت غريب، إبتديت أقرب من مصدر الصوت والصراحة إني مكنتش قادر أفسر الصوت دة إيه بالظبط!  هو صوت واحدة ست!  ست بتتألم.. لا.. دي ببتوجع.. صوت آهات غريبة جدًا طالع من أوضة من الأوض، فضلت متتبع الصوت لحد ماوصلت لأوضة.. الأوضة دي الوحيدة اللي ليها باب، الباب كان متوارب، زقيته بالراحة بإيدي وشفت قدامي منظر أتكسفت أبص له.. أنا شايف قدامي راجل وست مع بعض في منظر مش لطيف ،بصيت في الأرض بسرعة وبعد ماوطيت في الأرض رفعت عيني تاني على اللي قدامي، وفجأة لقيت حد تالت طالع من ركن من أركان الأوضة ماسك في إيده ماسورة حديد ورفعها لفوق ونزل بيها خبطة على الراجل وقع سايح في دمه، ونفس الكلام مع الست هي كمان.. على صرختها طلع معاذ من مكان ماكان ومعالم الخوف والرعب باينة على وشه،  وفجأة  كل حاجة حوالينا  سكتت.. معاذ  بص لي وسألني بصوت عالي.. 

_فيه إيه ياباسم؟ مين اللي صرخ كدة؟ 

_معرفش.. يلا نطلع من المكان دة.. 

_المكان دة مش مظبوط على فكرة،  انا شفت ناس فوق شكلهم غريب ومرة واحدة إختفوا ، فيه حاجة غلط.. 

_طب يلا يامعاذ، يلا نطلع من هنا.. 

خدته وطلعنا على برة، وإحنا طالعين سمعنا أصوات لناس كتيرة ورانا، كأننا ياصاحبي في مبنى من المباني الإدارية في عز النهار.. المهم وانا وهو سامعين الأصوات دي حوالينا كملنا طلوعنا على برة، ولقينا صحابنا هما كمان صوتهم عالي وكل واحد فيهم بيجري في ناحية.. إندفاعنا عليهم من جوة، والهرج والمرج اللي  هما فيه خلاني وقفت أصفر  تاني عشان يقفوا ساكتين ، كل واحد فيهم وقف مكانه، بصيت لهم وانا بسأل.. 

_ايه اللي بيحصل؟ 

ردوا عليا.. 

_الملعب دة مش طبيعي.. 

_إيه اللي حصل بالظبط؟ 

رد حسام.. 

_واحدة ظهرت قدامنا فجأة، وفجأة إختفت.. وفجأة برضه حاجتنا مش لاقيينها، احنا مش فاهمين حاجة ومن ساعتها واحنا بندور على شنطنا في كل مكان، بس مش لاقيينها برضه.. 

_يعني إيه؟ حاجتكوا راحت فين؟ 

_معرفش ياباسم، إحنا مش فاهمين حاجة.. 

_طب يلا نروح.. يلا بينا ياشباب.. 

إتجمعنا كلنا وطلعنا من نفس المكان اللي دخلنا منه، هو بمعنى أصح كنا كلنا بنجري بعيد عن الملعب ومشغلناش بالنا بقى الحاجة راحت فين.. دة حتى الموبايلات بتاعتهم بكل حاجة اختفت ولولا  اني كنت حاطط تليفوني في جيب السويطر بتاعي كنت هخسره أنا كمان.. المهم اني خدت الشباب وبعدنا عن المكان.. كل واحد منهم كان بيهلل بطريقته والدوشة مع العدد اللي موجود عاملة صوت عالي، لكن مرة واحدة صوت حسام قطع الدوشة وهو بيقول.. 

_باااس.. أهدوا كدة؟ مش شنطنا اللي هناك دي برضه؟ 

بصينا كلنا لهناك ناحية شجرة مش ظاهرة كتير في الضلمة ولما بصينا لقينا فعلا الشنط وحاجتنا كلها مرمية على جنب، مانعرفش إيه اللي جابها هنا، طب جت أزاي وإمتى واحنا كلنا جوة أساسا! ساعتها أنا سألتهم.. 

_جماعة!  لو فيه حد لذيذ وبيعمل معانا الحركات دي روشنة يعرفنا والنبي.. خلاص حلو المقلب وهنعمل في رمضان اللي جاي رامز في الملعب بس قولوا مين الي طلع الشنط هنا؟ 

صوتهم اللي علي بالضحك إستفزني، مسكت الصفارة نفخت فيها بغيظ ووقفت أكلمهم بنرفزة.. 

_بقولكوا إيه!  الكلام مش كوميدي خالص علي فكرة، فا لو حد فيكوا اللي عامل المقلب دة يخلص ويقول.. 

المجموعة كلها ردت، اللي قالي ياباشا وإحنا هنعمل مقلب ليه، واللي قالي واحنا هنوقف الموبايلات ازاي!  الصراحة كلامهم منطقي.. لكن اللي قطع الحوار المرادي، صوت واحد من الفرقة، ملامحه كلها إندهاش لما قال الجملة دي: 

_فهمي.. فين فهمي ياجدعان فهمي فين! 

كلنا بصينا ناحيته وسألنا. 

_فهمي مين؟ 

_أخويا، أخوي، اخويا الصغير ياجدعان ماتهزروش.. 

قولتله.. 

_انت ازاي طلعت من هناك من غيره أصلا! 

رد بإرتباك.. 

_أنا طلعت معاكوا وبيتهيألي انه ورايا.. انا معرفش راح فين دة!

قولتله طب خش بسرعة تاني، خش بسرعة أنت وحد من الشباب شوفه.. 

بصلي وقالي.. 

_يستحيل ادخل لو محدش جه معايا ياباسم.. 

رديت عليه.. 

_ماتخافش ياا.. انت إسمك ايه؟ 

قالي.

_محروس.. هاه!  شوف مين هيخش معايا جوة.. 

_ياشباب؟ حد هيخش معاه؟ 

 كل واحد وطى خد شنطته وإتسحبوا واحد ورا واحد  وابتدوا يمشوا وكانهم ماسمعونيش أصلا.. بصيت لمحروس وقولتله.. 

_ماتقلقش.. انا جاي معاك يلا بينا.. 

قالي.. 

_ وانت ذنبك إيه بس! روح انت معاهم وانا هروح أشوف اخويا فين.. 

_يلا ياكابتن محروس، متخافش أنا معاك.. 

الفريق بعد عننا شوية، لكن حسام وقف من بعيد يكلمني ويقولي. 

_بقولك ايه ياباسم!  هو تبع مين دة؟ 

قولتله.. 

_والله ماعارف ومش وقته، المهم اننا ندخل نلحق اخوه.. 

_طب أنا داخل معاك.. 

رد محروس.. 

_تعالى معانا ياحسام أنا مش مطمن.. 

ساعتها حسام سأله.. 

_بقولك ايه هو إنت أول مرة تبقى معانا النهاردة صح كدة؟ 

قالي.. 

_أيوة النهاردة أول يوم معاكوا وكنت ناوي أجرب النهاردة الفرقة والمرة الجاية أسجل إشتراك أنا وفهمي، 

وطى في الارض وعنيه دمعت وكمل.. 

_بس يظهّر بقى مالناش نصيب معاكوا. 

قولتله.. 

_ماتقولش كدة ليه التشاؤم دة! وبعدين احنا مبنسجلش بأسامي ولا بتاع دحنا فرقة على الله أصلا.. 

محروس أبتدى يضحك وحسام ماشي ورايا بس خطواته كلها ترقب بشكل غريب، في اللحظة دي كنا قربنا من الملعب تاني وسمعنا صوت شاب صغير بينادي من بعيد.. 

_محروس!  يامحرووس! 

محروس سابنا وطلع يجري ناحية الصوت وفضل يزعق بعلو صوته.. 

_فهماااي.. فهمي انا اهو. 

جرينا وراه ووقف، وقفنا وراه قدام فتحة السلك اللي فتحناها أول مادخلنا، كان بينادي بصوت عالي برغم إن فهمي اللي بينده عليه دة كان قدامنا على طول بس جوة الملعب، فجأة محروس سابنا ودخل من السلك، وفجأة برضه شايفين فهمي دة من جوة واقف بيتنفض من الخوف  والتاني عدا له، مرة واحدة طلعت حاجة مانعرفش هي إيه من جوه المبنى طيرت راس الواد اللي اسمه فهمي، ووقف محروس يصرخ.. 

_فهمي.. فهمااااي. 

كإننا بنشوف فيلم سينما.. الشاب اللي دماغه اتقطعت وقع قدامنا كإنه ممثل في فيلم رعب والدم فاير من رقبته بيضرب لفوق.. والتاني واقف بينادي يافهمي يافهمي.. وفجأة.. بنبص عالجثة لقينا مفيش لها أثر أصلا..واللي إسمه محروس دة إتبخر قدامنا زي الدخان، كأنه دخان إسود.. طبعا مش قادر أوصفلكوا شكلي أنا وحسام ساعتها، بصينا لبعض، ومحسيناش بنفسنا غير وإحنا بنطير جري من المكان دة، طلعنا نجري لحد ماظهر قدامنا نور ولقينا الشباب مستنييننا هناك، شكلهم قلقوا علينا لما إتأخرنا عشان كدة وقفوا، ساعتها ابتدوا يبصولنا ويسألوا.. 

_فيه ايه مالكوا؟ 

خدت نفسي بالعافية وإبتديت أتكلم.. 

_ يلا نمشي من هنا بسرعة، يلا نمشي من هنا.. 

معاذ بصلي وسأل.. 

_فيه ايه ياكابتن؟ 

قولتله.. 

_يلا بالله عليكوا.. يلا نروح بيوتنا.. 

التيم كله إبتدا يسمع كلامي واتوجهنا كلنا على بيوتنا وطبعًا لإننا مالقيناش مواصلات في المكان في الوقت المتأخر دة أضطرينا نروح مشي.. وبعد مشي كتير وصلنا بيوتنا الفجر.. روحنا نمنا زي المقتولين..عدى الليل وقومت الصبح والتفكير هيموتني.. مين الناس اللي ظهرت قدامنا في الملعب دول! وايه حكاية الأرض دي أصلا؟.. طب أنا هعرف منين وألاقي جواب لكل الاسئلة دي إزاي؟..طلعت من أوضتي عالحمام عشان الاقي بابا قاعد على كرسي في الصالة، شكله كدة كان مستنيني لما اصحى، لأنه ساعة ماشافني بصلي من فوق لتحت، أتاوبت وقولتله.. 

_صباح الفل يابابا، عامل ايه؟ 

رد عليا.. 

_وهيجي منين الخير وانت مش عاوز تلم الدور؟ كنت فين طول الليل ياباسم؟ 

آه!! صبحنا وصبح الملك لله..انا كدة يومي مش معدي، أرد اقوله ايه؟.. المهم اني لفيتله بوسته في خده وقولتله.. 

_ عامل إيه يابابا ياحبيبي؟.. تصدق وحشتني؟ 

_والله؟.. إستهبل ياولا، كنت سهران فين ياصايع انت؟ 

 نزلت على ركبي وقولتله بترجي وضحك.. 

_والله العظيم ماصايع ولا حاجه، أنا كنت مع التيم بنلعب كورة. 

_تاني ياباسم؟  كورة وتيم تاني؟  مش كفاية اللي كان حاصل من اسبوعين تلاتة! 

_ والله يابابا لعبنا بعيد عن البيوت خالص المرادي دحنا حتى طخينا حتة مشوار ابن لاذينة وروحنا مكان غريب قوي.. دحنا اتبهدلنا يابابا.. 

بابا ابتدى يسمعلي بإنتباه.. وبصلي وقالي.. 

_مكان إيه دة؟ 

_دة ملعب قديم كدة، بس بعيد عننا، وتقدر تقول كدة أغرب مكان دخلته في حياتي. 

ركز معايا أكتر واتعدل في قعدته وقالي.. 

_ملعب إيه؟.. الملعب القديم؟ 

_ايه الملعب القديم دة؟ المكان اللي انت تقصده فين يابابا؟ 

_دة عند التلة العالية، برة البلد.. 

_أيوة هو، دة ماله بقى المكان دة، تعرف عنه حاجه؟ 

إتعدل في مكانه وقالي.. 

_انت ايه اللي وداك هناك بس؟.. مش انا بقولك انت مش ناوي تجيبها لبر بسبب الكورة ولعب الكورة؟ مش لاقي الا الملعب دة وتروح تلعب فيه؟  دة ملعب مهجور أساسًا ومحدش بيروحه ولابيقربله وكل اللي بيروح هناك بيتأذى، اللي بيروح هناك بيرجع ملبوس.. 

ضحكت وقولتله.. 

_إنت بتقول ايه بس يابابا؟  كل اللي بتعمله دة عشان مالعبش كورة تاني؟

_لا يافالح.. المكان دة مسكون فعلا، ماتروحش هناك لوحدك، هتتأذي . 

هتإذي؟ هتإذي إزاي يعني وايه اللي هيإذيني؟ هو ابويا خايف عليا فعلا ، بس معتقدش إن الملعب خطر للدرجادي، ماحنا روحنا ودخلنا وطلعنا اهو ومحصلناش حاجة.. ماعلينا، المهم إني فطرت وقضيت اليوم ونزلت عملت كذا مشوار، وبالليل كنت في طريقي للبيت.. قبل بيتنا يجي بشارعين، حسيت بحد ماشي ورايا.. إتلفتت ورايا مالقيتش حد ورجعت بصيت قدامي وكملت طريقي تاني.. بالرغم من إني بصيت مالقيتش حد بس سامع صوت أنفاس بتقرب مني، على مايبدوا إني مش لوحدي في الشارع، .. لقيت رجليا بتخطي بسرعة، قلبي بيدق بقوة وفجأة حد عدى من جنبي، حسيت ببرودة  شديدة وكأن هوا هيطيرني ، بصيت عاللي عدا مالقيتش غير خيال بيتحرك ، بعد لحظات حسيت تاني بأنفاس ورايا، لسة هبص ومرة واحدة نفس الهوا عدا من جنبي تاني .. بصيت قدامي شوفت واحدة ست واقفة وواقف جنبها حد تاني بيتكلموا لغة مش مفهومة زي ماتكون برازيلية، الست شكلها وخصوصًا لبسها اللي لابساه لفت انتباهي.. لابسة تايير عبارة عن جيبة سودة وجاكيت نفس اللون تحتهم بلوزة بيضة، لابسة على راسها طاقية كبيرة . الهدوم دي مش بتاعت وقتنا خالص.. مع تركيزي بصيت في ايدها، لقيتها شايلة حاجة عجيبة، حاجة شبه صينية دائرية كدة صينية أربع تدوار كل دور منهم متعلق فيه خطافات كتيرة وكل خطاف متعلق فيه شكل.. ركزت في الأشكال اللي نازلة من الخطافات عشان اعرف ايه دة،  لما ركزت اكتشفت إن اللي نازل من الخطافات دي أدمغة.. روس بشرية بس حجمها صغير قد حبة الطماطم.. فضلت أبص للست وللشئ الغريب اللي في أديها وأنا ميت من الرعب وهي بتقرب مني ومع قربها برجع لورا، فجأة ظهر قدامي حد تالت غير اللي معاها، كان نايم في الأرض وشكله مرعوب، مرة واحدة قالت للي جنبها حاجة وطى في الارض دبح الراجل التاني وقطع دماغه اداهالها.. مسكتها بإديها وفضلت تبصلها وتضحك وخدتها ومشيت، فجأة هما التلاتة إختفوا من قدامي زي الدخان .. أنا طبعًا كنت واقف هتجن من اللي بشوفه، المهم اني خدت بعضي وكملت مشي لحد البيت، وقت ماوصلت كنت حاسس اني هتجن.. كل اللي بشوفه دة من يوم ماروحت الملعب.. إيه اللي بيحصل بالظبط! لما دخلت لقيت بابا في وشي، بصلي جامد وسألني.. 

_مالك ياباسم؟ في ايه تاني؟ 

بلعت ريقي وقولتله.. 

_مفيش يابابا، تعبان شوية.. 

_يابني ماتتكلم فيك ايه! 

قولتله.. 

_بابا.. أنا محتاج أسمع منك حكاية الملعب القديم، أنا مش بخير من ساعة ماروحت المكان دة.. 

_طب أقعد.. ايه اللي حصل، مالك ياباسم؟ شوفت ايه

 ولا حصلك ايه؟ 

_بشوف حجات غريبة من ساعتها يابابا، ناس بتظهر وناس بتختفي، وست كدة شكلها غريب بتعمل حجات أغرب.. 

قاطعني بضحكة وقالي.. 

_تبقى ظهرتلك.. 

_هي مين طيب؟ 

_تالورا، عفريتة الملعب.. قباضة الأرواح. 

_تبقى مين تالورا دي، ومالها ومال الملعب؟ 

_هحكيلك.. تالورا دي روح ساكنة المكان..روح صاحبة الملعب القديم.. 

_إسمها غريب قوي.. وأكيد حكايتها أغرب.. 

_ تالورا كانت ست مكنش حد يعرفها اصلا، ست برازيلية بس مريبة، شكلها بلبسها كدة فيه غموض.. 

قاطعته.. 

_استنى استنى.. أوصفلي لبسها..

_جدك اللي شافها وهو عيل صغير.. بيقول أنها كانت بتلبس تايير أسود أو أي لبس اسود، 

قاطعته.. 

_هي، هي الست اللي شوفتها..كمل يابابا وبعدين؟ 

_المهم يعني، تالورا كانت أم لولاد كتير وخليتهم كونوا هما وأصدقائهم فرقة للعب الكورة ..لما جت تأجر أرض الملعب عجبها المكان واشترته بدل الإيجار، قسمت الأرض لجزئين  مكان عملته ملعب كبير، وجزء عملته بنايه.. وبعد فترة كبيرة من تجهيز المكان إشتغلت مباريات كورة القدم فيه،  بس الفرق اللي كانت بتيجي تلعب فرق أجنبية، كل ماتيجي فرقة وتلعب ماتش، تختفي ومايلاقوهاش.. حوالي خمس فرق لعبوا الماتشات قصد فريقهم، بس كانوا بيختفوا.. محدش يعرف بيروحوا فين ولا إيه اللي بيحصل لهم، لكن بعد فترة، إكتشفوا إنها بتطبق القانون البرازيلي على الفريق الخسران.. 

_بتعمل إيه يعني؟ ايه القانون البرازيلي دة؟ 

_فيه ناس بتقول إن زمان في بداية لعب الكورة، عملوا قانون بإن الفرق تلعب قصاد بعضها،  والفريق اللي يخسر فيهم كل اللعيبة روسهم تتقطع وتتاخد تتحنط كإنها عبرة للفرق اللي بتخسر ، هي طبقت القانون دة على كل الفرق اللي خسرت، كل فريق يخسر تاخد الأعضاء تدبحهم، وتفصل الراس عن الجسم وتحتفظ بالادمغة. 

قاطعته بإندهاش.. 

_ايه دة!  قانون إيه دة اللي يخليهم يعملوا كدة في الفريق الخسران.. 

_دة قانون الناس إخترعته زمان في بداية لعب الكورة، الفريق اللي يخسر يبقى عبرة لغيرة.. فيه ناس بتقول إن الي إتقال عن إختراع القانون دة مش صحيح، وفيه ناس بتقول أنه حقيقة، بس المهم إن تالورا عملت كده، الناس الي عرفوها قالوا إنها كانت ست دموية ومتعصبة للكورة، كانت بتشوف الماتشات وتنفعل معاها بشكل مش طبيعي، الغريب إن الجمهور اللي بيشجع الفرق الي اختفت هو اللي  إكتشف اللي عملته في الفرق، الجمهور ساعتها ثار وهاج وقرروا ينفذوا فيه نفس اللي عملته في الفرق اللي اختفت، حكموا عليها هي وفريقها بمباراة غريبة، وكان شرطهم في المباراة دي لو خسرت الفريق كله يتقتل بالطريقة البشعة دي.. وفعلا.. الفرقتين نزلوا قصاد بعض لعبوا المباراة، وخسر الفريق بتاعها، وطبقوا القانون عليها هي وولادها وأصدقائهم.. وإتقتلت تالورا بنفس الشكل اللي قتلت بيه أعضاء ٥فرق.. 

_ياااه!  إيه الحكاية غريبة دي؟ 

بابا ضحك وهو بيقول.. 

_إنت مفكر الموضوع خلص لحد كدة؟ 

_أكيد لأ وإلا مكانتش بقت بتظهر للناس بالشكل المرعب دة.. كمل الحكاية.. 

_زي مانتا بتقول كدة، لعنة تالورا والناس اللي ماتت ماسابتش المكان، المكان إتسكن بالعفاريت، الناس بقت تشوف فيه خيالات وأرواح وحركة.. فجأة المبنى اللي كان مليان حركة ولعيبة رايحين جايين، بقى مساحة كبيرة فاضية، كل الي يروح هناك ياإما يختفي!  يايرجع حاصله حجات أغرب من الخيال، اللي راح لدكاترة نفسيين، واللي  جابلوله شيوخ تعالجه من الاذى اللي طاله من تالورا وعفاريتها. 

سألته.. 

_وبعدين؟ الناس بطلت تروح الملعب فعلا؟ 

_ بطلوا.. وبعدوا عنه، بس الناس استغلت ان المكان فاضي وبقى وكر للمصايب..اتعمل فيه كل المحرمات، لدرجة إن حصل فيه حوادث كتير سمعنا عنها، ناس كتير ماتت جوة، وحوادث كتير حصلت، من ضمنهم واحدة ست هي وعشيقها جوزها قتلها في النادي، كانت بتخونه وجوزها عرف قتلها هناك، لما الدولة لقت المكان بقى وكر للإجرام والمصايب السودة دي، قررت تاخد المبنى تعمله مبنى إداري 

خاص بالأندية، وكل اللي اشتغلوا فيه ياأما ماتوا، أو حياتهم إتدمرت برضه، المكان مافضلش شغال كتير، إتقفل على طول.. ومن وقتها وهو محدش بيقدر يروح عنده، اللي بيدخل النادي مابيطلعش.. أو بيطلع وبيشوفها، ونهايته بتكون الموت، عمومًا أنا حكيتلك حكاية المكان الملعون دة وكل قراراتك في إيدك.. ادعي ربنا يبعد عنك الأذى.. 

 رديت قولتله.. 

_يارب يابابا..  ربنا يستر.. 

بابا قام وسابني، بس سابني تايه وحيران.. طب انا دلوقتي مفروض اني بشوف تالورا الملعونة دي، يعني انا كدة هموت ولا إيه؟ ماهو على حسب كلامه مش بتسيب حد يدخل الملعب ويخرج غير ميت.. 

المهم ان الأيام مرت وأصحابي أتقطعت عن أصاحبي مرة واحدة، وفي يوم بعد فترة يجيلي إتصال مش متوقع من واحد من أصحابي.. 

_ألو.. أيوة ياباسم 

_ألو، معاذ.. حبيبي انت فين بقالك فترة! 

سكت شوية ورجع إتكلم بحزن. 

_ موجود ياباسم، بء

قاطعته.. 

_بقولك إيه.. عاوزين نلم الفريق ونروح أي مكان نسهر.. 

سكوته خلاني إستغربت، قولتله.. 

_انت ساكت ليه يابني فيه إيه؟ الشباب فيهم حاجه؟ 

 بعد سكوت حوالي نص دقيقة رد.. 

_أيوة ياباسم، حسام ورامي ونص الفريق عملوا حادثة وواا.. 

_وإيه يامعاذ، إنطق! 

_البقية في حياتك ياباسم.. نص صحابنا ماتوا.. 

صرخت في وشه.. 

_إنت بتقول ايه؟ بتخرف انت ولا إيه؟ 

_اجمد ياباسم.. دة قدرهم.. 

قفلت السكة في وشه من غير ماحس، وسرحت في ملكوت تاني.. معقوله تكون لعنة تالورا إبتدت معانا احنا كمان؟ ياترى إيه اللي هيحصلي انا كمان في المستقبل! هعيش في سلام، ولا لعنة تالورا هتطولني ومش هتسيبني غير وأنا ميت! 

تمت.. 




تعليقات