رواية شغفي الفصل العاشر،والاخيربقلم قسمة الشبيني
لا يصدق المجهود الذى دفعتهم جميعا لبذله خلال الأيام الثلاثة الماضية وقد وصلت لمسامعه بعضاً من تذمرات الجميع لكنها لم تتراجع حتى أتمت كل ما تمنت.
لا يصدق أنه يقف حالياً بغرفته بالمشفى يرتدى بدلة الزفاف التى أصرت على تغيرها خمس مرات حتى كاد دياب يفقد عقله وصرخ بها
- ما تاچى تختارى من المحل تريحى روحك وتريحينى
- مش فاضية
هكذا أجابته ببساطة وكم اتسعت ابتسامته حين تذكر وجه دياب في تلك اللحظة وقد خيل إليه أنه سيتفجر.
فتح باب الغرفة ليعبره عمه
- خلاص يا حسام ؟
- خلاص يا عمى انا جاهز
- طيب يلا بينا ايمى رنت عليا تستعجلك حسن هيسوق عربية الزفة ودياب راح يجيب مراته ومستنى على أول الشارع
- تمام بينا
أوقفه عبدالرؤوف ليضمه بمحبة فهذا الشاب هو شبيهه الذى يتمنى أن يحصل على قسط وافر من السعادة حرم هو منها.
انطلقت السيارات وقد تفاجأ حسام بزملائه ليبدأ الصخب بينهم مما اشعره بالسعادة وحلقت ضحكاته يسمعها الجميع ولا بأس من إعلان صاخب لسعادته التى عاش يحلم بها
رفضت التوجه لمركز التجميل واعتمدت على نفسها فى زينتها الشخصية وكانت المرة الأولى التى يقابل فيها اخويها ورغم ذلك عجزت الدنيا كلها عن سحب نظراته عنها.
تعلقت الأعين وتعانقت القلوب فى مشهد وثقته كاميرا واحدة وقد احترم الجميع رغبة آيلا فى عدم اختراق خصوصيتها والتقاط صور ترفضها هى .
اتجهت السيارات إلى موقع التصوير ليزداد الجنون.
ضغط دياب دواسة البنزين لتسرع سيارته حتى حاذت سيارة العروسين ليبدأ التسابق بينه وبين حسن
صرخت آيلا بينما أخرج حسام رأسه من شباك السيارة صارخاً
- مش هتحصلنا يا تنين دوس يا حسن
زاد حسن سرعة السيارة بشكل افزعها لتصرخ مرة أخرى وتتمسك بذراعه
- لا يا حسام انا خايفة بجد
- خايفة من إيه يا آيلا ؟
لكنها لم تجب بل صرخت على غير عهدها
- لا . لا هدى السرعة أو وقف انا مش هتحمل كده
بينما فى سيارة دياب بمجرد أن سمع صراخ حسام المتحدى له حتى زاد هو أيضاً من سرعة السيارة لتتشبث دينا بالمقعد وتزوغ نظراتها بينه وبين الطريق .
ارتفعت ضحكاته مع تقدم المزيد من السيارات في محاولة لتخطيه ليعوق حركة الجميع متصدراً الموكب
رفعت كفها تضغط فوق صدرها الذى يأن لسرعة خفقات قلبها ولهثت فى طلب الهواء قبضت على كفه بقوة فحازت على كامل تركيزه ليترنح رأسها في اللحظة التالية وببراعة التقط بدنها المترنح خوفا من إصابتها وهدئ سرعة السيارة بشكل مثير للقلق حتى توقف جانباً
- دينا! دينا ردى عليا خلاص حجك على راسى ماهعملش أكده تانى ، دينا فتحى عينك چرى إيه ؟
سحبها بالكامل لمقعده وهو يبحث حوله عن عطر يمكنه استخدامه وهو يكاد أن يصفع نفسه فقد صحبها للزفاف ورفض صحبة الصغار ليحظى بوقت مميز معها يمكنه أن يمرر به سوء ما حدث في الفترة الأخيرة لكنه رغم ذلك عاد واغفل وجودها
........
استجاب حسن لخوف آيلا فوراً دون أن ينتظر رأى حسام وسمح لدياب بالتقدم وبالفعل تقدمت عدة سيارات
- خلاص يا آيلا ماتخافيش
قربها منه بينما عينيه تنظر للخارج ليرى توقف سيارة دياب المفاجئ.
- دياب ركن ليه قرب منه يا حسن
اقترب حسن ليصف سيارته مخالفا بجوار سيارة دياب لتتضح الصورة
- دينا فقدت الوعى طبيعى مع الجنان بتاعكم خليكم هنا
رغم أنها تصرخ إلا أن حسام لم يشعر بالغضب فيبدو أن خوفها لازل يقود انفعالها
أسرعت إلى سيارة دياب تحاول مساعدة دينا التى استجابت سريعاً
- انت كويسة ؟
تساءلت آيلا لتهز دينا رأسها بضعف
- دياب شربها حاجة مسكرة ضغطها شكله واطى نبضها مش منتظم وبلاش جنان
غادرت السيارة بحدة لتنظر دينا حولها فتفزع من وضعها رغم أن دياب لم يتحدث ببنت شفة ، حاولت الابتعاد ليتمسك بها أكثر يضمها لصدره يروى فزعه بقرب امانها.
- دياب هملنى الناس بتتفرچ علينا
- اخد نفسي يا دينا باخد نفسى
قطع لحظته صوت حسام الذى صاح منبها
- قدام الحكومة كده عينى عينك فعل ايه ده يا تنين جيلك ؟
تركها لتفر للمقعد المجاور بينما التقط دياب علبة المناديل وقذفها باتجاه حسام الذى التقطها ضاحكا
- تبقا تحصلنا على السيشن بااااى
تحركت السيارة مرة أخرى لتنظر آيلا خارجا بضيق فهى أرادت يوماً مميزا لم يكن الفزع الذى شعرت به ضمن مخططها لليوم .
وصلت السيارات لموقع التصوير ولازال الحزن يطل من ملامحها لتغير شقيقتها مزاجها بصرخات حماسية
- واو آيلا الزفة كانت amazing
- قولى لها يا مادى احسن شكلها هتنكد على أخويا
ضحكت مادى وحسن بينما أحاط حسام خصر آيلا وقربها منه مشاكسا
- خليكم انتم الاتنين بعيد عننا مراتى تعمل فيا اللى هى عاوزاه
تقدمت برفقته وقد شعرت بالرضا لمجرد هذا القرب وهذا الدفء الذى يرضيها.
........
-احسن؟؟
تساءل دياب وهو يجلس يراقبها بقلق
- انا زينة يا دياب ماتخافش
- مااخافش؟ ده انا جلبى وجف. صحيح زرزورة حتى جلبك خفيف كيه الزرزورة.
تهربت عينيها منه فكم تعشق هذا اللقب الذي يظهر لها عبره أنه يحتفظ بكل ذكرى بينهما
- وبعدهالك يا دياب ماهنلحجش الزفة أكده
- ماشى يا دينا بس خلعة جلبى دى ليها تمن لما نروح
قاد بروية وقد أقسم بينه وبين نفسه ألا يعود لجنون السرعة ما حيا فمجرد فكرة إصابتها مكروه تلزمه إجراءات السلامة
.............
طريق العودة كان يسيرا ولم يحدث نفس جنون طريق الذهاب لكنه لم يخل من بعض المشاكسة من سيارات الجميع ليتخذ حسام سوء القيادة ذريعة له ويحتفظ بها قرب قلبه طيلة الطريق.
بدأت رحلة الوداع وكانت عكس توقعاته فهو يرى غالباً العروس تتشبث بذويها ويرى أحيانا بعض الدموع أما ما يراه أمامه لا يعبر إلا عن بهجة حقيقية تتسرب من ضحكاتهم إلى قلبه .
غادر الجميع وصعدت برفقته تتهرب من نظراته، لقد كانت تتزين بالجرأة طيلة الأيام الماضية وتنتظر اللحظة التي يصبح لها حقا معلنا دون الجميع لكنها كانت تجهل أن تحقق هذه الأمنية سيقترن بكل هذا الخجل.
أغلق الباب ليسحبها فوراً وكأن هذا العناق هو ترياق الحياة التى سلبت منه.
الدفء؛ أهم ما يميز كل قرب منه هو موجة عاتية من الدفء تطمرها فتستكين كل حواسها دفعة واحدة وهذا ما حدث.
لا تفهم ثورة المشاعر التي تنبعث فور تشبعها من دفئه لكنها تحب هذا الشعور.
- أخيراً يا آيلا انا مش مصدق سرعة الأحداث اوعى بعد شوية افوق ويكون حلم
- حلم!! انا حلم يا بيبى
- انت أجمل حلم حلمته وحاربت علشانه وفضلت اخسر لحد ما قربت أصدق أنه مش حلمى وفى لحظة كل حاجة انقلبت وربنا حقق لي حلمي.
- تعرف انى كنت حابة جناتك! كنت بنتظره وانكر واقول أنه مضايقنى بس لما غاب لقيت يومى مالوش طعم، مفيش روح فى يومى من غيرك.
أبعدها برفق يتطلع إلى هيئتها، زينتها البسيطة، فستانها المحتشم البسيط الذي يخبره بالكثير عن طبيعتها العفوية .
تحركت عينيه تحصى قسماتها الغالية دون تأنيب ضمير أو لوم داخلى .
كم هى فاتنة!
حاجبان رقيقان بلون أشقر
عينان يمتزج فى جوهرتهما اللونين الأخضر والبنى بتمازج مبهر .
انف حاد يعود مؤكداً لأصول امها
وشفتيها المهلكة حيث امتلاء بلا اكتناز ثم وجهها المضئ ليس لبياض بشرتها فقط بل يعبر عن روحها .
بدأت أنامله تتحرك لتزيح حجابها فيسمح لخصلات شعرها القصيرة أن تضم وجهها لتكتمل فتنتها التى أصبحت له وحده
- سبحان من صورك
عادت برغبتها أو رهبتها لصدره علها تتمكن من تمرير هذا الموقف لتتردد فى عقله تنبيه شقيقتها الصغرى التى أخبرته بلا حرج أن يكن حريصاً فشقيقتها تجهل كيفية التعامل مع الرجال.
سارت معه بخطوات لم تميز اتجاهها لكنها همست متسائلة
- هنصلى؟
- اكيد
...........
يرفض الاستسلام لغفوته فقد اشتاق هذا القرب منها، نومها فوق صدره بهذه الطريقة يعيده بمشاعره كاملة للأيام الأولى من زواجهما.
تلك المجنونة الصغيرة تغار من ابنتها
انشقت شفتيه عن ابتسامة راضية فيبدو أنهما فى طريق استعادة روحها الطفولية التى يعشق.
سيكن أكثر حرصا مستقبلا فهى ستظل للأبد المرأة الأولى بقلبه .
همهمت وهى تبعد رأسها عن صدره لتحتل البرودة موضعها
- دياب بعدك مانعستش؟
- نامى يا دينا
ارتخت اجفانها فوراً بعد همسته الراجية فهو بالفعل يحتاج للمزيد منها .
.............
تمر الأيام سريعاً.
حاول حسام أن يستعيد لياقته البدنية واستقراره النفسى بعد الحادث وأخيراً وبعد ستة أشهر كاملة عاد لعمله لكن لم يعد لنفس الموقع بل موقعه الجديد أكثر حساسية وخطورة.
استقرت حياة آيلا تماماً وجدت اكتمالها معه وزاد استقرارها مؤخراً بعد انتقالهما لشقته التى تعترف انها كبيرة المساحة ومبهجة وربما تحمل جدرانها جزء من روح هذا المشاكس الذى تعشق
زادت حياتها استقرارا بعد زواج والدتها وعبد الرؤوف الذى تم مؤخراً بهدوء يناسب وضع كل منهما.
ركضت آيلا إلى الفراش بعد صلاة الفجر ليضحك حسام بقوة
- انا مش فاهم انت بردانة ازاى ؟
- خبينى الأول وبعدين استغرب أو اتعود اسهل
ضمها مستمتعا بتلك البرودة غير المنطقية التي تتأفف منها وهو يعشقها فهى السبب الرئيسي في تلك الراحة التى يشعر بها كل ليلة وهو يمنحها دفئه بمودة خالصة.
- بيبى وعدتنى نروح النجع وتفرجنى على الجبل
- لا انا وعدتك تروحى النجع بس الجبل اللى أقصده مش الجبل اللى فى دماغك الجبل ده اسم فرس عند دياب
- بتهزر؟
- لا مش بهزر وماتفكريش أن ممكن اسمح تركبى خيل
- ليه؟
لم يستشف من لهجتها إن كانت مستنكرة ام معترضة
- اخاف عليك طبعا إلا لو هتركبى معايا ممكن افكر
ضحكت ملأ قلبها فهو لا يترك فرصة يمكنه فيها زرع البهجة بين دقائق يومها دون أن يفعل.
- انا اصلا مااقدرش اركب خيل
- ليه بتخافى؟ ماتخافيش وانت معايا انا
-بس خلاص أصلا مش بخاف بس انا حامل
- اه فكرتك .. إيه!! حامل؟ أنت حامل بجد؟ آيلا انت متأكدة ؟
- بيبى انت بتهزر !
- اعملك ايه شغلتك دى مفسدة اللحظات السعيدة المفروض دلوقتي اشيلك و اقولك لازم اخدك للدكتورة بس انت الدكتورة اخدك لمين انا ؟ اتفضلى ردى عليا ها ! بس ولو بردو هاخدك للدكتورة
انتفض عن الفراش وهو يحملها فوق كتفه لتتعالى الضحكات التى خرجت من قلبيهما معا هو لم يكن ينتظر كل هذه السعادة بحياته التى كانت بائسة كليا وهى لم تكن تنتظر كل هذا الدفء في حياتها التى كانت تتشبع بالبرودة.
دار بأنحاء الشقة وهى فوق كتفه ثم عاد للفراش مرة أخرى ، سطحها بهدوء ثم أشرف عليها وقد كللت السعادة ملامحه فبدى أكثر قوة .
ارتفع كفها يلامس ملامحه التى نقشت بين اهدابها ليغمض عينيه مستمتعا
- انا كمان فرحانة اوى صحيح خايفة بس الفرحة أكبر
- خايفة ليه؟
- مش عارفة خايفة من بكرة عمرى ماكنت بخاف من بكرة قبل ما اعرفك كنت بعيش وبس ايامى كانت شبه بعض سواء هنا او فى لندن ماكنتش بتوقع حاجة جديدة أو مميزة من يوم ما شوفتك فى المستشفى وكل حاجة اتغيرت
أخبرته بهذا مراراً ويحب أن تخبره تكراراً ، يحب هذا الشعور بأنه الرجل الوحيد الذي أثر فى حياتها فهى ليست شخص عادى، هى أنثاه الوحيدة التي حركت قلبه وبعثرت أفكاره وتلاعبت على اوتار مشاعره حتى أعلنت ملكيتها لكل كيانه.
ورغم حبه هذا الشعور بتلك الكلمات تراود مسامعه إلا أن السطو على تلك الأحرف بشفتيه أكثر حماسا لقلبه وإيداع هذه الأنفاس صدره اروع احساس يمكنه أن يصل إليه.
............
-دينا
صرخ دياب فور عبوره باب المنزل باحثاً عن جنون صغيرته التى عادت إليه بكل قلبها
تحركت قدميه نحو غرفتهما وكانت خاوية ليتجه نحو غرفة صهيب والذى لم يكن بغرفته أيضاً، اين ذهب الجميع ؟
اتجه لغرفة بدر ليقتحم الباب فتنطلق القصاصات الملونة تغمره بعد أن أطلقها عمير الذى ضحك بقوة على مظهر أبيه المغطى بالقصاصات الملونة
صدم دياب ونظر لجمعهم لترفع كفها مدافعة عن نفسها.
- مارضيتش يچيب صواريخ صوت والله
- لا يا شيخة
- خلص يا بوى النهاردة عيد ميلاد
- لا يا شيخ! عيد ميلاد مين يا سى صهيب انتو هتغفلونى اياك ؟ لا هو عيد ميلادك ولا عيد ميلاد حد من خواتك ولا عيد ميلاد امك يكونش عيد ميلاد سمية؟
- لاه عيد ميلادك انت
توقف الزمن لحظات وعينيه تجوب وجوههم المبتسمة، تأثر قلبه بشدة لدرجة الاختناق ، إنها المرة الأولى بحياته التى يتذكر أحدهم يوم مولده، ولم يتذكره شخص عادى بل أسرته الصغيرة التى لولا هذه المجنونة الصغيرة لما حصل عليها.
- بوى تعال شوف التورتة انا روحت مع صهيب چبناها سوا
تحرك مع الصغير لكن عينيه لم تتحرك عن وجهها ليمد ذراعه ويسحبها معه دون أن يشعر بأى حرج .
عاش لحظات يعيشها لأول مرة بعمره وخاض مشاعر لم يتذوق لها طعما مسبقاً حتى أخرجه من ثورته الداخلية صوتها
- دياب روحت فين؟
ابتسم وأخرج من جيب بدلته الداخلى علبة متوسطة
- كنت چايبلك هدية انت وبدر ، چبتهم زى بعض تمام وكل ما تكبر هكبرها
فتح العلبة لتجد كفا ذهبيا ومثيلا له صغير الحجم التقطته بلهفة فهو يعلم عشقها للمشغولات الذهبية ليقطع هذه اللحظة المميزة اعتراض عمير
- چبت لبدر وانى لاه.
نظروا له جميعا ثم انفجرت الضحكات
............
كم هى الأيام سريعة الفرار!!
ركضت للداخل تبحث عن صغيرها وزوجها، تعلم أن طبيعة عملها تؤثر على تواجدها معهما بشكل مرضى لكنه يتجاوز ويمد لها يد المساعدة دائماً.
تم استدعاؤها منذ ثلاث ساعات لحالة حرجة وكانت خطرة بالفعل وبرحمة الله حافظت على حياة الأم والصغير لتعود للمنزل منهكة لكنها لن تتخلف عن مسئوليتها كأم لابد أن ابنها آدم قد عاث فساداً و دفع أبيه للجنون .
تلفتت حولها تتعجب الهدوء لتتجه نحو صوت قرأة القرآن الخافت الصادر عن غرفة المعيشة
تقدمت لتجد حسام متسطحا فتنظر نحوه بدهشة وقبل أن تسأله عن صغيرهما رفع جانب سترته لترى الصغير يغفو بوداعة فوق صدر أبيه الدافئ.
- تعبك ؟
- أبدا ده حتة من قلبى عمرى ما اتعب منه
- هاته انيمه فى سريره
- لا روحى خدى شاور وفوقى وانا هنيمه
- انا بحبك اوى
- عارف
- مغرور
- عارف بردو
تمت .
شغفي
بقلمى 👇
قسمة الشبيني
طول عمر قلمك محترم وراقي احسنتي قسمة الشبيني
ردحذف