القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة


 "  الحلقه الخامسه "

عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله

عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى 

عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ 

التبنِّي حرام في الإسلام من غير شك، فالإسلام حرَّم التبنِّي، وهو: أن ينسُبَ الإنسانُ إلى نفسه من ليس ولدًا له، لا هو من صلبه، ولم تلده زوجته على فراشه، فينسُبه إلى نفسه، ويعطيه اسمه ولقبه، ويصبح واحدًا من أفراد العائلة.


كان التبني معروفًا عند العرب في الجاهلية، وكان معروفًا عند الرومان، وعند كثير من الأمم، وكان من حق الإنسان أن يتبنَّى من يشاء، ويدخل إلى أسرته من يشاء، فجاء الإسلام ورد الأمور إلى نصابها، وأعلنها واضحة: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الأحزاب:4-5). 

لا يجوز للناس أن يغيِّروا الحقائق، فهذا الذي تقول: إنه ابنك. هو في الحقيقة ليس ابنك.


ويترتب على أن تنسب إنسانًا لنفسك بأن تتبناه: أحكام كبيرة وكثيرة، فهذا الشخص يصبح واحدًا من الأسرة، يطَّلِع على زوجتك، ويعتبرها أمه، وهي ليست أمه، ويطلِّع على عورتها، وتطلع هي عليه، وتختلي به، ويختلي بها، وما موقف هذا الطفل من بناتك اللائي يعتبرهن أخواته، وهن في الحقيقة أجنبيات منه، وما الحال في أخواتك وأخوات زوجتك؟ هو يعتبرهن عماته وخالاته، وهن لسن عماته ولا خالاته.


لم يعرف كيف فعل هذا ولما تفوه به اوحتى كيف اهتزت مشاعره للحد الذي امرها صراحتا بعشقه وهى لا تعرف حقيقة الأمر بعدما فر هاربا من المكتب لم يعود ثانياً  صعد اول طائرة مغادرة الى خارج البلاد مقررا عدم مواجهتها ثانياً.

تركها مصدومة من فعلته متخبطه تائهه لا تعرف ولا تفهم سبب كل هذا التخبط ،بقيت بها تحاول عصر رأسها لإيجاد سبب لهذا التصرف غير السبب العشق الذي يفسر كل شيء .


"على مائدة الإفطار"


اجتمع كلا من "فريد" و"مازن" و"ملك" و"حنان" .

لاحظت "حنان" انزعاجه من قسمات وجهه المتغضنه فسألته بقلق:

-مالك يا فريد شكلك مضايق اوي ؟

أجاب وهو يزفر بتعب:

- يونس سافر ومش ناوي يرجع تاني 

-إيه!!

قالتها "ملك"بتعجب وفزع وكأنه ترك فراغ بحجم الفضاء بسفره هذا 

لاحظت "حنان" فجعة "ملك" وتجاهلتها موقتا لكنها إمتلئت حنقا منها، تدخل "مازن"ليوجهه سؤلا لـ

" فريد" بدهشه :

-سافر كدا من غير ما يودع حد؟ 


اجاب "فريد" والضيق يملئه:

-ايوا وسايب على راسنا مشاكل متلتلة؛ وخاصتا مع الحداد وغيروا حاجات هو اللى بدأها ما ينفعش حد غيروا ينهيها .


أخفت "حنان "شبح ابتسامتها وأظهرت المواساه وهى تقدم له الخبز :

-البركة فى الموجود وانتوا طول عمركم انت وعمار ماسكين الشغل هنا وممشاينوا زى الساعة إيه الجديد فى سفره ما هو طول عمره مسافر؟ 


رد يدها المقدمة بالخبز والتقط كوب الشاي الخاص به وهتف متاثرا:

- يونس مقرر ما يرجعش هنا تانى وهيستقر برا. 

رقص قلب "حنان" بلا موسيقى على هذا الخبر بينما "ملك" تيبست فى مكانها كاد تبكي لا تعرف معنى لما شعرت به سوي فراغ وبروده اجتاحت قلبها بلا رحمه وتساقطت دموعها رغما عنها.


نظرت لها" حنان" بغيظ لم تخفيه وانتبه لحزنها فريد وكذلك مازن عندما لاحظت كل الأنظار مصوبه تجاهها نهضت وهربت نحو غرفتها بالاعلي .


تحدث فريد بتعجب:

-الله، مالها ملك ؟

تحدث مازن بسخرية:

-طبعا  لازم تزعل دى دلوعة عمو يونس. 

وكزته "حنان" وهدرت :

-بس يا مازن. 

يشعر فريد بالضيق لسفر اخيه ويقدر شعور "ملك" حيال ذلك لكن لافائدة من البكاء على اللبن المسكوب، نهض قائلا :

-انا رايح الشركه. 

ودعته "حنان "بإبتسامة بشوشه :

-مع السلامة. 

ما إن خرج من باب القصر حتى  تحولت ابتسامتها هذه إلي عبوس وغضب وانطلقت نحو الأعلى


"فى غرفة ملك"


تكورت على فراشها وبكت بحرقه، عقلها لا يستوعب هجرانه المفاجئ دون وداعها وقلبها يؤلمها لأنها لم تجد تفسير واضح لكل ما يحدث بينهما من انجذاب واخرهم كان من قريب، لم تجده لتكتشف ما بقى من الأحجيه ولم تعثر عليه لتسأله عما يقصد بما قاله لها ،تماما كمن قذفها ببئر وقيدها بحبل وانتهى بها المطاف معلقه بالهواء لا هو يرجعها إليه ولا يتركها تستقر بالاسفل .


اقتحمت" حنان" عليها الغرفة بوجه غاضب وألقت كلماتها الغاضبه ويدها تطاول عليها وكأنها أجرمت :

-إيه مالك زى ما يكون قرصتك عقربه ؟

ربتت بقسوة على ظهرها مما دعى "ملك" تتألم من هذا العنف ،فهتفت مستنكره:

- ايه ياماما انتى بتعاملينى كدا ليه؟

اتسعت عين" حنان "كى ترعبها وصاحت بحدة :

-وأعملك ألعن من كدا كمان، مالك ومال يونس يسافر ولا يجي انتِ اتخبلتى فى مخك؟


لم تعتاد" ملك "نبرتها وحدتها وقسوتها واجابت ودموعها تنساب على وجنتها :

- وانا عملت اي يعنى ؟عشان زعلانه ان سافر من غير ما يقول؟ 


صاحت والدتها مزمجره :

- جري ايه يا بت انتِ هو كان  عشمك وسابك مالك يسلم ولا ما يسلمش؟ 


شعور قاتل لا تعرف سببه وجع وألم ليس له داعي ومعاملة والدتها السيئة تؤكد هذا خاصتا عندما يمت الأمر ليونس. 


لوحت "حنان" بإصبعها فى تحذير شديد اللهجة:

-اوعك تبعتيله رساله ولا تتكلمى معاه فى التليفون انتِ مخطوبه واحترمى خطيبك و"يونس" دا تنسيه نهائي 

اضافت وهى تزيد من لهجتها التحذيرية:

-إياكِ انا حذرتك أهو، فاهمه ولا مش فاهمه؟


اؤمات" ملك" بالقبول حتى وهى لا تفهم شيء قبلت .

خرجت وتركتها والأخرى تتخبط من الوجع من "يونس" وتسأل الف سؤال لا تجد له إجابه من تكون لـ"يونس" وما الخطر الذي تخشاه والدتها من جانبه .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا"


مر وقت على إختفاء "يونس "عنهم وقت كان كافي لتنهي العائلة  من تحضيرات الفرح ،حرصت " حنان " أن لا تخبر احد مما تنويه هي وليلى" فى تحديد الموعد كي تتجنب ابلاغ  "يونس" إلا وقت قليلا فلا يستطيع تغير شيء او حتى الحضور .

"فى مكتبه "


كان يجلس "يونس"على كرسيه الكبير امامه مكتبه واوراقه وعادته السيئة فى التدخين المكان مظلم كظلمته الداخلية بقعه ضئيلة من النور هى ما تسقط فوق أوراقه بفعل النافذة لايوحي بأنه موعد عمل ولا يوحي بأنه جاء له، بل بأنه مقيم فى مكتبه واهبا نفسه للعمل فقط .

استمر هاتفه  الخاص بالعائلة بالرنين حتى قرر الالتفات إليه ببطء وبملل لم يكن مستعد لسماع اي شيء عن عائلته حتى لا ينزف جرحه من جديد لكنه كان مجبراً على فتح الخط بينه وبين اخيه "فريد" الذي أصر بالحاح على استمرارية الإتصال المتلاحق.

ضغط سطح شاشة الهاتف وايضا زر مكبر الصوت وأطاح برأسه للخلف وظل يتأرجح يمينا ويسارا بكرسيه، واستمع إليه وهو يهتف:

- يونس أخبارك إيه؟بقالك مدة طويلة ما بتردش عليا ليه؟ 

استمر فى التأرجح وقال مجيبا:

-عندي  ضغط شغل. 

كانت إجابة قصيره قالها بجفاء لم يعتاد منه اللطف من وقت سفره لكنه كان يتمني ان يستعيد حرارة نبرته وتلهفه إليه.

الصمت عاد يقتحم ما بينهم فألقى "فريد "بسؤال:

- على كدا مش هتحضر فرح ملك؟

توقف كرسيه فى التو وثبت فى مكانه لا مفر منها حتى وهي في قارة أخرى ان ترك لها الأرض وما عليها ستلاحقه فى الفضاء لأول مرة يشعر برغبة فى البكاء رغبة عارمه فى تحطيم كل شيء والبكاء فوقه.

تحدث" فريد" عندما لم يجد منه إجابه وشعر أنه لا فائدة من الاستمرار في حديثه أخيه لم يعد كما، أخيه أصبح لا يشبه ماضيه.

هتف ليكمل خبريته ويتركه يقرر هل سينضم إليهم ام لا:

-الفرح بكرا هتيجي؟

كان سؤال يائس فـ"يونس" لايزال فى حالة صدمة شلت كل حواسه لو استمع اخيه لما يدور فى قلبه ما إستمع إلا لصوت التحطيم والصراخ فقط لا غير.

ظل يناديه عندما اكتشف انه لم يجيب طيلة المكالمة سوي بكلمه واحده:

- يونس ،يونس ،يونس انت سماعنى ؟

صر على اسنانه وتحول وجه الحزين الى شرس يريد ان يفتك بظله إن لم يجد ما يفرغ به كل وجعه ،اجاب اخيه كى يقطع هذه المكالمة اللعينه وهتف وهو يسحق كل حرف تحت أسنانه:

-أيو سمعت .

اغلق فورا الخط وقذف بالهاتف نحو الجدار .

ولم يحصل "فريد "منه على اجابة سواء بالحضور أو لا.

دوما كان شعاره إبق صامتاً كي يكون العرض مرعباً.


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد 

"يوم الزفاف"

ارتدت فستان الزفاف الذي اختارته لها والدتها وزوجة عمها ولازال التخبط يسكن عقلها وقلبها ومشاعرها لاول مرة تجبر على شيء ولا تستطيع الاستنجاد بـ" يونس" لإختفائه التام عنها .

جلست" ملك " على كرسي الزفاف وإلى جوراها "كريم" كانت تعقد أن الأمر أسهل أو أن الفرحه بالفستان والخاتم ستنسيها من يجلس جوارها، لكنهاإكتشفت أنها تجلس على كرسي إعدام إرضائا لعائلة بأكملها اكشفت فى اللحظه هذه أن "كريم" أبعد شخص عن أحلامها ومطالبتها  وانه لا يشبه أبدا من تحب ولا يتشابه مع احلام فارس أحلامها بشيء وأن الخاتم الذي ترتديه فى اصباعها هو نفسه حبل المشنقة، ما كانت تعلم أن المرء من الممكن أن يختنق من إصبعه .

ورغم الصخب الذي يدور حولها إلا أن بداخلها تقام جنازنه ونواح وسواد لا تعرف كيف تتخلص منه وكأنها سقطت فى ثقب اسود.

أما" كريم "فحالته كانت مثلها لكن بداخله غضب يعرف كيف ينفسه يحدق فى هاتفه ويختطف نظرات قاسيه الى الحضور.

شعرت "ملك" بالضجر من نظرات الحضرين تجاهها وحثتها والدتها على محادثته فمالت تهتف له :

- كريم سيب التليفون الناس بتبص علينا. 

التف وزعق بها فى حدة ودون مراعاة مشاعرها :

-ما يتحرق الناس. 


نظرت له بدهشة واعترض قائلة :

-فى أى يا كريم اتكلم بأسلوب أحسن من كده؟ 

ظل يطالعها بحدة وصاح بها متجاهلا الحضور:

- اتكلم زى ما انا عايز وانتى تسمعى اللى انا عايز اقوله بطرقتى .


إمتلئت عينها بالدموع وما استطاعت افلات واحده .


زاغ بصرها بين الحضور هل من منقذ لتلك الورطه لكن كان الجميع يعتقد أنها سعيدة والجميع سعيد وكأنهم يحتفلون بأنفسهم وبانتصارات تخصهم .


ومن الباب ولج المنقذ الذي لم يخطر على بالها "يــونــس"يخطو لداخل القاعة بـخـطوات ثـابته ويده فى جيبه لا يبدوا مرتاحا رغم خطواته الـمـنبسطه،حضوره الطاغي واحتياجها له جعلها تنفضت من مجلسها .


حضر متأخرا لأ لم يستطيع تفويت هذه اللحظه لقتل نفسه جلس فى طاولته دون أن يُحيِي أحد فقد يتابع وكأنه يضغط على جرحه لينهي نفسه ويكرر رؤية ما يؤذيه حتى يعتاد .


تباز بالنظرات مع" حنان" التى اقبلت عليه بابتسامه انتصار وعندما جلست بمقابلة سألته :

-إيه اللى جابك يا يونس فكرت إنك مش جاي؟ 


تحدث بنفس جموده المعهود وكأن لا شي يحدث:

-جيت اشوف نهاية المهزلة دي إيه ؟

نفضت رأسها بيأس فهى تعقد انها هكذا نجت منه ولن يكشف السر بزوجها ليس هناك مايدعوه لإفشائه بعدما تزوجت" ملك" وبات من المستحيل أن يمتلكها،لكنها سألت لتشبعه فضولها:

-انت عرفت ازاى بالسر ؟؟

لم يبخل عليها بالإجابة تحدث وهو يتلاعب بالحديث فى قوة وصلابة تليق به:

-‏حظك الأسود خلاني اشوفك فى اخر شهور الحمل اللى كنتى بتدعى انك قاعدة فى اسكندرية عشانه ونكشت وراكي وانا فى النكش إيه بقى ما أقولكيش.

ضيقت عينها بغيظ منه لولا تلك الصدفه لما كانت تخشى شيء ابدا، لكنها لازالت فى موضع قوة آلان،

عشق "يونس" لـ"ملك" الذي يمنعه من قول الحقيقة، اطاحت برأسها بلا مبالاة وقالت:

- يلا فى الآخر هديتكم بأحلى هدية وهى ملك .

تحدث وعينه ممتئلة بالغضب:

- جبتى بنت غريبه ودخلتيها على انها من محارمنا والكل عاملها على كدا وتقولى هديه دا اكبر شر عملتيه فى الدنيا هو انك جبتى ملك هنا .


تململت فى جلستها دون أن يتحرك ضميرها وردت :

-كأنك بقيت شيخ مؤخرا؟! 

سكت قليلا ليدحجها بإشمئزاز ثم قال ببرود غلف نبرته :


- انا كل حاجه وعكسها عشان ملك انا دورت فى كل حاجه فى الدين والشرع، والقانون، وكل اللى ما يخطرش فى بالك ولا هيخطر حتى لو قررتى تقولى الحقيقة دلوقت انا عارف ايه الخطوة اللى جاية وايه هعملوا لكن انتى أجبن من انك تصلحى غلط ارتكبتيه فى حق الكل وأولهم ملك.


 رمقته ببرود والتف لتنظر  باتجاه ملك ثم عادت ببصرها تتحدث  قائله :

-إيه اللى خلاك تحبها ؟ ‏انا فى سؤال مش بيفارق دماغي هل لو ملك كانت فعلا بنت اخوك كان قلبك برضوا ممكن يميلها .

التف عنها ونظر بعيدا لم يجيبها لكن قلبة أجاب ألف مرة على السؤال ذاته 

- انا ما ملتش لملك عشان هى حلوه ولا كل مواصفاتها اللى تشد أي حد انا قلبى مال لملك لأنها هى الوحيدة اللى عرفت تملكه وتحركه على كيفها .

نهضت حنان بيأس من صمته وهو ظل ينظر إلي "ملك"بفستانها الأبيض لم يخفي عن عينه حزنها الدفين ونظرتها المصوبه نحوه والتى ترسل استغاثات له كان اكثر من يفهمها، لكن ما كان بيده سوي مشاهدة الأمور تجري فى مسارها الصحيح.

هى امام الجميع إبنة أخيه ومحرمة عليه وأمام الله هى حبيبته الوحيدة ومالكة قلبة .


نادى المنظم بدعو العروسين  والحضور لرقصة على الساحه والتى شارك بها كلا من "ملك، كريم، فريد، حنان، عمار وليلى" ،توسطوا المسرح وبدأوا بالرقص معا على انغام الموسيقى الهادئه ويونس لا يزال وحيدا يناظرهم من بعيد مارس حيلته فى التعرف على همساتهم الشفوية 


"حنان" اخبرت "فريد "لتو بحضور "يونس "فأشر له من بعيد وهم للذهاب اليه لكن يونس أشار له بالاستمرار بالرقص فعاد حيث كان متعجباً من رفض اخيه استقباله.


و"ليلى" تضحك مع "عمار" بسعادة لزواج ابنها كما انها تعلق على عبوسه الدائم فى ليلة كهذه.

 أما" ملك" فكانت غاضبة من" كريم" وتحادثه بانزعاج من تصرفاته .

ابتسم "يونس "من داخله بسخرية لازالت تهدده به ولاتدرك  أن" كريم" اصبح ذات سلطه أكبر منه الآن .


صاح "كريم" بوجها غاضب ، مستغلا صوت الموسيقى الذي يحفهم :

-بت انتِ بطلى شغل العيال الصغيرة دا مش كل حاجه تحصل بينا تهديدنى انا بقولك من دلوقتي لو حد عرف حاجه بينى وبينك انا مش هقولك هعمل فيكِ إيه ؟


سألته بحدة مماثله:

- هتعمل ايه يا كريم ؟


اجابها بغضب :

- ههينك يا ملك وهمسح بكرمتك الأرض. 


انزعجت من فظاظته وسبته بوضوح:

-انت بجد متخلف. 


ضغط على يدها الممسكة بيده بقسوة حتى كاد يهشمها بين أصابعه كممت تألمها حتى لا تصرخ فى وسط القاعة 

وتالمت قائلة:

-اااه اااه ايدي. 

واثناء محاولتها بالتخلص من يده التى يدهس اصابعها بين اصابع يده تدخل يونس قائلا بهدوء:

-مبروك يا كريم، تسمحلي اكمل الرقصه. 


انتبه "كريم" إلى حضور "يونس" وطلعه دون تصديق وكأن خرج من باطن الأرض لم يعلم بحضوره إلا الآن،ترك يد ملك واجاب بتوتر  :

-الله يبارك فيك يا عمو. 

لم يبتسم له ولم يبادله التحيه تحرك صوب" ملك" ليمسك بيدها بلطف شديد نظر الى كفها وتحسس أصابعها وسأل بلين:

- حركى صوابعك. 

كانت تعلق عينها به والدموع متحجره تريد أن تصرخ بوجه تريد أن تذيقه نفس الوجع الذي لا تعرف سببه 

سأل مجددا وهو يهتم بتدليك يدها :

-حاسه بألم؟ 

اجابت دون تردد وهى تحرك مقلتيها بوجهه:

-جداا حاسه إني بموت اول مرة أعرف إن الإنسان ممكن يتشنق من صباعه .

حديثها كان يؤلمه لكنه كان يبدي الجمود لم ينظر لها متعمدا يعرف نفسه إن طل بوجهها فلن يقاوم خطفها كالنسر من وسط الجموع.

سألت بتحير وهى تتحرك مع خطواته:

- قولي يا يونس فهمنى معنى الكلام اللى انت قولتولهلي

اخر مرة قابلتك فيها إيه؟


إذدرء ريقه وتحركة تفاحة آدم فى منتصف عنقه تلك كانت إشارة واضحة لملك بأن هناك شيء غريب به وأن كل ما سيبرر به كله كذب .

ضم حاجبيه وتصنع انه يعصر رأسه ثم نطق ببرود :

- انا مش فاكر قولتلك إيه اصلا ؟


ركزت نظراتها على عينه تحاول ثبر أغواره لكن هيئات الإبحار فى عينه أشبه بالابحار فى محيط خطر بقارب متهالك ،هتفت بتعب شديد:

- خلصنى من كل دا انا تعبت أرجوك 


نبرة التوسل كانت تمزق قلبه ،هى بالنسبة له تشير فقط وهو ينفذ الآن ليس بمقدرة  التنفيذ .

قال بجمود ببراعه فى تمثيل عدم الاكتراث:

-انت انهارده عروسة أعملك إيه عشان اخلصك؟ 

أجابتة وهى تنظر له بتدقيق:

- قول اى حاجه من اللى انت مخبيها وقف الجوازه دى، انقذني أرجوك انا مش عايزاه.


حديثها كا لغواية محاولاتها بالاستفزاز كادت تنجح، لولا إدراكه التام أن وجع الجهل أهون من وجع المعرفة لكان  انزلق لسانه بكل ما يدور بعقلة .

اطبق فاه ورتب ما سيقول ليسكتها للابد :

-انتِ المسلسلات بوظت مخك هكون أي اللى مخبيه يعنى عشان قولتلك خليكِ فكراني آخر مرة شوفتك فيها  ؟

ردت بذكاء وكأن نفيه أكد ما تتكهنه:

-يعنى فاكر قولتلي إيه؟

نظر إليها لبرهه ثم اعاد موضع بصره بعيدا تأكد من تلاعبها وخطورتها في ايقاعه اقتربت منه وحررت يدها من يده لتحاوط عنقة برقة جعلته يتوتر لكن إدعاء الثبات كان هو الخيار الأمثل.

تعرف ماذا تفعل وتحاول استفزازه، هتفت بابتسامة متلاعبه:

-ٱطمن عمري ما هنساك أبدا يا عمو يونس.

أغضبته بكلمة وأشعلت نيرانه يود ليصرخ بوجه العالم أجمع أنه ليس بعمها وأن تلك الكذبة ما أذت سواه وأن ابتلاع الجمر أهون من الوقوف أمام المرأة التى يعشقها وليس بينه وبينها سوى كذبة لا يستطيع كشفها .


ازاح يدها عن عنقة فهو برغم قوته ضعيف فى عشقها، ثم قال بهدوء يحمل في طياته الكثير:

- مــبروك.

تركها وغادر بل تبخر اختفى تماما ظلت تتابعه بعينها لكنها لم تجده .

وقفت "حنان" مع والدتها واختها "علياء" تحادثهم ويبدوا على امها الفزع حيث بلغت "حنان" بعلم "يونس" بتبنى" ملك "

سألتها أمها بقلق:

-ودا عرف إزاي ؟

اجابة "حنان" بضيق من كشف امرها:

- بيقول شافنى فى اسكندرية وعرف انى مش حامل وبعدها نكش وعرف 

ردت "علياء" والتى لم يبدوا عليها التأثر بهذا:

-يونس دا داهيه 

امسكت والدتها ساعدها وسألت بتوتر:

-وتضمنى منين انه ما يقولش

أجابت" حنان" وهى تكمم فاها من فرط السعاده:

-ماهو طلع بيحبها وعشان بيحبها هيخاف يقول. 

تحدثت "علياء" بحسد وهى تنظر باتجاه علياء:

-يا اختى ربع بخت البنت دى زى ما يكون أمها داعتلها فى ليلة قدر .

اؤمات والدتها وهى تضع يدها فوق صدرها :

-يعنى انتِ مطمنه لكدا الحكايه دى فيها خراب بيوت يا حنان. 


اجابت" حنان" والإبتسامة على وجهها :

-خلاص ياماما هيطولها فين انهارده هى على ذمة ابن أخوه .

نظرت والدتها وقالت برجاء:

-ربنا يسلم يارب .

"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑


"انتهى الزفاف "


امسكت "ليلى" بيد ولدها لتحذره قائلة :

- كريم افرد وشك الناس كلها عرفت انك مغصوب على الجوازه. 

شد ملابسه بعصبيه وقال  :

-وانا اعملك ايه يا ماما مش دى الحقيقة؟ 

هتفت والدته بلوم:

- بكرا تعرف فين مصلحتك وتعرف إن نقاوة امك لا يعلى عليها. 


ناده "فريد "وسلم عليه ليقول له بابتسامه:

-مبروك يا عريس ،خلى بالك على ملك 

"خلى بالك على ملك"

الجملة التى تكررت الف وسبعمائة مرة يشعر  بوجودها إلى جواره بضئالته وهذا يزيده نفور وغضب منها حتى وإن تحمحمت يشعر وكأنه حارس جوهرة ثمينه لاقيمة لذكر إسمه امام وجودها .

اختفى "يونس" كما أتى فجأة لم تراه ثانياً رغم أن عينها مسحت المكان بأكملة هنئها القريب والغريب وهو لم يأتي. 

عادو إلى القصر ولاحظت سيارته مصطفه بمكانها المعتاد مما يعني أنه سبقهم إلى هنا كانت مشغولة به وتريد أن تستمد منه الأمان لكنه اكتفى بظهور سيارته ليرسل لها رساله خفيه أنه بجوارها تحت سقف واحد .


كان" يونس" بغرفته يستمع إلى الجلبه والصافرات والصخب الذي اتى مع قدومهم لكنه لايريد النظر من النافذه بات محرما عليه حتى التعامل معها من قريب لذا قرر أن البعد هو أسلم حل لكليهما خاصتا بعدما باتت تحاول فهم أشياء فشل فى إخفائها كلهفته ومحاولته سرقة شئ معقد عليها فهمه .

وقف امام مكتبه ليدفن ملفها وسط الملفات بدرجه فما عاد هناك منفذ من الممكن أن يخرج به للنور لأجلها هى فقط سيكتم السر وسيهجر الوطن والأرض لعله ينسى قلبة الذي تركه معها قلبه الذي إمتلاكته بالكامل وما تركت تأثيرا واحدا من جانبه عليه .

،،،،،جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد ،،،


هناك مثل مكسيكي يقول :

‏"الزواج هي الحرب الوحيدة التي تنام فيها مع العدو"


انغلق الباب عليهما كلا من "ملك" و"كريم" لم يكن التضاد بينهم مشكلة بقدر الحقد الدفين الذي بداخل "كريم" تجاهها. 


جلست امام المرآة بيأس لقد اكتشفت متأخرا أنها لاتريد هذه الزيجه وأن الموت أهون من العيش مع رجلا لايطيقها وان إرضاء العائلة لايعني شيئا امام إرضائها لنفسها .


كان الفزع الاكبر من جهة" كريم" حيث انهى قصة حبه بالزواج من أخرى  استصغر نفسه من عدم قدرته على الرفض واخرج غضبه هذا فى نسف كل ما طالته يده، قذف المزهرية بالحائط فإنتفضت "ملك" من جلستها ووضعت يدها على أذنها كي تحمي نفسها من بطشه المحتمل صرخت بخوف فما راعي هو هذا وانتقل غضبه لها حيث اتجها صوبها وامسك بمؤخرة رأسها وهى جالسه على الكرسي المقابل للمرآه، وصاح بها بحدة وانفعال:

-بتصرخى ليه دلوقت ؟جيت جانبك ؟كلمتك؟ ولا انتِ عايزة حد تتحامى فيه؟ 

حاولت الدفاع عن نفسها لكنه كان متمكن منها، ردت عليه لتنهاه عن بطشه:

- ولا اى حاجه من اللى قولته بلاش عبط أنا اتخضيت .

دفع برأسها فى المرآه وهتف من بين أسنانه بغضب:

-وانتِ لسه شوفتى عبط دا انا هربيكى من اول وجديد ويا انا يا انتِ يا بت .


تألمت من قبضته كما أن امالتها بالغصب تجاه المرآه جعلت زجاجات العطر تنخر فى قفصها الصدري، نظرت لانعكاسها؛ ورأت إمرأة ضعيفه هشه بين قبضة وحش اشتراها بورقه 

لعنت الورق على الزواج على حياتها أجمع لأول مرة تكتشف كم هى تعيسه  انها الابنة الوحيدة لعائله الذهبي وكم تكره أنها خلقت أنثي فى وسط كل هؤلاء الذكور .


دفعته بكل قوتها ونهضت من تحت يده وصاحت بضيق:

- سيبنى يا حيوان. 

دفعها بالارض كان مستعدا ليقتلها دون تفكير لقد وضع ذنب تلك الزيجه على عاتقها هي فقط، وهذه هى نفس الإنسان المعقده عوض من لوم نفسه يلوم الآخرين .

مثاليتها وحب الجميع لها كان سبب اختيارها زوجه له وقرابتهم التى بالدم جعلتها فى الصداره والإختيار الأول له .

-انا هعرفك تحترمي جوزك ازاى ؟

جلس على فراشه وهتف أمرا:

-تعالى قلعينى الجذمة 

هذا الاذلال ما كان لها، وهذا الرجل الذي تمنته لم يكن "كريم" 

وتلك البداية كفيلة لوضع نقطة نهاية بل بات حرق الكتاب 

واجبا.

،،،،،،،،،،،،،،،يتبع 

ملكة قلبه 👑 سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة"

مش هقول سيبى قلب وكومنت والكلام ده  عشان انتى شطورة وهتعملى كدا من نفسك❤️😍😘

الحلقه القادمه الجمعة ❤️

تعليقات