القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة




 الحلقة الثالثة 

=========

تقدمت والدته إلى داخل غرفته لترى ماذا به ولماذا يصرخ هكذا لدرجة إن  صوته كان واصلٱ اليها وهي بغرفتها

تقدمت إلى حيث ينام على فراشه وأخذت تتفحصه بقلق شديد وأشتد قلقها حين رأت حبات العرق تتلالاء على جبهته فتناولت محرمة ورقية وجففت له عرقه ودفعته برفق

ليفيق ويتخلص من هذا الكابوس الذى يبدو من ملامح وجهه إنه منزعج 

ربتت على كتفه بهدوء لتجعله يفيق 

قائلة بود:-

سياف قوم يا ضنايا إسم الله عليك 

أنتفض سياف مفزوعٱ ظناً منه إنه لايزال يراها أمامه قائلا بحدة :-

بس خلاص كفاية كدة بقى

ربتت والدته على كتفه بود شديد وجلست إلى جواره وناولته كوبا من الماء قائلة بحب كبير وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتقرأ له المعوذتين لتقيه من كل مكروه:-

مالك ياضنايا إسم الله عليك هو إيه بس يا سياف الى كفاية؟

أخذ يفرك عينيه بيديه ليتأكد إن كان ما يراه حقيقة أم خيال وحين أتضحت الرؤيا أمامه وتأكد إن ما يراه هي والدته زفر براحة شديدة كأن هناك حملٱ ثقيلاً كان يجثم فوق صدره وتخلص منه للتو

ناولته والدته كوب الماء قائلة :-

أشرب شوية ميه وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم 

أرتشف سياف القليل من الماء ثم تحدث إلى والدته قائلاً بود:-

ربنا يخليكي ليا يا أمى إنتي على طول شايلة همى 

أحتضنته والدته بحب كبير وربتت على كتفه بود:-

ربنا يخليك أنت ليا يا سياف أنت سندى وضهرى وقوتى 

لولاك علينا أنا وأخواتك كنا ضعنا بعد أبوك الله يرحمه ما مات و أخواتك لسة صغيرين 

أبتعد سياف عن أحضان والدته وقبل رأسها قائلاً بود:-

أنتى يا أمى السبب أنى أقف وسط الناس كلها وأنا رافع راسى وميهمنش من حد طالما الحق معايا ربيتينى إنى أبقى راجل وقد المسؤلية وأنى أكون فى ضهر أخواتى وأى حد يحتاجنى متأخرش عنه

ربتت والدته على كتفه بود قائلة :-

كمل نوم يا حبيبى علشان تقدر تقوم فايق الصبح وتقدر تشوف شغلك ومصالحك 

تركته والدته بعد أن  أطمئنت عليه ودثرته جيدا قائلة :-

تصبح على خير يا قلب أمك 

أجابها سياف قائلاً بود شديد:-

وإنتى من أهل الخير يا أمى 

أستلقى على الفراش وحاول جاهدا أن يغفو قليلا قبل أن يأتى الصباح فلديه الكثير من الأعمال التى يجب عليه تنفيذها غداً 

أغمض عينيه بقوة محاولٱ أن يطرد صورتها من خياله محدثا نفسه بغضب :-

كفايه يا سياف اوعى تضعف وتخليها تأثر عليك أنت حرمت على نفسك الحب من زمان متخليش أى حد يخليك تغير رأيك الحب ها يضعفك ياسياف أنت جربت مرة وإيه اللى حصلك أتدمرت و بتعانى من آثاره لدلوقتي

حين ادرك انه هكذا يفكر بها أكثر من اللازم وضع الوسادة فوق رأسه وأغمض عينيه مقررا الهروب من التفكير بها والخلود إلى النوم

بمنزل فريدة بحى الزمالك 

كانت تجلس بإنتظار زوجها


الذى تأخر كثيراً بالعودة الى المنزل كعادته دائما وإن إعترضت يوبخها ويصب غضبه عليها 

ويا ويلها إن عاد ووجدها غافية يوقظها بأقصى وأبشع الطرق

لذلك فضلت البقاء مستيقظة حتى لا ينالها منه أى عقاب

ما إن سمعت صوت الباب يفتح نهضت وهيا مرتعبة منه وترجف خوفا من أن يبطش بها ككل يوم 

نهضت تستقبله محاولة ان ترسم أبتسامة مغتصبة على شفتيها حتى لا يغضب عليها

وينعتها بأبشع الألفاظ 

وقفت تنتظر دخوله إلى الغرفه 

لكنه لم يدخل الى الغرفه جلس بالصالون صائحا بها بصوت غليظ إنتى يالى أسمك فريدة ما تيجى ياست إنتى تشوفى طلبات جوزك ولا أنتى على رجلك نقش الحنا

خرجت من الغرفة متوجهة اليه بخطى مترددة خشية أن يؤذيها وهو فى حالته تلك 

دخلت إلى المطبخ وجلبت كوب وذهبت اليه قائلة بنبره حرصت أن تخرج هادئة:-

أتفضل يا حسام الكوباية أهى تؤمر بأى حاجة تانى

جذبها من يدها بقوة شديدة ألمتها قائلاً بحدة:-

أقعدى معايا يافيرو إيه ها تسبينى أشرب لوحدى لا يمكن أبدا لا زم تشاركينى الشرب أطبق على فمها بقوة كبيرة حتى كاد أن يكسره من قوة ضغطه عليه وأخذ يحاول أن يجعلها تحتسى المشروب رغماً عنها 

لكنها قاومته بشدة وحاولت كثيراً التملص من بين يديه 

فلم يسمح لها بالتخلص من بين يديه وزمجر بها غاضباً وهو يجعلها تحتسى بضعة قطرات من ذلك الخمراللعين الذى تكرهه بشدة:-

إنتى إيه ياروح أمك فاكرة نفسك ست ولا إيه ده أنا يتعملى تمثال إنى مستحملك واحد غيرى كان زمانه رماكى فى الشارع من زمان 

اعترضت فريدة على حديثه قائلة وقد فاض بها الكيل من أفعاله. المشينه :-

أنت كنت تحلم أصلآ إنك تتجوزنى أنا ألف واحد كان يتمنانى مش كفاية مستحملة ضربك ليا والقرف الى بتشربه كل يوم وسهرك لوش الصبح أنا عيشتى معاك بقت جحيم 

ضرب إهانة ويا ريت عاجبك إلا كل يوم و التانى تجبيلى ستات معاك البيت وتاخدهم وتدخل أوضتى أكملت حديثها قائلة بغضب شديد :-

كفاية بقى أنا قرفت مبقتش قادرة استحمل أكتر من كدة 

أرجوك طلقنى وأنا مستعدة أتنازلك عن كل حاجه بس أعتقنى أنا بقيت حاسة أنى فتاة ليل مش زوجة محترمة أنت دايما حريص على إنك توصلى إنى واحدة رخيصة مش زوجة محترمة

أشتد غضبه من حديثها وصاح بها بغصب شديد :-

أنا يا زبالة الستات بتقوليلى أنا كدة طيب أنا ها اعرفك أزاى صوتك يعلى عليا 

صفعها على وجهها بقوة شديدة وجذب شعرها حتى كاد أن يقتلعه من رأسها وأخذ يسدد لها الركلات والصفعات حتى فقدت الوعى بين يديه لم يكتفى بذلك بل قام بجذبها على الارض متوجها بها الى غرفه النوم وجردها من ملابسها 

ثم القاها بعنف على الفراش واندس الى جوارها 

واخذ يحاول عدة مرات أن يقيم معاها علاقه لكنه بعد عده محاولات نهض تاركا إياها غائبة عن الوعى والكدمات تملأ

جسدها 

عاد إلى حيث ترك زجاجة الخمر ورفعها إلى فمه وترجعها كلها مرة واحدة ثم أخرج من جيبه شريط من الأقراص المخدرة أخذ منه قرصين وأخذ يحتسى الخمر زجاجة تلو الأخرى إلى أن سقط فاقداً للوعى من كثرة إحتسائه للخمر

-عند سياف         في الصباح نهض سياف وأغتسل وبدل ملابسه ثم جلس برفقة 

أخواته ووالدته لتناول الإفطار 

جلس يمازح زينب قائلاً بمشاكسة :-

إيه النشاط ده كله يا زوزى روحتى جبتى الفطار

بدرى النهاردة يعنى تتحسدى والله يا زوزى 

زينب بأمتعاض وهيا ترمق سياف بلوم:-

كده ياسيفو بتتريق على أختك حبيبتك طيب يا سيفو بكرة أما أروح بيتى تقول ولايوم من أيامك يازوزى 

اخذ الجميع يضحك على حديث زينب قائلين معا بنفس الوقت :-

ياشيخة دة إحنا ها نكسر وراكى دستة قلل علشان ها نرتاح من مناكفتك لينا 

إدعت الغضب قائلة بمشاغبة وهي تلوى شفتيها بأمتعاض :-

بقى كدة طيب ماشى بكرة نشوف 

أنتهوا جميعا من تناول الافطار ثم نهض سياف بعد أن قبل يد والدته وما كاد يغادر أوقفته والدته وأخذت تقرأ عليه المعوذتين وتربط على رأسه قائلة بود:-

ربنا يكفيك شر العين يا أبن بطنى ويحميك من كل شر ويوقفلك ولاد الحلال منين ما تخطى برجلك 

قبل يدها مره أخرى قائلاً بود:-

ربنا يباركلك فيك ويديكى الصحه ياست الحبايب

تركها وغادر إلى ورشته وجد العمال قد سبقوه وقاموا بفتحها 

القى عليهم السلام قائلاً بود :-

السلام عليكم ياشباب أخبار الشغل إيه ؟

أجابه العمال قائلين بود:-

وعليكم السلام يا أسطى سياف الشغل تمام وعال العال

تحدث اليهم سياف قائلاً بتساؤل :-

أنتوا فطرتوا ولا أبعت اجيب فطار

أجابه العمال قائلين بأمتنان :-

ربنا يخليك يا أسطى سياف الحمد لله فطرنا من بدرى

أجابهم سياف قائلاً بود:-

ألف هنا على قلوبكم ثم أكمل حديثه قائلا :-

أستعنا على الشقى بالله يلا كل واحد على شغله ورانا شغل كثير

أنهمك سياف فى اداء عمله ثم بعد مرور عدة ساعات توقفت أمام ورشته وترجلت منها  فريدة وهي تحيط رأسها بوشاح وتضع على عينيها نظارة كبيرة لتخفى وجهها 

ما إن ترجلت من السيارة تقدمت ناحيه الورشة وما إن شاهدت صبى صغير نادته قائلة :-

لو سمحت ممكن تناديلى الأسطى سياف قوله أنى عايزه

أجابها الصبى قائلاً :-

أقوله مين عايزه ؟

اخرجت من حقيبتها علبة شيكولاته وأعطتها له قائلة بود :-

قوله واحدة عايزاك

تركها الصبى وهو فرح بشدة بالشيكولاته ووضعها بجيبه حتى يعطى منها لأشقائه الصغار حين يعود

توجه إلى حيث يوجد سياف الذى كان منهمكٱ بالعمل فى تصليح أحدى السيارات 

ناداه قائلاً بإلحاح أسطى سياف ثم كرر ندائه مرة أخرى قائلاً :- ياأسطى يا أسطى رد عليا

ترك سياف ما بيده وأجابه قائلاً بنفاذ صبر:-

جرى إيه يا اد يا محمد انت عمال تزن ليه مش شايفنى بشتغل ولا إيه ؟

أجابه الصبى قائلاً :-

فيه واحدة هانم برا قدام الورشة بتقول إنها عايزاك 

سياف بتعجب ناظر الى الخارج لعله يتبين من تلك التى تريده ؟

لكنه لم يستطيع رؤيتها من الداخل فتوجه إلى خارج الورشة بعد أن جفف يده من آثار تصليح السيارة 

وما إن شاهد فريدة حتى وقف ينظر إليها بغير تصديق وأخذ يحدق اليها متفاجأ برؤيتها مرة أخرى 

وحين شعر إنه يحدق بها أكثر من اللازم أخفض عينيه قائلاً بجديه وهو يحاول السيطرة على مشاعره المتضاربة :-

اهلا بيكى يا هانم أى خدمة اقدر أقدمهالك 

ألتفت فريدة  لتصبح فى مواجهته وأخذت تتأمله من وراء النظارة وهي تتسائل محدثة نفسها بحيرة شديدة قائلة :-

أنا مش عارفة إيه اللى جابنى هنا فجاءه حسيت إنى نفسى أشوفه وأنى مش ها ارتاح إلا لو شوفته 

أخرجها من شرودها صوته قائلاً بإلحاح :-

أى خدمه أقدر أقدمهالك يا هانم ؟

اجابته قائلة وقد قررت ان تسيطر على تلك المشاعر المتضاربة بداخلها قائلة بجمود حاولت أن ان تضفيه على حديثها:-

العربية حسيت أن فراملها تقيلة قلت إنك الوحيد اللي تقدر تظبطها كويس ومن الكارت اللى أخدته منك عرفت طريق الورشة أكملت حديثها قائلة :-

أنا أسفه لو عطلتك يا أسطى سياف

سياف بجدية شديدة وهو يحاول السيطرة على دقات قلبه المتسارعة بقوة:-

ابدٱ مفيش عطلة ولا حاجة نورتينا يا هانم 

خلينى أشوف العربية كدة  أخذ منها المفتاح 

وتوجه إلى السيارة وأخذ يفحصها جيداً 

وبعد مرور بعض الوقت كان قد إنتهى من فحصها وضبط لها الفرامل وناولها المفتاح قائلاً بجدية:-

العربية بقت فل الفل يا هانم تقدرى تجربيها كادت أن تتحرك 

ناحية السيارة فاصطدمت بأحد الصبيه الذين كانوا يمرحون بالشارع فسقطت النظارة عن وجهها 

وماكادت تنحنى لتلتقطها سبقها سياف وأنحنى ليلتقطها وما كاد يناولها إياها صدم بشدة حين شاهد الكدمات التى تملأ وجهها شاهدت نظراته إليها مليئة بالأسئلة التى يود طرحها عليها

وحتى تقطع عليه أى حديث أو أسئلة قد يوجهها إليها 

أخذت منه النظارة سريعاً وأخفت بها عينيها 

مرة أخرى وأعطته بعض النقود وقبل أن يفتح فمه ليسئلها 

أستقلت سيارتها وغادرت بسرعة غير عادية وأخذت تنتحب بقهر طوال الطريق فهي  لا تريد من أحد أن يشفق عليها وعنفت نفسها على إتلافها للفرامل حتى تأتى لرؤيته

وقف سياف ينظر فى أثرها وهو متعجب بشدة من مغادرتها 

بتلك الطريقة

وبالنهايه نفض عن رأسه كل ما يشغله وعاد ليتابع عمله وفى منتصف اليوم صعد الى شقتهم حتى يأخذ والدته ليطمئن عليها 

صعد إلى شقتهم وقال لوالدته بود :-

أمى يلا علشان نروح للدكتور أطمن على صحتك 

كادت والدته أن تعارضه لكنه أوقف إعتراضها قائلاً بود كبير:-

أمى يلا لو أنا غالى عندك غيرى هدومك ويلا بينا 

ذهب هو الآخر لغرفتهأغتسل و أبدل ملابسه  ثم خرج ليجد والدته قد أستعدت 

صاح مناديٱ على شقيقه ليأتى  برفقتهم قائلاً :-

خالد يلا معانا علشان نودى ماما للدكتور

أرتدى خالد معطفه سريعاً وخرج ملبيٱ طلب شقيقه 


وذهبوا جميعاً لزيارة الطبيب تاركين زينب لتعد طعام الغداء

مل مازن بشدة من تحكمات سياف التى لاتنتهى فهو كلما ذهب إليهم وأراد الجلوس مع خطيبته يأتى ويجلس برفقتهم ويرفض بشدة أن تخرج معهم فهو متشدد كثيراً 

ويغار على شقيقته منه وهو زوجها


فعزم أن يراها اليوم ويجلس برفقتها وإن أضطر للعراك مع شقيقها أثناء ما كان ذاهباً إلى منزلها شاهد الجميع يخرجون من المنزل وزينب ليست برفقتهم هلل بسعاده قائلاً:-

الله بقى بيضالك فى القفص يا واد يا مازن شكلها لوحدها في البيت وها اعرف استفرد بيها شوية قبل ما حد يجى

أسرع خطواته ناحيه منزلها وحين وصل أمام باب الشقة 

طرق الباب بحدة شديدة 

مما أفزع زينب وظنت أن شقيقها عاد إلى المنزل مرة أخرى 

فوضعت دثارٱ على كتفيها وتوجهت إلى الباب لتقوم بفتحه

سريعا 

فتتفاجئ بمازن الذى يدفعها الى الداخل قائلا بمرح:-

أهلاً حبيتى وحشتينى يازوزو 

كادت زينب أن تصرخ من الفزع حين باغتها بدفعها للداخل

وأنقض على شفتيها مقبلاً إياها بشوق شديد وهو يشدد من إحتضانه لها

دفعته بحدة ليبتعد عنها صائحة به بغضب شديد :-

إيه اللى بتعمله دة أنت أتجننت يا مازن أفرض حد شافنا دلوقتى

نزع الدثار الذى تخفى به كتفيها وأحكم قبضته حولها قائلاً وهو يغمز لها بمرح:-

أنا شفت أخواتك ومامتك خارجين قولت دى فرصة لا يمكن 

أفوتها

تفاجئت زينب بحديثه وحاولت التخلص من يديه قائلة بذعر :-

أعقل يامازن أخويا يرجع فجاءه يلاقيك هنا يعمل مشكلة

كان يتابع حديثها وحركة شفتيها كالمسحور 

ضمها أكثر لصدره دون أن يتحدث وبدء يلثم عنقها وخدها وأخد شفتيها بعدة قبلات 

كانت كالمغيبة بين يديه مما جعله يستغل وضعها ذلك متوجها بها الى الاريكة وما كاد يجلس برفقتها أستمعوا لصوت طرقات حادة على باب الشقة وصوت سياف الحاد قائلا :-

أفتحى الباب بسرعه يازينب يلا أنجزى حالك بسرعة 

أرتعب مازن وزينب وأصفر وجه كلٱ منهم 

وأخذ مازن يدور حول نفسه يبحث عن مكان يختبئ به وهو خائف ومرتعب بشده من سياف


تعليقات