القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل الرابع، والخامس




 الفصل  الرابع
أخذ مازن يدور بالمكان كالأرنب الواقع بالفخ ولايعرف كيف يخلص نفسه منه 
عاد سياف ليطرق الباب بقوة قائلاً بحدة :
- جرى إيه يازينب إنتى نايمة على ودانك ولا إيه أنجزى أفتحى يلا بسرعه أنتى بتتلكعى كدة ليه؟
شحب وجه زينب حتى أصبح كلون الكركم 
أحتار مازن ماذا يفعل وأين يختبئ ؟
تمالكت زينب نفسها وهتفت به قائلة وهي تنتفض من شدة الفزع :
- اتصرف اخرج من أى حتة سياف لو شافك هنا هاتبقى مصيبة ووقعت على دماغنا إحنا الأتنين
أخذ يدور بأرجاءالمنزل وسياف لا يكف عن الطرق على باب المنزل حتى كاد أن يحطمه من كثرة ما طرق عليه
حاولت ان تستجمع شتات نفسها وتفكر بطريقة لمساعدة مازن على الخروج وبعد مرور عدة دقائق تذكرت إن هناك نافذه تطل على المنور 
جذبته من يده وفتحت النافذة وأشارت له بصوت يكاد يكون
مسموع :
- يلا أنزل من هنا على المنور أتلحلح شويه بدل ما سياف يسود عيشتنا ويخلى أيامنا سودة كله منك أنت االسبب فى الحوسة السودة اللى أنا فيها دى
تعلثم مازن حين حاول النطق ببضعة كلمات قائلاً :
-طب طب أفتحى أفتحى يلا بسرعة 
فتحت له النافذة سريعاً وساعدته على الصعود إليها 
وما إن تأكدت إنه أصبح خارج الشقة 
هندمت ملابسها وضبطت وشاحها على راسها 
ثم تقدمت إلى الباب وهيا تبتهل إلى الله داعية
أن لايكتشف سياف أن مازن كان هنا 
فتحت الباب بسرعه شديدة وحاولت أن تسيطر على أرتباكها 
صاح بها سياف غاضباً وهو يصفعها بمرح على رأسها :
- كنتى بتعملى إيه كل ده وسيبانى واقف على الباب كل دة
وقافله الباب على نفسك لية؟
أجابته زينب بلهجة حاولت أن تخرج عادية قائلة بثبات واهى:
بتردد انا كنت باخد حمام بس أما أنت خبطت لبست هدومى هيا هيا علشان افتحلك بسرعه يا سياف 
اخذ سياف يتأملها بريبة شديدة فقد أثارت قلقه بتعلثمها وعدم اتزانها بالحديث معه ونظراتها الزائغة
حدثها قائلاً بتساؤل:
- مالك يابت يازينب وشك أصفر كده ليه ومش واقفة على بعضك؟
تنحنحت محاولة أستجماع شتات نفسها وهي تفكر بكذبة ما تخبره بها لعله يكف عن أستجوابها أجابته قائلة بثبات واهى وبداخلها يرتجف:
-أبدٱ مفيش حاجة بس أصل السخان بايظ وجيت أسخن مية على البوتجاز فافتحت الغاز قبل ما أولع الكبريت فكان ها يهب فيا لولا لحقت وطفيته بسرعه فا من ساعتها وأنا مخضوضة
فأشفق سياف على شقيقته فأقترب منها ضامما إياها لصدره بود قائلاً بلهفة غير عادية:
- إنتى كويسة يا زينب جرالك حاجة حبيتى ؟
زفرت زينب بأرتياح ما تيقنت أن سياف أقتنع بحديثها وهدأ توترها قليلاً وأجابته بمرح قائله:
-الحمدلله بخير متقلقش عليا يا سيفو ربنا يخليك ليا يارب
أبتعد عنها حين تذكر ما قد أتى من أجله توجه إلى الى غرفة والدته٬ وأخذ دثارها الذى نسيت أن تأخذه 
ثم غادر بعد أن اوصى زينب على نفسها قائلاً:
- خدى بالك من نفسك يازينب وبلاش تسرحى وانتى بتولعى البوتجاز أكمل مازحاً أحسن تفطسى والواد مازن يحسبك علينا واحدة
صاحت بتذمر قائله وهيا تدعى الغضب :-
أخص عليك يا سيفو بقى كده أنا تقول عليا كده
صفعها سياف بمرح على مؤخرة رأسها قائلا بمشاكسة:
- أجرى يابت انتى شوفى وراكى إيه 
تركها وغارد وما إن غادر المنزل حتى جلست على الاريكه تلتقط انفاسها وتحمد الله على أن الأمر مر بسلام
تذكرت أمر مازن فنهضت مسرعة 
تنظر من النافذة لتراه لايزال واقفا بالمنور لا يعرف ماذا يفعل ؟
هتفت به وهي تكتم ضحكاتها التى تكاد تنفلت منها قائلة:
- أنت لسه هنا يلا أخرج من هنا على السلم وأشارت للنافذة القريبه منه تسلق إلى النافذة وهو يرمقها بغضب شديد ثم ركض منها إلى الشارع وهو يتلفت حوله خشيه أن يراه سياف ثم أكمل طريقه مسرعا الى منزله 

أما بمنزل فريدة كانت تنام بغرفتها ٬وهي  تبكى بقهر شديد  فحياتها أصبحت جحيمٱ لا يطاق يجب عليها التخلص من تلك الحياة حدثت نفسها قائلة بحزن:
- أنا اللى عملت فى نفسى كدة الغلط غلطى علشان أهرب من جحيم مرات أبويا وافقت على أول واحد أتقدملى كنت
فاكرة نفسى ها اعيش مرتاحة مكنتش عارفة انه بالطباع  والأخلاق دى دة  شخص مش طبيعى دة  مريض محتاج علاج وأنا حياتى معاه كدة فى خطر
تذكرت رؤيتها لسياف ونظرات التساؤل والحزن التى شاهدتها بعينه لا تعلم لما أنجذبت إليه منذ أن شاهدته المرة الأولى 
لعنت حظها العاثر الذى أوقعها بزوج ذو قلب متحجر لا يعرف  الرحمة 
أخذت تضمد جراحها بقطعة قطن مغمسة بمطهر وهي تحاول جاهدة أن  تطرد صورة سياف من مخيلتها وتفكر بحل يخرجها من تلك المعضلة التى أوقعت نفسها بها
قررت أن تأخذ ملابسها الغاليه وذهبها وتضعهم عن أحد أصدقائها حتى أذا جاء يوم وغدر بها ذلك القذر تجد نفسها بأمان ولا تتشرد بالشوارع 
بالفعل شرعت فى تنفيذ ما عزمت عليه ووضعت ملابسها بحقائب وجمعت أيضا ذهبها والهدايا التى جلبوها لها أصدقائها ووضعتهم بالمصعد ثم وضعتهم بالسياره وقادتها متوجهة إلى صديقتها التى تقطن بحارة سياف فعلى الرغم من إنها فقيرة وتعمل فى حياكة الملابس لكنها وجدت إنها الوحيدة الامينة التى عرفتها من بين جميع أصدقائها 
ما إن وصلت إلى منزلها حملت الحقائب وصعدت بها اليها 
صافحتها بود شديد قائلة:
أزيك يا غادة أخبارك إيه ؟
غادة معانقة إياها بود كبير :
- بخير الحمد لله أنتى اللى أخبارك إيه يا ست فريدة
إعترضت فريدة قائلة بأبتسامة رقيقة :
- أسمى فريدة بس إحنا أصحاب يا غادة 
ثم أكملت قائلة :
- أنا جاية أشيل عندك أمانة وأنا عارفة إنك قدها علشان أنا مليش غيرك أثق فيه 
غادة بلهفة شديدة:
- إنتى تؤمرى يا فريدة  ياحبيتى إنتى وحاجتك فى عنيا ربنا يعينك يارب ويقويك على اللى إنتى فيه 
فريدة بود كبير :
- ربنا يخليك يا غادة أنتى بجد ونعمة الصديقة 
تركت لها فريدة الحقائب وأستقلت سيارتها مغادرة
وما كادت تقود سيارتها وتبتعد بها توقفت فجاءه  حين شاهدت طفلة صغيرة تركض  باكية وقبل أن تتحدث أقترب منها أحد الرجال الضخم البنيه ذو شارب غليظ هدر بالفتاة قائلاً:
- إنتى يابت يا منى مش هاتبطلى شغل السرقة كل شوية أمسكك وإنتى سارقة رغيف عيش
هتفت به الفتاة بتلقائية وهي تخرج له لسانها قائلة بمرح وهي تقفز من السعادة :
- جمال وحش مش بيدينى عيش أكل أنا جعانة كتير وأنت وحش
كاد الرجل أن يفتك بها لكن فريدة وقفت أمامه قائلة بغضب :
- أنت أزاى عايز تضرب بنت مريضة زى دى أنت مش بنى آدم مفيش فى قلبك رحمة 
صرخ بها بحدة قائلاً.:
- بغضب أبعدى من وشى ياولية أنتى مين علشان تكلمينى كده؟ أخفى من وشى بدل ما اضربك أنتى وهي
خرج سياف من الورشة ليرى من الذى يفتعل مشاجرة بحارته ليشاهد من بعيد منى الفتاة المريضة عقلياً الذى يراها من وقت لآخر  بالشارع لكن ما أغضبه هو ذلك الرجل المدعو جمال الذى يقف قبالته ويرفع يديه عليها 
أسرع متوجها إلى حيث يقف وتفاجئ حين شاهد فريدة 
والمدعو جمال يرفع يديه ويكاد يهوى بها على وجهها
وقبل أن تصل يده لوجهها أمسك سياف يده بقوة شديدة حتى كاد أن يكسرها بين يديه قائلاً :
- أنت أتجننت أزاى ترفع إيدك على واحدة ست جرالك إيه ياجمال ؟! أنت كل يوم ليك مشكلة شكل 
أنتزع الرجل يده من سياف ثم دفعه بحدة شديدة قائلا:
- أنت مالك أنت أنا حر فى اللى أعمله أنت عاملى فيها حامى الحمى مالك أنت أضرب فلاتة ولا غيرها
غلى الدم فى عروقه من أثر حديث ذلك الرجل 
وما أغضبه أيضا هو تجاهله لحديثه 
,وتركه والتقدم الى فريدة حتى يقوم بضربها متحدياً إياه 
مما جعل سياف يشتد غضبه بشدة وصاح به قائلاً :
-ا نت بتكلمنى أنا باللهجه دى طيب يا راجل ابلع ريقك شويه أنت شكل أمك داعية عليك علشان تقع فى طريقى النهاردة 
صفق بيديه الاثنين على وجهه ثم ضربه بالرأس عدة مرات ولكمه بشدة حتى نزف أنفه من شدة الضرب 
وكاد أن يكمل عليه لكن فريدة إعترضت قائلة بهلع وخوف :
- أرجوك كفاية أنا مش بقدر أستحمل منظر الدم  عندى فوبيا منه ثم شعرت برأسها يدور وكادت أن تخبره إنها تجاهد من البداية لتتماسك لكنها لم تفلح وقبل أن تسقط على الأرض قام بأسنادها وصعد بها إلى شقتهم 
طرق الباب بحدة قامت زينب بالركض إلى الباب وفتحت له وصعقت بشدة حين شاهدته يحمل فريدة بين يديه وهي فاقدة للوعى 
أدخلها لغرفة شقيقته وطلب منها أن تساعدها على الافاقة
وتركها وخرج إلى خارج الغرفة 
وأخذ يتمشى ذهاباً وإياباً والقلق يأكله 
خرجت والدته من غرفتها بعد أن أنهت صلاتها وحين شاهدت قلق سياف 
نظرت إليه بتساؤل قائلة :
- مالك ياسياف إيه اللى عملك القلق دة كله وإيه اللى جرحك كدة يا ضنايا؟ أنت أتخانقت تانى يا سياف أنت مش هاتبطل كل يوم والتانى ترجعلى مجروح؟طمأنها سياف قائلاً بود :
- ما تقلقيش يا أمى دة جرح بسيط بس إنتي عارفة إبنك لايمكن أشوف حد محتاج لمساعدة وأتخلى عنه وخصوصاً لو واحدة وغريبة 
عقدت والدته حاجبيها ونظرت إليه بتساؤل قائلة :
- واحدة وغريبة تقصد مين يا سياف اللى أتبهدلت علشانه كل البهدلة دى؟
أستشعر سياف فى نبرة والدته بعض اللوم فحدثها قائلاً:
- ست كانت فى زيارة هنا في الحارة  وجمال صاحب الفرن كان عايز يضربها ومش بس كدة يا أمى دة كمان كان هايضرب البنت اللى تعبانة اللى إسمها منى
هدرت به والدته بغضب وهي تشعر بالخطر يقترب من ولدها وبأن هناك امرأه أخرى تشاركها إهتمام سياف :
- أنت عايز تفهمنى إنك عملت كل دة علشان البنت المريضة ولا علشان الهانم اللى كان هايضربها
نظر إليها سياف بتعجب قائلاً :
- مالك يا أمى بتكلمينى كدة ليه؟ما أنا دايما بساعد أى حد بيحتاج لمساعدةأول مرة تتكلمى معايا بالطريقة دى
تدراكت والدته حدتها وحاولت تلطيف حديثها حتى لاتغضب ولدها قائلة بود:
- مش قصدى يا سياف بس أنا خايفة عليك يا حبيبى أنت عارف إن جمال دة شرانى وما بيكبرش لحد 
مكنتش عايزاة يحطك فى دماغه
كاد سياف أن يجبيها 
لكنه صمت حين أقبلت زينب ناحيتهم وهي تهتف لسياف قائلة :
- الست فاقت يا سياف وعايزة تمشى 
سياف بلهفة غير عادية :
-هي عاملة إيه دلوقتى يا زينب بقت كويسة 
لهفته الشديدة على فريدة أثارت غضب والدته وجعلها تود لو تذهب اليها وترمى بها خارجا لولا خوفها من غضب سياف وظنه إنها تصغره أمام الجميع
خرجت من غرفة زينب متوجهة إلى الخارج وهي تترنح كاد سياف أن يسرع إليها ليقوم بإسنادها  لكن نظرات والدته الحادة جعلته يتراجع ويشير لزينب ان تقوم بإسنادها 
أسندتها زينب وأجلستها على أحد المقاعد
سألها سياف بنبرة حرص أن تخرج عادية لكى لا يغضب والدته:-
أنتى كويسة دلوقت بقيتى أحسن؟
أجابته فريدة قائلة بود :
- الحمد لله أحسن كثير  متشكرة ليكم وآسفة على إزعاجكم 
زينب بود كبير :
- أبدا مفيش تعب ولا حاجة 
ناولتها كوب من العصير الطازج حتى تحتسيه  لتهدأ أعصابها قليلا 
أخذت الكوب ثم أرتشفت منه قليل ثم وضعته إلى جانبها
تحدثت إلى زينب قائلة بتساؤل :
- إيه حكاية البنت المريضة اللى اسمها منى دى وأزاى سايبنها كدة في الشارع هي معندهاش أهل 
قصت عليها زينب حكايتها قائلة بحزن:
- دى بنت مسكينة أهلها كلهم ماتوا فى حادثة ولما اتجوزت جوزها يوم الولادة أخد بنتها وهرب وهو بيهرب عمل حادثة ومات هو والبنت وهي من يوم ما عرفت وهي في الحالة دى ومحدش عارف يعالجها ولا حد قادر عليها 
حزنت فريدة بشدة على ما ال اليه حال الفتاة 
وماكادت تسأل زينب مرة أخرى 
صدح صوت هاتفها بإلحاح وحين أخرجته فريدة من حقيبتها ونظرت إليه لتعرف هوية المتصل أرتعبت بشدة وأصفر وجهها ونهضت راكضة إلى الشارع لتستقل سيارتها لتعود إلى المنزل بأقصى سرعة 
فأن لم تعود من الممكن أن يقتلها هي تعلم جيداً إنه قادر على فعلها بدم بارد لانه دائماً ما يمنعها من الخروج لكنها كانت تستغل غيابه عن المنزل لتخرج وتنفذ كل ما تريده فهي تكرهه بشدة وتلعن اليوم الذى قررت به أن تتزوجه هرباً من جحيم زوجة والدها ومعاملتها القاسية لها لذا قررت الزواج من هذا الحقير ليحول حياتها إلى جحيم منذ الليلة الأولى لها معه حدثت نفسها وهي تبكى بقهر قائلة :-
يارب خلصنى بقا من القرف اللى أنا فيه أنا خلاص تعبت منه ومن قرفه ومن اللى بيعمله فيا وفى البيت دة البيت بسببه بقى مزبلة وحوله لكباريه وأنا لو اتكلمت ها يضربنى أنا حقيقى تعبت 
تقدمت الى الداخل وهيا ترتجف وخائفة بشدة من رد فعله إذا شاهدها لن يتركها دون أن يضربها بقوة وسينتقم منها أشد انتقام فهو كلما شاهدها يضربهابقسوة ويعاملها معاملة سيئة ولو فكرت أن تعارضه يزيد من ضربها لها حتى يدمى جسدها ولا يتركها الا وهي فاقدة للوعى بعد أن يذيقها شتى أنواع العذاب ولا يتركها إلا بعد أن يمزق ملابسها ويسبها بأبشع الشتائم ولا يهمه ألمها فقط كل مايريده أن يكسرها........

الفصل الخامس شمس ظلامى

ركضت فريدة على الدرج وهي مرتعبة وقد أصفر وجهها حتى أصبح كالليمونة إلى أن وصلت سيارتها أستقلتها وقادتها مسرعة إلى حيث منزلها باللي فهي تخشى من غضب ذلك العديم الرحمة زوجها الذى لو علم إنها خرجت دون أن تخبره لن يتردد عن قتلها بدم بارد 
قادت السيارة بسرعة غير عادية وداخلها يرتجف من شدة خوفها منه من أن يبطش بها حتى إنها كادت أن تصطدم بعدة سيارات أثناء إسراعها بتلك الطريقة إلى 
أن وصلت  أمام العمارة التى تقطن بها قامت بصف السيارة ثم ترجلت منها راكضة إلى الداخل وأستقلت المصعد متوجهة إلى الطابق الذى تقطن به

وما إن وصل المصعد إلى الطابق حيث توجد شقتها 
خرجت منه وذهبت إلى شقتها فتحتها ودلفت إلى الداخل
بحثت عن زوجها ولم تجده فتوجهت إلى غرفتها لتبحث عنه وما إن أقتربت من غرفتها أستمعت لصوت ضحكات أنثوية وصخب شديد غضبت بشدة من تصرفاته الحمقاء التى لا يكف عنها جلست فى الغرفة المجاورة تنتحب بقهر على قلة حيلتها وعدم قدرتها على التصرف
فلو أشتكت لوالدها لن ينصفها فهو يصدق حديث زوجته وهي بالبداية كلما حدثته تشتكى له من معاملة زوجها لها 
تحرضه زوجته ضدها وتجعله يتجاهل شكوتها ويخبرها بأن ترضى بحياتها وتحاول مراضاة زوجها فذلك هو أختيارها
أرتمت على الفراش وأخذت تنتحب بقهر وحزن شديد على حالتها 
رغما عنها غفت والدموع تغرق وجهها

بمنزل سياف حزن سياف على معاملة والدته الجافة لفريدة
فجلس إلى جوارها وقبل يدها بود كبير قائلاً:-
جرى إيه يا أمى؟! مش عادتك أبدا إنك تعاملى ضيفة عندنا بالطريقة دى طول عمرك بتقابلى أى حد مهما كان هو مين
والدته بحدة شديدة :-
ماعرفش يا سياف ما أرتحتش ليها وبعدين مالك محموق قوى علشانها كده فيها إيه زيادة علشان تهتم بيها الاهتمام دة كله
تعجب سياف بشدة من حديث والدته وحدثها بأعتراض قائلاً:-
أمى أنا عاملتها زيها زى أى واحدة فى ضيقة ومحتاجة لمساعدة معتقدش صدر منى أى حاجة تانية غير كدة 
أحتدت والدته بالحديث قائلة وهي تشعر بالنار تشتعل بقلبها :-
أنا أمك يا سياف ولو خبيت على الكل أنا الوحيدة الى أقدر أفهمك من نظرة عنيك لهفتك عليها كانت باينة فى عينك كنت بتبصلها بطريقة عمرى ما شفتك بتبصها لاى حد 
أكملت قائلة بحزن شديد:-
أنت طول عمرك سندى وضهرى وكل ماليا بعد موت ابوك مش ها أقدر أتخيل أن حد تانى مهما كان هو مين يشاركنى فيك ويشاركنى حبك وأهتمامك
أكملت قائلة وقد أحتقن وجهها من شدة الغضب:-
أنا معنديش أى مشكلة تساعد كل الناس يا سياف لكن دى لاء أختار يا أنا يا هي
غضب سياف بشدة من تحامل والدته على فريدة لذلك تحدث اليها قائلاً بود:-
أمى أنا ما أتربيتش أنى أخذل أى حد يحتاج مساعدتى علشان كده لازم أقولك الكلمتين دول مستحيل أقدر أقولها 
أنا مش ها أساعدك علشان أمى مش عايزة أنا مش عيل صغير ها تقوليلى أعمل إيه ومعملش إيه أنا رجاله بشنبات
كلمتى بتمشى عليهم فارجوك يا أمى متحطيش نفسك فى مقارنة مع أى حد مكانتك عندى مستحيل حد يقدر يجى جمبها وحبى ليك ولا مليون واحدة تقدر تشاركنى في
كادت والدته أن تجيب على حديثه لكنه تركها وغادرا وهو يزفر بغصب شديد وهو يشعر أن والدته طالما وضعت فريدة برأسها لن يهنئ لها بال الا إذا ابعدتها عنه هو يعلم كم هي متعلقة به لكن لم يتخيل أن تصل إلى الغيرة من أى شخص
يهتم به
هام على وجهه بالشارع لفت نظره منى الفتاة المريضه عقلياً 
وهي تركض بالشارع والاطفال الصغار يضايقوها ويقوموا بقذفها بالحجارة:
تقدم سياف نحوهم ونهرهم قائلاً :-
بس ياولاد عيب كدة دى تعبانة ما ينفعش إننا نضايقها بالشكل دة 
تركوه الاولاد وغادروا 
حدثها سياف بلطف قائلاً:-
تعالى معايا يا منى اوديكى عند أمى ها توكلك أكيد أنتى جعانة 
أومأت له برأسها قائلة بسعادة:-
أنا جعانة قوى مش أكلت حاجة من الصبح بس مش روح عند أمك هي مش تحبنى 
حزن سياف من حديث تلك الفتاة البريئة التى تشبه الأطفال فى برائتها 
سألها قائلاً بتعجب:-
ليه كدة يامنى دى أمى بتحب كل الناس 
أخذت تلهو بتلك الدمية التى تحملها ولم تجيب عليه 
وسار وهي إلى جواره وتوجه إلى مطعم أمام منزلهم وطلب من البائع أن يعد عدة شطائر ليعطيها لمنى
وما إن إنتهى البائع من إعدادها أخذها سياف وناولها لها قائلاً بود :-
خدى يا منى كلى ألف هنا وكمان خدى العصير دة
أخذت منه الطعام وكادت أن تركض مبتعدة لكن قبل أن تركض 
حدثته قائلة ببراءه :-
سياف أنت بتحب كل الناس ربنا ها يبعتلك حب كبير قد الدنيا وتركته يقف يفكر بحديثها وهو حائراً  أيصدق ما قالته له أم أنه مجرد حديث لا معنى له 
مل من السير بالشارع بلاهدى وقرر أن يعود إلى المنزل لكنه لن يحدث والدته مرة أخرى حتى لا يغضبها فهو يحبها بشدة ولا يرضيه غضبها 
صعد متوجها إلى منزله وتسلل بهدوء لغرفته حتى لا يعود
للجدال مع والدته مرة أخرى لكنه ما إن تقدم الى داخل الشقه فوجئ بوالدته جالسه تنتظرة وهيا تبكى وتنتحب بحزن شديد 
لم يطاوعه قلبه أن يتخاطاها ويذهب لغرفته 
لكنه استمر بالسير ناحيه غرفته 
أوقفه صوتها قائلة بحزن:-
سياف أنت لسه زعلان منى ؟
أجابها بتنهيده حارة صادرة من قلبه :-
أنا مقدرش أزعل منك يا أمى 
أردفت قائلة بتردد حقك عليا يا حبيبى مش ها أتدخل فى أى حاجة بتعملها تانى أنا آسفة ياحبيبى 
قبل رأسها بود شديد قائلاً:-
متتأسفيش يا أمى وأنا وغلاوتك عندى ما زعلان 
تركها بعد أخذ رضاها وتوجه إلى غرفته 
أما هيا فقد توجهت إلى غرفتها ولا تكف بالتفكير عن طريقة تجعل سياف يبتعد عن تلك المدعوة فريدة
حدثت نفسها بعزم قائلة :-
لازم ألاقى طريقة أبعدها عنه دى من أول يوم وهي شغاله باله لدرجة أنى لما بدخل أطمن عليه وهو نايم كل يوم ألاقيه بينادى عليها الوضع ده ما يتسكتش عليه 
بمنزل فريدة نهضت على صوت ضجة شديدة وموسيقى صاخبة تأتى من غرفة زوجها 
تسللت برويه لترى ماذا يفعل وحمدت الله إنه لم ينتبه لعدم وجودها وربما وقت أن طلبها كان بالخطئ فهو كثيرا ما يفعلها 
ويدق هاتفها بالخطأ وحين تجبيه ينهرها ويخبرها انه لم يهاتفها قائلاً بغلظة :-
أنتى إيه ما بتفهميش أنا قولت لك ما طلبتكيش ثم أنا ها اطلبك أعمل بيكى إيه من جمالك قوى الرهيب اللى مش قادراستغنى عنه ثم يغلق الهاتف فى وجهها قائلاً بحدة :-
يلا غورى فى داهية كدة
أخذت ترهف السمع لتسمع لزوجها ما ذا يفعل ؟!
خرجت ناحية غرفتهم لترى ما ذا يفعل ؟!
وحين وجدته يتمايل مع الفتيات التى أحضرهم إلى المنزل 
على أنغام الموسيقى الصاخبة 
صعقت بشده حين شاهدت زوجها يضع وشاحا على وسطه ويتمايل برفقة الفتيات التى برفقته وهم يشاركونه الرقص
وضحكاتهم الصاخبة تملأ المكان 
بصقت ناحيتهم بتقزز وعادت إلى الغرفة قبل أن ينتبه لها 
ويوبخها وأغلقت الباب عليها من الداخل 
بعد قليل آثار انتباها أن صوت الموسيقى لم يعد موجود وأختفت أصوات الفتيات تعجبت بشدة لما هدأوا فجاءه هكذا
خرجت لترى ماذا حدث لتجد زوجها يستلقى على الأريكة فاقدا للوعى والفتيات غادروا جميعا 
تركته كما هو وكادت أن تعود للغرفه لكن استوقفها صوت ضجة شديدة آتية من ناحية المطبخ 
توجهت إلى المطبخ لترى ماذا حدث
وما كادت أن تغادر حتى أستمعت لصوت زوجها يصرخ قائلاً:-
أنت إيه اللى جابك هنا عايز منى إيه أبعدى عنى سيينى 
خرجت فريدة لترى ماذا يحدث فى الخارج ؟!
لترى رجلاً ملثما يحاول قتل زوجها وهو يقاومه بيأس لكنه غير قادر على ردعه نظراً لحالة السكر التى هو عليها 
حاولت أن تدافع عنه لكن الرجل دفعها لتسقط بجوار الطاولة وتسقط فوق رأسها الإناء الذى تضع الورود به
لكنها قاومت ونضهت مرة أخرى تحاول دفعه لكنه كان قد انهى مهمته وطعن زوجها عده طعنات وتركه غارقا بدمائه حاولت أن تمنعه من الهرب وقاومته كثيرا حتى إنها صرخت تستغيث فما كان منه إلا أن طعنها بالسلاح الذى يحمله وفر هارباً 
تحاملت فريدة على نفسها رغم أن جرحها ينزف وذهبت إلى غرفتها وأخذت مفاتيح السيارة بصعوبة شديدة حتى تستطيع الخروج من هنا 
وما كادت تخرج حتى شاهدته وهو يبحث بارجاء المنزل فأغلقت عليه المنزل وركضت بكل ما تملك من قوة لتستقل المصعد لتذهب للبوليس 
ما إن وصلت للطابق الارضى أستقلت السيارة وهي تقاوم الشعور بالإعياء الذى يداهمها فهي لا تحب مظهر الدم تعانى فوبيا منه لكنها حاولت قدر المستطاع أن تحافظ على يقظتها وتقاوم 
وجدت نفسها دون إرادتها تقود ناحية حارة سياف وما إن وصلت مشارف الحارةوتركت السيارة وسارت تحاول الوصول لمنزل صديقتها غادة لكنها لم تكاد تخطو خطوتين سقطت أمام أحد المنازل فاقدة للوعى 

بغرفة سياف أخذ يحاول النوم كثيراً لكنه لم يفلح بذلك نهض وتوجه إلى المرحاض ووضع رأسه أسفل صنبور المياه لعله يتخلص من تلك الأفكار التى تؤرق مضجعه وتجعله عاجزا عن أن ينال ولو قليلاً من النوم
فكلما أغمض عينيه يرى صورتها أمام عينيه لا يعرف لماذا تلك الليله طيفها لا يفارقه كلما أغمض عينيه يراها أمامه أصبحت تهدد راحته وتطيح بثباته الذى يدعيه 
زفر بقله حيلة قائلاً وغضب :-
شكلها مفيهاش نوم النهاردة لما أشوف اخرتها معاكى ياست فريدة شكلك ناوية على جنانى أنا كنت بعقلى خلاص طيرتى الجزء اللى فاضل 
أخذ مقعد وتوجه إلى الشرفة وجلس عليه وأغمض عينيه لعل هواء الليل المنعش يساعده على الإسترخاء
بعد مرور بعض الوقت غلبه النعاس فأسلم جفنيه إليه 
وأسند رأسه إلى الخلف وغرق بنوم عميق متناسيٱ كل شئ من حوله وشعر براحة شديدة لم يشعر بها من قبل 
بعد عدةدقائق استمع لصوتها يناديه بهمس ناعم زلزل كل حواسه وزاد ضربات قلبه بشدة 
فتح عينيه ليشاهدها أمامه فلم يصدق نفسه وهمس لنفسه قائلا بعدم تصديق:-
أنا أكيد بحلم  اللى أنا شايفه ده مش حقيقى
ثم أخذ يفرك عينيه بيده ليتأكد أن ما يراه حقيقى أم لا
أرتمت بين أحضانه تعانقه بلهفة شديد وهي تتمسك به بشدة 
قائله بنبرة تقطر شوقا:-
لا يا سياف دى حقيقة أنا معاك وملك أيديك 
تشبث بها هو الآخر بشدة خشية أن تكون سراب وتختفى من أمامه ضامما إياها بحب كبير إلى صدره لتتوسط أحضانه براحة شديدة 
ثم أبتعد عنها ليقبلها برقة شديدة ولهفة وشوق فاق بقلبه كل الحدود
أنتفض  من نومه على إثر صوت أحد نساء الحارة وهي تصيح مناديه ؛-
يا اسطى سياف وتلح فى ندائها وتكرر النداء بألحاح شديد
نهض مفزوعا على إثر ندائها وهو يزفر بغضب وكم تمنى لو يوبخها على إيقافها له وإفساد تلك اللحظات الرائعة التى كان يقضيها برفقتها بالحلم
نظر إلى أسفل قائلا حين تبين من الذى يناديه :-
مالك ياست هناء خير فيه حاجه حصلت ؟
اجابته قائلة بحزن :-
فيه ست غريبة عن الحارة وقعت قدام بيتى غرقانة في دمها 
قولت أجى أبلغك ما أنت كبيرنا برضوا 
سياف بتعجب شديد:-
إيه ست مين دى ياست هناء ياتر ى مين دى وجت لنا منين أستر يارب ربنا يجعله خير 
أنهى حديثه مع السيدة وأرتدى عباءته وغادر إلى الأسفل ليرى من تلك السيدة 
وأخذ يتسائل مع نفسه قائلاً :-
ياترى مين دى وايه اللى جابها حارتنا بالوقت ده أنا كنت ناقص يارب كنت نايم فى أمان الله وبحلم حلم جميل جت دى وبوظتلى كل حاجة وحرمتنى من حلم جميل
شعر بسعادة شديدة من أثر رؤيته لذلك الحلم 
لقد أعطاه مجرد حلم صغير دفعة كبيرة من السعادة بعد أن حرم منها سنوات طويله لذا هو سعيد ولو مؤقتا فهو قد حصل على بعض السعادة بعد حرمان دام أعواماً عديدة أكمل طريقه إلى منزل السيدة بعد أن أحكم عباءته على كتفه وسار وهو يفكر بفريدة ويتمنى لو يستطيع أن يراها مرة أخرى 
حدث نفسه قائلاً بسعادة شديدة :-
أمتى ياترى ها أقدر أشوفك تانى أنا مش عارف إيه جرالى من يوم ما قابلتك أول مرة حالتى بقت غريبة قلبى اللى قفلته من سنين رجع يدق من تانى أنتى إديتينى أمل 
أكمل قائلاً وهو يشعر براحة شديدة :-
جديد أن أعيش وأكون إنسان تانى جديد أنا لو شوفتك تانى لازم أشكرك على الأمل الى إديتهولى بعد ما كانت حياتى كلها شغل وبس 
عاد يفكر مرة تانية متسائلاً بينه وبين نفسه :-
مين دى يا ترى اللى ملقتش إلا حارتنا وتقع فيها ياترى دى حد يعرفنا ولا غريبة ؟وياترى مين اللى عمل فيها كدة وتبقى مصيبة لو كانت ماتت ساعتها ها نتورط فى سين وجيم مع البوليس ودى عمرها ما حصلت 
أكمل قائلاً وهو يفكر بعمق :-
إن شاء الله خير وما يكونش فيه أى ضرر لينا من ورا الموضوع ده و ما إن وصل إلى المكان الذى أشارت له السيدة عليه وشاهدهاحتى صاح وهو ينظر اليها بغير تصديق وهو يقف مصدومٱ قائلاً بلهفة شديدة حاول إخفائها :-
معقول إنتى؟ أخذ يغلق عينيه ويفتحها مرة أخرى لعله يتأكد أن مايراه حقيقة أم أنه مجرد خيال لوهلة ظن أن ما يراه ط كانت ترافقه بأحلامه منذ قليل

تعليقات