القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة




 الفصل الثانى 


بعد أن  تركها أخذ يحدث نفسه قائلاً بتساؤل:


- مش عارف إيه اللى حصلى من ساعة ما شوفتها قلبى مش مبطل دق حتى إن كل الأقفال اللى حوطت قلبى بيها مبقاش ليها فايدة وحالى أتلخبط خالص 

أنتهى من الحديث مع نفسه ثم 

ركض سياف إلى منزلهم وهو قلق للغاية أن يكون والدته أصابها مكروه ودلف إلى داخل المنزل بخطوات متعجلة وقلبه يدق بعنف شديد لخوفه على والدته فهو لا يوجد لديه بالحياة شئ أغلى من والدته فهي أغلى ما لديه فى الحياة بعد وفاة والده وهو بسن صغيرة ووالدته هي اغلى ما يملك

فتح الباب بسرعة غير عادية متوجها إلى داخل المنزل 

يبحث عن والدته بلهفة بين أرجاء المنزل 

أوقفه شقيقه خالد عن البحث محاولٱ بث الطمأنينه بقلبه قائلا بود:

- ماما في أوضتها ياسياف متقلقش الحمد لله بقت كويسة 

زفر سياف براحة كبيرة وكأن هناك حملا ثقيلاً يجسم على صدره قد تخلص منه للتو قائلا بلهفة 

- هي فين جرالها حاجة طمنى عليها يا خالد 

اشار له خالد بيديه قائلا بود:

- نايمة فى أوضتها يا سياف متتخضش هي خلاص بقت كويسة أهدى شوية متتخضش كدة 

ركض إلى غرفتها بسرعة غير عادية ثم جلس الى جوارها 

وأمسك بيدها وقبلها قائلا :

- حمد الله على سلامتك يا أمى إيه اللى جرالك؟

طمنينى عليكى 

خديجة بود كبير ربتت على رأسه بحب كبير:

- اطمن يا حبيبى السكر بس أرتفع شويه نسيت أخد حقنة الأنسولين قبل ما أكل حلويات حقك عليا يا حبيبى أنى خضيتك عليا

عاود سياف لتقبيل يدها قائلا بفرحة شديدة لأنه وجدها بخير :

- الحمد لله إنك بخير يا أمى خدى بالك من صحتك أرجوكى وداومى على علاجك أنتى عارفه لو جرالك حاجة أنا ممكن يجرالى إيه ؟

والدته بود كبير وهي سعيدة لحب ولدها لها وخوفه عليها :

- ربنا ما يحرمنى منك يا سياف ويخليك ليا يا ابنى ويوسع رزقك ويحبب فيك خلقه حتى الحصى فى ارضه

قبل رأسها قائلا بود :

- ويخليكي لينا يا ست الكل إحنا من غيرك مانسواش حاجة 

صاح شقيقه قائلا بمرح :

أنا جعان يابشر مش ها تأكلونا ولا إيه ؟

دفعه سياف بحدة بسيطة قائلا بمشاكسة:

-يااد أنت بطل الهيصة بتاعتك دى لازم كل ما تجوع تعرف الشارع كله انك جعان أنت ما بتشبعش يا اد يا خالد ؟

خالد بمرح وهو يبتسم لشقيقه :

- اعمل ايه ما اجوع مش عايزين يأكلونى إلا اما أنت تيجى كل ما أقول أنا جعان يا ناس أكلونى عايز أكل يقولوا لما أخوك سياف يجى نتعشى كلنا سوا

صفعه سياف بمرح دافعا إياه بأنه أمامه وهو يحدثه بمرح:-

يلا يا فالح روح أغسل إيدك يلا بسرعة على ما أنا كمان أخد حمام وأجى 

بمنزل مازن كان يجلس برفقة والده المدعو حسنى المنصورى

رجل فى الستين من عمره كان يعمل ساعى بريد وأحيل على المعاش منذ سته اشهر ووالدته سامية هي سيدة بسيطة لم تكمل تعليمها تبلغ من العمر خمسين عاما ولم يرزقها الله سوى بمازن ومنى شقيقته الصغيرة مازلت تدرس بالصف الثالث الثانوى أما مازن

فهو حاصل على معهد فنى صناعى ولم يجد عملايناسب مؤهله لذلك هو يعانى كثيرا ليجد عمل لكنه لم يدع اليأس يتسرب اليه واتقن مهنه النقاشة وأصبح يعمل بها ليكمل النقود التى سوف 

يشترى بها الشقة التى سيتزوج بهاويكمل توضيبها حتى يجتمع هو وحبيته زينب تحت سقف واحد بعيداً عن شقيقها سياف الذى يقف دائما حائلا بينهم بالرغم من إنه اصر على أن يتم عقد القران مع الخطوبه لكنه لا يسمح له مطلقا بالانفراد بشقيقته 

مما يسبب له غضب كبير فهي زوجته وليست فقط خطيبته 

انتبه من شروده على حديث والدته 


دفعته برفق قائله:

-كمل أكلك يا حبيبى انت بتشقى طول اليوم  وأرمى حمولك على ربنا وهو قادر يفرجها من عنده

نهض وترك الطعام متوجها الى غرفته ولم يجيب والدته بشئ 

جففت والدته دمعة هاربة من عينيها على حال ولدها وتألمت لاجله بشدة وعزمت أمرها أن تفعل أى شئ يساعده على الزواج من زينب بأسرع وقت فهي تعلم كم يحبها ولدها ويتمنى أن يتزوجها اليوم قبل غدا


حملت صينية الطعام وتوجهت بها إلى غرفته طرقت الباب ثم 

دلفت إلى الغرفة وتقدمت إلى حيث يجلس 

ربتت على كتفه بحب كبير قائلة:

- كل يا مازن يا حبيبى انت شقيان طول اليوم وأكيد ما أكلتش حاجة دوق بس كده البيض بالبسطرمة اللى بتحبه 

أشاح مازن بوجهه الناحيه الأخرى غير راغباً فى تناول أى شئ وقد كسى الحزن ملامحه

أصرت والدته أن يأكل اللقمة من يدها فوضعتها أمام فمه

قائلة بود:

- علشان خاطرى يا مازن يا أبنى تاكل اللقمة دى من أيدى تعدمنى لو ما أكلتهاش 

قضم مازن اللقمة من يد والدته وقبل يدها قائلا بلهفة:

- بعد الشر عنك يا أمى ربنا يطول فى عمرك حقك عليا 

هاكل أهو علشان خاطرك

أخذ يمضغ الطعام محاولا مدارة حزنه عن والدته حتى لا يزيد همها ويسبب لها المزيد من الحزن

تركته وخرجت الى زوجها وحدثته قائلة بحدة:

-جرى إيه ياراجل أنت ما تتصرف تشوفلك حل تساعد بيه إبنك أنت ها تفضل لحد أمتى حاطط إيدك فى الميه الباردة كدة

أشار لها حسنى بيديه وهو ينظر اليها بأزدراء قائلا:-

بقولك إيه يا ست إنتى متوجعيش دماغى على المسا بزنك ده 

إتكلى على الله كدة من قدامى أنا مش فايق لموال كل يوم بتاعكم أنا رايح أنام والصباح رباح نبقى نشوف حكاية ابنك الحيلة دة بكرة

نهض من أمامها متوجها الى غرفته وهو يزفر بملل من إصرار زوجته على الحديث بموضوع مازن كعادتها كل مساء

ولكى يهرب من. المواجهة فر هارباً إلى غرفته وأستلقى بالفراش وجذب الغطاء فوقه مدعياً النوم حتى لا تعود للحديث معه من جديد

زفرت سامية بحزن قائلة:

- اقول فيك إيه ياراجل ما أنت مكبر دماغك وكأن ده مش إبنك  ومحتاج اللى يدعمه ويقف جمبه علشان يقدر يكمل مشواره 


بعد إن غادرت والدته الغرفة أزاح الطعام جانباً غير راغب فى تناوله 

وأخذ يتذكر تلك اللحظات القليلة التى يقضيها برفقة زينب 

فتلك اللحظات القليله تعنى بالنسبة له الحياة 

هي من تمنحه القدرة على التحمل فلولاها لما تمكن من تحمل أفعال أخيها تلمس شفتيه بأطراف أصابعه يتذكر مذاق قبلتها التى كانت له بمثابه ترياق الحياه 

وقرر أن  يجد أكثر بعمله ليتمكن من جلب الشقة والانتهاء من تجهيزها سريعاً 

وحين أدرك أن تحقيق حلمه بات قريباً 

أغمض عينيه وتدثر بالغطاء لينال قسطاً من الراحة 

وصورة زينب لا تفارق خياله وأبتسامة مطمئنة تزين شفتيه 

بمنزل سياف بعد أن أغتسل وأبدل ملابسه عاد إلى غرفته ثم أستلقى على الفراش وهو يحدث نفسه قائلاً:

-هااريح جسمى شويه على ما يجهزوا العشاء 

ما إن وضع رأسه على الوساده حتى غرق بنوم عميق متناسيٱ كل شئ 

بعد أن أعدت زينب الطعام ذهبت لغرفته لتنادى عليه ليتناول الطعام برفقتهم فوجدته غارقاً بالنوم 

دثرته جيداً وأحكمت غلق نافذة الغرفة وأسدلت الستائر

ثم خرجت متوجهه إلى غرفه والدتها تحدثت إليها قائلة: - سياف يا حبيبى نام من التعب صعب عليا ماردتش أصحيه 

بيتعب قوى يا حبيبى فى الشغل 

تمتمت والدتها بالدعاء له قائلة :

- ربنا يقويك يا سياف يا أبن بطنى ويوسع رزقك ويبعد عنك كل شر أكملت موجهه حديثها لزينب قائلة:-

خلاص سيبيه نايم خليه يرتاح أكيد تعب قوى النهاردة ويلا بينا نقوم ناكل مع بعض كلنا يلا 

جلسوا جميعا يتناولوا الطعام سويا 

وحين أنتهوا  ذهب كلا منهم إلى غرفته

بغرفه سياف نهض من نومه مفزوعا والعرق يتصبب من جبهته أخذ ينظر حوله بغير تصديق ظنا منه انه لا زال يحلم 

أغمض عينيه وفتحها عده مرات ليتأكد إن ما يراه هذا حقيقى أم خيال 

نظر ناحيتها بغير تصديق قائلا بلهفه:

- أنت ى أزاى تيجى هنا ومين دخلك أوضتى؟

لازم تمشى من هنا دلوقت حالا لو حد شافك فى اوضتى ها تحصل مشكلة كبيره ليا وليكى

أبتسمت له أبتسامة خلابة جعلته يحدق إليها بذهول غير مصدقا انها تجلس هنا أمامه وبغرفته

أشارت ناحيه قلبه قائلة بنبرة هادئة وصوت خافت :

- أنا هنا ده مكانى ياسياف أنا محتجالك قوى ما تتخلاش عنى 

أنا بغرق ياسياف فى بير أسود غميق بحاول الاقى حاجه أتعلق بيها مش لاقية

أنت النور الوحيد فى طريقى المليان ضلمه أكملت قائلة بحزن:-

أرجوك مدلى إيدك أنقذنى شيل الحواجز من طريقى ومتتخلاش عنى

صاح بها سياف غاضبا بحدة شديدة:

- إنتى بتقولى إيه أنا مش فاهم منك حاجه وبعدين أحميكى أزاى ومن مين ؟

أكمل قائلاً بقلق وتوتر شديد:

-طيب يلا قومى أمشى دلوقتى ونتكلم في الموضوع دة بعدين

ها أحاول أعمل معاك كل اللى اقدر عليه بس يلا أرجوكى أمشى بسرعة قبل ما حد يشوفك 

لم تستجيب لحديثه وأبتسمت إليه أبتسامة هادئة قائله:

- أنا ممكن أمشى دلوقتى  لكن أنت دايما هاتلاقينى معاك في أى مكان أنا خلاص سكنت قلبك وأشارت إلى موضع قلبه 

صاح بها بنفاذ صبر قائلابغضب شديد:

-لااا  أنتى سراب إنتى مش حقيقة وقلبى دة مستحيل حد يقدر يدخله لا إنتى ولا غيرك ويلا بقى أخرجى من هنا 

أخذ يصيح بها بحدة شديده وقد ازداد غضبه :

- أبعدى عنى ما تخلبطليش حياتى أنا مرتاح كدة مش ها اقدر أسمحلك تدمرى الحصون اللى قعدت طول حياتى أبنيها

أنا أخدت عهد على نفسى مستحيل أسمح للحب يدخل حياتى

اجابته قائله بود ولازالت الابتسامه الهادئة تزين شفتيها :

- انا جوه قلبك اللى بقى مكانى للأبد ومفيش مخلوق على وش الأرض ها يقدر يخرجنى منه 

أفتح قلبك للحب ياسياف متخافش تعالا معايا نروح للنور الى هناك دة شايفه 

أشارت بيدها إلى نقطة مضيئة بنهاية الغرفة 

صاح بها بغضب شديد وقد مل من وجودها وأراد التخلص منها بأى طريقة فوجودها إلى جواره خطراً عليه وعلى دفاعاته :

- أبعدى عنى أنا مش ها اروح فى مكان ومش عايز أشوف حاجة

قولتلك أبعدى بقى سبينى فى حالى أنا راضى كده

أستمعت والدته لصوته العالى قلقت عليه فنهضت متوجهه الى غرفته وما إن فتحت الباب حتى 

وجدته ينادى على اسم فتاة بلهفة شديدة مما أغضبها بشدة فهي طوال حياتها تخشى أن تأتى واحدة  وتأخذه منها تركته بعد أن دثرته جيداً وعادت لغرفتها وهي عازمة على أن تعلم من تلك الفتاة التى شغلت عقل ولدها

حدثت نفسها بغضب شديد:

- ياترى مين دى اللى خلتك حتى وأنت نايم بتنادى بأسمها لا أنا لا يمكن أسكت على كده مستحيل أخلى حد يشاركنى فيك أنا عملت المستحيل علشان اخليك تبقى ليا وبس ووقت ما تحب تتجوز انا الى اختارهالك مش أى حد  هاقبل بيه ودى باين عليها مش سهلة بس أنا لايمكن أبدا أنى أسمح لها تاخدك منى 

وقفت على باب الغرفة لعلها تتبين من حديثه من تكون تلك الفتاة لكنه لم يذكرها مره اخرى بل كل ما فعله ان عاد ليصيح قائلاً :

- أبعدى  بقى مش عايز أحب ولا أتحب أبعدى بقى أبعدى أنا راضى باللى أنا فيه مش قادر ولا عايز أحب تانى كفايه عليا كده 

وقفت تشاهده وهو يعانى بشدة وينازع بأحلامه واشتعلت النار بقلبها حين شاهدته يحب فتاة كل هذا الحب حتى وإن كان بالحلم 

حدثت نفسها قائلة بينما تقف تراقبه:-

مستحيل حد يا ياخدك منى يا سياف أنا اللى ربيت وسهرت وكبرت مقدرش أسمح لأى حد ياخدك كده على الجاهز وتعبى كله يروح على الارض اكملت قائلة بغضب :

-مستحيل سياف أبنى أنا وبس هايمشى على مزاجى ويعمل اللى أنا أقوله عليه وهينفذه

أنا واثقه فى أبنى وعارفة إنه مش ممكن يبعد عنى أو يفضل حد علياعاد سياف ينتفض أثناء نومه وامتلئت جبهته بالعرق الغزير ٬واخذ يهذى بحديت غير مفهوم ويتقلب أثناء نومه يمينا ويسارا كأنه يصارع شئ خفى. فى. احلامه٬ويود التخلص منه

أرادت أن تجعله يتخلص من ذلك الحلم المزعج وتزايد قلقها بشدة خوفا من أن بصبح هذا الحلم حقيقة وقتها لا تعلم ماذا ستفعل ؟ لكنها لن تدع ذلك يحدث مهما كلفها الامر هيا طوال حياتها. حرصت على ان تحاوطه من كل الجهات وتمنعه من ان. يخرج من عبائتها 

لذلك تقدمت الى. داخل الغرفه وعزمت أن تجعله يفيق ليتخلص من هذا الحلم المزعج فهو كما يزعج سياف يزعجها هي ايضا ولو ترسخ هذا الحلم بعقله لن تستطيع ان تفعل شئ. وربما تفقد السيطرة عليه وهيا تخشى ذلك بشده لكنها ستحارب بكل قوتها أى شخص يفكر أن  يأخذه منها كيف لها أن تفقد سيطرتها عليه التى لطالما تفاخرت بها امام الجميع وقصت على كل النسوة إن ولدها من المستحيل أن يكسر لها كلمه وهو ينفذ كل ما تقوله له دون أن يناقشها

حتى إن جميع النسوة بالحارة كانوا يحسدوها على حب سياف لها وطاعته لها وعدم تصديقه لأى شخص يتحدث عنها بكلمة واحدة 

حدثت نفسها قائلة :

- لكن النهاردة أنا خايفة وقلقانة حاسة أن مكانتى عنده فيه غيرى ها ياخدها و يبطل يهتم بيا وأحتمال كمان تخليه يسيبنى ويروح معاها 

أخذت نفس عميق حتى تهدأ ثم نفضت عن رأسها تلك الأفكار العجيبة و عنفت نفسها قائلة:

-إيه اللى أنا بفكر فيه دة شكلى أتهبلت مش حتة حلم الى ها يخلينى أخاف كل الخوف ده كله شكلى زودتها قوى لا مش ها اخلى الأفكار دى تقلقنى.

تعليقات