القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت العدسة بقلم إيمان صالح

 سكريبت العدسة بقلم إيمان صالح 

 العدسة بقلم إيمان صالح 

سكريبت العدسة بقلم إيمان صالح


سكريبت العدسة إيمان صالح 

بقلم إيمان صالح 




#العدسة

بحب العدسات جدا بجميع أنواعها وألوانها، من كتر حبي فيها كنت بلف عالماركات العالمية بتاعتها في كل بلاد العالم.. لحد الفكرة ماكبرت في دماغي وفتحت محل مكياجات وخليته قايم عالبضاعة المستوردة ، طبعا لقيت زباين بتجيلي من كل مكان وخصوصا اني كنت بسافر أجيب الحجات بنفسي من برة..

إسمي منيرة.. عمري ٣٦سنة.. خريجة سياحة وفنادق، طول عمري بحب السفر وساعة ماتحلالي سفرية ألم حاجتي وأطير، يمكن عشان كدة مااتجوزتش.. يعني من الآخر حياتي كلها مختصرة في المحل والبيع والشرا والسفر، وفي يوم وانا في المحل دخلتلي زبونة وقعدت تتكلم معايا شوية.. 

_كل الخامات عندك تحفة يامنيرة.. بس الصراحة اللينسيز الأخيرة اللي أخدتها منك ماعجبتنيش.. 

_ليه بس يا روحي دة كلها مستوردة والله.. 

_لأ فيه محلات بتبيع ماركات أفضل، هبقى أعرفلك بيجيبوها منين واقولك.. 

_اوكي اتفقنا.. 

_يلا هسيبك بقى عاوزة حاجة؟! 

_لا مع السلامة. 

مشيت وسابتني متغاظة من كلامها  لكن اللي قالته خلاني مصممة أغير الماركات والمصانع اللي بتعامل معاها أو عالأقل اجدد وأشوف أماكن أحلى وتصنيعها أفضل ، وبدأت أدور على مصانع وأماكن تانية.. بعد مالفيت شوية أسابيع كدة وصلت لمصنع ناس كتير استعملت منتجاته وشكرت فيها، وانا كان لازم اروح بنفسي عشان أجرب الحجات بتاعتهم.. وساعة ما وصلت للمكان مسكني احساس أول مرة أحسه ، حسيت أني خفت قوي من شكله، مدخل المحل أول ماتدخله تحس انه قديم وكل حاجة فيه شكلها مش مريح.. أول مادخلت قابلتني عرايس متعلقة عالحيطة كإنها أطفال صغيرة، وقفت كتير ابصلهم عشان اعرف اذا كانت حقيقية أو عرايس لعبة.. بعد ماركزت في العرايس المحطوطة قدامي صاحبة المحل بصت لي وبدأت تتكلم معايا.. 

_بتدوري على حاجة معينة؟! 

زي ماتكون قطعت حبل تركيزي وشتت عنيا اللي كانت باصه للحاجة.. هزيت دماغي مرتين بسرعة وبدأت أبص لها.. وابص تاني للعرايس وأقولها.. 

_هاي، عاملة ايه؟.. هء، هوو.. 

قاطعتني.. 

_العرايس شداكي.. ههههه.. كل اللي يشوفهم يفكرهم حقيقيين، اتفضلي عاوزة ايه محتاجة حاجة معينة؟! 

رديت عليها.. 

_اة الصراحة شكلهم حقيقيين جدا.. بس مش هما خالص السبب اني هنا، انا عاوزة حاجة تانية.

_أؤمري ياروحي.. عاوزة ايه؟ 

_عاوزة اشوف ماركات اللينسيز اللي عندك، سمعت ان عندك حاجة مميزة.

قالتلي بنبرة سعيدة في صوتها ولفت في لحظة بقت ورا الاستاند المحطوط فيه اللينسز .

_قوي قوي، انا متأكدة انها هتعجبك  . 

_وريني. 

بدأت تطلع كمية كبيرة جدا من العدسات قدامي وتفرجني عليهم وهي بتقولي.. 

_شوفي كدة الدرجة اللي تعجبك من دول واختاري الماركة اللي تريحك، الحجات دي تصنيع محلي بس نينچا، كل اللي استعملها ما أستغناش عنها. 

_اوكي..يارب تطلع جامدة فعلا..

بصيت في الصندوق وبصيت عالألوان لقيت الألوان المحطوطة شكلها حلو قوي وشفاف لدرجة انك تفتكرها طبيعية، ابتسمت وقولتلها. 

_ وااو، تشكيلة مختلفة خالص. 

_طبعا.. البسي ووريني عينك.. 

_هاخد اللون دة.. 

مديت إيدي في الصندوق وأخدت واحدة جربتها في عيني ، بعد مالبستها وبصيت في المراية لقيت العدسة طبيعية بشكل ممتاز  ..بصيتلها واتكلمت معاها.

_الكلام مش كدب فعلا ، اللينيسيز طبيعية قوي. 

قعدت اقلب في الصندوق المحطوطة فيه اللينسيز  وبدأت اختار من الألوان وقولتلها. 

_كلها حلوة ، انا محتارة اخد ايه فيهم بصراحة، بصي انا هاخد الأزرق والرصاصي، وفيه واحدة  فيهم شكلها مختلف خالص عن أي لينسيز شوفتها فاأنا هاخدها..أقولك ،انا هاخد الصندوق كله. 

_اوكي ياروحي.

مرة واحدة الجو عمل زي مايكون فيه عاصفة وباب المحل الهوا زقة اتقفل ، بصينا لبعض احنا الإتنين وجريت هي فتحت الباب،  فجأة وهي بتفتح لقيت واحدة واقفة قدام المحل، ست شكلها يخوف، ساعة ماشوفتها جسمي قشعر، بصيت لصاحبة المحل وقولتلها بتوتر. 

_آاا.. فيه واحدة واقفة برة بتبص عالمحل. 

 الست بصت برة المحل وبصت لي وهي متعجبة وقالتلي. 

_ست؟.. ست مين مفيش حد واقف ياروحي.. 

طبعا اتعجبت انا كمان وقولتلها. 

_اوكي.. انا مش مركزة اصلا.. خلاص انا عجبني النوع وهاخده. 

_اوكي. 


لما الحاجة عجبتني قررت اني اخد من عندها صندوق للينسز اعرضها في المحل واخدت الحاجة ودفعت الفلوس وطلعت عالشارع.. اول ماطلعت بالصندوق برة حسيت ببرودة شديدة جدًا والدنيا قلبت مرة واحدة برد وهوا وجو شتوي، حسيت انها هتشتي فبصيت عالسما اتأكد فيها مطر ولا لأ بس كانت طبيعية مفيهاش غيوم ولا  حتى سحاب ،ابتديت أتلفت حواليا وحسيت ان الشارع كإن فيه حد ماشي ورايا أو معايا، مرة واحدة حسيت ان كل جسمي اتخدر وتلج وكان كل همي اطلع من الشارع دة. اتحركت على قد ماقدرت لحد ماعديت الطريق وفضلت ماشية لحد ما قربت من البيت وبعد شويه بقيت في شقتي.. ياااه.. أخيرا وصلت وحطيت البوكس اللي في ايدي على جنب ودخلت غيرت هدومي، فجأة وأنا في أوضتي. سمعت صوت حاجة وقعت عالأرض، طلعت برة اشوف فيه ايه لقيت البوكس بتاع اللينسز واقع ومتبعتر عالأرض كله وكإن حد كان بيلعب فيه.. وقفت أبص له في ذهول ووطيت عليه لميته وخدتهم دخلتهم معايا الأوضة وكملت لبسي وبدأت أبصلهم بأنبساط، مديت إيدي في البوكس شديت اللون اللي عاجبني فتحته وبدأت ألبس العدسة.. لبست أول واحدة وكان فاضل العين التانية بلبسها، فجأة.. بصيت في المراية لقيت فيه واحدة ست واقفة قدامي.. واحدة ست شكلها وحش قوي، هي دي الست اللي شوفتها عند المحل..   ساعتها اتخضيت وبصيت تاني بتركيز مالقيتش حاجة.. لبست العين التانية ووقفت أبص لنفسي في المراية تاني.. حسيت لدقايق انها مأثرة على عنيا،ومخلياني مش شايفة كويس.. كإن عيني مش مستوعباها، كنت عمالة اقفل في عيني وافتحها وبعد لحظات بصيت في المراية لقيت شكل العدسة في عيني عامل زي ماتكون عيني بالظبط، يعني اللي يشوفها يقول مش حاطة عدسة.. وقفت قدام المراية مبهورة بجمالها في عنيا. وقفت أضحك وأكلم نفسي.. 

_ههههه.. معقول الجمال دة؟.. دي طبيعية بنسبة ٩٠٪!.. لأ بجد تستحق ان الناس تبالغ في الكلام عنها.. 

فجأة البرودة الشديدة اللي كانت في الشارع مسكت شقتي ولقيتني متلجة وعاوزة أنام، شلت اللينسيز من عيني، ولأول مرة أحط لينسيز وتغلبني لما آجي اقلعها ، المهم اني شلتها وجريت على جوة بسرعة عشان ادفي المكان، ولعت الدفاية وقعدت مكاني وبعد شويه.. نمت.. عشان أفوق فجأة والاقي نفسي في وسط ناس غريبة ما أعرفهمش، كل ماأقرب من حد فيهم ألاقي عنيه مش موجودة مكانها.. ماشيين وكإنهم نايمين وانا في النص مش فاهمه حاجه خالص.. وفجأة ظهرتلي واحدة من العدم شكل عنيها فاضية ومجوفة زيهم، كانت غضبانة جدا، فستانها كله بقع دم، انا ساعة ماشوفتها وقفت في مكاني بس هي فضلت تقرب عليا ونفسها طالع نازل بغضب وفجأة طلعت تجري عليا وهي بتصرخ ومسكت إيدي كتفتني ومدت إيدها خدت عنيا من مكانها.. ووقفت أصرخ جامد وحسيت بالألم..الوجع في عنيا حقيقي وكأن اللي حصل دة واقع  ، قومت أبص على عنيا في المراية لقيتها حمرا زي الدم ، فضلت متوترة ومكنتش شايفة كويس وفجأة حسيت بأنفاس كتير حواليا، انا مش فاهمة اللي بيحصل حواليا دة حقيقة ولاتهيؤات ، فجأة النور قطع بسرعة وفي ثواني جه.. ورجعت كل حاجة طبيعية تاني .. الأغرب اني بصيت لعيني لقيت الأحمر اللي فيها راح. 

 انا طبعا مش فاهمة حاجة ولا رضيت أركز في اللي بيحصل، وكل اللي عملته اني خدت الصندوق وروحت عالمحل بتاعي عشان أرص البضاعة الجديدة هناك.. وصلت ورصيت نص الحاجة في مكانها وقعدت، نفس الإحساس اللي كان مسيطر عليا في البيت مسكني في المحل.. حاسة ان فيه حد معايا في المكان، برد شديد ملى المحل وكإن فيه ناس بتهمس حواليا، قمت من مكاني وفضلت ابص في كل ركن في المحل ووقفت قدام المرايا بكلم نفسي. 

_وبعدين بقى!.. هو إيه اللي بيحصل؟  

فجأة لقيت المراية بدأت تكون بخار وطلع منها برودة شديدة، قربت جامد وبدأت أبص بتركيز، مسكت فوطة تلميع ومسحت الإزاز اللي مابقيتش شايفة منه حاجة، عقدت حواجبي وبصيت بتعجب.. كأني شايفة عالم تاني جوة المراية.. شايفة ناس كتير واقفة بتبص عليا كلهم لابسين هدوم متبهدلة ومتبقعة بالدم ، لحظة!.. دي وشوشهم مفيهاش عيون.. لما بصيت تاني لقيت الست اللي بشوفها بقالي شوية واقفة معاهم، خدت نفس طويل وقلت بصوت عالي. 

_هو انا مالي مش فاهمة؟.. ايه الهلوسة اللي بهلوسها دي؟ 

لحظات.. كإن حد بيرد عليا.. وسمعت أصوات كتير بتهمس من ناحية المرايا .. وقفيهم، وقفيهم يامنيرة.. وقفت متلخبطة ومش فاهمة حاجة..ياترى مين الست دي؟.. ومين الناس دول، وفيه ست موجوده أصلا ولا لأ؟..   لما حسيت نفسي مش تمام أخدت بعضي بسرعة وطلعت على الدكتور بتاعي، دكتور نفسية وعصبية.. كنت بروح له لما بحس نفسي مضغوطة، كان بيرحيني كتير وبيشيل عني الضغط النفسي، عشان كدة هو كان أقرب حد افكر اني اقابله دلوقتي، وبعد شوية كنت عنده.. وده اللي قالهولي لما شرحتله اللي حصل لي.. 

_انتي  مفيكيش حاجة غريبة، انتي بتقضي وقت كبير في المحل؟ 

قولتله.. 

_يعني العادي يادكتور ماأنت عارف اني عاملة المحل دة أصلا عشان أتخطى اللي حكيتلك عليه زمان. 

 رد عليا.. 

_يبقى لازم تفصلي وتقضي وقت بعيد عن الشغل  شوية، قضي وقت مع صحبتك المقربة دة هينفعك.. 

_حضرتك معاك حق يادكتور، أنا فعلا محتاجة أعمل كدة.. شكرا لتعبك معايا. 

_ دة واجبي، منيرة، استرخي.. 

بصيت له وقولت له.. 

_اوكي، سلام يادكتور هنتقابل تاني أكيد .. 

سبته ومشيت ولما طلعت الشارع اتصلت بسارة صحبتي الأتنيم طلبت منها نتقابل واتفقنا هشوفها بالليل.. عدا اليوم وجهزت عشان أروح لسارة،روحت لها وكالعادة قعدنا نحكي مع بعض من قريب ومن بعيد لحد مابدأت احكيلها اللي بيحصلي.. وبعد ماحكيتلها اللي بشوفه، كان دة تفسيرها. 

_فعلا الدكتور عنده حق، انتي محتاجة خروجة وسهرة، ماتيجي نسهر برة بكرة؟ 

_أوكي.. موافقة، هتعزميني عالعشا. 

_خلاص، أنا موافقة.. هخلص شغلي بكرة وأجهز بالليل وأعدي عليكي،  يلا شغليلنا حاجة نتفرج عليها مع بعض وبعدها ابقي إنزلي .. 

_تمام. 


 قعدت معاها شوية نتفرج على فيلم، بعدها سبتها ومشيت... روحت عالمحل اللي يعتبر طول النهار ما اتفتحش، بس المرة دي روحت عشان اجيب الميكب  واللينسيز بتاعتي من هناك ، وقتها دخلت المحل وبرضه البرودة في المحل غير برة بالرغم ان الوقت كان متأخر والجو ليل ، دخلت وقفلت الباب ورايا، كنت مركزة على مكان اللينسيز، مديت إيدي عشان آخدها.. وفجأة سمعت صوت ست بتعيط في المكان  .. ركزت ناحية الصوت.. الصوت جاي من ناحية المخزن، إبتديت أمشي ناحية المخزن، كل ماأقرب الصوت يبقى أوضح، هو مين ممكن يكون جوة في المخزن؟.. واللي دخل المحل دخل امتى وازاي؟..  أصلا المحل كان مقفول، مش مستوعبة إيه الي بيحصل.. المهم اني قربت من باب المخزن وابتديت أنادي بصوت مرعوب.. 

_مين جوه؟

سكتت وابتديت ازعق.. 

_ على فكرة.. أنا هتصل بالشرطة لو ماطلعتيش حالا.. 

العياط زاد وبقى أعلى، في اللحظة دي دخلت بسرعة فتحت النور.. إتفاجئت بواحدة ست قاعدة عالأرض وعاطية ضهرها للباب وبتعيط عياط مستمر، ابتديت أنفعل وسألتها بالراحة.. 

_انتي مين ودخلتي هنا ازاي؟ 

فجأة العياط اتحول لضحك هستيري وأغنية انا حفظاها وسمعتها كتير وانا صغيرة .. اغنية امي كانت دايما تغنيهالي وانا طفلة.. بس الاغنية دي ماكنش حد يعرفها ألا أمي وجدتي!.. ابتديت أقرب للست اللي عاطية ضهرها بحذر وقولتلها.. 

_انتي مين، وعرفتي الاغنية دي منين؟ 

ردت عليا.. 

_منيرة.. وحشتينا.

_ماما؟.. إزاي؟ 

قربت بسرعة عشان أشوف أكتر منظر بيرعبني في حياتي.. الست اللي قاعدة وضهرها للباب طلعت جدتي.. قاعدة عالأرض ووشها من غير عيون،تجويف العيون مكانه أسود واخدة ماما على رجلها وزي ماتكون مخدرة أمي وجنبها مقصات وأدوات كتير، ماسكة مقص منهم وجهاز تاني في إيدها بدأت تغرزه في عين ماما طلعتها من مكانها قلعت عنيها والدم سال منها غرق الأرض ، وفي لحظة جدتي ابتسمت ومسكت العنين بإيدها وصلتها لتجويف عينها وفضلت تضغط عليها لحد ما عيون امي انفجرت في إديها، ساعة ماشوفت المنظر قدامي فضلت أصرخ، لما سمعتني وشها اتوجه ناحيتي وفضلت تسحف في الارض لحد ماوصلتلي وبعد مالمستني بإيدها وقعت ميتة ، في اللحظة دي كنت متكتفة وكل جسمي مشلول، فجأة لقيت حد بيشدني من ورا طلعني لبرة وانا بصرخ بكل قوتي..فجأة لقيت اللي طلعني برة  بيكلمني وبيقولي . 

_ اهدي يامنيرة اهدي دي أنا.. 

فتحت عنيا لقيتها سارة صحبتي مابقيتش مصدقة، اترميت في حضنها وقعدت اعيط بطريقة هستيرية وانا بقولها.. 

_سارة.. الحمد لله إنك جيتي، انتي أنقذتيني. 

طبطبت عليا وفضلت تهديني.. 

_إهدي يامنيرة أهدي من فضلك.. ايه اللي حصل؟.. احكيلي. 

_الكابوس اللي كنت بشوفه في الأحلام بقيت بشوفه في الحقيقة. 

_ازاي، مش كنتي اتخطيتي اللي بيحصل ده؟ 

_ايوة من فترة ومعرفش ايه اللي حصل خلاني بشوف الكوابيس دي تاني. 

_مش معقولة يامنيرة، انسي بقى اللي حصل لماما وجدتك من سنين، اللي حصلهم بقاله فترة طويلة وانتي لسة فكراه؟ 

_اللي انا فيه مش طبيعي.. ايه اللي جدد عليا الماضي تاني؟ 

ردت عليا سارة.. 

_انتي رجعتي تاخدي مهدئات تاني يامنيرة؟ 

بصيتلها وقولتلها.. 

_لأ طبعا.. انتي عارفة اني موقفاها من سنين واني  بطلتها من ساعة ماقلبت بإدمان. 

_أومال ايه اللي حصلك بس؟ 

_مش عارفه. انتي ايه اللي جابك ورايا؟ 

_جيت أشوف اللينسيز اللي قولتي عليها عاوزة البس منها بكرة، هي فين؟ 

_عندك في الرف هتلاقي نص الصندوق مليان.. 

_طب قومي، قومي اغسلي وشك ويلا عشان نمشي، الوقت متأخر، يلابينا. 

_طيب.

 دخلت عشان أغسل وشي وسارة قربت من الرف اللي قولتلها عليه وطلعت واحدة منهم وبدأت تلبسها وهي بتتكلم معايا.   

_ يااه.. شكلهم بيور قوي.. كإنها مش لينسيز.

قولتلها.. 

_فعلا، ماهي عجبتني عشان كدة.. 

ردت عليا بفرحة.. 

_انا من امتى قيلالك عاوزة ماركة لينسيز تبان طبيعية؟.. يارب تطلع اللي انا عوزاه. 

_ان شاء الله هتطلع كدة ولو عجبتك خديها هدية مني ليكي. 

_حلو دة.. ماترجعيش في كلامك بس. 

طبعا وقفت اضحك على كلامها ووقفت تلبس اللينسيز وبعد مالبستها، فجأة لقيتها واقفة متنحة للمرايا ومبتتكلمش، سكوتها خضني خلاني بصيتلها وقولتلها.. 

_بت، مالك بلمتي ليه كدة؟ 

 مرة واحدة لقيتها بتبتسم ابتسامة غريبة، ابتسامة عريضة ومرعبة وشاورت عالمراية وهي بتقول.. 

_كلهم جوة.. انا هبقى معاهم قريب. 

فِضلت تضحك بجنون خليتني فقدت أعصابي، قعدت اقولها.. 

_سارة.. فوقي ياسارة،مالك يابنتي؟ 

كإني بكلم نفسي، مافوقهاش غير القلم اللي أديتهولها على وشها.. ولما فاقت ماكانتش فاهمة حاجة ولما ابتديت أسالها ليه قالت كدة ..دة كان ردها عليا. 

_انا مش فاهمه انتي بتقولي ايه.. 

_مش فاهمه ازاي يعني؟.. انتي شوفتي ايه ومش راضية تقولي؟ 

بصتلي بإستغراب، شكلها فعلا ماحسيتش ايه اللي حصل.. ردت عليا قالتلي.. 

_والله مافاهمة حاجة.. المهم اللينسيز حلوة في عيني ولا لأ؟ 

_حلوة جدا.. كأنها عينك الطبيعية، بس برضه نفس المشكلة اللي حصلتلي، بادئة تحمر شوية. 

بصت للمرايا تاني وهي بتقول.. 

_بكرة عيني تاخد عليها.. هي فعلا حلوة ومريحة في اللبس، هاخدها يعني. 

_اوكي ياحبيبي.. خدي اللي يعجبك. 

_اوك.. يلابينا بقى.

_يلا.. 

خدتها وقفلت المحل ومشينا كل واحدة روحت على بيتها .. 

 تاني يوم... جهزنا نفسنا عشان نخرج نتعشى برة، وبعد ماجِهزنا دورنا على مطعم شيك وروحنا عليه، وقتها قعدنا نتكلم انا وسارة ونهزر وفي عز اندماجنا في الكلام، بصيت على الترابيزة اللي قدامنا شفت منظر غريب.. شايفة واحدة ست قاعدة ومعاها ٣بنات شكلهم بناتها، قاعدين بياكلوا وزي أي عيلة طبيعيّة بتهزر مع البنات.. ومرة واحدة جه راجل شكله غامض ساعة ما الست شافته إرتبكت وسألته.. 

_فيه حاجة؟ 

رد عليها بعد ماإبتسم ابتسامة غامضة .. 

_فيه عالم غريب في عيونك، وانا بحاول اقتحام العالم دة. 

الست إرتبكت أكتر وردت عليه بجفاء..

_بعداذنك بلاش سخافة.. 

***

مرة واحدة خدت بناتها وقامت من مكانها، الغريب ان بعد الست دي ماقامت من على الترابيزة لقيت الناس اللي شوفتهم قاعدين من أول مادخلنا المطعم لسة قاعدين ومتحركوش.. هتجن ومش فاهمة حاجة، ندهت على سارة بسرعة  .. 

_سارة الحقيني. 

ردها عليا كان اعجب من اللي شوفته، ردت عليا قالتلي.. 

_الحقيني انتي.. 

قولتلها بسرعة. 

_فيه ايه مالك؟ 

ردت عليا.. 

_من شوية كانت فيه واحدة ست شكلها يخوف قاعدة على الترابيزة دي وكان قاعد معاها راجل قعد يزعقلها ويشتمها وهي قاعدة متوترة وبتاكل ضوافرها، كانت بتهز رجلها جامد وبعد سكوتها صرخت فيه وقعدت تزعقله، لما زعقت قام من مكانه وسابها ومشي وفضلت هي قاعدة.. في دقايق ظهر راجل تاني شكله غريب وقف يقولها جملة مش مفهومة.. قالها فيه عالم غريب في عيونك وانا بحاول اقتحمه،  واضح ان كلامه عجبها، دعته يقعد معاها شوية، قعد وبعدين خرجوا مع بعض، والغريب انهم بعد ماقاموا لقيت فيه ناس اصلا قاعدة عالترابيزة اللي كانوا قاعدين عليها.. 


بصيتلها برعب وقولتلها.. 

_يانهاراسود.. انا لسة شايفة حاجة شبه كدة بالظبط ونفس الجملة بس مع ست كان معاها ٣أطفال.. هو إيه اللي بيحصلنا؟ 

_ انا مش فاهمه يعني احنا لية بنشوف نفس الأحداث احنا الاتنين بس بطريقة مختلفة؟ 

_مش عارفة بس انا شاكة في حاجة. 

_فإيه؟ 

_اللينسيز دي مش مظبوطة.

_مش فاهمه قصدك. 

_ماهي الحاجة اللي جدت علينا وهي اللي مشتركة بيننا دلوقتي.. 

_معقول؟.. طب انتي ايه اللي في دماغك؟ 

_مفيش، لازم بكرة أروح المحل اللي جبتهم منه، هسأل حد اشتكى من الماركة دي ولا لأ. أصلا المحل كان غريب شوية، هو المفروض انه مصنع، العرايس اللي متعلقة فيه شكلها حقيقية،  واللينسيز دي كمان انا شاكة فيها. 

_خلاص.. يبقى بكرة تروحي. 

_تمام.. دة اللي هيحصل. 

المهم قعدنا نتكلم شوية لحد  العشا ماجه واتعشينا وقعدنا ساعتين تلاتة وقومنا روحنا، والصبح كان لازم أروح المصنع اللي جبتهم منه عشان أعرف ايه الحكاية، وأول مادخلت عالست بدأت تتعامل معايا بغرابة وكإنها ماشافتنيش قبل كدة، وقتها كان قدامها نس بتشتري منها ولقيتها متجاهلاني تماما ومشغولة معاهم، وقفت شوية أستناها، لقيتها مكملة مع الناس ومابصتليش حتى.. ساعتها بصيتلها وقولتلها.. 

_ازيك ياقمر فاكراني؟ 

بصت لي وقالت.. 

_لأ صراحة مش واخدة بالي.. خير فيه حاجة؟ 

قولتلها.. 

_غريب.. مش فاكراني؟.. انا اللي اخدت من عندك بوكس اللينسيز دة. 

حطيت الصندوق من إيدي قدامها وبدأت الست  تبلع ريقها وتبصلي وتقولي بإرتباك. 

_ااه.. إفتكرتك ياروحي، خير اؤمريني؟

قولتلها. 

_معلش هو موضوع غريب شوية، بس اللينسيز دي من ساعة ما خدتها وفيه حجات غريبة بتحصللي، فا عاوزة اسأل، حد غيري جه اشتكى منها أو ماركتها مش مريحة مع حد تاني؟ 

ملامح وشها بدأت تتبدل من توتر لإنزعاج وردت عليا. 

_مش مريحة ازاي يعني؟.. وحجات غريبة ازاي اللي بتشوفيها؟.. معقولة حد يقول كدة برضه؟ 

_انا آسفة بس فعلا دي الحقيقة.. انا بشوف حجات غريبة من ساعة ماخدتها. 

ردت بغضب.. 

_لو سمحتي يافندم، انا محل معروف ومصادره نضيفة وغنية عن التعريف، ماتجيش تشوهي سمعتي قدام زبايني.. 

_أنا ماعملتش حاجة يافندم انا بسأل سؤال.. عموما انا عاوزة أرجعهم.. 

_حضرتك بتهزري صح؟.. انتي عارفة ان ادوات التجميل بعد مابتتباع بترجع؟.. للأسف ماينفعش وخصوصا انه عدى يومين. 

_طب انا مش عوزاهم، خديهم ومش مهم الفلوس. 

سبتها وجيت أمشي راحت طالعة بسرعة من مكانها وقفتلي بالبوكس وقالتلي.. 

_من فضلك أنا مش عاوزة مشاكل، خدي حاجتك وامشي من هنا.  

موقفها خلاني أستغربها اكتر بس خدت الصندوق ومشيت وانا متأكدة ان فيه حاجة مش طبيعية في العدسات دي.. ساعتها قررت اني فعرف إيه الحكاية بس بطريقتي، وقتها حسيت اني عاوزة أقعد مع سارة شوية وخدت بعضي وروحتلها، واللي حصل وانا عندها كان لوحده حاجة مش مفهومة.. المهم اني روحت بيتها وفضلت أرن الجرس بس مافتحتش الباب.. لما قلقت مسكت التليفون ورنيت عليها، سمعت التليفون بيرن جوة، ساعتها قلقي زاد أكتر واللي جه فبالي نسخة مفتاح بيتها اللي معايا، اديتهالي بعد مااتعرفنا على بعض بفترة وانا اديتلها زيها نسخة من مفتاح بيتي عشان أي واحدة فينا يحصل  لها حاجة التانية تتصرف وتلحقها، المهم طلعت المفتاح وفتحت ودخلت وانا بنادي عليها.. 

_سارا.. ياسارة؟.. انتي فين ياحبيبتي؟ 

سارة مفيش ليها نفس.. أوضتها فاضية، الصالة فاضية، المطبخ كمان.. الحمام طالع منه نور وبابه متوارب، زقيت الباب بالراحة، عشان أشوف منظر بشع، سارة واقفة قدام المراية علبة اللينسيز اللي أخدتها مني مرمية عالحوض مفتوحة.. سارة واقفة بتبص في المراية وفي إيدها سكينة وبتحفر في عنيها، صرخت بكل قوتي وقولتلها.. 

_ياساااراا.. بتهببي ايه؟ 

بصتلي بضحكة غريبة على وشها، واللي عملاه في نفسها كان جنان، سارة شالت عينها اليمين من مكانها والدم مغرق وشها وبتشيل العين التانية بالسكينة بكل راحة..صريخي بقى هستيري وجريت عليها زي المجنونة وانا بعيط .. 

_سارة.. سارة.. انتي عملتي ايه، عملتي ايه في نفسك. 

ردت عليا رد غريب وماتكلمتش بعدها.. 

_ ادفني عيونهم ، ريحيهم.

خدتها في حضني وصَرخت.. وهي سكتت، سكتت للأبد، صحبتي اللي أعرفها من كام سنة.. دمها اتصفى في حضني، بسرعة اتصلت بإسعاف عشان يحاولو ينقذوها بس من غير فايدة، على بال وصلوا كانت نزفت كتير ومع قطعها لعنيها والأوردة بطريقة غلط، قطعت وريد مقتل، سارة ماتت.. طبعا انا المتهم الأول قدام الشرطة.. فضلوا يستجوبوا فيا لحد ماتعبت من الاسئلة وفي الآخر  اللي خلاهم طلعوني انهم مالقيوش بصماتي على الحجات الأخيرة اللي هي استعملتها.. بعد ماطلعت حسيت اني ضايعة ومش فاهمة أي حاجة، كان قدامي مليون سؤال، ايه اللي خلى سارة عملت كدة؟ وإيه معنى كلامها الغريب دة؟.. عيون مين ومين اللي عاوز يرتاح؟.. هي شافت نفس اللي انا شوفته واحنا الإتنين يومها كان فيه بيننا حاجة مشتركة وهي اللينسيز.. معقولة تكون شافت اللي اتسببلها في الإنتحار؟.. انا لازم أعرف ايه السر ورا العدسات دي.. في اللحظة دي جت على بالي سيلين صحبتي، أخصائية عيون وجراحة ليزر، هي اللي هتعرف تفصل لي في الموضوع دة، بسرعة أخدت العدسات وروحتلها شرحتلها كل حاجة، ولما قعدت أتكلم معاها قالتلي.. 

_في جراحة العيون وارد جدًا اللي في تفكيرك، احنا كأطباء بنزرع قرنية وبننقل شبكية وكل أجزاء العين وفيه ناس كمان بتتبرع بعنيها لأي مريض ضرير أو في عنيه خلل.. طبعا انتي عارفة دة. 

_آه طبعا أنا عارفة، أنا اصلا والدتي وجدتي ماتو هم الإتنين بسبب العملية دي، أنا جدتي الله يرحمها كان عندها عمى جزئي وكانت عندها عين واحدة بس سليمة ومع الزمن العين دي فقدت الرؤيا هي كمان،لما حصل لها كدة والدتي قررت قررت تتبرع لها بعين من عنيها، وللأسف العملية فشلت والإتنين حصلهم وقتها نزيف عالمخ وماتوا، فاأصلا ليا تاريخ كارثي مع العملية دي.. 

_بالظبط.. أديكي ذكرتي انها ساعات بتفشل وساعات بتنجح، بس استخدام الأجزاء البشرية دة مابقاش حاجة صعبة، عموما انا بعتت جزء من عينة منهم للمعمل هيفحصها ويعرفني بعد ساعات هي خلايا بشرية ولا صناعية.. 


_تمام.. وانا هستنى النتيجة.. 

بعد  ساعات.. 

المعمل كلمها، وأكدلها ان خلايا العين خلايا بشرية مش صناعية، خلاص كل حاجة وضحت قدامي، أنا قدام جريمة بتحصل ولازم أعرف إيه مصدرها وأصلها وفصلها..وقتها مكنش قدامي حل غير اني ارجع للمصنع الغريب دة تاني على أمل اني أعرف منها إيه حكاية الصندوق الغريب دة، بسرعة اتوجهت على هناك.. والغريب، اني لقيت المحل مقفول وزي مايكون متشمع بشمع من برة وحواليه كردون خاص بالجرايم، استغربت جدا من اللي شوفته، قعدت أتلفت حواليا يمين وشمال مالقيتش حد في المكان وإضطريت أدخل محل من اللي جنب المصنع عشان اسأل ايه اللي حصل،  ولما سألت اللي جوة قالي انه صاحبة المكان اتقتلت في ظروف غريبة  ومحدش يعرف حاجة عن القضية، الشخص اللي سألته رفض يفهمني حاجة اكتر من كدة، بس لما طلعت.. لقيت حد جاي ورايا ونده عليا.. 

_ياأستاذة.. أستاذة؟ 

_نعم، فيه حاجة؟ 

بصلي بخوف وتوتر وقالي.. 

_ انتي بتسألي عن صاحبة المحل ليه؟.. خير فيه حاجة؟ 

قولتله وعلامات الدهشة على وشي..

_انت مالك وبتسأل ليه!

_والله هفيدك،بس عرفيني انتي جاية ليه،عرفيني  قبل ماحد يشوفنا.. 

رديت عليه وانا متضايقة قلتله.. 

_ولوني معرفش انت مين وعاوز ايه بس حاسه ان عندك حاجة هتفيدني.. انا من حوالي أسبوع أو أقل جيت خدت من المحل دة عدسات، ومن ساعة ماخدتها وانا بتحلي حجات أغرب من الخيال، لبست العدسات انا وصاحبتي ومن ساعتها وأنا بشوف عجايب.. والموضوع انتهى بإنتحار صحبتي بطريقة عجيبة. 

_ماتظلميهاش.. دي ماانتحرتش.. هما أجبروها تعمل كدة.. 

بصيتله بدهشة.. 

_هما مين دول؟.. فهمني بقى.. 

_لو انتي لبستيها هتفهميني.. 

_لبستها فعلا وشوفت ناس غريبة ماأعرفهمش.. ممكن توضحلي قصدك؟ 

_اللي هقولهولك ممكن يكون سبب في موتي لو طلع برة.. الست دي انا عارف مين اللي قتلها.. 

كلامه شدني وركزت معاه للحظات ولقيتني بقول له.. 

_نعم؟

_أيوة عارف..  هو أخوها منه لله، الله يخربيت العيون لبيت جراحة العيون. 

قولتله.. 

_كمل كمل من فضلك.. 

رد عليا.. 

_أنا هعرفك كل حاجة عشان بس تروحي تبلغي عنه بعيد عني.. دة شخص مجنون وعارفني، لو عرف اني انا اللي بلغت هيقتلني، لكن انتي هو مايعرفكيش.. 

قولتله.. 

_اخوها دة عمل ايه يعني؟.. احكيلي ماله؟ 

_شخصية مجنونة، طبيب عيون إسمه دكتور عوني حبيب،من١٠سنين  كان ناجح جداً ومعروف في مجال جراحة العيون دي ومفيش ولا عملية بتفشل معاه.. وفي مرة جت له حاله عنيها محروقة، كانت حريقة كبيرة يعني وعنيها اتاكلت في الحريقة، المهم ان جوزها كان مصمم يتبرعلها بعينه، العملية كان فيها صعوبة وهو كان عارف وبالرغم من كدة عملها وفشلت، الحالة ماتت وجوزها فقد عينه، والدكتور إتحبس ولما طلع، خسر شغله في المستشفى.. خسر كل حاجة بعد ماكان شخص مشهور ومعروف، وفي الوقت دة مكانش فيه غير أخته.. صاحبة المحل دة، هي اللي كانت بتصرف عليه، كانت بتشتغل في المكياجات وبس، وكان واخد كل فلوسها، شالته فترة وبعدها بدأت تتهرب منه... لما حس انها مش عاوزة تديله من فلوسها تاني، فكر في تجارة العيون.. شرح لها كل حاجة وقالها انها هتساعده بس، بس الحقيقة انه خلاها بقت تستدرج الناس لحد عنده ياخد عيونهم عشان يطلع منها كل حاجة بتستعمل في مجال الجراحة ، دورها ماوقفش لحد كدة، طبعا العدسات اللي انتي خدتيها دي كانت لناس من اللي هو قتلهم واستعمل عنيهم كتجارة جديدة.. 

أنا طبعا مكنتش مستوعبة ولا حرف من اللي بسمعه.. هو ممكن حد تفكيره يجيبه انه يعمل حاجة زي دي؟.. مالهاش تفسير غير انه شخص مجنون طبعا.. سألته تاني.. 

_ايه اللي خلاه يقتلها بالرغم انها شريكته، وانت اصلا عرفت كل اللي بتحكيه دة منين؟ 

بص لي وعنيه دمعت وقالي.. 

_الست ليلى كانت بتعتبرني ابنها.. ماكانتش بتحكي لحد حاجة غيري أنا وبس.. في آخر أيامها كانت حاسه انه هيموتها، جت وقالتلي لو حص لي حاجة ماتبلغش البوليس بنفسك لايقتلك، ماتقولش حاجة في التحقيقات واعمل عبيط، دور على حد يبلغ..

_طب قتلها ليه يعني؟ 

_عشان رفضت تكمل معاه اللي هو بيعمله، ست ليلى بقت تشوف ارواح الناس في كل مكان بتستنجد بيها  ، عشان كدة لما قررت توقف المهذلة هددها بالقتل وفعلا موتها وهرب.. دلوقتي انتي الوحيدة اللي هتقدري تظهري اللي حصل كله للشرطة عشان الدليل عليه معاكي، روحي بلغي وماتجيبيش سيرتي.. 

_أوعدك اني هعمل اللي أقدر عليه، عشان حق الست ليلى وحق سارة صاحبتي وحق الستات اللي قتلهم   وحق كل واحدة ممكن تموت لو هو فضل حر من غير عقاب يرجع. 

_ربنا معاكي.. 

_هو انت اسمك ايه؟ 

_في لحظة سابني وطلع يجري وكأنه مكنش موجود اصلا، مش مشكلة اني ماعرفتش إسمه، بس اللي المفروض اعمله دلوقتي، اني أطلع على الشرطة.. بعد ساعات كنت في القسم بلغت عن اللي حصل كله وعن اللي عرفته، بعد أيام من تفتيش الشرطة عن دكتور عوني.. اتقبض عليه، وبعد مافضل ينكر ويتبرأ من الجرايم، اعترف بكل اللي قتلهم، وكل اللي شوفتهم أنا وسارة كانوا من الضحايا.. ودي كانت الحكاية  اللي خليتني ماألبسش عدسات تاني... 

#تمت.. 

#إيمان_صالح..

تعليقات