القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت يعقوب الجزء الثاني بقلم إيمان صالح

سكريبت يعقوب الجزء الثاني بقلم إيمان صالح 

سكريبت يعقوب بقلم إيمان صالح 

سكريبت يعقوب الجزء الثاني بقلم إيمان صالح


يعقوب الجزء الثاني بقلم إيمان صالح 



 يعقوب2_

إيمان صالح.. 

أنا ليان.. إفتكرتوني؟!.. أيوة أيوة... أنا اللي حكيتلكم حكايتي مع الشخص اللي كان إسمه يعقوب، وقتها قررت بعد ماسمعت حكايته، اني مش هسيبه لوحده، ولازم هوصل لحقيقة الحكاية اللي حكهالي وهعرف مين هي حبيبة وهل اللي حكاه حقيقة ولا لأ... يومها بعد ماخلص كلامه معايا انا سبته وطلعت من العشة  اللي كنا فيها،  وقتها لما طلعت حسيت وكإني كنت سايبة عقلي وتفكيري معاه.. 

أيوة حكاية يعقوب أخدت من تفكيري جزء كبير جداً.. تقريباً كدة أخدت تفكيري كله.. أنا كنت لسة عند وعدي له لما طلعت من هناك.. بس القصة كلها كانت بالنسبالي.. هبدأ منين؟!... هبدأ منين عشان أعرف أوصل لو حتى لجزء من الحقيقة.. أنا معرفش عن الشخص ده أي حاجة خالص.. معرفش اكتر من انه بيجي يقعد في  المكان دة على طول وعلى طول متواجد فيه... بس ياترى هل ليه علاقة بناس تانية؟.. دة اللي هعرفه مع الأيام..

ف الوقت دة مكنتش عارفه هوصل للحقيقة ازاي.. كل حاجة قدامي متلخبطة، أنا معرفش حتى هو ليه أهل ولا لأ.. طبعا بعد  ماسبت يعقوب و مشيت، بعد فترة رجع  لحالته زي ماكان.. رجعت أراقبه من بعيد بإهتمام وركزت مع كل تحركاته وكل تفصيله بتحصل له .. كل الناس في المكان كانوا  بيعطفوا عليه.. اللي بيديله أكل.. واللي بيديله هدوم..بس للأسف هو كان بيرفض ياخد من أي حد أي حاجة كدة وخلاص  ، كان لما بياخد أي حاجة من حد...لازم يكون عارفه... بعد أيام إكتشفت أن فيه واحدة ست شكلها شيك قوي وف منتهى الرقي والأناقة بتيجي كل فترة تشوفه، الست دي كانت بتنزله تحت مخصوص على الشاطئ ، كانت بتبقى جايبة ف إديها أكياس كتيرة وكانت بتسيبها ياإما جنبه... ياأما في العشة جوة وبتاخد بعضها بعد شوية وبتمشي.. 

أوقات كنت بشوفها وكأنها بتتحايل عليه في حاجة .. وأوقات تانية كانت بتيجي تحط الحاجة جنبه وتمشي.. ويومها خدت بالي منها وهي واقفة جنبه.. لما بصيتلها من بعيد حسيت أنها بتعيط، واقفة بتحاول تقولوا حاجه، بس هو حتى مكانش عاوز يبصلها..الغريب انه كان واقف ساكت قدامها ومستسلم ومحاولش يإذيها  ويهاجمها  زي ماعمل معايا قبل كدة  .. أنا طبعا ماستغربتش من تصرفاته لأني عارفه انه ممكن دلوقتي يكون كويس ومستوعب  .. بس شد فضولي أعرف مين الست دي، وبتجيله هنا ليه... ياترى هي تعرفه؟.. ولا بتجيبله الأكل والحجات دي مساعدة منها  !! 

دة اللي قررت أعرفه لما شوفتها يومها.. 

فضلت مراقباهم من مكاني فوق وشيفاها مسكته من دراعه بإيديها الاتنين وكانت بتعيط جامد.. قعدت تتكلم معاه بس  انا ماكنتش طبعا سامعه حاجة.. وبعد شوية على مايبدوا إن كلامها معاه ماجبش نتيجة، الست بصت في الأرض بكسرة نفس، وخدت بعضها ومشيت وملامحها كلها كسرة ويأس.. بدأت تطلع قدامي، انا زي ماكون ماصدقت أنها طلعت، في ثانية جريت وراها وقعدت أنادي عليها.. 

_ياطنت؟... طنت، أستني.. 

بصت وراها ووقفت قالتلي.. 

_بتكلميني أنا ياآنسة؟ 

_أيوة بكلمك انتي.. ممكن تقفي نتكلم شوية؟ 

_أنا وانتي؟... اتفضلي، عاوزة إيه ياآنسة؟ 

_مفيش.. انا بس هسألك عن الشخص اللي تحت دة، اللي اديتلوا كيس فيه أكل من شويه  ! 

_آه.. ماله يعني، مالك وماله؟ 

_مفيش ياطنت.. انا بس عاوزة أوصل لأهله عشان أنا وعدته يرجع لهم.. 

بصتلي بصة كلها قرف وكأنها مش عاوزة تكلم حد وخبطت كف على كف وقالتلي.. 

_ساعدي نفسك ياماما، ساعدي نفسك ياجميلة..

قالتلي الكلام دة وسابتني ومشيت، سابتني متغاظة ومتضايقة.. بس بسرعة جريت على تحت عند يعقوب عشان اتكلم معاه شوية وكل اللي كنت بتمناه من ربنا انه يكون دلوقتي مستوعب اللي بيحصل.. واول ماشوفته. 

_يعقووب.. إنت كويس صح؟ 


بصلي بإستغراب.. 

_إنتي مين؟ 

_أنا ليان.. ليان يايعقوب.. فاكرني ولا لأ؟ 

_أنا معرفش حد بالاسم دة. 

_بس انت شوفتني قبل كدة واتكلمنا مع بعض.. بقولك ايه  ... هو فيه ست نزلتلك ووقفت اتكلمت معاك من شوية.. هو انت تعرف الست دي؟.. هي تقربلك؟ 

بصلي بصه غضب.. 

_أنا معرفش انتي مين ولا بتقصدي ايه.. وامشي بقى عشان حبيبتي زمانها جاية. 

_أيوااه.. حبيبتك.. أنا أعرف حكاية حبيبتك على فكرة.. واتفقنا اني أساعدك المرة اللي فاتت،فاكر! 

بصلي وكشر وعنيه بصت في كل مكان.. 

_تعرفي حبيبتي.. تعرفيها منين؟ 

_إنت حكيتلي عنها إفتكر يايعقوب، إفتكر. 

_إءء، إنتي كذابة.. انتي ماتعرفيهاش.. دي ماتت أصلا.. 

_أيوة ماتت.. بس أنا هنا عشان أعرف الحقيقة.. 

اتكلم بخوف.. 

_أنا عاوز حبيبة.. 

_وانا كمان عاوزة أعرف فين حبيبة.. 

بصلي وبرق.. 

_انتي عاوزة منها إيه؟.. امشي بعيد عننا.. امشي.. 

_حاضر حاضر.. أنا ماشية.. بس هرجع تاني يايعقوب.. 

سبته  ومشيت وأنا محتارة.. حيرة الدنيا فيا ومتبرجلة مش عارفة عمل إيه .. عاوزة أوصل لأي طرف خيط يوصلني للحقيقة مش عارفه.. الحيرة اللي جوايا كانت بتزيد يوم بعد يوم، خصوصاً ان مفيش حد غيرالست دي كان بيجي يزوره ويعطف عليه هي وبعض البياعين اللي بيعدوا عالبحر،  وفيوم بعد ماتفكيري وقف قررت إني استعين بحد من البياعين دول واسأله يمكن يدلني على أي حاجة عنه.. وفعلا نجحت فجزء بسيط من المهمة.. 


من ضمن الناس اللي كانت بتعطف عليه كان واحد بياع ترمس من اللي بيبيعوا عالبحر... كان شكله كدة راجل طيب..فكرت شوية، هو انا لو روحت سألته بطريقة  مباشرة عن يعقوب هيفيدني؟.. طبعاً لأ.. وحتى لو فادني  هيبقى خايف وقلقان ولو هو يعرف عن يعقوب حاجة مش هيقول كل اللي يعرفه ..أنا لازم أتعرف الأول عالراجل دة واحدة واحدة عشان يبدأ يديني الأمان وساعتها لما اسأله عن يعقوب، هيرد عليا وهو مطمن، وفعلا.. ابتديت أعمل  نفسي زبونة عنده، روحت اشتريت منه مرة في التانية، وخلاص بقيت زبونته.. وبعد كام أسبوع كدة.. بقيت عارفه عن بياع الترمس حجات كتير.. اسمه عم حسين، راجل جدع وأب لأربع أطفال، لما عرفت انه راجل على قد حاله وكانت عربية الترمس بتاعته هي مصدر رزقه الوحيد.. دخلتله من باب إني حابة اساعده في تعليم أولاده، والراجل إتقبل جدا اللي عرضته عليه وفرح.. يعني من الآخر قربت منه وساعدته.. وبعدها بقى جه وقت الأسئلة اللي كنت عاوزالها إجابة.. 

ويومها كنت قاعده معاه عالبحر.. 

_أظن ياعم حسين أحلى حاجة بتحس بيها هنا انك بتشوف المنظر اللي قدامك دة كل يوم، مش كدة؟ 

_وأنا ببقى مركز ياأستاذة ليان؟.. انا ببقى مركز في البيع والشرا بس.. أنا لو سرحت العربية باللي عليها يضيع. 


ساعتها كنا قاعدين عالشط من فوق وفي أيدي كبشة ترمس صغيرة .. قاعدة بقشر ترمس وأئزئز بسرعة ومندمجة وعم حسين قاعد جنب مني راكن العربية على جنب وفي إيده حبة ترمس برضه وبياكل معايا.. بصيتله ساعتها ورميت بعيني ناحية مكان يعقوب وقولتله.. 

_اللي تحت دة.. إيه حكايته؟ 

رد عليا.. 

_مين دة؟.. البشمهندس؟ 

الكلمة نزلت على وداني زي الصاعقة.. 

_بشمهندس؟... هو إسمه يعقوب مش كدة؟ 

_وانتي عرفتي ان دة  إسمه منين؟ 

بصيت في الأرض بصة مخلوطة بكسوف.. 

_بص؟.. أنا مش هخبي عليك.. أنا بحب أساعد الناس زي مانتا عارف .. والصراحة أنا شوفته من زمان وحاولت أساعده، بس مش عارفه أساعده إزاي.. أنا معرفش حكايته كلها ..  بس يمكن لو عرفنا أهله نرجعه ليهم ونبعده عن الشارع وخصوصا وانت بتقول انه بشمهندس. 

_ماتحاوليش يابنتي.. مش هيستجيب لك.. دي أمه نفسها مش عارفه ترجعه لبيته.. 

 بصيتله وإندهشت.. 

_هي فين مامته دي؟

_ هي الست اللي كانت هنا من فترة.. ست حلوة كدة.. 

_دي امه؟.. الست الشيك دي أمه صح؟ 

_أيوة.. دي والدته.. نفسها يرجع زي ماكان.. 

_زي ماكان إزاي؟... هو انت تعرف حاجة عنه قبل مايبقى كدة؟ 

_آه طبعاً.. البشمهندس كان شاب زي الفل.. بس هي الدنيا اللي لازم على قد ماتديك حاجة كويسة!!  تاخد منك حجات كتير قصادها.. 

_هو إيه الحكاية ياعم حسين ماتفهمني! 

_بصي يابنتي... أنا كل اللي أعرفه عن الراجل ده، أنه كان بيحب بنت حلوة قوي.. قوي كمان، والبحر دة شاهد على قصة حبهم من أولها.. زي ماشهد على نهايتها.. 

_أزاي بقى.. أنا عرفت ان حبيبته اسمها حبيبة... ماتحكيلي ايه الحكاية.. 

_ أيوة  هي حبيبة، كانت بنت خالته.. كان بيجيبها هنا ويقعدوا عالبحر كل كام يوم .. يتكلموا ويضحكوا ويهزروا.. أنا كنت دايما مركز معاهم، مانتي عارفة اللي زينا بيبقوا قاطعين عالحبيبة اللي عالبحر..

 بس اللي شدني للإتنين دول.. أنه عمره ما عمل معاها حركة بطالة ولا مش تمام... كان بيحافظ عليها قوي.. كنت بعدي بعربية الترمس بتاعتي أغلس عليهم وأرمي كلمة كدة ولا كدة  بس مكانوش بيردوا... لحد ما في مرة وقفت رزلت جامد عشان يشتروا مني.. راح موقفني وضحكلي وإشترى مني ترمس، وبدأ يحكيلي انها بنت خالته وقريب هتبقى خطيبته ومراته..  ويومها.. 


_ياريس.. إستنى لو سمحت، هات بعشرة وعشرة.. 

_حاضر يابيه.. 

_انت إسمك ايه؟ 

_اسمي عمك حسين.. وإنت؟ 

_أنا عامر.. بشمهندس عامر، ودي تبقى بنت خالتي وحبيبتي.. وقريب قوي خلاص هتبقى خطيبتي وهتجوزها.. 

_ربنا يهنيكوا يابشمهندس عامر.. اتفضل الترمس وأحلى نصين ليمون ليكوا... 


 سبته ومشيت يومها وانا بدندن أغنية عن العشاق، عدت الأيام وفعلا في يوم لقيتهم بيحتفلوا بخطوبتهم.. يومها وقفوا هنا بعربية ملاكي متزوقة وقعدوا يتصوروا.. كان باين عليهم الفرحة ساعتها.. بس  ياخسارة.. ملحقوش يفرحوا .. 

_ثانية واحدة  !!.. إنت قولت إسمه إيه؟ 

_إسمه عامر ياأستاذة. 

_أومال مين يعقوب دة؟ 

_ماعرفش الصراحة مين يعقووب دة، انتي لما قولتي الإسم  دة إستغربت .. اللي أعرفه ان اسمه عامر وخطيبته حبيبه والست والدته اللي بتيجي دي، وبس كدة.. 

_طب وبعدين.. كمل بعد ما اتخطبوا إيه اللي حصل لهم.. 

_ولا حاجة، بعد ما إتخطبوا فضلوا فترة يجوا للمكان دة، ومرة واحدة انقطعوا عن الجاية هنا.. وبعدين شوفتهم وهما بيسيبوا بعض هنا عالشط، وبعد كدة ماعرفش حاجة، لإني انقطعت فترة عن مجيتي هنا بسبب ظروف معينة.. ولما رجعت لقيته كدة زي مانتي شايفة، حالته تصعب عالكافر .. 

_والنبي ياعم حسين.. هو دة كل اللي انت تعرفه عنه بأمانه؟ 

بصلي وسكت، وبعدين قالي.. 

_ايوة ياست ليان هو دة كل اللي أعرفه .. بس عموما يعني هو ساعات كدة كان بيغيب عن المنطقة، ولما كنت بسأله انت كنت فين كان بيقولي في المستشفى.. 


كلامه كله حيرة.. ياترى ايه حكاية المستشفى دي كمان؟!... وهو الراجل ده كلامه صح ولا بيألف أصلا.. وارد جدا انه يكون بيألف وكداب كمان.. حتى الست اللي بيقول عليها امه رافضه تكلمني وتستجيب معايا.. طب اتصرف بأي طريقة  !!

بدأ تفكيري ياخدني لأني ادور على طريقة توصلني لبيت الست اللي قال عليها مامته.. بس انا أزاي هعمل كدة ، أنا لازم أتكلم معاها، لازم.. 

فضلت مصممة على هدفي لحد ما في يوم لقيتها جاية  ، وقتها جريت عليها تاني وقولت تعمل اللي تعمله معايا ، المهم اني افهم ايه الحكاية دي، ودة اللي حصل لما شوفتها . 

_ياطنت.. ارجوكي اسمعيني.. 

أتلفتت لي وقالتلي بنرفزة.. 

_بقولك ايه يابنتي؟.. انتي ماوراكيش حاجة غيرنا ولا إيه؟ 

_لأ طبعا ياطنت ورايا.. على فكرة أنا اسمي ليان، صاحبة صالة چيم كبيرة ومعروفة هنا في البلد ، لكن بجد حكاية يعقوب دي ملخبطاني خالص، أنا وعدته اني هساعده.. 

بصت لي بغيظ جامد.. 

_مش عارفة انتي عمالة تقولي يعقوب يعقوب.. الله يخربيت يعقوب لبيت إسمه... انا ابني مسمهوش يعقوب، ابني اسمه بشمهندس عامر.. 

_ايواااه.. طب مين يعقوب دة بقى؟ 

_ماعرفش.. معرفش.. ولو مابطلتيش تقولي الإسم دة هلم الناس كلها عليكي، وابعدي من وشي بقى.. 

_ياطنت؟... استني بس، ياستي استني.. 

سابتني ومشيت لتاني مرة، في اللحظة دي كان لازم أفكر وأشغل مخي.. وقتها قررت اني امشي وراها لحد بيتها.. وهو دة اللي حصل.. بعد ماركبت عربيتها الملاكي روحت وراها ووقفت تاكسي وقولتله يطلع ورا عربيتها..فضلت وراها لحد ماوصلت بيتها، في لحظة جرأة زيادة كان لازم آخد قرار.. وكان قدامي حلين، ياأما هطلع وراها وهدخل بيتهم وهعرف الحكاية كلها وهتحمل عواقب تصرف زي دة بكل حاجه فيه.. تهزيقها ليا وارد.. ترحيبها بيا وارد... وممكن تطردني أصلا  أو تجيبلي البوليس... ياإما زي ماجيت أروح ومافرجش الناس عليا وأعمل لنفسي شوشرة ووقتها مش هعرف منها حاجة طبعا..

المهم ان قراري ما أتغيرش وطلعت وراها، استنيت بعد مادخلت قدامي العمارة ووصلت لباب بيتهم وفجأة.. لقيتني في وشها.. وقتها زعقتلي وقالتلي..

 

_ الله يخربيت بجاحتك؟.. انتي جاية ورايا؟!

_أيوة.. ومش هسيبك غير لما تدخليني ونتكلم.. أرجوكي.. 

_وانا مش هدخلك غير لما أعرف غرضك الحقيقي من ابني، عاوزة منه ايه.. 

_عاوزة أنقذه من الحالة اللي هو فيها دي، عاوزة أرجعه زي ماكان.. عاوزة اعرف ايه حكايته مع حبيبة وسابوا بعض ليه.. 

قاطعتني بصرخه مخلوطة بغضب.. 

_ماتجيبليش سيرتها تاني، الله يحرقها.. هي السبب فى كل اللي حصل لأبني وفي اي حاجة هتحصل له بعد كدة.. 

_أيوة ليه؟.. انا عاوزة أعرف.. 

_ولما تعرفي هتعملي ايه؟... مش هتعرفي تعملي لابني حاجة.. 

_ هعمل.. ولو ماعملتش هحاول، هاه؟.. مش مشتاقة تشوفي إبنك سليم تاني؟ 

بصت في وشي وسرحت.. 

_الموضوع مش سهل كدة، مش سهل زي مانتي فاهمة.. 

_خلاص فهميني.. 

شردت لبعيد وكإنها راحت عالم تاني، للحظة بعدت عن الباب ودخلتني بعد ماكانت واقفالي عليه وقالتلي.. 

_خلاص، ادخلي.. يمكن اللي مقدرتش اعمله  انا انتي تعمليه.. 

_وأنا بوعدك إني هساعده، وإن ماقدرتش.. اهو يبقى حد في الدنيا حاول معاه.. 


_ طيب، إسمعي، انا هحكيلك من الأول... الموضوع كله إبتدى من ساعة ما بدأو هما الاتنين يكبروا ومشاعرهم تتحرك ناحية بعض، هو وحبيبة..  وقتها كان عنده ١٨سنة  لما بدأ يتشد لها، بنت خالته  بقى وأغلب الاوقات وهما صغيرين كانو على طول مع بعض .. 

_هي كانت اصغر منه؟ 

_أيوة بأربع سنين.. في الوقت دة هو كان لسة طالب في في اولى هندسة وهي كانت لسة في تانية إعدادي، عدت سنين وهي دخلت تمريض واتخرجت واشتغلت في مستشفى، وهو كمان كان خلص هندسة، وخلص الجيش واشتغل برضه... بعد ماخلص جيشه كان كل مايشوفها يكلمها ويقعدوا يهزروا ونظراتهم كلها اعجاب ، كان بيروح عندهم كتير.. وقتها فهمت ابني فيه إيه.. كان باين عليه انه بيحبها، وكان طبيعي علي كأم أروح أكلم ابني وأسأله عن حقيقة مشاعره ناحيتها.. عامر ماأنكرش، ويومها،دة اللي حصل.. 

************

_يعني ياحبيبي أروح بعد كام يوم أكلم خالتك؟ 

_والله ياأمي ياريت...  بس الحكاية ومافيها إني عاوز أقولها الأول، عشان ماتبقاش مفاجأة اني آخد خطوة زي دي من غير ماتكون عارفة.. 

_وانت بعد كل اللي انت حكيتهولي والحب الجامد اللي بينكوا ياعامر هي هتزعل ولا هتبقى مفاجأة بالنسبالها؟!... دة ايه الجنان دة! 

_ الصراحة، هي متغيرة قوي الأيام دي.. يعني من بعد ما اشتغلت في المستشفى وهي مش طبيعية، وبتيجي تقابلني بالعافية اصلا. 

_خلاص.. تبقى البنت بتتقل وعوزاك تخطبها رسمي.. هو فيه أحلى من دي مفاجأة ياحبيبي؟... انت بكرة الصبح تروح بنفسك تشتري بوكية ورد محترم وهدية على ذوقك تكون هي بتحبها ونجهز نفسنا ونعملها مفاجأة بزيارتنا.. 

_خلاص أنا موافق.. 

*********

_تاني يوم عملت كل حاجة اتفقنا عليها بالحرف.. وابني جهز نفسه وكان فرحان قوي.. وساعة ماروحنا حصلت لنا هناك مفاجأة مكوناش متوقعينها أبداً.. 

_اللي هي إيه؟ 

_ طبعا لما روحنا كانوا مفكرينها زيارة عادية زي أي زيارة.. بس أنا كنت وخداه هو بس معايا ومخدتش اخواته... قعدنا نتكلم والكلام جبنا وودانا.. ولما جينا نطلب إيدها !!.. كأنها لدغتها عقربة.. 

_ازاي يعني... مش بتقولي بتحبه؟ 

_ماعرفش.. أنا كنت زيي زيك.. وعلمي علمك، المهم ان البنت قلبت وشها وجريت على جوة وسابتنا قاعدين.. 

_وبعدين.. 

_وبعدين رَوّحنا طبعا.. هو فهم ان فيه حاجة غريبة بتحصل.. وتاني يوم لما راح يقابلها لوحدهم قالي انها رفضت المبدأ اللي هو عمله، ورفضته كله عشان ما احترمهاش، واتكسر قلب ابني للمرة الأولى.. 

_ايه الحكاية الغريبة دي.. وبعدين.. سابها؟ 

_ياريته كان سابها من أول ماعملت كدة.. كان زمانه ارتاح.. 

_أومال إيه اللي حصل؟ 

_غموض.. اللي حصل بعد كده لفترة معينه كان عبارة عن غموض.. البنت اللي كانت بتتمنى بس تشوفه معدي تحت بلكونتهم وكانت بتستنى زيارتنا عندهم بفارغ الصبر ، بقت على طول كارهاه.. ومبتحبوش، إيه السبب!.. ماعرفش، ولا حد يعرف.. 

_طب وإزاي ماحاولتيش تعرفي من أختك اللي هي مامتها مثلا؟ 

_أختي كانت في الفترة دي علي طول بتعيط عليها، اصلها لما اتخرجت وإشتغلت في المستشفى الخليجي، شافت دكاترة ومستويات عالية هناك  .. المستشفى إستثماري وكلها خلايجة..وهي زيها زي أي بنت أكيد بصت للمستوى المعيشي دة  .. احنا برضه بالرغم من إننا الحمد لله مستوانا كويس ، بس مكنش نفس المستوى العالي قوي زي الدكاترة اللي بتتعامل معاهم  .. 

_يعني تبيع حب عمرها عشان المستوى.. مش عقل خالص.. وبعدين.. اللي حصل بعد كدة إيه؟ 

_اللي حصل ان ابني بِعِد.. بعِد عنها لأنها وجعته.. وبعد ماقعد شغال هنا فترة في شركة هندسه، أخوه لقاله فرصة سفر كويسة وقرر يسافر.. ساعتها لما هي شمت خبر بإنه مسافر.. جت تجري زي العبده.. وقتها قولتله سيبك منها ومسمعش كلامي.. يومها خدها ونزل، خدها وراحوا على نفس المكان، عالبحر برضه.. وهناك.. 

******

_عاوزة مني إيه تاني ياحبيبة؟... مش خلاص قصتنا خلصت؟ 

بإنهيار.. 

_بلاش كدة ياعامر بالله عليك، بلاش تكسر قلبي عليك.. 

_أكسر قلبك.. انتي عبيطة ياحبيبة ولا بتستعبطي؟.. مين كسر قلب مين؟ 

_أنا آسفة.. حقك عليا.. انا مش هسيبك تاني أبداً بس ارجوك ماتسافرش.. انسى حكاية السفر دي خالص أنا ماقدرش أعيش من غيرك.. 

في لحظة وطت على رجله باستها وبصلها بقرف وقالها.. 

_إيه ياربي المجنونة اللي قدامي دي؟.. انتي بتوطي على رجلي تبوسيها؟.. مش انتي اللي رفضتي ارتباطنا ببعض؟ 

_ياعامر.. أرجوك ارحمني وارحم ضعفي بقى.. أقولك على حاجة؟.. هات خالتو بكرة وتعالى إقرا الفاتحة.. 

_أنا آسف ياآنسة، أنا مش هاجي بالأسلوب دة..أصل أنا مش لعبة فإيدك يعني.. 


_ياعامر.. إستني ياعامر، أستهني.. 

*******

سابها ومشي وهي في حالة أنهيار، لما رجع البيت شوفت شكله عرفت انه فيه حاجة مش مخلياه مبسوط  .. وقتها بدأت أساله فيه ايه.. حكالي على كل حاجة، قولتله انساها وسافر، ولما ترجع هشوفلك أحسن منها ألف مرة، وفعلا سافر وسابها... بس اللي مش هتصدقيه، انها سافرتله.. 

_سافرتله؟.. يانهار أبيض، وبعدين؟ 

_لولا سفرها له ماكنش رجع تاني.. إستغلت غربته  وهو لوحده وفضلت تعيط وتصرخ وتتحايل عليه، وبعد كل اللي عملته معاه كان مسافة يومين وراجع معاها.. 

_ولما رجع طبعًا خطبها على طول.. 

_لأ.. فضل شوية، سابها حوالي شهر، وبعدها بقى رجعوا تاني يتقابلوا ويخرجوا.. وبعدها بفترة.. لقيته جاي بيصارحني انه هيروح يخطبها .. 

_وخطبها طبعا.. 

_للأسف.. آه، وياريته ماخطبها.. 

_إيه اللي حصل بعد كده... ممكن تحكيلي؟

_ دمرته... حبيبة هي اللي دمرت ابني.. 

_أزاي ياطنت، احكي أرجوكي.. مش المفروض انهم بيحبوا بعض؟.. ازاي بقى دمرته! 

_اللي أنا متأكدة منه.. انها كانت بتحبه.. بس أيه اللي حصل مابينهم بعد حوالي ٦شهور من الخطوبة؟!... ماعرفش، المهم انهم لما اتخطبوا من هنا.. المشاكل مابينهم بقت كل يوم مشكلة.. 

بصيت في الأرض بتكشيرة وقولتلها.. 

_إزاي ياطنت، مهو لو هيحصل مشاكل بينهم كانت راحتله ليه اصلا؟ 

_معرفش.. ونفسي أعرف.. 

_وبعدين؟ 

_وبعدين ابني كان بيراضيها بكل حاجه..عامر كان بيحبها جدا.. تخيلي كان جايبلها صندوق كبير تشيل فيه الهدايا،  الصندوق دة كان مليان حجات، كان كل مايجيب لنفسه حاجة يجيبلها زيها، بعد يوم خطوبتهم طلبت منه قميص الخطوبة وأخدته تشيله معاها ليوم الفرح...كانو بيلبسوا هدومهم شبه بعض.. حتى لدرجة السندويتش الي ياكله يجيبلها زيه.. وفي الآخر  برضه.. سابته.. 

بصيتلها بدهشة.. 

_معقولة؟

_آه.. بعد قصة حب من وهما لسة أطفال، وخطوبة تيجي ست شهور.. وبعدين مرة واحدة سابته.. سابته عشان يعقوب .. 

_ وبعدين؟ 

_ولا قبلين.. أنا معرفش اللي حصل بعد كده أكتر من انها اتخطبت لدكتور معاها في المستشفى.. 

_إيه.. ازاي يعني؟ 

بصيتلي بإرهاق وقالتلي.. 

_بصي بقولك ايه.. كفاية كلام في الموضوع دة.. أنا لما بتيجي السيرة دي بفتكر المشاكل اللي حصلت بيني وبين أختي وانا مش حابة أتعصب وأعيط.. 

_أنا آسفه ياطنت.. بس أنا عاوزة أعرف بقيت الحكاية ايه.. قوليلي يعقوب خطبها ازاي طيب .. 

_لأ دة هتعرفيه من هناك في بيتهم، ياإما من شغلها، انا معرفش حاجه ومش عاوزة اعرف.. 

بصيتلها بحزن وقولتلها.. 

_حاضر ياطنت.. أنا همشي، بس ممكن لو سمحتي تعرفيني فين عنوانهم أو مكان شغلها؟ 

مرة واحدة وأنا بكلهما.. صوت هبدة الباب اللي فأوضة من أوض البيت خليتنا أنا وهي بصينا بسرعة ناحية الباب اللي اتقفل وبصينا لبعض بسرعة وفجأة قالتلي بعصبية .. 

_ماتروحيش بيتهم،أختها هتهزقك وتعمل معاكي مشاكل.. خدي عنوان المستشفى أهو وخلصي وامشي بسرعة بقى.. 

_هء... هو فيه إيه جوة، إيه اللي خبط كدة؟ 

_مافيش، خدي العنوان أهو.. وإمشي من هنا بسرعة بقى..ياباااي!! 

قالت الجملة دي وهي بتزقني لبرة بيتها لدرجة ان شوزي عملت صوت حكة في الأرض... وصلت للباب وقفلت ورايا بأقصى سرعة عندها، لكن تصرفاتها خليتني أشك فيها ونزلت وأنا بسأل نفسي.. هي مش عوزاني أشوف إيه عندها؟!... بدأت الدنيا تلف في دماغي أكتر... يعني كده حبيبة حبت عامر وفضلت معاه فترة، وبعدين راح اتقدم واترفض، ولما سافر سافرت وراه رجعته وخطبها، ولما خطبها فضلوا مع بعض فترة ورجعت سابته، وبعد ماسابته اتخطبت لحد غيره... 

طب هي ليه سابت يعقوب؟... اقصد عامر، طب مين يعقوب دة أصلا اللي عامر متقمص شخصيته؟.. الموضوع فيه لغز كبييير قوي.. ياترى ايه الموضوع؟.. ومامت عامر خايفة من ايه فبيتها... طب هي فين حبيبة؟... هي فعلا ماتت ولا ممكن تكون عايشة ويعقوب أو عامر دة هو اللي بيتخيل؟.. بصيت لإيدي اللي فيها كارت بعنوان وأرقام المستشفى، فردت الورقة وقعدت أفكر... ياترى ممكن ألاقي هناك حد يشرحلي بقيت الحكاية الغريبة دي؟.. ياترى هلاقي حل للغز دة؟..  لو بس تنطق يا عامر وتقولي ايه الحقيقة؟ 


 بعد ماطلعت من هناك رجليا أخدتني لحد البحر.. لحد مكان الشخص اللي بقيت عاوزة اعرف حقيقته بإصرار.. لما وصلت لهناك محصلش جديد.. هو هو نفس اللي بيقوله، هي هي نفس الحركات مع الكلام الغريب، حاولت أخليه يتكلم تاني، بس للأسف.. فشلت، ووقتها!.. قررت إني لازم أروح عالمكان اللي مكتوبلي في العنوان، أيوة قررت اني هروح المستشفى اللي كانت شغالة فيها حبيبة.. وبعد ساعة كنت هناك.. 

المستشفى عبارة عن مبنى كبير فيه كذا ملحق، كل مبنى خاص بحاجة شكل وكل حاجة متشعبة وليها تخصص وكل تخصص له دور خاص بيه، دخلت المستشفى وأنا مش عارفة أبدا منين.. طب حبيبة دي كانت بتشتغل فأنهي قسم من دول  ! 


فضلت اسأل في المستشفى لحد ماعرفت انها كانت شغالة في المشرحة وكان ليها كذا واحدة من صحباتها المقربات منها ولسة شغالين هناك.. لما عرفت الخبر فرحت،  كدة فيه أمل اني اوصل لأي حاجة، أو حتى أعرف الحقيقة، الحقيقة اللي تايهة في وسط أحداث كتيرة، وبعد أسئلة كتيرة وصلت لصحبتها الأقرب ليها..  طبعا طلعت عيني على بال مابدأت تتكلم معايا اصلا، وده  اللي حصل أول ما اتقابلنا.. 

_ سلام عليكم، حضرتك ممرضة هبه؟ 

بصتلي من فوق لتحت.. 

_أيوة أنا.. انتي مين ؟ 

_أنااا... أنا واحدة صاحبة المرحومة حبيبة، وصاحبة يعقوب هو كمان وعاوزة أتكلم معاكي شوية عنهم.. 

أنا قولت الجملتين دول وهي بصتلي بتعجب وسابت اللي في أيدها وبدأت تلف حواليا وهي بتقول.. 

_صاحبة حبيبة ومين؟ 

_ ويعقوب.. إيه فيه ايه الغريب في كدة؟ 

_ وإيه كمان؟ 

_وإيه كمان ايه؟ 

_انتي مين واسمك إيه؟ 

بصيتلها بأرتباك.. 

_لءلء.. ليان، إسمي ليان ياحبيبتي.. وانتي هبةصح؟ 

_أيوة أنا هبة.. اتفضلي، عاوزة ايه؟ 

_ممكن نتكلم شوية مش كده؟ 

_اتفضلي.. 

قعدت قدامها، مكنتش عارفة ابتدي منين.. بس لقيتني بقولها من غير ما افكر.. 

_بصراحه.. أنا جاية أتكلم معاكي عن حبيبة، هي حبيبة راحت فين؟ 

_الناس كلها عارفة حبيبة راحت فين.. حبيبة ماتت.. 

_ماتت ازاي ممكن تفيديني؟ 

_آااه.. دة باين القضية اتفتحت تاني بقى وباعتين حد يحقق معايا بس بشكل تجميلي ولا ايه؟! 

_قضية.. قضية إيه ممكن تحكيلي؟ 

_انتي عاوزة ايه ياآنسة.. 

قمت من مكاني واتكلمت معاها بكل ترجي.. 

_أرجوكي أنا مش عاوزة منك أي حاجة.. انا بس بحاول أحل اللغز المستخبي، عشان أنقذ يعقوب او عامر.. 

_يعقوب مييين.. انتي عارفة يعقوب اللي بتتكلمي عنه دة يطلع ايه؟... طبعا ماتعرفيش، لأنك لو تعرفي ماكونتيش هتقولي أساعده بكل بساطة.. 

_طب ما تعرفيني هو مين يعقوب.. يمكن لما أعرفه أقدر أنقذ الأنسان الغلبان اللي مبيروحش من عالبحر دة.. 

مرة واحدة قعدت على سرير قدامي وكإنها كانت مبنى  واقف واتهد . 

_أنتي عاوزة تساعدي عامر.. بشمهندس عامر.. 

_أيوة هو دة، هو دة. 

_للأسف، انتي مش هتقدري تساعديه غير لما تلاقي يعقوب، ياحي ياميت.. 

_لاااا.. انتي كدة لازم تحكيلي الحكاية.. 

_انتي كدة هتإذيني يااسمك ايه.. 

_وانتي كدة هتساعديني وتساعدي انسان ضايع، ضال.. 

_يعقوب مابيرحمش.. ابعدي انتي كمان مصيرك هيبقى نفس المصير.. 

_أرجوكي.. بلاش لوغاريتمات.. لو حابة تساعدي عرفيني.. 

اتلفتت يمين وشمال.. 

_مش هينفع نتكلم هنا.. استنيني برة هعمل اذن واحصلك كمان شوية.. 

_أيوة كدة، بس اوعي تكوني بتمشيني من هنا وخلاص.. 

_استنيني برة بس.. 

طلعت وسبتها وانا شاكه فيها، حسيت انها بتضحك عليا عشان امشي وبس... في كل الحالات طلعت استنيتها برة زي ماقالت وانا بفكر، ياترى هتعمل معايا ايه، أنا على بعد خطوات من اني اعرف حجات كتير.. ياترى هتصدق معايا؟ 

فضلت واقفة ابص في ساعتي، وبعد ماعدى نص ساعة ولسة بقدم خطوة وأءخر التانية وقررت امشي، لقيتها جاية تجري من بعيد وبتناديلي بالراحة وصوتها بيرتعش.. 

_ياا اسمك ايه.. يااا، ياإسمك ايه انا اهو. 

_انا اهو تعالي، فكرتك طنشتيني.. 

_لأ ماطنشتكيش بس تعالي نبعد عن هنا بسرعة والنبي.. 

_أوكي، يلا بينا.. 

خدتني ومشينا لبعيد.. لغاية ماوصلنا لجنينة، على أول كنبة في الجنينة قعدنا، وقتها بصتلي وبدأت تتكلم.. 

_عاوزة تساعدي عامر ليه؟ 

_عاوزة أساعده، زي أي حد بيساعد حد، حرام؟ 

_لأ مش حرام..بس الموضوع مش سهل زي مانتي فاكره.. 

_طب ماتفهميني الموضوع.. ماتحكي اللي عندك، مش يمكن نوصل لحل؟ 

بصتلي لمدة دقيقة جامد ودققت في ملامحي، فجأة بصت الناحية التانية وهي بتقول.. 

_لأ شكلك مش كدابة.. انتي تعرفي ان مامته حتى ماهتمتش بحالته زي ماإنتي مهتمة كدة! 

_ازاي يعني؟ 

_يعني ببساطة مامته ماسألتنيش عن كل حاجة زي مانتي سألتي، بالرغم من الحجات الغريبة اللي حصلت وبتحصل وهتحصل عندها طول ماهو لسة حر.. 

_عامر؟ 

_لأ.. يعقوب.. 

_ليه كل ده.. هو يعقوب دة يطلع اييه يعني؟ 

_شششش.. وطي صوتك، منك لله هتدوينا في داهيه. 

بعصبية.. قمت من مكاني وقولتلها.. 

_بقولك إيه.. انتي هتنطقي على طول ولا أقوم امشي؟ 

_حاضر حاضر.. انا هحكيلك.. بس لازم وعد منك ان كلامنا دة مش هيعرفه غيرنا.. في حالة عرفتي تساعدي عامر أو لأ الكلام دة بيني وبينك وبس.. 


_ليه هو سر؟ 

_آه، سر.. وهتفهمي وانا بحكيلك أنا بقولك كدة ليه.. 

_طب احكي وانا سمعاكي.. 

_الحكاية ابتدت لما حبيبة جت المستشفى دي من سنين.. سنين كتيرة، كانت بنت شاطرة وطموحة ومجتهدة وحلوة، وفي نفس الوقت كانت باين عليها وصولية، وصولية بشكل ملفت، عاوزة تظهر للكل... فعلا نجحت في وقت قصير انها تخلي كل دكاترة قسم المشرحة يعرفوها.. في نفس الوقت دة وعلى فترات، كانت كل مابنت تيجي تستلم اوضة معينة من أوض قسم المشرحة تمشي وتسيب الشغل وفجأة نسمع انها إختفت أو ماتت من غير مانعرف السبب..

 الأوضة دي كانت أوضة الإجراءات الخاصة للميتين، يعني بعد موتهم بيدخلوا الأوضة دي تخلص الإجراءات الخاصة بموتهم ولو فيه حد متبرع بأعضائه بتتاخد، برضه لو حد مفيش شبهة  جنائية في موته بيطلع من الأوضة دي ويستلموه أهله، لكن لو فيه شبهه جنائية بيتنقل لأوضة تانية خاصة بالجنائيين... المهم ان أوضة الإجراءات دي فضلت فترة طويلة قوي مفيش حد من البنات المسؤولات في المستشفى راضية تستلمها بسبب اللي حصل للبنات اللي كانوا مسكينها قبل كدة... 

المستشفى كانت كل ماتختار بنت من البنات عشان تمسك القسم ترفض.. طبعا كانوا بيخافوا من اللي بيحصل للبنات التانية، بس لما حبيبة  سمعت باللي بيحصل وعرفت ان المستشفى عاوزة بنت للقسم وعشان هي طبعا حابة الظهور، راحت بنفسها كلمت رئيس المشرحة وقالتله انها مستعدة تمسك الغرفة دي وتبقى مسؤولة عنها.. ودة اللي حصل وقتها.. 

********

_انتي متأكدة من اللي بتقوليه دة ياحبيبة؟ 

_أيوة يافندم زي منا متأكدة اني واقفة قدام حضرتك.. 

_طيب تمام، خلاص كدة، انتي ودكتور يعقوب هتبقوا مسؤولين عن الغرفة لحد ماتتعلمي كل حاجة وبعد كدة هتبقى تحت مسؤوليتك لوحدك.. 

ردت بفرحة.. 

_بجد  !.. يعني دكتور يعقوب هو المسؤول معايا؟ 

_آه، فيها مشكله بالنسبالك؟ 

_أءء لالأ... بالعكس خالص، دة أنا مبسوطه جدا ومقدرة اني هشتغل مع حد عظيم زي دكتور يعقوب.. 

_اه بس خلي بالك.. دكتور يعقوب بيحب كل حاجة بنظام... دكتور يعقوب دقيق وصعب، ماتجيش بعد كده تعيطي وتقولي أنا هسيب القسم، تمام؟ 

_أنا؟.. بالعكس خالص، انا واحدة عاوزة تثبت كفائتها في المكان وعاوزة اسمي يوصل للتميز هنا.. 

_طب خلاص، روحي انتي وانا هكلم دكتور يعقوب وأعرفه باللي تم.. 

_يعني انا هتنقل هناك من امتى؟ 

_لما أعرفك، أتفقنا؟ 

_تمام.. 

في لحظة دخل عليهم حد صوته عالي وجسمه ضخم وبدأ يتكلم.. 

_هاه يادكتور انس.. الآنسة عاوزة إيه؟.. فيه مشاكل معاكي ياآنسة؟ 

_لا خالص.. انا جاية بكل خير.. 

رد عليها دكتور أنس.. 

_طب روحي انتي ياحبيبة وزي ما اتفقنا.. 

_حاضر.. سلام.. 

مشيت حبيبة وقتها وسابتهم واقفين يتكلموا مع بعض.. 

_هاا.. ايه حكايتها دي كمان؟ 

_دي ياسيدي اللي هتمسك معاك الغرفة اياها.. 

_أممم.. عظيم جدا.. يارب بس تطلع مختلفة عن غيرها.. 

_والله بقى انت وحظك وبعدين لو ماطلعتش زي ماانت عاوز يبقى هبتدي بقى أدور عالمشكلة فين عشان أحلها.. 

_هتكون فين المشكله يعني؟

_ياسيدي يمكن تكون فيك انت، انت اللي مش عارف تظبط البنات وتقنعهم بالشغل معاك .. 

_اه تصدق ممكن .. طب بقولك ايه ، أنا رايح اشوف شغلي وانت انجز مع البنت دي عشان مسؤولية  القسم لوحدي صعبة عليا.. وانا هظبط معاها كل حاجه.. 

*******


عدت أيام بعد اليوم دة وحبيبة بدأت تنزل معاه القسم  وتتدرب على كل حاجه، وبدأ يعقوب ينبهر بعقليتها.. حبيبة كانت ذكية جدا وبتلقط كل حاجة بسرعة، طبعا كان بيمدح فيها على طول، بقى بيرشحها للمسؤولين الكبار في كل حاجة،  وخدت حبيبة وضعها جامد في المستشفى بسبب كلامه عنها وترشيحه ليها للكل، في الفترة دي بقى... بدأت تنسى عامر خالص وكأنها مكانتش تعرفه، وتتوجه ليعقوب وتعجب بيه.. 

_يانهار طين؟.. معقولة اللي بتحكيه دة ياهبه؟ 

_أيوة... وقتها عامر كان لسة في أول طريقه.. يعني كذا سنة شغل مكانوش كفاية عشان يبقى مستواه اعلى من مستوى يعقوب، وقتها طبعا كان طبيعي انه يروح يتقدملها.. في نفس الوقت اللي هو راح عشان يتقدملها وهي رفضته، كان سبب رفضها له هو اعجابها بيعقوب وحبها لشخصيته وانبهارها بيه.. 

_وطبعا بعد مارفضته سافر وراحتله.. وبعد كده رجعوا مع بعض واتخطبت لعامر، لحد هنا بقى أنا فاهمة الدنيا وزي الفل، اللي بعد كده بقى كان إيه؟! 

_صلي عالنبي.. اللي جاي مرار.. 

الموضوع كله بدأ بعد ماحبيبة سابت  الدكتور يعقوب على سن ورمح.. وراحت اتخطبت لواحد غيره.. كل حاجة اتشقلبت فجأة بعد وقت قصير جدا .. 

_إزاي بقى؟ 

_اول حاجه بعد الإنسجام اللي بينها وبين خطيبها بقت على طول بينهم مشاكل، مشاكل كبيرة على كل حاجه وأتفه حاجة.. حبيبة أهملت عامر تاني وبدأت من غير ماتحس ترمي تركيزها مع يعقوب أكتر .. بقت تسهر معاه كتير، يهزروا ويضحكوا، بدأت المستشفى كلها تتكلم على اللي بيحصل مابينهم لحد ماوصل الكلام لعامر ونار الغيرة ضربت في عروقه، ويومها جه المستشفى لقى حبيبة قاعدة مع يعقوب بتهزر كالعادة..راح مجرجرها من اديها قدامنا ووقف يزعقلها وخرب الدنيا.. 

*******

_يلا انجري قدامي عشان نروح.. 

_عامر مش هء، 

_يلا قدامي من غير كلام.. 

_كدة؟.. طب مش ماشية ووريني هتعمل ايه.. 

********

مرة واحدة مسكها من اديها وبقى يجرجر فيها وهي تصوت، وطبعا الناس كانت بتتفرج ومن ضمنهم دكتور يعقوب.. اللي بعد لحظات اتدخل.. 

******

_انتي رايحه فين ياحبيبة؟.. انتي لسة نبطشيتك ماخلصتش.. 

_انا آسفه يادكتور يعقوب.. أنا مش عارفه ايه اللي بيعمله دة. 

رد عامر.. 

_ آاااه، هو انت يعقوب بقى؟... طب يلا وهتعرفي اللي انا بعمله بس بعدين في بيتنا.. 

_اوعى أيدك.. سيبني ياعامر اوعى.. 

*******

كانت بتحاول تفلفص أيديها منه جامد بس ماعرفتش، هنا بقى اتدخل يعقوب، ومرة واحدة شد إيدها من عامر ومسك دراعه بكل قوته،وكإن فيه قوة ألف شخص...بصله بصة تحدي ووقف يقوله.. 

******

_لو سمحت يامحترم انت فمكان عمل.. سيبها لما ميعاد شغلها يخلص وانا هروحها.. 

_معلش... انت مين عشان تمنعني؟ 

_أنا يعقوب.. المدير عليها هنا والي حضرتك بتعمله دة مخالف لقوانين المستشفى.. 

عامر مسكه بنفس القوة وبعد إيده عن دراعه وبدا يقوله.. 

_ لأ حضرتك قوانينك دي تمشيها على موظفينك اثناء العمل.. دي خطيبتي وعملتلها اذن وهنمشي، وسع بقى.. 

******

_عامر بص ليعقوب بصه من فوق لتحت وزقه بعيد عن سكته وأخد حبيبة ومشي.. كلنا كنا مبهورين من موقف عامر قدام يعقوب، بس عامر مكنش يعرف انه لعب مع الشخص الغلط.. 

_ليه؟.. يعقوب عمل ايه بعد كده.. 

_تفتكري عمل ايه؟ 

_مش عارفة.. بدأ يوقع بينهم؟ 

_لأ.. حببها فيه وخلاها كرهت خطيبها وسابته واتخطبت له هو .. 

_طب وهو ماله.. ماهي لو مش عاوزة يعقوب من البداية  مكنتش عملت كدة أصلا.. 

_ماهي المفاجأة بقى انها ماكانتش بتعمل كل دة بمزاجها، واكتشفت كل حاجه بالصدفة.. 

_ ايه اللي حصل بقى؟ 

_اللي حصل مكنش على البال ولا الخاطر.. يعقوب طلع مسخر جن بيطيعوه.. ومش بس كدة كمان، دة كان بيبيع عضم الميتين وشعورهم للدجالين وبتوع السحر.. 

_ايه ده؟.. انا مش فاهمه حاجه.. 

_ولا انا كنت فاهمه حاجه.. لحد يومها هي اللي جت وحكتلي على كل حاجة... 

*******

_انتي بتقولي ايه يابنتي بس؟ 

_والله العظيم انا بحلفلك بالله اني شوفته بنفسي عمل كدة.. 

_دكتور يعقوب هيعمل كدة؟ 

_أنا متأكدة من اللي بقوله.. انا شوفته بعنيا أكتر من مرة لما بخرج وأسيبه مع جثه.. كنت بستغرب ليه بيطلب مني حاجة التشريح.. اتاريه بيشرح الجثث وياخد عضمة الكتف عشان الأعمال وتسخير الجن، مش قادرة انسى المنظر قدامي وهو بيكمل حلاقة للجثه اللي قدامه، وبعد ماخلص وطى عالأرض ولم الشعر في شوال مليان على آخره وربطه ، وبعد شوية جه واحد اخد منه شوالين مليانين عضم وشعر ومشي  .. 

********

_ يانهار أبيض  !!.. دي جريمة لوحدها.. طب حبيبة سكتت على كدة ولا عملت ايه؟ 

_ لأ طبعا.. كانت خايفة ومرعوبة منه.. ماهو اللي يعمل كدة في الميتين ممكن يقتلها عادي جدا..

_يقتلها عادي جدا.. مش عارفه ليه حاسه انك تقصدي انه قاتل كمان.. 

_حاسه؟... يعقوب كان ساحر ياماما.. ساحر وقاتل وبيستعين بالجن وبيسخرهم.. وهي اكتشفت كل دة بالصدفة واحدة واحدة.. 

_هي عملت إيه بعد ماشافت العضم والشعر بيتاخدوا؟.. سكتت ولا واجهت.. 

_لو كانت سكتت ماكانش حصلها اللي حصل. 

_يعني تقصدي انه هو اللي قتلها؟ 

_نفسي اتأكد من النقطة دي بجد عشان أرتاح.. مفتاح اللغز دة هو اللي هيحل عقدة عامر ويرجعه شخصية سليمة تاني.. 

_طب كملي.. بعد ماإكتشفت ان يعقوب مجرم وهي خطيبته.. عملت معاه ايه وهو عمل معاها ايه.. 

_اللي حصل وقتها... 

******

_أنا شوفتك بعنيا يايعقوب.. شوفتك بعنيا وانت بتشفي من جثة البنت عضمة الكتف وحلقت شعرها ولميت الشعر في شوال والعضم في شوال تاني.. انت بتعمل بيهم ايه وبتعمل كدة من امتى.. وازاي أصلا انت بتعمل كدة وإدارة المستشفى سيباك ازاي؟ 

_وبعدين.. هتقعدي تهري كتير ياقلبي؟ 

_أهري.. يعني ايه مش فاهمه، هو دة ردك على كلامي؟ 

_مابقولك ايه... مامتشغليش بالك بحاجة.. 

_احكيلي انت بتعمل كدة من امتى وبتعمل كدة ليه وإلا.. 

_وألا ايه.. ها؟ 

_هبلغ عنك، وهعرف إدارة المستشفى وساعتها هتروح في داهيه.. 

_ههههه، واذا قولتلك ان إدارة المستشفى عارفة وعلى علم بكل حاجة.. وانك متصورلك ومتفبركلك فيديوهات ليكي وانتي اللي بتعملي كدة، يعني في أي لحظة جرأة وجدعنة من بتوعك هتلبسي فيها... ومش كدة وبس... دا إنتي هتبقي المتهمة رقم واحد في قتل البنات اللي اختفوا وماتوا كلهم.. 

_يانهار صدمة!... انت يادكتور عامر.. انت كمان اللي قتلتهم؟ 

_هو انتي فكرك الطب لوحده في مصر دلوقتي بيأكل عيش؟... لا ياحبيبتي فوقي.. تجارة الأعضاء هي اللي بتأكل عيش، بيع الجثث لزرع الأسحار واللعنات جواها هو اللي بيأكل عيش، الإستعانة بالشيطان في كل حاجة ومباركته ليا في كل اللي بعمله هو اللي خلاني بقيت يعقوب.. مش الدكتور يعقوب وبس..لأ يعقوب ابن الجن والشياطين، اللي سلمهم نفسه مقابل المجد اللي انا فيه دلوقتي.. 

فجأة بصت في وشه خافت من ملامحه المريبة، ولأول مرة  قلعت دبلته وقالتله.. 

_انا مش هينفع أكمل مع قتال قتله زيك.. أنا الي غلطانه اني سبت إبن خالتي عشانك، بكفاية بقى غيرتك اللي من غير مبرر وقرفك في كل حاجة.. سكتت على كل عيوبك لكن لحد اللي عرفته حالا مش هسكت... 


في لحظة ومن غير مايجي جنبها بص لإيدها ودراعها بيتلوي لورا بقوة وبيتعصر وهي بتصرخ بعزم مافيها، وبدأ يعقوب يقولها.. 

_انتي بقيتي ملك ليا.. مش هينفع تبعدي غير بالموت، وعلى فكره بالمناسبة، أنا مسلط عليكي انتي وعامر.. وعملتلكوا بكره بعض، وبكتر المشاكل والانفصال لحد الفراق..ماهو ماينفعش بعد كل اللي عرفتيه عني تبقي لحد غيري.. وإلا هتبوظي كل حاجة..وأنا مش ضامنك صراحه ولا ضامن انك تسكتي.. 

بصتله في صدمة.. 

_انت... انت اللي عملت كل ده؟ 

_ماتنسيش انك انتي اللي ظهرتي قدامي بشجاعتك اللي كنت محتاجها عشان أعمل المطلوب..منا كل ماواحدةمن اللي قبلك كانت تشوفني تقعد تصوت وتبالغ ...كانوا برضه بيقولوا هيطلعوا عالقسم يبلغوا عننا.. 

_يعني انا كنت كل دة مجرد وسيلة عشان تنجز شغلك وبس.. كنت مجرد قلب قوي شايفة مش متأثر ولا خايف من اللي بيحصل وقولت تستغله !! بس انا ماعرفتش كل حاجة ألا من كام يوم وماسكتتش،ومش هسكت على فكره.. 

_ لازم تسكتي.. انتي كنتي في الاول مجرد وسيلة فعلا.. لكن دلوقتي انتي الإنسانة اللي كشفت سري كله وعرفت كل حاجة بالتفصيل عني ، أنا لأول مرة حد بيعرف عني كمية المعلومات دي كلها، عشان كده لازم اللي عرفتيه دة يموت جواكي وميطلعش تاني.. مفهوم؟... وآه بالمناسبة، حددي لنا ميعاد مع العيلة الكريمة عشان نختار يوم الفرح.. 

بصتله بتحدي وقالتله.. 

_دة على جثتي انك تتجوزني، ولو آخر يوم فعمري انت فاهم؟ 

سابته ومشيت وهو بيزعق وقال لها.. 

_يبقى اجهزي لموتك.. 

*********

_يااااه ياهبة... كل دة تعرفيه وساكته... طب ساكتة ليه؟ 

_ خوفي من هو السبب.. تخيلي ممكن أصلا يكون سامعنا دلوقتي؟ 

_تخيلي انتي ان مامتها زمانها مقتنعة لحد دلوقتي ان عامر هو السبب في موتها؟ 

_ عامر؟.. عامر دة غلبان..  كفاية الأذى اللي حصله بسببها وبسبب يعقوب.. 

_طب كمليلي اللي حصل، وإيه اللي وصل عامر بقى للحالة دي.. 

_حاضر.. هنكمل.. 

بعد ماحبيبة سابت يعقوب ومشيت بدأت تفكر تلجأ لمين عشان يطلعها من الورطة دي... وبالأخص طبعا بدأت تفكر في عامر.. بمعنى اصح بدأت تندم.. 

_وأتواصلت معاه.. سامحها؟ 

_مش بسهولة طبعا.. 

_عملت ايه.. 

_راحت لعامر، وقتها قابلها بكل قرف، شئ طبيعي طبعا انه ماكنش يبقى طايق يشوف وشها... 

*******

_رجعتي... برضه في الآخر رجعتيلي.. 

بصتله بندم والدموع في عنيها.. 

_مش وقت تأنيب ياعامر..انا في ورطة.. 

_ههههه.. كنت عارف انك مش جاية الا بمصيبة، بس برضه انا مالي ياحبيبة؟

_عامر... انت في خطر.. وأنا كمان.. 

_هو دة بقى الأسلوب اللي هترجعيني بيه يعني؟ 

_اسمعني ياعامر... احنا مأذيين انت فاهم انا بقول ايه؟ 

_لأ مش فاهم.. ومش عاوز افهم، وبعد اذنك عشان انا مشغول..

عامر مشي خطوات قبل ماحبيبة تنطق  وتقول.. 


_ياعامر.. اسمعني.. يعقوب مسلط علينا احنا الاتنين .. 

وقف عامر وضهره ليها، وقف مصدوم ولفلها وهو بيقولها.. 

_بتقولي ايه.. يعني ايه مسلط علينا؟ 

_ايوة ياعامر  مسلط علينا جن.. واعترف بنفسه انه عمل سحر عشان يفرقنا عن بعض، وأقسم لو حاولت اسيبه هيموتني... كله بسبب المستشفى الملعونة اللي انا شغالة فيها دي.. ايوة، لو عاوز تسمع كل اللي حصلي تعالى نقعد في مكاننا، فاكره ولا نسيته؟ 

_نسيته؟... ودة مكان يتنسى... أول كلمة بحبك سمعتها منك سمعتها فيه.. أول ضمة مابيننا كانت فيه، أول شعور بالحب اتولد مابيننا هناك وكل دة.. انتي جيتي بِجَرِة قلم ونهيتيه عشان دكتور يعقوب بتاعك.. 

بلهفة وتوتر.. 

_ماطلعتش أنا ياعامر والله العظيم، مش انا السبب.. 

يعقوب هو اللي عمل المستحيلات عشان يفرقنا عن بعض، فرق بينا بالسحر..أكيد بيعمل كدة عشان افضل اطيع  أوامره، عشان كل مايؤمرني بحاجة أنفذها، شغل الاوضة.. هو شغل أوضة الإجراءات السبب..  

_يعني ايه مسلط علينا وفرق بيننا بالسحر؟.. إيه اللي انتي بتقوليه دة، اوامر إيه اللي بتاخديها منه.. 

_يعقوب بياخد الجثث ويستعملها في السحر بقولك.. 

_انتي فاهمهياحبيبة انتي بتقولي ايه؟

_والله مابكدب عليك.. 

_باااس بس.. انتي كدة فسرتيلي ايه السبب في اللي بيحصلي الفترة اللي فاتت دي كلها ومش لاقيله تفسير.. 

_ايه اللي حصلك... انت كويس مش كدة؟ 

_لا ياحبيبة.. أنا متبهدل بقالي فترة.. تعب وتوهة وبشوف ناس في قلب البيت مش موجودين ومحدش بيشوفهم غيري.. انتي عارفه اني بدأت اروح لدكتور نفساني وباخد مهدئات؟.. وانتي جاية دلوقتي تقوليلي ان خطيبك الحالي هو السبب في كل دة؟

بعياط ردت حبيبة.. 

_انا اسفة.. أنا السبب في كل دة.. 

_انتي لازم تبلغي عنه ياحبيبة.. 

_أبلغ عنه؟..  ماقدرش... تفتكر لو عملت كدة ممكن يسيبني فحالي بعدها؟.. دي لو زي ماهو بيقول فعلا تبقى ادارة المستشفى معاه.. وممكن يطلعوني كدابة. 

_يعني هتفضلي ساكته على اللي بيحصل؟ 

_الموضوع أكبر من كل دة، دة بيقول انه مزورلي فيديوهات اني انا اللي قتلت البنات وعملت كل الجرايم دي..

_خلاص.. يبقى لازم تسيبيه.. 

فجأة.. حبيبة وعامر في نفس اللحظة دماغهم بتتعصر من الألم ووقعت حبيبة في الارض، بدأ عامر يسيطر على نفسه شوية، بسرعة شال حبيبة من الأرض واخدها وصلها لحد البيت، وبدأ يحكي لام حبيبة على كل حاجة وطبعا ماصدقتش كلامه... 

_معقول اللي انت بتقوله دة؟..مش ممكن طبعا.. 

في نفس اللحظة طلعت حبيبة بالعافية من الاوضة والتعب غالب عليها وقالتلها.. 

_صدقيه ياامي، كل كلامه صدق.. 

_يعني ايه يعني؟.. وقعنا في ايد دجال ولا نصاب ولا ايه؟ 

_وقعنا فإيد مجرم ياخالتوا.. والمصيبة اني معاكوا في الدايرة ومش هطلع منها.. 

_لأ يابني.. أنا هتصرف، احنا نروح نديله حاجته بما يرضي الله ويادار مادخلك شر.. 

_يادي المصيبة، بقولك حالف يموتني ياامي.. 

رد عامر.. 

_وانتي مفيش وراكي رجالة ولا ايه؟ 

ردت خالته.. 

_لسة بتحبها ياعامر؟ 

 عمر سرح لبعيد وسكت وبصيتلها حبيبة.. 

_مش وقته ياماما عشان خاطري.. ماتنسيش انك مزعله خالتوا ومش هتصالحك بالساهل.. 

_ طب يلا ياستي لمي للراجل دة حاجته عشان نخلص 

_وده هديله حاجته فإيه دة؟.. انا معنديش حاجة تلم كل 

الهدايا بتاعته اصلا.. 

رد عليها عامر.. 

_لمي كل حاجته في الصندوق الكبير بتاعي وانا هبقى أجيبه منه انا بطريقتي.. 

_لأ مش هطلع صندوقك اديه له، انت بتتكلم ازاي.. 

ردت مامتها عليها.. 

_اسمعي كلام عامر، وأنا اللي هاخد الصندوق اوديه بنفسي.. عشان مايإذيش حد فيكم.. 

_إزاي يعني ياخالتوا.. مش هتروحي لوحدك، انا جاي معاكي.. 

_وانا رجلي على رجليكوا.. مش هسيبكوا لوحدكوا.. 

_خلاص.. يلا بينا كلنا نروح مع بعض.. 

********

_وبعدين ياهبة؟.. راحوا له ولا عملوا ايه؟ 

_نزلوا عشان  يروحوله ياليان.. ?

تعليقات