القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل السادس والعشرون




 الفصل السادس والعشرون

------------------

أمن والدها على دعائها قائلا بود كبير:

- اللهم آمين يا حبيتى إن شاء الله ربنا ها ينصركم على كل اعدائكم. وهاتكملوا حياتكم مع بعض بسعادة تدوم طول العمر وما إن انتهى من الحديث نهض مغادرا بعد أن  ودع

أبنته٬ واحتضنها غادر سياف برفقته ليوصله وأخذ معه حقيبة ملابسه ليعود للجلوس بمنزل والدته حتى يعتنى بوالدته المريضة فهو يعلم إنها تحتاج إلى بقائه بجانبها 

ودع فريدة قائلاً بحب كبير :

- أشوفك على خير يا فريدة خلى بالك من نفسك

وأوعى تفتحى الباب لأى حد حتى لو مين أوعى أنا رايح البيت أريح شوية ولو حبيتى تخرجى بالليل كلمينى ونخرج سوا 

أجابته فريدة قائلة بود :

- تمام اتفقنا بس ممكن اطلب منك طلب

سياف رامقٱ إياها بود كبير :

- عنيا اؤمرينى يا ست البنات 

فريدة بسعادة كبيرة لمعاملته الرقيقة لها :

- عايزة مشايه بالكهرباء أجرى عليها علشان الدايت أنت ما شاءالله عليك خليتنى زدت كثير الفترة دى

سياف رامقٱ إياها بنظرات تقطر حبا وهو هائم بها :

- حاضر يا ريده عنيا

فريدة بعشق جارف:

- حقيقى بجد أنا محظوظة بيك يا سياف ربنا ما يحرمنى من وجودك فى حياتى

سياف وهو يرمقها بعشق كبير :

- تسلميلى يا  ست البنات يا بسكوتة حياتى يلا اشوفك على خير 

كان والدها قد استقل سيارته وغادر 

وتركها تنظر فى أثر سياف بهيام شديد فهي كل يوم يزداد عشقها أضعاف مضاعفة فحبه تملك منها حتى أصبحت تتنفسه بالهواء من حولها تمنت من كل قلبها. أن يجعلها الله من نصيبها

عاد سياف إلى منزله وفتح وتقدم إلى حيث غرفة والدته ليطمئن عليها وحين شعرت بوجوده إدعت النوم حتى لا تواجهه فطبع سياف قبله على خدها وغادر إلى غرفته 

تدثر جيداً بالغطاء وراح بنوم عميق

هربا من كم المشاعر السلبية التى يشعر بها ما إن يضع قدمه بالمنزل فهو أصبح لا يشعر بالراحة بمنزله كما فى السابق لكنه جاهد حتى يستطيع النوم فهو أفضل حل بالنسبه له الآن 

حين رأته زينب قد خلد إلى النوم لم تود ازعاجه فقررت تأجيل الأمر للغد لتستطيع ان تحدثه بعيد عن والدتهم 

يجب أن تخبره بأسرع وقت ممكن حتى يأخذ حذره فهي تعلم أن والدتهم لن تكتفى بهذا القدر من الخطط بل ستخطط مزيداً من الخطط لتنفذ ما عزمت عليه وتقيد سياف بتلك الحية الرقطاء


بمنزل فريدة لم تستطيع النوم من ألم معدتها فهي لم تتعود على تناول مثل ذلك الطعام 

نهضت وأرادت الروب فوق قميصها وأخذت تبحث بحقببتها عن أى مسكن أو فوار لكنها لم تجد أشتد ألم معدتها فأخذت تبحث بالمطبخ على مشروب يهدىء. آلام معدتها فعثرت على مشروب البابونج فرحت كثيراً حين وجدته فاعدت كوب ثم أخذته وذهبت لغرفتها

لتجلس تتناوله بأستمتاع شديد وهي مسترخية بفراشها

وما إن انتهت من تناول مشروب البابونج وضعت الكوب جانبا وتدثرت بالغطاء وأخذت تتخيل حياتها مع سياف وتمنت بشدة أن تمر الأيام سريعا ويتغلبوا سويآ على كل العقبات التى تقف بطريق حبهم فلو استطاعوا قهر تلك الصعوبات سيكون بأمكانهم قضاءحياتهم معا. بخير وسلام دون أن يخشوا شرهم

غفت بينما كانت تتخيل حياتها مع سياف وكم السعادة التى ستنعم بها برفقته 

...........

مر اليوم وبالصباح نهض سياف وأغتسل وبدل ملابسه ثم توجه إلى الورشة مباشره لانه لم يشعر برغبة في تناول الطعام لذا توجه إلى الورشة ليفكر جيداً بحديث الزبون الذى أخبره أن يفتح شركة حراسة خاصة فهو يثق به وبقدرته على حماية البضاعة 

تقدم إلى داخل الورشه وبدل ملابسه لملابس العمل 

وذهب ليمارس عمله وينشغل بتصليح السيارة حتى يبعد عن تفكيره تلك المعضلة التى وقع بها بسبب والدته 

أصبح لا يطيق الجلوس بالمنزل بسبب تلك اللزجة سعاد

لذلك قرر أن يضع كل همه بالعمل حتى يجد مخرجا لتلك الورطة فهو يشعر بالغضب من نفسه كلما رأها قريبه منه ويشعر  بالأختناق كلما جمعهم مكان واحد

توقف بعد مرور وقت كبير حين شعر بالانهاك الشديد 

فجلس ليستريح قليلاً ويلتقط آنفاسه 

وما كاد يجلس حتى جاءته رسالتين من فريدة واحدة بها 

صورة للجهاز التى طلبته منه والأخرى تخبره إنها ستنتظره بالمحل ليفطروا سويا

فرح سياف برساله فريدة ودق قلبه بشده حين جاءته رسالتها وأخذ يحدق فى رسالتها

كالمسحور الذى القى عليه تعويذه سحرية فهي الوحيدة القادرة على تحسين مزاجه وإخراجه من أقسى حالات 

الحزن إلى قمة السعادة

نهض متوجها إلى داخل الورشه لغرفه تبديل الملابس أغتسل وبدل ملابسه وألقى نظرة أخيرة على نفسه بالمرأه 

وصفف شعره بالفرشاة ثم خرج متوجها الى المحل قام بفتحه وجلس  بأنتظارها وهو كله شوق لرؤيتها كأنه تركها منذ عده أعوام وليس عده ساعات

جلس على المقعد بالمحل وهوينتظر قدومها على أحر من الجمر

مرت عده دقائق وحين شاهدها مقبله نحوه وهي تحمل سله الطعام

نهض سياف لملاقاتها وقلبه يرقص فرحا بين ضلوعه فرحا بلقائها

ولكن قبل أن تصل اليه فريدة شاهدةسعاد إبنه خالته مقبله نحوه حين شاهدته أقبلت عليه وهيا تتأمله بهيام شديد قائله :

- صباحك فل يا سيد الناس تصدق وحشتنى من إمبارح النهاردة 

رمقها سياف بتأفف شديد قائلا:

- ما تشوفيش وحش يلا شوفى رايحه فين أنا مش فاضيلك

هتفت به قائله بغضب شديد:

- طبعا مش فاضليلى ما أنت فاضى للسنيورة بتاعتك

نظر إليها سياف نظرات حادة مليئة بالغضب :.


- بقولك إيه يا سعاد ملكيش دعوة بفريدة وإياكى تجبيى سيرتها وشيلها من دماغك احسنلك ويلا وسعى كده شوفى رايحة على فين ولو إنتى فاكرة إنك بقى ليك حق عليا تبقى 

غلطانة فأنا بحذرك لاخر مرة الزمى حدودك معايا 

تركته وغادرت وهي ترمق فريدة بحقد شديد وذهبت إلى خالتها لتخبرها بما حدث حتى تجدولها حلا 

أسرعت فريدة بخطواتها متوجهه إلى سياف

وما إن أصبحت على مقربة منه هتفت به قائله بصوت هادئ:

- صباح الخير يا سياف 

كاد أن يجيبها إلى ان شاهد فستاتها تبخرت كل سعادته بلحظه وحده هتف بها قائلا 

بصوت حرص أن يخرج عاديا :

-  إيه ده يا فريدة ممكن تطلعى تغيرى الفستان ده ؟!

تأملت فريدة الفستان تتفحصه بدقة شديدة ثم أجابته قائلة بتساؤل :

- ماله الفستان يا سياف ما هو دة العادى بتاعى إيه اللى مش عجبك فيه

زفر عدة مرات حتى لا يحدثها بغصب وحاول قدر الإمكان أن يحدثها بنبره هادئه ويتحكم فى غضبه:

عريان من الكتاف وضيق شويه مقسم على جسمك يا فريدة أنا بخاف عليكى مش عايز حد يبصلك بصه كده ولا كده ساعتها أنا ممكن اقتله.

خشيت من غضبه الذى تراه لاول مرة بحياتها على الرغم من إنه يجاهد ألا يبينه فاضطرت أن تستجيب لرغبته 

وغادرت وهي غاضبة من تسلطه 

بدلت فستانها بآخر بأكمام ووضعت وشاح على رأسها حتى لا يتحدث معها مرة أخرى ثم حملت الطعام وذهبت إليه 


وما إن رآها بعد أن بدلت ملابسه تبخر كل الغضب الذى كان يشعر به منذ قليل وأبتسم لها أبتسامة ساحرة 

تقدمت إلى داخل المحل ولم تتحدث إليه وضعت الطعام على الطاولة وصمتت ولم تحدثه ثم شرعت بوضع الطعام على الطاولة أخرجت الخبز ووضعته

شاكسها سياف حين لاحظ حزنها قائلا بحب:

-مالك يا فريدة ؟ أنتى زعلانه علشان كلمتك على اللبس بس صدقينى أنا عملت كده علشان إنتى تهمينى وخايف عليكى 

ويلا بقى علشان أنا مفطرتش وجعان هاموت من الجوع

وضعت أمامه الطعام وبدأت تتناول بصمت 

أراد أن بشاكسها لتتحدث فحدثها بمشاكسه قائلا:

- طيب مش هاتقوليلى إيه الأكل ده ؟ وكمان ها تاكلى وتسبينى كده يرضيكى أفضل جعان  يا بسكوتة بالفراولة أنت 

أبتسمت رغماً عنها

صاح بسعادة شديدة وهو يرى ابتسامتها قائلاً 

- الله بقى إيه الشمس اللى طلعت نورت حياتى دى

طيب ممكن بقى تدوقينى الأكل الجامد ده

غمست قطعه خبز بالبيض المقلى وضعتها بفمه وأعطته قطعه خيار واخذوا يأكلوا سويآ بسعادة شديدة إلى أن انتهوا وضعت الشاى بالاكواب واعطت كوب لسياف  وأخذت الأخر 

................

بمنزل والدة سياف جلست سعاد مع خالتها وقصت عليها ما حدث حين شاهدت سياف وهي اتيه إليها 

قائله بحزن:

- تصورى يا خالتى أقوله صباح الخير يا سيد الناس راح صاددنى وكلمنى بطريقه وحشه قوى وبعدين بقى ياخالتى كده كثير لازم تشوفيلى حل للموضوع ده       ده كمان مطقش إنى أتكلم على الهانم بتاعته وبهدلنى

خالتها بغضب شديد :

-سيبيلى الموضوع ده وأنا هاعرف أزاى ازيحها من طريقه 

هاتشوفى هاعمل إيه علشان يكمل معاكى ويبعد عنها؟بس تسمعى كلامى وأنا هاخليكى تكسبيه للأبد 

سعاد بحزن شديد :

- إيدى على كتفك يا خالتى إنتى عارفه إن عمرى

 ماعارضتك خلاص أنتى اسمعينى كويس أنا بالليل هاخد زينب ونروح مع عريسها نختار  الستاير ونتفرج على العفش وهاخد خالد معايا أهم حاجه إنك تعملى وقتها زى ما هاقولك وتبقى تورينى الهانم هايكمل معاها أزاى 

أستمعت زينب لحديثهم فأرتعبت بشدة من مدى تفكير 

والدتها وضعت وشاحها على رأسها وأنتظرت إلى أن غادرت سعاد ودلفت إلى والدتها وحدثتها قائله بجمود:

أمى العيش خلص هانزل أجيب ولو انتي عايزة حاجة تانى من تحت هاجببهالك معايا

أشارت لها والدتها قائله بغضب:

- مش عايزه منك حاجة يلا غورى روحى هاتى وتعالى بسرعة 

متتأخريش

أسرعت زينب إلى الورشه لتسأل عن سياف فاخبروها أنه ذهب لمحل فريدة أسرعت إليه لتخبره بما أستمعت إليه 

وحين شاهدته أسرعت إليه قائله بلهفة شديدة:

- سياف أنا عايزه أقولك على موضوع مهم قوى

أخذها سياف ووقف خارج المحل وحدثها قائلا بجدية:

- قولى يا زينب فيه إيه قلقتينى 

قصت عليه زينب ما قد أستمعت إليه من الأمس وحتى اليوم وأخبرته قائله بحزن شديد:

- حاول بأى طريقه مترجعش البيت النهاردة علشان مدبرينلك فخ وعايزين يوقعوك فيه أوعى ترجع يا سياف أرجوك أوعى تقع فى الفخ اللى نصبوه وخلى بالك من فريدة اللى أكيد برضوا مش هاتسلم من شرهم 

سياف بحزن شديد وهو يضم قبضته بقوة شديدة:

- تمام روحى أنتى يا زينب روحى البيت وأنا هاتصرف في الموضوع ده

عاد إلى الجلوس برفقة فريدة وهو شارد فحدثها قائلا بجمود :

-هاوديك تباتى النهاردة عند أم أحمد علشان أنا هبات فى الشقه النهاردة 

تعجبت فريدة من الجمود الذى كسى وجهه وحديثه الذى اكتسى حزنا :

- مالك يا سياف إيه اللى مضايقك كده ؟

سياف بحزن شديد :

-ها أحكيلك بعدين يا فريدة يلا اطلعى أنتى فوق وبالليل هاخدك أوصلك وأرجع تانى


لم تستجيب فريدة لحديثه وجلست بمكانها ونظرت إليه بعشق شديد قائله :

- مالك يا سياف لازم تقولى مين اللى مزعلك قوى كده 

لو أنا فعلا غاليه عندك قولى يا سيفو لكن لو مش غاليه يبقى دى حاجه تانيه بقى واطلع على فوق وبلاها  محايله عليك ما كادت تتركه 

حدثها وهو يضع وجهه بين يديه قائلا بحزن :

- فريدة أستنى هاحكيلك كل حاجه متمشيش وانتى زعلانه 

عادت وجلست على المقعد المقابل قائله بحب كبير

- مالك يا سياف اول مرة أشوفك متضايق كدة احكيلى جايز أقدر أساعدك يا غالى ولا اقولك ياسيد الناس زى ما زينب كانت بتقولك وأنت حقيقى سيدهم يا سياف 

أمسك يدها ورفعها لفمه وقبلها قائلا بحزن شديد:

- أنا مكنتش أتخيل ابدا يا فريدة أن امى تدبرلى خطط أنا مصدوم يا فريدة مش عارف أعمل إيه وأتصرف أزاى أنا كان عندى استعداد أرمى نفسى فى النار علشان خاطرها 

تعرفى يا فريدة أنى ابتديت أشك أنى مش أبنها 

حدثته فريدة قائله بحزن شديد وهي تشعر بالالم من أجله:

- مش معقول يا سياف ممكن بس هي من وجه نظرها أنى جيت خدتك منها لكن كونها مش أمك دى مش معقول أبدا مش قادره اصدقها  دى بتحبك بس هو حب غريب شويه كونها عايزاك ليها لوحدها 

سياف وهو يشعر بثقل شديد يطبق على صدره :


-ده احساسى يا فريدة أنا بس بقولك على اللى حاسس بيه

وعمايلها اللى كل يوم بتزود الاحساس ده عندى أنا تعبت واحترت أزاى ها أقدر أقف قدام أمى واقولها أنتى بتخدعيني ليه؟

-ربتت فريدة على كتفه قائله بحب كبير 

ربنا معاك ويقويك بس أنا عايزاك قبل ما تعمل أى حاجة أو تاخد أى قرار تفكر كويس قوى دى مهما كان أمك مش عايزاك تقسى عليها وفكر بعقلك قبل قلبك وارجوك ماتتهورش على بنت خالتك كفاية إنك تطلقها وتبعد عنها 

رمقها سياف بنظرات مليئة بالحزن :

- ربنا يخليكي ليا أنا مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه أنتى ونعم الست الأصيلة اللى دايما واقفة جنبى وبتشجعنى وتقوينى ربنا ما يحرمنى من وقفتك معايا ودعمك ليا أبدا 

فريدة وهي ترمقه بفخر شديد :

- أنت اللى سند و ضهر وقوة أتقويت بيها على الدنيا بحالها 

يا سياف ده أنا من غيرك كنت ضايعة تايهة خايفةو ضعيفة أنت كنت ليا قوتى كنت شمس نورت دنيتى خلت ليها معنى وهدف أعيش علشانه أكملت قائله بحزن يغمر قلبها:

- أنت اللى خليتى أرجع أثق فى نفسى تانى ورجعت الروح ليا من تانى 

سياف رامقا إياها بعشق كبير :

- الحقيقة ياريده إنك إنتى اللى خلصتينى من عقده كانت ملازمانى من سنين خلتنى قفلت قلبى وقررت أنى لا يمكن أحب أو أسمح للحب أنه يدخل حياتى من تانى لكن أنتى اللى بجد فعلا شمس جت و نورت الضلمة اللى كنت حابس نفسى فيها و محاوط قلبى بيها أنا أخيرا طلعت للنور.


تعليقات