القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل السابع والعشرون


 الفصل السابع والعشرون

------------------------

بعد أن أنهت فريدة حديثها مع سياف وطلبت منه أن يفكر جيداً ويتروى فى أخذ قراره غادرت وتركته يفكر بحل لتلك المعضلة التى وقع بها وقرر أن يرجئ الأمر لحين يفكر جيداً بهدوء حتى يستطيع أن يفكر برويه بعيداً عن أى شئ قد يؤثر عليه عاد إلى الورشة وجلس بداخلها يفكر بهدوء


أما سعاد التى تركت منزل خالتها وسارت عائدة إلى منزلهم 

وهي بالطريق أعترض طريقها ذلك الشاب المدعو محسن 

ليقف أمامها مغازلا إياها بجرأة شديدة قائلاً:

- الجميل رايح فين كده وسايبنى على نار كده 

صاحت به سعاد قائلة بتأفف سيبنى أنا مش فايقالك يا أسمك إيه أنت وحل عنى بقى

محسن مدعيا الحزن :

- معقول لحقتى تنسى أسمى يا قمر لا أنا كده أزعل عموما أنا أسمى محسن وأنا قررت أنى لازم أكلمك النهاردة بأى طريقة أنتى كل مرة تسبينى وتجرى المرة دى مش هاسيبك

ولازم تسمعينى يا ست البنات 

كادت أن تركض من أمامه هاربة إلا إنه أوقفها وأصر على أن يحدثها قائلا بجديه :

- أنا عايز أتكلم معاكى يا ست سعاد أدينى بس فرصه وهاخليكى تغيرى رأيك واغدى هدية بسيطة منى ليكى علشان تتأكدى أن فعلاً مهتم بيكى وأنك غالية عندى أوى 

قام بفتح الصندوق الصغير وأخرج منه إسورة من الذهب الخالص وقام بوضعها بيدها مما جعلها تتأملها بأنبهار شديد غير مصدقة لروعتهاوجمالها

هتفت به قائلة وهي لاتزال منبهرة بالاسورة:

- بس دى شكلها غالى. قوى وأنا مقدرش اقبلها

قاطعها قائلاً بنبرة حاول إضفاء عليها اللين :

- دى هدية يا ست البنات والهدية لاترد وبعدين أنا بس عايز أتكلم معاكى كلمتين وإذا معجبكيش الكلام تقدرى تمشى 

وقت ما تحبى

صمتت قليلا تفكر بماذا ستفعل هل توافق أم ترفض؟

بعد وقت ليس بقليل وافقت وسارت برفقته قائلة :


- طيب أنا موافقة بس ها نقعد فين مش عايزة حد يشوفنى

......................

الورشة حيث جلس سياف يفكر بماذا سيفعل وكيف سيقوم بالخروج من تلك الأزمة وبينما كان يجلس شاردآ ناداه أحد صبيانه قائلا :-

يا اسطى فيه ست هانم برا عايزاك راكبة عربية بيضاء

نهض سياف ليرى من تلك السيدة التى تريده وما الذى جاء بها إليه الأن

أسرع إلى حيث أشار له صبيه وأقترب من السيارة ليرى من تلك التى بداخلها

ما إن شاهدها وقف مصدوما ينظر إليها بغير تصديق قائلا بغضب شديد:

- أنتى إيه اللى جابك تانى  أظن  كل اللى بينا انتهى من زمان

 فتحت له باب السيارة قائلة بحزن شديد:

- أركب يا سياف علشان مش ها ينفع نتكلم هنا 

فيه كلام مهم قوى عايزه اقولهولك أرجوك تيجى معايا وبعد كده أعمل اللى أنت عايزه

كاد سياف أن يعترض لكنها فتحت باب السيارة وجذبته إلى الداخل 

٬وبينما كانت فريدة تقف بالشرفة شاهدت سياف وهو يستقل 

سيارة تلك السيدة فاغتاظت بشدة واندلعت بقلبها نيران الغيرة وأخذت تتسائل قائلة بغضب شديد:

- ياترى مين دى يا سياف اللى سبت كل حاجةةوروحت معاها دى بس أما ترجع ليا معاك كلام تانى


وما إن وصلت فاتن  أمام أحد المطاعم صفت سيارتها بالمكان المخصص لها ثم ترجلت من السيارة وتبعها سياف قائلاً بنفاذ صبر عايزة إيه يا فاتن وجيبانى هنا ليه؟!

أمسكت يده رغم تذمره وتوجهت إلى داخل المطعم ثم جلست على أول طاوله قابلتهم وطلبت لها عصيرليمون وله برتقال 

وما إن غادر النادل لجلب المشروب 

تحدثت إليه قائلة وهي تشعر بحزن شديد:

- أنا عارفة إنك مش طايق تشوفنى أو تتكلم معايا بس أنا كان لازم أشوفك علشان أعرفك إن اللى حصل زمان كان مش بأيدى أنا لو عليا مكنتش أتخلى عنك مهما حصل

سياف بنفاذ صبر :

- لو سمحتى أنجزى وأدخلى فى الموضوع على طول يا فاتن أنا بجد مخنوق ومش ناقص وجع دماغ فلو سمحتى انجزى بسرعه

اخفضت عينيها وهي تشعر بحزن شديد وبقهر كبير قائلة :

- إسمعنى بس يا سياف أنا عمرى ما اتخليت عنك ويوم ما بعدت عنك كان غصب عنى أمك هيا اللى قالتلى يومها 

إن قلبها ضعيف وأنك أبنها اللى متقدرش تستغنى عنه

ورتنى تحاليل وأشعه تأكد كلامها

أنا محبتش وقتها أكون السبب فى أنى أفرق بينك وبين أمك 

سياف بلا مبالاة وهو يرمقها بجمود شديد:

- جاية دلوقتى ليه تقوليلى الكلام ده ؟! اظن إحنا انتهينا من زمان وقفلناه من زمان 

فاتن بحزن وخجل من ما فعلته به بالماضى

- عارفة ياسياف إنى مليش حق أجى وأكلمك دلوقتى 

بس كان لازم أوضح لك إيه السبب وأنا كمان لما جوزى مات رجعت مصر وصممت إنى لازم أدور ورا الموضوع وأعرف ليه عملت كدة  وكل اللى قولتلك عليه ده مجرد جزء وأنا ببحث ورا الموضوع  وقريب قوى ها أقولك على اللى وصلتله

نهض سياف وتركها بعد أن حدثها بغضب شديد قائلا:

- ممكن ما تجيش تانى مش عايز لا أشوفك ولا أسمع منك حاجة تانى كفاية الكسرة اللى كسرتيهالى زمان 

أرجوكى أبعدى عن حياتى اللى مبقاش فيها مكان ليكى تانى.

انهى حديثه٬ وتركها وغادر عائداً إلى الحارة بعد أشار لتاكسى 

......................

بمنزل والد فريدة جلس على مكتبه ليراجع بعض أوراق العمل أشعلت زوجته سيجارة وتوجهت إلى حيث يجلس زوجها حدثته قائلة بتساؤل :

- بقولك إيه يا سيوفى عملت إيه مع فريدة كلمتها إنى مستعدة أشاركها لحد ما تاخد ورثها ونمضى عقد شراكة 

رمقها السيوفى بجمود قائلا:

- أيوة  طبعا اتكلمت معاها وأقنتعها كمان وفهمتها إنك موافقة وندمانه من قلبك وإن شاء الله بكرة ها نروح لهم ونمضى العقود وتديها الفلوس

أخذت نفساً من سيجارتها وأطلقته بالهواء

وتحدثت إليه قائلة :

- طيب وفهمت المحامى يجهز العقد ولا ايه ؟

السيوفى وهو ينظر بالأوراق أمامه ويحاول أن يكبت ضحكة شامتة حتى لا تكتشف زوجته الأمر قائلاً:

- أيوة يا حبيبتي كلمته وها يكونوا جاهزين فى الوقت المحدد

هتفت به بسعادة شديدة :

- تمام التمام أيوه كده هو ده الشغل ياسيوفى              ................

أخذ شريف سعاد وسار برفقتها ليأخذها إلى منزله 

بينما هيا كانت قلقة وتود الهرب منه بأى طريقة 

لاحظ شريف قلقها فطمأنها قائلا بود:

- متخافيش أنتى غالية عندى ياست البنات إحنا بس ها نتكلم كلمتين بس وها تمشى طوالى ودة المكان الوحيد اللى أقدر أتكلم معاكى فيه من غير ما نخاف إن حد يشوفنا

أقتنعت بحديثه إلى حد ما واطمئنت قليلاً فتبعته إلى داخل المنزل 

دعاها إلى الجلوس وذهب ليعد لها المشروب حتى تنجح خطته ويخلص سياف منها ومن شرها و لحسن حظه أنه استمع بالصدفة لحديث زينب مع سياف وهي تحذره من سعاد ووالدته لذلك قرر أن يخلصها منه نهائيا

وضع قرص الدواء بالعصير وأخذ الكوبين وذهب إليها قدم اليها واحد ثم أخذ الآخر وبدأ يحتسيه وحثها على أن تحتسيه 

وما أن أطمئن إنها احتسته كاملاً أخذ يدها وادخلها الى الغرفه حين تأكد إنها فقدت الوعى نهائياً 

بدأ بتنفيذ خطته وما إن انتهى أستلقى إلى جوارها

وبعد مرور بعض الوقت انتهى أثر المخدر 

نهضت سعاد تنظر حولها تحاول أن تتبين أين هي وتحاول جاهدة أن تتذكر ما حدث 

وما إن تبينت مظهرها ورأت الدماء التى تطلخ الفراش صرخت بالنائم إلى جوارها قائلة وهي تصرخ بهستريا:

- أنت عملت فيا إيه ؟ حرام عليك أنا مكتوب كتابى أقول لخطيبى إيه دلوقت أعمل إيه مع أهلى 

نهض شريف ونظر إليها بأشمزاز قائلا :

- أنا ما أجبرتكيش تيجى معايا هنا ولا أجبرتك على إنك تقربى منى يلا مع السلامة من هنا مش عاوز أشوف وشك تانى 

أمسكت بملابسه وأخذت تصرخ به قائلة :

- عملت فيا  كده ليه حرام عليك ؟

الحرام ده أنتى اللى تعرفيه ويلا بقولك غورى مش عايز أشوف وشك

ركضت إلى الخارج وهي تصرخ وتبكى على ما حدث لها وايقنت أن ما حدث لها هو ذنب سياف الذى خططت مع خالتها حتى تستطيع أن توقع به 

وأول شئ فعلته هو أن ركضت لحيث توجد شقة فريدة وطرقت الباب عليها عدة مرات إلى أن فتحت لها

وما إن شاهدت فريدة حالتها المزرية أدخلتها سريعاً 

وأغلقت الباب وحدثتها قائلة بتساؤل :

- مالك يا سعاد مين اللي عمل فيكى كده إيه اللى مبهدلك بالشكل ده

بكت سعاد بهستريا شديدة وأخذت تقص على فريدة كل ما حدث وحين أنتهت أخذت تتنتحب بغزارة قائلة :

- ده ذنبك انتى وسياف اللى حصلى ده بسبب

انى دخلت بينك وبينه كنت عارفه أنه مش بيحبنى ومع ذلك 

أنا سمعت كلام خالتى أنا اللى ضيعت نفسى وضيعت شرف الراجل اللى أنا شايلة إسمه أنا مستهلوش أنا لازم أموت نفسى بدل ما أجيب له الفضيحة 

احتضنتها فريدة قائلة بحزن شديد:

- هدى حالك يا سعاد أنا ها أكلم سياف وافهمه الموضوع بالراحة بس المهم تكونى عارفة اسم الشاب ده ومكانه  وأنا متأكده سياف ها يجيبه من تحت الأرض 

أنكمشت سعاد من الخوف من سياف ومن رد فعله حين يعلم ما حدث منها ؟

هاتفت فريدة سياف قائلة بلهفة شديدة:

- تعالى يا سياف أنا عايزاك ضرورى جدا  وما تتأخرش

أجابها سياف قائلاً بجمود:

- حاضر يا فريدة دقايق وجايلك خير يارب

أغلق معها الهاتف والتقط عبائته ووضعها على كتفه ثم 

أسرع متوجهاً إليها 

حين شاهدت فريدة مدى إنهيار سعاد احتضنتها بود كبير وأخذت تربت على كتفها لتحاول تهدأتها 

تشبثت بها سعاد وأخذت تنتحب وجسدها يرتجف من شدة خوفها من سياف

صعد سياف الدرجات المؤدية إلى الشقة بخطى سريعة 

وحين وصل طرق الباب 

أدخلت فريدة سعاد إلى الغرفة وأغلقت عليها. ثم توجهت لتفتح له الباب

تقدم سياف إلى الداخل بعد أن فتحت له الباب 

جلس وحدثها قائلاً :

- خير يا فريدة فيه حاجة حصلت خلتك تكلمينى أجى بسرعة كده؟!

فريدة بتردد :

- الأول قبل ما أتكلم أوعدنى إنك تتصرف بهدوء وبلاش تفقد أعصابك أرجوك لو أنت فعلا بتحبنى يبقى لازم تحكم عقلك وتتصرف بهدوء من غير تهور

قلق سياف من حديث فريدة فحدثها قائلاً بتساؤل وقد انقبض قلبه فجاءه من حديثها :

- فريدة أتكلم بسرعة انتى كده قلقتينى وأنتى عارفه إنى  مخنوق لوحدى وفيا اللى مكفينى اليوم ده من أوله صعب مش عارف لسه فيه إيه تانى مصايب ما حصلتليش

تحدثت فريدة قائلة وهي تحاول أن تمتص غضبه :

- الحقيقة يا سياف أن فيه شاب استغل سعاد بنت خالتك وعمل معاها علاقة وبعدين طردها   وهي لجأت ليا ودلوقتى هى منهارة جدا وحالتها صعبه جدا

هدر سياف بها بغضب شديد ونظرات تشتعل من الغضب :

- أنتى بتقولى إيه ؟

أمسكت يده لتمنعه من الانفعال قائلة بحب كبير :

- أهدى يا سياف نفكر بالعقل الله يهديك بلاش تهور 

أبعد يديها عنه قائلا بحدة شديدة:

- أسكتى أنتى يا فريدة دى غلطت ولازم تتعاقب ده شرفى يا فريدة مش لعبة حتى لو أنا مكنتش بحبها بس هي شايلة أسمى يافريدة يعنى أى حاجة بتعملها بتبقى فى وشى أنا تعبت يا فريد حقيقى و شيلت كثير فوق طاقتى مبقتش عارف الاقيها منين ولا منين 

ربتت على كتفه بود حتى تهدأه قليلاً وتجعله يهدأ فهو مر بضغوطات شديدة 

نهض سياف وهدر بها بغضب شديد أفزعها بشدة :


هي فين؟ ناديها حالا ولا أنا ها أدخل اجيبها من شعرها 

صدمت فريدة بشدة من حديث سياف حاولت أن تمنعه من أن يذهب إلى سعاد لانها تعلم أن الغضب يسيطر عليه وهي تخشى إن ذهب إليها الآن لن يتردد عن قتلها 

أمسكته قائلة بحب كبير وهي تحاول أن تسيطر على غضبه :

- سياف من فضلك خلينا نفكر بالعقل أرجوك أنت مش ها تستفيد حاجه لو ضربتها أهدى شويه وبلاش العصبية بتاعتك دى علشان أعصابك    أنت استحملت ضغط كثير على أعصابك وده غلط عليك أنا خايفه عليك ياسياف أنا مليش غيرك

لم يستمع لحديثها وتوجه إلى كل الغرف وقد أعماه الغضب وأخذ يبحث عن سعاد بكل الغرف وحين وجدها

تقدم إلى داخل الغرفه  وهو يرمقها بنظرات تنذر بالغضب الشديد 

مما جعلها ترتعد من الخوف من أثر نظراته وهيئته التى أثارت الرعب بقلبها وجعلت ترتجف بشدة وهرب الدم من وجنتيها حتى شعرت إنها تكاد تفقد وعيها 

قبض على يدها بقوة ألمتها 

وجذبها إلى الخارج ثم ألقى بها بالأرض وجلس على المقعد وصاح بها بعضب شديد:

- أتكلمى يلا قوليلى مين الندل اللى عمل فيكى كده اوصفيلى شكله وقولى إسمه إيه وساكن فين أنطقى يا زبالة ياللى وطيتى راسى وحطتيها فى الطين 

شعر بألم فى صدره من شدة انفعاله 

خشيت عليه فريدة فأسرعت إليه لتقوم بأسناده وأجلسته على المقعد ثم هتفت به بحدة شديدة قائلة :

- شوفت كتر ضغطك على أعصابك  وانفعالك الزايد عمل فيك إيه أهدى يا سياف الأمور ها تتحل بهدوء أنا كنت عارفه إنك مش ها تستحمل كم الضغوطات دى كلها فى يوم واحد كثير عليك قوى 

أشار لها سياف محاولٱ طمأنتها :

- متخافيش عليا أنا كويس يا فريده متقلقيش قوى كده 

ده نغزة بسيطة وها تروح بس سبينى أعرفها غلطها بلاش تمنعينى يا فريده ده شرفى اللى اتمرمغ فى الطين. أنا مش ها أقدر أرفع عينى فى عين أى حدفى الحارة بعدكده 

راحت هيبتى وسط الناس أنا انتهيت يافريده

ركضت سعاد ناحيته وقبلت يده قائله بحزن شديد وهي تحاول أن تبرر له :

- ماعاش ولا كان اللى يخليك توطى راسك يا سياف أنا ها أقولك على أوصافه واسمه وأنا واثقه إنك ها تعرف تجيبه من تحت الأرض وابعت هات المأذون وطلقنى يا سياف 

أنا ميصحش أفضل على ذمتك دقيقة واحدة بعد كده أنا مش عايزك تزعل منى أنا ربنا عاقبنى على طمعى فى حاجة مش من حقى

بدأ صوت تنفس سياف يرتفع وأصبح غير قادر على الحديث و ما إن شاهدت فريده حالته صاحت بهلع وخوف شديد قائله سياف مالك؟

تعليقات