القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت إستراحة أديل للكاتبة إيمان صالح مدونة زمرد


إستراحة أديل للكاتبة إيمان صالح

سكريبت إستراحة أديل للكاتبة إيمان صالح


إستراحة أديل للكاتبة إيمان صالح مدونة زمرد 

إستراحة أديل للكاتبة إيمان صالح مدونة زمرد 

إستراحة أديل للكاتبة إيمان صالح مدونة زمرد 






 #استراحة_اديل

#ايمان_صالح


 بيقولوا المكان بيبان من عنوانه، كل مكان لازم تحس فيه بالراحة النفسية قبل ماتدخله.. وانا عمري مارحت اماكن ماعرفهاش في حياتي وعمري مادخلت اماكن ماستريحتلهاش زي المكان دة .. 

إسمي محمود داش.. مهندس معماري تخصص هندسة مواقع، بشتغل في شركة كبيرة بتصمم مواقع ضخمة زي المولات ومدن الملاهي المائية زي الأكوا بارك  والحجات دي.. طبيعة شغلنا بتفرض علينا اننا لما نمسك موقع ندرس طبيعته من كل حاجة، عيوب ومميزات، واللي حصلنا أنا وزميلي وصاحب عمري "أمير" ان الشركة بعتتنا لموقع من المواقع دي عشان ندرس طبيعته ونبدأ شغل فيه ، لكن الموقع طلع بعيد جدا عن العمران ووقتها اضطرينا ندور على مكان نبات فيه، واللي حصل وقتها.. لكان عالبال ولا كان عالخاطر...


يومها روحنا لحد الموقع اللي الشركة حددته بعربيتي انا وأمير،ووقت ماوصلنا للمكان وركنت عربيتي على جنب، وقفنا نبص عالطريق بس المكان مافيهوش اي معالم بشرية خالص، ضلام في ضلام من حوالينا وأرض صحراوية وحتى الكباين اللي المفروض تبقى موجودة في الموقع مش باينة من الضلام الحالك اللي حوالينا... وقتها بصيت لأمير صاحبي واتكلمنا... 

محمود: يظهر ياض ياأمير المكان هِو ومقطوع ومافيهوش حد.. 

أمير: آه ياخويا.. شكلنا كدة لبسنا في بياتة في العربية وهندخل العربية لجوة شوية وننام للصبح وخلاص.. 

محمود: إنت عبيط يلا ياامير؟! أنا معرفش أبات في العربية أنا، وبعدين أنا مقتول تعب ونفسي بس أتلايم على سرير وهنام مش هحس غير الصبح.. 

أمير حط إديه في وسطة وعلى كتفه شنط الشغل وكل اللي هنحتاجه جوة وقال.. 

أمير: وبعدين يامفكر، ياحلال العقد حلهالنا.

محمود: تعالى ياخويا، تعالى نمشي لحد جوة قريب من الموقع يمكن نلاقي كابينة ننام فيها ولا اي حتة تلمنا..

خدته ومشينا في الصحرا شوية جوة على أمل إننا نلاقي مكان نبات فيه، وفضلنا ماشيين نتلفت وكنا حاسين بقبضة وخوف كدة لحد مالمحنا من بعيد نور ضعيف جدا بين انه فيه على بعد مننا مبنى، بسرعة زغدت امير في كتفه وقلتله.. 

محمود: بص يابني باين فيه هناك مكان اهو هنبات فيه ولا ايه؟ 

بص كدة ناحية مالفتت انتباهه.. 

أمير: فين دة؟ ده شكله مبنى مهجور يابني ولا إيه؟!

محمود: مهجور فين ياامير؟ ماهو منور أهو، تعالى تعالى يلا أنا هموت وأناااام.. 

مشينا لحد ما وصلنا المبنى وعالباب.. لقينا الباب مقفول، فضلنا نحاول نفتح الباب بس ماإتفتحش بعد محاولات كتير.. بعد مازهقت اني أفتح لسة برفع إيدي وهخبط، الباب اتفتح بكل سهولة وكأنه مكنش مقفول اصلا، أول مادخلنا دخلنا على ركن الإستقبال اللي بصينا فيه لقينا فرد الإستقبال واقف مكشر وكإن حد ضاربة على دماغه، وفي الوش الناحية التانية الكراسي كلها مليانة ناس، بصيت للعامل وقلتله.. 

محمود: سلام عليكم ياريس، معلش عاوزين أوضة فاضية لفردين.. 

لسة ماكملتش الجملة وقاطعني بشخط.. 

العامل: للأسف.. كل الأوض محجوزة ومفيش أوض زيادة فاضية.. 

محمود: ياسيدي معلش شوفلنا كدة اي مكان ننام فيه إحنا أغراب عن المكان وشغلنا جنبكوا هنا فء

قاطعني تاني.. 

العامل: ماقولتلك كل الاوض كومبليت، روح بات في الصحرا ياسيدي بكفاية الاعداد اللي عندنا دة كأن العربيات مش لاقية مكان تعطل فيه غير هنا . 

غضبت وزعقت فيه.. 

محمود: مالك ياعم انت هو إحنا بنشحت؟ بتكلمنا كدة ليه! 

العامل: ماخلاص بقى.. 

قاطع كلامه حد لابس بدلة وشكله باين عليه الوجاهة والشياكة،كان على مايبدو صاحب الفندق لما سمع صوته نده عليه وقاله بصوت حاد.. 

مدير الفندق:فيه ايه ياصبري؟ ايه سبب المشكله المرادي كمان؟ انت يظهر مش هتجيبها لبر ولازم نمشيك.. 

صبري: يارأفت باشا انا ماعملتش حاجة انا بقولهم مافيش مكان.. هنجيب أماكن منين بس؟ 

رأفت: اتصرف وطلعهم فوق في الدور التاني، مفيهاش حاجة لما يقضوا وقتهم فيها ولما تخلص الأيام نطلع نرجعه زي ماكان.. 

 وبسرعة رد عليه واحد كان باين عليه شكله قتال قتله قاعد جنبه مدام صغيرة في سن ال٢٥سنه لابسه فستان باين عليه موديل السبعينات وعاملة تسريحة من نفس الوقت، لما لمحتها بصيتلها واستغربت بس كلام الراجل اللي قاعد جنبها شتت انتباهي بعيد عنها لما قعد يصرخ 

الراجل: يعني انتو بتتعاملوا مع ناس ناس؟ بتعاملوا الناس الوجاهه اللي منظرهم حلو بأسلوب والناس الغلابة اللي شبهنا بأسلوب؟ 

رديت عليه وقتها وانا متغاظ.. 

محمود: يعني ايه يعني هو يعرفنا منين  يعني؟ ماتحسن ملافظك ياعم انت! 

وهنا اتدخل العامل صبري وشبط معاه.. 

صبري: فيه ايه ياأخ؟ احنا هنعيده تاني؟ تاني؟  

رأفت: خلاص ياصبري خلاص ياأستاذ، احنا هنفضي للجميع أوض وان شاء الله ربنا مايجيبش مشاكل ياجماعة،أنا هوصلك لأوضتك بنفسي انت والمدام ياأستاذ،انت عارف انت كدة كدة زبوننا... 

الراجل: ربنا يجبر بخاطرك سيادتك، ربنا يكرمك،لازم تطلعنا بنفسك طبعا منا عارف ذوقك وأخلاقك .. 

رأفت: ياااسيد؟ ياابني ياسيد؟ 

سيد: جيت يارأفت باشا تحت أمر معاليك.. 

رأفت: طلع الاستاذ وزميله وبعدها تعالى طلع شنط الباشا والمدام ورانا.. 

سيد: علم وينفذ ياباشا.. 

خدنا سيد اللي هو شيال الشنط ومعاه مفتاح الأوضة اللي هنبات فيها وطلع بينا على فوق، فوق اللي كان يعتبر سفح الأوتيل أو الفندق،بعد ما عدينا السلم فيه طرقة طويلة قدامنا أشبه بسرداب وكأنها دهليز مثلا وعلى الصفوف الطرقة مليانة أبواب أوض،لكن الغريب إن الطرقة دي مكانش فيها نور وتحسها بتطل على القطب الجنوبي من كتر البرودة ، وقف بينا على باب أوضة من الاوض، ومرة واحدة أوضة من اللي جنبنا بابها إتفتح وكان صوت التزييق بتاعه عالي قوي وطلع منها حد عدى من جنبنا والباب واتقفل تاني وولا كأننا واقفين، لاسلام  ولا كلام،فتح الأوضة ودخلنا  على اوضة مثلثة السقف وواسعة قوي بس شبه الأوض اللي بتيجي في افلام الرعب كدة، الملايات صفرة ومهرية ومتقطعة.. الدهانات كأنها من زمن تاني.. حتى الباب بنظام الاوضة.. لأ الفندق كله شكله بالدخول ليه بالناس اللي فيه مش مريحين، المهم اننا ساعة ماشوفنا السراير وكأننا لقينا لقية، رمينا الشنط في الأرض أنا وأمير وطلعنا نجري عالسراير، لكن سيد الشيال قاطعنا.. 

سيد: يابيه، حمد الله عالسلامة يابيه.. 

أمير: الله يسلمك ياسيد، متشكرين قوي.. 

سيد: هو ينفع حاف كدة يابية؟ 

أمير: آه، لامؤاخذة، نسيت أغمسهالك ياعم سيد..

أمير مد إيده في جيب البنطلون وطلعله ورقة ب٥٠جنية 

أمير: خد ياعم يلا مش خسارة فيك.. 

خد منه الفلوس وفضل يقلب فيها ورا وقدام بذهول وبصله أمير وقاله.. 

أمير: فيه ايه؟ مش عاجبينك ولا أيه؟ 

بصله سيد بفرحه وملامحه كلها اندهاش.. 

سيد: لايابيه، دول كلهم ليا؟ 

محمود: اه ياسيدي كلهم ليك، المهم بس تسيبنا ننام ووقت الاكل ياريت بقى تبقى تصحينا هينفع؟ 

سيد: ينفع؟ دة ينفع ونص ياسي محمود بيه، ثواني وهجبلكم حبة تسالي تتسلوا، سلام.. 

أمير: محمود بيه؟ ايه دة هو عرف اسمك منين؟ 

محمود: انا عارف ياعم؟! المهم انه طلع بره، يلا نام شوية عشان نعرف نقوم الصبح قوم طفي النور وولع أباچورة من دول ونام.. 

أمير: دي مابتولعش يامحمود.. 

محمود: خلاص ياسيدي مش مهم، إفتح نور الكشاف ويلا ننام.. 

أمير: تمام خلاص.. 

فتح نور الكشاف ومرة واحدة الموبايل اللي كان مشحون خمسين في المية البطارية قعدت تصفر وضعفت ومن الصوت المزعج في قلب الأوضة قمنا قعدنا احنا الأتنين... 

محمود: فيه إيه يابني؟ احنا مش شاحنين التليفونات دي قبل مانطلع من بيوتنا؟ 

أمير: مانتا شايفني يامحمود وانا بشحنهم الأتنين عندي، أنت يعني ماكنتش موجود؟! 

محمود: طب أومال فيه إيه بقى إن شاء الله؟هو إيه شغل الجنان دة من أول ماجينا! 

مرة واحدة وبدون مقدمات السماء اللي كانت كحل قدامنا من ورا الستاير اللي مغطية الشبابيك والإزاز برقت ومع دخول ضوء البرق من الإزاز ألمح أنا وهو جسم واقف  جنب الكومودينوا اللي محطوط عليه الاباجورة والتليفون بتاعي، جسم وإيد بنت لابسة فستان أبيض كُسَر وإيد شاحبة وشكل ضوافرها مخيف ومرعب، وبعدين البرق اختفى من السماء وكأنه ماحصلش أصلا.. في اللحظة دي بلمت أنا وأمير وبصينا لبعض وشد الغطاء على نفسه.. 

أمير: نااام يامحمود، نام خلي الليلة تعدي.. 

قمت أتنقلت جنبه من القلق وفعلا شدينا على نفسنا الغطاء المحطوط ونمنا وإحنا متلجين وبنحاول مانزكزش في أي شئ.. بس بعد حوالي ساعتين أو تلاتة، قمنا على الكابوس.. صريخ.. صريخ هستيري جاي من كل ناحية مانعرفش إزاي، قمنا مفزوعين ومش فاهمين أي حاجة وطلعنا نجري على برة أنا وأمير عشان نفهم فيه إيه... لكن الغريب إن كانت فيه حالة هياج في الكل، الكل عمال بيجري هنا وهنا ويصرخوا واحنا مش فاهمين أي حاجة وحاولنا نوقف حد ونسأله واللي جت في ادينا واحدة ست مانعرفهاش.. 

محمود: لو سمحتي فيه إيه فهمينا؟ 

بصتلنا بكل خوف ورعشت إيدها وصوتت بعلو صوتها وسابتنا وطلعت تجري وسابتنا مش فاهمين أي شئ وخدنا بعضنا أنا وأمير ونزلنا نجري على تحت عشان نشوف منظر يشيب البدن، الراجل اللي كان عامل قلق او مادخلنا ماسك في إيده سكينه والست اللي كانت جنبه واقعة في الأرض مدبوحة وجنبها جثتين تلاتة بنفس الشكل وهو اللي قاتلهم برده، كل ماحد يجي يحاول يمسكه عشان يسلمه للشرطة يروح بحركة سريعة دابحه وموقعه في الأرض ولما الناس كلها اتجمعت وخلاص هتمسكه راح قاطع رقابته نصين وقع في الأرض ميت والناس كلها واقفة بتبص عليه والغريب ان ماحدش أتحرك وكأن المشهد ثابت قدامنا وكأنهم مثلا بيلعبوا لعبة تماثيل إسكندرية ومرة واحدة اندفعت ناحية التليفون عشان اتصل بالشرطة.. بس كإن فيه حاجة ربطتني في الأرض أنا وأمير واحنا مش فاهمين ايه دة وفجأة المكان إتبدل قدامنا والجثث اللي قدامنا اتحولت هياكل عظمية متعفنه .. 


ومرة واحدة حاجه زقتنا برة المكان، ماعرفش إزاي لقيتني أنا وأمير لسة بره عند العربية ونفس اللي حصل بيحصل بس بشكل مختلف شوية.. 

محمود: بص يابني فيه ضوء جاي من بعيد كدة، بايننا لقينا مكان نبات فيه لحد الصبح ولا إيه! 

أمير: اه باين أهو، تعالى ياسيدي كدة، بس دة باين عليه مهجور يامحمود.. 


محمود: مهجور فين يابني بس؟ ماهو منور أهو.. تعالى بس تعالى.. 

بعد مامشينا حبة في قلب الصحرا وصلنا عند الباب، الباب كان مفتوح ودخلنا المرادي لكن لقينا اللي واقفة في الإستقبال بنت شكلها أرستقراط من طبقة راقية جدا في منتهى الجمال وكأنها حورية من الجنة وإستقبلتنا بمنتهى الرقي.. بس أنا وأمير بصينا لبعض وقالي بهمس.. 

أمير: هو مش احنا دخلنا هنا قبل كدة ولا أنا بتخيل؟بس القمر دي ماكانتش موجودة.. 

محمود: بصراحه مش عارف، بس أنا حاسس اني دخلت هنا قبل كدة! بس غريبة دحنا يعني لسة داخلين من بره.. 

أمير: فعلا.. غريبة، خلاص قرب واتعامل يلا.. 


البنت: أهلا يابهوات، أؤمروا.. 

محمود: الأمر لله ياهانم، احنا بس عاوزين أوضة لفردين تكون كويسة.. 

البنت: قوي قوي يااستاذ، أستاذ إيه؟ 

محمود: أستاذ محمود ياهانم، وحضرتك؟!

البنت: آديل هانم، صاحبة الأوتيل، لو فيه أي حاجة ضايقتكوا قولولي.

أمير: أكيد ياهانم،  آاااا، هو مش كان فيه حد واقف مكان حضرتك هنا من شوية؟ 

آديل: من شوية؟ من شويه فين يافندم؟ إنت لسة أول مرة تدخل عليا حالا، عموما هو الأوتيل بتاعنا كدة أي حد بيدخله بيحسه مألوف بالنسباله، انتو هتتبسطوا معانا قوي.. ياصبري؟ 

صبري: ايوة، أيوة ياهانم جيت بسرعة أهو جيت أوام.. 

آديل: خد البهوات طلعهم لفوق في الاوضة المميزة عالتراس ومن فضلك لو إحتاجوا أي حاجة نفذها على طول.. 

صبري: أوكي ياهانم، يلا يابهوات.. 


 

 طلعنا للأوضة فوق وهي نفس الاوضة بتاعة المرة اللي فاتت، وقفت بصيت لأمير بإستغراب وفتح صبري الباب ودخلنا.. 


صبري: ياأستاذ، حمد الله عالسلامة ياأستاذ.. 

أمير: أتفضل ياسيدي سيبنا ننام بقى.. 

صبري: خمسين جنيه بحالهم؟ دنا هنزل هوا أجيبلكم عشا ولزوم الأوضة.. 

محمود: لأ احنا مش عاوزين حاجة خالص، إحنا بس عاوزين ننام ولو سمحت عاوزين أباچورات في الاوضة.. 

صبري: سلامة الشوف ياأستاذ، مافيه لمبة الجاز محطوطة عالكومودينوا قدام حضرتك أهي، ثواني أولعهالكوا لو مابتعرفوش تولعوها

أمير: آه ياريت يبقى كتر خيرك.. بقولك ايه هو نفهم من كدة ان مافيش هنا كهرباء صح؟ 

 صبري: كهرباء؟ "بصوت واطي قال"  إيه الناس الغريبة دي.. انتوا جايين من انهو زمن؟

 لأمؤاخذة يابهوات أصلنا هنا في منطقة نائية، نائية يعني بعيدة عن العمار، والكهربا هنا بتبقى ضعيفة بالليل معلش بقى احنا آسفين.. 

ولع اللمبة وأخد بعضه وطلع، وبعد ماتوجهنا للنوم، اللمبة كشفتلنا خيال حد في الاوضة ومرة واحدة بصينا لبعض أنا وأمير بس المرادي جسمنا اتخشب فعلا.. ومن سكات اترمينا في سرير واحد وغطينا وشنا وحاولنا ننام، بس صوت النفس التالت اللي كان في الاوضة خلى النوم اللي كان ماسكنا واحنا داخلين على باب الفندق وكأنه اتبخر، وبعد معافرة شوية مع النوم وتطنيش مننا... نمنا... نمنا عشان نقوم تاني في نفس الدقيقة الساعة ٢بالليل زي المرة اللي فاتت على صريخ بهستيريا والناس برة عمالة تصوت وكأن فيه برة مذبحة.. 

أمير: يادي الليلة الغبرة! يابني هو فيه إيه؟ 

محمود: مش عارف ياأمير والله، تعالى نطلع نشوف فيه إيه.. 

طلعنا نبص برة إيه اللي بيحصل عشان نكتشف إن فيه عصابة في قلب المكان عمالة بتخطف أي ست تقابلها وتدبحها  وتاخد أي حاجة لابساها من مجوهرات أو أكسسورات أو دهب وحوالي ٣ رجاله من ضمنهم صبري مرميين في الأرض مدبوحين،أما اللي لفت أنتباهنا بشكل فظيع.. صريخ البنت اللي كانت من شوية بتكلم معانا في الإستقبال، لقيناها جاية ناحية الاوضة اللي احنا فيها وكان فيه حد وراها عالسلم.. وأول ماشافتنا صرخت وبصتلنا والدموع في عنيها.. 

آديل:  الحقوني، الحقوني أرجوكم.. 

طلعت أجري ناحيتها أنا وأمير لكن بسرعة البرق القاتل شد السلسلة اللي في رقابتها ورماها قدامنا من درابزين السلم، البنت وقعت قدام عنينا وفي لحظة ماتت.. وغضبنا خلانا طلعنا نجري ورا اللي رماها ومرة واحدة..... إحنا برة الفندق ومش معانا حاجتنا كلها واقفين عند العربية وشايفين تاني النور من بعيد وكأن المشهد بيتعاد لتالت مرة..عربيتنا على جنب، لكن المرادي إحنا كنا شوية مدركين اللي بيحصل لما قلت لأمير.. 

محمود: هو إيه اللي بيحصل ده؟ احنا دفعنا فلوس مرتين وفي الإخر هنطلع؟ 

أمير: الحمدلله ماطلعتش لوحدي اللي حاسس ان المواقف بتتكرر بقولك ايه بلاش نخش ويلا نمشي.. 

محمود: يلا بينا.. موبايلتنا فين طيب؟ 

 أمير دور في جيوبه.. 

أمير: مش لاقي موبايلي.. 

محمود: يبقى جوة.. هو احنا هنتقلب ونسكت ولا إيه معلش يعني؟!

أمير: تصدق صح؟  شكلنا كدة دخلنا وكر مجرمين يامعلم! 

محمود: لا ياحبيبي مش انا اللي اتقلب في تليفوني، اسمع، احنا هندخل، هناخد حاجتنا وهنطلع ويادار مادخلك شر.. 

أمير: إزاي يعني هناخدهم إزاي يافالح؟ وإفرض برده الدنيا اتشقلبت مرة واحدة زي كل مرة بدون مقدمات كدة؟! 

محمود: ماعرفش، هنتشقلب في الأزازة وهناخدهم ياامير، المهم أني مش هاسيب حاجتي، يلا بينا لو سمحت.. 

وقفنا ساعتها قدام الباب ولسة هنخبط لقيناه مفتوح دخلنا، لكن المرادي لقينا واحد في الإستقبال يشبه لرأفت جداً لكنه اصغر منه في السن بحوالي عشر سنين هو اللي إستقبلنا ودخلنا.. 

رأفت: أهلا وسهلا يابهوات، أتفضلوا.. 

محمود: أهلا يارأفت باشا، مش برده رأفت؟ 

بصلنا بإستغراب.. 

رأفت: إيه دة يافندم هو حضرتك تعرفني؟ 

أمير: آه طبعًا يافندم دانتا أشهر من نار على علم.. 

رأفت: طلباتكم.. 

محمود: ولا حاجة، أوضة لفردين وغالبا الأوضة اللي فوق.. 

بصلنا بإستغراب ومرة واحدة دخلت علينا ست في وسط الخمسينات من عمرها.. لابسة فستان شيك صدره مترز بالألماظ، مباشرة إتوجهت عالأستقبال وكلمته بلهجة صعبة.. 

راقيه: انت واقف هنا من غير وجودي ليه؟ مش قلتلك بلاش تقف غير وأنا هنا أو أختك معاك؟ 

إرتبك جداً.. 

رأفت: آااا.. انطي راقية فيه زباين واقفة..مايصحش تكلميني كدة قدامهم.. 

 راقية: طيب، من فضلك اتفضل إوعى وأنا هحاسبهم وأطلعهم للأوض..مساء الخير يابهوات.. 

أمير: مساء الخير ياراقية هانم،  من فضلك تدينا أوضة مشتركة ليا انا وصاحبي... 

ونفس اللي حصل قبل كدة.. حصل المرادي، لكن لما دخلنا إتفاجئنا فعلا لما لقينا تليفوناتنا جوة وقفنا نبص لبعض أنا وأمير اللي سألني.. 

أمير: يعني إحنا مش مجانين يامحمود؟!

محمود: مش دي موبايلاتنا؟ مجانين إزاي بقى؟ 

أمير: طب أومال ايه حكاية المكان دة بالظبط؟ إحنا لازم نفهم فيه إيه وازاي عند نقطة معينة بنرجع تاني للصفر من أول وجديد.. 

محمود: والله العظيم ياسيدي أنا حرفيًا مش هاممني أي حاجة قد ماهاممني أنام.. خلاص بجد الفجر قرب يطلع وإحنا ولا إرتاحنا ولا نمنا ساعتين على بعض حتي ياأمير! كان يوم إسود يوم ما الشركة بعتتنا للموقع دة بجد.. 

أمير: خلاص يامحمود نام ياسيدي وريني هتنام إزاي انت! الله ماهتعرف تغفل بعنيك حتى.. 

محمود: إتكتم ياعم وأنا هنام ياسيدي، يلا.. 

سكت أمير،  وأنا فردت جسمي عالسرير وفعلا ماحسيتش بحاجة غير وأمير بيهزني يصحيني وبيشاورلي بصباعه وقالي.. 

أمير: هشششش، قوم، قوم بص شوف اللي أنا شايفه.. 

محمود: منك لله ياشيخ، انا كنت خلاص نايم بقالي مدة  عاوز مني إيه تاني بس؟ 

أمير: قوم يامغفل، هيموتونا قوم.. 

قمت ومشيت معاه لحد الشباك واتدارينا ورا الستارة اللي متعلقة.. رأفت واقف عند الباب بره بيتكلم مع حد وفيه عربية على مدد الشوف مليانة رجالة وكأن رأفت دة بيخطط لحاجة ومرة واحدة اتلفت حواليه وطلع رزمة فلوس وإداها للراجل اللي كان واقف معاه والراجل خدهم وطلع جري عالعربية البعيدة، أما رأفت فامدخلش الأوتيل، بصيت لأمير وانا مستغرب... 

محمود: وبعدين؟ إيه اللي بيحصل نفسي أفهم إحنا فين وهنطلع من الدايرة اللي دخلناها دي إمتى بس؟ 

أمير: شنطتنا بسرعة،  هات الشنطة بسرعة.. 

حدفتله الشنطة اللي عبى فيها كل حاجتنا وفجأه مرة واحدة، صريخ برة بشكل مبالغ فيه والفندق مسكته بكل أوضه حالة هرج ومرج وناس بتجري شمال ويمين، وفيه بنت صغيرة جريت أستخبت في أوضة من الأوض بس ماحدش دخل عليها، وعلى بال ماطلعنا برة عند مكتب الأستقبال شوفنا راقيةوهي بتتدبح، أيوة مدام راقية القاتل دخل عليها على طول وقطع رقبتها وأخد كل المجوهرات اللي كانت لابساها، حتى الفصوص الألماظ اللي كانت عالفستان، خلعها وخدها، وفجأه.. لقينا كل حاجة سكتت وكإننا كنا بنتفرج على بانوراما حرب اكتوبر.. ومرة واحدة إحنا برة عالباب.. لكن المرادي طلعنا على صوت آذان الفجر جاي من بعيد قوي والنور مالي المكان.. 

أمير: الحمدلله.. الحمدلله إحنا طلعنا سُلام وبخير مش معقول بجد مش مصدق.. 

محمود: إنت مبسوط ياخوية؟ مبسوط؟ واحنا إيش عرفنا احنا كنا فين واللي شفناه دة كان إيه؟ بصراحه أنا أعصابي باظت وهتصل بأستاذ رزق أقوله أني مروح مش هقعد انا هنا تاني... 

أمير: ياريت والله لو تقوله على مرواحنا، يلا مش قادر حاسس بتلج في جسمي كله..

محمود: حاضر حاضر، اصبر.. 

لسة بنمسك تليفون عشان نكلم الراجل.. لقينا عربية من عربيات الشرطة جاية علينا وقتها احنا قلنا احنا رحنا في داهيه صراحة، لكن الحقيقة كانت غير كدة خالص، وقتها نزل منها ظابط جه ناحيتنا وبدأ يسألنا. 

الظابط: إيه يابهوات اللي موقفكوا هنا؟ خير يارب.. 

أمير: ولا حاجه ياباشا، احنا مهندسين هنا وكنا في الإستراحة اللي هناك دي جنب موقع شغلنا وء.. 

قاطعه الظابط.. 

الظابط: كنت فإيه ياحبيبي؟ فين بالظبط؟ 

أمير اتصرف بسرعة وأنقذنا من ورطة.. 

أمير:  آااا... كنا هنا في كابينة الشغل ياباشا ومروحين، بس معلش يعني انت ليه استغربت هو فيه حاجة هنا في المكان دة غلط ولا ايه؟ 

الظابط: بطايقكوا كدة ياحبايبي الأول.. 

أمير: حاضر، أهي البطايق.. 

طلعت بطاقتي أنا كمان.. 

محمود: إتفضل ياباشا، بس لأمؤاخذة يعني هو فيه ايه هو ممنوع الواقفة هنا ولا ايه!

الظابط: تمام يابشمنهدسين... بطايقكوا فعلا بتقول انكوا مهندسين تبع الموقع اللي بيتعمل جديد.. عارفين لو كنتوا كدابين كان زمانكوا متاخدين دلوقتى عشان تشرفوا معايا عالقسم.. 

محمود: لية ياباشا بس؟ على فكرة احنا أول ليلة نيجي المكان دة  فعلا، بس هو إيه حكاية الحته دي؟ 

الظابط: ياسيدي معإني مش شغلي أقف أحكي مع حد بس المنطقة دي منطقة مهجورة ومقطوعة وحاليا وكر للمجرمين وتجّار المخدرات وبتوع الافعال المشبوهة،بتكلم على حوالين المبنى،إنما المبنى اللي على بعد ده مانصحكمش تدخلوه  .. 

#حصرى 🪻ليالى وشوشه للروايات🪻 

أمير: آه بس ده فيه يعني فندق واخد حس المكان ومنور وكدة يعني.. 

الظابط: منور؟ انتو شفتوه منور؟ أوعوا تكونوا دخلتوه! 

محمود: لا ياباشا والعياذ بالله واحنا مالنا احنا ومال الأماكن المشبوهة دي؟ احنا اصلا هندور عربيتنا ونطلع دلوقتي نروح، إحنا كدة كدة دوامنا خلص خلاص.. 

الظابط: تمام يابشمهندسين، يلا أتفضلوا.. 

دورنا العربية أنا وأمير وخدنا ديلنا في سناننا وقولنا يافكيك بعد ماقضينا أصعب ليلة في حياتنا.. أنتو فاكرين أن الحكاية خلصت هنا؟ للأسف لسه، بعد ماروحنا خدت أمير، على بيتي ونمنا من التعب، بس طول نومنا مابطلناش هلاوس، انا وهو طول الليل بنتكلم وكإننا بنعيد كل اللي حصل في الحلم، وتاني يوم بعد ماقومنا من نومنا ورحنا عالشركة، كانت مستنيانا هناك برده مفاجأة أغرب من الخيال.. 

كنت قاعد أنا وأمير في مكتبنا الأساسي بقى وبنفطر وبرفع عيني لفوق كدة، لقيتها قدامي معدية في وسط الناس، ساعة ماشوفتها.. قلبي اتحرك من مكانه وكأنه دق بأسمها وقلت لصاحبي بالراحة وانا عيني عليها... 

محمود: ولا ياأمير أولا.. مش هي دي؟ 

أمير: مين يالا؟ انت لسة فيك نفس تبص لبنات بعد فيلم الرعب اللي عشناه امبارح؟! 

محمود: بص بس، دي خلعته من مكانه ياجدع.. 

بصلي أمير بسخرية.. 

أمير: هو إيه دة يامخلوع انت؟ 

محمود: قلبي.. خلعت قلبي والله.. 

أمير: هي مين يابني؟ 

محمود: آديل.. 

أمير نط من مكانه وبص وراه وقعد يتلفت عليها يمينه وشماله.. 

أمير: إنت بتتغزل في حبيبتي يابارد؟ أنا اللي أعجبت بيها الأول، هي فين؟

محمو: أهي والله.. 

بص ناحية نظري وأخيرًا شافها.. أديل البيضاء البشرة  ماشيه لابسة طقم تاييور أحمر ستان.. جيب تحت الركبة مباشرة، بوط أسود جلد وجونتي أسود جلد وعُقد حباته حبه  من اللؤلؤ الأسود وحبه من اللؤلؤ الأحمر، على راسها قبعة أو برنيطة سودة بتزينها شريطة حمراء، وفي أيدها شنطة صغيرة حمراء.. منظرها لاوح رقبتنا أنا وصاحبي وقمنا نجري وراها عشان نكلمها، لكن للأسف مجرد مالمحناها احنا الإتنين اختفت وفضلنا في حالة إستغراب أنا وأمير... 

أمير: إنت شفت اللي أنا شفته ولا أنا عبيط ولا إيه؟  

محمود: عبيط؟ عبيط إيه منا اللي قايلك بص، على فكره انا هتجن، دي البنت جاية ورانا.. أنا مش فاهم فيه حاجة غامضة.. 

أمير: تفتكر هي عاوزة مننا إيه؟ وياترى هي إنسانة زينا ولا زي ماتفكيري بيقولي؟ 

محمود: والله مش عارف.. وماتخلينيش أفكر في المواضيع دي كتير عشان الليلة السودة اللي شوفناها امبارح دي مش عاوزها تتكرر تاني ممكن؟ وبعدين مش احنا شوفناها بعنينا بتتحدف قدامنا من الترابزين؟ 

أمير: ماشي ياسيدي، اعتبرني ماقولتش حاجة، بس أفرض بقى فضلت تظهرلنا على طول؟! 

محمود: ياريت! فيه حد يشوف حد جميل كدة ويزهق من شوفته؟ 

أمير: ياااه عليك! ده انت عيل غريب؟ أنت رايق وبتهزر كتير.. 

محمود: هو يزعلك في حاجة انها عجباني ولا ايه؟ 

أمير بصلي وسرح بعيد ولقيته بيرد عليا نفس الرد اللي توقعته.. 

أمير: هي فعلا اي حد يشوفها لازم يحبها، البنت جميله.. 

محمود: يعني انا ماقولتش حاجة غلط أهو! 

أمير: لأ طبعا، إنت مش غلطان، بس على فكرة انا حاسس ان ظهورها لينا واختفائها مرة واحدة دة وراه حكاية كبيرة.. 

محمود: نفس إحساسي ياأمير، نفس إحساسي.. 


بعد قاعدة طويلة مع بعض وكلام أكتر، خلصنا شغلنا وخلص وقت شغلنا  وكان المفروض نروح، وكل واحد فينا كان مستعد عشان يروح على بيته، لكن الغريب أننا لما طلعنا من الشركة تاني شوفناها احنا الإتنين واقفة بتشتري حاجة من بياع متجول.. جرينا عليها  عشان نلحقها، وفضلنا ماشيين وراها، بس إختفت تاني، وأنا وصاحبي قررنا نروح مع بعض على بيتي عشان نتكلم شوية مع بعض.. بس المفاجأة اللي قابلتنا هناك كانت صاعقة على دماغنا إحنا الاتنين، اول ماوصلنا للبيت الباب بتاع بيتي اللي بيتفتح في ثواني مش راضي يفتح، حاولت أفتح مرة واتنين والباب مافتحش.. 

محمود: وبعدين بقى؟ هو فيه ايه؟ الباب مش راضي يفتح.. 

أمير: طب سمي الله وبالراحة.. 

لسة بسمي الباب فتح ودخلنا البيت... 

محمود: خش ياسيدي، خش بقى الواحد تعب من اللف.. 

أمير: انت شامم اللي انا شامه؟ 

شمشمت يمين وشمال وبصيتله.. 

محمود: فيه ريحة برفيوم حريمي صح؟ 

أمير: صح جدا.. انت فيه واحدة في بيتك وانا ماعرفش ولا إيه؟ ولا تكون هي! 

دخلنا عالبيت لحد ماوصلنا للصالون والمفاجأة لما لقيناها قدامنا كانت مفاجأة تشيب، أديل قاعدة في الصالون بنفس اللبس اللي شوفناها بيه حاطة رجل على رجل، دخلنا عليها وإحنا مندهشين وبصيتلها وقلتلها.. 

محمود: إنتي؟ انتي ايه اللي جابك هنا؟ ودخلتي إزاي وإمتى؟ انا بيتي ده ماجيتوش بقالي يومين، ومحدش بيعرف يدخله غيري أنا والراجل دة، آجي ألاقيكي جوة! طب إزاي؟ 

آديل: أنا بقدر أدخل أي مكان في أي وقت وأي طريقه من غير، ماحد يمنعني وكمان أقدر أخليك تشوف كل حاجة عوزاك تشوفها .. 

أمير: إنتي إيه؟ أنتي مش طبيعية مش كدة؟! انتي مش إنسانة أكيد زينا.. 

آديل: لأ.. أنا مش إنسانة.. أنا بس آديل، آديل عادل خليل، كنت في يوم من الأيام عايشة زيكم.. 

أمير: بسم الله الرحمن الرحيم..يعني ايه؟ وايه اللي جابك هنا.. عاوزة مننا إيه؟ 

آديل: هتعرف كل حاجة، بس قبل ما أتكلم وقبل ما  تعرفوا أنا بظهرلكوا ليه، أنا محتجالكو انتوا الاتنين، إنتوا اللي هتنقذونا، ودلوقتي لازم تعرفوا إيه اللي حصلي بالظبط أنا وعيلتي،هتساعدوني ولا لأ؟! 

أمير: لما نعرف انتي عاوزة مننا ايه.. 


 مرة واحدة وقفت آديل ورانا وحطت إيد على دماغي والإيد التانية على دماغ أمير وبدأت تضغط بكل قوتها وفجأه.. كإننا اتنقلنا لعالم تاني.. 

قدامنا زي مايكون ميتم أو عزاء لحد إتوفى وراقية هانم  واقفة بتعيط وبتكلم أطفال قدامها.. 

راقية: ماتقلقوش ياحبايبي لو بابا مات فا أنطي راقية موجودة.. 

رأفت: مابقاش لينا حد ياأنطي.. بابا مات خلاص.. 

راقية: ماتعيطش يارأفت أنا معاكوا إنت وأديل على طول وعمري ماهسيبكوا.. انت راجل ومش عاوزة أشوف دموعك، عاوزاك قوي وصلب وماتنزلش منك دمعة، أنا مش فاضلي راجل غيرك ياحبيبي.. 

آديل: يعني مش هتسيبينا لوحدنا ياأنطي؟ 

راقية: ياحبيبتي أنا على طول معاكي وعمري ماهسيبك أبداً.. 

 راقية اخدت ولاد أخوها وربتهم هي وكانت مسؤولة عن كل ممتلكاتهم  بما فيهم الاوتيل أو الإستراحة اللي كانت بتصرف عليهم منها وراكنة كل ورثهم وفلوسهم  لما يكبروا ياخدوها منها.. وكبر رأفت وريثها الأول وأتلم على صحبة السوء اللي علموه السُكر والسهر وكانو دايماً بياخدوا منه فلوس ويطلبوها منه ويحرضوه على عمته عشان يطلب منها فلوس.. سنة بعد سنة كان بيكبر ويتأثر بيهم وبتفكيرهم، لكن أخته كانت على العكس منه بتحب عمتها ومخلصة ليها وكانت دايما مش عاجبها تصرفات رأفت، وبعد ما أقنعوه انه مش هياخد فلوسه ويبقى حر فيها غير بموت عمته، قرر يقتلها ويتخلص منها عن طريقهم وبوحي منهم، وبعد ماأتفق معاهم وأحكموا خطتهم وفي يوم ودخلوا عليها على أنهم هجامه وحرامية ودخلوا عملوا أول مجزرة أو مذبحة اللي راقية ماتت فيها، لما دخلوا قتلوها هي وكذا واحدة وسرقوا مجوهراتهم وهربوا بسرعة بمساعدة رأفت.. كان بالشكل ده اتخلص من عمته اللي كانت مقيداه ومحتكرة كل حاجه من وجهة نظره ، لكن اللي ماكنش عامل حسابه ان اخته تكون عارفة باللي حصل  وطلعت عارفة كل حاجة وشافت كل حاجة.. ولما ماتت عمتها وقفت تساعده في ادارة المكان بس معرفتها بكل حاجة كانت عملت سد بينها وبين اخوها اخوها اللي كان بيحاول يبعدها عن إدارة الفندق عشان الدخل يبقى بتاعه هو وبس.. وفي يوم..إختلق رأفت بينه وبينها مشكلة كبيرة عشان يمنعها من انها تنزل تقف في الاستقبال بحجة إنه غيران عليها، واللي حصل وقتها.. 


رأفت: بكفاية بقى ياآديل.. دة يبصلك بنظره ودة يبادلك بإبتسامة؟ هو ايه فيه ايه؟ هو انا مش راجل ولا ايه؟ 

أديل: ايه المطلوب مني يافندم؟ 

رأفت: ماتنزليش تاني تقفي في الأستقبال، خليكي انتي في اوضتك معززة مكرمة وانا هاتصرف في كل حاجه.. 

آديل: آااه.. وبعدين؟ ولما ابعد عن الأستقبال أحسب دخل الأوتيل اليومي إزاي؟ 

رأفت: وانتي مالك ومال دخل الأوتيل انتي؟ 

آديل: مالي ازاي يعني؟ هو انا مش شريكه هنا ولا إيه معلش؟ 

رأفت:  شراكتك شئ ووجودك تحت شئ تاني.. 

آديل: مفهوم مفهوم، يبدوا انك عاوز تخلص مني عشان ماعرفش الدخل اليومي.. عموما انا ليا مصروف يومي لازم يوصلي، ولو ماأخدتوش انا هعرف أخليك تديهولي أزاي... 

في نفس الوقت دة.. رأفت كان دخل في علاقة مشبوهة مع زوجة أكتر واحد مصاحبه في العصابة الخطيرة دي وبدأ يحصل مابينهم لقاءات كتيرة في الفندق، وفي نفس الوقت.. بعد ماآديل بعدت عن الإدارة مابقاش يعطيها فلوس تصرف وهي شايفة كل مصايبه ومتحملة لدرجة انها وصلت بيها الحال تبيع بعض مجوهراتها عشان تقدر تجيب طلباتها الشخصية.. كانت كل يوم شيفاه جايب الست المشبوهة .. وفي يوم واقفة في شباك اوضتها  لمحتها طالعة هي وهو من الاوضة وعطاها فلوس في إديها وبدأو يتبادلوا الأحضان فاقررت وقتها آديل الظهور له.. 

آديل: الله الله؟ ياسلام عالشرف والأمانة ياأستاذ رأفت! 

بأرتباك.. 

رأفت: آااا.. طب روحي انتي وانا هبقى افوت عليكو بالليل.. 

بسرعة جريت اللي كانت معاه على باب خلفي للأوتيل ووقف رأفت يكمل مشاكله مع اخته.. 

رأفت: إنتي بتتصنتي عليا ياآديل؟ 

آديل: إنت مفكرني ماعرفش كل عمايلك الغير آدمية؟ مين دي؟ وجايبها مكان فيه اختك ياقذر؟

رأفت: لاااه.. انتي زودتيها خالص وانا مش هستحمل.. 

آديل: آه.. انت مش هتستحمل فاأنا لازم اسكت علشان ماتموتنيش أنا كمان زي ماموتتها مش كدة؟! 

رأفت اتصدم واتحول بغضب.. 

رأفت: هي مين دي اللي قتلتها؟ هي مين دي؟ 

قربلها وفضل يخنق على رقبتها جامد وبعد ماقربت خلاص من طلوع الروح وكأن عقله رجعله.. وبعد عنها ووقعت هي في الارض وفضلت تكح جامد.. 

رأفت: مش هلوث ايدي بدمك.. 

بصوت مخنوق وكحة جامدة

آديل: لكن هتخلي حد تاني يلوث ايده بدمي وخصوصاً بعد ماعرفت اني شفت كل مصايبك مش كدة؟ عمتك اللي اجرت الكيان المشبوة اللي بيحركوك دلوقتي عشان يقتلوها... والقذرة الرخيصه اللي انت جايبها دلوقتي وبتمارس معاها القرف وبتديها فلوس وأختك لأ.. أنا هعرفك انا هعمل ايه.. 

وطبعاً بدون تفكير راح قال لصاحبه اللي هو بيخونه مع مراته اصلا بكل بساطة ان اخته شافتهم وهما بيتخلصوا من عمته.. وطبعاً لما المجرم سمع الكلام ده عرض عليه المساعدة زي المرة اللي فاتت،المساعدةاللي كانت خوف من انه يتفضح اصلا.. وبنفس الطريقة اللي اقتحموا بيها المكان يوم موت عمتهم، اقتحموا المكان المرادي بس كان من شروط رأفت عليهم انهم لازم يرموها من فوق عشان تنزل على مخها ميته.. وكالعادة لو الشرطة سألت هيبقى هو كان وقتها في اي حتة بره والجريمة تمت في غير وجوده ومن غير مايعرف.. وفعلا.. اللي هو خططله لقاه بالتفصيل، لكن المرادي كان لازم الحكومة تجري ورا التشكيل العصابي اللي بيعمل كدة.. لكن اللي حصل ان كل واحد من اصحابه راح في ناحية، اختفوا شوية عن الوجود ودة الجو اللي خلق لعشيقته الفرصة المناسبة انها تخون جوزها معاه بزيادة..  لحد ما في مرة من المرات جوز عشيقته وصاحبه عرف ان مراته بتخونه مع رأفت، عرف من حد شافها كل يوم داخله طالعة عللأوتيل، وفضل مراقبهم من بعيد... لحد ماقرر يتخلص منهم هما الاتنين ودي كانت المجزرة الأخيرة اللي فيها  القاتل دبح مراته واتنين كمان، بس جثة رأفت ماطلعتش من ضمن الجثث المرمية عالأرض، يعني رأفت هرب، هرب وساب الفندق قبلها زي مابيهرب كل مرة... 

 

مرة واحدة شالت آديل إديها من علي دماغنا وفجأه كأن حد كان بيعصر مخنا عصر لدرجة فضلنا نتوجع من الألم ومن شدته وقعنا في الأرض، وفضلت آديل واقفة معانا..وبعد ما فقنا بشوية .. 

☘️ليالى وشوشه للروايات☘️2 

محمود: يعني كدة رأفت هو اللي قتل عمته وأخته هو والتشكيل القذر دة وكمان ماوصلتوش لجثته؟! يعني انتي روح أصلا زي ماتوقعنا؟! 

آديل: بالظبط، وهنا بقى هتيجي مهمتكم انتم، رأفت هرب هو وواحد كمان بس أنا متأكدة انه مات مش عايش، لازم تلاقوه هو والتاني، وبعد ماتلاقوه! لعنة المكان هتزول بهدم الفندق ودفن الجثث.. 

محمود: هنلاقيه ازاي بس يعني؟ هندور على إبرة في كوم قش؟  ايه دة هي راحت فين؟ آديل ياآديل؟

أمير: ماتتعبش نفسك، هي خلاص كدة مش هتظهر تاني، آديل مش شخص يابني..آديل شبح أو روح جميله بتستنجد بينا وكل اللي عوزاه مننا نعرف مكان أخوها وشريكه.. وبعد كده نهد الفندق.. 

محمود: معقولة؟ بالسهولة دي هنلاقيه؟ وهنوصله ازاي؟ 

أمير: انا شايف الموضوع دة بدايته ونهايته لازم يعرفوا بيها الشرطة  وهما يتصرفوا ويهدوا الفندق.. 

محمود: تفتكر هيقدروا يساعدونا؟ هو دة لو طلعنا مش مجانين اصلا وبنهلوس وكل دة تخاريف..  

أمير: والله هنجرب ونشوف، مش هنخسر حاجة يعني.. 

محمود: تمام، بكرة الصبح هنتحرك ونعمل زي ماقولت.. وياإما نوصل لحاجة ونحل الموضوع!  ياإما نطلع مجانين ونترمي في العباسية.. 

تاني يوم كنا في قسم الشرطة ولما حكينا كل حاجة بدأو يطابقوا أقوالنا بالأحداث الغامضة  اللي كانت بتحصل في الفندق..  إكتشفوا إن الجثث اللي اتقتلت في المكان معظمها إختفى ومالهاش وجود بالرغم دفنها ... 

بعد بحث مكثف من  الشرطة.. 

رأفت وصديقه اللي هربوا بعد الأحداث كلها هما اللي أخدوا الجثث وحفروا مقابر جنب الأستراحة ورموا كل الجثث فيها ودخلوا للإستراحة اللي كانت متشمعة بأمر من الشرطة.. نطوا من الشبابيك وقفلوها، وبالشكل دة اللي يبص من برة هيلاقي الشمع عالباب هيبقى محدش دخل المكان، رأفت اعتمد على كدة هو وصاحبه وفضل عايش في الأوتيل اللي كان أتلعن بالارواح اللي ماتت جواه، كان بيشوف كل الناس اللي ماتوا بسببه في الأستراحة بيتحركوا وعايشين في قلب المكان وبدأ يحصله اللي بيحصل لنا وكأن كل الأحداث اللي حصلتله بتتعاد من أول وجديد من اول موت أبوه لحد مقتل عشيقته اللي كان هو السبب الأول في خيانتها لجوزها وقتلها.. رأفت وصاحبه ماستحملوش اللي بيشوفوه جوة الإستراحة وقرروا يتخلصوا من نفسهم، بس لحد اللحظة دي... ماحدش عرف يوصلهم وبعد ماتحركت قوة الشرطة لحد المكان لقوا المكان فيه نفق محفور وفيه عضام بشرية بعدد الجثث اللي كانت مفقودة، وبعد مامشطوا الصحرا المحيطة بالمكان.. إكتشفوا إن رأفت وصاحبه عضامهم موجودة في بير على بعض حوالي خمسين متر في الصحرا عمقه حوالي عشرين متر ومن الواضح انهم رموا نفسهم في البير، وبعد فترة  كبيرة السلطات قامت بهدم الفندق أو الإستراحة... 

واللي بيحكي كل الأحداث القديمة دي.. مذكرات رأفت..


#تمممت..

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اترك لنا تعليقًا ينم عن رأيك بالمحتوى