القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

لغز برمودا بقلم ايمان صالح

 



عن أول لقاء بيننا، عن أول نظرات الحب اللي بتيجي بعدها الشرارة، عن إبتسامة العيون وإنت بتتكلم أول مرة مع حبيبك وقلبك بيدق بصوت عالي، عن إحساس بتسأل فيه نفسك ياترى هو دة النصيب؟! مابتبقاش عارف وقتها بيبقى هو دة النصيب ولا لأ، بس لو حصل النصيب ساعتها هتاخد الشخص كدة زي مابيقولوا باكيدچ على بعضه، وممكن بعدها تعيش أحلى أيام حياتك أو تعيش حياتك كقنبلة موقوتة.. 


إسمي داليا توفيق، من أسكندرية، ماساعدنيش التنسيق أني ابقى جوة بلدي في الكلية وجت كليتي في مصر ،  وكنت أياميها لسة طالبة في آخر سنه في الكلية ورايحة أشتري هدوم مع واحدة صحبتي، وقابلته هناك.. 


وقتها صحبتي اللي لفتت إنتباهي له وهي بتسأل على حجات معينة ووقفت تسأل عامل في المحل.. 

_لو سحمت؟ مافيش هنا بنتكورات وبرمودات رجالي مقاسات كبيرة ؟! أنا جيالكم  على هنا على طول الناس قالتلي إنكم عندكم من كل حاجة مقاسات.. 

_إستني ياأستاذة، برمودا؟ يابرمودا؟ تعالى شوف الزباين دول.. 

_إتفضلي يااستاذة بتسألي على حاجه معينة؟ 

_آه على مقاسات برمودات كبيرة لوالدي، موجود؟ 

سابها وبص لي وسرح في وشي أنا لدرجة إني أتوترت وعرقت ووطيت في الأرض وبدأ يكلم صحبتي ويوريها الحاجة ومابطلش بص عليا وقررت أحرجه.. 

_فيه حاجة ياأستاذ؟! 

_ آه، فيه حد قدامي حاسس اني أعرفه من زمان، من زمان قوي.. 

بصيت له بإستغراب وبصيت لزميلتي وزعقت لها عشان نمشي.. 

_يلا يابنتي خلصي عاوزة أمشي..

ومشينا وأنا مستغرباه، إزاي بيقول انه حاسس انه يعرفني وأنا أول مرة أشوفه النهاردة؟ 

 وبعد فترة طويلة.. 

أتقابلنا تاني بالصدفة وبدأت تحصل بيننا قصة حب وطول مدة تعارفنا كنت بشوف معاه تصرفات غريبة ومنها وقت ماجيت أعرفه على أهلي ،، 

_تقابلهم برة ليه يعني؟! 

_عادي يعني تعالي نتقابل في مكان مفتوح أيه المشكلة يعني؟ هو بباكي هيعترض لما تقوليله كلامي ده؟ 

_أكيد طبعاً ياسيدي وهيقولي دة مش جاي دغري، هو ليه بس انت مش عاوز تروح البيت؟ 


_على فكرة لما نتخطب كمان مش هروح بيتكم كتير، أنا بحب أكون خفيف كدة على أي حد.. 

_محمد إنت غريب قوي على فكرة، حاسه إنك مخبي عني حجات كتير عنك وشخص غامض كدة ولا أنا بتهيألي؟

محمد إرتبك وقتها وقاللي: 

_لأ وء، وأنا هخبي إيه يعني؟! اصل أنا أول مرة صراحه يعني أبقى بحب وهخطب وكدة يعني.. 

قلتله بدهشه وأنا بقاطعه في الكلام: 

_بت إيه؟

بص لي وحسيت إنه اتكسف بس رجع وهو بيبصلي جامد وقال لي: 

_بحبك ياداليا،بحبك من أول يوم ماجيتي مع صحبتك وأنا حسيت إنك هتعوضيني عن اللي راح مني.

بصيتله وأنا مكسوفة وقلت له وخدودي إحمرت: 

_وأنا كمان أ ول مرة أخرج مع شاب، وأكون حاسة بالسعادة دي كلها يامحمد، والحمد لله ربنا بعتلي الشخص اللي مش هيكسرني ولا هيلعب بعواطفي وهيفضل معايه لبقيت العمر، مش كدة ياحبيبي؟! 

_يعني بعد ياحبيبي دي هقولك إيه؟! أكيد طبعاً هفضل معاكي طول العمر لحد آخر نفس.. 


_وأنا كمان ياقلبي، لحد آخر يوم.. 

وعدت علينا الأيام وإحنا مع بعض، منتهى الرومانسية والحب، كل حاجة حلوة عملهالي، وكل أيامنا مع بعض جميلة، لحد ماجه يوم مقابلة بابا 

ووقتها قعدت أكلمه وأقوله عالحاجات اللي بابا هيتكلم فيها  و قدام بابا قعدوا وبدأو يتكلمو.. 


_ يابني أنا هديك أغلى جوهرة عندي، دي الكبيرة اللي بتمنى أشوفها متجوزة دكتور ولا مهندس، لكن مش مهم الشهادات  قدام الكلام اللي بتقوله هي عنك دي بتقول فيك أشعار على فكرة.. 

_والله ياعمي وهي أغلى عليا يمكن من نفسي وعلى فكرة مش كل حاجه الشهادات وبالناسبة، أنا معايا ليسانس حقوق، بس الليسانس بشغله مايفتحش بيت بفلوسه عشان كدة قررت آخد المحل دة وشغلته بقالي سنين، وكلهم هناك حبايبي، روح إسأل عني لو قلقان يعني.. 

_لا ياحبيبي، مش قلقان، إنت شكلك إبن ناس ومحترم وان شاء الله هتصون بنتنا، ألا هما فين الحج والحجة ماجوش يعني معاك ليه؟ 

كنت واقفه ساعتها جوه وهو وبابا قاعدين في جنينة البيت بتاعنا شيفاه من شباك صغير كدة جوة الشقة، ومرة واحدة لقيته بدء يعرق ويجيب ميه من كل ناحية، إستغربت جامد وندهت على ماما وقلتلها: 

_ماما؟ إلحقيني باين بابا زانق محمد وهاتك ياأسئله.. 

_ياختي سيبيه يزنقه هو يعني بيعمل عشان إيه مش لمصلحتك لما يعصره كمان مش يزنقه بس؟ 

_من أول قاعدة ياماما؟ من أول قعدت تعارف؟ 

_أيوة، سيبي أبوكي يتصرف بدماغه بدل مانرجع نعيط ونقول ياريتنا، أنا طالعة أودي كبايات الساقع دة وإنتي ماتطلعيش غير لما أقولك تعالي ماتبقيش بجحة، مفهوم؟! 

_أنا ياماما؟ 

_إه انتي، أتصنعي الكسوف يابت حتى، ههههه، ياخراشي ياولاد جه اليوم اللي بنتي حبيبتي الكبيرة بتتخطب، اللهم صلي عليك يانبي.. 


وطلعت وأخدت الكوبايات في إيدها ولسة محمد عمال يعرق وزي مايكون مش عارف يرد على بابا ويدوبك ماما حطت الكوبايات الزجاج المربعة قدامه، وبدأ يجيله كرشة نفس، لأ ويقطع النفس خالص، وقتها بابا حاول يتكلم معاه.. 

_إيه يابني فيه مشكله في السؤال؟ 

_له، لأ.. 

_طب فيه إيه يابني ليه ساعة ماجبت سيرة أهلك عملت كدة؟ 

_لا والله مفيش، بس أصلي دخت.. 

_من إيه يابني؟! 

بدأت ماما تمسك كوباية العصير وتديهاله وبدأ يحصل اللي حيرنا كلنا.. 

  

_خد ياحبيبي كدة إشرب العصير وروق، وأنا هجيبلك مناديل خد يابني.. 

اللي جننها إنه بدأ يبص للكباية ويبص لها ويبص للبيت وفجأة، أغمى عليه وأتصدمنا كلنا،وبدأنا نفوق فيه ومش عارفين إيه سبب اللي حصل له،  وبعد شويه فاق وبص في وشوشنا كلنا تاني وقام وهو بيحاول يعتذر لبابا ومرة واحدة وهو بيكلمه وقع من طوله بدون أي مقدمات.. 


طبعاً  الموقف خلى بابا يتضايق ويبدأ يفكر في الخطوبة تاني وبدأ يدخل في دماغ بابا إنه شاب لعبي وبيضحك عليا، وفيوم واحنا قاعدين بنتكلم أنا بابا: 

_أنا من رأيي تفكري تاني، الولد دة وراه حاجة جامدة ومسير الأيام هتكشفها لينا.. 

_  أنا كمان بفكر زيك يابابا لو هو لعبي ومش داخل على ارتباط رسمي هيبان، وأبقى فقدت الثقة بقى في الإنسان اللي عرفته لأول مرة في حياتي، بعد إذنك يابابا.. 


وبدأت أقوم من جنب بابا وأنا زعلانة وقعدت أعيط، ياترى لو محمد دة شخص لعبي فعلا كان ليه من الأول كلمني على إرتباط؟ وليه جه البيت أصلا ومالفش بيا وضحك عليا؟ مش يمكن تكون عنده مشكله! أيوة أنا حاسة إنه غامض شوية بس مش عارفه سبب غموضة، فضلت أدعي ربنا كتير عشان يكون ليا ومعايه،  وبعد أيام في نفس الوقت اللي ماما فيه جيبالي عريس تاني وقعدت تقنعني بيه وتقولي: 

_وهوأنتي خلاص؟ مابتشوفيش يابنتي؟ دة اللي ماتشوفش من الغربال تبقى عامية، دة معاه شهادة هندسة من ألمانيا يابنتي وشقته هناك وهتعيشي عيشة هاي خالص، هاه؟ أقول لخالتك إيه؟ موافقة؟! 

_إيه ياماما هو مش فيه واحد تاني كان متقدم لسة الأسبوع الي فات ولسة مارديناش عليه؟! 

قاطعتني بسرعة وقالتلي بشخطه: 

_ماإيه؟!  مارديناش على إيه؟ إنتي مابتتكسفيش يابت؟!  دة جري يابت من أول مقابلة وخلع ومعدناش شفنا وشه تانى،  بقى دة ولا اللي هيجيلك وشايفك وعارفك وء، 

_وإيه بقى؟! شافني فين ولا عرفني منين ممكن أعرف؟! 

أرتبكت وقالتلي: 

_أءء، أكيد خالتك يعني وريتله صورتك أو شافك كدة ولا كدة، هو أنتي بتتوهي الكلام ليه والتاني دة يعني كان شافك فين؟! زي ما ده شافك ده شافك.. 

_أيوة ياماما بس أنا مش عارفه عنه حاجة ولا شفته قبل كدة، بصراحه انا محتاره قوي.. 


_فكري براحتك ياستي أنو مش هضغط عليكي في حاجة بس أنا هقولها تبعت صورته يمكن يعجبك وتغيري رأيك ، هه أنا هسيبك تفكري.. 

_ماشي ياماما، واقفلي باب اوضتي وراكي.. 

طلعت ماما وفي نفس اللحظة لقيت رقم غريب بيرن على تليفوني وكنت حاسة أنه من برمودا.. 


ورديت بسرعة وأنا زعلانة:

_ألو! محمد، كدة برده يامحمد؟!  تعمل اللي انت عملته ده؟! ومع مين؟  معايا أنا؟!  ليه كده؟ طب كان لزمته إيه تيجي من الأول وتقابل بابا؟ مش كنت من الأول ماحطيتش نفسك ولا حطيتني في الموقف ده؟! 

 رد عليا ويمكن يكون متضايق أكتر مني وقال: 

_كدة بردة ياداليا تظلميني؟! والله العظيم انتي ظلماني كدة، إنتي مش عارفة ظروفي واللي حصل لي بعد كده.. 

_إيه اللي حصل يابرمودا؟! فيه ايه بالظبط؟! 

_ولا حاجة بعد ماسبتكم دخلت في دور تعب جامد وفضلت في المستشفى كام يوم ولسة طالع أول أمبارح أصلا، وصراحة من ساعتها وأنا مكسوف أكلمك يعني  وزمان بباكي خد فكره  زي الزفت عني مش كدة؟! 

  

_هو من ناحية خد فكره زي الزفت فاهو خدها، بس أنت بكل الأحوال تقدر تعدلهاله يعني وتكلمه أي يوم، أقولك على حاجة؟!  إعزمنا بره عالغداء ياسيدي وأنا هقنعهم يوافقوا، بس ماتجيش تعمل زي ماعملت تاني ماشي؟! 


_ماشي خلاص، لو على غداء سهلة، أنا عليا الغداء وانتي عليكي تقنعيهم، بس المهم أنك وحشتيني قوي ونفسي أشوفك وأقعد أتكلم معاكي وأبص في عنيكي كدة، بقولك ايه، أنا! أنا نازل المحل كمان شوية ماتعرفيش تجيلي لأنك وحشتيني جدا والله.. 

_ماينفعش طبعاً هقولهم إيه يعني في البيت؟! 

_قوليلهم أي حاجة المهم إنك تيجي بسرعة عشان أريح قلبي بعيونك العسلية دي.. 

_لااا دنتا فعلا بقى على رأي بابا، شكلك كدة بتتسلى ومش داخل من الباب، إقفل ياشاطر، إقفل وأنسى اللي بيننا وماتتصلش هنا تاني.. 


قفلت التليفون ورزعته في الحيطة كنت هكسره اتنين وقعدت اعيط عالآخر وقفلت بسرعة على نفسي بالمفتاح ومن كتر العياط نمت، عشان اقوم فجأة على خبط بابا عالباب اللي صحاني من النوم وقمت وكأني بحلم.. 

_بابا؟ فيه إيه يابابا؟ فيه حاجة؟ 

_أيه يابنتي بخبط عليكي من الصبح ايه مابفتحتيش ليه؟!  

_أنا نايمة يابابا والله نايمة، فيه حاجة؟ 

_نايمة؟ نايمة ليه دلوقتي؟! مش من عوايدك يعني؟!  فيه حاجة؟ 

_لا يابابا تعبت فانمت شوية فيه ايه؟ 

_مفيش، الجدع اللي إسمه محمد دة أتصل عليا وقال عازمنا عالغداء كلنا بكرة بره وقال لي لازم بكرة نحدد ميعاد الخطوبة لأ وممكن نشتريها كمان بس شرطه إننا نتقابل بره يعني، ماعرفش إيه المقصود من بره دة! 


_فتحت الباب بسرعة وأنا شعري مش ترتب ولسة أثار النم على وشي وقلت لبابا، 

_وانت رأيك ايه يابابا؟ 

بص في وشي وهو عارف ملامحي لما ببقى متهمه بموضوع وضحك قوي وقال لي: 

_ماتقلقيش، قلت له إننا جاهزين عالساعة اتنين بكرة وقال لي إنه هيجي ياخدنا بعربيته بكرة.. 


إتنطت من مكاني وأنا بقول له بفرحه: 

_أوكي يابابا هرتب كل حاجة بدري.. 

وفضلت أعد الساعات وخصوصاً بعد  مافتحت التليفون ومالقيتش منه أي رنه ولا أي مكالمة، أيه الشخصية الغريبة دي؟ مارنش حتى عليا يقولي باللي حصل مع بابا، طب ليه إتصرف كدة؟ بيثبت أنه جد يعني؟ عموماً  بكرة الأيام هتبين طبيعته وهعرف كل حاجة،وبعد مافات اليوم وأنا كمان مارضيتش أرن عليه عدى اليوم ونص اليوم اللي بعده وبقينا في ميعاد الغداء وجه محمد وخدنا من بره وعزمنا في مطعم في منتهى الشياكة والنضافة، وماما قاعدة جنبي بتكلمني  بهمس وترميلي نكتة وتقولي: 

_شايفة يابنتي النضافة؟ ماله يعني الولا؟ مش تقوليلي أسافر ألمانيا وكلام فارغ؟! ماله يابت أبن بلدك اللي هيعيشك هنا؟

بصيت لها وأنا كاتمة الضحك وقلت لها: 

_أنا برده؟ أنا برده ياست ياللي عاوزة تنقليني قارة تانية؟! خليني ساكتة بقى! 

_هههههه، دا انا هنقلك من المجرة كلها عشان أرتاح منك يابت، ياااه ياربي عقبال ماتتجوزي وأخلص ويفضل خالد أخوكي وأنقي له عروسة هو كمان.. 

 

_أيوة نقي له واحدة من بره الكوكب..

وفضلت أضحك أنا وماما، وبابا بيتكلم هو ومحمد واليوم مشي من أجمل أيامنا مع بعض وجه وقت كلامهم مع بعض عالمكان اللي هنعيش فيه وحتى ده محمد حب يتكلم فيه مع بابا قبل مايتم أي إرتباط.. 

_معلش ياعمي أنا عاوز  أم العروسة تيجي بس الأول تشوف شقة بنتها اللي  هتعيش فيها وبعدها بقى نبتدي نجيب شبكتنا ونعلن الخطوبة.. 

_ماشي يابني بس قبل مانشوف البيت طبعاً إدينا فرصة أخوها يرجع من شغله ويسأل عليك، يعني انت عارف طبعاً لازم نعمل كدة الأول.. 

_ماعنديش مشكله خالص في سؤالكم عليا بس أنا عاوزها الأول تشوف البيت اللي أنا عامله على زوقي، عشان البيت دة بالنسبالي فيه كل ذكريات حياتي وصعب عليا جداً أغير فيه حاجة يعني.. 

_يعني لو فيه حاجة معجبتهاش ماهي كدة كدة تبقى تتغير بعدين.. 

_ماشي بس أنا ليا رغبة اشوف موافقتها وكمان تشوف بيتها وانتو معاها.. 


_ماشي ياسيدي، يلابينا لو انت عندك وقت.. 

_آه طبعاً يلا بينا.. 

وخدنا بعضنا وركبنا العربية، العربية اللي من أول ماشفتها وأنا مستغرباها جداً لأني ولأول مرة أشوف عربية بالشكل ده، العربية  مدورة وشبيهة بالكورة، وكل الإكسسوارات اللي فيها تشبه الكورة، حتى شكلها من برة غريب ومن جوه أغرب،  بدأت ماما اللي مابتعديش حاجة غير لما بتركز فيها تسأله طبعاً وتقول له وهي بتخبط عالعربية بأيدها: 

_حلوة قوي العربية يامحمد ياحبيبي، بس هي ليه عربية مكورة مش عربية مربعة عادي يابني؟ 

محمد برمودا اللي بدأ يعرق تاني وملامح وشه بان عليها التغيير وحاول يستجمع أنفاسه تاني وقال لها: 

_ آااا، أصلي بحب  الكورة قوي وبشجع فريق برشلونا، من حبي فيها عامل كل أملاكي بالشكل دة.. 

_بالشكل دة أزاي بقى لامؤاخذة يابني؟ يعني كل حاجة عندك مكورة؟

ضحكت ماما جامد وبدأ هو كمان يضحك ويقولها:

_آه ياأمي، وإسمحيلي أقولك ياأمي عشان أنا يتيم.. 

بابا لفت نظره كلامه ورد قال له: 

_يتيم أم بس؟ يعني  الوالد عايش؟ أمال هو مش معاك ليه؟!  

بدأ يعرق تاني ويتوتر وهو بيقول له:

_لأ، والدي هو كمان الله يرحمه، الله يرحمهم هما الإتنين، وسامحوني عشان السيرة دي بتتعبني وبتوترني  .. 

ردوا عليه أمي وأبويه اللي صعب عليهم طبعاً وقالوا له: 

_لأ ياحبيبي إنت تعتبرنا من هنا ورايح ماما وبابا بقى. 


وبعد دقايق من الكلام والدردشة وصلنا البيت عشان أتفاجئ بمبنى برده مبني على شكل دائري مش مربع ولا مستطيل عادي، مانكرش إني أول ماشفته إستغربت جداً لكن لما دخلته من جوة أنبهرت وفرحت بشكله قوي وحسيت براحة رهيبة  ، كل حاجة من جوة برده واخدة شكل الدواير ومعمولة بطريقة فخمه وشيك ، مفيش قطعة عفش واحدة واخده شكل مربع ولا مستطيل، الحجات كلها مرصوصة على نفس الشكل ومريحة جداً للعين لدرجة خلت أمي وأبويه من جمال البيت بدأو يسألوه أسئلة وأولهم ماما: 

_ الله يابني، البيت روعة، مين اللي مصممهولك بقى؟! مهندس ولا إنت ولا ايه؟! 

_لأ ياأمي أنا اللي حطيت التصميم للبنايين وقلت لهم على كل تفصيله عاوزها في البيت، وهما نفذوه زي ما أنا عاوزة بالظبط، هاه؟ عجبك أهم حاجة؟! 

_جميل جداً ياحبيبي بس مش المهم رأيي، المهم رأي العروسة، هاه؟  إيه رأيك داليا؟ 

_ودي عاوزة كلام؟! البيت فعلا تحفة فنية ياماما، بالرغم من ان فيه طبعاً حجات عاوزة تتجدد بس كل الحجات التانية مفيهاش غلطة... 

رد محمد بفرحة وقال: 

_جميل، كدة يبقى ننزل نشتري الشبكة، مش لازم نستنى بقى.. 

بس بابا قاطعه بسرعة وقال له: 

_لا يابني ههههه، انت مستعجل ليه؟! هتاخدنا في دوكة ولا ايه؟ مش قلتلك عندها أخ لسة هيرجع كمان كام يوم وهنسأله، وكمان نسأل عليك وكدة يعني أصبر بس شوية وماتقلقش، كل حاجة هتمشي زي مانتا عاوز.. 

_خلاص ياعمي، اللي تشوفه، لما أخوها يجي وتسألوا عليا ننزل نجيب الشبكة ولوازم الخطوبة كلها، بس ماتتأخروش عليا في الرد عشان أنا مستعجل، خلاص؟! 

_خلاص يابني، أتفقنا.. 

وبعد ماجه أخويه وسأل عليه وعرف إنه شاب كويس ومالهوش اختلاط بحد وكمان محدش يعرفه قد كدة أكار من المحل  بتاعه والبيت اللي طلع جنبه وحتى كمان طلع مالهوش قرايب غير أبن خالته هو اللي بيشوفه الناس، وبعد وقت عدى يجي شهر وزيادة، إتخطبنا واللي حصل يوم خطوبتنا لو ماكنتش أتصرفت ولحقته، كان هيبقى كارثة تبوظلي جوازتي.. 

يومها وأنا واقفة لابسة فستاني اللي اشتراهولي مخصوص و شكلي زي القمر وواقفة مبسوطة وبغني  بعد ماجاتلي الكوافيرة في البيت وخلصت وكنت واقفة مستنياه، وبعد شوية جه ومجرد مانزل الزغاريط ملت الدنيا والمباركات وجو الفرحة ملى المكان وبدأنا ندخل عالمكان اللي بابا جهزه لنا بدل القاعة، لكني نسيت حجات مهمة قووي هو قال لي عليها، ومرة واحدة ببص عليه لقيته فيوسط الزحمة عمال يعرق ويصب في مية، وشكله متعصب وبدأنا نتكلم: 

_إيه الحلاوةدي ياحبيبي؟ بسم الله ماشاء الله عليك. 

_إيه ياداليا اللي أنتي عملاه ده؟ مش أنتي قلتي دي خطوبة عالضيق؟! فين الضيق دة؟ 

_والله العظيم مش أنا اللي عزمت ده بابا، وبعدين فيه ايه دي خطوبتي، بالراحة.. 

_لأ ياحبيبتي مفيش مشكلة بس فيه حجات لازم تعرفيها عني منها إني بكره الزحمة وعندي أساساً فوبيا منها، يعني لو أتواجدت في مكان أكتر من عشرين فرد ممكن يحصل لي كرشة نفس وإغماء.. 

بصيت له بإستغراب شديد وقلت له: 

_أيه دة بتهزر صح؟ هو فيه حد كدة؟ 

_أيوة أنا، بتخنق ياستي، ويارب تكوني أفتكرتي بقيت الحجات اللي قلت لك عليها.. 

_اللي هي؟! 

_يانهارك أبيض؟! يبقى نسيتي.. 

في نفس الوقت بدأت تنزل المشروبات والحاجة الساقعة في كوبايات أشكال مختلفة، وبسرعة مسكته الدوخة وبدأ يعرق ويفك في كرفتته من غير مايحصل سبب مقنع وبسرعة رجعت اهديه بالراحة.. 

_فيه إيه يامحمد؟ مالك بس كلمني؟ 

_قلتلك مش بحب أي حاجة مربعة ولا فيها مربعات، فيه أيه ياداليا!! مش فهمتك وقلت لك بلاش كتر أسئلة بكرة؟! 

_ياسلام؟ وأنا حرام أسأل يعني؟! انا بشوف حجات غريبة جداً من أول ماعرفتك لحد دلوقتي ومش فاهمة فيه ايه! 

رد بعصبية وقال لي: 

_طيب طيب، ماهو انتي لو ماطلعناش برة دلوقتي هتقولي ياريتنا طلعنا وسمعت كلامه.. 

_تعالى انا هبعدك عن هنا، بس ياريت أعرف فيه ايه الظبط.. 

_أوكي، يلا يلا.. 

  خدته وطلعنا برة المكان وعملت كأني رايحة عالحمام يعني وهوديه يغسل إديه ووشه وكدة ووقفنا نتكلم بعيد عن عيون الناس.. 

_فيه ايه بقى معلش؟! أيه اللي بيحصل كل ماتشوف حاجة مربعة؟ ماتفهمني مالك بالظبط!  هو انت مريض مثلا؟ 


_مريض ايه بقى أنتي هتغلطي ليه؟ ماتعدي الدنيا وتسكتي ياداليا شوية دوخه وبتجيلي.. 

قلتله بعصبيه: 


_لأ لازم أعرف السبب دلوقتى يعني دلوقتي.. 

_يابنتي كل الموضوع أني عندي فوبيا مربعات، بس، بخاف من أي حاجة مربعة أو بكرهها مش أكتر يعني.. 

_فوبيا مربعات؟ يعني ايه؟ أنا مش فاهمه حاجة خالص! 

بدأ يبص لي ويقولي بطريقة حسستني ان  اللي بيقوله ده مش الحقيقة: 

_إيه عمرك ماسمعتي عن حد بيكره أو بيخاف من المربعات! عادي نوع من أنوع الفوبيا فيها ايه؟! 

_لأ مفيهاش، بس دي حصلتلك من إيه وازاي؟ مش أي فوبيا بيبقى ليها سببها؟! 

أتضايق أكتر وقال لي بشخطه: 

_يوووه؟ أنتي بتعيدي في الكلام ليه؟ حادثة، حادثة ياستي شفت حادثة والحادثة الشئ اللي كان بارز فيها واللي فضل في الذاكرة هو المربعات، وهو ده كل اللى فاكره فيها، أرتاحتي كدة؟ 

_بجد يامحمد؟ يعني مش مخبي حاجة عني مش كدة؟ 

_لأ والله كدة مش مخبي حاجة... 

وأحنا واقفين ببص لقيت أخوية خالد طب علينا وأحنا واقفين فجأة خضنا وكان هيزعق لي لكنه مسك نفسه قدام محمد وقال لي: 

_إيه ياداليا فيه ايه؟ بابا والمعازيم بيدوروا عليكم من شوية هو فيه حاجة؟

_لأ ياخالد، دة كان عاوز الحمام وانا بس عرفته مكانه وراجعه للناس، يلا خلص يامحمد وتعالى وانا هروح مع خلودي.. 

ورجعت مع أخويه اللي قعد يبص عليه وبص لي وقال لي: 

_بقولك ايه؟ أنا مش مستريح للواد دة، أنتي متأكدة إنك مرتحاله؟ لو متضايقة بس عشرين في المية قولي وانا هخليه مالهوش دعوة بيكي وقتي.. 

قلت له وأنا بضحك عشان أداري معالم الإستغراب اللي على وشي:

_ههههههه، هو فيه ايه ياخالد؟ مالك بالراجل هنبتدي غيره من أولها ولا أيه؟ أنا محمد كلها دقايق وهلبس شبكته وهقرى فتحته، أتلم بقى يارخم، هههه.. 

_غيرة ايه دنا هزغرط إنك خلاص هتفضي الأوضة وتسيبيلي أوضتين في البيت بتوعي، عارفة يابنتي؟ أنا أول ماتمشي هعمل في أوضتك دي ايه؟ هفتح فيها باب وشباك عالشارع والجنينة وأفتحها محل حلويات، وكل اللي رايح وجاي يدخل ياخد اللي عاوزة ببلاش.. 

ضحكت جامد جداً على كلامه اللي فصلني  وقلت له وأنا بشاور بصباعي السبابة: 

_أياك تيجي جنب أوضة ولادي في المستقبل مفهوم؟

_يوووه؟! أنتي كمان هتحجزيها لولادك لأ بقى كدة ظلم، هههههه.. 

_طب يلا يابني عشان بابا مايستغيبناش كلنا.. 

ودخلنا تاني عليهم المكان وبدأت أوشوش ماما بهدوء: 

_وحياتي عندك يامامتي، خليهم يشيلو أي حاجة مربعة أو على شكل مربع هاه؟ 

_نعم ياقلبي؟! مش فاهمه المطلوب؟ هي الشبكه محطوطة في علبة ايه لا مؤاخذة؟ مثلثة؟! ماهي اكيد مربعة.. 

_لا ياماما على شكل قلب متقلقيش حولي بس تشيلي المربعات من المكان أرجوكي.. 

_ليه يابنتي؟ فهميني؟وبعدين صحاب العريس بيسألوا عليه هو فين راح؟ 

_هو جوة ياحبيبتي وبس ظبطي الدنيا وهو في الحمام وطالع.. 

_هو مابيحبش المربعات يابت؟ 

_آه ياماما، مابيحبش.. 

_حاضر يابنتي، إمشي يامربعات، بلاها مربعات، روحي يامربعات، أنا بقولك ورزقي على الله، دة شكله منخوليا رسمي رسمي.. 

_ياماما طب بس خلصي وغلاوتي.. 


_حاضر ياختي، حاضر يابنتي، أشتاتاً أشتاتاً.. 

ومشيت ماما وفجأة لقت محمد في وشها وساعة ماشافته وقفت تقول ياختاااي، ياختي ياستاار، وأنا وقفت أضحك وأداري الضحك ومش قادرة ولا عارفه أعمل إيه، لكن بعد ساعات عدت الليلة ولبست شبكتي والحمد لله عدت أصعب ليالي حياتي  ، وعدت الأيام والليالي وكنت في يوم مع محمد في البيت هناك وكان عدى على  شبكتنا شهور طويلة وكان وقتها قرب الفرح، كنت في الأوضه فوق بوضب شويه في الحجات اللي هتتغير واللي هيجاب غيرها ووأنا بقلب، لقيت صورة لست جميلة جداً ومعاها طفل في سن الست سنين، ملامحه قريبة جداً من ملامح برمودا، وأول حاجة جت في دماغي إن دي صورته هو ومامته، وفرحت قوي وجريت وفي ايدي الصورة وكأني لاقيه إكتشاف  عظيم، بس ماكنتش أعرف أني كدة عملت غلطة كبيرة جداً وأنا مش واخدة بالي ووقتها،، 

_يامحمد، يابرمودا؟ تعالى بص، بص لقيت إيه! 

_إيه خير لقيتي ايه يا بونبون؟ 

_بونبونايتك لقت الصورة القمر دي، دي مين؟ دي مامتك مش كده؟ 

بسرعة ملامحه اتقلبت وشد الصورة مني بغضب وقال لي: 

_أنتي مش من حقك تقلبي وتلاقي حاجة تسألي عنها، وانتي مالك أصلا؟ روحي ياداليا، روحي وأنا هبقى أخليكي تيجي لما أشيل شوية حجات كدة من البيت.

قاطعته ساعتها بأفعال شديد وقلت له: 

_لأ مش من حقك انت إنك تزعقلي كدة، ثمأن تعالى هنا! هو فيه ايه كل شوية تتحجج بحجة شكل ليه؟!  مالك مخبي أيه عني ماتتكلم على طول وألا هضطر لقرار يزعلك مني وهتخسرني لطول العمر.. 

ومرة واحدة لقيته إنهار وصرخ في وشي وهو بيقول: 

_زيك زيها، زيك زيها أكيد وزي أي واحدة هعرفها، خاينة، أكيد هتبعيني أكيد.. 

قلت له بغضب: 

_لااا دا انت فعلا مش طبيعي، مجنون زي ماقالت ماما، أنا ههرب من هنا 

ولسة بلف وشي عشان أطلع لقيته وقع من طوله عالأرض قدامي مغمى ووشه بيجيب في ميه وكإن عنده حالة صرع ومن صدمتي وقعت جنبه وقعدت أعيط وانا مش فاهمه حاجه خالص، وبعد شويه فاق وقمته سندنه عشان يقوم من الأرض وجيت أسيبه وأطلع مسك إيدي بكل قوة وحنان في نفس الوقت وقال لي: 

_ههون عليكي تسيبيني من غير ماتسمعي حكايتي يابونبون؟ أنا في حياتي حكاية كبيرة قوي لو سمعتيها ومفيش في قلبك رحمة هتتصرفي زي اللي مستنيه، إنما لو بتحبيني بجد زي مابحبك، هتفضلي معايه وتساعديني وتقوليلي أعمل إيه.. 

_محمد، أنا عاوزة أعرف كل حاجه بالتفصيل عشان أعرف آخذ قرار ولو سمحت من غير كدب ممكن؟ 

_طبعاً، أكيد، بس أرجوكي اوعديني ماتبعديش لأني كنت خاطب واحدة قبلك ولما سمعت حكايتي فسخت الخطوبة.. 

_يااه؟ للدرجادي؟ طب اتكلم يلا.. 

_أنتي عمرك ماسألتي عن أهلي، عمرك ماسألتي نفسك ليه هما مش معايا؟ 

_لأ طبعا سألت، وقلت يمكن وحيد ولا مقطوع من شجرة، ماشغلتش بالي يعني.. 

_لأ أنا مش وحيد للأسف ولا مقطوع من شجرة، أنا ليا حكاية غريبة قوي وفي آخرها إن إعمامي وأنا صغير قتلوا بعض كلهم وأنا كمان كان زماني معاهم بس لولا ربنا نجاني، وكأني نجيت عشان أعيش أصعب أيام عمري، أصعب من اللي شفته نفسه قدام عيني  .. 

قلت بأستغراب: 

_قتلوا بعض؟ ليه وعشان إيه؟ وفين بقيت العيلة طيب؟ 

_ بصي ياستي، أناوكان ليا أربع اعمام والخامس أبويه،  وأمي واخواتها تبقى بنت خالهم، اتجوز تلاتة من عمامي   تلاتة من اخوات أمي، وبقوا كلهم في بيت واحد، بيت جدي، بيت واسع وكبير وكله خير، جدي كان غني قوي قوي وعنده أراضي وأملاك لاتعد ولاتحصى، كان الكل في الكل أبويه هو ايده اليمين، وبعدين ابويه كان قريب من الاتنين اللي متجوزين خالاتي وعلمهم الشغل والتجارة، وبكدة أبويه وعمامي وامي وخالاتي كانوا الكل في الكل عند جدي، جدي كان نفسه الاخوات الياقيين يبقوا زيهم، لكنهم كانوا طماعين وعاوزين ياخدوا فلوس وبس، وطبعاً جدي كان بيمنعهم ومرة واحدة وانا طفل صغير حضرت جريمة قتل جدي وانا معرفش لما جدي مات مرة واحدة بدون مقدمات، وبعد موته وانا واقف في المطبخ لقيت زجاجة صغيرة وخدتها ورحت أحكي لأمي اللي شفته من شوية صغيرة وقلت لها اني شفت مرات عمي بتحط من الدواء دة لجدو في الأكل اللي دخل أوضته، أمي أتجنت وطلعت تجري عشان تلاقي الكلام بقوله صح واتفاجئت بخبر موته وبدأت كل همها تسكتني عشان مانطقش وأخرب الدنيا، وأمي سكتت وأنا كمان سمعت كلامها لكن براءة الأطفال وجرائتهم غالبة أكيد وفي يوم وقعت بلساني قدام أبويه اللي أستغرب وغضب وفي ثورته قام واخد بعضه وراح قال لأخواته الكلام دة، والغريب وقتها ان اخواته مانكروش بل بجرائة أكدوا الكلام، وبسرعة الخبر انتشر في بيت جدي وأبوية لبس ونزل في طريقة للشرطة عشان يبلغ هو واخواته التلاتة التانيين، وفجأة يطلع له الأخين التانيين اللي عملوا الكارثة دي ومعاهم سلاح وهددوهم بالقتل حالا لو ماغيرتوش رأيكم، بابا وقتها ماهمهوش حاجة، ولسة جاي يطلع من القصر الكبير، عشان يروح يبلغ راح عمي ضربة بالرصاص في ضهره عادي قدامهم كلهم، وحصلت وقتها المجزرة، لما عمامي  اللي واخدين خالاتي شافوا اللي حصل طلعوا عشان يبلغوا الشرطة كرروا نفس اللي حصل مع أبويه وضربوا واحد منهم بالنار وطلع واحد فيهم وبدأ يقتل في الأطفال، حتى ولا عمامي الاطفال مترحموش، كل ده عشان اقتناعهم بأن جدي كتب للتلاتة الفلوس والورث وإنهم هيطلعوا بدون ورث ولا فلوس، وفي وسط المجزرة دي وأنا كل تفكيري هو خوفي على أمي لاتموت زي أبويه، وطلعت أجري  على أوضة نوم بابا وماما  ، كانت جميلة زي ماشفتيها كدة وقاعدة بتقرأ كتاب  على السرير،السرير اللي واخد زاوية من زوايا الأوضة وهي قاعدةمشمركزة غير بس في الكتاب ومجاش في بالها بشاعة اللي هيحصل لها ولا اللي بيحصل ، وقلت لها بسرعة بس هي ماصدقتنيش، قلت بصوت عالي وأنا في قمة الرعب وعاوزها تلحقني : 

_ماما؟ ماما الحقي عمامي قتلوا بابا وبقيت الناس اللي تحت، قتلوهم زي ماقتلوا جدوا.. 

 

  سابت الكتاب فوراً وقعدت تبص في وشي وقالت لي:

_انت بتقول إيه يامحمد؟! أنت فاهم بتقول أيه؟! 

ولسة بقولها: 

_آه والله، بابا بابا، 

وبكمل كلامي وتعدي من جنبي  كام رصاصة حية كانت هتطير ودني في طريقها لصدر أمي قدامي وفجأة تخرم قميصها الأبيض وتنزل عليه انهار دم، ووقعت أمي في ركن السرير ميته قدام عيني، في ركن المربع قدامي، ولسة بتلفت عشان اجري من القاتل اللي عامل فيعا عمي لقيت الرصاصة خرمت صدري  أنا كمان ووقعت من طولي، مش هقولك بقى انقذوني إزاي في المستشفى بس في الآخر اطلع بعد اسبوعين واكتشف اني الوحيد اللى نجيت من المجزرة بعد ماعمامي الأتنين قتلوا عمامي التلاتة وزوجاتهم وولادهم، أما عن التانيين فا الأهالي بلغت الشرطة بسرعة واتاخدوا على قسم الشرطة ولحد دلوقتي ماطلعوش بعد ما اتحكم عليهم أشغال شاقة، ولما زوجاتهم سمعوا الأحكام هربوا من البلد باللي قدروا عليه، وكل اللي فضل لي، البيت اللي حصلت فيه الجريمة، اللي ساعة ماطلعت وشفته! عرفت وقتها اني أصبحت مريض نفسي وعندي فوبيا من البيوت والأماكن المربعة، لأ وكمان من أي أسلحة، وساعة ماأشوف عيلة كبيرة وفيها ترابط أسري تحصل لي نفس الحالة دي، أعرق وأدوخ ولو ماتلحقتش أقع من طولي لحد ماروح في غيبوبة غريبة وأفوق منها بعد أسبوع  ، بس الغريب واللي حصل لي بعدها اني أنا اللي ورثت قصر جدي دة بعد ماكلهم هربوا من البلد.. 

بدأت أبص له وأنا بمسح دموعي وقلت له: 

_اكيد هو دة اللي جبت منه المحل وال البيت مش كدة؟ 

_أيوة بعد مارحت لعمامي اللي في السجون وخليتهم يتنازلوا لي عنه، لكن تعرفي؟ لسة فيه أراضي قد ايه ماحدش جه جنبها! كل الاراضي زي ماهيا.. 

_أمال مراتات عمك اخدوا ايه وهربوا؟ 

_هربوا بالمجوهرات والفلوس واللي كانت كتيرة جداً طبعاً، المهم هي دي حكايتي كلها، وانا فعلا فعلا مش لاقي دكتور  نفسي يعالج حالتي دي، اتحرجت كتير واتكسفت اكتر، بأمانه تعبت.. 

_طيب انا عندي فكره كويسة قوي، إيه رأيك إني هشوفلك دكتور كويس ونبدأ نتعالج من دلوقتى وبعد جوازنا عادي؟! 

بص لي بفرحة كبيرة وقال لي: 

_يعني انتي مش هتسيبيني بجد وتمشي زي اللي قبلك؟! 

_يابني دنا هنفخك على اللي قبلي دي بس تعالى بقى إحكيلي عن الاراضي دي الأول وهنعمل ايه فيها... 

وفضلنا نتكلم مع بعض ونحكي وكأنه لما قاللي سره رمى جبل من على ضهره.. 

وبعد شهور من جوازنا... 

وفيت بوعدي معاه وماسبتهوش غير فعلا شخص سليم وزي الفل، وعشت حياتي كلها معاه في سعادة، والأهم إني لحد دلوقتي محدش عارف سره غيري أنا وبس... 

#تمممت.... 

 


تعليقات