القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة




 الفصل العاشر 

=========

ما إن تقدم سياف إلى السطوح حتى شاهد زينب ومازن وهو يحتضنها بتملك شديد 

صاح بهم سياف غاضبا :

- أنتم بتعملوا إيه عندكم فى وقت زى ده؟

تردد مازن بالحديث ولم يعرف بماذا يجيب؟

فأردف قائلاً بتردد:

- أنت منشفها علينا يا سياف ومش بعرف أقعد معاها دقيقتين على بعض 

رمقه سياف بنظرات حادة قائلاً وهو يمسك به من تلابيب ملابسه :

- شد حيلك أنت وأتجدعن وهات شقتك واتلموا فى بيت واحد أنا إن كنت بشد عليك أنت وهيا ده خوف عليكم أنتم الأتنين واختى كمان بالاخص عارف إنك ممكن تأكل مخها

بكلمتين ناعمين والنفوس ضعيفه أنا من حقى أحافظ عليها 

اكمل قائلاً بجدية :

- لما تبقى فى بيتك أعمل اللى أنت عايزه لكن طول ما هي فى بيتى تبقى تحت طوعى وملزومة منى زينب مش بس اختى ده بنتى اللى ربيتها على إيدى 

تحدث إليه مازن شاعر بالخجل من أثر حديث سياف :

- عندك حق يا سياف أنا هاعمل كل جهدى أنى أجيب الشقة فى أقرب وقت بس أنا أصلى مسافر بكرة وجيت أودع زينب قبل ما أسافر 

سياف دافعا إياه ناحيه سطح منزلهم :

- طيب يلا يا روح أمك طريقك أخضر اتكل على الله وإياك أعرف إنك عملت كده تانى أنا  المره دى عديتها كده من غير 

ما أمد ايدى مره تانيه هاعلقك على باب الحارة واخلى اللى ما يشترى يتفرج عليك 

نظر إلى شقيقته نظرات حادة قائلاً بغضب:

- اما أنتى بقى ياست زينب يالى ماشاء الله عليك أول ما يقولك على أى حاجه تنفذيها يلا اتفضلى انزلى قبل ما أمك تصحى وما تلاقكيش فى فرشتك وحسابك معايا بعدين 

ركضت زينب عائدة إلى  شقتهم بينما ركض مازن أيضا عائداً 

من حيث أتى 

جلس سياف بعد أن غادروا يفكر بفريدة وهو قلق للغاية عليها فهو لم يستطيع أن يتركها وسط السجينات ويغادر 

تاركا إياها تواجه مصيرها المجهول وبذل كل ما بوسعه حتى يطمئن عليها ويتركها ويغادر وهو مطمئن إنها فى أمان 

أخذ يحدث نفسه قائلاً بحزن :

- كنتى فين من زمان يا فريد ياه لو كنت قبلتك من زمان كانت حاجات كثير قوى فى حياتى أتغيرت 

مكنش قلبى أتوجع وأتعلقت بحب مش من نصيبى 

أكمل قائلاً وهو يطلق تنهيدة حارة :

- أنا مش عارف إيه اللى جرالى من يوم ما قابلتك حسيت إنى قلبى اللى بقالى سنين ما دقش رجع للحياة تانى كأنه كان ميت وأنتى حيتيه أنا كل ما بعرفك أكثر بكتشف قد إيه أنتى 

حد برئ ملوش فى الشر والخبث اللى مالى الناس

زفر قائلاً بحزن:

- يا ريت ألاقى فانوس سحرى أطلب منه يمحيلى الماضى الحزين بكل أوجاعه وآلامه 

علشان ابدأ معاكى كأنى شخص تانى قلبه فاضى مفيهوش حزن ولا عقد ولا آلام الماضى

حين شعر بالنعاس يتسرب إلى أجفانه نهض عائداً الى شقتهم لينال قسطاً من الراحة قبل أن يذهب ليطمئن على فريدة 

باليوم التالى بمنزل والد فريدة 

حيث كان يجلس على مائدة الإفطار يتناول إفطاره ويقرأ الجريدة ككل يوم أخذ يتصفح الجريدة يبحث عن أخبار جديدة فوقعت عينيه على صورة زوج ابنته وهو مقتولا وكتب فوقها بحروف كبيره وبارزه:


- مقتل رجل الأعمال طارق الحسينى وزوجته المتهمه الاولى بقتله 

ترك والدها الطعام ونهض غاضبا ثم ارتدى ملابسه على عجل وأخذ مفاتيح سيارته وكاد أن يخرج إلا أن زوجته إعترضت طريقه قائلة بغضب شديد وهي ترمقه بنظرات تحذرية :-

رايح فين على الصبح كده ؟

أجابها السيوفى قائلا :

رايح اشوف بنتى اللى متهمة بجريمة قتل وممكن تتعدم بسببها

وقفت بطريقه قائلة بحدة شديدة:

- مستحيل ده جثتى لو خرجت من هنا بنتك مين اللى رايح تدور عليها وها تدور عليها فين ان شاء الله

هاتلف على الاقسام تدور على واحدة قاتلة انا حقيقى مستغربه أزاى قدرت تعمل كده ده كان معيشها فى هنا ونعيم تحمد ربنا إنه رضى يتجوزها دى بوز فقر طول عمرها وأكيد كانت منكدة عليه يوماتى

كاد أن ينحيها من طريقه ويخرج ليبحث عن أبنته الوحيدة التى خسرها بسبب تسلط زوجته 

لكنها لم تتحرك من طريقه وهتفت به قائلة بحدة شديدة:

- أقسم بالله لو رجلك خطت برا البيت ده تعمل حسابك بيتى ده مش ها تخطيه برجلك تانى وورقه طلاقى توصلنى الشراكه اللى بينا أعتبرها لاغيه 

تراجع عن ما ينوى فعله ثم عاد إلى غرفة مكتبه واغلق عليه من الداخل واعخذ يفكر بطريقه يساعد بها أبنته دون أن تعلم زوجته 


نهض سياف أغتسل وبدل ملا بسه ثم غادر تاركا الجميع جالسين يتناولوا الإفطار 

إعترضت والدته طريقه قائلة بحزن:

- معقول يا سياف ها تنزل من غير ما تفطر معانا ده أنت عمرك فى حياتك ما عملتها قبل كده وبعدين أنت رايح فين بدرى كده وأنت متشيك كده؟

سياف محاولٱ ضبط أعصابه والتحكم بغضبه حتى لا يحتد بالحديث :

- ورايا مشوار مهم رايح أقابل زبون عايز يبيع عربيته 

وأنا لازم اعاينها بنفسى علشان أجيب لها زبون

لوت والدته شفتيها ونظرت إليه بأستنكار قائلة:

- زبون برضوا يا سياف ولا أنت مخبى عليا حاجه ؟

غادر سياف حتى لا تسترسل بالحديث وتزعجه اكثر ما هو منزعج هاتفا بها وهو يغادر سلام يا أمى لما أرجع نبقى نقعد نتكلم براحتنا أنا مستعجل وهاتأخر على مشوارى

صمتت والدته وابتعلت حديثها حتى لا تتشاجر معه 

وتجعله يعند أكثر من ذلك لذا فضلت الصمت لحين عودته


بمشفى السجن نهضت فريدة من غفوتها ثم جاهدت لتعتدل 

وتجلس تتأمل المكان من حولها ٬وهيا تشعر بحزن شديد يغمر روحها 

وأخذت تنتحب بقهر على تلك الحالة المزرية التى وصلت إليها وكيف أصبحت وحيدة هكذا بمحنتها لا أخ يقف إلى جوارها ٬ولا صديق يواسيها حتى والدها لم يكلف نفسه بالسؤال عنها ولا مرة واحدة حتى أثناء ما كان زوجها لايزال حيا لم يفكر ولا مرة بزيارتها

دلفت الممرضة إلى غرفتها لتطمئن عليها وترى كيف أصبحت حالتها 

ما إن شاهدتها تبكى أقتربت منها تواسيها قائله بود وقد رق حالها لها :

- مالك يا حبيتى بتعيطى ليه بس؟! ده حتى الأستاذ اللى جه معاكى لما جيتى كان قلقان قوى عليك وقعد جمبك كثير وأنتى نايمه ووصانى ووصى كل الناس هنا عليك

جففت دموعها قائلة بحزن:

- بخير شكر على سؤالك بس أنا كنت متضايقة شوية مش أكتر 

جلست إلى جوارها وأخذت تفحصها وتقيس لها الضغط 

ثم بعد أن انتهت حدثتها قائلة بود:

- أرمى حمولك على ربنا وهو قادر يجبلك حقك وينصرك على كل اللى ظلمك

ربتت على كتفها بود قائلة:

هاروح اجيبلك الأكل علشان تاخدى دواكى


أثناء ما كان سياف بالطريق متوجها إلى المشفى حيث توجد فريدة صدح هاتفه بنغمه الرنين فاخرجه من جيبه واجاب بلهفه حين علم بهويه المتصل قائلا بلهفة شديدة:-

أهلاً أهلاً يا أستاذنا هاايه الأخبار عندك أخبار جديده 

أجابه المحامى المدعو حسن قائلاً بجدية :

- أيوه يا أسطى سياف حبيت أبلغك أنى خدت إذن وكيل النيابه إن اعاين الشقة الى حصلت فيها الحادثة 

أنا رايح النهاردة ومعايا عسكرى وهاسمعك أخبار حلوه النهاردة انا كلمتك بس علشان أطمنك علشان تطمن المدام فريدة وتقولها قريب قوى هاثبت برائتها

شكره سياف قائلاً بود الف شكر والله يا أستاذ حسن تعبينك معانا

معانا دائماً 

أجابه المحامى قائلاً بود:


- أنا فى الخدمة دايما يا أسطى سياف ومتزعلنيش منك وتقول كده تانى ده جزء بسيط من جمايلك عليا

أنهى سياف المكالمه معه ثم

حث السائق على الإسراع قائلاً :


- ما تشد شوية يا أسطى الله يباركلك خلينا نوصل بسرعة

أجابه السائق قائلاً:

- حاضر يا أسطى ادينى ماشى اهو هانت كلها ربع ساعة ونوصل للمستشفى

صمت سياف حتى لا يتشاجر معه فهو يسير ببطئ شديد 

مما يجعله يشعر بالضجر

شرد بخياله وهو يتذكر ما حدث معه منذ اعوام كثيره مضت حين كان فتى صغير ينزل كل يوم برفقة والده ليراه وهو يعمل ويلهو مع الاطفال الصغار امام ورشة ابيه 

عاد بذاكرته إلى ذلك اليوم الذى جاء رجل ليصلح سيارته وبرفقته فتاة جميلة صغيرة 

فأقترب من الفتاة على استحياء لديه فضول ان يراها عن قرب 

حدثها على استحياء قائلا :

- عمو اللى بيصلح العربية ده باباكى 

أجابته قائلة ببراءه شديدة :

- ايوه ده بابا وانا اسمى فروالة بابا على طول بينادينى كده

حدثها سياف بسعادة شديدة قائلاً:

- أسمك حلو قوى يا فروالة 

تعددت اللقاءات بعد ذلك اليوم ٬وكان كل مره يأتى بها والدها يجلبها معه وذات يوم اهداها سياف قلبا صغير وحدثها قائلاً بجدية شديدة :-

القلب ده قلبك يافروالة خليه معاكى وانا هاخلى مفتاحه معايا علشان يفضل مقفول محدش يفتحه غيرى

أخذت منه القلب ووضعته بالسلسال الذى تضعه برقبتها ثم ساعدها سياف على ارتدائها مرة أخرى 

ومرت الأيام وانقطعت أخبارها عنه ولم يعد يعلم عنها شئ ولازال يحتفظ بالمفتاح بميداليه مفاتيحه لا يفارقه مطلقا

اخذ يتسائل قائلا بحزن :


-ياترى روحتى فين يافروالة وعايشة ولا ميتة فاكرانى ولا نسيتنى أكمل قائلاً بحزن :


أنا مش عارف ليه حاسس إن فريدة فيها منها كثير

رقتها وبرائتها وطيبتها 

فاق من شروده على حديث السائق وهو يخبره قائلا بنفاذ صبر:

- أتفضل أنزل يلا يا أستاذ وصلنا إللى يشوفك كده ما يشوفكش وأنت بتزن على دماغى علشان أوصلك بسرعة 

ترجل سياف من السيارة وحاسب السائق قائلاً بحدة :


-مش عارف أقولك إيه الصراحه ده أنت خنقتنى من سواقتك البطيئه دى تقولش راكب سحلفه اتكل على الله يا أسطى سكتك خضرا

تركه وتقدم إلى داخل المشفى يبحث بعينيه بلهفة شديدة عن غرفة فريدة ليطمئن عليها فهو من الأمس لم يهدأ قلبه من شدة قلقه عليها 

ما إن وصل إلى غرفتها طرق الباب وتقدم إلى الداخل قائلاً:-

السلام عليكم أخبارك ايه النهاردة يا ست فريدة ؟!

تهلل وجهها من شدة السعادة لرؤيتها له أمامها الأن فهي ظنت إنه لن يعود لرؤيتها مرة أخرى وسيتخلى عنها كما يفعل الجميع لكنه حين رأته مقبلاً عليها غمرتها السعاد بشدة واجابته قائلة :

- الحمد لله أحسن كثير مشكرة ليك بجد على كل حاجة عملتها علشانى أنا لو شكرتك عمرى كله مش ها يكفى 

أجابها سياف قائلاً بود:

- مفيش شكر ولا حاجة أنتى تستاهلى كل خير أنا مبسوط إنك اتحسنتى وصحتك بقت أحسن النهاردة 

جذب المقعد وجلس إلى جوار الفراش وهو يحدثها قائلا بجدية:

-انا عندى ليك اخيار كويسه انا كلمت المحامى وبلغنى انه خلال كام ساعه ها يبلغنى اخبار كويسه وتطلعى من هنا بأقرب وقت

أجابته فريدة قائلة بسعادة :


- بتتكلم جد يا أسطى سياف ربنا يخليك يارب مش عارفه من غيرك كنت هاعمل إيه 

ضحك سياف بشدة على كثرة شكرها له قائلاً :

-كفايه شكر كده يا أستاذه وقوليلى أنتى أكلتى ولا إيه 

أجابته قائلة بنفى:

- مقدرتش أكل حاجة مليش نفس 

أعترض سياف قائلاً بجدية:


- مفيش الكلام ده أنا مكلتش وجبت أكل وقلت ناكل مع بعض

قام بفتح الطعام ووضعه أمامهم وأخذ يعطيها الشطائر لتأكل وأخذ يأكل هو ايضا وبعد أن انتهت من تناول الطعام 

أعطاها زجاجة عصير وأخذ هو الأخرى 

وجلس يتأملها خفيه حتى لا تلاحظ أنه يتأملها 

حين انتهى ميعاد الزيارة ونهض ليغادر على مضض وهو غير راغباً بتركها وكم تمنى لو يبقى برفقتها وقتا أطول من ذلك 

صدح هاتفه برنين متواصل بالبدايه لم يكن يريد ان يقاطع وجوده معها أى شئ لكنه أضطر بالنهاية للاجابة على الهاتف قائلاً بتأفف :

- أيوه مين خير فى حاجه ؟

أجابه المحامى قائلا بفرحة شديدة ولهجه مليئة بالحماس:

- أنت فين يا أسطى سياف عندى ليك مفاجاه هايلة مش ها تصدق عرفت ايه؟

سأله سياف بلهفة شديدة قائلاً :


- عرفت إيه قول بالله عليك فرحنى يا أستاذ أنا ريقى نشف على خبر حلو أسمعه بل ريقى بالله عليك قول فيه إيه 

المحامى بجدية شديدة :


- الكلام فى التليفون مش ها ينفع لازم أشوفك علشان اشرحلك كل حاجة بالتفصيل

سياف بنفاذ صبر :

- ماشى يا أستاذ ها أكون عندك بأقرب وقت مش هاتأخر عليك

بس حتى قولى لمحة كده أى حاجة يا أستاذ طمنى 

المحامى بحزم وجدية شديدة

- فيه اخبار كويسة ها تفرحك جدا انت و مدام فريدة بس أنت تعالى بأسرع وقت

سياف بنفاذ صبر:

- تمام يا أستاذ.د هاكون عندك مش هاتأخر. أنت بس استنانى ها أوصل بس فريدة و أطمن عليها وهاجيلك بسرعة مش هاتأخر عليك

تعليقات