القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت قطر المنصورة بقلم الكاتبة ايمان صالح

 سكريبت قطر المنصورة بقلم الكاتبة ايمان صالح 

قطر المنصورة بقلم الكاتبة ايمان صالح 

سكريبت قطر المنصورة بقلم الكاتبة ايمان صالح


بقلم الكاتبة ايمان صالح 

الكاتبة ايمان صالح 


سكريبت قطر المنصورة.. 



_كل لحظة بيعدي فيها القطر على قضبانه بيرج البيوت، وبيزلزل قلبي من جوه معاه! كان بيفكرني كل مرة بيعدي  بلحظات صعب عليا أفتكرها قوي... 


_كل يوم بقوم من نومي على هزة القطر لشقتي اللي بتبص على شريطه، وأقف أبص للقطر وأنا مربعة إديا وعنيا تدمع وأستناه يعدي عشان أخش على مطبخ شقتي... 


_أنا أستاذة شدوى، بنت قرية صغيرة في الفلاحين زي مابيقولو، أسمها مركز دكرنس تبع محافظة الدقهلية، أحلى حاجة في بلدنا الهدوء، زيها زي أي قريه ريفيه بيفرقها عن الحضر البساطة وقلة عدد السكان، الناس كلها في الغالب بتبقى عارفة بعض، بحب بيتي جداً بالرغم إنه بيفكرني بلحظات صعبة عليا، يستحيل أنساها، كل يوم بعد ميعاد القطر بدخل أجهز فطاري وفطار بنتي بدر ولازم أعمل مج النسكافية بتاعتي وأقف أبص من البلكونة اللي في المطبخ بتاعي،

_ مطبخي كان بيبص علي بُعد مترين منه على بركه كبيرة، مليانه هيش وغاب، شكلها بالليل فيلم مرعب، لكن الصبح بدري، في قمة الإبداع ميه راكدة على جزءكبير من الارض ميتعداش عمقها التلاتة متر، البط بيعوم قدامي والستات الطيبين يرمولو كسر العيش ياكل منه، وعلى بُعد السمك بيفقم في المية قدام عنينا،

_ منظر ساحر الصبح ولوحة من رسم الخلاق عبارة عن شمس منعكسة علي الميه وبعض البخار الخفيف اللي بيبقى مشكل شبورة وبيختفي بعد الشمس مابتفرد أشعتها على الارض، كان لازم كل يوم أشوف المنظر دة عشان أكمل راحتي النفسية وأنا رايحة اودي بنتي لمدرستها وأروح على مدرستي أنا كمان، 

_منا أصلي مرشدة نفسية وأخصائية أجتماعية في مدرسة من مدارس البلد، كنت معروفة في وسط أهل القرية وكانو بيحبوني لأسباب كتيرة منها إني أتدخلت في حالات أجتماعية كتيرة جداً وحليتها بمعنى اصح بعون الله كنت بعرف ادخل لأي طالب أو مريض نفسي دخلة تجيب قراره، وكنت بوصل لنتيجه مع التلاميذ والمرضى، وفيوم الصبح، لقيت العامل بتاع المدرسة جايلي شقتي الصبح وأنا لسة بفطر انا وبنتي وبيخبط جامد... 

______


_ياأستاذة شدوى، ياأستاذة شدوى!


رديت من ورا الباب الاول عشان عندنا ماينفعش نفتح الباب لراجل غريب وخصوصاً وأنا وبنتي لوحدنا: 

_إيه ياعم محمد فيه حاجة ولا أيه؟ 

_أيوة ياست الأبلة، عاوزينك في المدرسة، الأبلة المديرة عوزاكي.. 


معالم وشي كشرت وأستغربت وعرفت أن فيه حاجه مهمة ورديت عليه: 

_طيب طيب، هودي بدر مدرستها وأجيلها على طول روح انت.. 

_ماشي سلام عليكم... 


ووقفت وأنا في حيرة ياترى إيه الامر المستعجل اللي المديرة عوزاني فيه دة؟ خير يارب؟ ولبست البنت بسرعة وعملت سندوتشات وخدتها وديتها المدرسة وطرت على شغلي عشان أعرف فيه أيه، وبعد شويه كنت وصلت...


خبطت على باب اوضة المديرة وأذنتلي بالدخول،، 


_صباح الخير يااستاذة شدوى أتفضلي.. 


_صباح الخير ياأستاذة عفاف، خير فيه حاجه؟ 

_أقعدي بس القطي نفسك كدة مالك مكروشه كدة ليه؟ خدي نفسك أقعدي.. 


 وقعدت جنب ست على مايبدو إنها متدمرة نفسياً بسبب حاجة بصيت لها بتردد وبصيت لأبلة عفاف وقلت بحذر: 


_إء، ففف، فيه إيه ياأبلة عفاف؟ فين حاجه مع حضرتك؟ 


_لأ ياأستاذة شدوى الحقيقة الموضوع مش معايا، الموضوع مع المدام،

بصت  للست اللي قاعدة وقالت: 


_أهي جت ياستي والحمد لله متأخرتش، هاة، يلا هقوم أنا وأسيبكم مع بعض شوية، 


قامت من مكانها وهي بتبصلي وبتقولي: 


_هيا بتقول عوزاكي في موضوع مش هيحله غيرك،إيدها على كتفي طبطبت مرتين شوفيها عاوزة إيه دي شكلها عندها مشكله كبيرة... 

_حاضر طبعاً ياميس عفاف، من عنيا، سلام عليكم يمدام، أؤمريني! 

بصتلي بلهفة وقامت من مكانها وقعدتها بأيدي وقعدت جنبها وقالتلي: 


_مايؤمرش عليكي  ظالم ياست الكل، أبوس إيدك أنا واقعة في عرضك إنجديني! 

_خير ياست أتفضلي قولي اللي عندك؟ 


_بنتي ياأستاذة شدوى، بنتي هموت والله، وعيطت... 

_مالها بس؟ إهدي كدة ياحبيبتي وفهميني بنتك مالها فيها إيه! 


_بنتي بتروح مني ياست شدوى، مرة واحده خرست ولا حس ولا نفس، وتبصلي وتبرق، ولا كأنها أتجنت خالص! 


_لا أله الا الله، هيا عندها كام سنه!؟ 

_خمس سنين ونص، كانت ناصحة وفاهمة كل حاجة ومرة واحدة مبتنتطقش! ليه معرفش.. 


_ليه كدة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، كانت بتتكلم كويس يعني وبتفهمك؟ 

_كانت أوعى مني ومنك ياستي شدوى والله، ومرة. واحده أتحولت لخرسه.. 


_طيب إهدي وأنا بس هخلص يوم شغلي النهاردة وأجيلك على عنوانك ممكن؟! 


_لألأ والنبي لأ بلاش تيجي، أنا هجيبهالك وآجي لحد عندك وياريت بلاش تشوشري وحد يعرف، دنا أبله المديرة نفسها متعرفش حاجه على فكرة أنا قلتلها أني قصداكي في خدمة وخلاص، الله لايسيئك بلاش تفضحينا، لحسن انا ربنا بلاني بأخو جوز وعمة بنتي! الإتنين ينشفو الدم السايل بشخطه.. 


_خلاص خلاص، هاتيهالي في المساكن بتاعتنا وأهو بالمرة أشوفها وأتكلم معاها شوية يمكن تجيب معايا نتيجة.. 


_خلاص ياست شدوى، أنا هجيبها وآجي بس مش في وقت بيعدي فيه القطر، ياقبله يابعده.. 

بصيتلها بإستغراب وقلتلها: 


_إشمعنى يعني؟ 

_هتفهمي كتير، هتفهمي كتير لما نجيلك سلام عليكم.. 


قامت وقفت وحطت طرحه سودة شيفون على وشها وفي داخلة الأستاذة عفاف بصتلها وخدت ديلها في سنانها ومشيت، وإتلفتت أبص عليها وأنا مستغربة، هيا مالها حزينة كدة! لكن قطعت تفكيري وشرودي أستاذة عفاف وهيا بتسألني: 


_كانت عاوزة إيه دي ياشدوى؟ إنتي تعرفيها ياأختي؟ 

_لأياميس عفاف مش عرفاها بس هيا تقريباً عندها بنت معاها مشكلة وعاوزاني أساعدها، هبقى أشوف أيه حكايتها بعدين.. 


_بالحق، بدر عاملة إيه دلوقتي؟ كويسة؟ 

_والله ياأستاذة عفاف أهي ساعات ساعات، ساعات تبقى كويسه وزي الفل، وساعة ما القطر يعدي وتسمع صوته وتستوعبه!  يبقى يوم إسود عليا، أنا ممشياها بالسماعات الكبيرة دي على طول على ودنها عشان ماتسمعش ألا القرآن وبس.. 


_ربنا يقويكي ياشدوى، صراحه اللي أنتي فيه مرهق ياحبيبتي وطول قووي.. 


_أدعيلي بس ربنا يعينني عليها وأفضل مسيطرة، تمام ياأستاذة أنا هروح علي شغلي بقى.. 

_إتفضلي ياحبيبتي.. 


وسبتها ومشيت وأنا بفتكر أصعب أيام حياتي، اليوم اللي مش ممكن يتمحي من ذاكرتي ولا ذاكرة بنتي الغلبانة،اللي خدت الصدمة يومها أكتر مني بكتيير،لما شافت الحادثه بعنيها زيي وكانت جزء منها .... 


بعد يوم شغل روحت عشان ألحق أجيب بدر وأروح أعمل لقمة للغداء، بدر هيا كل حياتي بقالي حوالي سنتين، بحاول على قد مااقدر اشغلها عن التفكير وأبدل نظرات الحزن اللي في عنيها لنظرات فرحه أو أمل، الحمد لله أنها لسة بتعرف تتكلم وبتعبر عن اللي محتجاة، ويومها رحت جبتها وروحنا غيرتلها وقعدتها تاني على الكرسي المتحرك بتاعها، ماهي أصلها يومها وقعت، وإتشلت، بعد ماغيرت طلعت بالكرسي بالريموت بتاعها قعدت جنبي في الصالة وبدأت تناغشني أو تلفت إنتباهي زي مابيقولو وبدأت تتكلم بجسمها كلع اللي بيرتعش ونص حرفها اللي ضايعة مع هزات جسمها وعدم إتزانه وراسها اللي بتتهز لورا جامد، كل بصه بتبصهالي بعوضها بميت نظرة حب وحنان ليها، ماهو مكنش ذنبها ياحبيبتي أنها تبقى من ذوي الهمم مرة واحده، قعدت تتكلم.. 


_ماما، أحبك.. 

_وانا ياروحي بحبك قووي، هاة خدتي أيه النهارده! أحكيلي وصحباتك عملو أيه! 


.. بشويش مسكت المنديل فإيدها ومسحت بقها بيه زي ماعلمتها، علمتها كدة عشان ماتحسش ان حد من اللي حواليها بينتقد ضعف فيها، بصيتلها وأبتسمت وخدتها في حضني جامد وبدأت أمسح وشها وجبت فرشه وركنت الأكل جنبي بعيد شوية وبدأت ادلعها وأقولها: 

_مين أحلى بدر في الدنيا؟ حبيبتي يابدر ماما.. 


_أنا أحلى بدر في الدنيا، وأنتي ماما حبيبتي، خدت كل الواجب وحليت زي ماعلمتيني.. 

_شطوره ياقلب ماما، ماشفتش في نعومة شعرك ياقلبي، لميته اهو، ممكن أكمل الأكل بقى عشان نقعد نذاكر شوية! وعلى فكرة ممكن نروح نتفء،،، 

لسه ماكملتش الجملة والباب بيخبط، 

_مين؟ 

_أنا ياست شدوى نسيتيني؟ 

_أنتي مين؟ 

_أنا ياست شدوى اللي كنت معاكي في المردسة الصبح.. 

 

_آه ياخبر! حاضر حاضر إتفضلي.. 


وفتحت الباب ودخلت وفإديها طفله صغيرة ودخلت على جوة بسرعة ودخلت وراها.. 


_أتفضلي ياحبيبتي، هيا دي الأمورة اللي حكتيلي عليها؟ 

_آه ياست شدوى هيا، هوا حضرتك قلتي لحد حاجة عني؟ 

_ممكن ثواني بس؟! 

_إه طبعاً إتفضلي.. 


وقمت بسرعة حطيت لبدر السماعات وشغلتلها الشاشه الإفتراضية على شوية انشطة تحلها وقعدت معاها وفإيدي صنية الخاضار وبدأنا نتكلم.... 


_ممكن أعرف أسمك وإسم بنتك؟ ومالك كدة حاسة إنك مرعوبة؟ على فكرة كلامك هوا اللي هيساعد بنتك وسكوتك لو فيه حاجة حصلتلها مش هيفيدها.. 


_إسمعيني ياست شدوى أنا مش عاوزة اي حد يعرف حاجه عن اللي هحكيهولك خالص، عم بنتي صعب ومانع خروجي ودخولي أنا وهيا غير بإذن منه، وعشان كدة جيالك من وراه، مش لازم حد يعرف خالص عننا حاجة.. 


_أنا معاكي ياست أم! هيا بنتك إسمها إيه؟ 


ردت عليا بسرعه: 


_فاطمة، فاطمة ياأبلة شدوى، هتقدري تساعديها والنبي؟ 

_إسمعيني بس ياست ام فاطمة، عشان افيدك لازم تحكيلي مالها وقبل كدة كانت كويسة ولا لأ وبقت كدة من إمتى! 


_من يوم مابوها راح ومحدش عرف عنه حاجه، من يومها وإحنا متبهدلين.. 

_قد ايه يعني؟ 


_أربع شهور ياأبلة، هيا كانت قبل ماأبوهاةيغيب عيلة عادية خالص بتاكل وتشرب وتتكلم وكانت شاطره وبتقرأ وتكتب كمان، ومن يوم ابوها ماأختفى وهي ساكتة ومبتنطقش خالص ولا بكلمة واحده، وحاجتين تلاتة تشوفهم وتترعب وتعمل على روحها لا مؤاخذة حمام، عمها وعمتها الأتنين، والقطر هوا والبركة.. 


قالت كلامها بحزن جامد وبصت للبنت وأنا كمان بصيت عليها.. 

قمت ناحيتها وأنا بحاول اتكلم معاها: 

_أسمك أيه ياحبيبتي؟ مش عارفة إسمك؟ طب اللي هناك دي مين؟ 


كل ماتكلم معاهاتبصلي وتبص لأمها وتسكت، بصيت للأم وبصيتلها وعرفت ان جوه عنيها كمية خوف مش معقولة، ورجعت قعدت جنب أمها تاني.. 


_بنتك دي حد مخوفها! دي عنيها فيها رعب وكأنها متهددة! 


ومرة واحده كان ميعاد القطر، عدى بسرعة البرق، وشفت اللي عمري ماشفته في حياتي، فاطمة ساعة ماسمعت القطر وحست بالقضبان بتتهز قامت تبص برعب في عنيها وبرقت، والغريب إني لقيت جسمها بيرتعش وعملت حمام على نفسها في ساعتها، حساها نفسها تصرخ ومش عارفة بس العياط مغرق وشها، 


ردت عليا امها بعد ماقامت ناحيتهاوهي بتزعق وعاوزة تضربها بعدمابهدلت نفسها: 


_مش بقولك عمها كل شويه يشخط فينا ويزعقلنا؟ دة مربيلها الرعب وعامل علينا أب ووصي من يوم جوزي ما إختفى، عشان كده وحياة حبيبك محمد بلاش حد يعرف! 


_كدة كدة  المفروض هيعرف عشان إنتي بالمنظر دة هتجبيها كل يوم، او عالأقل كل يومين في الاسبوع مرة.. 

_يعني! إنتي مش هتقدري تشوفيها النهاردة وتعرفي الوقتي مالها؟ 

_لا طبعا لازم أشوفها لفترة، هاتيها بس زي ماجبتيها النهاردة وانا هتصرف،وبالمناسبة بطلي تزعقي فيها أنتي كمان،انا مش عوزاها تتعرض لأي زعيق وشخط الفتره دي،داا لو عوزاها تخف يعني! 

_ خلاص هحاول حاضر، بس لو غبت إعرفي ان اللي حايشني هوا الشديد القوي.. 

_خلاص وأنا هستناكي عشان اقعد مع البنت لوحدنا..

_______


 طلعت من عندي بعد ما إستئذنت وسابتني ومشيت وأنا حيرانة ياترى بنتها فيها ايه؟ وأيه حكايتها مع صوت القطر هيا كمان! 


طب أحنا حكايتنا أنا وبنتي حكااية طويلة وتشيب، هحكيهالكم ومنها هتعرفوا كم المعاناة اللي مريت بيها انا وبنتي، 


سنتين، سنتين وأنا بعاني مع بدر من يوم الحادثة.. 

الحادثة اللي وصلتنا في النهايه لفقدان بنتي الكبيرة وأبوها وشلل بنتي الصغيرة قدام عنيا، وقدام عنين بدر، ايوة بدر دي اللي بتتحرك على كرسي شافت أبوها وأختها وهما بيموتوا قدام عنيها.. 

 والمشكلة الأكبر! أن البنت عايشة بعقدة الذنب، وكل ماتتكلم تسألني أنا مسامحاها ولا لأ، عشان هما رجعوا يومها يلحقوها وحصل اللي حصل! عاشت بذنب أنها السبب،، 


ويوم الحادثه!! 


 واقفة كالعادة بجهز بناتي الإتنين بسنت وبدر، بسنت الكبيرة كانت عندها وقتها عشر سنين، وأختها بدر اللي عندها عيب خلقي في رجلها الشمال اشبه بشلل الاطفال يعني كانت بتعرج برجلها بس، ويومها قالتلي إن رجلها بتوجعها، ودة اللي حصل بعد مالبست واستعدت للمدرسة هيا واختها وبباهم كان مستعد يروح شغله... 


_خلاص يابدر، مش لازم تروحي النهاردة ياقلب ماما خليكي وانا هاخدك اوديكي عند تيتة كمان هرجع آخدك،  البنت عيطت وقالت.. 

_خلاص، قعدي بسنت معايا ماليش دعوه.. 

_ماينفعش ياحبيبتي اختك عندها مدرسة وإمتحان النهاردة، كلها شويه وهتيجي.. 


وطلع جوزي يزعقلهم الإتنين وقال لبسنت: 

_يلا يلا بقى يابوسي أتأخرت أنا عاوز امشي ولسة هنعدي السكة.. 

_حاضر، حاضر يابابا يلا بينا.. 


_______________


 وطلعو الإتنين بسرعة يجروا وأخدو بعض عشان يعدو سكة القطر العالية اللي بتاخد وقت على بال ماتعدي، دة غير الزلط والحجارة اللي مغطية ناحية الطريق من قدام بلكونتنا على طول، 


وانا لسة واقفة بسكتها قعدت تزن وتصرخ وراحت واخده بعضها بشنطتها وطلعت تجري على برة من غير إذني، طلعت أجري وراها واللي اخرني حطيت طرحتي بس على شعري ، برجلها اللي بتعرج مع عدم قدرتها الكاملة على المشي أتكعبلت في الزلط والحجارة اللي مغطية الارض وكانت الوقعة هي الوقعة، الوقعة اللي خلتها وقعت على صخرة تيجي عشرة سم تلبس في دماغها من ورا وصرخت البنت وهيا شايفة أبوها واختها بصو عليها لورا تاني ومن عزم وقعتها بعض الصخور الكبيرة والزلط أتحركو من فوق ونزلو علي دماغها بالكامل والدم غرق وشها،


 ابوها واختها صرخو وهيا بتبص عليهم وبتعيط وبتحاول تقوم، وماقامتش، وكأن الطوب والزلط هشم بقيت الجزء في مخها المسؤولة عن الحركة وقضت على الجزء اللي فاضل بيحركها، بعد ماطلعت وجريت عليها بحاول اقومها وابوها وأختها جايين بيجروا علينا عشان يلحقوها، وفي لحظة قدام عنينا! القطر شالهم الاتنين وكلنا ملهيين في بدر، وقفت في حالة صدمه، جوزي وبنتي وبنتي! وفي نفس اللحظة! 


 قعدت فترة عندي إنهيار عصبي وبنتي بدل ماكان عندها شلل في رجلها بس! بقت معاقة، وعشت، كان لازم اعيش عشان بنتي دي للأسف، تعبت معاها كتير في البداية، ومن وقتها وأنا إبتديت أوهب وقتي لأي طفلة محتجاني وعندها ظروف زي بنتي كدة.. 


حالة البنت دي فكرتني بكل اللي حصل معايا معرفش ليه! يمكن عشان اللي عملته ساعة ماسمعت القطر؟! المهم إن البنت فيها حاجة غريبة، متعرضة لحاجه وانا بإذن الله، هعرفها.... 


_________________

 تاني يوم كالعادة جهزت بنتي ورحت ودتها المدرسة وطلعت على شغلي وقضيت يوم عادي خالص، ووأنا راجعة جبت معايا مصاصات وحلويات وحبة حجات كدة عشان تنطق البنت اللي قدامي وكمان جبت لبدر حبة كاندييز وحلويات لأنها بتحبها جداً وروحت عالبيت أستناها، ساعة، إتنين، تلاتة! ماجتش، قلت يبقى مش هتيجي النهارده وكنت وقتها إنشغلت في بدر والواجب وتجهيز الغدا وقربنا على الساعة سبعة خلاص وكنت حاطة الغداء وبأكل بنتي وبجهزها عشان تاكل وتنام، ولسة بسمي! لقيت الجرس بيرن،  أتنفضت من مكاني وبصيت ناحية الباب وبدر كمان 


وقلت بصوت عالي: 

_مين؟! 

_أنا ياست شدوى، أنا أم فاطمة أفتحي الله يخليكي.. 


قمت من مكاني وجريت عالباب عشان أفتح وقمت دخلتها، البنت بتتكتك من البرد والست كمان ومش عارفه ليه مجوش في الميعاد ولابسين كدة! تحس أنها جاية تهريبة، بدأت أسألها، 


_أيه ياست ام فاطمة! إنتي إتأخرتي ليه؟ انا قلت إنتي مش جاية بقى؟ 

_معلش يااستاذة شدوى والله العظيم اللي حاشني الشديد القوي ربنا اللي عالم، بلعت ريقها ووقفت تبص للأكل هيا وبنتها وحسيت من بصتهم إنهم جعانين قووي.. 


سحبت كرسيين من كراسي السفرة؛ 


_أقعدي ياأم فاطمة اقعدي كلي وأكلي بنتك، متخافيش الأكل زي الفل تعالي.. 

_بتردد، آه، يزيد فضلك ياست الكل والله ماجعانين دحنا لسة واكلين، مش انتي شبعانة يابطه! 


 البنت وطت راسها في الأرض وهزيتها بالراحه رايحة جاية وبصيتلها وأنا ببتسم وقلتلها، 

_بصي يابطة؟بصي الترابيزة اللي هناك دي؟ كلها حلويات بتاعتك أنتي وبدر بنتي، بس بشرط إيه بقى؟! أنك تاكلي الأول معايا أتفقنا؟ 

البنت وقفت تهز دماغها وحسيت أن فيه تغيير وقعدت تاكل وبتبص لمامتها والست بصتلي وهيا محروجه، لكنها قعدت في النهاية، قعدت ومسكت معلقة، كان باين عليها ماكلتش من زمان، وفضلت قاعدة بتساير معاهم واحنا بناكل عشان ماتحسش بحرج؛


_إتأخرتي ليه كدة ياام بطة؟ إيه اللي كان حايشك؟ 

_هوا فيه غيرة يااستاذة شدوى! 

_مين دة؟ 

_عمها، مش قلتلك قبل كدة عمها وعمتها صعبين قوي؟ 

_آه انتي قلتي لكن أنا ماعرفش هوا ليه بيتحكم فيكي كدة! وفين جوزك؟ وهما يتحكمو فيكو لدرجة انكو تيجو في الليل مستخبيين كدة ليه! فهميني.. 

_حاضر، هفهمك، أنا! انا جوزي كبير إخواته، هوا وعبد الحكم ونادية أختهم الوسطانية، طول عمرهم على خلاف مع جوزي حكيم، لابيطيقوه ولابيطيقهم، بصراحه وهوا موجود معانا كان موقفهم عند حدهم معانا، وجت فرصتهم بقى بعد ماساب البيت ومشي، من ساعة مامشي وهما نازلين ذل فيا أنا والبت وخصوصا بعد ماجرالها اللي جرالها، ماتخرجيش بيها، لأماتروحيش في حته، لأ دي بتعمل على روحها لامؤاخذة! لأ هتفضحونا! وكلة كووم وإنه مارضيش يخليني أروح بيها للدكتور دي كوم تاني، راسه وألف سيف ماينفضحش قدام النااس بسببها، عشان كده أنا بجيبهالك تهريبة، لأنه قالي لو علمت إنك رحتي بيها لحد وفضحتينا قدام أهل البلد! هكون دابحك أنتي وهيا، وده مختصر الكلام.. 


_طيب، إنتي مش ملبساها تقيل ليه؟ ومش واكلين كويس ليه؟ فهميني ياأم فاطمة عشان كل اللي هتحكيه هيفيد بنتك.. 


وطت راسها في الأرض وبدأت تعيط بإنهيار وقالتلي: 

_ماهو! ماهو ياست شدوى اللي كان بيلبسنا وبيأكلنا سابنا ومشي مانعرفلوش مكان، يبقى هوا هيصرف علينا برده؟! 


 وطيت راسي في الارض وانا متأثرة جداً باللي بتقوله، معقولة دة عم دة؟ ايه القسوة دي! لقيت نفسي بنسحب من لساني وبقولها بكل عفوية؛ 


_طب أنا عوزاكي تعتبري البيت دة بيتك، حتى لو حابة تباتي النهاردة او تسيبي البنت مافيش مشكله عندي المهم تبقي بخير..


قامت بسرعة من مكانها وقعدت تبوس على رجلي وتدعيلي، 


_ربنا يوسع عليكي ياأبلة شدوى، أنا مش عاوزه أي حاجة غير إن بنتي تنطق بس لحد مابوها يرجع.. 

_قومي ياشيخه بلاش هبل، هترجع ان شاء الله، يلا بقى كلو عشان اخلص لبنتي وأدخلها تنام وأفوقلها.. 


 قعدت عالسفرة وأكلت وانا كمان أكلت بنتي ونيمتها وقفلت الباب عليها وكدة أنا بنتي في أمان، وخلت جبت للبنت لبس تقيل لبستهولها، وحاولت أبدأ معاها جلسة خفيفة، قدامي بعض الحلويات والشوكولاته، البنت دلوقتي دفيانه وواكلة يعنى مافيش حاجة تشتت مخها، وبدأت اسألها.. 


_عاملة أيه يابطة! عجباكي الحلويات؟ خليكي معانا هنا، البنت بتبص الحاجه الحلوه وتبصلنا وبردة مرعوبة بس كملت كلامي، بتحبي الحلويات ولا القطر؟ وقفت من طولها وهزت دماغها جامد بالرفض ورمت الحلويات في الارض.. 


بدات اكلمها تاني: 

_إيه دة؟ فيه حد مؤدب يعمل كدة؟ لمي الحلويات يلا.. 

رفضت ووقفت تعيط بحرقة من غير، صوت بردة وقلتلها: 

_أنتي مابتحبيش الحلويات؟! 

البنت هزت دماغها تاني بس المرادي مكنش بالرفض، راحت أمها إتدخلت وقالتلي: 


_طلاما بتهز دماغها يبقى مش قصدها الحلويات، إنتي زعلانة من القطر يافاطمه مش من الحلويات صح؟ 

هزت دماغها بالإيجاب وفضلت تهزها بمعنى إه يعني، وقمت من الأرض وأنا مخي شارد..


_يبقى فعلا كلامي صح، البنت مابتحبش القطر، الكلام دة معاها من زمان ياأم فاطمة؟ 


_بردة ياأستاذة من ساعة مابوها إختفى.. 

  _بردة! 

_أة والله.. 

_لية يافاطوم مش بتحبي القطر؟ 


 ومرة واحدة طلعت تجري عليا وبدأت تخنق فيا بإيديها الإتنين بغضب وانا مش عارفه بس أنا عملت إيه، وقامت أمها تجري علينا عشان تحوشها عني ولسة جاية تضربها تاني صرخت فيها،، 


_باااس! إيه فية أيه؟ سيبي البنت ياست إنتي، على فكرة إنتي ليكي أكبر دخل في اللي هيا فيه دة، لية كل ماتعمل غلط تقومي تضربي فيها وقدامي! أمال اللي بيحصل بعيد أيه؟ 


_إللي بيحصل بعيد أهو ياست شدوى، 

وقامت قلعتها هدومها من فوق وببص لقيت جسمها فيه آثار لحروق حديثة، صرخت بعزم مافيا؛ 


_أيه دة! الله يخربيتك! إنتي عاملة فيها إيه دنا هوديكي في داهيه.. 

_أحب على رجلك وربنا منا، دة هوا بردة، هوا وأخته والله ومش عارفة بيعملو ليه فيها كدة.. 

بصيتلها وأنا مندهشة وقلتلها: 

_يعني بردة هوا! بردة! أنا لازم أشوف الإنسان دة، وبنتك لازم فعلا تقعد معايا يجي يومين ولا حاجة ومش ليكي دعوة بيها خالص مفهوم! البنت ساعة ماسمعت سيرته بدأت تستخبى في أمها وجسمها رجع يرتعش تاني،


 وأمها تهتهت وسألتني: 

_تإيه؟ تشوفيه! دة يدبحني ياست.. 

_مالكيش دعوة أنتي، الموضوع هيبقى برة عنك خالص، أنا هتصرف فيه من أوله لآخرة، حكايتكو فيها لغز ولازم أحله، بس كل اللي عليكي أنتي دلوقتي إنك هتاخديها وتروحي  ، وإوعي الراجل ده يشوفك مفهوم! روحي وإتداري عن عنيه وأنا هبلغك باللي تعمليه بعد كدة.. 

_حاضر ياست حاضر.. 


وبعد يومين! كأن اللي كنت بدبرله عشان يحصل ربنا سمعه مني، بعد يوم طويل شغل وتعب كالعادة واحنا قاعدين للغدا ببص لقيت الباب بيخبط، المرادي الخبط ضعيف كدة، قمت افتح واشوف مين! لقيتها فاطمة بس المرادي! لوحدها.. 

_فاطمة؟ أنتي أيه اللي جابك؟ وعرفتي الطريق أزاي؟ 


 البنت مسكت في رجليا جامد وقعدت تعيط وعرت كتفها عشان توريني سبب عياطها، كتفها مشوي بمعنى أصح، نزلت تحت قربت منها وسألتها: 

_دة مين دة؟ عمك؟ 


البنت هزت دماغها بالنفي، قلتلها: 

_تبقى دي ماما صح؟ 

 تاني نفت ودموعها زادت، 

_لأبقى ماتقوليش عمتك هيا اللي عملت كدة؟ 

البنت هزت دماغها بالإجابة وكأنها بتقولي ايوة هوا كدة، خدتها في حضني وقعدت أعيط عليها، منا لو واجهت باللي بيحصل هتبقى مشكلة وأنا ماليش أتدخل في أمور عائلية ، بس أنا قررت إني مش هسيب الراجل ده غير لما اعرف بيعمل فيهم كدة ليه... 


تاني يوم عرفت مكان عبد الحكم دة وشبه كدة راقبته من بعيد عشان أعرف عنه اي حاجة عنه، وعرفت حجات كتيرة من ضمنها إنه كان على خلاف مع أخوه على طول هوا وأخته، إضطريت كمان أخبي فاطمة عندي لفترة، بس الغريب أن أمها ماجتش تدور عندي معاهم ودة زاد قلقي أكتر،

 وفي يوم: 


_هاة ياحبيبتي عجبك الأكل؟! 

بصتلي بعيون لسة ماليها الخوف وهزت راسها بالموافقة وعرفت أنها مبسوطة.. 

_مش غريب يابطة إن ماما ماجتش سألت عليكي هنا؟ 


هزت راسها تاني بس كانها بتقولي لأ.. 


_لأ ليه؟ هو هيا اللي قالتلك تيجي هنا؟ 


 هزت راسها بالموافقة، أنا احترت! هيا الست دي بتهربها ليه؟ سألتها شوية أسئلة، 

_بطة هوا أنتي بتحبي عمو عبد الحكم؟ 


هزت راسها بالنفي تاني وجسمها أرتعش، 


_بتخافي منه ليه يابطة؟ 


 البنت سكتت ومش بتنطق، حسيت إنه فيه رابط بين عبد الحكم دة وخوفها من القطر ولقيتني بسألها بتلقائية، 

_بتخافي منه أكتر ولا من القطر؟ 

 الغريب أن البنت بصتلي وركزت في وشي ونفسها بدأ يشيل ويحط وعلامات الخوف والذعر مالية وشها، 


_مالك يابطة؟ هوا عمك عملك حاجة عند القطر؟ ضربك؟ عمل فيكي حاجة وحشة؟ 


 شاورتلي بصباعها السبابة لأ وقعدت تشاور علي مناخيرها وكأنها بترسم شنب على وشها، وهنا! وقفت عن الأسئلة وأبتديت أفكر، كلام البنت خلاني جمعت كل الخيوط ببعضها، راجل مش موجود ومختفي ومراته مش عارفه مكانه لحد دلوقتي، ولا عارفة طفش ولالأ، ولاعارفة عايش ولاميت، وأخته وأخوه والناس بتأكد إنهم كانو على خلافات بينهم وبين بعض، والبنت دي إتخرست من وقت إختفائه على كلام مامتها،  لقيتني بسأل البنت بسرعة وردها كان صاعقة بالنسبة ليا؛ 


_هوا عمل حاجة لبابا مش ليكي مش كدة؟ 


الدموع نزلت من عيونها سيول وهزت راسها بخوف وهيا بتأكد أنه آه كلامي صح، مابقتش عارفه أعمل إيه! بس سألتها تاني،، 


_هوا مخبي بابا يابطة؟ 

البنت هزت راسها تاني لكن المرادي فضلت تبكي بحرقة، انا حاسه بيها بتحاول تصرخ تصرخ بس مفيش صوت عاوز يطلع لقيتني بقولها، 

_صرخي ياحبيبتي، أصرخي بعلو مافيكي أنا عاوزة أسمع صوتك إصرخي جامد، البنت قدامي بتعيط ومازالت بتحاول لحد مابقى فيه صوت والصوت بدأ يقوى  ويزيد ومرة واحدة صرخت بعزمها كله وأخيراً طلعلها صوت ومرة واحدة خدتها في حضني وأتصلت بسرعة بدكتور نفسية وعصبية وبعد شوية جالي وأكدلي إنها في حالة صدمة عصبية وإنهيار من حاجة شافتها قدام عنيها وسابها تحت العلاج والمراقبة معايا، وخدت أجازة عشان أقدر اعمل كدة وعشان اهتم بيها هيا وبنتي، وبعد حوالي خمس أيام البنت بدأت تفوق وترجع لحالتها الطبيعية، وأخيراً طلعلها صوت وأتكلمت.. 


_حمد الله عالسلامة يابطوطة، عاملة إيه دلوقتي؟ 

_ماتودينيش عند عبد الحكم، هيقتلني.. 

_طب إنتي ليه بتقولي كدة؟ ينفع تحكيلي؟ 

_هحكيلك بس قولي لأمي تيجي الأول.. 

_ليه بس؟ إنتي خايفة تتكلمي ليه! منا معاكي أهو وانتي خلاص أتكلمتي وخفيتي.. 

_هايقتلها هيا كمان ياأبلة شدوى، هيقتلوها لو عرفوا إني أعرف حاجة.. 

_أنا بس مش عارفه اجيبها إزاي، مش عارفه.. 

_طب أنا هحكيلك بس أنتي إتصرفي وماتخليش عبد الحكم يحرمني من ماما هيا كمان.. 

_إتفقنا... 


 بعد ساعة من الكلام !!! 


أنا في ورطة كبيرة، أتصرف أزاي؟ مش عارفه أعمل إيه؟! ولقيت نفسي لوحدي رحت ناحية بيت ام فاطمة وقلتلها تجيلي بعيد عن البيت، 


 ولما جتلي! 

_إنتي بتقولي إيه؟ عبد الحكم هوا اللي!! لأ مش معقول!؟ 

_أيوة هوا اللي! أنا آسفه بس بنتك عندي وأنا مافيش قدامي غير حل واحد، أنا هعمل الحل اللي عندي من بعد إذنك.. 

_هتعملي أيه قوليلي؟ 


_مالكيش دعوة وأياكي تبلغيه قبل مارجعلك تاني، إوعي تقولي حاجة، 

وسبتها وطلعت على مركز الشرطة وهناك! 


_أنا عاوزة ابلغ عن جريمة قتل لو سمحت.. 


 ودخلت للمأمور وحكيتله كل حاجة من اول ما الست جتلي مروراً برعب البنت من القطر لحد ماهربت وجاتلي وهيا مضروبة وخبيتها لحد مانطقتها بالعافية واللي حكتهولي كله.. 


واللي حكتهولي كان إن الأخين وأختهم عندهم أراضي وأطيان كتيرة، والأخ الكبير اللي قتلوه بيحب الأراضي وحابب الإحتفاظ بيها، لكن التانيين لأ، كانو عاوزين يبيعوا الأرض الشركه اللي بينهم وبما إنه الكبير وقفلهم البيع، وزي ماقالت البنت إنه كان بيقولهم هيديهم فلوس قليلة ويتنازلو، محاولات كتيرة منهم مع تمسك منه بالأرض وخيرها! قرروا يتخلصوا منه عشان يقدرو يسيطرو على حقه ويبيعوا، وخططوا لقتله والتخلص منه، ونجحوا في أستدراجه لبره بالليل.. 

 ليلة الجريمة.... 


_عاوزة آجي معاك ماليش دعوة يابابا.. 

_يابت الدنيا ليل خليكي مع أمك وأنا نص ساعة رايح مشوار وجاي.. 


دخلت أم فاطمة عليهم وبدأت تحصل بينها وبين جوزها مشكلة خلت البنت حبت تعرف أبوها خارج ليه فعلا، وبدأت امها تتخانق.. 


_ماتاخدها معاك ياخويا، مش عاوز تاخدها معاك ليه؟ 

_أخدها فين في الليل كدة؟ دة الساعة عشرة ولسه يجي ساعة عما أرجع، أقعدي ساكتة بقى ماتشبطيهاش.. 

_لأ هتاخدها، أنا بقولك هتاخدها.. 

_طب أبقى مش راجل لو خدتها معايا.. 

_آه، قول بقى إنك رايح تقابل حريم عشان كده مش عاوزها معاك! ماشي ماشي.. 

_يخربيت مخك الخرفان دة! أيوة رايح أقابل حريم ومش هاخدها، ياولية أنا جايلي فرصة حلوة وبعدها عاملك مفاجأة بس إدعيلي أتوفق أوعي بقى! 


سابها ومشي وهيا مقتنعه مليون المية إنه رايح يقابل واحده، إنما بنتها اللي قعدت تسألها مليون سؤال وشخطت فيها! ماسكتتش، وأخدت بعضها من وراها وطلعت ورا أبوها عشان تتأكد هوا هيعمل إيه! ومارضيش ياخدها معاه ليه، ومشيت وراه لحد ماوصل لدوار ضهره بيبص على بركة المية، البركة الكبيرة اللي ورا شقتي بردة، ماهي اصلها بركة مية كبيرة مش صغيرة، 


فضلت البنت وراه لحد ما دخلت وراه ووقفت تتفرج من بعيد، حكيم كان رايح على إنه هيبيع محصول القمح اللي بيحوشة كل سنه وعبد الحكم اللي كان مبلغة بإن الأتفاق عالبيعة في الدوار بتاع الشاري.. 


حكيم ماإداش خوانه كان رايح على إنه هيلاقي ناس تانية غير إخواته لكنه إتفاجئ بيهم الإتنين وبس.. 


_أيه دة ياعبد الحكم؟ فين الشاري؟ 

_زمانه جاي دلوقت، أقعد بس، هاة؟ فكرت في بيع الأرض لغريب ولا لأ! 

_منا قلتلك اللي عندي باعبده، عاوز حقك هاخده أنا بالسعر اللي إنفقنا عليه غير كدة ماعنديش،وأنتي جاية وسايبة بيتك ليه ياحلوة إنتي؟


بصت لأخوها وقالتله: 

_واضح إنه مش هيجي بالزوق ياعبد الحكم، مش هيبيع انا بقولك. 

_خلاص ياختي، يبقى ندوقه الشهادة، لايقه عليه برده.. 

_إنتو بتقولو إيه إنتو الأتنين؟ أنتو إتجنيتو! 

_لأ احنا عقلنا ياحكيم، وهنريحك منها خالص، 


ومسك اخوه الفاس اللي في الارض مرمي على جنب وراح ضاربة في دماغه وفي نفس اللحظة! قطر الساعة عشرة ونص عدى، والبنت واقفة وشايفة كل دة قدامها وفضلت تصرخ بعزمها وعملت على روحها وصوتها راح من كتر الصريخ، ولما شافها عمها خبطها قلم على وشها، سكتت، سكتت وقعدت على جنب وهيا شايفة أبوها قدامها بيتصفى دمه وبعد ماطلع آخر أنفاسه، فتحو باب كبير في الدوار باصص عالبركه على طول مافيش بينه وبينها أي حواجز غير إنه عالي عنها نص متر، ولفو أخوهم في كفن وجابو حجرة كبيرة ربطوة بيها عشان يركز تحت، ورموه في المية، خلصو من الأخ ولسة فاضل بنته إللي عشان يسكتوها! إعتمدو على تهديدها وتخوفيها لو فتحتي بقك هتموتي... 


_وفعلا فاطمة من وقتها مانطقتش، مش  مانطقتش خوف منهم عشان مهددينها! لأ لأنها كانت في حالة صدمة عصبية عشان اللي شافته قدامها... 


_بعد القبض عليه التحريات لقو جثة حكيم راكدة في القاع مكان مالبنت قالت بالظبط زي ماوصفت كل حاجة، وأتقبض على الإخوات الإتنين... 


_بعد فترة  قدرت أعالج فاطمة من الصدمة اللي كانت عندها ورجعت لطبيعتها.. 

_ورجعت تاني لدنيتي اللي كانت قبل حادثة قطر المنصورة ، لكن تفتكروا هيجيلي وقت وأنسى أنا حدثتي أو حد يرجعني لحالتي قبل اللي حصلي بسبب القطر!! 

تمت..... 


تعليقات