القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت المعمل المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح

سكريبت المعمل المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح 

سكريبت المعمل المهجور الكاتبة إيمان صالح

سكريبت المعمل المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح


المعمل المهجور بقلم الكاتبة إيمان صالح 

 بقلم الكاتبة إيمان صالح 



 _ الحقيني بيجروا ورايا وهيموتوني، قوليلي أروح فين.. هاه، ردي عليا ياتوتا أنا هموت ياتوتا.. 

_ اهدي وخليكي معايا يابنتي.. هعرف مكانك بالجي بي إس وانتي افضلي بس مكانك وكلميني .. ألو؟!  ألو؟ 


 وفجأة... إنقطع الخط.. 

*****

بعد سنين كتيرة.. 

في مبنى كلية هندسة.. 

_يابتول إهدي بقى.. جسمك كله بيتنفض كدة ينفع؟! 

_دفوني أرجوكم مش عاوزة حد يشوفني بالحالة دي.. 

_اهدي بس.. اهدي.. 


بدأو كل الشلة يتلموا حواليا ويطبطبوا عليا جامد وقتها ماقدرتش أتحكم في اعصابي  وروحت في عالم تاني خالص.. 

إسمي بتول.. عندي ٢١سنه في كلية الهندسة.. بيقولوا عليا جميله زي بنات عيلتي كلهم.. لكن جمالي دة مكانش شفيع ليا لما مسكتني الحالة الغريبة اللي بتحصلي.. كل شوية ألاقي نفسي متجمدة ف بعضي وأقع تحصلي حالة أشبه بحالة الصرع، والغريب اني ماعرفش ايه سبب اللي انا فيه، كشفت كتير وروحت لأكبر دكاترة في كل المجالات .. بس كلهم أجمعوا ان مافيش حاجة عضوية، وإن دة حالة نفسية بحتة.. كنت بحاول أبقى أحسن عشان ماشوفش نظرات الشفقة اللي ف عيون زمايلي.. هما كانوا بيحاولوا يعوضوني عن الحالة الصعبة اللي بكون فيها، بس وجودهم جنبي في الكلية مكنش بيبقى كفاية... كنت ببقى عوزاهم معايا في البيت كمان، وفعلا كانوا بيجوا يقعدوا معايا في البيت.. كنت بستقبلهم أنا وماما وعيلتي كلها بالحب  والمودة، وف مرة من المرات وهما عندي عجبهم بيتنا وبدأت واحدة  منهم تتكلم معايا وتشكرلي فيه.. 

_الله يابنتي!!... بيتكوا حلو قوي على غير ماكنت متخيلة خالص.. 

_ليه هو انتي كنتي مفكرة ايه؟!.. ان بيتنا وحش يعني؟! 

_لا مش كده بالظبط.. بس كنت مفكرة بصراحه ان ليه علاقة بالتعب اللي عندك يعني.. 

ماما حطت صينية الكيك والشاي اللي فإيدها عالترابيزة وردت عليها.. 

_والله يابنتي هي حالها مابيتبدلش كدة غير، لما بتروح الكلية بس، ماعرفش ايه اللي بيحصلها هناك صراحة.. 

زميلتي ردت عليها بسرعة.. 

_دة معقول دة؟!.. مابيحصلهاش كدة غير هناك في الكلية بس؟! 

ماما ردت.. 

_اه والله ياحبيبتي، هي هنا زي الفل على طول.. انا اصلا فكرت أخليها  تاخد السنتين اللي فاضلين دول في البيت وخلاص بدل وجع الدماغ دة، بس هي مش راضيه.. 

قولتلها.. 

_ومش هرضى ياماما.. انا بحب الكلية ياستي وبحب أروحها.. ليه اتمنع من حاجة بحبها ياناس ؟! 

_خلاص، احنا اسفين.. روحي واتعبي وارجعي تعبانة، براحتك.. 

ردت عليها صاحبتي.. 

_لأ خلاص ياطنط احنا معاها على طول ماتقلقيش.. مش هنسيبها ان شاء الله تتعب.. 

_تمام ياحبيبتي ربنا يديم صحوبيتكوا.. خلوا بالكوا منها يابنات ياقمرات انتوا.. 

_ماتقلقيش ياطنط، احنا معاها دايماً.. 

صحابي أخدوا قعدتهم معايا ومع ماما وفضلنا نتكلم ونهزر لحد ما ماما قامت نامت وسابتنا وهما كمان قرروا يمشوا، ووأنا بوصلهم للباب وقفت اتكلم مع واحده منهم شوية واسألها عن اهلها... صحبتي دي كانت المقربة مني شوية، كانت على طول معايا عشان كده كنت بعزها.. بدأت وقتها اتكلم معاها.. 

_من الحق يابنتي.. اختك عاملة ايه دلوقتي مع جوزها طمنيني؟! 

_والله يابنتي اهوم قارفيننا.. كل شويه خناق ومشاكل لحد ماجبنا آخرنا منهم.. 

_ياحول الله يارب؟!... معقولة كدة؟!.. انتي مش بتقولي انهم بيحبوا بعض! 

_كانوا زمان، دلوقتي مااعتقدش يعني.. الحياة بينهم بقت مزعجة وكلها يومياً مشاكل .. 

_معلش.. بكرة تبقى زي الفل ويعقلوا هما الاتنين .. 

_يارب.. ادعيلهم يابتول.. 

_بدعيلهم ياحبيبتي.. 

_يلا سلام..اشوفك الاسبوع الجاي في الكلية.. 

_تمام ياسلمى، هتوحشيني.. 

نزلت سلمى من عندي بعد ماقفلت وراها ووقفت أبص لنفسي في المرايا.. هو انا ليه بقيت بتعب كتير وايه سبب تكرار التعب؟!.. هو اللي بيحصلي ليه مابيحصليش في البيت؟.. ياترى ايه السبب الحقيقي للي بيجرالي؟!.. طب اللي بيحصلي دة تعب ولا حاجة تانية نفسية مثلا !! 

 ف لحظة لقيت طيف بقى معايا ف قلب المرايا وبسرعةاتخضيت ومشيت من قدام المرايا... تاني يوم نزلت كليتي زي كل يوم فيه دراسة وقابلت صحباتي وقعدنا مع بعض نضحك ونهزر لحد ماجوعنا جدا وبدأنا نفكر نجيب أكل..ودة اللي حصل لما اتكلمنا.. 

_يلا يابنتي هاجي معاكي.. 

_خليكي يابتول وانا هروح لوحدي أجيب الأكل وآجي.. 

_ لأ ياسلمى خلينا نروح مع بعض.. أنا محتاجة اتمشى شوية تعالي يلا عشان انا جوعت.. 

_طب تعالي يلا بينا.. 

روحت أنا وهي عالمكان اللي بنجيب منه أكل وف طريقنا للمكان وعند مكان معين .. وقفت إتسمرت مكاني وتنحت.. فضلت سلمى من ورايا تقولي بصوت عالي.. 

_يابتول؟!... انتي يابنتي وقفتي ليه؟!.. بتول؟ 

مابصتلهاش اصلا، وفضلت متبتة في مكاني وكأني ببص على حاجة معينة لحد مارجعتلي تاني.. 

_يابنتي؟!.. مش بناديلك انا؟.. ماتيلا خلينا نخلص انا جوعت.. 

بصتلي وقالتلي.. 

_انتي عمالة تبصي على ايه يابتول؟!.. انتي مش لاقية الا المعمل المهجور دة وتيجي تتسمري قدامه كل شوية؟!.. أمشي يابنتي بقى، امشي.. 

 تقريباً كدة ماكنتش سامعه كلامها، وفجأة وبدون مقدمات وقعت من طولي في الأرض واتعادت نفس تفاصيل اللي بتحصلي تاني من اول وجديد، نفس الحالة بالصرع والتخشيبة اللي بتمسكني، وبعد مجهود كبير ببذله لما بتجيلي الحالة دي خدوني روحوني عشان أرتاح وقعدوا معايا وطبعاً بالذات سلمى اللي كنت بصعب عليها جداً فضلت معايا شوية وقعدت تتكلم مع ماما.. 

_ ياطنط ماهو كدة اللي بيحصلها دة مش طبيعي يعني.. 

_يابنتي احنا مؤمنين بقضاء الله وقدره، هنعمل ايه يعني احنا؟!.. مالناش في السكك التانية احنا.. 


_والله ياطنط انا قولت ألفت انتباهك للموضوع دة.. السحر وتسليطه ده مخلي اختي حياتها جحيم اصلا واحنا مش عارفين لحد دلوقتي مين اللي عملها السحر ولا عارفين نفكه حتى.. فاممكن بتول تكون معمولها سحر وانتي مش واخدة بالك.. 

ردت عليها امي.. 

_لا اله الا الله.. يابنتي اللي بيأذي ويشفي ربنا مش حد تاني، ماتقلقيش بس انتي عليها وان شاء الله ربنا هيشفيها 

_يارب ياطنط، عالعموم انا معاكوا فأي وقت لو احتاجتوني. 

ردت عليها ماما.. 

_بإذن الله ياحبيبتي، عموماً هي مش هتنزل الفترة اللي جاية دي الكلية وانتي بقى تبقي تجيبيلها المحاضرات وكل الحجات المهمة دي هنا ماشي؟! 

_اه طبعاً بإذن الله، ربنا يقومها بالسلامه.. سلام عليكم.. 

مشيت صاحبتي، وبصتلي ماما وطبطبت عليا وقالتلي.. 

_ماتخافيش ياقلبي، كل حاجة هتمشي زي ماحنا عاوزين.. 

قعدت فترة في البيت مابروحش الكلية، قعدت حوالي شهر،  سلمى كانت بتجيبلي المحاضرات ومش بتخليني احتاج لحاجة من حد صراحه، لحد  مامرة واحدة.. قطعت ومابقيتش بتيجي ولا بتتصل ولا بتسأل، وقتها بدأت أقلق عليها واسأل انا، يومها اتصلت بيها وقعدنا نتكلم شوية.. 

_ايه يابنتي فينك؟!... فيه ايه مانعك عني؟ 

_اعذريني والله يابتول.. أنا مش مانعني عنك غير، الشديد القوي.. 

_ايه مالك؟!.. احكيلي حاجة حصلتلك ولا إيه؟ 

_مش أنا ياستي، دي أختي بسمة دوختنا خلاص.. 

_يانهار أبيض؟!... ليه مالها بس؟ 

بدأت تتكلم وهي بتعيط.. 

_مش عارفة أقولك ايه يابتول والله، بس أختي حياتها بتتدمر خلاص، جوزها اللي واخدها بعد قصة حب عجيبة وأغرب من الخيال هيسيبها وكل شوية يضربها ويإذيها وهي كمان أكتر من مرة مسكتلة السكينة وعورته، كل شوية مشاكل وخناقات لحد ماخلاص ماما تعبت وفاض بيها وانا كمان فاض بيا.. دة غير انها كل شوية مش طايقة ولادها، وكذا مرة طلعت الولاد بره البيت وسابتهم ودخلت ومشعوزاهم ف قلب البيت تخيلي؟! 

_أيه دة ايه دة؟!... اختك بيحصلها كل دة ازاي يعني؟!.. هو انتوا مش بتقولوا انكو على طول بتودوها عند الشيخ اللي عوزاني أروحله دة؟.. تبقى ازاي تعبانة بقى؟.. الي بيحصل صعب على فكرة.. 

_والله يابنتي بتروحله.. أول أسبوعين بعد زيارتها هناك بتبقى كويسة وزي الفل.. لكن بعد كده بشوية بتتحول.. 

_ياحول الله يارب.. ربنا يشفيها ياسلمى، اسمحيلي أنا هبقى اجي أزورها انا وماما.. ينفع؟! 

_ياحبيبتي تنوري والله، بس أنا مش عاوزة اتعبك معايا أبداً.. 

_لا ياستي احنا بقينا عشرة خلاص.. انا اعرفك من كذا سنة ولازم نزوركوا.. 

_تنورونا فأي وقت ياقلبي.. 

_تمام انتظري مني تليفون ابلغك فيه بزيارتنا.. سلام.. 

بعد ماقفلت معاها كنت بتصل بيها كل كام يوم اطمن عليها وعلى اختها وكانت بتطمني وتقولي على اخبارهم..عدت الأيام ورجعنا ننزل الكلية تاني وكإن اللي حصلي مكتوبلي يتكرر، تاني عديت من قدام نفس المبنى وتاني وقفت اتسمرت مكاني وتعبت ووقعت اغمى عليا.. بس الغريب المرادي، أن في نفس الوقت اللي سلمى معايا فيه ومفروض انها بتساعدني عشان افوق.. جالها تليفون ان اختها تعبانة واتنقلت عالمستشفى وسابتني لشوية من الزملا وصلوني.. وبعد أيام جت عشان تزورني وقعدت تتكلم معايا.. 

_سامحيني.. ماقدرتش أكون معاكي وقتها، اللي حصلها المرادي ماما ماقدرتش تسيطر عليه لوحدها.. 

_أنا مقدرة ياسلمى والله.. مش زعلانة ياحبيبتي.. أنا بس نفسي اعرف ايه اللي بيحصلي ساعة مابعدي من قدام المعمل المهجور دة؟!

سكتت سلمى وقعدت دقيقة ع سكوتها ورجعت سألتني سؤال.. 

_بقولك ايه؟!... هو اشمعنى يعني بتقفي تبصي عليه وتسكتي وتروحي بعدها تعبانة؟... هو انتي بتشوفي حاجة جواه؟! 

قولتلها.. 

_بتسألي ليه يعني؟! 

_ردي بس عليا علشان انا حاسة بحاجة غريبة وهتجن.. 

قولتلها بكل صراحة.. 

_اه ياستي بشوف فيه حاجات غريبة وحاسة انه مسكون أصلا.. 

_أيوة يعني احكيلي اللي بيحصل.. 

_مفيش ببقى معدية عادي ومرة واحدة بلاقي نفسي كأني بشوف واحدة حلوة كدة وفي منتهى الشياكة بتدخل المعمل وبيدخل وراها حد وبعد شويه بسمع صوت صريخ صعب قوي واستغاثة، وبلاقي نفسي كأن فيه حاجة طلعت من جوة المعمل ودخلت جوة جسمي أنا، بتجمد ساعتها كدة ومبقدرش اتحرك... والباقي انتي عارفاه.. 

سلمى سرحت لبعيد وقالتلي..

_مابتسمعيش إسم البنت اللي بتشوفيها دي؟..ولا مابتسمعيش أسامي؟

_لأ صراحه مش بسمع، بس بتسألي ليه؟ 

سرحت شوية وكشرت وقالت.. 

_معقول؟!.. هو انتوا فيه حاجة مشتركة بينكوا ولا ايه؟ 

بسرعة قولتلها.. 

_هي مين دي وحاجة ايه؟ 

_هااه؟!.. لا ماتشغليش بالك.. 


قعدت معايا شوية وبعدين سابتني ومشيت.. قعدنا أيام مانشوفش بعض..وبعد ماعدا وقت طويل وجه ميعاد نزولي للكلية  !!... صحيت على خبر غريب واحدة صحبتنا اتصلت بيا وقالتهولي.. 

_ألو؟... أيوة يابتول البسي بسرعة وتعالي عالكلية. 

_إيه يابنتي فيه إيه؟!.. مالك، انتو كويسين ولا حد جراله حاجة؟ 

_اه يابتول احنا كويسين ماتقلقيش بس ولاد أخت سلمى تعيشي انتي.

رديت بصدمه.. 

_ايه اللي بتقوليه دة؟!.. دة لسه يابنتي ولادها عيال صغيره.. فيه ايه؟ 

_الله يرحمهم بقى.. لو حاسة انك هتبقي كويسة تعالي، لكن لو حاسة اعصابك تعبانة بلاش تيجي.. 

رديت بثقة زايدة.. 

_ودي تيجي برضوا؟.. نص ساعة وهكون معاكوا.. 

قفلت معاها السكة ولقيت ماما وقفالي على باب أوضتي وابتسمتلي ابتسامة بفرحة وابتسمتلها نفس الأبتسامة، وروحت على طول لبست ونزلت عالكلية... المكان اللي مفروض هنتجمع فيه وفعلا اتجمعنا وخدنا بعضنا وروحنا نعزي، وفي العزا..  بسمة أخت سلمى منهارة ومش قادرة تمسك نفسها وعمالة تصرخ وتعيط وكلهم حواليها بيحاولوا يهدوها، بس أنا مسكتني حالة غريبة من السلام النفسي.. ولا بعيط ولابضحك ولابصرخ ولا أي حاجة ومالية وشي ابتسامة عريضة من غير سبب وبالرغم من كل الانفعالات الطبيعية أو على العكس برضه الانفعالات المبتذلة اللي حواليا، الا إني كنت واخدة ريآكشن واحد من أول ماقعدت، لحد ماقومت مشيت... وهو إبتسامة رضا بسيطة منورة وشي ..

 عدا أسبوع من أصعب الأسابيع على شلتنا كلها وكانت كل حاجة وقتها بتمشي بالبطئ، معظم الشلة مابتتجمعش ولو اتجمعوا يتكلموا بالعافية، وعشان أكسر الملل والروتين دة، كلمت سلمى واقنعتها ترجع تنزل الكلية تاني ولما نزلت واتجمعنا انا وهي وبقيت الشلة بدأت اقترح عليها اقتراح يفكنا.. 

_سلمى هي بسمة عاملة ايه دلوقتي؟.. ماتطمنيني عنها؟! 

_والله حالتها صعبة جدا يابتول.. من يوم ماماتوا ولادها وهي بقت واحدة تانية رافضة تاكل وتشرب وحتى جوزها مش طيقاه .. 

_طب بقولك ايه.. ماتخليها تيجي هنا تقضي معانا يوم هتفوق وتروح كويسة جداً.. 

_هنا فين يابنتي؟.. مش هتقدر تيجي هنا أصلا.. 

_خلاص هقولك على حاجه.. انا ممكن اكلمها واقنعها تيجي هنا.. 

_هي يستحيل تيجي هنا اصلا ... مش هترضى.. 

_ليه بقى؟.. هو هنا مكان وحش ولا ايه؟ 

_لأ مش كدة بس هي مابتحبش الكلية هنا، يعني اكيد هتفتكر وهي لسة عيلة صغيرة وهتفتكر ذكرياتها مع جوزها وهتفتكر الولاد وهي مش ناقصة ، فابلاش طبعا تيجي خصوصاً انها بتقول مش بتحب الكلية هنا.. 

_ايه دة؟.. هما كانوا مع بعض هنا كمان؟! 

_ايوة هما خريجي الجامعة هنا من حوالي  ٨سنين.. 

_اممم.. طب تمام، انا عندي فكره أحلى، ايه رأيك لو ناخد بعضنا كلنا ونطلع نقضي ليلة حلوة في أي مكان فاضي؟!.. احنا والشلة بقى وكدة مع بعض.. 

_والله انا كنت هقترح عليكي نفس الإقتراح برضه، بس مع عيلتنا بقى مش الشلة،هاه ايه رأيك هنروح فين؟! 

_تعالي نعمل رحلة تخييم في أي محافظة من اللي فيهم أماكن تنفع للبيات بره.. أهو نتهوى ونقضي ليلة حلوة نفصل بيها عن أي افكار سلبية وأختك تبقى غيرت جو، ايه رأيك؟! 

_مش عارفة يابتول.. خلاص سيبيني اعرض عليها الفكرة هي وجوزها وعلى ماما كمان يمكن يوافقوا وأهو الواحد يغير، جو الكآبة دة. 

_ايوة بالظبط دة اللي أنا عاوزة أقولهولك.. أنا كمان عاوزة أنسى الاحلام والكوابيس والحالة اللي ملاحقاني على طول دي.. يارب يوافقوا يارب.. 

بصتلي وابتسمت ابتسامة خفيفة وقالتلي.. 

_تعرفي ان دة لو حصل هتبقي الصديقة نمبر وان ليا؟!..  فعلا جه الوقت بقى إن عيلتي وعيلتك يتعرفوا على بعض.. هو احنا نعرف بعض من حوالي سنة كدة أو سنتين ليه العيلتين ما إتعرفوش على بعض من وقتها؟! 


بصيتلها وهزيت راسي هزة خفيفة على جنبي الشمال وقولتلها.. 

_مسيرهم يتعرفوا ياصديقتي.. لسة ما آنش الآوان، بس خلاص اليوم دة قرب قوي... اعرضي عليهم الكلام وردي عليا عشان أخلي ماما ومرات عمي يبقوا جاهزين..   

بعد شوية كل واحده راحت فينا ف مكان، هي روحت على بيتها وانا كمان روحت على بيتي، وقفت أبص ف المرايا وقعدت أتكلم وأقول . 

_هانت ياقلبي هانت ، اللي انتي عوزاه قرب يحصل .. 

بعد يومين فوقت على رنة تليفوني ورديت بالعافية .. 

_ألو.. ايه ياسلمى فيه ايه.. 

_ايه يابتوول صباح الخير.. قومي اسمعي الأخبار الحلوة.. 

_فيه ايه؟.. قولي.. 

_أختي وجوزها وافقوا يطلعوا معانا الرحلة.. 

_قولي والله؟!.. بجد!.. يعني أخيراً هيحصل وهنعمل الخروجة؟!.. يسس.. 

_أيوة.. إجهزي بقى وشوفي عاوزين تروحوا فين.. 

_خلاص طيب.. بقولك انا أعرف ان فيه اماكن كتير للفسح وتخييم ليلة بس ماعرفش فين بالظبط.. ماتعرفيش انتي أماكن تنفع لليلة يعني؟ 

_خلاص هسأل جوز اختي وهبلغك.. 

_خلاص خليه هو يتعامل ف كل حاجه، ماشي؟ 

_ماشي.. سلام بقى.. هقوم افرح ماما.. 

_سلام ياحبيبتي.. 

   

قفلت السكة وطلعت أجري على ماما عشان ابلغها بالخبر، وبعد ماظبطنا كل حاجة وجه ميعاد الرحلة.. 

يومها اتجمعنا كلنا أنا وأمي ومرات عمي وسلمى وأختها وجوزها.. وروحنا مع جوزها لأن هو اللي عارف المكان اللي هنخيم فيه، المكان تحفة  ومريح للاعصاب جدا، بس بسمة كان باين عليها علامات التوتر وأنها مش حابة تبقى موجودة في المكان دة وكإنها كانت موجودة هنا قبل كدة وحصلت لها مواقف كرهتها فيه .. هدوء المكان المريح للأعصاب خلاني بصيت ف كل مكان وفردت إيديا وقولتلهم.. 

_يااااه  !!.. المكان ده تحفة قوي، احلى حاجة ان مافيهوش ناس تعمل دوشة ولا قلق. 

 الغريب ان بسمة ردت عليا رد غريب قوي.. 

_مين قالك ان مفيهوش ناس تعمل دوشة ولا قلق؟!.. كمان شوية هتعرفي قد ايه المكان دة صعب ومرهق، مش بالهدوء على فكرة.. 

رديت عليها بأستغراب.. 

_ليه بتقولي كدة؟.. شكلك جيتي هنا قبل كدة! 

_ياااه  !.. جيت كتير جدا، المكان دة بيفكرني بذكريات كتير.. 

_شكل ذكرياتك هنا مؤلمة.. 

_يووة!!.. ماتفكرينيش.. الله يرحمك ياريتاج.. 

ضيقت عنيا وقولتلها.. 

_مين ريتاج دي؟.. ليها علاقة بالمكان دة؟! 

_علاقة؟... قولي علاقات..  المكان دة خطر جدا ومخيف،جوزي بيحاول بس يحسسني ان دة المكان طبيعي بس محدش عارف هو شايل ايه قدي، شوية كدة لما تباتي الليلادي هتعرفي حجات كتيره من غير ماأتكلم.  

 في نفس اللحظة وهي بتتكلم سمعنا صوت صرخات جامدة جدا جاية من مكان بعيد، اتلفتت بسمة ليا ببصة غامضة وقالتلي.. 

_مش بقولك؟!.. ابتدينا الليلة.. 

سمعت الكلام منها وسبتها وطلعنا نجري كلنا كل واحد فينا ناحية الصوت عشان نعرف مين بيصرخ، بس مالقيناش حاجة..غربلنا المكان كله من شرقه لغربه مظهرش قدامنا حاجة خالص، كل اللي عملته بسمة انها مشيت ناحية جوزها  اللي كان واقف بعيد ووشوشته بصوت واطي، مرة واحدة بصلها بصة غيظ ومرة واحدة صرخت وقالتله.. 

_أنا ماليش دعوة انا لازم أروح، مش هستحمل اقعد بكفاية اللي بشوفه قدام عنيا واعصابي مش مستحملاه.. 

شخط فيها بزعيق وقالها.. 

_بقولك ايه؟!.. شغل الجنان دة مش هيحصل تاني، المرادي احنا معانا ناس ومش هينفع نروح.. 

ردت سلمى عليه.. 

بقولكوا إيه؟!.. إرحمونا بقى كفاياكوا فضايح، احنا المفروض جايين عشان نغير جو والناس اللي معانا جاية تتفسح وانتوا جايين هنا تتخانقوا تاني؟! 

مرة واحدة مرات عمي قامت من مكانها وبدأت تقول.. 

_مالكوا ياجماعة؟!.. إنتوا متوترين كدة ليه؟! 

بصتلها سلمى وقالتلها.. 

_معلش ياطنط سامحينا.. هي بس بسمة منفعلة من ساعة ماولادها الله يرحمهم ماتوا. 

ردت عليها بسمة بصريخ.. 

_ماباااس.. بس بقى، انتي ايه؟!.. لازم كل شويه تفكريني بولادي اللي ماتوا؟! 

ردت سلمى بإبتسامة صفرا .. 

_ مابس ياأمي بقى كل الناس عرفت انك منهارة.. 

صرخت بسمة تاني.. 

_إرحميني انتي.. إرحموني ومشوني من هنا، قولتلكو مش عاوزة آجي هنا تاني، 

سرحت لبعيد وكإنها بتبص لحد ودمعت وقالت.. 

_حبايبي.. وحشتوني، انتوا جيتوا تاني؟!،  تعالوا ف حضن ماما تعالوا.. 

قالت كدة وبدأت تحضن ف الهوا ووقفت أنا وماما ومرات عمي نضحك على آخرنا والفرحة مش سيعانا وبكلمة تلقائية امي قالت لمرات عمي وهي مبسوطة.. 

_مبروك ياام ريتاج.. حق بنتك بيرجع اهو.. 

مرة واحدة وقفت بسمة تتلفت حواليها كأنها مجنونة وفضلت تقول بحالة هستيرية.. 

_ريتاج؟!.. ريتاج هي فين ريتاج.. ريتاج.. هو انا مش عارفه اخلص منها خالص ريتاج؟!.. هو اللي انا عملته دة كله واللي بيحصلي دة كله ولسة بسمع سيرتها؟!.. انتي عاوزة ايه ياريتاااج.. عاوزة ايييه.. 

قولتلها بكل بساطة وأنا برضه بضحك.. 

_مش هاتعرفي تخلصي منها يابسمة.. فاكرة انتي عملتي فيها ايه؟!.. افتكري يابسمة، افتكري اللي عملتية فيها انتي وهو... 

بصريخ.. 

_لأ.. مش عاوزه افتكر تاني لأ.. لأ.. 

************

من٨سنين.. 

كلية الهندسة..

في ركن من أركان الجامعة،واقفين بنتين شكلهم مش محترم بيتكلموا مع بعض.. 

_ الدفعة الجديدة دخلت النهاردة، لما نشوف المواهب الجديدة.. 

_يابنتي فضي دماغك، خلينا ننجح ونطلع منها على خير السنادي وماتشغليش بالك باللي لسة جايين النهاردة.. 

_ الدفعة مليانة بنات شايفة نفسها يابنتي، استني.. بصي الحلوة دي،دي جاية بتتمختر ، مين دي؟! 

_اللآااه.. أهي دي اللي هتاكل منك الجو بقى يابسمة وهتطفيكي.. 

_مافيش واحدة ف الكون تعرف تطفيني، استني.. 

مشيت لحد البنت وخبطت فيها وقالت لها.. 

_ايه يامدموزيل؟.. مش تحاسبي؟ 

ردت البنت عليها وقالتلها.. 

_آسفة قوي، مش قاصدة.. 

 البنت سابتها ومشيت.. وفضلت البنت اللي ندهتلها بأسم بسمة تبصلها من فوق لتحت.. بعد شوية كانت الدفعة كلها دخلت المدرجات، وزي مايكون القدر حاطط  البنتين في طريق بعض عشان مكتوبلهم يتعرفوا على بعض، وجوة المدرج.. 

بدأت واحدة منهم الكلام.. 

_انتي تاني؟.. هو مفيش غيرك النهاردة ولا ايه؟! 

_آه انا تاني؟... هو أنا مضايقاكي ف حاجة؟!.. مالك فيه ايه؟! 

_ لأ ياقمر مش مضايقاني، محدش يقدر يضايقني..  انتي سنة أولى معانا، صح ولا أيه؟ 

_اه سنة أولى وانتي؟ 

_لأ انا سنة أولى مكرر.. يعني عايدة أولى كذا مرة. 

_اممم.. تشرفنا يااا.. إسمك ايه بقى؟ 

_بسمه... إسمي بسمه ياقمر.. وانتي بقى إسمك إيه؟ 

_اسمي ريتاج.. وان شاء الله تبقى معرفتنا معرفة خير.. 

مدت ريتاچ إيدها بالسلام ونفس الشئ عملته بسمة، في نفس اللحظة إتدخل شاب قطع السلام وهو بيقول لبسمة.. 

_سلام ياحبي عاملة ايه؟! 

_هاي ياروحي.. عامل ايه انت؟! 

بص ناحية ريتاج وقال لبسمة.. 

_زي الفل.. ايه مش تعرفينا بالقمر؟! 

ردت عليه بسمة.. 

_ريتاچ صحبتي.. دفعة أولى الجديدة، خالد خطيبي ياريتاچ وآخر السنادي هيبقى جوزي.. 

ريتاج بصلته بعدم اهتمام وقالتلهم.. 

_آه تشرفنا ياحبيبتي.. ألف مبروك مقدمًا.. معلش الدكتور دخل بعد المحاضرة بقى نبقى ندردش، باي.. 

سابتهم وراحت قعدت بعيد مع أصدقاء تانيين وفضل نظر خالد عليها وكإنه ماصدق لقى بنت جديدة في المكان... 

بعد شهور من معرفتهم ببعض.. بدأت بسمة تحس بإهتمام خالد بالبنت الجديدة، وبدأت ريتاچ تظهر في الكلية أكتر وعين الكل تبقى عليها وخصوصاً بعد ما اتعرفت بتفوقها الدراسي، من هنا بدأت الغيرة تولع في قلب بسمة من ناحية ريتاچ أكتر..وبعد مابدأ خالد يتقرب من ريتاچ ولقى منها صد، بدأ يستغل غيرة بسمة منها لصالحه.. 

_والله يابسبوستي زي مابقولك كدة.. عمالة تعمل حركات مالهاش أي تلاتين لازمة حركات مش لطيفة كدة وانا اتخنقت.. 

_زي إيه يعني؟.. فهمني بس عشان أعرف اتعامل معاها !! 

_بتحاول تقرب مني.. بتعمل عمايل مش تمام خالص وانتي عارفة انا مخلص ليكي إزاي .. 

_طب خلاص سبهالي.. وحياة ربنا لاهوريها، وماتتدخلش خالص.. 

_إشطه سبتهالك.. 

في نفس الوقت، ريتاچ وصديقاتها عندهم شغل في المعمل وبيخلصوا حجات مهمة هناك.. ودة اللي حصل معاهم وقتها 

_هاتي كدة بقيت الادوات المطلوبة ياريتاچ من عندك.. 

_عندي منين ياسهر؟

_يابنتي فيه حجات موجودة زي دول في الأوضة التانية ف المعمل.. 

ردت بنت تانية منهم عليها وقالتلها.. 

_لأ ياسهر مفيش حاجه هنا خالص.. 

_ايه ده.. أومال الحاجة راحت فين؟! 

_ممكن تكون اتنقلت المعمل التاني الفاضي؟! 

بصوا لبعضهم بصة حيرة.. وبدأت واحدة منهم  تقول.. 

_سوري ياجماعة أنا يستحيل أروح هناك.. 

_ولا انا كمان  !!.. نو واااي.. 

ردت ريتاچ.. 

_هو أيه الحكاية ياجماعة، هو فيه هناك بعبع؟!.. أنا هروح وماله يعني لما أروح .. 

ردت سهر.. 

_يابنتي المعمل هناك مهجور وفاضي ومش لطيف، ماتروحيش لوحدك لو روحتي.. 

بصوا لبعض تاني وردت ريتاچ.. 

_خلاص خلاص.. أنا هروح ماتخافيش عليا انا مش بخاف من الحجات دي.. 

مشيت ريتاچ ف طريقها للمعمل عشان قبل ماتوصل لهناك تقابل بسمة ف سكتها وتقف تعمل معاها مشكلة.. وأول ماشافتها زقتها عالحيطة وفضلت تضرب فيها بالقلم، وبسرعة بدأت ريتاچ تصرخ وزقتها بعيد.. 

_انتي إيه اللي بتعمليه دة ياحيوانة انتي؟!.. انتي بتضربيني أنا؟!.. انتي بتعملي كدة ليه؟ 

_ انا هعرفك ياخطافة الرجالة، عاوزة تاخدي خطيبي مني يابت؟!... لا ولابسة ومتشيكة واللي يشوفك يقول دانتي منظر وبنت ناس قوي ؟!... وتعملي كدة مع خطيبي أنا؟! 

 الطلبة إتلمت ومنهم خالد خطيبها طبعا، وكأنها قاصدة تفضح ريتاچ ف الكلية، وفعلا نحجت ف انها تعمل كدة، لكن ريتاچ ماوقفتش وإستسلمت، ريتاچ ردت عليها وقالتلها وهي بتشاور عليه من فوق لتحت بإحتقار.. 

_أنتي بتتكلمي عليا أنا مع الصايع دة؟!.. طب قولي كلام يتصدق يابيبي!!..  هو دة  شكل راجل يتبصله؟ولا دة شكل راجل أصلا!!... دة لايق عليكي انتي للأسف مش لايق عليا أنا ابدًا.. 

بدأ خالد يخطي ناحيتها وكأنه بيتهجم عليها وبدأت الناس تبعده عنها وطلع أمن الكلية، وبسرعة كلهم أتبخروا كل واحد ف ناحية.. بسرعة جريت ريتاج ناحية المعمل ودخلت جوة ووقفت تعيط بإنهيار..فجأة وهي منهارة ف الضلمة اللي حواليها في المكان سمعت خربطة وباب المعمل إتفتح واتقفل وصوت خطوات حد ماشي ناحيتها، بدأت تقوم من الأرض.. 

_مين اللي دخل؟! 

_هههههه... أنا ياحبي، أنا اللي هعرفك أنا لايق عليكي ولا لأ.. 

_إنت؟... انت جاي ورايا ياكلب؟!.. مش مكفيك اللي خطيبتك عملته معايا كمان؟!.. انت عاوز مني ايه؟ 

_هتعرفي كل حاجة كمان شويه.. 

 بدأ يتجرد من إنسانيته وأخلاق الآدميين وكأن حيوان بينقض على فريسة، بدأت تصرخ وتستنجد بس من غير فايدة... بعد ربع ساعة خرج المجرم بعدما قتل برائتها وكأنه ماعملش فيها اي حاجة ، بعدها بشوية بدأو البنات اللي كانوا معاها ف المعمل التاني يقلقوا عليها.. 

_جماعة أنا قلقت على ريتاچ.. أنا خايفة تكون الدوشة اللي كانت بره من شوية دي خليتها حصلها حاجة جوة  المعمل واحنا ماحسيناش بيها.. 

_انتي هتقلقينا عليها ليه؟!.. أنا هروح أشوفها بقى واللي يحصل يحصل.. بس، بس حد يجي معايا بالله عليكوا بخاف.. 

_لأ هتروحي لوحدك زي ماهي راحت، يلا بقا.. 

_ حاضر، أمري لله.. 

مشيت البنت لحد ماوصلت للمعمل ودخلت، واتفاجئت بالمنظر الفظيع اللي قدامها وفضلت تصرخ، فجأة الكلية كلها بقت جوة المعمل.. ريتاچ مرمية ف الارض كل هدومها مقطعة وعنيها مبرقة لفوق وكل جسمها عليه علامات إغتصاب وفحالة صدمة، لابتنطق ولابترد.. وكل اللي بتعمله انها نازلة دموع، لما شالوها وأخدوها على عيادة الكلية لقوا فإيدها حتة قماش من قميص رجالي مربعات، ف ثانية الكلية كلها اتقلبت عشان يوصلوا للشخص اللي عمل كده، لكن مافيش أي دليل عليه غير قطعة القماش اللي ممكن أصلا يكون بدله أو حرقه أو بسهولة اتخلص منه بألف طريقة، وفضل مفيش شاهد عالجريمة غير الضحية نفسها.. الضحية اللي فضلت ف حالة صدمة نفسية دخلت ف شهر... مانعة الأكل والشرب والكلام، رافضة العلاج، وبعد الشهر ماعدى.. ماحدش عرف لسة مين عمل الجريمة دي..مكنش حد بيزورها ويحاول يخفف عنها أو يطلعها من الحالة اللي هي فيها غير زميلاتها اللي كانوا معاها ف الكلية، ومن ضمنهم بسمة اللي حصلت معاها المشكلة واستغلت ان البنات ماحضروش المشكلة دي وقربت منهم عشان تقدر توصلها بسهولة وتعرف أخبارها  ، بدأوا البنات يروحولها يوم ويوم ولما لقوا مافيش من حالتها تحسن.. بدأو يقترحوا انهم ياخدوها لرحلة عشان نفسيتها تتحسن وبدأت بسمة تقترح عليهم مكان فيه عزلة وراحة نفسية وكله هدوء.. ودة الكلام اللي دار بينها وبين البنات وقتها..

_أنا عن نفسي بروح المكان دة على طول أنا وخالد وماما وأخواتي ودايما هناك مودي بيتغير.. 

ردت واحدة من البنات.. 

_بس أحنا مانعرفش أهلها هيوافقوا ولا لأ، والمكان اللي بتتكلمي عنه دة  بعيد قوي.. 

_وفيها إيه يعني؟!.. ماحنا كلنا هنبقى بنات مع بعض، صدقوني هو دة الحل اللي هيطلعها من اللي هي فيه.. 

_طيب خلاص.. احنا هنحاول نطلعها الرحلة، بس يارب أهلها يرضوا... 

_لازم أهلها يرضوا.. لازم نطلعها الرحلة معانا.. 

في نفس اللحظة.. دخلت عليهم بنت من زميلاتهم.. 

_يابنات.. يابنات، مامت ريتاچ كلمت مامت سهر وبتقول انها بدأت تتكلم على خفيف.. بس مش هينفع نروحلها هي لسة ماخفيتش ..

في الوقت دة في بيت ريتاچ..

*****

بدأت أمها تتكلم معاها وتحاول تعرف منها مين اللي اغتصبها، واللي قالته ريتاچ وقتها هو اللي حصل.. 

_مين هو ياحبيبتي؟... عارفاه ولا لأ؟ 

ردت بالراحة وبقها بيتهز كله.. 

_آه عارفاه.. هو يبقى خالد، خطيب بسمة، بنت في الكلية.. 

_متأكدة ياريتاچ؟ 

_أيوة، أيوة متأكدة.. 

بسرعة البرق الأم اتصلت بالشرطة عشان تجيب حق بنتها، لكن للأسف..ماحدش جابلها حقها  لعدم وجود ادلة كافية على المغتصب  ، المدة اللي اتكلمت بعدها كانت كافية تطمس معالم أي جريمة، وخرج خالد زي الشعرة من العجين... 

************

رجعت تاني بسمة تصرخ بقوتها.. 

_انتوا عاوزين مني إيه وبتفكروني بيها ليه؟!.. انتوا مين إنتوا.. 

ردت عليها مرات عمي قالتلها.. 

_ أنا أمها.. أم ريتاچ ياقاتلة.. فاكرة أياميها لما زقيتي البنات التانيين عشان يقنعوني أطلعها معاكوا الرحلة؟!.. قال إيه  !! عشان تطلع من حالتها اللي هي فيها.. أتاريكي جبتيها هنا عشان تتخلصوا منها انتي والمجرم دة بعد مابدأت تنطق وتتكلم، عملتوا ليه فيها كدة؟!.. ماأنت كدة كدة لما اتقبض عليك طلعوك لعدم كفاية الأدلة.. ليه قتلتوا بنتي ليه؟! 

رد خالد بصريخ.. 

_انتي بتخرفي فإيه ياولية ياخربانة انتي؟!.. أنا مش فاهم أي حاجة.. 

وقتها رديت عليه وقولتله.. 

_مش فاهم؟!.. أفهمك انا ياخالد عابد، ياللي ليلة ماعملت جريمتك انت وهي وكإن ربنا كان عاوز يكشفكوا على حقيقتكوا ، ليلتها المسكينة كانت لسة قايمة تتكلم بالعافية، وحظكوا الإسود انها يومها اتصلت بيا انا وقالتلي على كل حاجة بتحصل معاها.. عرفتني مكانها بالظبط، وعرفتني ان فيه حد وراها عاوز يموتها.. طبعاً انت وهي كنتوا عارفين كويس انتوا بتعملوا ايه.. انتوا ماجيتوش جنبها.. انتوا بس كفاية عليكوا انتو الاتنين انكوا فضلتوا تجروا وراها في الضلمة ناحية طرف الجبل اللي محدش قدكوا عارفها كويس علشان تبقى باينة حادثة انتحار، مش كدة؟! 

بسمة بصت ناحيته وقالتله.. 

_مش قولتلك.. قولتلك مسير اللي عملناه هينكشف ماصدقتنيش، أن أنا انا ماليش اي دعوة خالص، هو اللي عمل كده.. هو اللي عمل كل حاجة.. هو.. 

رديت عليها.. 

_لأ وانتي كنتي بريئة، مش كدة؟!  .. كل حاجة هو عملها انتي شريكته فيها.. انتي مجرمة، قتلتي ولادك زي ماقتلتيها.. صح ولا احنا بنتبلى عليكي؟!

جريت ناحية خالد وصرخت وهي بتقوله.. 

_هما عرفوا منين طيب؟!.. مين قالهم.. عرفوا إزااي؟! 

ردت عليها مرات عمي.. 

_دة حق بنتي وكان لازم أرجعه.. ورجعته بطريقتي. 

وقتها سلمى اللي الدموع غرقت وشها بصتلي وقالتلي.. 

_إيه دة يابتول؟... ايه اللي بيحصل واللي بيقولوه دة؟.. مين دول يابتول؟... هو انتي تعرفي بالكلام ده كله من البداية؟ 

ضحكت جامد وقولتلها.. 

_ههههههه، ياغلبانة؟... صح النوم، انتي ماكنتيش تعرفي باللي حصل لبنت عمي ولا إيه؟... بنت عمي اللي منهم  تاهت هنا وكانت بتحاول تهرب منهم يمين وشمال لحد ماوصلت للمكان اللي وقعت منه.. 

خالد قعد يبصلي وهو مذهول وقالي.. 

_دانتوا لو معانا ماكنتوش عرفتوا اللي حصل بالشكل ده.. 

قولتله.. 

_انت ماتعرفش انا وصلت لإيه عشان نعرف اللي حصل دة.. 

ردت عليا مرات عمي.. 

_احكيلهم.. عرفيهم احنا عرفنا إزاي.. 

بصيت ناحية بسمة وقولت لمرات عمي.. 

_ماتقلقيش يامرات عمي.. هي كانت بتجيلها زي مابتجيلي بالظبط.. كل مرة كنت بشوفها في الحلم وبتوريني حاجة كانت بتبقى هي كمان شايفاها.. 

ردت علينا بسمة بإنهيار.. 

_انتوا حبة كدابين وبتتبلوا عليا انا وهو،كدابين.. 

_انتي اللي كدابة، انتي عارفه كويس قوي ان التعب اللي كان بيحصلي دة كان بيحصلك معايا زيه وفي نفس الوقت.. من يوم ماماتت، من يوم ماماتت وهي كل شوية تجيلي في الحلم وأشوف اللي حصل قدامي بعنيا كأني كنت معاكوا لحظة موتها.. 

بسمة ردت بتوتر.. 

_ايوة، ايوة كل اللي كان بيحصل لك كان بيحصلي، أيوة احنا قررنا نخلص منها عشان ماتفضحهوش، انا مكنش عندي استعداد افقده أو يروح مني.. 

خالد جوزها قرب منها وفضل يكتم في بقها ويقولها.. 

_اسكتي ماتفضحيناش دول جايبينا هنا يوقعونا، انتي غبية وبتقوليلهم عاللي حصل! 

صرخت وبعدت ايده عن بقها وقالتله.. 

_اوعى بقى.. ايوة، لازم اقول اللي جوايا عشان ارتاح ومعدتش تظهرلي تاني، ياريتاااج، ايوة هو اللي اغتصبها يوم المعمل واعترفلي بكل حاجة بعدها بكام يوم.. وعشان هو اعترف وعرفنا انك نطقتي كان لازم نخلص منك بشكل مفيش علينا فيه شبهة، وهو دة كان المكان الوحيد اللي لو استدرجناها بعيد وخوفناها هتقع من على أي حافة تموت، يومها هو أصلا ماسافرش معايا انا والبنات، لأ اتفقنا انه هييجي لوحده وانا هروح مع البنات، ويومها ماتقابلناش غير ساعة الحادثة.. كانت وقتها قاعدة لوحدها، قولتلها ساعتها بمسكنه.. 

_ريتاچ.. تعالي انا عاوزة اتكلم معاكي شويه.. 

_ف،، فيه ايه يابسمة، عاوزة مني ايه؟ 

_مش عاوزة يبقى لسة فيه بيننا زعل، ممكن نتمشى شوية مع بعض! 

_ل.. لأ، مش عاوزة اتمشى مع حد.. 

_بقى كدة؟.. طب ماشي.. 

سبتها ومشيت ورنيتله ساعتها.. 

_ايوة ياخالد.. البت مش عاوزة تتحرك.. اتصرف انت.. 

_ماشي ماتقلقيش وابعدي وخليكي مع البنات ضروري.. 

بعد المكالمة بلحظات سمعنا صوت ضرب نار في المكان بيدوي من بعيد وطلع الكل يجري ناحية الصوت، حتى هي كمان.. وقتها أنا شتتت انتباهها وجريت هي في اتجاه تاني خالص، فضلت أجري وراها لحد ماتاهت وبعدت، وفجأة هو ظهر وفضلنا نسحبها لحرف الجبل لحد ماوقعت، وبسرعة من غير، ماحد اخد باله رجعت لهم ووقفت ف وسط اللمه، وهو مشي بعيد لحد مااختفى، وساعتها الكل سمع صرخاتها بعد ضرب الطلقات بشوية، ومن هنا ماتت موتة ربنا.. 

دت مرات عمي.. 

_ وبعدها بقى.. انا استلمت بنتي جثة.. يعني مكفاكوش قتلتوا براءة بنتي، لأ كان لازم تموت عشان ماتتفضحوش، وانا بقى حلفت لا أنتقم منك، كل اللي حصلك حتى اطفالك اللي قتلتيهم كان بسبب السحر اللي عملتهولك.. حتى الشيخ اللي روحتيله انا اللي زقيته ف طريقك.. عشان كل اللي أبقى عوزاكي تعمليه تعمليه بمزاجك انتي، ويبقى برضه اللي بيحصلك بتاع ربنا.. بس الساحر طلع شاطر، سلط عليكي السحر صح، خلاكي شايفاها ف كل الناس، والصراحة كل التعب اللي كان بيحصلك ماريحش قلبي، ماارتحتش غير، لما قتلتي عيالك بإيدك.. فاكرةلمة كنتي كل ماتبصيلهم تشوفيها فيهم؟!..دة من السحر،فاكرة لما كنتي بتشوفيها على طول ف كل مكان؟.. دي روحها،ماكانتش هتهدى ولاهتنام في قبرها غير لما حقها يرجع..  

صرخت بسمة.. 

_ يعني ايه؟.. ولادي، يعني دول كانوا ولادي ماكانوش هي؟.. ولادي ماتوا.. يعني مش هي اللي ماتت.. ولادي، أنا عاوزة ولادي.. 

رديت عليها وقولتلها.. 

_بس اعترافك دلوقتي اتسجل، وهيحبسك انتي وجوزك.. 


بسرعة خالد طلع يجري من هنا لهنا ومرة واحدة كإن المكان ضربه إعصار، وفجأة خالد بقى في السما طاير مع الهوا وكإن حد حدفه من على الجبل، من نفس المكان اللي ريتاچ وقعت منه بالظبط.. بسمة وقعت انهارت ف الارض هي وسلمى اللي قعدت تطبطب عليها، بعد شوية كانت الشرطة وصلت وأخدوا بسمة وأخدونا كلنا، وبدأت قضية بنت عمي اللي إتقفلت من سنين ومحدش جابلها حقها تتجدد... 

بعد سنين كتير.. 

اتعالجت من الحالة النفسية اللي كانت بتجيلي ف الكلية على طول، ورجعت تاني مش بخاف من المعمل المهجور وبقيت اعدي قدامه عادي، أما عن سلمى فكان آخر لقاء مابيننا لما نقلت أوراقها من الكلية لكلية تانية ويومها وقفت قولتلي.. 

_سامحيني.. انا ماليش ذنب ف حاجة.. 

قولتلها.. 

_انتي كدة كدة مكنش ليكي ذنب، انتي ذنبك انك اخت مجرمة اتجردت من الإنسانية.. 

بصتلي وهي بتعيط وقالتلي.. 

_ارجوكي خليهم يسامحوها، بكفاية اللي حاصلها في المصحة.. 

اما عن بسمة واللي حصلها هناك في المصحة، فبقت ريتاچ هي مرضها اللي مابتخفش منه برضه، فضلت تشوفها في كل الوشوش وفي كل الناس، فضلت فترة كبيرة تتعذب بسبب انها على طول شيفاها قدامها، اللي كان بيحكيلنا حالتها طلب مننا اننا نسامحها ونبعد عنها اي أذى.. في اللحظة دي مرات عمي راحت للدجال وطلبت منه يبطل السحر، حاولت تفك السحر بكل الطرق عشان ضميرها يرتاح، وبعد فترة قدرت تفك العمل عن بسمة..

لكن يظهر ان كل إنسان لازم يتجازى باللي عمله.. 

بعد فك السحر على طول.. بسمة  فضلت برضه تشوف ريتاچ ف  كل الناس، بعد فترة ماستحملتش اللي بتشوفه والهلاوس اللي كانت بتحصلها.. 

بعد حوالي اسبوع.. 

قمت على مكالمة تليفون  من سلمى  وهي منهارة وبتعيط عمري ماهنساها..

_ألو.. ايوة  يابتول،، بسمة انتحرت ف المستشفى.. 

#تمممت... 

#المعمل_المهجور.

#سكريبت

#إيمان_صالح

تعليقات