القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت بيت العيلة بقلم الكاتبة إيمان صالح

 سكريبت بيت العيلة بقلم الكاتبة إيمان صالح  

بيت العيلة بقلم الكاتبة إيمان صالح 

سكريبت بيت العيلة بقلم الكاتبة إيمان صالح


سكريبت  بقلم الكاتبة إيمان صالح 

 بقلم الكاتبة إيمان صالح 





بيت العيلة.

إيمان صالح.

حقيقية. 

هم البشر أسوء مخلوق على وش الأرض ولا فيه مخلوقات تانية أسوء منه!!..  طب هل الإنس أقوى ولا الجن؟.. ولو الجن.. هل الجن ممكن يإذينا؟!...  طب هل الجن بيقتل؟!.. يعني ممكن يقدر يتغلب على بني آدم لحد مايوصل معاه لأنه يخنقه ويقتله ومايسيبش علامة واحدة على جسمه؟! 

ماتيجوا نشوف الكلام ده صح ولا لا، لما أحكيلكم اللي حصلي أنا وعيلتي وازاي وصلنا للي إحنا فيه دلوقتي .. 

حكايتنا بدأت من زمان.. من سنين كتير، بالتحديد في طنطا لما قومنا في يوم على وفاة مرات أخويا الكبير صبحي، مراته اللي ماتت مرة واحدة مع إنها كانت زي الفل، مرة واحدة جسمها كله بانت عليه اعراض تنميل ولما لقت نفسها مش قادره تتحرك... نامت...  يومها سيبناها ترتاح ومارضيناش نقلقها طول الليل.. وتاني يوم الصبح، مراتي طلعت عشان تصحيها وتقوم تفطر معانا زي كل يوم .. فضلت تخبط عليها عشان تفتح... مافتحتش... فمراتي زقت الباب عليها ولقيتها لسة نايمة في فرشتها، ماتحركتش، وده كان على غير عادتها .. ساعتها مراتي قربت منها عشان تصحيهل.. 

_بت ياأم محمد؟!.. قومي أنا جهزت الفطار، يلا قومي أفطري.. إنتي يابت؟! 

ومرة واحدة واحنا قاعدين تحت على طبلية الفطار... 

سمعنا صوت الجماعة بتاعتي فوق بترقع بالصوت الحياني، كلنا طلعنا نجري على فوق بما فيهم اخويا الكبير ودخلنا عليها الأوضة عشان نتفاجئ بإن مراته ميته .. وقتها كان موتها صدمة كبيرة بالنسبالنا... مرات أخويا ماتت وسابت أخويا بعيل صغير عنده ٦ شهور.. 

يومها كان يوم غريب قوي.. 

نسيت أعرفكم بنفسي.. إسمي رمضان... أخ صغير لإتنين رجالة زي الورد... الكبير صبحي والوسطاني جمعة.. وصبحي هو اللي مراته ماتت.. 

عيلتنا عيلة عادية من أب وأم كبار في السن، عندهم شوية أراضي وأطيان وكام بيت كدة في الفلاحين... يعني تقدر تقول علينا ميسورين الحال أو مستورين ... 

يوم ميتم مرات أخويا كان يوم صعب، أخويا كان  متأثر بشكل مش عادي.. كان رافض الأكل والشرب وعلى طول مع ابنه في الأوضة مابيطلعش منها.. يومها يادوب أخد عزا مراته وطلع قفل على نفسه باب الأوضة واتفتح ف العياط،  وفضل كل يوم عالحال ده لحد ماعدى شهرين ع حالته دي وهو مش راضي يفوق ولايفك منها .. 

بس بعد شهر كده أمي صممت إنه مش هيفوق من الحالة دي غير لما يتجوز تاني.. والموضوع اتفتح بينهم لما قالتله..

_قولت إيه ياابني ؟.. هاه؟!.. نشوفلك واحدة غلبانة وبنت ناس على قد حالنا، ولا إنت ناوي تعيش على ذكرى مراتك؟

_اللي تشوفيه ياما.. بس أنا لو أتجوزت، مش هتجوز عشان الجواز.. أنا هتجوز عشان العيل اللي رافض ياخد مني الرضعة ولا السكاتة حتى.. أهو عالأقل اللي هتيجي هتخلي بالها منه لحد مايبقى حلو، ويشد عوده ويعرف يمشي ويتكلم.. والصراحة أنا بقيت مكسوف من صباح... هي اللي بتعمل للواد كل حاجة ومش هينفع نتقل عليها اكتر من كدة..  

_خلاص يابني.. انا هلف البلد شرق وغرب لحد ما الاقيلك اللي تسعد قلبك وتخلي بالها منك انت وابنك .. بس هو  مافيش واحدة معينة في بالك؟! 

بصلها وابتسم بوجع. 

_أي واحدة يااما.. والله مافي حاجة فارقة بعد أم محمد.. 

أمي طبطبت على رجله مرتين بأيدها الحنونة وقالتله.. 

_سيبها لله ياحبة قلبي.. سيبها لله.. 

وفي الوقت اللي أمي بتدور فيه على العروسة لأخويا.. 

كانت صاحبة مرات أخويه الله يرحمها صباح كل يوم بتيجي تشوف الواد الصغير، وتجهزله رضعته وترضعه وتغيرله هدومه، وكانت مخلية بالها منه على أكمل وجه... 

ماهي صباح  تبقى صاحبة المرحومة وكانت بينهم صحوبية وأخوه فوق الوصف.. وده مع إنهم يعرفوا بعض من وقت قريب.. 

لكن في الوقت ده، أمي لما ركزت معاها ومع حبها للواد الصغير ورعايتها له.. شافت إنها أنسب واحدة تنفع لأخويا صبحي لانها هتهتم بابنه وتخلي بالها منه ... وعشان كده يومها أمي وقَّفِت صباح وكلمتها.. 

_بت ياصباح؟!... هو أنتي يابنتي هتفضلي تاعبة روحك ورايحة جاية كدة لحد إمتى ؟!.. خلاص يابنتي بقى، ماتتعبيش روحك، انا هراعيه وههتم بيه.. ماتشغليش بالك انتي.. 

صباح بصيتلها بزعل وكسرة خاطر.. 

_إخص عليكي ياخالتي بهية؟!.. بقى هو دة عشمي فيكي؟!.. كدة بتكرشيني من بيتكوا بالزوق ؟ 

أمي إتوترت وردت عليها.. 

_لأ طبعا يابنتي إنتي بتقولي ايه بس؟!.. أنا بس بقول كده عشان ماتبقيش لا متضايقة ولا مكسوفة، وحتى لا حاسه إننا مشيلينك فوق طاقتك.. 

بصتلها بأبتسامة وقالتلها.. 

_ماتشغليش بالك إنتي يااما بهية.. أنا مبسوطه بالواد محمد العسل دة، واهو مسليني في وحدتي.. 

وساعتها أمي ردت عليها بسرعة.. 

_طب إسمعي بقى.. ايه رأيك في اللي يخليكي تفضلي مع محمد على طول؟! 

صباح بصتلها بكسوف ووطت راسها في الأرض..

_إزاي يعني ياخالتي بهية؟!... هتشغليني عندكوا ولا إيه؟ 

وضحكت ضحكة فرحة مخلوطة بكسوف.. ومع ضحكتها أمي ردت عليها.. 

_لأ ياست البنات مش هنشغلك.. إحنا عاوزين نجوزك، إيه رأيك في الواد الغلبان صبحي؟!  .. أهو أبو حبيبك محمد، وبكدة تقدري تحققي أمنيتك والواد هيبقى معاكي على طول.. 

بصت في الأرض بكسوف وقالتلها... 

_الله بقى ياخالتي ؟!... هو انتي بتحرجيني وخلاص؟

قالت الكلمتين وخدت بعضها وطلعت تجري من قدامها.. 

وبعد كام يوم، راح أخويا يخطبها وطبعا وافقت، وافقت ودخلت الفرحة بيتنا بعد شهور بسيطة من موت مراته الأولانية.. او ده اللي كان باين وقتها..  طب ليه.. في يوم الواد محمد كان عمال يصرخ على آخره وصريخه كان مسمع للجيران، وقتها ماكناش عارفين ماله بيصرخ كدة ليه.. اما صباح، ف سقته رضعة ينسون على كراوية ونام.. ولأن خلاص، كان دخل الليل ومافيش دكاترة هتبقى فاتحه في الوقت دة... صباح استنت للصبح عشان تاخده للدكتور.. والصبح قومنا على كارثة.. الواد الصغير مات..

يومها أخويا ماستحملش الصدمة هو ومراته.. مراته اللي كانت مقهورة عالعيل أكتر منه بكتير لدرجة إنها إتنقلت  عالمستشفى من قهرها وزعلها.. البيت كله كان بيسأل نفسه..  الواد مات ليه وايه السبب في موته ؟!... ومن هنا جه سؤال تاني.. أيه السبب ف موت أمه من قبله؟!... بس الرد الوحيد ع الأسئلة  دي كان إنه موت طبيعي... محدش يقدر يتخيل غير كدة.. يعني في الأول والآخر عمرهم وخلص.. المهم، عدت أيام وبدأنا نقوم كل ليلة بالليل ع صوت عياط عيل صغير صوته نفس صوت محمد إبن أخويا بالظبط .. كل ليلة الساعة ٣ الفجر نقوم على صريخ وعياط، والصوت مايسكتش غير لما كل اللي في البيت يقوموا،  وبالذات صبحي اللي كان ساعة مايسمع صوت ابنه يقعد يقرا قرآن.. وفي لحظة، صوت العياط يسكت ..  

صبحي فضل كل ليلة يشغل القرآن لحد الصوت مااختفى لوحده زي ما كان بيظهر لوحده.

عدت أيام وشهور وبدأنا نرجع لطبيعتنا وننسى شوية موت ابن اخويا.. واللي ظبط الدنيا ساعتها شوية.. يوم ماصباح عرفت أنها حامل في شهرين، الفرحة ماكانتش سايعة صبحي وقتها عشان هيبقى أب لتاني مرة، وكمان عشان ربنا عوضه عن أبنه الصغير اللي مات من غير سبب... 

وبعد ٧ شهور.. ولدت صباح وجابت بنتها فجر.. وبعد ماخلفت من أخويا بقالها وضع تاني في عيلتنا وكلنا بقينا نحبها أكتر من الأول بمراحل .. وطبعًا هي ومراتي كانوا مخليين بالهم من أمي وأبويا على أكمل وجه.. لكن يظهر كدة ان مش مكتوب لعيلتنا الفرحة!

في يوم عادي زي أي يوم.. قومنا زي العادة بعد ماصلينا الصبح، وصباح بخرت البيت بالبخور اللي ريحته مميزة بتاعها... والفطار جهز وكل حاجة بقت زي الفل وكان فاضل بس ان صبحي ينزل عشان يفطر، لكنه مانزلش  يفطر... وقتها قلقت عليه وسألت صباح عنه.. 

_الا هو جوزك ماصحيش ليه ياصباح؟.. هو مش الفطار إتحط؟! 

لما سألتها سؤالي ده، ردت عليا وقالتلي... 

_والله يارمضان دة نام بالليل بدري وانا ماحبتش اصحيه، يعني.. قولت يمكن يكون تعبان ومحتاج يرتاح، فنزلت عالمطبخ لما مراتك خبطت عليا الصبح.. اقولك، قوم انت صحيه..  

رد أخويا جمعة عليها... 

_طب أنا هقوم أصحيه وأشوف مانزلش ليه...

بعدها أخويا قام وخبط على بابه، لكنه فضل واقف على باب الأوضة وصبحي ماقامش من مكانه ولا فتحله .. وبعد حوالي دقيقتين.. نزل جمعة على تحت وهو بيجري ووشه شكله مقلوب!.. والغريب انه وشوش صباح في ودانها فبسرعة ملامح وشها إتغيرت ورمت اللقمة اللي في أيدها وطلعت تجري على فوق.. ومافيش، بعد طلوعها بشوية، الصويت رن في اركان البيت ونفس اللي بيحصل اتكرر تاني.. كلنا طلعنا نجري على فوق عشان  نتفاجئ بموت أخويا اللي لسة ما كملش ال٤٨سنه من غير أسباب ولا مقدمات!

ايوه مات، ده اللي عرفناه بعد ماشافه الدكتور وكشف عليه وأثبت انه اتوفى وفاة طبيعية، لكن الغريب هنا أن صبحي ماكنش بيشتكي من حاجة بتوجعه مثلا، ولاعمره حتى سبق وقالنا انه حاسس أنه عيان...كل اللي حصل ليلتها انه عرق كتير وقال انه عاوز ينام  ودخل نام والصبح ماصحيش!

إحنا مؤمنين بالله وعارفين أن ده قدره، وعشان كده رضينا بأمر الله واترحمنا عليه، بالظبط زي ما اترحمنا على ابنه ومراته من قبله، لكن الصدمة اللي أتصدمناها كلنا والحزن اللي خيم ع البيت، خلانا حتى مش طايقين نتكلم كلمتين مع بعض ولا كنا مصدقين إن صبحي مات... والغريب بقى اننا بدأنا مرة واحدة ومن غير مقدمات، نحس بصبحي أخويا في البيت، كلنا كنا حاسين نفس الإحساس .. بقى يجي الليل وباب أوضته يتقفل ويتفتح كتير  من غير ماحد يدخلها ولا يطلع منها.. وفي ليلة من الليالي، النور اتفتح فيها الساعة ٢ لوحده ومحدش مننا دخل الأوضة ولا فتح النور.. بس الاغرب بقى إن الجيران اللي حوالينا بدأو ياخدوا بالهم وبدأوا يعرفونا إن اللي بيحصل ده مش طبيعي، وإن أكيد البيت فيه حاجة مش مظبوطة.. زي إن البيت بتاعنا جن.. والجن هو اللي بيعمل كدة.. وبدأ بقى الكلام يتنطور وسط أهل بلدنا عن ان بيتنا مسكون وفيه جن وعفاريت بتخلص على عيلتنا واحد واحد، والسبب قال ايه ان في آثار تحته.. طبعاً أمي وأبويا لما سمعوا الكلام دة إتضايقوا، لكنهم كانوا بيبصوا لناحية تانية خالص بعد موت صبحي.. كانوا بيبصوا وقتها للي هتعمله صباح بعد شهور العدة ماتخلص.. ياترى هتاخد بنتها وتمشي؟... ولا هتفضل قاعدة معانا في البيت ؟... 

واللي حصل وقتها إن صباح تعبت بعد موته وفضلت قاعدة ف البيت... حتى بيت أهلها ماكانتش بتروحه وكانت أمها بس، هي اللي بتيجي تشوفها كل يوم أو يومين.. 

صباح مرت بعد موت صبحي بأزمة نفسية دخلت بسببها المستشفى، وبعد دخولها، قعدت فيها بتاع شهر مابتنطقش ورافضة تتكلم مع حد، واستمرت على الوضع ده لحد ماأخويا جمعة بقى ياخدها يمشيها شوية ويحاول يتكلم معاها، كان بيحاول يرجعها لطبيعتها من تاني.. وواحدة واحدة، رجعت على إيده زي ماكانت قبل موت صبحي .. 

وقتها أبويا وأمي كانوا واخدين بالهم من إنسجام صباح وجمعة اللي حصل بسرعة، ومرة واحدة صمموا أنهم يجوزوا صباح لجمعة عشان يحافظوا على ورث بنت اخويا ومراته... يعني من الاخر كده، قالوا نجوزها ابننا بدل ما ماتتجوز راجل تاني وتدخله على بنتها.. المهم إن هم الإتنين وافقوا من غير مايفكروا كتير ودي طبعا حاجة فرحتنا كلنا..  وبس، إتجوز جمعة من صباح وكان واضح انها اتعلقت بيه اكتر ماإتعلقت بصبحي وكل حاجة كانت ماشية زي الفل، ولحد هنا ماكنش فيه حاجة غريبة، لكن بدأت تحصل حاجات غريبة.. فجأة حاجات تضيع ومانلاقيهاش.. العيال الصغيرة ولادي بقوا يقولوا إنهم سامعين صوت عيل صغير الفجر بيعيط وصوت واحدة بتتكلم معاه وتسكته... وساعة ما تبدأ الست تتكلم!... صريخ العيل يسكت... ده غير صوت صبحي أخويا اللي بيتردد كل ليلة جوة الاوضة هو ومراته الله يرحمها.. وطبعًا كل دي كانت حاجة ترعب..  واستمر حالنا على كده لحد ما في يوم وعلى الساعة ٣الفجر... قومنا كلنا على صريخ فجر بنت أخويا وأمها صباح.. ولما جرينا ناحية صريخهم، لقيناهم في أوضة صبحي الله يرحمه وفجر بتعيط وأمها واخداها في حضنها.. فضلنا كلنا نسألها وإحنا مش فاهمين حاجة... وأول واحد سألها كان أنا.. 

_في ايه ياصباح؟.. البت مالها، بتصرخ كدة ليه؟.. شافت ايه مخوفها؟! 

أمي قاطعت كلامي وسألتها.. 

_ هو ايه اللي فتح الأوضة دي بس؟!.. مش احنا قايلين ماحدش يدخلها ونسيبها كدة على حالها !.. انا قولتلك دي فيها كل حاجة من ريحة صبحي وذكرياته، ردي عليا، فتحتوها ليه؟

وقتها قاطعتها صباح بصوت عالي لأول مرة.. 

_وأنا يعني كنت دخلتها بكيفي يا اما؟!.. أنا قومت زيي زيكوا على صريخها..

ردت أمي وسألت فجر اللي بقى عندها حوالي سبع سنين.. 

_فيه إيه يافجر؟!.. مالك ياحبيبتي؟ 

ردت عليها فجر اللي كان سنها صغير اوي ويادوب لسه متعلمة الكلام وهي بتعيط.. 

_بابا صبحي.. كان هنا.. 

_هنا فين ياحبيبتي؟ 

_كان هنا.. في الأوضة.

أمي قالت لصباح بنرفزة... 

_والله ماانا فاهمه حاجه!... ماتشوفي بنتك بتقول إيه ياصباح..

_بتقولك شافت أبوها في الأوضة، وهي دي محتاجة ترجمة؟

وقتها أمي سألتها.. 

-طب هي طلعت إزاي لوحدها؟ 

ردت صباح.. 

_ والله ما اعرف... أنا اصلا كنت في سابع نومه وحسيت بحاجة بتطبق على نفسي، ولما فتحت عنيا كان صبحي قاعد على صدري زمخليني مش عارفة اتتنفس.. 

شكله كان وحش اوي وكان قاعد على صدري شبه الشياطين، وشه كان عضم ومغطيه جلد مكرمش لونه رمادي.. حتى أيده كانت غريبة وضوافره شبه ضوافر الحيوانات.. ومرة واحدة مد إيده في حلقي وقطع عني النفس، كأنه كان عاوز ياخد قلبي أو روحي من جوايا ..

ماكنتش قادرة اتنفس ولا اتكلم.. ف فضلت أقرا الفاتحة وقل هو الله أحد في سري، لحد ماصحيت على صوت البت وهي بتصرخ.. كنت في كابوس، كابوس غريب وحقيقي لدرجة اني كنت مفكره صريخها جوة الحلم، لكن صريخها طلع حقيقة.. 

ردت أمي عليها من تاني.. 

_وإيه اللي فتحلها الباب؟.. طالته ازاي؟! 

_والله العظيم ما اعرف... أنا زيي زيك، قومت على منظرها وهي فاتحة الباب وواقفة بتصرخ وبتقولي بابا جوة.

وقتها أنا جسمي أتنفض من الخوف وأمي كمان وقفت تستعيذ بالله من الشياطين، وبعد ما صدمة امي راحت، شخطت في صباح وقالتلها.. 

_بنتك ماتطلعش من الاوضة اللي انتي نايمة فيها بالليل تاني، المرة دي دخلت اوضة ابوها، المرة الجاية ممكن تفتح باب البيت وتطلع برة.. 

ردت صباح وهي بتعيط.. 

_حاضر يااما بهية... انا الغلطانة.. الغلطة غلطتي اني ماقفلتش كويس... 

بعدها أمي زعقت فينا كلنا وهي بتقفل باب الأوضة بالمفتاح وقالتلنا.. 

_يلا كل واحد على أوضته.. وبقولكوا اهو، كل واحد يخلي باله من عياله.. مش عاوزين مصايب.. 

ودخلنا كلنا على إوضنا وسمعنا كلامها.. والصبح، لما قومنا كلنا.. كنا بنتكلم ع الفطار على اللي حصل بالليل.. لكن الغريب إن جمعة بعد كل اللي حصل ده، ماحسش بأي حاجة، ولما سمعنا بنتكلم كان رد فعله غريب.. 

_هو كل دة حصل إمتى؟.. معقول كل ده وأنا نايم وماحستش؟ 

بصيتله بضيق وقولتله.. 

_اه ياسيدي.. يظهر ان كلام النااس هيطلع  صح وإن البيت هيطلع مسكون بجد.. 

ردت صباح وهي باين على ملامحها الخوف.. 

_ أنا ماكدبش عنيا أبدًا ياخويا... اقسم بالله أنا وبنتي شوفناه بعنينا دول.. 

ردت عليها نشوى مراتي وهي متغاظة.. 

_هو ايه التخاريف دي؟!.. ده انا بقالي سنين هنا وماشوفتش قطة سودة بتبرقلي... تقومي انتي تقولي انك شوفتي عمي صبحي الله يرحمه؟

ردت عليها صباح.. 

_هو أنا يعني بكدب ولا إيه؟!.. روحي اللهي يطلعلك وتقطعي الخلف زي ماشوفته واترعبت انا وبنتي.

بصيت لمراتي وقولتلها... 

_ ماهو مش طبيعي برضه يانشوى كل الحاجات اللي بتحصل ورا بعضها دي... موت ورا موت  ونسمع صوتهم وعيل بيعيط ويسكت، وبعدها يظهر صبحي.. ده غير الأبواب اللي كل ليلة بسمعها بتتفتح وتتقفل لوحدها.. ده غير كمان الأصوات اللي بقالنا فترة بنسمعها من ساعة وفاتهم..

اتدخل أبويا وقاطعني.. 

_خلاص ياولاد... قفلوا عالسيرة دي، الواحد جتته اتلبشت..

بس مرة واحدة وبدون مقدمات، جمعة قال لأبويا.. 

_ماتيجي يابا نبيع البيت ده ونشوفلنا مطرح غيره..

_نبيع بيتنا ونروح فين؟... إنت اتجنيت!! .. البيت ده بيت جدك ولاممنا كلنا، يعني يستحيل أبيعه.. لما أموت أنا وأمك أبقى بيعه براحتك انت واخوك .. 

ردت عليه نشوى.. 

_بعد الشر عليك ياحبيبي إنت وحماتي.. ربنا يخليك لينا.. 

وبس.. فضل الوضع زي ماهو فترة.. والأيام بتجيب أيام، والشهور بتجيب شهور وكل العجايب اللي بنشوفها في البيت بتأكد فعلا إنه مسكون.. وكانت أقل حاجة بتحصل في البيت بتأكد على انه مش طبيعي.. لكن انا كنت بقول وقتها ان أوضة صبحي اللي كل ليلة الساعة ٣الفجر بتتفتح لوحدها من غير ماحد يقرب ناحيتها... اكيد هي السبب في اللي بيحصل ف البيت كله.. بس اللي حصل بعد كده ان في ليلة، كنت أنا اللي سهران ليلتها لوحدي... ليلتها نشوى كانت نامت هي والعيال، وانا اللي قاعد في اوضتي.. ووقت ما كنت سهران، سمعت جمعة وصباح بيتخانقوا من غير سبب وصوتهم كان عالي .. استغربت وقومت اشوف في ايه.. طلعت لحد الاوضة ووقفت اسمع من عالباب... بس الزعيق كان سكت.. استغربت اكتر وخبطت جامد عالباب.. ومع خبطتي ردت صباح..

_مين؟.. مين اللي بيخبط دلوقتي؟ 

_أنا ياصباح... انتوا بتزعقوا مع بعض ليه، ده انتوا صوتكوا مسمع للجيران.. 

_احنا اتخانقنا؟!.. إحنا نايمين ياخويا والله وماقومناش من مكاننا بقالنا ساعتين..

_نايمين بقالكوا ساعتين!.. ماشي، جايز بيتهيألي، تصبحوا ع خير.. 

_وانت من أهله.. 

سبتهم وطلعت أوضتي، اتغطيت وحطيت مخدة تقيلة على راسي عشان ماسمعش اي حاجة ونمت، لكن الصبح، قومنا كلنا على كارثة جديدة!

كالعادة نشوى وصباح قاموا يجهزوا الفطار من بدري عشان نفطر كلنا وبدأوا يصحوا كل اللي في البيت، ووقتها، نشوى قالتلي اصحي جمعة.. بس الغريب اني روحت لغاية أوضته ومالقتهوش فيها.. الأوضة كانت فاضية!

وقتها نزلت عالمطبخ عشان أسأل صباح عليه..

-صباح.. هو جمعة فين؟.. انا دخلت اصحيه ومالقتهوش في اوضته!

_جمعة صحي من النوم قبلي بشوية، انا قومت من النوم مالقيتهوش جنبي..اقولك، شوفه في الحمام لا يكون بيتوضى..

_ماشي.. 

سيبتها وطلعت على فوق تاني.. واللي لفت نظري ان باب الحمام اللي فوق كان مفتوح.. وبعده بخطوة.. باب أوضة صبحي هو كمان كان مفتوح، بس متوارب.. متوارب وكإن في حد جوة!

زقيت الباب ودخلت، ومع دخولي أتصدمت لما شوفت منظر غريب.. أخويا جمعة كان نايم في فرشة صبحي الله يرحمه ولابس جلابيته ورايح ف سابع نومه.. 

شوفت المنظر جسمي قشعر وجريت عليه.. 

_واد ياجمعة؟!.. قوم الله يخربيتك، ايه اللي منيمك كدة ولابس هدوم اخوك ليه؟.. إنت ياجدع انت.. قوم.. 

ماردش عليا، فمسكت إيديه اللي لقيتها متلجة.. قعدت أحرك فيه واهزه عشان يحس ويقوم.. بس ماقامش.. جسمي قشعر وغصب عني الدموع نزلت من عنيا.. وف لحظة، عرفت ان جمعة اخويا اللي فاضلي من الدنيا.. هو كمان مات.. جريت على مراتي وانا بعيط بحرقه واترميت في حضنها.. 

_جمعه مات يانشوى.. جمعه مات.. 

وفي ثانية صويتها سمع البيت كله ورجع الحزن تاني يملى بيتنا اللي كان بقاله فترة طويلة ماحزنش بالشكل دة... 

لكن ماكدبش عليكوا.. الوجع  الي حسينا بيه المرة دي كان غير كل مرة.. وده لإن بعد شهر بالظبط!!... أمي ماستحملتش الصدمة وسابتنا هي كمان وماتت.. ماتت امي من كتر الزعل على ولادها اللي راحوا واحد ورا التاني قدام عنيها... او ده اللي فهمناه ساعتها.. وطبعًا في كل مرة كنا بنجيب الدكتور بتاع تصاريح الدفن، كان بيأكد ان الوفاة طبيعية وان كل حاجة تمام ومافيهاش أي شبهة جنائية.. 

وماكدبش عليكوا.. الدنيا بعد موت امي واخواتي كانت تقيلة وصعبة عليا اوي، حسيت اني طفل صغير وراح منه الأمان، حتى أبويا بدأ يتعب وحالته بدأت تتأخر ومافاضليش في الدنيا كلها غير نشوى مراتي.. هي اللي بقت مهونة عليا الدنيا.. ومع الوقت، فضلنا عايشين في البيت أنا ومراتي وعيالي وصباح وبنتها وأبويا، كنا عايشين زي الأموات، وكإن البيت ده بقى لعنة وبيخلص علينا بالبطئ.. كنا مستحملين كل العجايب اللي بنحس بيها جواه لدرجة إننا نقلنا أوض نومنا كلها في الدور اللي تحت، وقفلنا الأوض الفاضية في الدور اللي فوق .. يعني أوضة صبحي وجمعة أتقفلوا وسيبنا الدور كله وخلينا كل حياتنا تحت وبس، والدور اللي فوق ده، بقى ممنوع اي حد يطلعه.. ومع استمرار الحياة، عدت أيام وسنين وكبرت بنت أخويا وبقى عندها ٧سنين.. اما مراتي، ف ولدت عيل تالت.. كنت فرحان بإبني اوي وقولت انه عوض من ربنا بعد موت اخواتي، بس اللي حصل إن اتكسر بخاطري تاني.. 

في يوم عادي زي الأيام اللي فاتت علينا.. كنا ساعة العصر، وبعد مااتغدينا وطلعت نشوى عشان تغير للولا.. اتأخرت، وبعد حوالي ساعة.. سمعت الواد عمال يصرخ على اخره وعرفت من عياطه ان أمه مش معاه.. وقتها طلعت أجري عالأوضة بتاعتنا عشان أشوف ابني ماله، إنما.. إنما من قوة اللي شوفته قدامي، حسيت بنص جسمي بيتشل..

مراتي كانت واقعة في الأرض والواد كان قاعد جنبها عمال يصرخ على آخره.. وقعت أنا كمان جنبهم وفضلت اكلمها وأحرك فيها، كان في بالي إنها  واقعة مسورقة من تعب شغل البيت وسهرها جنب الواد طول الليل، وعشان كده زقيتها بإيدي وأنا بقولها... 

_بت يانشوى.. انتي يابت، قومي، مالك يانشوى، قومي..  ايه اللي جرالك؟ 

لكن مافيش، نشوى مارديتش عليا.. قومت من مكاني بسرعة وشيلتها من عالأرض، جسمها كان متلج..

حطيتها عالسرير وأنا بقولها بعصبية.. 

_قولتلك بطلي تيجي على روحك ياشيخة.. اديكي مارتحتيش غير لما وقعتي مرة واحدة!! 

وبدأت أمسك في إيدها من عند وريدها عشان أطمن عالنبض.. بس.. بس مالقيتش نبض!

بسرعة جريت على صباح عشان نعرف في إيه، ما هي الشخص الوحيد اللي على طول معانا في كل شدة وتعب وهي اللي هتدبرني أعمل ايه..

وقفت اكلمها وأنا بمسح دموعي زي العيل الصغير.. 

_الحقيني ياصباح.. ننن.. نننشوى، نشوى واقعة من طولها ومالهاش لاصوت ولا نفس.. ولما.. ولما كنت بشوف فيها النبض ولا لأ.. لقيت.. لقيتها متلجة، متلجة ووو.. وومفيهاش نبض خالص.. 

خبطت على صدرها وشهقت.. 

_يالهوي؟!... ازاي.. ماهي لسة متغدية وقايمة زي الفل.. 

تعالى نشوف فيها ايه..

وطلعنا على فوق... بس للأسف، هي كمان لما دخلت وعملت نفس اللي أنا عملته بالظبط، ومسكت ايد نشوى، مالقتش فيها نبض!

_رمضان.. روح  بسرعة هات كوباية مايه بسكر.. بسرعة يلا اتحرك.. 

روحت جيبت الماية بسكر واديتهالها في إيدها وبدأت تحاول تسقيها منها.. لكن الميه نزلت تجري على الهدوم اللي لبساها مراتي وماتبلعتش.. ماهي لو كان لسة فيها الروح، كانت شرقت وقامت على طول.. بس اللي حصل قدامي صدمني أكتر.. وفي لحظه، صباح بصتلي وهي عنيها بتدمع.. 

_هات الدكتور يارمضان.. ربنا يسلم.. 

قولتلها بأنفعال وكأن جوايا نار.. 

_يعني ايه؟!.. لأ، مش هو دة اللي عاوز أسمعه منك  .. هو أنا جايبك ليه؟!... فوقيها وماتقوليليش هات الدكتور.. ماتقوليش كدة... فوقيلي نشوى ياصباح.. فوقيها بقولك..

إنهارت ووقعت من طولي وانا بعيط .. ومع وقعتي، وقفت صباح جنبي تعيط بحرقة، وبس.. مراتي راحت مني هي كمان.. 

عدت ساعات.. 

ساعات عدوا عليا وكأني في غيبوبة.. لكن شوية بشوية فوقت من الصدمة.. ومع فوقاني، كان جه الدكتور اللي بيطلع كل مرة تصريح الدفن ومعاه المرة دي دكتورة تانية زميلته ، وكالعادة  بص عالجثة بسرعة وبدأ يطلع تصريح الوفاة بأن الوفاة طبيعية، وده طبعًا اللي ماكنش عندي شك فيه ... لكن الدكتورة اللي معاه كان ليها رأي تاني خالص... 

الدكتورة لما شافته وهو بيطلع تقرير الوفاة، حسيت من نظراتها انها شاكة في حاجة، واللي اثبتلي احساسي انها دخلت وبصت عالجثة وبعد كده طلعتله.. 

_دكتور محمود؟!.. معلش، ممكن تيجي ثانية؟ 

_حاضر يادكتور نهال.. هخلص التقرير وآجي.. 

_لا لأ.. تعالى الأول قبل التقرير..

_حاضر... في ايه... قلقتيني..

دخلوا الأوضة وطولوا جوه.. ولما قلقت، دخلت وراهم وسألتهم.. 

_فيه ايه يادكاترة؟!.. هو في حاجة ولا ايه؟! 

ردت عليا الدكتورة.. 

_اه يا  أستاذ رمضان.. للأسف، جثة مراتك عليها آثار علامات حمرة حوالين الرقبة.. آثار خنق يعني، وبكدة يبقى سبب الوفاة مش طبيعي.. كدة فيه شبهة جنائية.. او بمعنى اوضح، هيبقى في تشريح للجثة عشان نعرف سبب الوفاة الحقيقي.

_أيه اللي انتي بتقوليه ده يادكتورة؟!.. خنق أيه وعلامات ايه وتشريح إيه !!..  أومال أنتوا هنا بتعملوا إيه؟!.. 

مش انتوا هنا عشان تعرفوا ايه سبب موتها؟!.. شنق إزاي، أنا عايش هنا  أنا وهي ومرات أخويه وأبويا وبس.. يعني مافيش حد غريب...  مين فينا اللي هيخنقها؟! 

_والله بقى دي حاجة هتبان وقت التشريح والمعمل الجنائي والدكاترة هم اللي هيعرفونا الحقيقه.. وطبعًا النيابة لازم تحقق..

_الكلام ده مش هيحصل... انا مراتي ماحدش عمل فيها حاجة ومش هسيبها تتبهدل في المشرحة.. 

رد عليا الدكتور.. 

_والله انا كان نفسي يبقى كلامها غلط.. لكن كلامها كله صح للأسف.. 

ردت عليه الدكتورة.. 

_انا خلاص يادكتور كلمت الدكاترة الزملا في المشرحة وزمانهم في الطريق... وعلى فكرة ياأستاذ رمضان، القضية كدة اتحولت قضية قتل...وانت برفضك للتشريح، فانت بكدة هتبقى أول شخص حواليه علامات إستفهام.. 

   وزي مايكون كلامها فوقني.. هو أنا خايف ليه؟.. وهخاف على ايه اصلًا.. ماكل حاجة راحت خلاص.. 

أمي وإخواتي الاتنين وحتى مراتي راحت ... واهو لو اتشرحت الجثة وطلع كلامهم صح وفيه شبهة جنائية والنيابة حققت، ساعتها هنوصل لمين اللي عمل فيها كدة وعمل كدة ليه.. ولو كلامهم غلط، هبقى ارتحت وإطمنت انها ميتة موتة ربنا زي ماحصل مع اخواتي وامي وكل اللي ماتوا في البيت المشؤوم دة ..  المهم، بعد ما اتنقلت الجثة للمشرحة وكنت مستني التقرير.. صباح خدت بنتها وسابت البيت وغابت ساعتين وبعدها رجعت.. انا كنت ساعتها عامل زي العيل الصغير ومش عاوزها تسيبني وتمشي.. ما خلاص، مفيش حد غيرها ف حياتي أنا وولادي...  بس تصرفها كان غريب وقتها ومش مبرر، ورغم غرابة التصرف، الا اني ماسألتهاش هي مشيت ليه لأني كنت في حالة غريبة.. انا كنت تايه، وكأني كنت بحلم.. لكن لما جت من برة ودخلت عليا الأوضة اللي انا  قاعد فيها، وبدأنا نتكلم، كان باين عليها انها متلخبطة ومتوترة...

_طمني يارمضان.. نتيجة التقرير طلعت ولا لسه، وهيودوه النيابة امتى صحيح؟! 

_لسه ماطلعش.. اديني مستني.. 

_بس انت غلطان يارمضان.. ليه تخليهم يشرحوا جثة مراتك ويبهدلوها؟ 

_عشان أرتاح ياصباح وعشان كل حاجة تبقى ماشية بالأصول وبالقانون.. 

_ماشي يارمضان.. ربنا يجيب العواقب سليمة.. 

_يارب ياصباح.. يارب.. 

عدى اليوم عليا ساعة ورا ساعة بالعافية لحد ماطلع تقرير الطب الشرعي وراح عالنيابة ... وساعتها لقينا باب البيت بيخبط وفيه قوة من قوات الشرطة خدتنا وطلعوا بينا كلنا عالنيابة.. وبعد وصولنا، كانت مستنياني مفاجأة من العيار التقيل .. في الوقت ده اخدوني ودخلت على المسؤول عن التحقيق في القضية، والطبيعي انه أول واحد عرف التقرير فيه أيه  وبدأ يبلغني باللي فيه.. 

_أستاذ رمضان.. أنا آسف للي هبلغك بيه ده.. تقرير المشرحة بيقول إن جثة مراتك كانت شاربة ومستنشقة  سِم الزرنيخ، ده غير انها مخنوقة من الرقبة، وده سبب العلامات الحمرا... التقرير بين وجود سائل في القصبة الهوائية ومسالك الهوا اللي بتوصل للرئة نتيجة الخنق، ودة سبب الوفاة.. 

وقفت  مكاني وكأن حد ضربني على راسي.. 

_إنت بتقول ايه؟!... مين دي اللي مسممومة ومخنوقة؟

_مراتك ياأستاذ رمضان.. 

الدنيا كلها لفت بيا، حسيت اني اتعميت وقعدت مكاني وانا مش شايف ولا حتى فاهم ... كارثة، بسرعة اتحولت كل حاجة، من موت فجأة وأحداث مرعبة وبيت مسكون وجن بيعمل كل ده عشان نطلع من البيت.. لقضية قتل وتحقيق  وكلنا بقينا ف النيابة بيتحقق معانا ، وطبعًا أول واحد اتحقق معاه بعد  ماعرفت بالكارثة اللي في التقرير، كنت أنا... 

دوشة وأسئلة كتيرة طول النهار .. وبعد ماعصروني طول تحقيق افرجوا عني .. 

ونفس اللي عملوه معايا عملوه مع أبويا، وبعد شويه طلعوه، ونفس اللي حصل معانا حصل مع صباح... ومن بعدنا، جه وقت التحقيق مع عيالنا الصغيرين وأولهم فجر بنت أخويا.. 

ومن هنا بدأت الحقيقة تبان.. والحقيقة هحكيهالك زي ما عرفتها.. واولها كان من عند التحقيق.. في أوضة التحقيقات كانت البنت قاعدة قدام الظابط وفي إيدها عروستها القماش، وبدأ وكيل النيابة يسألها وهي ترد... 

_إزيك يافجر.. ها.. جاهزة للأسئلة؟ 

_اه ياعمو.. 

_طيب، احكيلي بقى.. بتحبي الشوكلاته؟!.. انا هجيبلك واحدة.. 

_لأ.. مش عاوزه... أنا عاوزة أروح مع جدو.. 

_ طب خايفة ليه؟!... ماتخافيش خالص ياحبيبتي... انا شوية وهروحك بيتكوا.. بس صحيح، أنتي بتحبي بيتكوا ولا لأ؟! 

_انا بحب بيت جدو، بس بيت تيتا مابحبوش..

_ ليه يافجر؟.. مابتحبيش بيت تيتا ليه؟ 

_عشان يخوف.. صباح مخلياه يخوف.. 

_ إزاي؟!... هي صباح بتخليكي تشوفي فيه مخلوقات غريبة؟! 

_لأ.. انا كنت بخاف من بيت تيتا ام ماما عشان بشوف فيه ناس غريبة، مش مخلوقات..

_ناس زي مين يعني؟!... إحكيلي.. اتكلمي، ماتخافيش.. 

_قريبها، إبن خالها.. كان بيجي البيت عند تيتا ام ماما كتير.. 

_طب كنتي بتشوفي حاجة غريبة بينهم؟!

_يعني ايه؟! 

_يعني كانوا بيعملوا حاجات كبار مثلا؟! 

_ماعرفش، بس ماما كانت بتقعد معاه على طول لوحدهم.. ودايما كانوا بيقعدوا يقولوا ياترى هيموتوا مين من اللي في البيت الأول.. بابا؟!...ولا تيتة!.. بس اللي عمو شوقي هو وتيتة كانوا بيقولهولها، كانت بتعمله.. 

_يموتوا اللي في البيت؟!.. طيب إحكيلي بقى بالراحة وواحدة واحدة.. 

ردت البنت عليه بخوف وحضنت عروستها جامد.. 

_حاضر ياعمو... بس ماتخليهاش تموتني هي وتيتة.. 

_طب اتكلمي ياحبيبتي وماتخافيش.. 

بلعت ريقها وبعد كده قالتله... 

_احكيلك من امتى؟! 

_إحكيلي  كل اللي شوفتيه... 

_أنا شوفتها يومها وهي بتتخانق مع أبلة نشوى يوم ماماتت، أبلة نشوى كانت بتقولها أنا هقول لرمضان وهقول لهم كلهم وهفضحك  .. 

_ها؟!.. وابلة نشوى كانت بتقولها إيه كمان؟! 

_كانت بتقولها انتي جايبة عشيقك البيت... هو يعني ايه عشيقها ياعمو؟!... مش مهم، المهم ان يومها كان موجود الراجل اللي اسمه عمو شوقي..

_عشيقها!...طب قوليلي بقى، انتي شوفتي ماما مع الراجل ده ازاي.. يعني مثلا طبطب عليها او عمل اي حاجة وحشة قدامك معاها؟ 

وطت في الأرض وقالتله.. 

_ماعرفش حاجة وحشة ازاي.. بس انا دخلت عليها بسرعة في يوم من غير ماخبط عالباب، كنا عند تيتة، وساعتها لقيتهم نايمين عالسرير هم الاتنين..

_ احم.. طب وماكنتيش بتقولي لجدو ولا لعمو ولا لأي حد ليه؟ 

_عشان أنا يوم ماشوفتها مسكتني من دراعي جامد وزرقتهولي، ولما عملت كده، برقت وقالتلي ان لو حد عرف باللي أنتي شوفتيه هموتك.. وقالتلي كده برضه يوم ماخنقت أبلة نشوى بالإيشارب بتاعها.. قالتلي لو عرفت إنك حكيتي اللي حصل ده لعمك ولا لجدك؟!... هموتك زي ماموتها بالظبط.. 

_ اممم... تعرفي أنك ساعدتينا جدا.. حقيقي الف شكر يافجر؟!... بس قوليلي بقى،  شوفتي ايه غريب تاني؟!... إحكيلي... 

_انا فاكرة يوم ما شوفت بابا صبحي في أوضته وأنا لسة صغيرة... بس ماعرفش، كان هو فعلًا ولا الراجل التاني.. 

_طيب يافجر.. تعبناكي معانا.. طلعها برة ياعسكري وخليها قريبة من هنا عشان لو إحتجناها تاني.. 

_تمام يافندم... 

وبعد ما استجوبوا باقي العيال الصغيره اللي هم ولادي، طلعوهم وحكولي اللي حصل.. لكن فجر وقتها اخدت بعضها ووقفت بعيد عننا، بصيتلها وروحت بسرعة عليها وخدتها في حضني... 

_انتي واقفة بعيد ليه؟!..  تعالي اقفي مع اخواتك.. 

البت عيطت بحرقة وقالتلي.. 

_بس دول مش اخواتي وانت مش ابويا، وكمان أمي لو ماتت هترموني برة في الشارع وهتاخدوا بيتنا.

_مين قالك الكلام ده يافجر؟!.. امك.. مش كده؟ 

_أمي وستي.. عشان كده كنت بسكت عشان ماترمونيش في الشارع.. 

حضنتها تاني وقولتلها.. 

_لأ ياحبيبتي.. انتي بنتي وانا مش هسيبك للشارع، متخافيش.. 

وفي نفس اللحظة صباح دخلت أوضة التحقيقات من تاني وهي بتبصلي بصة تحدي.. بصيتلها بغيظ وقولتلها.. 

_لو انتي اللي عملتي في مراتي كدة وماخدتيش اعدام.. انا اللي هقتلك بأيدي... 

ردت عليا ببجاحة.. 

_ماتخافش ياخويا.. هاخده هاخده.. 

قربت من بنتها وشدتها من أيدها جامد وقالتلها.. 

_قولتي ايه جوة يابت؟.. انطقي.. 

شديت منها البت اللي وقفت تعيط تاني وبعد كده خدها العسكري على اوضة التحقيق.. وف أوضة  التحقيقات، صباح دخلت وقعدت عالكرسي، لكن بمجرد ما قعدت شخط فيها وكيل النيابة.. 

_اقفي ياصباح، انتي مش في استراحة.. 

_آسفة يابيه.. 

_تمام.. ايه علاقتك بالقتيلة نشوى؟! 

ردت بلؤم.. 

_اية دة؟.. هي اتقتلت؟! 

_آه اتقتلت.. وانتي اللي قتلتيها، عرفينا بقى قتلتيها ليه؟ 

_انا ماقتلتهاش، ماقتلتش حد.. دي حبيبتي.. 

_ولما هي حبيتك، قتلتيها ليه؟... ايه الدافع للقتل؟ 

_ماقتلتهاش ياباشا.. 

_يوووه.. ما بنتك اعترفت عليكي ياصباح.. إخلصي... 

_حد ياخد على كلام العيال؟!.. دي عيلة..

_طب بلاش.. مين هو المدعو شوقي؟! 

_شش.. شوقي؟!.... شوقي مين؟! 

بصلها وكيل النيابة بغضب وقالها... 

_يعني مش هتتكلمي على طول!.. يبقى تتواجهوا احسن.. 

طلع ورقة من المكتب وكتبها واداها للعسكري.. 

_خد يابني، دة أمر ضبط وإحضار للمدعوه (زينب) ام صباح..

_ومالها امي بالموضوع؟! 

شخط فيها..

_مالكيش فيه.. وبعدين انا مش هستدعيها هي وبس، انا هستدعيها هي وعشيقك.. 

بصيتله بندم..

_ماليش عشيق.. 

_ هتكدبي تاني؟.. انطططقي.. اسمه ايه؟ 

_شوقي.. شوقي ربيع.. 

_طب ياصباح.. احكيلي بقى،  ايه اللي حصل بالظبط وعملتي جريمتك ليه؟! 

اتكلمت بكل جرأة وغل..

_عشان الورث..

_الورث!

_ايوة الورث.. اه الورث.. ما هو ليه البيت والاملاك دي كلها ماتبقاش بتاعتي انا؟!

_يعني انتي اللي قتلتي المدعو جمعة والمدعو صبحي؟ 

_أنا اللي قتلتهم كلهم.. من أول مرات صبحي لحد نشوى.. ولو كنت قعدت أكتر من كده، كان هيبقى رمضان وأبوه وولاده هم كمان، ايوه، لو ماكنش اتقبض عليا كانوا كلهم هيكونوا ميتين ومحدش كان هيعرف حاجة عن موتهم.. 

بصلها وابتسم بتريقة... 

_يااه!!... ده انتي واثقة من نفسك قوي؟!... طب احكيلي بقى من الأول للآخر،عملتي كدة ازاي.. 

_تسمع عن سم الزرنيخ؟!

_آه طبعًا اسمع عنه... بس ليه سم الزرنيخ بالذات؟! 

_لأنه السم الوحيد اللي مالوش لون ولاطعم ولا بيبين آثار عالجسم وقت الوفاة، وكدة كدة بيتجاب بسهولة... يعني انا لما اخلطه في المايه او الاكل.. مش هيبان.. 

_يعني انتي قومتي بقتل المدعوة نشوى بخيت بسم الزرنيخ.. 

_انا سميتها  لكنها ماتأثرتش بالسم، فكملت عليها وخنقتها.. 

_وقتلتي كام شخص بنفس الطريقه؟! 

_ ٦أشخاص.. صبحي ومراته وابنه وجمعة وامهم.. ونشوى في الاخر..

_طب خلينا في البداية، انتي دخلتي بيتهم ازاي وازاي خليتيهم يثقوا فيكي كدة؟! 

_انا هحكيلك من يومها.. من يوم ماشوقي جالي وحكالي ع العيلة دي وع عاللي عندهم.. ما هو شوقي كان خاطبني بقاله ٧سنين وحصلت بيننا علاقة كاملة.. والمفروض انه يتجوزني.. بس كان كل شوية يتحجج بالظروف... ولما غصب عني طلعت حامل منه... واجهته وطلبت منه يعجل بالجواز، وقتها اتحجج بإنه معهوش إمكانيات يجهز ولا يتجوز.. وقتها حصلت بيننا مشكلة وأمي عرفت بكل اللي حصل مابيننا... ولما عرفت.. ألزمته بتتميم الجواز... 

لكن الأسلوب اللي استعملته معاه ماأثرش فيه.. ده قالها بنتك هي اللي هتتفضح  بين الناس مش انا..وبدل مايتمم الجواز!..  فسخ خطوبته مني...  بس بعد حوالي شهر، رجع تاني يلف علينا انا وأمي..  والمرة دي رجع على انه عاوزني وعاوز يتمم الجوازة، بس قبل ما نتجوز قال اني لازم أساعده.. والطريقة اللي اختارها إنه طلب مني أدخل العيلة دي وأورثهم... وقتها بدأت اتصاحب على مرات صبحي.. 

عملت معاها موقف جدعنة في السوق ومن وقتها اتصاحبت عليها..  وواحدة واحدة دخلت بيتهم وبدأت اعرف كل اللي فيه.. وبس.. فضلنا عارفين بعض فترة مش كبيرة وبقينا متصاحبين لحد يومها...  يومها قابلتها في العيادة وهي رايحة تكشف متابعة على ابنها وأنا كنت رايحة أسقط المصيبة اللي فبطني دي، ماعرفش بقى وقتها هي فهمت ايه ولا عرفت ولا لأ... المهم اني خوفت من الفضايح وقولت هتعرف وتفضحني في البلد...وفي نفس الوقت لما قولت لشوقي وأمي.. قرروا إن دة الوقت المناسب عشان  نخلص منها.. يومها شوقي جالي الييت وفي ايده حاجة شكلها غريب كنت اول مرة اشوفها.. 

كان في ايده كيس فيه حاجة شبه الكركم كدة.. يومها إستغربت وسألته.. 

_أيه دة؟!... انت جايبلي بهارات ولا إيه؟ 

_بهارات ايه ياجاهلة يامتخلفة !

_أومال ايه دة؟! 

_ده اللي هنوصل بيه للي احنا عاوزينه...ده زرنيخ ياصباح... 

_زرنيخ؟!... إيه الزرنيخ دة وهعمل بيه ايه؟ 

_ده سم يا يابنتي، سم هتستعمليه زي ماهعلمك بالظبط، وأوعي تعملي حاجة من دماغك  أو من غير ماقولك.. مفهوم؟! 

_حاضر ياشوقي.. هاا؟!.. هعمل بيه ايه بقى؟! 

_أنا هقولك.. دة هتخلطيه في مايه او أكل أو تخلطيه ببخور ويتولع معاه.. وخلي بالك، دة مالوش طعم ولا ريحه، ولو حد سألك عاللون اللي في الماية، قولي صدا وخلاص.. ها؟!.. هتعرفي تتصرفي؟ 

_يعني ال٣حجات دول وبس اللي استعمله فيهم؟ 

_أيوة.. وخليكي جدعة كدة وجريئة.. 

_عيب عليك.. أنا هبهرك.. 

*******

يومها عبيت الزرنيخ في برطمان صغير شكل بتاع المستكة كدة وخبيته في هدومي، وبعد ما عملت كده، روحت على بيت صبحي، وأول مابدأت بدأت بيها.. مراته...

ساعتها سليمة حطت قدامي كوباية ماية وفاكهة واجب الضيافة، وفي اللحظة دي فكرت اتصرف ازاي واتصرفت، اتصرفت وبصيت حواليا بقرف وقولت لسليمة..

****** 

_ إف.. إيه الريحة الغريبة دي ياام محمد؟... كأن فيه ريحة عفانة في البيت.. 

_ريحة عفانة؟!... ماتآخذينيش ياصباح... انا لسة جديدة في موضوع الأمومة.. جايز تكون فيه ريحة صحيح وانا مش واخدة بالي... 

_ولا يهمك ياقلب اختك.. أنا هقوم انضفلك الاوضة دي على طول.. بس هو انتي.. ماعندكيش مبخرة؟! 

_مبخرة؟... ياسلام!... غالي والطلب رخيص... بس ماتقوليش انضفلك بس، اقعدي وارتاحي، انتي جايه تقعدي ولا تشتغلي؟! 

_مالكيش دعوه.. ده احنا اخوات.. يلا روحي هاتي اللي طلبته.. عقبال ما انضف الأوضة..

*****

وراحت تجيب المبخرة وساعتها انا بسرعة فتحت البرطمان وحطيت نصه في الكوباية الميه وشيلت نصه للبخور.. وبعد ماخدتها منها قولتلها ماتخشيش عليا الا أما اخلص.. وفضلت واقفة لحد ماخلصت.. نضفتلها الأوضة وخدت المبخرة وفضيت الزرنيخ عالبخور وهي برة، وطبعا انا كنت حاطة طرحتي على مناخيري وبوقي.. ومافيش، شوية ودخلت.. ومع دخولها،  بدأت تكح من ريحة البخور  وهنا جت فرصتي عشان تشربه.... 

_أمسكي.. اشربي بسرعة.. اشربي.. 

_تسلميي ياحبيبتي... 

وشربت الكوباية كلها قدام عيني... والبخور قام بالباقي..

*****

_يعني انتي سقيتيها الزرنيخ وسبتيهولها تشمه كمان؟!.. ياقلبك ياشيخة.. طب والواد الصغير.. عملتي فيه إيه؟ 

_حطيتله السم في الرضعة.. وصبحي عملت معاه زي ماعملت مع مراته.. 

_وطبعا جمعه والأم نفس الشكل ونشوى هي اللي كشفتك؟! 

_اه ياباشا.. 

_طب وإيه حكاية الحاجات اللي كانت بتظهر وتختفي وشبح صبحي.. الكلام ده كان من عمايلكوا برضوا؟ 

_لأ.. اللي كان من عمايلنا اننا قلدنا أصواتهم وكنا بنشغلها على تليفون شوقي .. كان صوت شبه  صوت صبحي وصوت عياط عيل.. وده عشان نخوفهم ونسبك الحكاية على انها جن وكدة..  

_طب واليوم اللي بنتك حكت عنه.. البنت قالت انها شافت ابوها في أوضته.. دة كان من افعالكوا برضه؟ 

_ماكدبش عليك ياباشا... في الأول كل حاجة كان بترتيبنا، لكن بعد كدة بقيت أشوف خيالات بجد.. جايز.. جايز تكون اشباحهم سكنت البيت بجد!

_اشباحهم!.. ماشي يا صباح.. مهمتك خلصت لحد كدة.. خدها عالحبس يابني... 

_هتعملوا فيا ايه ياباشا؟!... هتموتوني؟!.. طب وهم ياباشا؟.. ماهي أمي اللي شجعتني على كدة هي كمان.. انا كنت كل ماخاف تقولي عشان تورثي وتعيشي غنية .. أنا ذنبي ايه طيب.. طب موتوهم معايا ياباشا.. ياباشا؟!.. ياباشا انا بريئة.. انا بريئة ياناس... 

*********

*******

جرجرها العسكري على برة وطلعت قدامي بعد ماعرفت اللي هي عملته، وكل اللي قولتهولها وقتها بهدوء وانا واقف مكاني... 

_يبقى ربنا بيحبك ياصباح لو عدموكي.. عشان لو ماعملوش كدة؟!... أنا اللي هنفذ الحكم فيكي بإيدي.. بس مش هشنقك، انا اقسم بالله هاكلك بسناني.

بصتلي وفضلت تصرخ بهستيريا والعسكري بيشدها من ايدها عالزنزانة...

_عاوزة ورثي ياظالم.. هاخد ورثي يعني هاخده. 

ومشيت، وبعد ما اتحبست، جابوا عشيقها وأمها وقارنوا الأقوال مع بعضها...  وفعلًا.. إعترفوا بكل اللي خططوله مع بعض..  لكن النيابة ماسكتتش لحد هنا..  دي النيابة أمرت بتحليل الجثث لمراتي وأخواتي الاتنين وابني وأمي عن طريق شعرهم، وده لإن سم الزرنيخ آثاره بتفضل على الشعر... وبعد التحليل خصل الشعر، تم اثبات وجود سم الزرنيخ عليها.. وبس.. اتثبتت التهمة على صباح وشوقي وأمها بالأدلة الجنائية والإعترافات...  وبعد فترة من المحاكمة والنيابة كل يوم..  صدر الحكم بالإعدام وإتنفذ بعدها بشهور...  اما عن البيت اللي حصلت فيه كل الجرايم دي؟!... فانا اقنعت ابويا بالعافية اننا نبيعه والحمد لله اتباع بمبلغ كويس، مبلغ رضينا بيه وحطيت منه جزء لفجر كرصيد بإسمها في البنك ... 

وبعد البيع بشهر... 

اللي إشترى البيت لقيته بيكلمني... 

_ألو؟!... الحقني ياحاج رمضان..شبح مراتك بيظهر في البيت كل يوم من ساعة ماخدناه هي والعيلة كلها، وربنا بنشوفهم وهم بيستحلفولنا وبيقولوا لنا.. لو ماطلعناش من البيت.. هيموتونا كلنا..

#تمت....

تعليقات