القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة




 الفصل الثامن  شمس ظلامى

===========

صرخ سياف بحزن شديد وهو يرى العسكرى يأخذها ليضعها بالحجز:

- مش معقول مستحيل مش هاقدر أسيبك تتحبسى وأقف 

أتفرج أنا لازم أشوف حل أنتى هتتبهدلى لو دخلتى الحبس أنتى مش حمل بهدلة 

فريدة بتنهيدة حارة  وقد سقطت الدموع من عينيها رغما عنها :

- نصيبى ياسياف مش مكتوبلى فرح ولا راحة أعمل إيه فى قدرى اللى ملازمنى دائماً 

مزقت قلبه دموعها ونظرات الإنكسار فى عينيه لو بيده لحطم تلك الأصفاد التى تكبل يدها فهو يشعر بالعجز الشديد لعدم قدرته على إنقاذها وهذا الأمر أحزنه بشدة 

طمأنها قائلاً بود:

- ما تقلقيش يا ست فريدة بإذن الله هاتطلعى براءة 

أنا هاوصى عليكى يعاملوكى كويس ويخلوا بالهم منك 

مش هاتأخر عليك ها أروح أكلم المحامى وأجبلك أكل 

إعترضت فريدة قائلة بأعتراض :

-مفيش داعى تجيب حاجة أنا أصلٱ مليش نفس مش هاقدر أكل حاجة أنا نفسى أموت وأرتاح الموت حقيقى أرحم بكثير من اللى أنا فيه 

قاطعها سياف قائلاً بحدة شديدة:

- ماتقوليش كده بعد الشر عنك ربنا إن شاء الله هاينصفك وها تشوفى 

تركها بعد أن أوصى العسكرى عليها ونقده مبلغ من المال

قائلاً بجدية:

- دول نصفهم ليك والنصف التانى علشان توصى عليها فى الحجز مش عايز حد يقرب منها أو يضايقها 

وليك أكتر منهم كمان لو نفذت اللى قولتلك عليه ومحدش قرب منها ولا ضايقها 

هلل العسكرى قائلا بسعادة شديدة :

- تسلم يا بيه الله يرزقك يارب عنيا للهانم متقلقش عليها وأى حاجة عايز تدخلها ليها من عنيا 

ربت سياف على كتفه قائلاً :

- تسلم ياذوق ده عشمى فيك برضوا يلا أسيبك أنا علشان أروح أقوم لها محامى وأجيب لها لقمة تاكلها

غادر سياف وهو حزين بشدة لحالتها تلك هاتف أخيه قائلاً بجدية شديدة:

- بقولك إيه يا خالد أنت عارف الأستاذ حسن المحامى

تروحله بيته وتجبيه على القسم وتجيلى وها تلاقينى مستنيك قدام القسم بس ما تتأخرش يا خالد 

أجابه خالد قائلاً بتساؤل :

- أنت إيه اللى وداك القسم يا سياف أمك عاملة مناحة هنا وكانت عايزة تجيلك لولا أنى رجعتها 

حدثه سياف بغضب شديد:

- أمك مالها عاملة مناحه ليه؟! أنا مش عارف ليه مصرة تعاملنى كأنى طفل صغير أنا مش صغير على العمايل  اللى بتعملها دى

حدثه خالد محاولٱ تهدئته قائلاً:

- أهدى بس يا سياف أنت عارف من زمان إن أمك متعلقة بيك وكل اللى بتعمله ده خايفة إنك تهتم بحد أكتر منها


سياف بغضب شديد وهو يضم قبضته بقوة:

- الموضوع زاد عن حده يا خالد أنا أتخنقت من إهتمامها الزيادة ده وغيرتها الأوفر 

أكمل قائلاً وهو يشدد على حديثه :-

- المهم إنك تروح تجيب المحامى وتجيلى زى ما قولتلك

أنهى خالد حديثه مع شقيقه وذهب ليجلب المحامى كما قال له 


بمنزل سياف فوق سطح المنزل حيث كانت زينب لازالت تجلس برفقه مازن وهو يحتضنها بجب وماكاد أن يقبلها أستمعوا لصوت والدتها صائحة بها بغضب شديد:-


أنتى يا مخفية الإسم كل ده بتعملى إيه على السطوح ماكنوش

شويه فراخ وبط بتأكليهم أنتى إيه بتأكليهم فى بوقهم

بت ملهاش فايدة جتكم نيلة عيال هم

أنتفضت زينب مبتعدة عن مازن 

الذى زفر بغضب شديد قائلاً :

- يارب الرحمة أنا ها ألاقيها من أمك ولا سياف قبل أن تتركه وتفر هاربة أختطف منها قبلة صغيرة قائلا:-

- متفكريش إنى نسيتك أنا جبتلك عروسة المولد بس أنتى اللى هربتى وقطعتى رزقك ياست زينب 

ركضت من أمامه قائلة بمشاكسة :

- ماشى يامازونتى هاستناك هنا بكرة علشان تديهالى بس أوعى تتأخر 

قفز مازن من شدة السعاده قائلاً بحب كبير:-

أنتى بتقولى إيه أنسى ده أنا هابات هنا من دلوقتى

ركضت تاركة إياه وهي تصيح به وهي تضحك بشدة على جنونه:-

مجنون والله انا شكلى وقعت فى واحد مجنون

ركضت إلى الأسفل مسرعة حين صاحت والدتها مرة أخرى مناديه إياها 

دخلت زينب إلى حيث تجلس والدتها التى ما إن رأتها صاحت بها قائلة وعيناها تلمع بمكر:


- بت يازينب روحى بيت خالتك وناديلى البت سعاد قوليلها

إن خالتك عايزاكى ضرورى تروحى وترجعى بسرعة أنتى فاهمة ولا لأ إياكى تتأخرى ها أسود عيشتك

وضعت زينب دثارها على كتفها وسارت متوجهة إلى  منزل خالتها وهي متضررة فهي لا تحب خالتها تلك ولا إبنتها

لكنها مضطرة أن تذهب إلى هناك لمناداة إبنتها لتحدث والدتها

أسرعت خطواتها لتنهى تلك المهمة الثقيلة على قلبها وهي تفكر مع نفسها قائلة بتعجب:

- ياترى أمى عايزة سعاد ليه إيه اللى فى دماغك يا أمى شكلك بتخططى لحاجة جامدة أمى شكلها ميطمنش وباين إنها ناوية على نية منيله ربنا يستر 

أوقفتها أحد النساء التى تقطن بجوارهم قائلة بتساؤل وهي تتأمل زينب بتمعن :

- بت يازينب إلا قوليلى هو أخوكى سياف راح مع البوليس ليه 

ومين الست اللى راح وياها دى

غضبت زينب من تلك المرأه التى تحب دائما أن تجمع الأخبار عن الجميع ثم تجلس مع بعض النسوة الآخرين 

وتؤلف عليها الكثير من الحكاوى التى يتبادلوها مع بعضهم البعض 

نهرتها زينب بحدة قائلة :

- جرى ايه يا ست إنتى  إنتى ما وراكيش غير فلان قال وفلان عاد

طيب إيه رأيك بقى مش هاريحك ولو حتى أعرف مش ها أقولك 

أغتاظت السيدة من زينب وأخذت تمصمص شفتيها قائلة :-

شوف يا اخويا البت بترد عليا ببجاحة أزاى صحيح بت قليلة الرباية بصحيح 

كادت زبنب أن تعود للرد عليها لكنها تجاهلتها وأسرعت إلى منزل خالتها حتى لاتتأخر وتوبخها والدتها


أمام العمارة التى تسكن بها فريدة كان الملثم يقف متواريا خلف احد الأشجار القريبة من المنزل يراقب المنزل والشارع 

بترقب لعله يعرف شئ من ما حدث بعد أن أرتكب جريمته وفر هارباً 

وجد البواب جالساً وحده على الدكة فأقترب منه قائلاً بود محاولا أن يكسب وده:

- السلام عليكم يا بلدينا

أجابه البواب قائلاً بملل :

-خير يا أخينا عايز إيه كفايه المصايب اللى عتتحدف على دماغ الواحد وهو قاعد مكانه

أخرج الملثم علبة سجائر من جيبه وناولها إلى البواب قائلاً:-

خد عفر يا بلدينا واحكيلى بس مالك إيه اللى مضايقك

فرح البواب بشدة وأخذ علبة السجائر ووضعها بجيبه ثم أخذ يسترسل بالحديث قائلاً:

-تشكر يا بيه كلك ذوج والله مارايدش أشيلك همى

أخذ يحثه على الحديث قائلاً:

- أحكيلي الناس لبعضيها مش جايز أقدر افيدك وكمان انا كنت عايزك فى مصلحة 

أخذ البواب يقص عليه كل شئ حدث منذ مقتل 

طارق إلى أن تم تشميع الشقة بالشمع الاحمر لحين إنتهاء التحقيق 

حدثه الراجل قائلاً بتساؤل :


- ما عرفوش مين القاتل ولا أتقبض عليه لدلوقت 

أجابه البواب قائلٱ بأسف :

- ما عتروش عليه للأسف كنت رايد ربنا يريحنى من الجصه دى أنا مشفتش النوم من يومها خايف من عفريت الاستاذ طارج لايطلعى 

أخذ الملثم يضحك بشدة حتى كاد أن يسقط على ظهره من كثرة الضحك وحدثه قائلا بتساؤل :

- بقولك إيه يا بلدينا مفيش شقة فى العمارة للبيع او الايجار ؟

أجابه االبواب نافيا :

- ما فيش يابيه ولا شجة فاضيه نهائى غير الشجة اللى فيها الجتيل ودى مخبرش اذا كان الورثة هايبعوها ولا لأ عاد 

أنت هملى رقمك وأنا لو أتوفرت شجة ها اخبرك طوالى يابيه 

انت باين عليك راجل زين

غادر الرجل بعد أن ان أدعى إنه قد نسى هاتفه بالمنزل 

وحدثه قائلاً :

- أسيبك أنا بقى وابقى اعدى عليك مرة تانية علشان أسيب لك الرقم 

أشار له البواب قائلاً بود:

 - منتظرك يا بيه شرفت ونورت

ما إن وصلت زينب إلى منزل خالتها أخذت تدق على الباب بانتظار أن يفتح لها أحدهم الباب 

بغد قليل فتحت لها سعاد الباب وحين رأتها نظرت اليها بتساؤل قائلة:-

خير يازينب إيه اللى حدفك علينا بعد المدة دى كلها ؟

زينب بغصب وهي تضم شفتيها من حديث تلك الفتاة اللزجة :

-جرى إيه يا سعاد اللى يشوف كده يقول ممسياكى ومصبحاكى إيه المقابلة النص كم دى عموما أنا مش جاية أشاهد جمالك 

وضعت سعاد يدها بوسطها ولوت شفتيها بتهكم قائلة :

- أمال إيه اللى جابك يا ست زينب ؟

زبنب بغضب من طريقتها الفجة بالحديث وكم تمنت أن  تجلبها من شعرها :-

خالتك اللى عايزاكى مش أنا وشوفى ها تيجى معايا دلوقت ولا أسبقك وأنتى تبقى تيجى ؟

وضعت سعاد العلكة بفمها وأخذت تمضعها بمياعة  قائلة :

- أستنى أنا جاية معاكى أكيد خالتى حبيتى وحشتها علشان 

كده بعتتلى 

همست زينب لنفسها قائلة:

- كلك وحش يا بعيدة

تقدمت زينب أمامها بينما هي تتابعها وهي  تتخسر ذات اليمين وذات الشمال 

بينما زيبنب تضغط على شفتيها بغضب من تصرفات تلك الفتاة 

ما إن وصلوا إلى المنزل صعدوا معا إلى حيث تنتظرها والدتها 

ما إن شاهدت والدتها سعادت نهضت إلى احتضانها قائلة بترحيب :

- أهلاً أهلاً حبيتى سوسو وحشتينى يابت أنتى مش بتيجى تزروينى ليه  ؟

بادلتها سعاد العناق بتعجب قائلة :

- ابدأ ياخالتى هو أنا أقدر من هنا ورايح كل يوم هاجى أقعد معاكى شوية 

عادت إلى ضمها بود صارخة بزينب قائلة بحدة :

- بت يازينب واقفه بتعملى إيه روحى هاتى لبنت خالتك حاجة ساقعة 

كادت زينب أن تعترض لكن والدتها رمقتها بنظرة حادة جعلتها تهرول إلى الخارج وهيا تبرطم بعضب شديد

ما إن تأكدت والدتها من مغادرتها

جلست وأجلست سعاد قائلة بجدية :

- بت يا سعاد أنا عارفه إنك من زمان عينيك من سياف أبنى 

فا لو نفسك فعلا يتجوزك تسمعى كلامى وتنفذيه بالحرف

إجابتها سعاد قائلة بسعادة :

- أكيد يا خالتى أنا ها أعمل كل اللى بتقولى عليه أنا من إيدك دى لإيدك دى يا خالتى هانفذ كل اللى تقولى عليه 

أمام القسم كان سياف يقف وهو يشعر بالقلق الشديد 

بإنتظار أخيه الذى تأخر كثيراً بالمجئ هو والمحامى 

مل من كثرة الإنتظار 

فاخذ يقطع الطريق أمام القسم إياب وذهاب إلى أن شاهد شقيقه مقبلا نحوه برفقته المحامى 

فأخذه وتوجه إلى الداخل والقلق يتأكله بشدة على 

فريدة 

أشار إلى المحامى على مكتب الضابط بعد أن شرح له باختصار ما علمه منه عن قضية فريدة 

وأخذ الطعام وذهب ليعطيه إلى  فريدة ويطمئن عليها

ما إن ذهب العسكرى ليناديها ليراها سياف لبضعه دقائق وهو يحذره قائلا:-

ها اخليك تشوفها بس ما تطولش يا استاذ بالله عليك علشان ما تتسببش ليا فى مشكله الله يكرمك 

اجابه سياف قائلا بود :

-تشكر والله كلك ذوق صدقنى ها أطمن عليها وأديها الأكل وهامشى  على طول 

ذهب العسكرى لينادى فريدة وما إن ذهب 

شاهد المسجونات يتشاجروا مع بعضهم البعض وواحده منهم جرحت الاخرى مما جعلها تنزف من يدها بعض الدماء

النى ما إن شاهدتها فريدة صرخت بخوف وفزع وسقطت فاقدة للوعى

ما إن أستمع سياف لصراخها نادها قائلاً بقلق شديد:

-فريدة

مالك فيك إيه حد معيطمنى إيه اللى جرالها أنا هاموت من القلق أرجوك يا شاويش طمنى هي إيه اللى جرالها

همس له العسكرى بصوت خافت قائلاً:-

أهدى متقلقش هاخليك تطمن عليها و هخليها متقعدش فى الحبس لأن باين عليها هانم ومش وش بهدلة بس كلك نظر يا بيه بقى

سياف بلهفة شديدة:

- عنيا ليك يا شاويش بس اشوفهاو أطمن عليها مش هاقدر أقف كده ومش قادر أعمل ليها حاجة خلينى حتى أشوفها من بعيد بس أطمن ها اديك اللى أنت عايزه بس أشوفها 


حدثه العسكرى بجديه شديدة قائلاً وهو يتلفت حوله :

-ها اخليك تشوفها وتطمن عليها وتقعد معاها الوقت اللى أنت عايزه بس أصبر على رزقك ما تستعجلش الضابط دلوقتى بيمر أول ما أحس أن  الدنيا أمان هاخليك تشوفها وتطمن عليها بس بالله عليك أصبر وبلاش شوشرة أحسن أنا ممكن اتجازى فيها 

سياف بنفاذ صبر وهو يشعر بالعجز لعدم قدرته على مساعدتها:

- تمام يا شاويش ها أسكت خالص واللى تقول عليه هانفذه بس أشوفها واطمن عليها يارب صبرنى لأن أنا خلاص مبقتش قادر اشوفها وهي بالوضع ده

العسكرى بجدية :

-أطمن متقلقش إن شاء الله هاتبقى كويسة وهاخليك تقعد معها زى ما تحب الصبر بس لحد ما يبقى الوقت مناسب

أخذ سياف يسير ذهابا وايابا وهو يشعر بقلق شديد من أجلها يخشى أن  يكون قد اذاها أحد بالداخل وقتها لن يترد لحظة واحدة بتحطيم المكان على من به 

ما كاد يمر بعض الوقت وحاول أن يسترق السمع لعله يسمع صوتها فيهدء ويطمئن قليلا لكنه لم يستمع لشئ مما أثار قلقه ولكن بعد مرور بعض الوقت أستمع لصرختها التى انطلقت مرة أخرى فغضب بشدة وهدر قائلاً بصوت حاد وهو يخشى أن يكون أصابها مكروه او يكون قد تعرض لها أحدهم 

صرخ قائلاً بلهفة شديدة:

-فريدة فيكى إيه طمنينى أنتى كويسه؟!

لكنه لم يأتيه رد على سؤاله مما زاد من قلقه واردا أن يطمئن عليها بأى طريقة فهتف بالعسكرى يرجوه قائلاً :-

أرجوك كفاية كده أنا خلاص اعصابى تعبت من القلق عليهاهايموتنى خلينى أطمن وكفاية كده أنا خلاص صبرى خلص ومبقتش قادر أستحمل 

أخذ ينادى على فريدة بلهفة شديدة قائلاً :

-فريدة ردى عليا أنتى عاملة إيه حد اتعرضلك ردى عليا طمنينى سمعينى صوتك انا القلق ها يموتنى. قولى اى حاجه اهمسى حتى 

حاول العسكرى ان يهدئه قائلا :

-وطى صوتك يابيه مش كده أنت كده ها تضرنى وأنت ما يرضكش أنى اتضر يا بيه

تعليقات