القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل الثامن عشر




 الفصل الثامن عشر

============

ما إن كاد يصوب المسدس ناحية فريدة وهو يصيح قائلا بحقد شديد:

- النهاردة جه وقتك يا فريدة ولازم أخلص منك أنتى فلتى منى قبل كده بس مش ها أسيبك تهربى منى تانى ولازم أخلص عليكى النهاردة ماكاد يطلق الرصاص نحوها جذبها سياف ليجعلها خلفه ويأخذ الرصاصة بدلاً منها صارخاً بفزع :

- فريدة

وما إن أطلق شقيق زوجها الرصاص على سياف وحاول أن يهرب إلا ان جميع شباب الحارة تجمعواحوله وقاموا بتقيده 

بينما سندت فريدة سياف وهيا تبكى بهتسريا قائله :

- سياف اتماسك ياحبيبى هاتبقى كويس بس أنتي أهدى ومتتكلمش

أمسك سياف يدها ورفعها لفمه مقبلاً إياها بحب وهو يقاوم الألم قائلا بحب  ومشاعر كثيرة كان يعجز عن البوح بها :

- فريدة أنتى أحلى وأجمل  حاجة حصلتلى فى حياتى عارفه أنا لو مت دلوقتى ها أبقى سعيد أنى مت بين أيديكى 

صرخت به قائله بقلق شديد وهي تبكى بهستريا :

- سياف ما تقولش كده أنت ها تبقى كويس أنت لو جرالك حاجه أنا هاموت نفسى أنا مليش مكان فى الدنيا من بعدك


حين كان خالد عائداً إلى المنزل برفقة زينب أخبره أحد رجال الحارة أن شقيقه اطلق عليه رصاص 

أسرع إلى حيث ارشده الرجل وحين وصل إلى مكان سياف وجد الجميع يتسابقون لحمله ثم وضعوه بأحد التكاتك أسرع 

خالد يركب برفقة شقيقه وفريدة التى تمسك سياف بها ورفض أن يحرر يدها 

جلس خالد إلى جوار السائق بعد أن أخبر مازن أن يعيد زينب إلى المنزل لكن زينب صاحت به ببكاء شديدقائله:-

- ودينى عند أخويا يا مازن أنا مقدرش أرجع البيت واسيبه كده

أدار مازن الفيسبا الخاصة به وساعد زينب على الصعود لتجلس عليها ثم جلس هو الاخر وانطلق بها إلى حيث العيادة التى أخذوا إليها سياف قائلا بود محاولا تهدئتها:


- أهدى يازوزو إن شاء الله هايبقى كويس متخافيش إن شاء الله الإصابة بسيطة 

أخذت زينب تبكى بهستريا قائله :

- يارب يامازن يارب

ما إن وصل إلى العيادة ترجل من فوق الفيسبا وركض الى داخل العيادة برفقة زينب فوجد الجميع يجلسوا بالعياده فى إنتظار أن يعلموا كيف هي حاله سياف الان 

ركض زينب ناحية فريدة التى كانت تجلس وهي تبكى بغزاره وجسدها ينتفض من شدة قلقها على سياف

أسرعت إلى جوارها زينب وضمتها بحب كبير٬ وربتت على كتفها بود شديد قائله:

- هدى نفسك يا فريدة أنا عارفه إنك زعلانة على سياف بس متخافيش يا حبيتى ربنا ها ينجيهولنا علشان عارف إن إحنا من غيره ولا حاجة 

بعد قليل خرجت الممرضة من غرفة الطبيب فأسرع إليها 

الجميع يسألها بلهفة قائلين معا :

- اخباره إيه لو سمحت حالته خطيرة ولا إيه أرجوكى طمنينا

أردفت الممرضة قائله :

- اطمنوا الجرح سطحى والحمد لله لحقناه مش عايزاكم تقلقوا مجرد ما الدكتور ينتهى من تضميد الجرح تقدروا تاخدوا وترجعوا البيت بس بلاش يعمل مجهود

علشان الجرح ما يفتحش 

زفر الجميع وهم يشعروا براحة شديدة حين علموا أن سياف بخير

بعد مرور بعض الوقت كان الجميع يغادروا العيادة 

عائدين إلى المنزل

وما إن دخلوا إلى المنزل وشاهدت سياف وذراعه معلق برقبته أخذت تنتحب بخوف كبير قائله بقلق:

- جرالك إيه يا ضنايا مين اللى عمل فيك كده؟!

طمأنها سياف قائلا بصوت واهن محاولا ألا يثير قلقها :-

أنا كويس يا أمى ما تقلقيش دى عيار جه فيا بالغلط والرجاله مسكوا اللى عمل كده وها يعلموه الأدب 

أما في الحارة ما إن علم الرجال بعودة سياف سالما تركوا واحد منهم مع من حاول قتل سياف وركضوا جميعا إلى منزله ليطمئنوا على حاله سياف 

واوصوا الرجل الذى تركوة  :

- بقولك إيه يا أشرف خلى بالك من الواطى ده وإياك يهرب منك لحد ما الأسطى يشد حيله ويشوف ها يعمل إيه معاه

أجابه الرجل المدعو على قائلا بجديه :

- عيب عليكم أنا قدها وقدود مش حته عيل زى ده اللى يهرب منى روحوا أنتم اطمنوا على الاسطى وطمنونى عليه

غادر الرجال متوجهين إلى منزل سياف وتركوا شقيق زوج فريدة مع ذلك الشاب 

واخذ يفكر كيف يهرب منه فناده قائلا برجاء:


- بقولك إيه يا أسطى على انا عايز اروح الحمام الله يباركلك انا مزنوق ومش قادر 

أجابه على قائلا بحده شديده:

- معنديش أوامر انك تروح فى حتة أستحمل شويه الرجاله زمانهم راجعين 

أخذ يلح عليه ليأخذه الى المرحاض قائلا برجاء شديد:


- بالله عليك ودينى وخلينى ياسيدى أيدى مربوطة بس ساعدنى أروح بالله عليك

اذعن إلى حديثه بنهايه الأمر خوفا من ان يلوث المكان وتصبح رائحته لا تطاق لو فعلها على نفسه 

اوصله للمرحاض وقام بمساعدته بفتح السحاب ٬وادار له ظهره ليتركه ينتهى من الحمام

زما إن تأكد أن على لا يرى ما يفعله جاهد بشدة لفك وثاقه ثم بحث بالمرحاض عن أى شئ يساعده بالتخلص من على حتى يمكنه الهروب

وجد عصا  غليظه بأحد أركان المرحاض أمسك بها وضربه بها  وتركه فاقداللوعى وركض هاربا من الحارة ليعود لحيث كان يختبئ 

ركض هاربا من ذلك المخزن واطلق ساقيه للريح ليبتعد عن تلك الحاره بأقصى ما يملك من سرعة 

بمنزل سياف ساعدته والدته على الاستلقاء بالفراش وشكرت الجميع قائله بود:

- تسلموا يا جماعة هو بقى بخير بس لازم يرتاح دلوقت وينام شوية متشكرين على سؤالكم 

غادر رجاله وهم يشعرون بالغضب من تصرفات والدته التى تعاملهم بقله ذوق 

وبقيت فريدة التى ما كادت تخرج بعد أن أطمئنت إنه أصبح بخير أستمعت لصوت سياف اتيا من ناحيه غرفته وهو ينادى عليها بألحاح شديد قائلا :

-فريدة فين فريدة حد يناديهالى 

كادت أن تعود لتراه لكن والدته اعترضت طريقها قائله بغضب شديد رايحه فين يا وش الفقر أنتى يلا فارقينا بقى كفاية اللى حصل لابنى بسببك المره الجاية هاتعملى فيه إيه؟

أمشى يلا خلى عندك دم أنا كلمتك كثير بالذوق وأنتى مسمعتيش الكلام

كادت فريدة أن تغادر المنزل وهي تبكى والدموع تغرق عينيها وما كادت تمد يدها لتفتح الباب 

فوجئت بمن يجذبها من يدها ويحتضنها بحب كبير 

مما جعلها تدفن رأسها بصدرة وتنتحب بقهر شديد فهي لم تعد تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك يكفيها ما قد حدث لها طوال حياتها 

أبتعدت تنظر إليه وهي تحدثه من بين دموعها :

- سيبنى يا سياف أنا تعبت خلاص ومبقتش قادرة اتحمل أكثر من كده 

عاد يضمها إلى صدره قائلا بحب كبير وهو يجفف لها عبراتها :

- خسارة الدموع الجميلة دى تروح هدر يا فريدة وبعدين أنتى خطيبتى حد يسيب خطيبه وهو تعبان ومحتاجله  ويمشى ويسيبه

أجابته فريدة قائله بحزن شديد :

- كفاية يا سياف أمك مش بتحبنى وانا مقدرش أكون سبب فى خلاف بينكم أرجوك تبعد عنى وتسيبنى أنا تعبت كثير فى حياتى ومش هاقدر اتحمل كل اللى بيجرالى ده

صاح سياف وهو يتحامل على نفسه لشده ما يشعربه من ألم شديد 

موجهاً حديثه لوالدته :

- أمى كفايه لحد كده أنا انا مش ها اسمحلك إنك تغلطى فى فريدة بعد النهاردة وخلى بالك إنها ها تكون مراتى

وانا يستحيل أسمح لحد يغلط فيها

غضبت والدته وصاحت به قائله بغضب شديد:

- مستحيل يا سياف على جثتى يا أنا يا هيا فى حياتك 

مش هاقبل بوجودها مهما إن حصل

صاح سياف متناسيا المه قائلا بحده :

وبينما  يمد يده ٬وياخذ فريدة ويغادر المنزل قائلا بحده:

- خليكى فاكرة إنك أنتى اللى اخترتى يا أمى أنا ماشى وسايبلك البيت اشبعى بيه بس كونى أبعد عن فريدة ده مستحيل

جلست والدته تعض أصابعها من الندم وهي غاضبة لخروج سياف برفقتها وعلمت إنها بعنادها قد خسرت ولدها لكنها لن تستسلم وسوف تجعله يتركها ويعود لها فليست هي من  تخسر أمام تلك الفتاة يجب أن تخطط لها جيدا لتنزع منها ولدها وتعيده إلى حياتها مره اخرى


حدثها أبناؤها بحدة قائلين :

- إيه اللى انتى عملتيه ده أزاى تزعلى إبنك المريض وواخد طلقة فى ذراعه أزاى طاوعك قلبك تقفى قصاده وتعانديه كده أنتى خلاص مبقاش فيه عندك قلب وسبيتيه كده 

أكملت زينب وخالد قائلين :

- بس تعرفى أحسن حاجة إنه سابلك البيت وخرج يارب ترتاحى بقى وكفاية عليه اللى عملتيه فيه طول حياته والخطط اللى بتدبريها علشان تخليه دايما تحت طوعك ومتخلهوش يبعد عنك 

دفعتهم بحده قائله :

-وبس ياواد انت وهي جرالكم إيه خلاص كلت علقكم كلكم .

 كلكم بقيتوا فى صفها وأنا اللى بقيت عدوتكم 

بس بكرة  لازم أخليكم تندموا 

أخذها سياف وذهب إلى الشقة التى استأجرها لها قائلا وهو ينظر إليها بحب كبير:

- مؤقتا لحد ما أجيب شهادة وفاة جوزك وعدتك تخلص ها تقعدى في بيت أم أحمد وأنا هانام فى شقتنا اللى اجرناها 

صاحت فريدة قائله بتذمر :

- أزاى هاقدر أسيبك لوحدك يا سياف وأنت تعبان كده .قلبى مش ها يطاوعنى أبدا ومش هاقدر اسيبك كده لوحدك 

سياف بحب كبير :

- متقلقيش عليا طول ما انتي جمبى أنا هاحارب الدنيا بحالها

المهم إنك بس تكونى معايا

أصرت فريدة على البقاء معه حتى المساء قائله:

-مستحيل يا سياف أنا هاقعد معاك طول اليوم وها سيبك بس وقت النوم

قبل يدها بحب قائلا :

- ماشى كلامك اللى تشوفيه يا ست الستات 

صعدوا معا إلى الشقه بعد أن أشتروا طعاماً ليأكلوه معا وحين دخلا إلى الشقة وجدوا السمسار كان قد فرشها بالكامل إكراما لسياف 

فرحت فريدة حين شاهدت الشقة قد فرشت بالكامل واسندته إلى أن وصلا إلى الصالون وقامت بفتح أكياس الطعام وجلست تأكل وتطعمه هو ايضا وبعد أن انتهت 

ناولته دوائه وادخلته إلى غرفته وساعدته على الاستلقاء

ودثرته بالغطاء وقبلت جبيته بحب كبير

حين علم والد فريدة عن مكانها بعد أن كان فقد الأمل أن يجدها قرر أن يذهب ليراها ويعيدها معه إلى المنزل فيكفيها ما قد عانته بسببه طوال حياته 

لذا استقل سيارته وغادر إلى الحارة التى كانت بها 

دون أن يخبر زوجته تلك القاسية القلب 

وسوف يصر على أبنته أن تعود معه ولن يتخلى عنها بعد اليوم ويتركها تبعتد عنه وسوف يبذل كل ما بوسعه.

وحين وصل إلى الحارة ترجل من السيارة وأخذ يسأل كل شخص يراه عن أبنته فريدة ٬ويتوسل إليهم أن يخبروه أين هي 

ما إن شاهده أحد رجال سياف يمسك بصورة فريدة ويسئل عنها هاتف سياف الذى نهض ليجيب على الهاتف قائلا بتساول :

- خير يا حسن فيه إيه ؟!!

ليجبيه حسن قائلا بقلق شديد:

- ألحق يااسطى فيه واحد ماسك ست فريدة وبيسأل عنها في كل الحارة وشكله ملهوف قوى عليها باين إنها تقربله وعمال بيعيط وطلب منى أدور عليها وقال لى دى صورتها وأرجوك  اعرفلى مكانها 

سياف بجمود :

- ها وعملت معاه إيه وقولت له إيه ؟

_أنا قلت أقولك يا أسطى وانت اللى تقول أقوله إيه واعمل معاه إيه واللى  أنت هاتقولى عليه أنا هاعمله


تعليقات