القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل الرابع عشر




الفصل الرابع عشر شمس ظلامى

ارتعبت فريدة وانزوت بعيدا عنه منادية على سياف بفزع ورعب كبير

لم  يبالى الشاب بأستغاثتها واستمر يحاول ان يقترب منها 

أنتبه سياف لاستغاثتها فترك من كان يحدثه وهرول مسرعا متوجها ناحيه فريدة

وامسك الشاب من تلابيب ملابسه ناهرا اياه بغضب شديد قائلا :

- انت مين ياض انت وازاى تتجرأ وتمد ايدك على حاجه ما تخصكش انت مش عرف انت فين؟ ولا دى تخص مين

لم يبالى الشاب بحديث سياف وحاول ان يخلص نفسه منه قائلا بوقاحه :

- ما اعرفش ومش عايز اعرف وانت مالك انت انا حر اعمل اللى انا عايزه ثم ان المزة دى عجبانى وانا مش هاسيبها النهاردة ومش متحرك من هنا الا اما اخدها ومش متحرك من هنا الا وهي معايا وها اخدها يعنى ها اخدها لو ايه حصل ومفيش حد ها يقدر يمنعنى 

عاد اليها يحاول جذبها مره اخرى قائلا بوقاحه شديده:

- تعالى معايا يا مزه انتى دخلت دماغى وانا مش ها اسيبك الا لما اخدك 

تلك المره لم يتفوه سياف بكلمه واحده بل رمقه بنظره حاده مليئه بالغضب 

جعلت الرعب يدب بقلبه لكنه ادعى التماسك ثم اخرج من جيبه مطوته ٬واخذ يحاور بها سياف 

باغته سياف بلكمه شديده جعلته يترنح وتسقط منه المطوة 

اكمل عليه سياف مكيلا له اللكمات حتى كاد يفقد الوعى بين يديه

جذبه رجاله من فوقه هاتفين به :

- كفايه يا اسطى الواد ها يموت فى ايدك

نظر اليه سياف بنظرات حاده قائلا :

- انت ياض من النهاردة مشوفش وشك في الحاره والا قول على نفسك يارحمان يارحيم ماهو انت لو من اهل الحاره ها تعرف مين هو سياف فأشترى نفسك يا ابا ومتجيش هنا تانى احسن المرة الجايه ها اخليك متنفعش خالص شوف بقى لو تحب تودع أهلك ابقى تعالى هنا تانى 

نهض الشاب متحاملا على نفسه وركض هاربا بأقصى سرعه ممكنه 

حين استمعت والده سياف الى صوت شجار اتيا من امام ورشه سياف

فتحت النافذة ونظرت منها لتتفاجئ بسياف يقف برفقة فريدة 

علمت على الفور سبب الشجار مصمصت شفتيها قائله بتهكم :

- اشتغلها حارس بقى ياسى سياف كل ما حد يكلمها اعمل مصيبه معاه شكلك مش ها تجبيها لبر يا سياف الا اما حد يغزك مطوة بسبب السنيورة

اغلقت النافذه سريعا حتى لا يعلم سياف انها شاهدته


وعادت الى الداخل لتصب غضبها على زينب قائلة :

- انتى يا زفته انجزى حطى الغداء على السفره اخوك وصل ومعاه الضيفه 

كانت فريده تتوارى بعيدا خوفا من الشجار الدائر بين 

سياف والشاب

طمأنها سياف حين لاحظ الذعر البادى على وجهها قائلا:

- متخافيش يا ست فريدة خلاص العركه خلصت 

اكملوا سيرهم متوجهين الى المنزل 

كانت فريدة تسير الى جواره وتتهمل بمشيتها وهي ترتدى ملابس شعبيه مما زادها فتنه واثاره فهتف به سياف مغازلا اياها بمرح حتى يخفف من التوتر الذى تشعر به 

متأملا اياها بأعجاب شديد:

-بقولك ايه يا ابله هيا البسكوته بالفرواله ولا بالشكولاته

وقفت فريده تنظر اليه ببلاهه قليلا لعلها تفهم ما يقصده بقوله ذلك

رمقته بتعجب وهي تزوى مابين حاجبيها قائله :

- بسكوت ايه ياسياف الى تقصده ده؟

سياف بمرح وهو يتأملها بأعجاب غير عادى ونظرات تقطر شغفا:

- البسكوته الى بالملبن الى قدامى ها يكون قصدى ايه ياقمر؟

ضحت فريدة على تشبيهاته اللطيفه مبادله اياه المزح قائله بسعاده:

- بسكوته بالخفه يا بتاع البسكوت انت 

ضحك سياف ملئ فمه وشعر بسعاده شديده انه استطاع اخراجها من حاله التوتر التى كانت تشعر به 

دخل من باب منزلهم افسح لها الطريق لتصعد امامه وحين وصلا الى الطابق الذى به شقتهم

تنحت له جانبا ليقوم بفتح. الباب ثم دعاها للدخول قائلا بود :-

اتفضلى ادخلى يا ست فريدة البيت نور والله 

تقدمت الى الداخل فوجدت والدته وشقيقه خالد ينتظروها قدمها سياف اليهم رامقا اياها بسعاده شديده:

- اقدملك يا ست فريدة دى امى

حاولت والدته ان لاتبين لها انها لاتطيقها حتى لا تصطدم مع سياف

مدت يدها وهي تبتسم ابتسامه صفراء:

- اهلا بيكي ياحبيتى نورتينا 

بادلتها فريدة المصافحه وهيا تشعر انها لا تطيقها قائله :

-اهلا بحضرتك ياطنط 

حين شاهد الطعام الذى يملا ء السفره صاح قائلا بمرح :

- تسلم ايدك يا ست الكل انا مش قادر اقاوم الريحه ماشاء الله جوعتنى اكتر ما انا جعان 

جلس سياف على مقدمه المائده بعد ان جذب المقعد لفريدة لتجلس عليه 

مما اغضب والدته التى لوت فمها بأستنكار محدثه نفسها :

- لسه ياما هانشوف ياسى سياف اما نشوف اخرتها معاك ايه ؟

جلس الجميع يتناولون الطعام 

انهمك سياف بتناول الطعام وهو يشعر بسعادة شديدة لأن فريدة تشاركه الطعام وبمنزله 

لاحظ انها لا تتناول الطعام حدثها قائلا بنبره تقطر حب :

- كلى يا ابله ولا الاكل مش عجبك ده امى 

متوصيه بيك وعمللاك شويه اكل انما ايه حاجه عظمه 

نظرت اليها فريده قائله بود :

-طبعا تسلم ايدها الاكل باين انه حلو قوى تسلم ايدك ياطنط 

اجابتها والده سياف قائله بلهجه بارده :


-الله يسلمك 

اخذ سياف قطعه دجاج ووضعها امامها قائلا بود:


- كلى يا ابله انتى مش محتاجه عزومه اخذت والدته تتناول الطعام وهي تتظاهر بالهدوء ولكن بداخلها تشعر بغضب شديد وكم تود أن تنهض لترمى بها خارج منزلها فهيا تتحمل رغما عنها اهتمام سياف بها وحرصه الشديد على ان تتناول الطعام

اخذوا يتناولوا الطعام بصمت وطوال فتره جلوسهم على المائدة وسياف عيناه لم ترفع من عليها كان يأكل وهو ينظر اليها 

مما اثار غضب والدته التى نهضت ولم تعد تسطيع ان تتحمل اكثرمن ذلك 

لذا نهضت مدعيه انها شبعت ولم تعد ترغب بتناول الطعام 

ما ان انتهوا من تناول الطعام 

اصطحبها سياف إلى غرفه الجلوس لتناول الحلو

وليعرفها على بقيه اخواته 

جلست فريدة وهي تشعر بعدم الراحه نظرا لمعامله والدته

رغم انها تجاهد الا تبين ذلك

قدم اليها سياف طبق الحلوى وعرفها بزينب قائلا بود :


- دى بقى زينب اختى مخطوبه لمازن جارنا وان شاء الله يتجوزوا قريب

صافحت فريدة زينب لكن زينب فجائتها بأن عانقتها بمحبه شديده قائله :

- انا فرحانه انى اتعرفت بيك يا ست فريدة انا معنديش اخوات بنات ايه رأيك نبقى اخوات 

تهلل وجه فريدة بسعادة شديدة قائلة :

- ياريت يازينب اكون سعيده بجد لو تقبلينى اختك

ابتسم سياف على محبه زينب لها ثم قدم لها خالد شقيقه 

قائلا بسعاده:

- ده بقى الصغير بتاعنا خالد اخويا فى ثالثه ثانوى ونفسه يدخل طب 

اجابته فريدة قائلة :

- تشرفت بيك يا خالد أن شاء الله تجيب مجموع كويس وتحقق اللى نفسك فيه

خالد بجديه شديدة:

- اهلا بيك يا أستاذه فريدة البيت والحاره نوروا

أبتسمت فريدة وشعرت بالراحه بعد ان كانت متوتره بسبب والدته ما كادت تنهض فريدة تستعد للمغادرة طرق الباب بألحاح شديد 

فذهبت زينب لتفتح الباب لتجد امامها سعاد ابنه خالتها تندفع الى الداخل بعد ان دفعت زينب لتبعدها من طريقها 

وتوجهت الى حيث يوجد سياف وهتفت به قائله بسعادة:-

اخبارك يابن خالتى؟! مش تعرفنى على الهانم ولا ايه ؟!

رمقها سياف بغضب فهو لا يطيقها ولا يطيق الحديث معها قدم إليها فريدة قائلا وهو ينظر اليها بفخر شديد كأنها اعظم انتصارته :

- اقدملك سعاد بنت خالتى

رمقتها سعاد بغضب ونظرات حاقدة قائلة. :


والهانم اسمها ايه بقى 

نظر اليها سياف محذرا حتى لا تتجاوز حدودها قائلا :


- الست فريدة 

استنكرت سعاد تعريفه لها فهتفت قائله لتضايق فريدة:

- أنت بتعرفنى على إنى بنت خالتك بس يا سياف ؟

رمقها سياف بتعجب قائلا :


- ليه هو انت ايه غير كده؟

عادت سعاد لترمق فريدة بحقد قائله:

- انت نسيت تقولها انى خطيبتك

نظر اليها سياف بغضب شديد ونظرات حادة قائلا :


- بجد لا مش معقول وده حصل امتى الكلام ده وانا نايم ولا ايه ؟

كادت سعاد ان ترد عليه وهيا تشتعل من شده الغضب لكنه تركها واخذ فريدة التى كانت تقف تتابع ما يحدث بحيره شديد وهيا تفكر مع نفسها هل تصدق ما يحدث ام لا تصدقه 

وخر ج موجها حديثه لزينب :

- انا رايح اوصل الست فريدة وهارجع اشوف الورشة وبعدين ابقى اجى

زينب بود رامقه سعاد بشماته :

- تروح وترجع بالسلامه ياسياف 

توجهت إلى فريدة وعانقتها بحب لتزيد من غضب سعاد

غادر سياف برفقة فريدة وحدثها قائلا بود :-

اتمنى تكونى اتبسطتى معانا النهاردة 

أجابته فريدة قائله وقد اكتسى وجهها بالحزن :

-الحقيقه انت واخواتك كلكم اتبسطت جدا بالقعده معاكم لكن والدتك انا كنت حاسه انها مش قبلانى و كمان انا محبش اكون سبب زعل بينك وبين خطيبتك

اخذ سياف يضحك بشدة حتى دمعت عيناه من شده الضحك وحدثها قائلا وهو يتأملها قائلا بمرح :

- انا عمرى ماخطبت يافريدة غير مره واحدة وكانت بنت ناس اغنياء وفيه فرق بينا كبير بس هي مقدرتش انها تربط نفسها 

اكمل قائلا بحزن شديد:

- حياتها بحد اقل منها بالمستوى فاجت فى يوم رجعت لى دبلتى وقالتلى كل شئ نصيب احنا مش ها ننفع لبعض

من يومها كرست كل وقتى لشغلى وبس وقفلت حياتى وقلت خلاص كده انا مش عايز اخوض تجارب تانى بس 

للاسف مقدرتش انى التزم بقرارى ده علشان جت اللى خلتنى ارمى كل القرارت الى خدتها فى اقرب سله زباله حسيت ان قلبى رجع يدق من تانى

رمقته فريدة قائله بتعجب :

- ايه ده بجد طيب مين دى يا اسطى سياف مش ها تعرفنى عليها؟! عشان انا نفسى اقولها قد ايه انها محظوظه براجل زيك وان الى زيك قليل اكملت قائله وهياترمقه بفخر شديد :

- حقيقى يا بختها بيك انت ونعم الرجال وعايزه اقولك اللى خسرتك دى مغفله حقيقى لان عمرها ما ها تلاقى فى حياتها حد زيك فى ادبك و اخلاقك وحبك للكبير قبل الصغير

وقف سياف ينظر إليها باعجاب شديد قائلاً وهويشعر بأن الدنيا لا تسعه من كثره السعاده هتف لها قائلا:


- قريب قوى هاعرفك عليها 

ثم اكمل قائلا بجديه:

- بقولك ايه يلا علشان نروح بالمره للسمسار نوصيه على شقه وبعدين ارجع اوصلك عند ام احمد

سار برفقتها متوجها الى محل السمسار القى عليه السلام قائلا:

- السلام عليكم اخبارك يا حج عبدالله؟

اجابه الرجل قائلا بود :


-اهلا اهلا يا اسطى سياف بخير يا ابنى الحمد لله اؤمرنى ياغالى اى خدمه؟

سياف بود شديد قائلا :

- كنت عايزك تشوف شقه للهانم هيا هاتقعد معانا كام يوم وعايزها تبقى براحتها قلت اقولك تدورلنا على شقه حلوه

اردف المدعو عبد الله قائلا بود:

- تشرفنا ياست هانم كلها يومين ان شاءالله والا قيلها احسن شقة

أجابته فريدة قائلة بود:

- اهلا بحضرتك 

شكره سياف وغادر برفقه فريدة ليوصلها.

تعليقات