القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

يعقوب اسكربيت بقلم ايمان صالح


 _ يعقوب_


أنا من عشاق القاعدة عالبحر،  بيحسسني بالراحة النفسية والهدوء.. 

كل ماببقى مخنوقة أو متعكننة من حاجة باخد بعضي وبروح أتمشي هناك، مش قادرة أوصفلكوا كم الراحة النفسية اللي بتحصلي ساعتها... بحس بإن الحياة كانت متقفلة في وشي وفجأة كل العقد إتحلت.

إسمي ليان، بنت عادية، زيي زي أي بنت بتحب الجري عالبحر والرياضة وبقالي سنين بعمل كدة،كل يوم الصبح بطلع أجري عالبحر ومعايا سماعاتي وموبايلي وهناك بتنقل لعالم تاني... متعتي الحقيقية كانت بتزيد لما كنت بجري والبحر فاضي ومفيش عليه ناس كتير، بس كانت فيه حجات كتيره بتلفت نظري وإنتباهي وانا موجوده عالبحر ومستمتعه بكدة جدًا، من الحجات اللي كانت بتلفت نظري ناس كتيرة كنت بشوفهم بيكونوا موجودين عالبحر، موجودين عالبحر وكأنهم بيكلموه وبيحكولوا همهم... كنت بشوف حجات كتير غريبة..  يعني مثلا فيه من الناس دي راجل لفت نظري قوي، كان موجود كل يوم... مابيمشيش أصلا، كل ماكنت بشوفه كنت بلاقيه بيكلم المية وقاعد يضحك ويهزر وكإن فيه حد قدامه ووياه، شدني قوي اللي هو بيعمله... هو بيكلم مين دة؟!... وإيه حالة الإنسجام والتيام اللي بيبقى فيها لما الليل بيليل دي؟!... طب هو على طول قاعد هنا؟!.. طب بيروح ولا مابيروحش؟!

فضلت فترة كل ما أنزل  أتمشى أو اجري أشوفه، لحد ماإنشغلت بيه جداً وأثار فضولي بشكل غير عادي... كنت بتمنى اني اتكلم معاه وأعرف حكايته إيه، وعشان أعمل كدة وأنجح ف المهمة دي!... كان لازم أراقبه...


فضلت أنزل أتمشى وانا بحاول أقرب منه وأسمعه بيقول ايه، ساعة ما أكون خلاص بقيت جنبه وهسمع بيقول ايه ... يروح ساكت خالص ومايتكلمش ولا كلمه.. فضل عالحال دة لفترة طويلة، لحد مافيوم حصلت معجزة وزي مايكون ربنا ساقلي اللي حصل دة.. عشان أقرب منه شوية بشوية... ويومها.. 

نزلت الساعة  ٦ الصبح.. أنا كنت بحب جداً أبقى عالبحر في الوقت دة عشان اشوف السما والبحر اللي على مدد الشوف قدامي.. حتى منظر الطيور وهي بتنزل تاخد السمك من البحر وتطلع لفوق تاني كان سحر لوحده، بس وقتها شتتني اللي شوفته... لما بصيت ناحية مكانه اللي هو بيقعد فيه دايما وشوفت على بعد مجموعة شباب في أديهم أزايز بيرة بيلعبوا وبيجروا علي الشاطئ.. وفي لحظة... المجموعة اللي كانوا بيلعبوا بعيد بدأو يبصوا عليه  ويقربوا منه وكل مايقربوا يشاوروا عليه... ماعرفش هما بيقربوا عليه ليه بس مرة واحدة مسكوا فروع شجرة خشب مندية مكان المية والشط وجريوا عليه... وقفوا يتكلموا معاه شوية، لقيته بتلقائية حط صوابعة على ودانه الاتنين وقعد يهز جسمه رايح جاي ويتكلم وقتها بصوت عالي، ماسمعتش كان بيقول ايه بسبب المسافة اللي كانت بيننا ، لكن مرة واحدة لقيتهم اتلفوا حواليه دايرة وبدأو يضربوه بجذوع الشجر اللي في إديهم وفضلوا كمان يدوله بالشلاليط لحد ماوقع على جنبه وهما مش مبطلين ضرب فيه .. 

وبرد فعل طبيعي مني،بسرعة فتحت كاميرا موبايلي ونزلت أجري ع الشط تحت ناحية  الرمل والمية، وجهت الكاميرا ناحيتهم وقولتلهم بسرعة وانا فبالي بدعي ربنا يسترها وما إتضربش منهم وماياخدوش بالهم اني بعمل كدة كتهديد بس .. 

_إبتسموا ياقمامير.. انتوو عالهوا دلوقتي.. هاة؟!... هتبعدوا عنه عشان أقفل البث المباشر ولا أكمل بث ويتقبض عليكوا بتهمة التعدي على مواطن من ذوي الهمم والتنمر عليه؟! 


ساعة ماسمعوا كلامي وبصوا للموبايل اللي ف إيدي طلعوا يجروا من قدامنا ونسيوه أصلا ولا كأنه كان موجود، وقتها فرحت جدا بالرغم اني كنت خايفه، بس أنا كدة نجحت فكرتي اني ابعدهم عنه ودة اللي كنت عوزاه... وقفت أتلفت يمين وشمال لحد ما اتأكدت انهم مشيوا خالص، وروحت موطية عليه في الأرض عشان أقومه...لكن مسكته فإيدي بتبين قوته...دي ماسكة شاب في كامل قوته مش راجل عجوز يعني.. 

قومته وبدأت وقتها أكلمه.. 

_قوم.. قوم ياإسمك ايه ماتخافش محدش هيعملك حاجة تاني.. هما بعدوا خلاص.. 

رد قالي.. 

_لأ هيجوا تاني.. هيموتوني انا وانتي.. 

قولتله وأنا بضحك عالآخر.. 

_ ياااه؟!.. يموتونا مرة واحدة؟!... ماتخافش دول شوية عيال جُبنا وشاربين..  مش فايقين أصلا ومش هيرجعوا تاني.. 

 وقتها كنت أول مرة أبص في وشه وأدقق في ملامحه ، شعره الكثيف ودقنه الهايشة مغطية على ملامحة وعيونه الحزينة ماليها الاشتياق لحد شكله غاب عنه... بس ورا كل العوامل الزمنية اللي مغطية على وشه، موجود ملامح شاب وسنه صغير كمان.. لما بصيت في عنيه اللي لونها غريب تشبه في لونها حبات البندق توهت وحسيتها شبه الإزاز وكإن وراها عالم تاني .. قولتله وانا بصص في عنيه.. 

_ياااه!!... كل الجمال دة مخبياه  الدقن والتراب اللي عليها؟!... انت شاب جميل قوي ، وزي القمر كمان.. 

بدأ يبصلي بصه غريبة ويقولي وكأنه فاهم وبعد عني... 

_أنتي بتقولي ايه وعاوزة ايه مني؟!.. ابعدي.

قولتله.. 

_أء.. أنا آسفة يء.. على فكرة انا لسة ماعرفتش أسمك.. 

_مالكيش دعوة.. مالكيش دعوة بأسمي، امشي يابت من هنا.. امشي.. 

_الله؟!.. أمشي يابت؟!.. تصدق انا غلطانه اني لحقتك منهم؟!.. كنت سبتهم يموتوك ياعبيط انت.. 

الغريب انه مسك خشبة من الأرض وفضل يجري ورايا وبدأ يعمل اصوات غريبة ومش مفهومة خالص.. خفت منه وجريت وأنا بصرخ ومارجعتش المكان من ساعتها.. 

بعد فترة كبيرة.. 

رجعت اتمشى في  نفس المكان اللي متعودة أتمشى فيه لكن من عالرصيف من فوق، مارضيتش أنزل تحت عالرملة وخصوصًا لما لقيته قاعد تحت ف مكانه .. وقتها قولت اسلم حل اني اخليني فوق وف حالي وماليش دعوة بيه لايإذيني.. لكن فجأة وبدون مقدمات.. الشخص اللي مكانش ممكن يرفع راسه ناحية الرصيف  ولا يبص ناحيته خالص ودايما بيكلم البحر!!... لقيته رفع عينه وبيبص ناحيتي مباشرة، إزاي ماعرفش.. عرف ازاي اني واقفة؟!... طب ياترى هو عرف إني أنا اللي كلمني وكلمته  قبل كدة؟!... خفت جدا وإرتبكت وطلعت أجري بعيد عن المكان كله عشان مايفكرش اني بلاحقه او باجي عشانه.. 

بعدت.. بعدت وبطلت اروح المكان ده بالذات كتير، بس هو كان لسه فبالي ومش عارفه ليه شكله قدامي على طول!.. كان نفسي اسأله اسئلة كتيرة قوي ويجاوب عليا..نفسي أقوله انت ليه هنا؟.. وإيه سر وجودك في المكان دة بالذات؟.. بعد فترة طويلة دخل علينا الشتا وكنت وقتها بقالي وقت كبير بردوا ماجريتش عالبحر.. وقتها حسيت ان المكان وحشني جداً ف أخدت بعضي وروحت اتمشى من بعيد زي المرات الأخيرة.. لكن المرادي.. أنا كنت شاهدة على كارثة كانت ممكن تحصل .. 

على بعد من نظري شايفة حد واقف عالرمل على طول وبيقرب من البحر، بس البحر كان عالي جدا جدا  والموج شكله يخوف وارتفاعه حوالي ٥متر ، يستحيل طبعًا ان حد عاقل هينزل المية في جو زي دة.. لكن الغريب ان الشخص اللي أنا شيفاه على مدد الشوف نازل المية وبيكمل في النزول.. ماعرفش ليه حسيت وقتها وانا بعيد انه هو المجنون اللي قدامي وبينزل المية .. بسرعة لقيت نفسي بجري ناحية الرمل والبحر بتلقائية ومحسيتش بنفسي  غير وأنا بيني وبين البحر الهايج خطوات، وقفت أزعق في الشخص اللي تقريباً بقى في نص البحر وفضلت أنده عليه.. 

_انت يابنيآدم؟!.. مافيش حد عاقل ينزل البحر دلوقتي.. من فضلك اطلع مافيش حد عالشط غيرنا.. لو غرقت مافيش حد ينقذك وأنا مابعرفش أعوم كويس.. 

 بصيت ف وشه اللي المية بتشيله وتحطه وعرفت فعلا انه هو، وفجأة صرخت وقولتله.. 

_الله يخربيتك هو انت؟!.. أعمل ايه انا دلوقتي ياربي؟!

بقيت خايفة من رد فعله معايا في البحر بس ف لحظة بصلي وابتسم، وف لحظة جت موجة شديدة جرفتني لجوة البحر.. وف لحظة اتخبطت ف راسي وقلبتني الموجة لتحت ومحسيتش بحاجة.. وبعد شويه ماعرفش قد ايه.. قومت عشان ألاقي نفسي ف مكان  شبه اوضة بالخشب كدة  او عشه، بس مش عارفه هو ملك مين.. كل هدومي مبلولة وفيه شخص معايا ف المكان ده بس مكانش فيه نور كفاية مبين المكان، بسرعة قومت من مكاني وأنا خايفة واتعصبت وانا بقول.. 

_أنا فين بالظبط؟!.. ومين اللي جابني هنا بقى؟! 

رد عليا صوت راجل وقالي.. 

_أنا، أنا، أءء انا اللي جبتك ياآنسة.

_انت مين انت؟!.. أنا مش شايفة والبرد مموتني ومش طايقة نفسي اصلا.. فاممكن تتكلم وتعرفني اطلع من هنا إزاي؟! 

_م، متخافيش والله انا مش هأذيكي انا كويس دلوقتي ماتخافيش.

_كويس دلوقتي؟!.. يعني ايه كويس دلوقتي دي؟!.. هو انت فيه أوقات بتبقى كويس وأوقات لأ؟! 

بص في الأرض بكسوف.. 

_يعني، أن، أنا اه ساعات ببقى كويس وساعات لأ، آه.. 

كلامه شدني جدًا ولقيت نفسي بقوله.. 

_طب ممكن بس أعرف اسمك ايه؟! 

_إسمي؟!... يعقوب... اسمي يعقوب.. 

بصيت على مصدر لأي ضوء ف المكان، وفجأة يعقوب مشي لركن ف الأوضة وفتح نور والمكان اللي كان ضلمة كحل نور.. سرحت تاني في ملامحه اللي المية نضفتها وكشفتها شوية وقولتله..  

_ انت ازاي عرفت تطلعني من المية أصلا، مش انت بردوا مجنون ولا ايه نظامك؟!... أيه حكايتك مع المكان ده يايعقوب؟!.. إيه حكايتك مع البحر أصلا؟! 

سرح وقالي.. 

_ البحر؟!.. البحر دة حكايته حكاية معايا.. البحر خدها مني... وعلى فكرة، انا مش مجنون وبرضه مش عاقل، أنا مابقيتش فاهم حاجة بعد ماهي راحت مني. 

_هي مين يا، يا يعقوب.

_حبيبتي وخطيبتي.. كانت كل حاجة ليا في الدنيا. 

_خطيبتك؟!.. هو أنت كنت خاطب وليك حبيبة كمان؟!.. طب وهي راحت فين؟.. عايشة ولا ماتت!.. بتشوفها ولا لأ؟.. ممكن أعرف إيه حكايتك؟! 

بصلي وأتنهد.. 

_هاااه.... أنا نفسي مش فاهم لحد دلوقتي أيه حكايتي.. 

شوية أبقى واعي وحاسس بكل حاجة بتحصل حواليا ومستوعب كويس الدنيا.. ومرة واحدة حالي يتشقلب وأبقى أنسان تاني وف عالم أغرب من الغرابة.. لاببقى حاسس بحد!.. ولاعاوز أقرب من حد، كل اللي عاوزه... البحر وبس... 


_طيب.. مانتا دلوقتي فاهم وواعي ومستوعب كل حاجة أهو، ماتحكيلي أنت ايه حكايتك؟ 

_حاضر هحكيلك.. بس توعديني انك تساعديني؟.. أو تلاقي حد يساعدني.. 

بصيتله وهزيت راسي.. 

_أوعدك لو هقدر اساعدك مش هتأخر أبداً.. 

_أبدألك منين؟!... هاااااه.

شرد وبص لبعيد وبدأ يحكي.. 

_أنا حكايتي بدأت من يومها.. يوم ماتخانقت مع خطيبتي وهددتها اني هسيبها، كانت اول مرة اتكلم معاها كدة،كنت متضايق منها يوميها جداً.. 

ووقتها !! 

**********

_يعقوب؟!  .. انت بتتكلم معايا كدة ليه اصلا؟! .. أنا قولتلك أنا مش عاوزة أروح الفرح دة أساسا وماما هي اللي مصرة ومصممة، ايه هقولها لأ في دي كمان؟! 

_آه تقوليلها لأ في دي كمان واللي أنا أقوله هو اللي يمشي.

اتعصبت عليا وقتها جدا وردت عليا. .

_لأ بقى.. المواضيع كدة بقت تخنق فعلا وانا مش مستحملة... انا مش هاسمحلك تكلمني تاني كدة وأنا لسة في بيت أهلي، فهمت ولا لأ؟! 

_يعني ايه ياحبيبة؟!.. يعني انتي مش عوزاني أقولك كلام ولا تسمعيه طول ما انتي لسة في بيت مامتك مش كدة؟! 

_ آه يا يعقوب.. وبعد كده اللي بيني وبينك كوم، وانك تتدخل في مشوار هعمله مع ماما ومش هبقى لوحدي فيه كوم تاني، ومن غير سلام، هه.. 

قفلت وقتها السكة في وشي والحركة دي هي كانت عارفة انها بتضايقني جدا..  وفي وقت غضب وبسرعة رحت قايلها في رسالة صوتية.. 

_طب أنا هعرفك ازاي تبقي تعملي كدة معايا تاني .. وعلى فكرة انا الجوازة دي مش نفعاني.. ياتسمعي كلامي ويتنفذ. ياكل واحد يروح لحالة.. 

**********

 سمعت الفويس وقتها وعرفت انها إستلمت الرسالة مني وماعلقتش ولا قالت أي حاجة ولاحتى بعتت أي رد 

.. ومن بعدها ماتصلتش طول اليوم، استنيتها تتصل وتكلمني تتعذرلي وتتأسفلي أو حتى تكلمني تتخانق معايا... بس ماجاليش منها أي إتصال.. 

قعدت أيام على نفس الحال وبعدها قلقت،كل يوم أرن بيديني غير متاح أو مغلق ..

 بعد حوالي أسبوع حسيت ان فيه حاجة غلط، طبعاً عقلي ودى وجاب،لكن ف الآخر قررت اني أتصل بيها واسأل وأعرف فيه ايه..رنيت على موبايلاها وفضل فترة يديني مغلق برضه، قولت أتصل بسرعة بيها عالأرضي  ووقت ما اتصلت دة اللي حصل لما أخوها رد عليا.. 

_ألو.. 

_أيوة!... مين معايا؟ 

_أيوة ياأكرم؟... هي فين حبيبة؟!... بقالها أسبوع ماعرفش عنها حاجة. 

رد عليا بتريقة.. 

_يابجاحتك ياأخي؟!... انت بتسألني على أختي اللي انت قولتلها انك مش عاوزها؟، دلوقتي جاي تسأل عليها؟!.. الله يوصلنا ليكي ياحبيبة ياحبيبتي عشان ترمي للواد دة حاجته ونخلص .. انا بجد مش عارف هي كانت مستحملاك إزاي؟! 

_فين حبيبة ياأكرم؟... يعني إيه الله يوصلنا ليكي مش فاهم؟ 

_اسأل نفسك ياأستاذ، اختي بعد ماسمعت رسالتك هي وماما اتقفلت منك وقررت أنها مش هتكمل معاك خالص.. 

_وبعدين انطق؟ 

_وبعدين ركبوا وراحولك ..وهما وف طريقهم ليك اتقطع اتصالنا بيهم ومنعرفش عنهم حاجة لحد الوقتي.. 

_ايه اللي انت بتقوله ده؟!.. انت بتضحك عليا مش كده؟! 

_كان نفسي اكون بضحك عليك.. بس أختي من وقتها اختفت وأمي هي كمان، وأحب أعرفك لو هما الأتنين ماظهروش أنا هبلغ عنك.. 

الكلام خبط ف دماغي وكأنه عملي حالة صدمة وبعدها بدأت أفوق.. وبسرعة لبست هدومي وخدت بعضي وروحت على بيت حبيبة عشان أشوف ايه اللي بيحصل بالظبط، ولما وصلت، خبطت وطلع أخوها.. 

_أهلا وسهلا !... ليك عين تيجي لحد هنا يايعقوب؟ 

_فهمني ياأكرم بس ايه اللي حصل بالظبط.. أختك جتلي امتى وجت ازاي فهمني؟ 

_هتجيلك ازاي يعني؟!... ركبت لعندك ياإما المركب ياإما عربية، وكانت جيبالك كل حاجتك معاها.. الهدايا والفلوس وحتى اللبس.. كله كانت لماه ف الصندوق اللي انت جبتهولها 

وكانت هتديهولك.

_وبعدين؟!... ازاي ماوصلتليش يعني لاهي ولاطنط؟ 

_مش عارف والله.. والبوليس حاليا بيدور عليهم، وممكن بتليفون واحد مني بس أقولهم انك انت السبب ورا انها مختفية.. 

_مابلاش جنان بقى؟!.. وهو انا لوكنت السبب كنت جيت لحد هنا ب رجليا برضه؟.. ماتعقل شوية.. وبعدين انت مخنوق مني كدة ليه؟ ماتتكلم عدل.. 

_اه يايعقوب مخنوق منك ومن تحكماتك معاها وتحكماتك كرهتها فيك.. 

_ياسلام؟!.. يعني عشان تحبني سيادتها أسيبها رايحة جاية براحتها من غير مااتدخل هي رايحةفين ولا جاية منين ولابتعمل ايه؟!  

_لأ يا يعقوب، اتدخل ياحبيبي وكرهها فيك، انت كده كده عملت المهمة بكفاءة.. ولحد مانوصلها ياريت ماتجيش هنا تاني بقى لو سمحت، هه... 

قفل الباب ف وشي بكل قوته وسابني ودخل ولا كأني كنت واقف اصلا، وسابني أغلي برة، خبطت الباب برجلي وكأني بشوط كورة وأخدت بعضي ونزلت على تحت، رجلي اخدتني لموقف العربيات اللي مابين  بيتنا وبيتهم وفضلت اسأل السواقين عليها من صورتها اللي معايا عالموبايل.. بس الكل وقتها مافادنيش بحاجة.. وكل اللي أسأله يقول ماشافهاش.. 

بس أنا مايأستش.. 

تاني يوم كنت ف طريقي للوسيلة التانية، الوسيلة اللي بتنقلها لبيتنا عن طريق البحر، واللي كان لينا فيها ذكريات كتيرة قوي مع بعض.. المركب أو اللآنش اللي بتعدي من مكاننا لمكانهم، وقت ماوصلت قعدت اسأل بتوع المعديات كلهم، وكلهم أكدوا ان فيه معدية اتقلبت في المية من أسبوع وكل اللي عليها غرقوا وماعرفوش يوصلولهم لحد دلوقتي .. الصدمة اللي جتلي وقت ماسمعت الكلام نزلت عليا زي البرق..ماكنتش عارف وقتها حتى أعمل ايه ولا هي فعلا كانت عالمركب اللي اتقلبت أصلا ولا لأ.. بدأت في اللحظة دي اسأل واحد من اللي عندهم مراكب زي اللي غرقت وكان ده رده عليا.. 

_هو المواصفات اللي انت بتتكلم عليها دي أيوة ركبت اللآنش اللي غرقت وكان ف أيدها صندوق كبير فيه حجات، شكلها كدة هدايا أو حاجة.. كانت بنت صغيرة كدة تيجي ٢٣سنة.. 

_أيوة أيوة.. وكان معاها واحدة ست كبيرة صح؟ 

_أيواااه.. بالظبط كدة، كانت معاها ست كبيرة.. ماعرفش بقى هي دي اللي تقصدها فعلا ولا يمكن واحدة شبهها! 

_لأ ركزلي شوية وحياة أبوك.. 

_ماعرفش ياأستاذ،  احنا بيعدي علينا أشكال ياما وبنشوف ف مراكبنا بنات كتير يشبهوا بعض.. عموما اصبر لسة فرق الغطس مستنية بعد النوة ماتخلص عشان ينزلوا يغطسوا تاني، يمكن وقتها يوصلولها.. 

_والله؟!.. انا مفروض استنى فرق الغطس عشان ينجدوها؟!.. ماشي ياريس شكرا جزيلا.. 

اخدت بعضي وقتها ومشيت من قدامه، وفضلت أسابيع أدور عليها ف كل مكان ومش لاقيها.. كل يوم أطلع بلانش شكل وحتى الشوارع كنت ماشي اسأل الناس فيها عنها .. بس حبيبة اختفت ومالهاش وجود خالص، لكن المفاجأة اللي حصلتلي بعد كده كانت اصعب شئ.. 

**********

هنا رجعت اسأله وقولتله..

_اللي هو إيه اللي حصل وقتها يايعقوب؟! 

_وقتها ماكنتش بقعد في بيتنا، بعد ما أجرت فرقة غطس تغطس في المكان دة من البحر وكنت بروح أركب المعديه عشان ادور عليها كل يوم أنا والفريق اللي أجرته،كنا بندور بالليل والنهار ماكناش بنبطل.. وف يوم من الايام راكب المعدية بالليل ولمحت حاجة عايمة على وش المية، حاجة زي صندوق كبير كدة.. بضرب بعيني ف المية وسألت نفسي.. 

_اية دة؟!.. مش هو دة الصندوق بتاع الهدايا اللي كان عند حبيبة اللي كنت مهاديهولها تحط فيه الهدايا بتاعتي ؟!.. لأ مش ضروري طبعاً الصناديق مابتتشبهش.. 

بس فجأة لقيت حاجة تانية ظهرت طالعة من قلبه، طلعت موبايلي بسرعة ووجهته ناحية المية وبصيت جامد، وفجأة اتصدمت وصرخت وقلت لسواق المركب.. 

_وقف ياريس وقف.. 

وف ثانية واحدة نطيت بقيت ف قلب البحر. 

********

_أيه هي الحاجه اللي خلتك نطيت ف المية بالليل دي؟!

_هههههه، مش هتصدقي.. الحاجة دي كانت حاجة شخصية بيني وبينها، دة قميصي اللي لبسته يوم خطوبتنا وهي اللي طلبته مني يبقى تذكار عندها لحد مانتجوز.. كان أعز حاجة على قلبها مني، لقيته عايم على وش المية ونصه طلع من الصندوق والنص التاني جواه، لما شوفته اتأكدت ان دة فعلا الصندوق بتاعها.. 

_وبعدين؟! كمل يايعقوب.. عملت إيه لما نطيت ف المية؟! جبت الصندوق وطلعت وبعدها بأيام وصلتوا لجثتها تحت المية صح؟! 

بصلي يعقوب بحزن.. 

_لأ يا ليان.. أنا جبت الصندوق فعلا وطلعت لامة كل حاجة فيه، كل الهدايا اللي تخصني كانت فقلبيه ومقفول بقفل صدى من المية.. وحتى الصندوق نفسه كان قرب يتاكل ويتفكك من مية البحر وأغلب المذكرات والحاجة اللي كانت حبيبة لماها فيه كانت مش كلها كاملة ونصها راح ف المية .. 

_طب وانت عرفت ازاي؟! 

_اخوها قالي انها جمعت كل حاجة واخدتها وهي ماشية، واللي موجود في الصندوق ماكانش كل حاجة.. 

_وبعدين؟!.. كمل.. 

_ولا حاجه.. خدت الصندوق بعد ماطلعت من المية منهار طبعاً، والفرقة المتأجرة فضلت تدور في المكان  ده من البحر من شرقه لغربه.. بس بردوا مافيش أثر ليهم، وخدت الصندوق بالقميص وكل اللي فقلبيه وروحت... ومن وقتها بدأت أشوف أعجب العجايب.. 

_زي ايه؟!.. احكيلي؟! 

_انا ماعرفش بقى هتصدقي ولا لأ.. 

لكن، بعد ماروحت بالحاجة وطلعت كل اللي كان فيه وينفع احتفظ بيه أخدته شلته ، والقميص بتاعي كمان اخدته غسلته ونشرته وكويته وطبقته في الدولاب وقولت هبقى أطلعه ألبسه  عشان فيه ريحتها، وف ليلة... كنت نايم عادي  وقمت اشرب عادي جداً زي أي حد، بأثار النوم في عنيا، معدي من جنب شماعة الهدوم بتاعتي!!.. لقيت قميصي اللي كاويه ومطبقه بإيدي متعلق وكأنه اتلبس وحد علقه عالشماعة.. 

كلام يعقوب خلى جسمي قشعر وخوفت وقولتله.. 

_ياماما؟!.. ازاي يعني يحصل كده وانت بتقول مالبستهوش أصلا؟! 

_مش عارف... أنا بردوا وقتها اندهشت زيك كده بس مااهتميتش عشان أنا كنت نايم اصلا ودخلت كملت نومي، بس لما قومت الصبح من النوم ولقيت ان اللي شوفته مكنش حلم.. اتسمرت ف مكاني وقتها وقعدت أكلم القميص وقولتله هو انت ايه اللي طلعك من مكانك ياعم انت؟! انا مش كويتك وشايلك نضيف وزي الفل؟!.. هااه.. تعالى أما ألبسك بقى طلاما لقيتك قدامي.. 

_مديت ايدي وجبته من عالشماعة ولسة بلبسه، لقيت عليه بقعة دم كبيرة، مش فاهم جت ازاي ولا منين.. 

_طب ازاى وانت بتقول غسلته وطبقته وكويته؟! 

_ماهو ده اللي جنني.. ازاي؟!.. رميته ف الغسيل تاني وانا متعصب وطلعت ع الشغل ومن الشغل عالمراكب وفرقة الغطس والمعديات .. يومها مارجعتش الا بالليل متأخّر جداً، وأول مادخلت بيتي وقفلت باب الشقة.. حسيت إحساس غريب عمري ماحسيته قبل كدة.. 

_اللي هو؟!... كلامك شيبني يايعقوب.. 

ضحك يعقوب بهستيريا وهو بيقولي.. 

_هههههه، ماتستعجليش عالشيب، لسة هحكيلك اللي يشيبك بجد.. 

وقتها خفت منه قوي وقولتله.. 

_أنا مش خايفه علي فكره.. كمل وبعدين ايه اللي حصل؟.. حسيت بإيه؟! 

_حسيت وكإن معايا حد في الشقة،قبل ما أفتح الباب سمعت ضحك جوة الشقة قولت يمكن أكون نسيت التليفزيون والع ولا حاجه، وأول مافتحت الباب.. سمعت صوت خطوات تقيلة عالأرض، خطوات تبين ان فيه حد ماشي جوة الشقة، كل اللي قولته وقتها، السلام عليكم ورحمة وبركاته، سلام عليكم وعلينا عباد الله الصالحين، وفجأة.. باب الحمام إترزع حتة رزعة!!.. شيبت بدني.. 

_يعقوب!... الحجات دي ماحصلتش ودة تهيؤات صح؟! 

_هههههه للأسف كان نفسي أقولك صح.. بس هي حصلت للأسف.. 

بلعت ريقي.. 

_وبعدين؟!.. كمل ياآخرة صبري.. 

_وبعدين دخلت عادي و الغريب، إني ماحطيتش فبالي اصلا اللي بيحصل ده، ودخلت عادي عشان أجهز لقمة عالسريع كدة، مرة واحدة وأنا بولع النار.... نور الشقة كله فصل  وشعلة البوتجاز عليت عالآخر وكأني مثلا دلقت عليها غاز مشتعل، وقتها قولت هتفرقع في وشي وطفيت النار بسرعة وبصيت في كل ركن على الولاعة تاني، وأنا ببص في الضلمة في لمح البصر كدة، أشوف صورة حبيبة منعكسة ع إزاز البوتجاز وأنا واقف ووشها شكله يرعب.. وكأن جلدها دايب وبايش وبيقع منه حتت عالأرض.. جريت على عمومي الكهرباء فتحته، وفجأة مافيش أي حاجة حواليا غريبة، ولا فيه حتى حد معايا في المطبخ.. 

_اومال ايه اللي شوفته دة؟! 

_بردوا ماعرفتش... بس ساعتها إتأكدت اني مش لوحدي ف المكان.. 

_ وإتصرفت إزاي بعدها؟! 

_وقتها خمنت حاجتين..  الحاجة الأولى ان ياإما حد عرف بموضوع حبيبة وهو عارف قد ايه انا مؤمن بيها وبحبها، واني لسة بدور عليها وان الشخص  دة يكون بينتقملها مني مثلا!!... وده ممكن يكون أخوها، أو هي مثلا بردوا، ياإما فعلا فيه حاجة مش طبيعية بتحصل ف البيت ، يعني مثلا ممكن يكون فيه حد من عالم آخر بيحاول يتواصل معايا  وانا مؤمن جداً بوجود كيانات تانيه وعوالم تانية غير عوالمنا محيطة بينا .. 

عقدت حواجبي بأستغراب وقولتله... 

_طب والفزورة دي هتحلها إزاي بقى؟! 

_هههههه... ماتقلقيش... عملت كل الحيل عشان أحل الفزورة دي.. 

_وبعدين؟!... اية اللي حصل؟

_ الحجات الغريبة اللي بتحصل ماوقفتش هنا.. بعد الموقف اللي حصلي وقت دخولي البيت، بقيت أحس وأنا معدي ف المراية بطيف غريب بيعدي معايا، حد بيعدي غيري وانا بعدي، حاولت لأكتر من مرة ماركزش بردوا، بس مرة واحدة لفت انتباهي ان الطيف أو الخيال دة مش ليا أصلا، دة لواحدة ست.. 

_نعم؟!... لواحدة ست ازاي يعني يايعقوب؟! 

_اة والله زي مابقولك كدة بالظبط.. لما بعدي بتعدي معايا واحده في المرايا، وقتها بقى وقفت واتخشبت قدام المرايا وبدأت أتكلم.. 

_وقفت تكلم نفسك يايعقوب؟! 

_لأ طبعا.. كلمت اللي جوة المرايا، بدأت أقوله 

انت مين؟.. اذا كنت حد اعرفه اظهر وبطل عمايلك الساذجة دي بلاش جهل، وفجأة بدأت صورتي تتبدل ويظهر قدامي حد تاني ف المراية.. تخيلي مين اللي ظهر قدامي دة؟! 

_انت بس بشكل يرعب؟ 

_خالص، اللي ظهرت قدامي كانت حبيبة..

_حبيبة؟!... مش فاهمه!! 

_ايوة حبيبة، بدأت تظهرلي وتتكلم معايا ووقتها دة اللي حصل لما بدأت اكلمها.. وقتها وقفت قدام المراية وبصيت فيها وبدأت اكلمها.. 

*****

_ إنتي مين؟!.. انا مش فاهم حاجه؟!... انتي حقيقة ولا خيال؟ 

_إخص عليك يايعقوب؟!.. بقى كدة نسيت شكلي؟!.. معقول ماتعرفش انا مين؟ 

_لأ عارف شكلك، بس مش مصدق انك جوة المرايا.. وبعدين انتي دخلتي ازاي ؟! ومين دخلك هنا؟.. انا بقالي أيام طويله بدور عليكي انتي وطنت.. 

_ماتتعبش نفسك يايعقوب.. انت مش هتلاقيني في البحر،  أنا موجوده جواك  .. 

_أنا مش فاهم حاجة، حبيبة فهميني.. حبيبء.. حبيبة ماتمشيش ياحبيبة... 

فجأة بدأت صورتها تتبخر من المراياوتختفي من قدامي  وضربت المرايا كسرتها بإيدي وأنا متعصب، وبردوا مافهمتش يعني ايه مش هتلاقيني ف البحر.. 

******

_وعلى كدة وبطلت تدور عليها وسكتت وبقيت تطلع تدور عليها عالبحر على أمل انها تطلع من المية حتى لو جثة صح؟ 

_بالعكس.. أنا اصريت جداً على اني اوصلها، ومكنش فيه قديمة طريقة اوصلها أو أتواصل معاها، غير تجربة غريبة شوية عن عالمنا.. 

_اللي هي ايه؟! 

_قررت اتواصل معاها..عن طريق الإسقاط النجمي.. 

_الإسقاط النجمي!.. يعني ايه؟! 

_دي طريقة غريبة كدة اتعلمتها بتنقلنا من عالم البشر لعالم الأرواح، اتعلمتها عشان بس اتواصل معاها، وفعلا نجحت بعد فشل كذا مرة وانا بحاول أعمل التجربة دي.. 

بصيتله وطبعا ماكنتش مصدقه كلامه.. 

_يعني انت اتعلمت تتنقل من عالمنا لعالم الأموات مخصوص عشان تتواصل مع حبيبة مش كدة؟ 

_بالظبط كدة.. دي الطريقة الوحيدة اللي هتفسرلي هي اختفت فين.. 

_طب ووصلتلها؟!.. ايه اللي حصل وعملت الإسقاط النجمي دة ولا لأ؟...وعملته ازاي وقدرت توصلها عن طريقه  ولا لأ؟!

_لا ما وصلتلهاش، بس وصلت لحاجة تانية أغرب.. انا هحكيلك اللي حصل.. 

_احكيلي ياسيدي، ايه اللي حصل.. 

_وقتها فضلت احاول اتواصل معاها، حاولت احضر روحها بوسيط روحاني ماعرفتش، بحثت عن طرق كتير، لحد ماسمعت ان فيه طريقة إسمها  الإسقاط النجمي عن طريق الحبل، اخترعها واحد اسمه روبرت بروس، الطريقه بتعتمد على الاحساس اكتر من أي حاجة تانية، قريت عنها معلومات كفاية.. وبدأت انفذها.. 

_ونجحت في تنفيذها؟! 

_ ايوة نجحت بعد وقت كبير.. بس اللي حصلي بعدها، اللي انتي شيفاه ده.. 

_اللي هو ايه؟!.. فهمني؟! 

_اللي هو اني جربت الطريقة، كنت يومها الساعة ٣بالليل، عشان تعملي الطريقة وتنجحي لازم تكوني قاعده ف مكان فاضي والنور من حواليكي مطفي وفي هدوء تام وتتخيلي وجود حبل مشدود قدامك  ف المكان  وبتمسكي فيه وتسحبي نفسك جامد لقدام بس أهم حاجة تركزي، الطريقة الصحيحة الجسم الأثيري بيسيب الجسد ويوصل لعوالم تانية .. طفيت نور البيت كله، وصفيت ذهني مع الهدوء وتخيلت نفسي قدامي حبل مشدود، مسكت فيه بكل قوتي وبدأت اتحرك وانا مغمض، ثواني ولقيت نفسي شايف حوالين مني عالم تاني.. اطفال بتجري، ناس بتشاور لناس، حبيب شاف حبيبته من بعيد وجري عليها يحضنها.. حوالين مني بتلفت وشايف كل ده وبدور على حبيبة حبيبتي ف وسط الناس، بس الناس هناك كانت كتيرة قوي.. كنت حاسس اني مش هعرف اشوفها من الزحمة الموجودة، بس مرة واحدة وانا بتلفت، لمحت قميصي واحدة من بعيد واقفة لابساه بصيت ناحيتها لقيتها هي، وفجأة طلعت تجري بعيد عني وفضلت انادي عليها..وده اللي حصل بيننا.. 

**

_حبيبة؟!... حبيبة استني انتي بتهربي ليه، استني.. يابنتي ماتهربيش.. 

حبيبة بتجري قدامي وبتضحك ضحكة طفولية  وبتستخبى في الناس وفجأة بتقف عشان ابص في وشها ألاقي منظر بشع، دة وش شيطان مش بشر، قولتلها بسرعة.. 

_ اعوذ بالله، انتي مين؟!.. 

ردت عليا بصوت ذكوري غليظ.. 

_أنا حبيبة يايعقوب،، ايه نسيتني؟! 

_لأ طبعا انتي مش حبيبة.. انت مين؟.. انت حتى لا راجل ولا بنت، انت تطلع ايه؟!.. انت ايه؟! 

_تفتكر انا اطلع ايه يايعقوب؟!.. ركز شوية وانت تعرف.. 

_انا مش جاي عشان أركز، انا جاي عشان اوصل لها، هي فين؟! 

_انت عارف هي فين.. محدش غيرك أصلا يعرف.. 

_أنا مش فاهم انت بتقول ايه.. فين حبيبة؟.. حبيباااه؟.. ياحبيبة اطلعي.. 

فجأة طلعت واحدة من وراه وبسرعة بعدها بإيده وبدأ يقولي.. 

_خلاص يايعقوب.. ماتتعبش نفسك.. انت عارف هي فين، زي مانتا عارف انا ايه كويس!! 

_انا مش فاهم حاجة.. انت تطلع ايه وهي فين؟!.. اخلص وقول.. 

_مش فاكر يومها يايعقوب؟!... مش فاكر اللي حصل بينكوا؟! أرجع كدة بالزمن لورا شوية؟!.. مش هي حذرتك من انك تدخل السكة دي وانت رفضت كلامها؟!.. أنا اسعد مخلوق في الكون النهارده.. انا قدرت انتصر عليك وخليتك قتلتها.. انا قرينها وشيطانك اللي لبسك من يوم مااستعنت بيه وطلبت منه يكون خادم ليك .. 

وقف يضحك ضحكة شيطانية والمكان من حواليا اتهز وبدأت احس بإيد بتضغط بقوة على دماغي وكأنها بتخرمها كدة.. وفجأة.. بدأت أشوف كل حاجة قدامي.. 

انا واقف مع حبيبة وبنتكلم مع بعض وبتقولي..

_مش معقول كدة يايعقوب.. انت عرفت منين طيب اني نزلت امبارح انا وماما وابن خالي؟!.. هو انت بتراقبني؟ 

_قولتلك بلاش السؤال دة ياحبيبة.. انا بعرف أي حاجة في الوقت اللي انا عاوزه.. 

_طب.. بليز.. صارحني.. انت رجعت تحضره تاني؟! 

_أحضر ايه بس؟.. انتي مجنونة؟! 

_لأ يايعقوب.. هو اللي بيعرفك بكل حاجة عني، انا متأكدة.. 

_طيب ماتشغليش بالك.. المهم انك روحتي وانتي عارفة اني بغير منه وروحتي، عارفة اني مابحبش ابن خالك وروحتي.. 

_انت رجعت تحضر تاني القرين بتاعي؟.. بتإذيني تاني يايعقوب؟! 

_ طب وانا اعملك ايه يعني!!.. انتي مابقيتيش بتحكيلي حاجة.. وهو بيعرفني عنك كل حاجة. 

_تقوم تحضر تاني حاجة بتإذيني؟!... انا يوم ماتعبت وحصلي اللي حصل سألتك وقولت لأ ماحضرتش حاجة، ودلوقتي جاي تقولي اعملك ايه؟! 

_أنا آسف والله.. مش هكررها تاني.. 

_مش مصدقة.. حقيقي مش مصدقة.. اتفضل دبلتك ومش هكمل معاك، سلام.. 

_استني ياحبيبة.. ماتمشيش.. 

بعدت حبيبة قدام عيني، وزاد بعدها عني وفضلت احضره واحضره عشان أعرف اخبارها، كنا بنتصالح ونتخاصم ومكانتش علاقتنا مستقرة، لحد يوم مااختفت.. ويومها.. بدأت كل حاجة تتكرر قدامي كأنه فيلم سينما.. 

حبيبة قدامي في المكان اللي بقعد فيه دايما عالبحر وف إيدها صندوق الهدايا.. وانا جاي بجري عليها من بعيد.. 

_حبيبتي.. وحشتيني قوي.. كنت عارف انك هتيجي وهتصالحيني.. 

قاطعتني.. 

_ششش.. ثانية واحدة بس.. اصالحك مين؟!.. انا جايه اديلك صندوقك وهدياتهك وحاجتك وبقولك بصراحه، مش هينفع نكمل مع بعض وابعد عني تماماً.. وبطل تستحضر قريني عشان تعرف تأثر عليا وتعرف اخباري ممكن؟! 

_يعني ايه يعني؟! 

_يعني خلاص يايعقوب.. انت ضيعت أقل ذرة حب كانت ليك في قلبي.. وآسفة مش هقدر اكمل في علاقة بتإذيني نفسيا وجسديا.. 

_كل ده عشان تروحيله؟!.. رجعتي تحني لحبك الأولاني بإيحاء من مامتك صح؟! 

_ياربي؟!... ارحمني بقى.. انا تعبت.. خلاص انا سيبتك ومالكش تحاكمني المحاكمات بتاعتك دي.. 

_مش هينفع اسيبك ياحبيبة.. انا بحبك اكتر من نفسي.. 

_وأنا بكرهك ياسيدي بكرهك.. ابعد عني بقى.. 

سابتني ومشيت خطوتين قدام ومرة واحدة شديتها من الطرحة رجعتها مكانها وفضلت أشد على رقبتها بالطرحة بعزم مافيا وانا بقولها.. 

_أنا ماتسابش بمزاجك عشان حد غيري، انتي سامعه انا بقول ايه؟!.. هترجعي ومعاكي الحاجة وانا خطيبك وهبقى جوزك، موافقة ولا لأ؟! 

بدأت تحاول تفلفص نفسها من أيدي وكل ماتحاول أضغط أكتر، لحد ماسخسخت فإيدي ومرة واحدة سبتها تقع.. وهي بتقع اتخبطت في راسها في طوبة وفجأة دمها ساح عالأرض، وبكل سهولة جرجرتها لحد المية ودمها بيتصفى ودخلت بيها لحد نص المية وفضلت أغرق فيها لحد ماطلعت آخر نفس، وطلعت عالشط جبت الصندوق وحطيت فيه شوية صخر بسيط وزقيته في البحر..   

وخدت بعضي وروحت على بيتي وكأن مفيش حاجة حصلت.. 

*****

في لحظة كأني فوقت على صدمة..معقول؟!.. معقول اكون انا اللي عملت فيها كدة؟!.. مابقيتش عارف اللي شوفته حقيقة ولا خيال ومش فاهم أنا اللي قتلتها ولا لأ.. بس كل اللي عرفت اعمله وقتها، اني فوقت نفسي من عملية الاسقاط، بس من وقتها وأنا بقيت بشوفها على طول، وماعرفش أنا فعلا قتلتها ولا لأ، ماعرفش أكتر من اللي حكيته.. انا متأكد انك لو جيتي بكره وممكن بعد دقيقة أقلب على الشخصية التانية وأبقى المجنون.. بس أنا دلوقتي عارف وفاكر اللي حصل وحكيتلك أهو، المهم انك انتي اللي توصلي للحقيقة عشان تساعديني أعرف الحقيقة ايه.. 

بصيت ف وشه وانا بدمع ومش قادرة امسك نفسي من العياط وقولتله.. 

_وأنا أوعدك يايعقوب اني هدور ورا الحقيقه لحد ما أعرف هي ايه... 

مرة واحدة وفي نفس الدقيقة يعقوب فتح باب الأوضة اللي كنا فيها وطلع يجري عالبحر وينادي بإسم حبيبة ويكلمها ويضحك.. أما عني أنا؟!.. دموع مش عاوزة تسيب عنيا من أول ماسمعت الحكاية، مشيت طبعا... بس قررت اني مش هسيب يعقوب لوحده، ولازم هوصل لحقيقة الحكاية اللي حكهالي وهعرف مين هي حبيبة وهل اللي حكاه حقيقة ولا لأ.... 

تمت.... 










 




تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اترك لنا تعليقًا ينم عن رأيك بالمحتوى