القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة


 "السابعة عشر"

عاهدوني أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدوني أن لا تلهيكم عن ذكر الله.

عاهدوني إن وجدوتم مني ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شي فج أن تخبروني.. 

عادهدوني أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️

"لا ينشغل بالي بكيفية إيجادي لك يتوهج على جبينك أنت لي"

لأسباب كثيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما إجتمع رجلاً وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما"صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


كل شيء كان مباح أنثى كاملة النضوج فى فراشه بملابس مثيرة فاقدة للوعي ولن تدرك ما يحدث حولها وما المانع له إن فعل فعلته وإدعى أنه لم يفعل شيء ؟،

ليس هناك شهود على ذلك ولن يدري احد بما حدث حتى هي بعدما تسترد وعيها كل هذا دافع "هيما" لبدأ فعلته الشنيعه لطم وجهها بخفة وكأنه يخشى إيقاظها ويتأكد من عدم وعيها مناديا بصوت هامس:


-ملك ملك !!


لم تبدى أى ردة فعل كانت باردة جدا وشاحبه والأموات لم يكترث لسبب الإغماء بقدر إكتراثه بإلتهامها ،صاح مهللا والإبتسامة على وجهه:

-دي بينلها ليلة فل.


مد يده بحذر نحو جسدها فقطعه عن هذا طرقات الباب العالية انزعج من الطارق المتسرع الذي سيكسر الباب إن تأخر وسب بضيق:


-****هو دا وقته 


خرج مسرعا وهو ينادي ليسكت الطارق حتى لا تستيقظ:


-طيب طيب جاي هتكسر الباب قولت جاى .


كان ينوي تعنيف الطارق أيا كان من هو، لكنه إبتلع الكلام فور رؤيته عدة رجال ضخام الجثة يقتحمون المكان ومن خلفهم رجلا طويل القامة عريض المنكبين يرتدي حلته السوداء ويخطو للداخل بخطوات ثقيلة ذات هيبه، عرفه لتو إنه الرجل الذي ضرب "شوكت" بالمحل وكان يعنف" ملك" انكمش "هيما" بالزاوية وسأل بفزع:


-في إيه انتوا جايين ليه ؟انتوا مين أصلا؟ 


تحدث "يونس "ولكن حديثه لم يكن سوى أشباح سوداء تنتشر بالمكان:


-أنا عملك الأسود، إنت اللي مين يالاا ؟وملك فين؟! 


أشار "لعزمي" ليبحث عن" ملك" وعينه بعين" هيما" دون أن يتزحزح سرعان ما عاد "عزمي"مهرولا ووجهه محتقن يحدق "بيونس" ودون أن يتحدث ركض" يونس" صوب الاتجاه الذي عاد منه، سقطت على قلبة حجر عندما رأها بهذا الشكل فوق الفراش شعر بنصل حاد ينفذ بين أضلاعه ويمزق قلبة لم يدعس احد كرامته وقلبة كما فعلت هي التي يسميها ملكته .

أسرع نحوها وهو يخلع عنه سترته ليدثرها بها محاولا إيقاظها  بنداء حاد: 

-ملك قومي قومي يا ملك ؟


عندما فشل فى ايقاظها دثرها بسترته ليستر ما هو مكشوف وحملها بين ذراعيه وركض بها، وأثناء مروره من الصالة الصغيرة نحو الباب زعق بصوت كالزئير :


-عزمي هات الواد على الفيلا ولملي كل الكاميرات اللى فى المكان 


اتجه إلى سيارته وهي بين يديه، إنطلق السائق انها عنيده عنيده للحد الذي يجعلها ترمي نفسها إلى التهلكة، ولا تطلب المساعدة من أبيها الروحي وصديق طفولتها وحبيب مراهقاتها "يونس" العند لم يصل معها إلى حد العند يورث الكفر 

"العند الخاص بها لا دين له" قد ادرك  هذا الان، امسك بمعصمها ليتحس نبضها والذي كان ضعيفا للغاية خلع ساعة يده ليضعها حول معصمها كي يقيس ضغطها لم ينتظر حتى يعطي إشارة الانتهاء ولطم وجهها بخفة لعلها تستجيب ناد مكررا :


-ملك ..ملك فوقي يا ملك ؟!


أنذرت الساعة بانخفاض ضغط الدم فزعق بالسائق:

-زوت السرعة يا بني أدم انت.


امتثل السائق لأوامره لكنه لم يهدأ بعد دس يده فى جيبه وتحدث عبر الهاتف أمرا احد رجاله :


-دكتور ويكون معاه محلول ملح وحقن فيتامينات قبل ما أوصل الفيلا يكون هناك وجيب معاه دكتورة بتفهم. 

انتهى من الهاتف وحاول افاقتها لكنها لم تستجيب قلق بشأن غيابها عن الوعي يكون من فترة طويلة او يكون بفعل مؤثر خارجي إستعمله الرجل الذي كان معها، احزنه رؤيتها بهذا الشكل، وجهها الذي كان يضح بالحيوية والنضاره؛ اصبح أصفر  شاحبا شفاها الوردية كزهرة متفتحه لتو أصبحت زرقاء لاتنبض بالحياة تبدل حالها بعنادها مما جعله يناديها بعصبية:

-قومي ياملك قومي عاندي فيا كمان وكمان، قومي ما تسكتيش كدا انا جتلك تاني جيت عشان ما أعــرفـش أمـشي من غــيرك ما أقــدرش أعــيش فى مـكان إنــتِ مـش مـوجــوده فيه جــيت عـشان تـقـتليـنـي كـمـان وكــمـان.

لم تستمع له دائماً يتحدث وهي لا تسمع دائما يعبر عن ما بداخله بمنتهي الصدق في أوقات خاطئة وظروف غير مناسبة منأين لها أن تعرف أنه يعشقها كل هذا العشق ويحمل لها كل هذه المشاعر.

مال على جبينها بجبينه ليستمد من ضعفها قواه فلا شيء يجعله يتمسك بالحياة سوى وجودها. 

إستمع السائق إلى حديثه وخشى أن يلتفت نظره عن الطريق سيقتلع عينه إن لاحظ وجوده في حالته الضعف  هذه .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"بالقصر "


نجحت "حنان "فى جعل فاطمة تسكت عوضا عن التحدث بما يليق عن إبنها الذي قضي حياته فى أوربا وأصبح لا يعرف تعاليم دينه حتى سقط فى حب إبنة أخيه وأغوها بالهرب معه وشكك في نسبها بسلطته ووقتها لن تقدر على لم الفضيحه من على ألسنة الناس ولا من الفضائيات بحكم شهرة "يونس" ونفوذه.

هذا ما جعلها تلتزم الصمت أمام إبنها "فريد"الذي جلس معها كثيرا يردد نفس الكلام وهي صامته:


-يا أمي ريحيني إيه رأيك أرجع حنان عشان الولد، ربنا يعلم إني مخنوق منها ومش طايق أشوفها بس الولد هو اللي حايشني شوري عليا أعمل إيه؟


لم تفك تشابك أصابعها وحدقت بالأرض وتظاهرت بأنها لا تسمعه لقد أصبحت بين نارين نار الفضيحه ونار تقبل هذه الحيه بينهم من جديد.


إسترسل بتحيرا  قائلا :


- اسامح وانقذ اللي اتبقى من البيت ولا ارميها بره هي والولد اللي حيلتي ؟


لم تغير صمتها فقط رفعت رأسها للسماء بعجز تام، انتظر "فريد" أي كلمة منها لكنها حافظت على صمتها بينما مل "فريد" من انتظارها وهتف بتذمر :

-كدا يا أمي مش عايزه تريحيني 

نهض بيأس وأردف :


- طيب أنا هقوم بس خليكي عارفه اني طلبت مشورتك وما ريحتنيش ؟!


اتجه صوب الباب ومشي متذمرا حتى ان أخيه" "عمار" قابله معه عند الباب ولم يرد عليه السلام، دخل "عمار "إلى والدته وهو ينظر خلفه بتعجب من حالة أخيه وعندما إقترب منها سألها متعجباً:


-خير يا ماما فريد مالوا ؟


عبئت رئتيها بالهواء لتزيح الاختناق القابع على صدرها ثم جاوبته بحزن:

-عايز يرجع حنان !!


شهق" عمار "بصدمة  وعلق :


-إيه ؟! بعد ما شككتنا في أخونا ودخلت بيتنا بنت غريبه، وكذبت الكذبة دى لأ لأ لأ دا أكيد جراله حاجه في مخه إستحاله يكون طبيعي.


بسطت "فاطمة" يدها وردت  غيبته ب:

-لااا والله اللي مش طبيعي حنان دي حيه قاعدتها بعد ما اطلقت ما كانتش عشان تخلص عدتها وتمشي كانت عشان تقنعه إنها ترجع .


إذداد تعجب "عمار" من تتوالي الأحداث الغريبة على مسامعه وسأل بدهشة:


-معقولة فريد ماعندوش شخصية لدرجادي ؟


جاوبت "فاطمة" بسخرية:


-الزن على الودان أمر من السحر .


اردفت وهي تلطم كف بالآخر :


-لأ وجايه إمبارح تهددني إني أوافق بالرجوع، يا إما كده يا إما تفضح الدنيا إن يونس غوا بنتها وبيهددها لو إتكلمت هيشكك فى نسبها ويزور التحاليل واللي يصدق يصدق، واللي ما يصدقش هو حر المهم إنها هتشوشر علينا.


انتفض" عمار "من كرسيه وصاح بانفعال:

-هي حصلت لكده انا هقوم أعرفها مقامها وأحطلها حد .


أمسكت "فاطمة" بيده مانعة إياه من النهوض وهتفت:

-ولا حد ولا سبت الحكاية مش ناقصه والصراحة الموضوع كله يمخول حد كان يصدق إن يونس يحب ملك .


فرغ فم "عمار" وسأل غير مصدقا :

-هو صحيح بيحبها ؟!


تركت يده ونظرت للفراغ والتزمت الصمت الموضوع فاق حد الكتمان كانت تريد أي جهة تنفي ما تعرفه حق المعرفة، شرد عمار قليلا ثم قال :


-لأ كده الموضوع عك على الآخر، وغياب يونس معاها فى اسكندرية ده مش كويس يا تري بيعمل إيه هناك؟ ولا ناوي على إيه ؟


رفعت "فاطمة" يدها إلى السماء ودعت :


-ربنا يلطف بينا وما يكبر موضوع ملك ده أكتر من كده.


-‏"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"

"لدى يونس"


انتظرها أن تفيق بعدما قدم إليها جرعة المحلول والتي بقى عليها القليل حتى تنتهي، وإطمئن على حالتها الصحيحة وسلامتها من الأذى، كما أخبرته الطبيبه أنها لم يصيبها أي أذى، لم يغب نظره عنها وهو يقف بمقابل الفراش مستندا إلى ظهر الكرسي الموجهه للمرآه يضم يده إلى صدره وكأنة يقبض على قلبة الذي تفتت عشقا بها، كان دثرها بروب أخر خاص بيه حتى لا يطلع عليها الطبيب بملابسها الأخرى.

ظل ينظر إليها محاولا النفاذ إلى رأسها السميك الذي لايلين، لم يكتشف فيها العند هذا إلا عندما ابتعدت عنه دائماً كانت مطيعه لكل أوامره، للحظة أصابه الحنق من "حنان" ماذا كانت تفعل بها طيلة السنوات الماضية على اي شيء كانت تربيها حتى جعلتها تتخلى بكل سهولة عن سترتها، بالفعل أنها لم تكن ترتدي أي حجاب معهم بالمنزل لكنها كانت تضع وشاح على رأسها فى حضوره لأنه كان أكثر ما يعنفها عليه، لكن من الواضح أن "ملك" بحاجة إلى إعادة تأهيل فليس من المعقول أن يكون المربي بسبب غيابه المستمر عن المنزل وعدم مداومته على التنبيه. 

أتعبته منذ أن كانت طفلة تركض بساحة منزلهم القديم عانت معهم بعضا من الشدة والأزمات المادية حتى إمتلك هو الثروة التي جعلتهم ينتقلون من طبقة متوسطة لأخرى مخمليه تمتلئ بالثراء، وبرغم من هذا امتنعت عن استكمال دراستها بعد الثانويه حبا بالبقاء بالمنزل وسط الجو الذي كانت تألفه أكثر من العالم الخارجي الذي تصادمت معه بكل طاقتها وبفهمها المحدود الذي جعلها تقع فريسة للاستغلال والابتزال، ورغم كل هذا لم يشفع لها عنده ما فعلته، ظل ينظر إليها ويتفرسها بضيق وقعت عينه على عنقها الذي لازالت تحتفظ به بتلك القلادة التي أهداها أياها بعيد ميلادها الأخير؛ تلك القلادة قادرة على بناء ثروة لها تجعلها في مكان عالي وتحجب عنها مشقة الفقر لكنها لم تفرط بها هذا هو الشيء الوحيد الذي معها من حياتها السابقة، هذه هي ذكراها الوحيدة "ليونس" وبرغم أن الثراء الذي كان يليق بها أكثر من أي شيء لكنها آثارت الفقر على التفريط بشيء يخصه كادت تجننه بتصرفاتها الحمقاء. 

بدأت ترفرف بأهدابها لتخرج من حالة السكون التي طالت عليها فتحت عينها لترى سقف آخر غير الذي أغمضت عينها عنه وفراش غريب، وملابس لا تعرفها تلتصق بجسدها أثارت الريبه بداخلها وانتفضت سريعاً بفزع؛ لترى "يونس" بوجها سقطت من جديد على الفراش ووضعت يدها فوق رأسها الذي هاجمه الدوار من جديد، تحدثت بصوت أنهكه التعب :


-أنا فين ؟


رد بهدوء دون أن يتحرك من مكانه:

-في بيتي .

 

تحاملت على نفسها لتنهض من الفراش ثم جلست على حافة الفراش وشعرت بالغضب لأن أخر ما تذكره إنها كانت فى جلسة تصوير للعمل، هتفت بتعجب :


-إيه اللي جابني هنا ؟


نظرت إلى الروب الذي ترتديه وعرفت أنه يخصه فإزداد  فزعها وهي تتبع السؤال بآخر :


-ومين اللي لابسني ده !! 


لازال يحافظ على هدوئه رغم البركان المشتعل بداخله وهو يناظرها ببرود، أجاب بهدوء:

-أنا اللي لابستك كده. 


لاحظ وجنتها التي تخضبت بالحمره والغضب الذي ظهر جليا على ملامحها وهي تنظر له بصدمة ثم انفجرت به :


-انت ازاي تعمل كده ؟ ازاي ؟


توقفت عن الحديث وصرت على اسنانها بحرج كيف تقول له ما ضايقها .

فتحدث هو متسائلا بسخرية جافه:


-مكسوفه مني انا ومش مكسوفه من المصور والناس اللي هتشوف صورك بالمنظر اللي شوفتك بيه ؟!


نهضت من مكانها ودست اطرافها بشعرها حتى كادت تخلعه من مكانه مجيبه بعصبية:


-دي طبيعة شغل وانا حره أشتغل اللي عايزاه .


اخرجته عن طوره وتحرك من مكانه يصرخ بها :


-يا متخلفه إيه يجبرك  تعملي كدا انا مستعد اتكفل بكل شيء يخصك.


ردت عليه بتحدي غير هابعه بصراخه:


-عايزه اشتغل مش عايزه اخد حاجه من حد .


وبرغم وجعه من إنكاره بكلمة "حد"، رفع كتفيه مقدما عرضا آخر :


-اشغلك انا، أنا برأس المال وإنتي بالمجهود ؟


قلدت حركته بابتسامة ساخره:


-مش عايزه منك حاجه .


أغضبته أكثر فإنفعل وهو يقترب منها :

-اومال عايزه اي عايزه تجننينى، انا لولا لحقتك كان زمانك في مشكلة كبيرة.


أضاء سؤالا برأسها لم تعرف إجابته بعد فطرحته عليه قائلة  :


- وانت أصلا مين قالك انا فين وبعمل إيه ؟


من وقت ما أخبر به الحرس بأن "ملك" خرجت مبكرا متجه إلى عنوان آخر واختفت بشقة في أحد العماير السكنية، وهو لم يعرف طعم السكينه وانطلق مثل المجنون ليعرف ماذا تفعل وبما تنوي قتله هذه المرة.

تحدث بنبرة تمتلئ بالغيظ:


-إنتي فين مش صعب عليا أعرف، إنما بتعملي إيه هو ده اللي فاجئني الصراحه ؟!


مطت جانب فمها وأخفضت رأسها فهو لا يعرف دوافعها التي رمتها على هذا العمل بعدما اخذ منها والدها المال، ونوت والدتها عودتها لمسح الدرج، حكت خلف أذنها وردت بخجل لا تعرف كيف تخفيه :


-‏ كل شغل وليه طبيعته.


عاد لجنونه وصاح بها بنبرة جعلتها تنتفض لا إراديا:


-طبيعة اي اللي تخليكي تعرضي لواحد لبس داخلي، وصورك تملى المحلات، ده كان أكرملك تفضلي تمسحي سلم العمارة. 


"تجوع الحره ولا تأكل بثديها "


حاصرها بحديثه بجرأة وحط من شأنها، ولم تستوعب كيف عرف أنها سبق ومسحت درج العمارة وأزدادَ حرجها بعلمه شيء كهذا، سكت قليلا كي تستجمع شتاتها ثم استدارت عنه وهتفت معلله:


-بزنس زي ما انت كمان اشتغلت كل حاجه عشان توصل للي انت عايزه؛ انا كمان بحاول أوصل اللي انا عايزه ومش من حقك تمنعني ....


قاطعها متسائلا وهو يديرها إليه عنوة :

-‏إنتي غبيه مش كده ؟


استأنف بإستياء:


-ماهو لو ما كنتيش غبيه هتكوني حاجه تانيه؛ لأن اللي بتدافعي عنه ده مش أخلاق حد محترم.


كان يصب عليها من الألم ضعف ما يقوله لم يعد لها حيل بمجاراته بالحديث، وبررت بصوت منخفض حتى يرحمها من عذاب تأنيبه فمر الاحتياج كالعلقم  :


-‏ كل لبس ليه سعر وده كان هيحسن وضعي شوية .


ثبت عينه بعينها وسألها بجمود، دون تفكير منتظرا إجابة تشفع لها ما فعلته بإستياء :


-ادفعلك أضعاف اللي هتاخديه وتـعـرضيلي أنـا الـهــدوم دي ؟


شعرت وكأنما دلو ماء بارد سكب عليها، ادمعت عينها عندما ألمها إلى هذا الحد رغم محاولاته السابقه في توضيح أن ما تدافع عنه خطأ ضرب لها مثال جعلها تشعر بالتقزز من نفسها، هطلت أمطار دموعها وردت بنبرة تمتلئ بالألم:


- وليه تدفع يا يونس خد اللي انت عايزه وابعد عني .


همت لتخلع عنها الروب الخاص به، وبسرعة البرق قبض على يدها، صر على أسنانه وهو ينظر إليها بنظرة مشحونه بالعتاب الحزن كلمة منها كانت كفيلة لهدم جبل وهو للاسف إنسان، توقف ثواني عينه تعاتبها بقسوة لقد رخصت به للغاية وكادت تعاملة بمعاملة لا تيق بها ولا به، كيف جرأت على إهانته لهذا الحد وكيف جرات على الاقدام على هذا الفعل. 

 سألها متأثرا:

-انا برضو يا ملك اللي يتقالي الكلام ده ؟


لا يشعر بها، لا يدري كم آلمها كل ما قاله لا يفهم أنها أردت ان تبتعد عن كل ما يخص العائلة التي تبنتها وعن "يونس" بالتحديد وتثبت له انها قادرة على تحمل المسؤولية والوقوف وحدها دون أن تستند على اي  شخص، تريد أن تعمل لأجل أبويها الحقيقين تريد أن تتخلى عن كل ما هو مزيف وتتأقلم مع حياتها الجديدة مهما كانت قاسية، استمرت دموعها بالهطول وهي تنظر بعينه بكت بحرقه على كل ما أهدتها الحياة من ألم لا تستحقه، وهذا الشرخ الكبير الذي حدث بينهم صعب الترميم بالماضي كان عما لها اليوم هي نكرة بالنسبة له، تعرف من تكون لذا لا تتوقع أن يكون أكثر من مشفق على حالها الذي أصبح مزي للغاية.

لازال "يونس" يشعر بالكثير من الذنب تجاهها يعلم أن غضبها وحزنها يعميها يفهم طبيعة ما تمر به ويدرك أن الربت على الزجاج المكسور يجرح ولا يدوي. 

امسك بطرف قلادتها وقال متعجبا: 


-ليه مافكرتيش تبيعي دي وترحمي نفسك من العذاب ده ؟!


نظرة إلى قلادتة نظرة أخيرة وكأنها تودعها ليته غفل عنها لتبقى آخر ذكرى لها منه، ذكرى لا تقدر بثمن ولا تباع ولا تشترى قبضت عليها بيدها ثم خلعتها عنها لا تحتاج شفقته هو تحديد لا تريد أن تريه ضعفها  وضعتها بيده بعزة نفس وصاحت محمله إياه كل ما حدث لها :


-خد كل اللي ليك انا هفضل أعاندك لآخر يوم فى عمري، كل ما هتقولي ده غلط؛ هعمله وكل ما هتفرض عليا  حاجه هزودها، بطل تتحكم فيا أنت مش ولي أمري ومالكش حاجه عندي 

لوحت بإصبعها وهددته بحرقة: 


-ولو قربت مني تاني هولع في نفسي وأخلص من الحياة كلها.


هتف موضحا رغبته ببقائها: 


-انا مش بتحكم فيكي، انا بحميكي . 


رفع يده وامسك بوجهها ومسح بطرف إصبعه الكبير دموعها، وبرغم أنه أظهر كامل تعاطفه معها إلا أنها تكره الشفقة، دفعت يده واستمرت بالبكاء. 

 إذدراء هو ريقه وإبتعد عنها مختنقا من تصرفاتها المتخبطه بدأ يميل لفكرة أنها بحاجة لطبيب نفسي وإلا ستقتلهم معاً. 

 ظل يدور بالغرفه بيأس تام شرح كثيرا، وهي لا تفهمه ولا يفهمها، ربما ذلك التعقيد خاص بجنس حواء كامل فهي ليست المرأة الأولى التي تعاند وتعطي للخطأ مبرارات فقط لتثأر لكبريائها؛ الفرق بين الرجل والمرأة في هذه النقطة هي أنها تبكي بينما هو ينسحق .

بعد صمت مطول تحدث "يونس" بتعب :

- خلاص إوعي تقعدي هنا لحد ما ترتاحي وتاخدي علاجك .


أدركت أنه يريدها تجلس فهتفت وهي تكفف دموعها:

-لأ أنا همشي ...


أطلق زمجرة أشبه بزمجرة الأسد قبل الإفتراس وضغط على رأسه صائحا :


-يا مصبر الوحش على الجحش يارب 

انكمشت بفزع منه وخرج صوتها متقطع وهي تخبره :


- ما ينفعش إنت واحد غريب عني 

رد ساخرا بغيظ: 


- انا غريب واللي كنتي عنده من  ستة الصبح فى بيته ده قريب الله على اخلاقك بتبهريني الصراحه. 


اشاحت ببصرها عنه هي ايضا اكتفت من التبرير واجابته بيأس من فهمه وسخرية من سخريته : 


- بالظبط زى أخلاقك" عمي المحترم" اللي قال لبنت صغيرة قبل فرحها تخون جوزها وتفتكره كل ما يقرب ليها. 


لاحظت كيف تغيرت ملامحه وأردفت بعتاب : 


-ولما اتحايلت عليك تنقذني من الجوازة دي عملت مش من هنا، انت فضلت عيلتك على الحقيقة، انت رضيت اني اتجوز واضرب يوم فرحي بلا سبب انت ماتعرفش انا مريت بإيه لما كنت مخطوفة بأمر من حنان انا كنت واثقة فيك لدرجة اني قبلت العب بحياتي وأرهنها بكلمة منك، ومقابل كل الثقة دي أنت كنت عارف إني مش بنتكم وسكت انت عيشتني كذبة كذبة كبيرة عشان عيلتك، هدمت الثقة دي لما دريت عني، عملت كل حاجه معايا لدرجة كنت بنسي فيها ان انت عمي لعبت بيا، واستغلتني عشان تسلي نفسك ولولا إن حنان اتهمتك فيا ما كنتش هتكلم، كل ده عشان انا بنت هبه بنت مالهاش اي قيمة قصاد يونس الدهبي. 


سكت "يونس" تماما واستمع لها، حديثها يقطع أوصاله ويقطع طرق كثيرة للوصول إليه يعلم أنه أخطأ في معظم ما قالته وأنها محقه لكنه تسائل هل الحب الكبير الذي يحبه لها يشفع له. 

لم تنتظر هي اجابته واضافت: 

- ‏دلوقتي انا حره لا انت عمي ولا ليك حاجه عندي، لو فكرت تقرب مني تاني أقسم بالله هولع في نفسي.


فشل فى إقناعها بكل الحكمة التي لديه وانتابه الجنون ناويا من اليوم أن الجدال معها إنتهى فقط ستنفذ أوامره بأي طريقة.

 توجه نحوها فتراجعت، خطوة منه للأمام كان بمقابلها خطوه منها للخلف نظراته المظلمه جعلتها تشعر بالرعب لم يعد هناك متسع بينها وبين الفراش وهو لا يزال يتقدم دون توقف، من بين أسنانه هتف وهو يسحق الكلمات :


-اسمعي الكلمتين دول وحطيهم حلقه فى ودنك؛ لا هسيبك تأذي نفسك ولا هسمح حد يأذيكي سواء بمزاجك، أو غصب عنك ولو نطقتي كلمة أنا أبقى مين هاخدك من ايدك وأحطك قدام المأذون وساعتها هبقى جوزك وغصب عنك هيبقالي صفه فى حياتك أعرف أشكمك بيها.


اتسعت عينها برعب من نبرته الشرسه وتحوله المريب وصاحت رافضه تلك المفاجأه الصادمة :


- انت لو اخر واحد بالعالم مش هتجوزك .


هنا اقتنص أخر مسافة بينهم فسقطت على الفراش من خلفها لم يتوقف بدى مصرا غير مبالي بأي شيء، ونزل على ركبتيه على الفراش ومال فوقها ليهتف بصوت أشبه بالفحيح بالقرب من وجهها :


-يبقى  حكمتي على نفسك بالموت يا اما في حضني، يا اما فى حـضـن الـقـبر.


أضاف جملة أخري بعناد أكبر لا يعرف من بعدها إلا الرضوح :


-وهتقعدي هنا وريني هتكسري كلامي إزاي؟


أؤمأت بخوف وبقبول" يونس" تحول إلى شخص آخر لا تعرفه فمن العقل أن تقبل بكل ما يطرحه مؤقتا وإلا لن تأمن العواقب .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


قبلت المكوث فى بيته وتحت إمارته  بعد ما رأته لم تتمكن من الرفض جلس بمقابلها على الكرسي لم يرفع عينه عن الكتاب الذي بيده، عام الصمت إلا من صوت تقليب الصفحات وخطواتها التي تسير بلا هدف بالغرفه الواسعة تأملت الساعة التي بيدها ورفعتها لتنظر لها بتأمل، حذرت لمن صاحبها لمستها لتضيئ على صورة تاج، تكومت ابتسامه ساخره على زوية فمها ونعته سرا بالمغرور لوضعه تاج على ساعة يده عبثت بها لترى محتواها لقد سمعت عن إمكانيات هائلة دون أن تعامل معها عن قرب عبثت بها لتضيع وقتها كما يضيع هو أيضا وقته، ثم خلعتها وتركتها له على جانب. 

طرقات الباب حالت بينها وبين الصمت الهائل بينهم فأمر دون أن يرفع وجهه:

-ادخل.


 تقدمت الخادمة تحمل بيدها صينية بها كافة أشكال الطعام، وضعتها على الطاولة فإتسعت عين "ملك "بغير استيعاب وتحدثت برفض:


-بس انا مش هاكل.


جاء صوته العميق ليصرف الخادمة قائلا:

-إمشي إنتي . 


غادرتهم ووقفت "ملك" تسأله بشجاعة واضعه يدها بجانبها :


- إيه هتأكلني بالعافيه ؟


نفخ بيأس وأغلق الكتاب بعصبية وأجابها بصوت متصنع الهدوء:


-اه إرتاحتي كده ؟!


أطبقت فاها وحركت رأسها لكلا الجانبين، ومن ثم لكمت الصينيه لتقلبها رأسها على عقب بالأرض فأحدثت فوضى كبيرة بالغرفه وانتشرت الشظايا بكل مكان.


كور قبضته في الهواء وهتف من بين أسنانه بانفعال مكبوت:


-يا صبر أيوب ..


اشار إلى ما قذفته وأردف متعصبا:


-بترمي النعمه وعايزه ربنا يكرمك ؟


ردت بغضب واصرار على تنفيذ مأربها  :


-مش عايزه حاجه منك عايز أمشي من هنا .


أجفل بضيق لا جدوى طوال ما يعاملها قلبة لابد ان يستخدم عقلة، وهي لا طاقة لها إن إستخدام عقله 

استدعى بروده وتحدث :


-إمشي يا ملك أنا قادر أخليكي إنتي اللي تيجي لوحدك، اتفضلي إمشي .


تعجبت من موافقة السهلة لكنها حاولت التحرك حتى ترى إن كان صادقاً، وما إن التفت باتجاه الباب حتى ناد بخبث:

-معلش عايز الروب بتاعي قبل ما تمشي.


تجمدت مكانها ونظرت إلى نفسها وتذكرت ماذا ترتدي أسفله وشخص بصرها وتوقفت بلا حراك

سمعته يقول: 


-مش انتي برضو مش عايزه حاجه مني وده يخصني .


التفت له وظهر عليها اليأس وقالت متوسله:


-يونس أرجوك مش رجولة يعني تاخده مني همشي إزاي؟ 


وضع يده بجانبه وحاول أن لا يبدى أي تفاعل على وجهه رد بلا إكتراث:


-لأ معلش روحي باللي جيتي بيه.


عضت طرف شفاها وشعرت بالحرج وأدمعت عينها وسألته مستعطفه إياه:

-هيرضيك يعني امشي كد ه ؟!


قال دون أن يترف له جفن :


-اه يرضينى مش انتي راضيه تتصوري بيها وتعرضيها مش ده شغلك ؟!


عندما لاحظت انه لن يتراجع تراجعت  لترضخ معلنة الاستسلام كي تستعيد خياراته الأفضل :


-خلاص هعمل اللي انت عايزه .


نجح بالعقل ان يحصل على ما يريد وعليه ان يستمر كي ينجح في السيطرة عليها، اخرج سيجاره وأشعلها ليفرغ بها كل البراكين التي بداخله، وهتف وهي بين شفتاه وقد تغير صوته:


-خلاص كان الأول  دلوقتي انتي قلبتي كل اللي أنا عايزه في الأرض .


نظرت إلى الفوضى التب أحدثتها بأسف، وزاغ بصرها بحيره لقد نجح فى إربكها وفاز عليها وضعت طرف إصباعها في فمها وحاولت ايجاد فكرة لإقناعه.


نفث دخان سيجاره وقال وهو ينظر للفراغ :


-بس فى قدامك اختيار واحد بس 

اسرعت بالسؤال بلهفه:

-إيه؟

كان يوليها ظهره وحوله دخان كثيف، سكت قليلا ثم أخبرها:


-تلمي بنفسك كل اللي رمتيه بعديها تنزلي تحت تطلبي أكل تاني ؟


شعرت برغبة في إذلاله لها فإزدات إختناق من تصرفاته التي تغيرت، أولها وجهه ورمى نظرة قصيرة ليعرف بها هل ستنفذ أم لا وعندما حصل على إجابته رحل من أمامها، لا يريد رؤيتها في هذا الموقف حتى وهو يترك لها الاختيار كان لازما عليه تعليمها أول درس أن ما يقدمه لا يرد وإن فكرت برده ستمني عودته  .


[٦:٢١ م، ٢٠٢٣/٩/١٠] سنيوريتا👑: "لا ينشغل بالي بكيفية إيجادي لك يتوهج على جبينك أنت لي"

لأسباب كثيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما إجتمع رجلاً وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما"صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


كل شئ كان مباح أنثي كاملة النضوج فى فراشه بملابس مثيرة فاقدة للوعي ولن تدرك ما يحدث حولها  وما المانع له إن فعل فعلته وإدعي أنه لم يفعل شئ 

ليس هناك شهود على ذلك ولن يدري احد بما حدث حتى هي بعدما تسترد وعيها كل هذا دافع "هيما"لبدأ فعلته الشنيعه لطم وجهها بخفة وكأنه يخشي إيقاظها ويتأكد من عدم وعيها مناديا بصوت هامس:

-ملك ملك

لم تبدى أى ردة فعل كانت باردة جدا وشاحبه والأموات لم يكترث لسبب الاغماء بقدر إكتراثه بإلتهامها ،صاح مهللا والإبتسامة على وجهه:

-دى بينلها ليلة فل 

مد يده بحذر نحو جسدها فقطعه عن هذا طرقات الباب العالية انزعج من الطارق المتسرع الذي سيكسر الباب إن تأخر وسب بض…

سنيوريتا👑: "جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"

"فادي الحداد "


لم يلاحق على الاخبار السيئه من وجه الصباح رسالة تلو الأخرى؛ مرة بإعلان بإيقاف التعامل معه في سوق السيارات، ومرة بفض الشراكه مع شركة السيارات الخاصه "بيونس" وشركة اصلاح السفن أغلقت بسبب الضرائب التي دخل شراكتها عنوة و"يونس" في المستشفي ومشكلة أخرى فى براند الأدوات التجمليه بسبب التصاريح والترخيص وكأن "يونس" قلب الطاولة على نفسه قبل أن يقلبها عليه، رفع سماعة التليفون الخاصة بالمكتب وصرخ بعصبيه :


-اتصلي بفريد الدهبي حالا .


حاول "سليم" تهدئته الذي يجلس بمقابلة  :


-براحه يا فادي بيه عشان نعرف نفكر ؟!


اغلق الهاتف بعنف وضع يده على وجنته وقد ظهر عليه التعب والإرهاق وهو يجيب :


-ده بيخرب بيتنا في ساعة زمن كل ده يحصل ده ما سبش حاجه إلا وعملها.

 

رد سليم على حديثه بعد تفكير :


-اكيد كان بيخطط من مده يونس مش سهل عشان تدخل في كل شغله من غير إذنه . 


اطاح بيده بضيق وهدر :


-يونس فاق صحيح بس سافر اسكندريه ومش فاضي  .


رن الهاتف فرفعه سريعا ليخبره المتصل :

-فريد بيه على الخط لحظات وهحول حضرتك عليه .


نقر على سطح المكتب بعصبيه وكأنه ينتظر اللحظة الحاسمة لينفجر وعندما سمع صوته يقول :


-اهلا فادي بيه اخبارك إيه؟


-‏زفـــــت، من امتى وكل المشاكل دي جوه الشركات؟ انت بتستغفلني ولا بتلعب بيا إوعى تفكر إني ما هعدي كدا بالسهل انت ما تعرفش انا مين ولا إيه ؟


رد فريد بتعجب من حديثه المندفع وهجومه الذي لا يفهم دافعه وتحدث :


-مشاكل ايه ؟ واستغفال ايه؟انا ما اعرفش حاجه ؟اصلا يونس طلعني من الإدارة، وبقى هو المدير العام .


تجمدت تعابيره وردد بصدمة:

-إيه ؟

-زي ما بقولك كده؛ يونس بقى المسؤل الأول عن كل الشركات، وانا ما بقتش المدير التنفيذي يونس هو اللي قايم بكل الشغل .


أغلق الخط وهو في حيرة سيتواجه مع "يونس" وجها لوجها لم يحسب حساب لهذا يوم ما مد يده إلى مناصفته، هتف بعد مدة من الشرود :


-سليم اعرفلي كل خطوة بيخطيها يونس برا شغله؛ بيحب إيه وبيكره إيه، ومين وإيه نقطة ضعفه الحرب مش هتكون بشرف عمرنا ما هنعرف نتغلب عليه فى الشغل .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"بالاسفل"


"هيما" مكبل على وجه أثر كدمات عديدة لا يفهم سبب وجوده هنا، ولا من تلك الشخصية التي تلتف بكل هؤلاء الرجال ضخام الجثة تشوشت رؤيته بسبب الدموع فرأى طيف ذلك الرجل الذي أمر بقدومه يدخل من باب حديدي بخطوات ثابتة، ظهوره مرعب رغم بساطة فهو يضع سيجاره بفهمه وملامحه برغم هدؤئها يكمن فى حناياها شراسه وعدوانيه لم يقابلها قط بحياته .

توسل حتى قبل أن يقترب منه هاتفا:


-عايز اروح يا باشاانا ما عملتش حاجه وحيات ابوك مشيني .


لم يبدى "يونس" ابتسامته الساخره لكنه ضحك بداخله على قسمه عليه بوالده لو يعرف قيمة والده لديه لما فكر بالقسم به عليه، سحب كرسي وحاوطه بقدمه ليسند ذراعيه على ظهر الكرسي واسند بذقنه بارتياح ظل يدخن بهدوء أخاف "هيما" وتعجب من قدرته على الصمت وعدم التفاعل وكأنه وحده ليس يشاركهم العالم، فسكت تماما وتقبل مصيره المحتوم والغامض في نفس الوقت.


مرت دقائق ثقيلة على "هيما" حتى انتهى "يونس" من سيجارة وقطع الصمت بصوته الرخيم ونبرته الحادة:


-قولي بقى كنت ناوي على إيه ؟


إهتز في مكانه برعشة خفيفه اصابته فور سؤاله، هذا الغربب كيف علم بنيته وكيف سيخبره وهي تبدو شخص هام لديه، سكت قليلا وعندما امتلك أعصابه أجاب بإرتباك:


-انا ما نوتش على حاجه انا هي هي كانت عايزه شغل وانا كمان كنت عايز أشتغل فجبتها تتصور واغمى عليها.


حك "يونس" طرف ذقنه وبدأ عليه الضيق وهو يسأل:


-وبعد ما أغمى عليها.


زاغ بصر "هيما" وتوتر وهذه كانت إجابة كافية "ليونس" حتى بعدما أجاب بكلمات بطيئه:


- إنتوا ...جيتوا..وبس


 عندها نهض "يونس"من مكانه واتجه صوبه كان يمشي ببطء وكأنه لا ينوي شيء، ثم عندما إقترب منه باغته بلكمة قوية أردته أرضاً هو وكرسيه، رغم أنه تأكد من أنه لم يمسسها لكن فكرة أنه حاول او فكر التقرب إليها كانت تغضبه. 


سقطت" هيما "متألما من قوة بطشته وفورا نزل "يونس" إليه على ركبتيه وأمسك بتلابيه لينتشله من الأرض  وهتف بنبرة حادة:


 ‏- هيبقى آخر يوم في عمرك لو فكرت تقرب منها تاني اسمك همحيه من الوجود.


بكى "هيما" متوسلا :


-عمري ما همشي من سكه هي فيها بس مشيني . 


دفعه "يونس" باشمئزاز ونهض من جواره، وفي التو حضر "عزمي" بيده جملة صور التي أفرغها من الكاميرا الموجودة بمنزله، التقطها "يونس" والقى نظرة سريعة بمحتواها وكان من بينهم صور "لملك" أطبق فكه بعصبيه واستدار عنهم وهو يقول:

-مشيه .


ذهب باتجاه مدخل فيلته الغضب الذي يعتريه لو أخرج جزء منه لأحرق المكان بالكامل لذا سيتحاشي الوقوف أمامها  لن يواجهها يكفي أن يترك لها هذه الصور لتراجع نفسها على الخطأ الذي إقترافته دون تدخل منه حتى لا تكرر مثل هذه التصرفات الغير لائقه، وبعد كل ما قالته وإهانتها له نوى أن يغير كل استراتجية المعاملة بينهم سيعاقبها على كل ما قالته اليوم عقاب يدمي قلبها كما أدمت قلبه بلا رحمة، ولن يسمح لقلبه الضعيف بالتدخل القادم كله عقله سيكون المتحكم الأول والأخير .


دخل إلى غرفة المكتب بخطوات ثابتة يقبض على الصور الذي في راحة يده ليفرغ جزء من غضبه الكامن به، وصل إلى رأس مكتبه وإلتقط احد الأظرف الكبيرة لم يفكر برؤيتهم حتى ووضعهم به وأمسك القلم  وكتب عليه بعض الكلمات .

القلم كان يستغيث بين أصابعه جعله يبخ عنوة سماً عوضا عن الحبر وخط مشدداً على كل حرف :


 "كـابـوس حـيـاتـك الـقـادمه يـرسـل تـحـيـاتـه  "


 ‏أغلقه بعناية وهو يطبق فاه، ثم ضغط الزر الصغير على مكتبه لتأتي الخادمة على الفور، أخبرها بجمود :


-الظرف ده تديه لست اللي فوق، تديها هدوم جديده وتمشي عايز أرجع ما تكونش موجودة.


.............يتبع 

هي ملكة 👑 سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة"

تعليقات