القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة


 عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله

عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى 

عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️

"السادسة عشر" 

عادت "ملك" للعمل بالاتيليه وقد بدأت بنتظيف المكان، وتنظيم الملابس، وبعد الانتهاء من كل هذا بدأت معدتها تطالبها بالطعام لم تأكل من الأمس شيئا ومن وقت ما عاشت مع والدتها بالكاد تجد لقمة او إثنين لم يكن هناك رفاهية كالتي عاشتها من قبل جلست بمقابل الباب تنظر للمارة لتشغل عقلها عن ألم معدتها لكن عقلها كان يفكر متى ستأكل فهي ستجلس هنا إلى العاشرة مساءً، فكرت في حديث أمها عن" يونس " لم تصدق منه حرف هي تعرف تمام المعرفه أنها وحدها من أحبت "يونس" هو لم يكن كذلك ابدا لم ينظر لها كما كان ينظر لمن تعمل تحت رعاية دوماً كان يتجاهلها وكأنه يشمئز من رؤيتها وبنت أفكارها من وقت ما علمت بالحقيقة أنها نكرة بالنسبة له لأنه يعرف من أين أتت وما هي حقيقتها ورغم أنه الوحيد الذي وثقت به أنه يفتديها عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت، لكن هذا لم يحرك مشاعرها نحو اتجاه آخر وأن "يونس" لا يمكن أن يحبها علاما يحبها من تكون ليحبها رجلا جال الأرض من مشرقها لمغربها رأى نساء بكل الأشكال والألوان ما الذي سيجذبه فى إبنة الخادمة التي رمتها وهي صغيرة، لا بد أن نظرات الشفقة إختطلت على والدتها وفسرتها بنظرات حب" يونس"كان أول من طعنها بصمته لمتنسي له ايضا أنه حرضها على أن تذكر رائحته حتى وهي مع زوجها "يونس" كان يعلم الحقيقة ومع ذلك تركها تتخبط في الشك وحدها. 


فافت من شرودها على صوت "شوكت" الذي دخل إلى المحل من قليل ولازال يناديها دون ان تنتبه:


-ملك، يا بنتي إنتي بنده عليكي ما بترديش ليه؟


اجابت بعدما نفضت كل الأفكار وانتبهت له:


-ايوه معلش اصل ..كنت بفكر استأذنك فى حاجه ؟


ضم حاجبيه مستفسرا عما تريد قوله:

-فى إيه؟


امسكت أطراف أصابعها بقبضتها في خجل وحاولت الشجاعه لاقتراض منه مبلغ :


-انا كنت محتاجه بس فلوس عشان...اجيب اكل ومواصلات وكده ...من المرتب .


ابتسم "شوكت" ودس يده فى جيبه واخرج منها ورقتان فئة المائة جنيه ثم قدمهم قائلا :


-انتي تؤمري.


مدت يدها لتلتقط المال بفرحه لكنه قطع عليها هذا بأن قربهم إليه أكثر قائلا :

-طول ما بتسمعي كلامي هديكي اللي انتي عايزاه.


ارتبكت من تصرفه في إعطائها المال وتراجعت بقلق وشك لكنه هو من اقترب وقدم إليها المال مضيفا برحابه:

-خدى الفلوس .


بأطراف أصابعها سحبت المال وإستأذنته مجددا:


-بعد إذنك هجيب بس حاجه من السوبر ماركت اللي جانبنا .


أومأ بالقبول واتجه إلى مكتبه وجلس خلفه أخرج هاتفه من جيبه وبدأ يشاهد صدى الفيديو الخاص "بملك" الذي نشره أمس كدعايه للمكان وقد صدمه تزايد نسب المشاهدة والمشاركات والأسئلة الكثيره عن المكان وكأن "ملك" كانت تميمة حظ وطاقة قدر فُتحت له.


هتف بفرح لا يخفيه :


-والله يا هيما طلع معاك حق البت دي وشها حلو على المحل.


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"يونس"


بدأ الطاقم الخاص بـ"يونس" في نقل الاغراض وتجهيز الفيلا الجديده التي سيستقر بها لمده غير معلومة، ومن جهه اخرى بدأ "يونس" بالعمل على فض الشراكة مع "فادي الحداد" بطرق ملتويه لا يعرفها سوى "يونس " لم يكن نظيف اليد تماما وهذه شركته ورأس ماله والذي يعرف خباياه أكثر من أي شخص الحل كان سهل ودون أي جهد حول اوراق شركته إلى شركة جديدة بإسمه وإدارته وبسجل ضريبي جديد السيارات وبدأ في تدمير الأخرى، واعلان افلاسها قامر بمال "فادي" ولقنه درسا قاسيا أن اللعب مع الحيتان ليس سهلا كما يظن سيحتاج وقت حتى يكتشف هذا ولكن بعدما يصبح خاسرا من كل الجهات فهذه ليست الشراكه الأولى فهناك بعض الأعمال التي أضاف نفسه بها دون علمه سيكبده خسارة جسيمه تعلمه أن لا يقف بوجه الحوت الازرق.


فى المكتب الجديد يعمل بجد لم يرتاح بعد تناول الكثير من القهوة والكثير من لففات التبغ، كل حرف كان يعاينه بدقة ويهتم بكل ثغرة سنوات وهو عاكف على عمله و لم يخلق بعد من يأخذ منه شيء لم يمنحه هو بكامل رضاه لقد بنى ثروته وإسمه بعناء وبطرق مشروعه وغير مشروعه لقد صعد الدرج من أوله من بعد ما تركهم والدهم فى مواجهة الحياة وحدهم انطلق هو حتى يبني إسم عائلته بنفسه، فادي وضع نفسه في مأزق لذا سيلاعبه بكل الطرق المشروعة والغير مشروعه حتى يتمنى أنه لم يرى "يونس الذهبي " حتى في أحلامه .


تقدم إليه "عزمي" كعادته مذموم مما سيخبره من وقت غروب "ملك" عن حياته وهو لا يدخل عليه إلا متأثرا .

لاحظ "يونس" وقوفه امامه دون أن يرفع وجهه وسأل وهو منهمك في عمله:

- فى ايه يا عزمي؟


رد" عزمي "بضيق :


-فى  أخبار مش حلوة .


سأل  "يونس" بلا مبالاه وكأنه إعتاد طريقه الوجع التي تأتيه من كل الجهات :

-الأخبار عن إيه ؟


ركز "عزمى "نظره عليه وهو يهتف بحذر:


-عن ملك.


توقفت يده عن الحركه لكنه ظل ينظر إلى الأوراق بخواء ليداري هذا الوجع الذي يسكنه من جانبها ،ورغم هذا سأل بقلق :


-هي كويسة ؟


سحب "عزمي" انفاسه وقدم إليه الهاتف جاهزا بفيديو خاص ب"ملك" بذلك الفستان الذي أغضبه ليلتها، التقط "يونس "الهاتف وأعتدل سريعاً عندما رأى "ملك" خلف علامة التشغيل وما إن ضغط زر التشغيل ورأى حركاتها الممنتجه، حتى هتف "عزمي":


-دا الفيديو اللي عرضته صفحة الاتيليه، داخل على نص مليون مشاهده.


صعب على "يونس" أن ينفلت إلا فيما يخص " ملك "

وبعدها قذف الهاتف بالحائط ليسقط متفتا إلى مئات الشظايا، دس أصابعه بشعره حتى كاد يخلعه من مكانه 

ضاقت أنفاسه وزهرته التي يريد حجبها عن العالم تعرض فستان عاري على الملأ نظر فى الفراغ وسودوية عيناه باتت مخيفه كل أفكاره الشريرة ترقص أمامه ورعشة جانب فمه توحي بأنه تحول إلى شخص آخر شخص مختلف عن "يونس" العاشق  إلى "يونس" الذي يخاوي الشيطان من أجل ما يريد.

وقف "عزمى"يتابع تحوله بقلق يعلم مقدار حبه "لملك" لكن نظراته وشروده بهذه الطريقة تشيء بأنه سينتقم، يعرفه من سنوات ويخشى أن ينزل عليها عقاب يندم عليه هو قبلها .


نبث فمه أخيراً وهتف بنبرة مرعبه:


-اللي هقوله يتنفذ بالحرف .


تلهف عزمي إلى سماع ما يريد قولة 


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"فى القصر"


انتهت "فاطمه"من الصلاة فوجدت "حنان "قبالها ظهر على وجهها عدم تقبلها لها وعلى الفور رفعت يدها وهي تهتف بتكبيرة الاحرام:

-الله أكبر.


قاطعتها "حنان"ممسكه بيدها قائله:

-استني بالله عليكي يا ماما.


أغمضت عينها وهي تزفر بتعب:


-لا حول ولا قوه الا بالله.


ابتسمت "حنان" لتهدئة الأوضاع وتحدثت برتابه كي تكسبها:


-انتي لسه زعلانه مني يا ماما، والله يونس لعب اللعبة دي عشان يوقعنا فى بعض.


التفت لها "فاطمه" وقد ظهر عليها الانزعاج وعلقت باعتراض:


-لا يا شيخه اوعي تجيبي سيرة ابني على لسانك كفاية إتهام فيه عشان تداري على مصيبتك.


إذدراءت ريقها وحاولت أن تمسك العصا من المنتصف حتى لا تصدق كلام "يونس" أو تكذبه، هتفت بتمثيل الحزن:

-حاضر يا ماما هحط جزمه في بقي، بس بلاش خراب بيتي أبوس إيدك

مالت لتقبل يدها لكن سرعان ما سحبتها فاطمة وقالت :


-انا ماخربتش بيوت حد، وفريد سابك قاعدة مع إبنك ما رمكيش برا .


تحدثت "حنان"بتوسل :


-هو قال هيسيب البيت لحد ما أخلص عدتى وأمشي أنا لسه ليا إبن هنا ليه نقسمه نصين ؟

 

أردفت عندما استمرت بالصمت :


-مش عايزه اتكلم عن يونس عشان ما تزعليش مني بس انتي عارفه"يونس" زي ما كلنا عارفينه لو عايزه حاجه بيوصولها بأي طريقة وللاسف مش هعرف أثبت برائتي قدامكم لأني واقفه قدام الحوت  .


زعقت فاطمة بغضب :


-كدابه لو ملك بنتك ما كنتيش قبلتي انها تبعد عنك ساعه مش بقالها مده بايته بعيد عنك وما تعرفيش عنها حاجه وقاعدة تتحايلي على بيتك،  وبنتك اللي مش عارفه عنها حاجه بتاكل ازاي بتنام ازاي ولا عايشه ولا ميته ساكتة عن غيابها.


تغيرت نظرة "حنان "وهتفت بنبرة ذات مغزى:


-ملك ما يتخافش عليها مادام مع ......يونس 


إشطات" فاطمة" غيظا من رميها "يونس" و"ملك" بالباطل:


-انتى لسه هتفتري  مش قولتلك ما تجبيش سيرة إبنى تاني، وعلى فكرة بقى ملك فعلا مش بنتك، ولو كانت بنتك ما كنتيش كاريتي على موتها .


لم تغفل "حنان"عن إيجاد كذبه لهذه ايضا وردت دون انفعال:


-مش يمكن ابنك هو اللي عمل الفيلم دا كلوا عشان يثبت كلامه ولا مين كان عاقل يدفع خمسة مليون كاش من غير مايعرف مين الخاطف ويسيبه يمشي كده، ليه هيفرق مالوا ؟


لم تتحمل "فاطمة" ونبث فاها بغضب وحسرة فى آن واحد :

-عشان بيـ......


بترت كلماتها ووضعت يدها على فاها بعجز، فإبتسمت" حنان' بابتسامة انتصار وقالت :


-عشان بيحبها عشان اللي قولته يومها ما كانش افتري، هو ده مربط الفرس ومادام انتي عارفه ياطنط يبقى ما تلوميش عليا انا مش عايزه أخرب بيتي وانتي كمان مش عايزه بيتك يتخرب يبقى انا اقول ملك مش بنتي، عشان ابنك يتبسط وانتي تخلي ابنك التاني يرضى يردني، وبكده يا دار ما دخلك شر .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"لدي ملك"

انتهت من العمل وأغلقت المحل وفور إنتهائها وجدت "هيما "خلفها يهتف بفرح وترحيب:


-اهلا يا نجمه .


استقبلت ترحيبه بابتسامة صغيرة وردت بتواضع:


-مش لدرجة دي !


تقدمت للامام وتقدم هو الآخ معها، رد متعجباً:

-للدرجة دى ونص، وتلت تربع الفيديو جايب ملايين المشاهدات في وقت قصير. 


بدأت غير مهتمه بهذا وارتجفت أكثر وهي ترى سيارة "يونس "تقف في نهاية الشارع تحيرت كيف تتصرف 

اتبتعد عن" هيما "أم تستمر لمضايقته .


-يا ملك انتي مش معايا خالص.


هكذا نادها "هيما" عندما لاحظ شرودها، انتبهت ووقفت بمحاذاته :


-لأ ابدا بس انا قافله متأخر وحاسة بصداع.

أؤمأ "هيما" بتفهم ثم تحدث :


-تمام، بس أنا عايزك في مصلحة كده هتاكلي من وراها الشهد ؟!


ضمت حاجبيه وسألت مكررة كلمته:

-مصلحة إيه؟


أجاب وهو ينظر بعينيها محاولا معرفة صدى ما سيقوله عليها :


-هتصوري شغل بره المحل، مستلزمات العروسه الداخلية،

هتخدي وقتي في الصورة الف جنيه.


توترت من عرضه واحمرت وجنتيها وحاولت التملص بطريقة غير مباشرة:


-مش هينفع انا مش بخرج من الاتيليه.


هتف مبطلا حجتها :

-ما انتي هتجينى يا بعد المحل يا قبله، يعني الساعة سته في الاستوديو بتاعي وبعدين تطلعي على الاتيليه. 


وقبل أن تقطع الحديث قدم إليها ورقة بها العنون وقال:


-فكري ما تقطعيش برزقك .


التقطت الورقة وعلى الفور انسحب "هيما" بالطريق المعاكس نظرت إليه بتحير عرض مثل هذا فى هذه الظروف جيد جداً استدارت بيأس لتكمل طريقها لكنها إصتدمت بحائط عريض فإرتدت على الفور وإرتجف قلبها. 

فور رؤية "يونس" بمقابلها بدى مثل الشبح فى ظهوره من العدم وعندما نظرت بعمق عينه أدركت أن الشيطان الآن يستعيذ منه اتسعت عينها بفزع وهمت بالفرار من جانب آخر باغتها بأن أمسك بذراعها وأجبرها أن تلتف إليه معاتبا اياها  بحده :

- مين ده ؟ 


اصتدمت بصدره العريض فإذدات رعبا رفعت رأسها لكي تنظر إليه اولا وتحاول التخلص من قبضته، صرت على اسنانها عندما فشلت فى ازاحته لسنتميترا وصاحت به :


-مالكش دعوة بيا. 


احكم قبضته حتى لا تتحرك وصاح هو أيضا بها:


-لأ ليا دعوة ونص، وبعدين ايه صورك  لفت مصر كلها . 


ردت دون مبلاه:

-ماحدش ليه عندي حاجه وكل ما هتقولي على حاجه لأ هزيد منها ما تفكرش إنك ليك عليا سلطه .


رمقها بغضب وسكت قليلا ثم سحبها عنوه نحو سيارته قائلا :


-انتي مش عارفه بتعملي إيه؟انا بقى هعرفك مش سيبك تمشي تاني على هواكي .


 صرخت محاوله التخلص من يده ولكنه لم يسمح لها بهذا فما كان منها إلا أن أبت التحرك :


-مش هامشي معاك ولا على هواك لو اخر إنسان فى العالم عمري ما هسمع كلامك انت اكبر عدو ليا انت السبب فى كل حاجه وحشه حسيت بيها سواء وانا فاكره انك عمي أو أنا عارفه أنك مش عمي .

توقف مكانه دون أن يترك يدها أغمض عينه مصاحباً ذلك إطباق أسنانه بقوة، ثوان قضها في صمت وانتظرت هي بترقب ردة فعله حتى قال بنبرة جامده:


- لو قولتي الكلام ده تاني هحاسبك على القديم قبل الجديد.


صرحت دون أي اكتراث بتهديده وجهلها التام لأي درجة أوصلته من الجنون :

-هقوله مرة واتنين وتلاته وميه لحد ما تفهم انت مالكش حاجه عندي انت مالكش أي صفه في حياتي إفهم بقى انا مش ملك القديمة مش هسمحلك تدخل فى حياتي انا عايزة ابني لنفسي حياة مافيهاش اسم الدهبي حياة بتاعت ملك وبس ملك اللي الكل لعب بيها وكان أناني معها   .


إستدار لها بكامل جسده ودقق النظر "بملك" التي يعرفها من طفولتها حتى الآن نظراته إقتلعتها من مكانها لولا قبضة يده الممسكه بيدها لسقطت دون مغالاه ،ليته يتحدث عوضا عن تلك النظرة الشرسة والتي تشبه الإفتراس، من جانبه ليت الكلام يجدي نفعا كما تفعل؛ هي وتضربه بلا رحمة بسوط لسانها أولا تعلم أنه يعشقها حد الهوس أولا تعلم أن الصفة التي تبحث عنها له إحتلاها هو بكل الأماكن، والآن حان دور أشياء كثيرة تأخرت من الآن بدأت اللعبة هي أرادت أن تصبح فريسة وهو قبل أن يكون الصياد.

ترك يدها ببرود وكأنه فرغ منها، ثم إلتف تماما عنها ليتجه نحو سيارته ببطء وخطوات ثابته، أغضبها هذا البرود والتحول رحل بهذا البساطة دون أن يتمسك بها ويجيب حديثها بأنه يحبها على الأقل، رحل وتركها خاويه لا تصدق عينها التي تراه راحلا، اختفى داخل سيارته السوداء معلنا عدم عودته فى ثوان اختفت سيارته فسقطت على ركبتيها لتبكي بانهيار أضاعته من يدها، أم أنه لم يكن ابدا بيدها حلمت بشيء ليس لها ولن يكون لها كل عوائق الكون بينهم كل شئ ضدها حتى هو ..

الصراع الذي تعيشه كبير على قلبها الضعيف. 


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


عادت إلى الغرفة القديمة والضيقه التى تضم كلا من والداتها ووالدها، والدها لم تتعامل معه من وقت حضورها لم يجمعها به موقف واحد سوى أنه عرف أنها إبنته ومع ضيق الحياة والمعيشة ووجود مرض مزمن كالفشل الكلوي كانت تلتمس له الأعذار لكن هذه المرة الأولى التي تتعامل معه عندما دخلت إلى الغرفة بيدها كيس صغير يحتوي على ثلاثة أرغفه وكيس من الفول للعشاء وفور رؤيته لها بدأ وكمن عثر على فكرة تائهه عن رأسه انتبه لها وقال بصوت جاف :

-كنتي فين يا بت لحد الساعة حداشر ؟


نظرت "ملك" إلى "هبه" مستفسره عما تقول ثم ردت بتعجب: 

-في الشغل.


نظر إلى ما بيدها وهتف مدعيا الغضب:


-شغل لحد الساعة دي ؟


أعادت النظر إلى أمها والتي كانت تتمدد بالأرض مستعدة للنوم فأشارت لها بأن لا تهتم، ورغم ذلك ردت بأدب:


-بخلص عشرة على ما بلاقي مواصلات وجبت الأكل من أول الشارع باخد ساعه.


نهض من مكانه واتجه لها ليختطف منها الكيس نظر به وتركه جانبا و"ملك" لا تزال متعجبه من تصرفاته حتى بسط يده وقال بسلطه:


-هاتي الفلوس اللي معاكي .


تعلثمت" ملك " امام هذا السؤال فالمبلغ الذي معها اقترضته خصيصاً لتأكل منه وتواصل به الذهاب للعمل 

هبت والدتها من مكانها وصاحت باعتراض:

-لأ يا عطا ما لكش دعوة بالفلوس دي .

 

زعق بحدة واهية الحجه:

-اسكتي انتي الفلوس دي هتبوظها 

التف لها وسألها بغضب:


-هاتي الفلوس اللي معاكي يا بت انتي.

 

ردت "ملك" بخوف من أن يسلبها ما كادت أن تمرر به أيامها :

-المبلغ اللي معايا يدوبك مواصلات للشغل وأكل. 


زعق الرجل مدعياً الإنفعال:


-انتي هتقعدى هنا عالة ولا ايه هاتي الفلوس اللي معاكي، بدل ما هوريكي شغلك.


وبالفعل أمسك بها ناويا ضربها لكن يده الأخري كانت تفتش ملابسها للعثور على المال نهضت "هبه" لتفصله عنها.


-بس يا راجل البت تموت فى ايدك 

أبي تركها وهتف مصرا:

-لو ما جبتش الفلوس هقطع خبرها.


وتقطعت "ملك" بينهم كلا منهم يجذبها تجاه مما دعاها لتخرج ما تبقى من مال وتقدمه له وهي تبكي باستسلام. 


ظفر أخيرا بما أراد وجلس يعد المبلغ الصغير بسعادة، زجرته "هبه" بحده وهي تحتنضن ابنتها :


-حار ونار فى جتدتك معلش يا ملك عادته ولا هيشتريها.


نهض "عطا" واتجه صوب الباب وهو يرمي بكلمات جافه :


-جتكم البلا تستدو النفس .


غادرهم وترك "هبه" تحاول تهدئة "ملك "

- هو كدخ على طول أهو دلوقتي هيروح يجيب رز بلبن ويقعد على القهوة يعمل نفسه سيدالمعلمين 


بصقت باشمئزاز على فراغه وأردفت:

-عليك وعلى عشرتك.

 

ابتعدت "ملك" عن أحضانها وردت غيبته قائله:

-ما تقوليش عليه كده يا ماما أكيد قلة الفلوس هي اللى حوجته ليا .


لوت "هبه "فمها إلى كلا الجانبين باستنكار وردت :

-يبقى ما تعرفيهوش ده زي المنشار ياما أكل تعبي وشقايا ده من كتر اللي عملوا فيا مش عارفه ربنا هيعمل فيه إيه أكتر من كده.


لم تريد" ملك "سماع هذا كانت في إحتياج إلى رسم صورة أخرى تنسيها بشاعة الصورة القديمة مع عائلتها المزيفه؛ تريد خلق حياه حقيقة دون ضغائن حتى تتقبلها وسط كل هذه الظروف الصعبة، لكن ما أوقده برأسها من فكر غطى على هذه المعضله في التو هتفت وهي تنظر لوالدتها مكتشفه عمق ما حدث لها من كارثه :


- ده خد الفلوس كلها هروح بكرا الشغل ازاى ؟ هكمل اليوم ازاي ؟

لم تتفاجئ "هبه" فكم من مرة وضعها زوجها امام هذا المأزق ولم تجد اختيار سوى التوجه إلى الاقتراض من الجيران او خدمتهم مقابل المال، جاوبتها  بيأس :


-مافيش قدامك غير إنك تصحي بدري وتمسحي السلم ونقسم الأجرة سواء.


غامت عين" ملك" بالدموع كلما هربت من الواقع قفز على أنفاسها ليذكرها ما وضعها الحالي، أمطرت عينها بالدموع، فصاحت "هبة" وهي تعبث بالطعام الساخن الذي جلبته معها :


-يوووه  هنعيدوا ده اللي عندي، حد قالك إني عندي أطيان بصرف منها 

قدمت إليها رغيف لتتقاسمه معها لكن" ملك" رفضت تماما  وأثارت النوم والهرب من كل هذا، وضعت يدها أسفل وجنتها وبدأت بالتفكير بالعرض الذي إقترحه عليها "المصور هيما " هذا العرض سيكفيها ولن تحتاج إلى خدمة الجيران أو مسح الدرج بمقابل زهيد وسيستمر معها حتى نهاية الشهر وما حمسها للفكرة أكثر هو أن تنتقم من "يونس" الذي هجرها اليوم، مهما فعل لن تنسى أنه كان سبباً فى تركها عمياء عن الحقيقة تعشقه سرا وتؤنب نفسها على هذا كل ليلة ابتسمت بشر وهي تتخيل وجهه عندما يرى صورها بملابس كالتي ستعرضها غداً، وما نوع الغضب الذي سيجتاحه نادماً على أنه لم يراها أنثى كما تمنت منه طيلة حياتها، ارتاحت للفكرة ونوت فى الصباح أن تجعله يعود من جديد متألما متوسلا.


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"فى الصباح الباكر "

وبعد التخبط وعدم الاتزان في التفكير إتجهت إلى العنوان الذي قدمه لها "هيما" لتنفذ ما اقترحه عليها فى البداية كانت خائفة من ردة فعل" يونس "وهي تخطو تجاه رقم العمارة التي بالورقة ثم بدأ يتلاشي هذا الخوف مع أول دقة صداع برأسها من أثر الجوع لم تأكل من صباح أمس، ولا تعرف موعد جديد للطعام .

طرقت باب الشقه وانتظرت ان يجيبها "هيما" دقائق حتى فتح الباب وابتسم فور رؤيتها ورحب بها على الفور :


-اهلا اهلا ادخلى يا ملك .


تحركت بصعوبه للداخل وتفقدت المكان بعينيها وهتف هو موضحا لما ترى :


-ده الاستوديو بتاعي ساعات ببات فيه هو صغير بس قاضي الغرض .


جلست على كرسي جانبي  وتطلعت إلى تلك الستارة الخضراء والكاميرا الواقفه مثل  كاميرات الاستوديو وبعض التجهيزات الأخري الخاصة بالتصوير .

اختفى هو بزاويه جانبيه يبدو أنها طرقه صغيره وخرج من جديد بيده حقيبه صغيرة وهو يقول :


-يلا عشان ما أعطلكيش على الشغل دي الهدوم اللي هتعرضيها إدخلي في الأوضه اللب جوه وإلبسي واحد واحد وإطلعي على ما أجهز الكاميرا .


نهضت وحملت الحقيبه البلاستيكيه واتجهت بها صوب الغرفه شعرت بالدوار قليلا لكنها تجاهلته كل ما كان برأسها هو التبلد لعرض هذه الملابس والذهاب من هنا بأسرع وقت.


دخلت الغرفه والتي بدأت غير مرتبه ليس بها سوى فراش واستند طويل لعرض الملابس فتحت الحقيبه وأخرجت الملابس المغلفه بأكياس ما قبل العرض، وبدأت تنتقي منهم ما هو أكثرهم حشمه حتى لا تشعر بالخجل ومع استمرار مطالبة معدتها بالطعام تخلت عنه مقنعه نفسها بأنها تعمل والعمل هذا أرحم من أن تمسح الدرج وتمد يدها للجيران، وتحتاج "يونس" فى شيء، خلعت عنها ملابسها وبدأت فى ارتداء أول قطعه وكان بكل أسف أكثرهم حشمه وأكثرهم فجاجه كانت تتخيل أن الملابس مستوره عن هذا لكنها لم تدري أبدا أن الملابس الليليه المخصصه للنوم هدفها الأول والأخير هو إبراز المفاتن وليس سترها .


خرجت بقميص طويل إلى الركبه مفتوح الصدر قماشته من الستان وبعض الفتحات مغطاه بالدنتيل إلى جانب الظهر المغطى بالدنتيل، عرجت خطواتها بفعل البرد الذي سرى بأواصلها من فرط القلق والإرهاق، وعندما وصلت إلى الصالة وجدت "هيما" منهمك فى تعديل الكاميرا نادته بصوت مرتعش لتعلن وصولها :

-خلصت .


إستدار لها بنصف وجه وعاد سريعا لكنه تصنم وجهه للفراغ وعاد يلتف إليها بكامل جسده ينظر إلى تفاصيلها بغير استيعاب كلمة براقة قليله عليها إنها الفتنة الطاغيه، هو ليس بقديس ليتحملها أو يغض البصر عنها، هتفت "ملك" بغضب عندما أطال الشرود  دون اجابتها :


- انت هتفضل واقف كده إنجز عشان عندى شغل ؟

 

فاق من شروده وهتف مشيراً إلى صدره :

-معلش ممكن تخلعي اللي تحت عشان الصور ....


شهقت بفزع وردت بانفعال معترضه بشده:

-لأ طبعاً انا مش هعمل اكتر من كده، وفى حاجات جوه مش هلبسها. 


شعر بالاحباط من عدم موافقتها والتف نحو الكاميرا وهو يتذمر قائلاً:


-خلاص خلاص هبقى اشيلها بالفوتوشوب .


أردف بنبرة شيطانية:


-بس كده الفلوس هتنقص ؟


لم تهتم هذه المرة فلن تقدم تنازلات أكثر من هذه.


بدأ "هيما" في إلتقاط الصور التي ستطبع على واجهات الملابس داخل الأكياس للبيع والترويج.


انتهت من الصور الأولى ودخلت إلى الغرفة لتبدل ملابسها زاد شعورها بالإعياء، ولكنها جاهدت نفسها للوقوف معلنه استسلامها لعرض قطعتين فقط لا غير وأخذ المال والرحيل، ارتدت هذه المرة قميص أبيض بالكاد يصل إلى الركبة مشغول من الصدر بقماشة الاورجانزا الشفافة مع الستان خرجت من جديد لتقف أمام الكاميرا فى كل مرة كانت تقف فيها أمام "هيما" كان يتفرسها بعينيه سواء داخل عدسة الكاميرا أو خارجها لقد صور الكثير من النساء بهذا الشكل لكن هي بجمالها الآخاذ وعودها المرسوم ونقاءها البادي على ملامحها جعلها بعينه كالفاكهه الناضجة التي لم تسقط عن الشجرة بعد .


وبالفعل سقطت "ملك " لم تقاوم الدوار الذي هاجم رأسها بعنف وسقطت من أمام الكاميرا ليفزع "هيما" من سقوطها، هرع تجاهها يناديها :


-ملك ملك !!


مد يده أسفل ظهرها وحملها بين يديه ليرفعها عن الأرض متجها بها إلى الداخل أصبح جسدها مرتخي ولم تقاوم أي شيء هذا الشيء أغرى "هيما" في أن لا يحاول إفاقتها وأن يذوق هذه الثمرة التي لم يتذوقها أحد من قبله..............

..............يتبع 


ملكة قلبة_هي ملكة 👑سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة"

جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑ياتري هيحصل ايه لملك ويونس ناوي على ايه؟! انتى سامته ليه حطى لايك وقولى رأيك فى كومنت🤙

تعليقات