القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

سكريبت مسحراتي الكفر بقلم الكاتبة إيمان صالح

سكريبت مسحراتي الكفر بقلم الكاتبة إيمان صالح 

سكريبت مسحراتي الكفر الكاتبة إيمان صالح  


سكريبت مسحراتي الكفر بقلم الكاتبة إيمان صالح


مسحراتي الكفر بقلم الكاتبة إيمان صالح 

#المسحراتي.

#إيمان_صالح

 

القاهرة ١٩٧٠.. 


ياما، ياما، المسحراتي معدي أهو قرب خالص أهو، أنا نازل.. 


_فين ياولدي، مافيش حاجة ياأحمد ماتطلعشي ياولدي، أنت ياولا!! الواد راح فين؟ واد ياحماده! إنت ياولا!! 


بعد يومين.. 

_برده ماظهرش يابو احمد؟ 

_لأ ياأم أحمد ماظهرش، بس الحكومة وشيخ الحارة والناس كلها بتدور وهنلاقيه ان شاء الله.. 

_يارب ياخويا ياارب، ياارب، يارب ياولدي ترجعلي.. 


بعد مرور سنتين.. 

_مافيش نازله ياعمران، الدنيا ليل وضلمة والمسحراتي ده بيروح ناحية الترعة هناك، خليك قاعد واسكت بقى.. 

_يوة يما بقى أنا عاوز أمشي مع المسحراتي واقوله على إسمي.. 

_أنا قلت لأ يعني لأ، خش جوة يلا إطلع نام على فرشتك.. 

_يما،، 

_بس ياواد نام جنب اخوك لاتصحيه.. 


وقت الفجر.. 

_قوم ياحج يلا صلي الفجر، هتاخد حد من العيال معاك؟

_آه هاخدهم الاتنين صحي عمران وعلي عشان يصلوا معايه.. 

_طب دقيقة كدة وهيطلعولك.. 

بعد دقايق دخلت الأم وطلعت وهي بتصوت: 

_ألحقني يابو علي ، الواد مش جوة، الواد مش جوة.. 


وقعدوا أيام يدوروا عالواد الصغير عمران، وكأنه فص ملح وداب، لاباين له أثر ولا ريحه، وأتقلبت بلدنا كلها كأنها بيت عفاريت، من ساعة العشا لساعة الفجر تلاقي الشوارع كلها بتنش ولا فيها عيل بيلعب زي بقيت الشوارع! ولا فيها نفس ولا ريحة رمضان الحلو بتاع زمان ده.. 


آه صحيح، نسيت أعرفكم على روحي، أنا العمدة "منصور" عمدة قرية اسمها "كفر أبو حميد" بلد كلها على بعضها تلفها في مشوار، ناسنا طيبين ومابيأذوش حد أبداً، عشان كده كان غريب علينا خالص اللي بيحصل الأيام دي، كل شوية عيل يختفي ومنلاقيهوش، ولا عارفين بيروحوا فين ولا فاهمين حاجة خالص من اللي بيجرى، كل اللي عارفينه أنهم بينزلوا ورا المسحراتي يدوله فلوس علشان ينادي على أساميهم، وينزلوا مايرجعوش، 

وفي يوم تاني الفجر.. 

_يما ندهلي وخد أسمي هديله فلوس عشان يقوله وهو ماشي.. 

_فين ياولا ماتدوخنيش ياولا؟ مانتاش نازل ولا شايف الشارع حتى.. 

_يووه بقى يما وحياة أبوكي وغلاوة النبي لانزل.. 

_مافيش حد بره، اللي برة دة بياخد العيال، بياخدهم ويمشي بعيييد، بيعملهم لحمة وشوربة.. 

_يما انتي بتبرقي ليه كدة وشكلك يخوف! بطلي يما انتي بتخوفيني وخلاص؟ 

_لاه، انا بتكلم بجد، طب أقولك؟ تعالى، تعالى وريني هو فين المسحراتي ده تعالى من شباك السندرة هناهو، ولو لقيته انا هنزلك وأفضل وقفالك، تعالى.. 

_يلا يما.. 

على شباك السندرة: 

_شايف؟ أهو مافيش حد أهو ولا مسحراتي ولاغيره، إنزل، أنزل ياواد خش جوة يلا عندي غسيل والطشت مليان، خش ماتغلبنيش عامود النور بعيد مش كاشف الشارع كله والشارع شكله يخوف خش.. 


ودخلت وسابت الولد واقف في الشباك بيتفرج وفجأة لمح طيف المسحراتي من بعيد بطبلته تحت العمود وحبه بحبه بيقرب تحت شباكهم بينادي على إسمه..

_إصحى ياحسين وصحي النوم، قوم عشان تتسحر وتصوم.. 

ودق عالطبلة تلات دقات وقال الأسم كام مرة ورجع يقول للولد: 

_يلا يابني أنزل هات الفلوس عشان أمشي، مش قلت إسمك؟ خلص وإنزل بقى.. 

_بس أمي هتزعقلي هحدفلك الفلوس من الشباك.. 

_لاااء، أوعك تعمل كدة مش هشوف الفلوس، أنزل، إنزل وإطلع تاني.. 

_حاضر، هجيبلك شلن وآجي.. 

وبسرعة جري الولد خد شلن من بك أمه وإتسحب وبعدين خد بعضه وطلع يجري وهو بيقولها: 

_هنزل أديله الفلوس يما نازل وطالع.. 

 لكن أمه ماسمعتهوش أصلا لأنها قاعدة بتغسل هدوم ومشغلة وابور الجاز جنبها وبتغسل هدوم على إيدها وبتغليها فامركزتش مع إبنها، بس بعد شوية أخدت بالها من عدم وجود أبنها في البيت، بدأت تسيب اللي في أيدها وتنده عليه.. 

_واد ياحسين؟ أنت ياولا؟ هو مابيردش ليه ياخواتي الواد دة؟ يوة؟ أنت ياولا؟ يامصيبتي! 

قامت تدور عليه في كل ركن في البيت، لكن حسين أختفى، وقعدت أمه تصوت وتصرخ ونزلت تجري عالشارع والناس كلها بدأت تسمع وفهموا اللي فيها.. 

 وبعد يومين.. 

كانوا أهالي التلات عيال اللي إختفوا متجمهرين قدام بيتي مش طايقين نفسهم وييزعقوا وعاوزين يعرفوا مصير ولادهم إيه، وكلهم بيصرخوا ويزعقوا في نفس واحد.. 

_عاوزين ولادنا، ماينفعش كدة، ولادنا راحوا فين، أتقوا الله فينا بقى ولادنا وحشونا.. 

زعقت فيهم بعزمي: 

_باااس! إيه يابشر؟ واني يعني اللي خدت ولادكم؟ هو جرا ايه بس؟ 

_مش انت عمدة البلد؟ مش تشوفلنا ولادنا بيختفوا فين وليه؟ دة تالت عيل يروح ومايرجعش، أيه العمل بقى والحل ايه؟ فين الغفر بتوعك اللي مش شايفين شغلهم ياعمدة؟ 

_والغفر هيقفوا حرس على بيوتكم الشخصية؟ ليه هي منشآت حكومية ولا إيه؟ عموماً أني هرجع الغفر تاني في الشوارع الضلمة، وقريب قوي قوي هنعرف مين اللي بيعمل كده، خلاص أرتحتم؟! 

_وولادنا اللي راحوا ياعمدة؟ عاوزين ولادنا ونرجعهم تاني.. 

_ والله بقى لما ننشر الغفر في الشوارع هنعرف وقتها الحرامي، وبإذن الله هيرجعوا.. 


_يارب ياعمدة تصدق، يارب.. 

_النهاردة بالليل هنفذ كلمتي، ويلابقى كل واحد على بيته بقى يلا.. 

مشيوا وسابوني كل واحد على بيته وبدأت أدي أمر للغفر إنهم ينتشروا في الشوارع تاني عشان يعروا مين اللي عمل كدةاو بيعمل كدة،  والغريب إن كل حاجة وقت أنتشارهم من أول يوم كانت ماشية زي السيف، وعدت الأيام أول ليلة وتاني ليلة، والتانية في التالتة، وبقى خلاص قرار مني للغفر إنهم في ليالي رمضان يقفوا بس يحرسوا الشارع من وقت العشاء لوقت الفجر وكل اللي يعمل كدة ليه فلوس ووجبة سحور، وفرحوا طبعاً ووقفوا، ووقتها الدنيا كانت منتهى الأمان ومفيش عيال إختفوا، فضل الحال دة لحد ماعدى أسبوع، أسبوع بحالة كل حاجة زي الفل، لكن على مايبدوا إن وقفتهم دي بدأت تضايق البعض، والمضايقة دي بدأت تبان بتصرفات غريبة مفيش عقل يصدقها.. 


 ومره واحدة بعد أسبوع، أصحى على باب بيتي بيخبط على آخره وكأن حد مسروع بره، خبط ورزع وهبد وبسرعة طلعت أجري عالباب عشان أشوف فيه إيه، وفتحته على آخره ووقفت أبص وانا طالع أصلا وأنا بتكلم مع اللي عالباب.. 

_فيه إيه يابن المسروعة؟ بتخبط جامد كدة ليه؟ 


بصيت حواليا كتير ووقفت أستنى حد يطلعلي من الضلمه ولا يرد عليا الكلام ويقولي ده آني ياعمدة بس محدش طلع، وقفت جسمي لأول مره أحسه متلبش ووقفت أقول بصوت هادي كدة:

_مين؟ مين اللي خبط وجري؟  وترجعوا تشتكوا إن عيالكوا بتضيع وياولاد ال...، ماشي يابن المجرمين أنت وهو والله بالنهار لاتشوفوا، ومرة واحدة قطع كلامي صوت من ورايه خلاني أترعبت أكتر، 

صوت مراتي وهي بتقولي وأتلفتت على صوتها:

_أنت بتكلم مين ياعمدة! أنت خلاص أتجنيت ياراجل؟ يادي النصيبة لاتكون أنت اللي بتاخد العيال وتخطفهم؟ 

_آه يابنت المهبوشة؟! أنتي أيه ياولية اللي قومك من الفرشة، خشي، خشي يلا عشان ننام الجو تلج.. 

_بتزعقلي ياراجل؟ بتزعقلي عشان قمت ابص عليك بدل مالقيتك بتكلم نفسك؟

_نفسي مين بس خشي بقى ياولية.. 


ودخلنا تاني  على أوضتنا جوة وكأن برد الدنيا كله أتكوم في الليلة دي وبعد ماتلفينا بالبطاطين وخلاص نمنا نسمع تاني الخبط عالباب وكأن فيه بره حكومة بتخبط على حرامي غسيل عشان تجيبه من قفاه، مراتي مسكت فيا وقالتلي وصوتها بيرتعش: 

_وحياة أبوك مانتا طالع، أنا ميتة من الرعب عشان خاطري ماتطلعشي.. 

_أيه الخيبة دي؟ بلاش خيابة ياولية أوعي كدة بس.. 


وعملت فيها سبع رجالة في بعض وطلعت بس ياريتني ماطلعت، نفس اللي حصل أول مرة ببص لقيت محدش واقف عالباب ولا حد بيرد عليا، ساعتها أتغاظت قوي وقعدت أشتم بعزم مافيا لكني مرة واحدة مافقتش غير ورنة الطبلة بتاعت المسحراتي قطعت سكون الليل بصوت قرعها الحاد وفجأة لقيت المسحراتي بيطلع من الضلمة، أحلف بالله أني ماعرفته غير من صوت الطبلة، لكن اللي ظهر قدامي حاجة عاملة زي جسم طاير في الهواء معأنه ماشي على الأرض بس من سرعته ماتعرفش هو ليه رجلين ولا لأ، متداري ومتلكفت في عبايه سوده وقعد يبرطم بكلام أنا مافمتش هو بيقول أيه وكأنه بالظبط بيقول الكلام بالمقلوب، بعد ماعدى وسابني في عز خوفي طبعاً، سابني متلخبط، هو دة المسحراتي ولا حد تاني؟ يكونش دة الحرامي اللي بياخد العيال؟! ولا يكونش بسم الله الرحمن الرحيم! لأ بسم الله الرحمن الرحيم إيه بس؟ إحنا في رمضان ويستحيل يكون فيه حاجة وحشة من دي، ودخلت وقفلت الباب ورايه وبعد دقايق ببص لقيت الخبط زاد تاني عالباب وحلفت المرادي إني أطلع وفإيدي الميري واللي أشوفه قصادي لاطخه يعني أطخه، وطلعت بسرعة متعصب وفتحت الباب عالآخر المرادي ولسة هرفع السلاح وهضرب عيارين في الهواء لقيت جوز غفر واقفين على باب بيتنا بيتنفضوا وقالولي بصوتهم المرعوش: 


_إلحقنا ياعمدة، إلحقنا الله لايسيئك.. 

_إيه ياواد مالك إنت وهو؟ فيه أيه؟ 

_الشوارع ياعمدة، الشوارع.. 

_مالها ياسيدي؟ فيها إيه الشوارع؟ 

_فيها حجات غريبة بتحصل والله ياعمدة فيها حاجات مش تمام.. 

_يعني أيه يعني فهمني؟ شوفتوا أيه في الشارع؟ وكل واحد فيكم يتكلم بالراحة واحدة واحدة.. 

_أيوة آني هقولك ياعمدة، أنا كنت قاعد بتسحر السحور اللي حضرتك بتصرفهولنا، ولا بينا ولا علينا ومرة واحدة لقينا أشكال عيال صغيرة بتلعب حوالينا وعلى بال مارحنا نجري عليهم عشان نرجعهم بيوتهم من ضلمة الليل، طلعوا حجات سودة مانعرفش هي ايه، خيالات سودة ياعمدة معإني شفت الأول ملامح واحد فيهم وكأنه راجل كبير، بس في نفس الوقت طول كدة، الغريب إني لما جريت عليهم ارجعهم مطرح ماجم!  مرة واحدة أختفوا وملقتهمش حواليا، مابقيتش فاهم حاجة خلاص.. 


_وأنت ياحزين شفت إيه؟ 

بلع ريقه وقال لي:

_لاااه، أنا اللي شفته مش هشوف زيه تاني، أنا طلعت قدامي من الترعة على طول.. 

_طلعت قدامك؟ يادي النصيبة؟ هي أيه دي ياولا؟ 

_أنا كنت قاعد زيه كدة برده، باكل سحوري، ببص لقيتلك ياعمدة قدامي، الترعة الهادية الراسية دي اللي مش باين من عتمة الليل منها حاجة غير لمعة الميه وبس بتتهز واحدة واحدة كدة وظهرت الراس أو حاجة قدامي، راس واحدة ست بتظهر شعرها طويل قوي ومداري على وشها، أصلا ماشفتلهاش وش، كل اللي شفته شعر ومكنش مداري وشها بس لأ، ده مداري الجسم كله لحد كعبها، طلعت قدامي ومشت مشية غريبة زي المتكسحين كدة وجت عند ودني إزاي ماعرفش وراحت قايلة إسمي بالمقلوب ورمت السلام، كل دة ماكنتش واخد بالي وملهي في الأكل ورديت السلام كمان، وبعد مارديت ومخي أستوعب انا رديت على أيه؟ أتلفتت حواليا عشان أشوف الحاجة دي مشيت منين، لقيتها أصلا وكأنها حاجة من دماغي آنا يعني مالهاش أثر عالأرض.. 

_ياسوخة ياولاد؟! لأ بقولك إيه؟ إسمع ياواد إنت وهو! روحوا، روحوا وقفلو بيوتكم عليكم كويس لحد الصبح، ساعتها هيكون ليا صرفة تانية.. 


_حاضر ياجناب العمدة، سامحنا بقى، سلام عليكم.. 

وسابوني ومشيوا وأنا بخبط كف على كف ومش فاهم حاجة والجماعة بتاعتي جنبي واقفة بترتعش من الخوف وقالتلي: 

_يلا بينا يامنصور على فرشتنا، يلا وحياة أبوك.. 

وخدتها ودخلنا الاوضة وقفلت الباب وأتغطينا ومارفعتش الفرشة من على راسي خالص لحد الصبح،

 ولما طلع النهار!! 

آني وبعض الغفر واقفين مع بعض ببلغهم باللي هيعملوه،، 

_لازم اللي بقوله دهو يتنفذ بالحرف الواحد، لحد ماشد بعضي وأروح على بلد الشيخ بركات أجيبه وآجي.. 

_ماشي ياحضرة العمدة بس ماتعوقش على البلد لاحسن دة اللي بيحصل خطر قوي، يعني لو إتأخرت علينا في الليل مش هانعرف نعمل إيه.. 

_ماشي ياعبد الصمد، يلا خد بعضك وإدي الأوامر دي للعيال على بال ماجي من المشوار دة.. 


وسافرت على بلد الشيخ بركات، بس ياريتني ماسافرت، 

 قعدت مسافر يجي كام ساعة وأول ماوصلت عرفت إنه في سفريه عندنا في مصر وجنب الكفر قوي كمان، المهم إني سبتله مرسال وأخدت من أهل بيته رقم تليفون  عند بقال قريب منهم عشان ابقى اتواصل معاهم تاني، ورجعت الكفر على مصيبة، مصيبة كبيرة، عقبال ماوصلت البلد كان الليل خَيم عالبيوت وعرفت إن في الليلة الغريبة اللي كلنا أتعفرتنا فيها دي عيل تاني إختفى، بس المرادي مش عيل من عيال أهالي الكفر الغلابة لأ، دة عيل ابن ناس أغنياء، كان جاي زيارة لحد من قرايبه في الكفر، وبعد ماأهله قرروا يباتوا، الصبح بيدوروا عليه مالقيوهوش،  وطبعاً أهله ماسكتوش، وراحوا بلغوا المركز والبلد إتقلبت فوق راسي، 


وبعد ماالجماعة بلغتني بقيت واقف ألطم وأنا بقول:  

_ياخراب بيتك يامنصور! ياخراب بيتك يابا العمدة، طب أنا عملت ايه يارب عشان يحصلي كدة بس؟ أنا رحت أشوف حل للمشكلة أرجع ألاقي المركز عِلم؟ وانتي قلتليلهم ايه ياولية؟ إتصرفتي ولا لأ؟ 

_ياخويا والله قلتلهم أنك رحت تتصرف وهتحلها الشهر دة أكيد وكل واحد له عيل ضاع أكيييد هيرجعله، آني حاولت أهدي الدنيا يعني.. 


_جدعة، جدعة يابت إنك عرفتي تقولي كدة، بأمرك يارب أحلها الشهر دة، أنت فينك ياشيخ بركات؟ فينك بس؟ 

_  وهو يعني ياحج منصور الشيخ بركات هيعمل لنا ايه بس؟ هو يعني هيعرف يطلع العيال اللي راحوا لأهاليهم؟ مابلاش ضحك على راسنا بقى؟ 

_يابت ياجاهلة أسكتي، أسكتي إش فهمك إنتي؟طب دة مرة ست طيبة كدة كانت في عمارة وتحتيها شقة وفيها بسم اللهم إحفظنا وكان دخل وطلع والشقة كلها مقفلة ومفيهاش خرم.. 

_هههههه، ياحزني ياولاد عالدماغ؟ ماشي يامنصور ماشي ياخوية هو هيجي يرجع العيال وهيطلعهم  ، آني تايهة عن جلبك ياخوية؟! 

وسابتني ومشيت وهي بتمرجح بقها يمين وشمال وبتولول مفكرة مخي فَوِت وبتبرطم بتقول: 

_الطف بينا يارب، الطف بينا وحياة حبيبك محمد.. 

سكتت ومارديتش عليها، وعدت الأيام ورا بعض هوا، وزي ماعدا أيام إختفى عيال تاني والموضوع زاد عن حده وبقى مخوف كل الأهالي، والكفر قرب يبقى بيت عفاريت أكتر ماهو شكله كدة فعلا ولما زاد الموضوع كدة ومحدش فاهم حاجة بقى الكل حابس عياله في بيته لابيطلعوا الصبح ولا بيطلعوا بالليل، لكن اللي حصل ليلتها كان غريب، غريب قوي، في الليلة دي ومن الساعة يجي واحدة كدة الكلاب إشتغلت نبيح وعوي، حسيت وقتها إن فيه حاجة مش تمام هتحصل وقلت لشيخ الغفر والمجموعة اللي كانت بتنزل معاه ومأجزين بقالهم كام يوم  يرجعوا ينزلو ضروري تاني، طبعا أتضايقوا بس نفذوا الاوامر، والصبح في عز النهار!! حصل اللي حصل.. 

_ياعمدة، ألحق ياعمداااة، الناس جاية على هنا ياعمدة هيطربقوها فوق راسك.. 

_فيه أيه ياولا؟ سرعتني الله يسرعك.. 

_الأهالي جايين ورايه وبيقولو على جنابك مكبر دماغك ومش همك  عيال النااس.. 

_هو أيه اللي حصل تاني ياولا؟! 

_عيل تاني من عيال الحج ابو علي كان هيروح وطلع من الدار بتاعهم بس الصبح لقيوه، عارف لقيوه فين؟ 

_فين ياخويا ماتخلص؟ 

_أمه وابوه لفوا عليه البلد كلها ودخلوا المقابر لقوه مرمي جواها وزي مايكون محروق حرق غريب كدة في جبينه ومطرح إيد ماسكه على دراعه باينة خالص، الواد متبهدل يابا الحج.. 

وبدأو الناس يحدفوا الزجاج اللي في بيتي بالطوب ويشتموا فيا ونزلتلهم جري قبل مايكسروا البيت ويموتونا أنا وعيالي، وأول مانزلت كلهم في نفس واحد.. 

_أهو جه أهو أهو جه، ياراجل ياللي معندكش دم فين الشيخ اللي قلت هتجيبهولنا ولا الحل اللي قلت هتعمله عشان تمنع الكلام دة! 

_ يعني التفاهم يبقى بالشكل دة؟ جايين تكسروا بيتي؟ طب خلاص كسروها واتصرفوا انتوا.. 

ثارت الناس عليا وكانو هياكلوني وبدأت أهديهم تاني: 

_والله ياجماعة الموضوع هيتحل قريب.. 

صاحوا فيا كلهم: 

_النهاردة ياعمدة، لاازم النهاردة، كفاية الواد اللي من ساعة الفجر لحد دلوقتي وهو أتخرس ومش عارف ينطق.. 

_هو العيل الأخير ماأختفاش؟ بجد والله! هو فين طيب؟ 


رد حد من اللي واقفين: 

_هو في بيت أهله ياعمدة، أهله اللي قرروا من ساعة اللي حصل للعيل الاولاني وأختفى أنهم يمشوا من البلد وفعلا خلاص هيعرضوا دارهم للبيع، عارف ليه؟ لأن انت عمدة فاشل ومش عارف تحافظ على أهل بلدك وتحميهم مش كدة؟ 

_لاااه! الموضوع زاد عن حده قوي! بقولك إيه انت وهو، أني النهاردة لازم أتصرف عشان ماينفعش جحش زي دة يتهمني آني إني مقصر في أهل البلد ولا معاهم، يلا بسرعة أتفضلوا والنهاردة هنبدأ نستعين بقى بالشرطة لو مانفعش نحميكوا بالغفر. 


وبسرعة  خدت الرقم اللي معاية ورحت رنيت على رقم التلفون الأرضي اللي عند البقال جارهم، 

_ألوه؟ 

_أيوة مين بيتكلم؟ 

_آني، انا العمدة منصور عمدة كفر أبوحميد ياسيدي.. 

_أيوة ياسيدي أهلا وسهلا، عاوز إيه أنت ولا عاوز مين يعني؟ 

_آنا عاوز الشيخ بركات، وصلني له ضروري وحياة والدك.. 

_حاضر ياأخينا، شوية كدة وهيكون معاك عالتليفون، أوعى تقفل الخط.. 

_ماشي مش قافل، أنا معاك أهو.. 


وبعد ربع ساعة... 

_ألو! 

_ألو؟ هاا لقيته؟ 

_أيوة ياسيدي أنا الشيخ بركات، خير يارب يلزمك خدمة مني؟ 

_ياااه أخيراً ياشيخنا؟ ياه ياأخي؟ 

_إنت بقالك كتير عاوزني ولا إيه؟ 

_كتير؟ أيوة وقوي، ابوس رجلك اني واقع في عرضك، مسألة حياة او موت لازم تجيني الكفر ضروري خالص.. 

_طيب طيب بس إديني عنوان وقلي فيه ايه بس كدة واحدة واحدة.. 

_مش هينفع كلام تليفونات خالص ولازمن تيجي النهاردة الله لايسئك ياشيخ أنت الأمل الوحيد عندي عشان ربنا ينجدني من المصايب دي  .. 

_طيب طيب، مليني العنوان وهكون عندك يا النهاردة بالليل يابكرة الصبح.. 

_دة بجد والله! مش هتعوق يعني؟ الله يباركلك ياشيخ بركات يارب ماشي العنوان اهو.. 

ومليته العنوان وروحت على أمل إنه يطلع صادق، وفضلت طول اليوم أقول لنفسي إنه هيجي آخر اليوم عشان يشوف بنفسه، بس للأسف مجاش، وبعد ما الليلة فاتت وبدأت الناس تصحى عالصبح، لقيت باب بيتي بيخبط خبطة غريبة علينا، قلت يبقى مؤكد هو،ولقيت واحدةمنبناتي بتنادي على الباب.. 

_تعالى يابا فيه واحد غريب بيقول أنك مستنيه.. 

_مين يابت؟ لايكون هو الشيخ بركات!

ووصلت عند الباب وأول ما لمحت وشه فردت إيديا الإتنين في الهواء وقلتله: 

_حبيبي ياشيخنا، تعالى يابا وخدته بالحضن وهو بيبتسم.. 

 

وبعد ما ضايفته طبعاً، قعدت حكيتله كل اللي حصل ورد عليا وقال لي:

_الحكاية غريبة قوي يا أخ منصور، بس بأمر الله اوعدك أن كله هيبان قبل مارجع على بلدي.. 

_يابا الشيخ بركات أنا بس مش عارف هما زعلانين مننا ليه، داحنا ناس غلابه وفي حالنا خالص ولا بنإذيهم أبداً.. 

_هههه، والله العظيم ياحضرة العمدة لو ماعارف انكم بتتعينوا بشهادة لاكنت قلت عليك جاهل! 

بصيت له بإستغراب وأنا متغاظ قوي أزاي يقولي كدة وقلتله بحمقه: 

_يعني ايه يابا الشيخ بركات؟ هو آني عشان جبتك ولجئتلك أبقى جاهل؟ الله يسامحك ياسيدي، عموماً انا جبتك عشان انت سيطك واصل في بلاد كتير مش على قد هنا بس ومش لازمه تريقة.. 


_لأ ياعمدة انا مابقولكش كدة عشان اللي بتقوله، أنا بقولك كده عشان السؤال اللي جاي ده، هو فيه شياطين ولاجن بيطلعوا في رمضان ياراجل؟ معقوله الكلام دة؟ وأزاي عدت عليك إنت ياعمدة الكفر؟ 

_يوة يوة؟ أنت بتتكلم أزاي؟ ده أنا بنفسي شفت العجب انا والجماعة، مش ممكن أكيد هما بسم الله الحفيظ.. 

_طيب ماشي، بس مش أنت جبتني؟ سيبني بقى أنا أكشف الحكاية إيه بطريقتي، بس أنا الأول لازم أدخل البيوت دي بيت بيت عشان أعرف حبة حجات كدة، ينفع ولا إيه؟ 


_اه طبعاً إنت بتسأل ياشيخنا؟ ده آني كنت هقولك وأستأذنك يعني ندخل البيوت اللي واكلين وشي دول عشان يعرفوا اني مش مطنشهم واخد بالك؟ 

_خدت بالي ياعمدة، طيب، يلا بقى نقوم نتحرك على أول مكان عشان أشوفه.. 

_حاضر، أؤمر أمر كدة، ياواد يابو أحمد؟ روح ياواد إجري على بيت خالتك أم احمد، الواد الضايع ياولا وقولها حضرة العمدة جاي وفي إيده ضيف وخليها توسع سكه.. 

بعد شوية كنا في قلب البيت، وبعد ماستأذننا من صحبته، لفه أوضة أوضه وشاف كل شبر فيه  ووقف ووشه مكشر وقال لها: 

_قولي لي ياست أم احمد، إنتي على طول ماعندكيش نور زي بقيت أهل الكفر مش كدة؟ 


_أيوة ياخويه مافيش، البلدية لسة ماوصلتش النور للبيوت.. 

_وماعندكيش لمبة جاز زي الناس؟ بتخشي لامؤاخذة حمامك إزاي؟ في الضلمة؟ 

_والله ياخويه على نور الشمعة.. 

_طب احكيلي، أنتي بتشوفي في البيت دة أي حاجة حاجة غريبة ولا لأ؟ 

_تقصد إيه؟ والنبي يابني أنا بس من شهر وأنا مش قاصدة دلقت ميه سخنة في القاعدة البلدي دهي، ومافقت غير لما ببص وسمعت كركبة وزي خبط في الحمام، ومن ساعتها وحال دنيتي أتشقلبت.. 

_فيه حاجة تانية حصلت غير كدة؟ 

بصت للشيخ بركات بخوف وبصت لي، ورجعت أقولها: 

_ماتخافيش ياأم أحمد، إتكلمي وانطقي إحنا همنا نرجع إبنك واللي زيه.. 

_منا بتكلم أهو ياخويه، أص،  أصل يومها يعني بعد ماسمعت الأصوات دي بقيت أحس بحاجة غريبة في البيت، وأنا ست غلبانة ممكن لو قلت لحد يضحك عليا، المهم بعدها بكام يوم الواد أحمد صمم تاني أسخنله ميه سخنه عشان يستحمى، ماهو كان بيحب النضافة ياحبيبي طول عمره، المهم قلتله هسخنهالك وانت ظبطها وأستحمى عشان انت كبرت خلاص،عيب لما أخش عليك يعني وكدة، وبعدين حطيت المية وأتغلت ودخلتهاله ويروح من غير ما يخففها كويس حاطط الصابونة عالأرض ويحط أيده في الميه اللي لسة بتغلي يروح ملسوع ويقعد يصرخ في الحمام وجت رجله عالصابونة أتزحلق في أرضية الحمام ، دخلت وأنا بجري عشان أشيله وخدت كل حلة المية المغلية  فوقي، قلب أمه قعد ساعتها يصرخ بعزمه من شدة الحرارة المية، ومن عزم الوقعة في الحمام، قومته ووقتها قعدت أزعق فيه... 

قاطعها الشيخ: 

_بس بس، كل دة عملتيه في قلب الحمام؟ 

وطت في الأرض؛ 

_أيوة ياشيخ، هو أنا كدة غلطت في حاجة ولا ايه؟ 

_غلطتي؟ إنتي ماغلطتيش، أنتي بس أذيتي غيرك من غير ماتقصدي أو تحسي.. 

_يادي المصيبة لايكون أنا السبب في اللي حصل لإبني! حقا ياشيخ؟ 

_أيوة ياست أم أحمد، إنتي ليكي إيد في إختفاء ابنك، ربنا يسهل الامور، ربنا يكشف المستور، ربنا يطلعك للنور ياأحمد يابن بدور، يلا ياعمدتنا، يلا يامنصور.. 

_بينا عالبيت التاني اللي فيه علي ياشيخ بركات.. 

وخدته ورحنا على بيت علي وأخوه عمران اللي إختفى تاني واحد عشان نشوف على اللي أهله قالو انه طلع بالليل ومن ساعة مارجع وهو مابينطقش.. 

وفي قلب البيت، الشيخ بركات قعد مع علي وحاول يتكلم معاه وبالرغم من صعوبة الموقف اللي هو فيه وعدم نطقه إلا إنه نطقه في الآخر وخلاه يتكلم تزاي بس آني ماعرفش.. 


_هااه ياعلي، هتفضل ساكت كدة؟ ما أنا عاوزك تتكلم معايا عشان أعرف إيه اللي حصل، ماينفعش لازم نوصل لعمران ياعلي، صح ولا ايه؟ 

بص علي ناحيته وبدأ يحرك رقبته وإنتبه لكلامه وبدأ بالراحة يحرك شفايفه ويحاول يتكلم، 

_عمرءء، عمءء، عمران، حبيبي.. 

_أيوة، أيوة عمران حبيبك اللي إختفى ومش باين، ماتعرفش حاجة ولا قالك حاجة قبل ماينزل زي واوالدتك بتقول؟ 

_شفته، شفت أخويا، "عياط هستيري" شفته وهو اللي خلاني نزلت تحت بالليل، أنا اصلا عارف إنه ماينفعش أنزل وأمي حذرتني ميت مرة من النزول، بس هو جالي يومها وشفته... 

_ أيوة شفت إيه بقى احكيلي اللي شفته بالظبط واحدة واحدة.. 

_شفت أخويه في الضلمة وأنا نايم، كنت نايم وفي عز نومي وصحيت على صوت عمران ووقتها صحيتعاللي بيندهلي ويقولي ؛


_علي، ياعلي؟ فوق ياعلي 

_مين؟ عمران؟ إنت رجعت؟ انت فين ياعمران؟ أمي زعلانة عشانك قوي، إرجع بقى.. 

_أنا مش هينفع أرجع ياعلي، إنت اللي هتجيلي، تعالى ياعلي تعالى معايا.. 

_آجي معاك فين ياعمران؟ إنت فين؟ 

_تحت ياعلي، تحت، تعالى معايا تحت الأرض.. 

_آجي تحت الأرض؟! أزاي؟ اللي بيجي تحت الأرض بيموت ياعمران هو أنت تحت الأرض أصلا ياولا؟ والله إنت بتتسلى عليا.. 

 

_لأ ياعلي، أنا تحت الأرض فعلا، تعالى تبقى تحت مع بعض.. 

طيب انت فين بالظبط؟ إظهر وخدني معاك، إظهر وأنا آجي معاك تحت.. 


ومرة واحدة أخويه ظهرلي وخدني في إيده، إيده كانت باردة قوي قوي، سألته إنت سقعان كدة ليه؟ قال لي أن كل اللي تحت بيبقوا سقعانين كدة، وخدني ومشينا وفتحت الباب بالراحة من غير ما أمي ولا أبوية يحسوا، فضلت ماشي معاه لحد ماوصلنا لباب التلة، باب التلة العالية اللي فوق أنا أول ماوصلت هناك جسمي سقع وشديت إيدي من أيده وقلتله، أنا مش عاوز أنزل تحت ياعمران، وفجأة لما قلتله كدة لقيته زي مايكون أتحول وبيقولي عرفهم إني هنا ياعلي، وجسمه مرة واحدة إنفجر وطلع دود قدامي والدود شده لجوة الأرض.. 

_كل دة شفته بنفسك ياعلي؟ إنت مبتكدبش مش كدة؟ 

_لأ والله مابكدب، أنا عارف كويس قوي إن الكداب بينحدف في نار جهنم، لكن أنا شفته بنفسي، وممكن أخدك وأروح هناك، أنا، أنا بعد ماشفت كل الحجات دي وقعت من طولي عالتلة وبعد شويه أو لما النور نور، قمت لقيتني نايم عالأرض، رجعت بيتنا بالرغم من بعد المسافة عن بيتنا بس رجعت، ومن يومها وأنا خايف أتكلم وكل جسمي مدغدغ وكأن لساني مربوط مش قادر أتكلم خالص، حد ماسك لساني، هو أنا كدة تعبان ياشيخ؟ 

_لأ ياحبيبي، الأول تعالى كدة يابني تعالى في حضن شيخك.. 

ضم الولد وفضل يقول حجات من القرآن وكلام متنظم وأدعيه حلوة كدة قال عليها الرقية الشرعية، وطلع على برة وكأن معاه بشارة بحاجة، وبدأ يكلم أبو علي وعمران.. 

_أنتو ليكم أعداء في أي مكان ياحج؟ بتإذوا حد بتأذوا حاجة؟ 

_مش فاهم تقصد إيه ياشيخنا يعني؟   

_والله أنا قدامي بشرتين واحدة حزينه وواحدة كويسة.. 

_اللي هما؟! 

_أول واحدة الحلوة أني يعتبر لقيت عمران، وتاني واحدة إنه ميت مش عايش. 


 الأب بص للشيخ بركات بقهرة وأنا كمان بصيت له بحسرة وأمه بكت وقلت لأبو عمران: 

_إجمد ياحج أبو علي، إحنا كلنا أمانات عالأرض.. 

رد عليا وقال: 

_الحمد لله، كلنا أمانات عالأرض، ولدي حبيبي، طب هو فين يابويه إنت وهو! أدفنه بس وأكرم دفنته.. 


  الجو حوالينا بعياط الام والأب ووصدمتي أني سكت الشيخ بركات ودموعه نزلت على خده وقاله كلمه حلوة قوي 

_ربنا يجمعنا بيهم في الجنه هو وإبني، أنا ليا ابن برده سبقه عالجنة، من طيور الجنة هما الأتنين ياحج، يلا بينا وهات علي.. 

بص له بحرقه وكأن الشيخ بركات قرأ افكاره وقال له: 

_ماتخافش عليه، أنا حصنته كويس ياحج.. 

وخدنا بعضنا ومشينا لحد مكان ماقال علي، عشان نلاقي هناك المفاجأة لما سأل الشيخ بركات علي بعد ماقف وبطل مشي، 

_إيه ياعلي وقفت هنا ليه؟ 

_هو هنا المكان اللي وقفت عنده، هو هنا مكان ماقمت ولقيت نفسي.. 

_عمران جابك هنا؟ 

_أيوة جابني هنا.. 

وطلب الشيخ بركات فاس من العمدة وحبة ميه وبدأ يقرأ قرأن على المية، ووقف يرش شوية  عالأرض، وقال: 

_ماحدش يدوس هنا أبداً، هاااة، يامسهل الحال ياخالق الأرض والسموات.. 

وفجأة بدأت الارض في حتة معينة يحصل فيها حركة وكأن التراب نزل لتحت وضرب الشيخ بركات المكان دة وبدأ يحفر، وبعد نص ساعة حفر، طلع جثة طفل، الطفل اللي لما الأم شافت هدومه وقعت في الأرض وقعدت تصرخ بحرقة وتقول ياعمراااان! 

وسأل الشيخ بركات على تاني: 

_هو دة المكان ياعمران؟ كان لابس كدة قبل مايختفي؟ 

_أيوة.. 

بكاء الأم ودموعها هي  وعلي والأب وحالة الحزن دي قصرت علينا أنا والشيخ بركات وفضلنا متأثرين وفي حالة حزن ماحسيتهاش قبل كدة.. 

وبعد شويه لما عرفناهم مكان ابنهم وطلعت الجثة، الشيخ بركات فجر مفاجأة ماكانتش على بال حد.. 

_ممكن تجيب لي كيسة بلاستيك يا أبو عمران ضروري؟ 

_ممكن تفهمني في إيه ياشيخ؟ أنا مش فاهم ابني فيه ايه بالظبط؟ 

_هات الكيس بس.. 

وأخد الكيس منه وبدأ يبص في جثة الواد الصغير وقال: 

_الواد دة مش ميت موتة طبيعية، ده جنابه مفتوحة! 

_مفتوحة؟ مفتوحة ازاي يعني؟ 

_إبنك جنابه مفتوحه، الحمد لله صدق رسول الله، الحمد لله، مش هما،مش فعلهم دة،وأنا بقول إزاي في رمضان، أهو طلع بإيدنا احنا، بإيد البشر،بدأت الرؤيا تبان.. 

_فهمني يابا الشيخ بركات بس فيه ايه؟! 

_فيه لازم نكلم الحكومة دلوقتي حالا، وانت يابا الحج منصور تعالى لازم نطلع عالبيت التالت عشان أتأكد من اللي في دماغي صح ولا لأ.. 

وبسرعة رحنا البيت التالت وقابلنا أم الطفل التالت وبعد أسئلة كتير للست كانت الشرطة جت وبدأت تدور في كل مكان، ونزلنا للشارع أنا وهو وبدأ يتكلّم معايا.. 


_إنت مش هتروح بقيت البيوت تدخلها؟ دة لسة فيه يجي اربع عيال كمان ماعرفش بالظبط كام! 

_خلاص ياحضرة العمدة، ماعدش ليها لازمة، الموضوع مش موضوع جن وحاجة مجهولة زي ماحنا فاكرين، جثة عمران بينت كل حاجة، دي عمايل بشر ومالهاش دعوة لابجن! ولا بمسحراتي الجن، دي عمايل بشر ومجموعة فاسدة كمان.. 

_ايوة يعني هما مين وبيعملوا إيه،والعيال بياخدوهم ليه   وبينفذوا خطف العيال إزاي؟! 


_كل أسئلتك هجاوبك عليها حالا، 

وسكت شوية وبعدين صرخ: 

_الله أكبر، مسكوا تلاتة من القتلة مسكوا تلاتة منهم، مش قلتلك عاملة بشر؟!  

_يعني دول عصابة ولا إيه؟! 

_لأ دول من قطاعين الطرق، عصابة إجرامية وتشكيل عصابي، أنا مانكرش إني لما دخلت بيت الست الأولانية خالص إحترت وحسيت بوجود الجن، لكن لما دخلت البيت التالت أكدلي إن اللي بيإذيهم في قلب داره لازم يأذوه سواء في رمضان أو لأ، أنما البيت التاني هو اللي كشف لي كل حاجة  وعرفني الحقيقة، جسد عمران كشف لي كل حاجة.. 

رجع سكت تاني وبردة قال: 

_الله أكبر مسكوهم كلهم.. 

_ماتفهمني بقى بقيت الحكاية! 

_لا أنت هتفهم في المركز هناك، بس ليا منك طلب، لازم توعدني أنك لازم تنور كل الشوارع الضلمة اللي مالية الكفر دي وكمان البيوت عشان فيه أم من أمهات الأطفال دول ماهياش فاهمة حاجة، وأذتهم لما دلقت المية المغلية عن طريق أبنها اللي بيستحمى، عشان كده نور البيوت ماتإذيش الأهالي بسبب قلة الإمكانيات ياعمده.. 

_أوعدك ياشيخ بركات، أن اول حاجة هعملها بعد مانعاود من عند المركز كمان شوية، لازم أنور الكفر كله بالنور.. 


وبعد ماإتوجهنا للمركز وعرفنا إن الحكومة مسكت تمانية افراد من قطاع الطرق ومنهم الكبير أو المعلم اللي خطط لهم كل حاجة وهو دة اللي قررته الحكومة لأنه الراس المدبرة لكل حاجة، واللي أعترف بكل حاجة.. 

في اليوم الأول مع العيل الأول، أول طفل نزل من بيتهم خالص كانو هما بيخططوا لعملية سطو مسلح على بيت من بيوت كفر تاني من الكفور اللي جنبنا،وهما بيهجموا فشلت خطتهم وكانوا هيتمسكوا وهربوا على كفرنا، وطبعاً لأن الكفر عندنا كن  ، إستخبوا ومحدش حس بيهم غير أول عيل اللي أمه زي أمهات كتيره على جهل بخطورة الصوت العالي في الحمام وسيبان باب الحمام مفتوح على طول وغيره وغيره، أبنها إتأذى من غير، ماتحس وبقى بيشوف حجات في الشارع ممكن محدش يشوفها غيره، الواد شاف في الشباك حد بينده اسمه وشافه على انه المسحراتي، ونزل يجري وراه في الشارع واللي اصطادوه وهو تايه في الشارع، وببراءة الأطفال قالهم اللي شافه، ودي كانت فكرتهم كعصابة ومخططهم اللي مشيوا بيه،

ويومها: 

_بايننا اتكشفنا، فيه عيل جاي هيفضحنا، إتصرف ياريس.. 

_بس منك ليه ولا حد يتعتع من مكانه وأنا هتصرف..

طلع من مكانه وعمل نفسه واحد من أهل الكفر وقعد يكلم الواد.. 

_تعالى ياواد أنت أبن مين ورايح فين؟ ايه اللي نزلك لو حدك كدة؟ 

_آني أبويا ميت وعايش هناك مع أمي، ونزلت ورا المسحراتي، هو دخل هناك نهوت وديني له.. 


_أنت ماينفعش تروح له لوحدك، دة بعيد، اطلع خلي أمك تاخدك له.. 

_لا وحيات النبي عاوزة يقول إسمي وديني ليه دة هو قريب هناهنو .. 

_طيب، تعالى، تعالى إنت أسمك ايه؟ 

_احمد. 

_طيب ياأحمد تعالى بسرعة عشان نلحقه.. 


وجري هو وأحمد لحد بقيت العصابة اللي ساعة ماشافوة راحوا مكتفينه وربطوا بقه بدون رحمة ولا تفاهم وكتموا نفسه بمناديل وخطفوه وطلعوا عالجبل إتداروا فيه وعملوه وكر لأمانهم وعملياتهم الجديده، ومن هنا جت لهم الفكره بعد مااخدوا كل أعضاء الواد الغلبان وشفوها وباعوها وعشان يتداروا ويداروا على عمايلهم نفذوا فكرة المسحراتي زي ماحكاها الولد بنجاح، عشان كدة في الأول ماحدش إتوقع إنها تكون من عمايل البشر، خطة ملعوبة من شوية أبالسة أستغلوا طفل وخدوا كل اللي فيه من أعضاء باعوه ولقوا الموضوع مربح وحبوا يكملوا بنفس الطريقة، ومشي معاهم المخطط بنفس الشكل ورموا كل عيا من اللي بياخدوا أعضائهم في حتة عشان تشتيت الحكومة .. 

بعد القبض عليهم بأسبوع خدوا إستمرار على ذمة القضية وأقلها فيهم الإعدام طبعاً، وجه الوقت عشان الشيخ بركات اللي حل لنا القضية يروح، وكنت وقتها مش عارف أرد له المعروف دة إزاي.. 

_أنا مش عارف يابا الشيخ بركات من غيرك كنت عملت ايه صراحه، كان زماننا تايهين وبنخبط والله.. 


_أنا ماعملتش حاجة غير وجبي يابا الحج منصور، الحمد لله إن ربنا بيسخرلي عباده اللي يكشفلي الحقيقة في اللحظات اللي زي دي، وإلا كان زمان شكلي بايخ دلوقتي قدامك.. 

_ربنا يزيدك علم وبركات على علمك ياشيخ بركات، أرجوك ماتقطعش الإتصال بيننا وأنا من بعد إذنك يعني هبقى أسأل عليك كل فين وفين.. 

_يشرفني ياحضرة العمدة، يلا سلام عليكم، ماتنساش اللي قلته لك، نور البلد وزود علمهم بالعوالم التانية  ياعمدة، في رعاية الله.. 

وسابني ومشي وأنا باصم بالعشرة إن لولا فضل الله عليه وخبرته مع الحجات دي ماكنش كشف حقيقة الجريمة اللي هتقضي على أطفال قرية كاملة واللي بعد سنين وشهور حكمت على العصابة كلها بالإعدام ورجع كفر أبو حميد يمشي فيه الأطفال بأمان تاني،خصوصاً بعد ماعملت بوصية الشيخ البركة بتاعنا ونورت الشوارع بالبيوت كلها   .. 

#تمت...

تعليقات