القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

الفصل الرابع من رواية المال مقابل القلب لهاله الجمسي

 الفصل الرابع 

أغمضت سيلا عينيها، ثم قالت في لهجة تحمل الأسف:

ـ  السيولة النقدية زمان اختلف قيمتها عن الوقت الحالي،  زمان كان رصيدي في البنوك ليغطي  أي صفقة، مهما كانت وكان اي عائد مادي من صفقاتي بينضاف في البنوك بحس فيه بزيادة دلوقت الوضع اتغير  فرق العملات، والدولار الاخضر  اللي   عمل سعار في السوق عالم البزنس بقا فيه عقد كتير اوي، الصفقات والشروط وسياسة كل شركة و المورد و  وطبعاً انت فاهم ، الموضوع بقا زي الموج العالي كل ما تفكر أنه هدي خلاص يرجع يرتفع أعلى وأعلى من الاول جنون فعلاً، الصفقة اللي بحاول اخلصها حالياً  تلات  صفقات متداخلة، بينهم فاصل زمنى موزعين على سنة كاملة، يعني العائد مش هيظهر غير بعد سنة وشهر على الأقل  ومش معقول هطلب تلات قروض، لاني ملزمة بالسداد بعد أول شهر من القرض، كدا أنا حرفياً باعمل ل ذاتي قبر في عالم رجال الأعمال وبشتري  اشهار إفلاس بايدي ل نفسي٠


 كان فريد يستمع له سيلا في إهتمام شديد، بنت العم تمتلك عقل عملي من الطراز الأول هتف فريد في صوت به نبرة سرور خفي:

ـ أنا عندي الحل٠ 

صمتت سيلا دقيقة قبل  أن  تنتبه فجأة إلى كلمات فريد و تكمل:

ـ حفيدة كارم؟ 

ابتسم فريد وقال:

ـ ايوا حفيدة كارم مينفعش تطلب قرض من البنك٠

ابتسمت سيلا ولمعت عينيها وهي تقول في حنين حقيقي:

ـ  انت كنت عند جدي؟


هز فريد رأسه علامة الموافقة وقال:

ـ اسمعي يا سيلا، الوضع اللي انت فيه نفس الوضع اللي أنا فيه، وأنا كنت عند جدي وعرضت عليه مشاكلي المالية وهو وافق بديني المبلغ اللي أنا طالبة بس بشرط٠

سيلا نظرت إلى ماكينه القهوة بالمكتب نهضت من مكانها، سكبت كوبين، كان فريد ينتظر حتى تنتهى من صنع وسكب القهوة  وشعر ببعض الغضب   من تصرف سيلا، خاصة وقد بدأ يشعر أن  التمهيد إلى موضوع الزواج قد اقترب بررت سيلا تصرفها مثل من تقرأ افكار فريد:

ـ حسيت أن  احنا الاتنين  محتاجين  القهوة التركي٠


فريد قال في لهجة ساخرة:

ـ أنا بميل للقهوة المصري اكتر٠

سيلا نظرت له في عتاب  ثم تابعت:

ـ جرب القهوة التركية اكيد هتعجبك، ٠

فريد انتبهه فجأة إلى أمر القهوة التركية وقال:

ـ خطيبك من أصول تركية، إيان مش كدا؟ 

سيلا نظرت له ثواني، فكرت في أمور عديدة  قبل أن تعقب:

ـ  عايزة اسمع حل مشكلة الصفقات٠

ألقى  فريد نظرة على وجه سيلا الذي تهجم فجأة عينيها كان بها بريق حزن مما دفع فريد أن يتابع في تساؤل مليء بالفصول:

ـ انفصلتم؟! 

تمتمت سيلا في صوت منخفض وهي تحاول أن تنهى الحديث عن إيان:

ـ أنا اللي فضلت  أن الموضوع مش يكتمل علشان حاجات كتير، من فضلك يا فريد خلينا في  حل أزمة  الصفقات ٠


شعر فريد بان الأمور تبدو اسهل الآن قال في لهجة تحمل بعض التبرير  الحذر:

ـ سيلا ، حل مشاكل صفقاتك كلها مع شرط حطه جدي لي وليك٠


هتفت سيلا في دهشة:

ـ مش فاهمة٠


سرد فريد الأمر إلى سيلا في كلمات سريعة، صمتت سيلا دقائق، قبل أن تهتف:

ـ  جدي عايزنا نتجوز؟ أنا وأنت؟! يا فريد انت جاي هنا علشان تحل مشكلة صفقاتك انت، مش علشان اي حاجة تانية٠

ظهر بعض التفكير  على وجه فريد وقال:

ـ دا حل ليا وليك، جدي مش هيمانع في أي مبلغ اطلبه، مشاكلك هتتحل و مشاكلي  أنا كمان٠

هتفت سيلا في تعجب:

ـ ايوا بس دا حل ب شروط، تمام زي القرض، جواز ومش ضامنه هينجح ولا لا؟ كمان انا مش بفكر في الجواز في الوقت الحالي، كمان عمري ما بصيت لك غير انك ابن عمي وبس، فريد انت بتفكر في  مشاكلك وعايز ناس تانية تكون هي الحل  ٠


هز فريد رأسه علامة النفي وضع كوب القهوة جانباً:

ـ سيلا، أنا بحاول احمي الكل بالجواز دا٠


هتفت سيلا في لهجة اعتراض:

ـ تحمي الكل، فريد صعب جداً انك تقرر لي اني اتجوزك٠ 


هتفت فريد في صوت منخفض:

ـ  وأنا كمان نفس النظرة ونفس التفكير، بس جدك خلاص مصمم، هو اللي قرر لينا الجواز دا، ولو ما نفذناش له رغبته، أنا وأنت كل حاجة هتضيع، جدك محتاج حماية دلوقت، محتاج أن رغباتك تتنفذ، انت عندك استعداد أن حد غيرك ياخد ثروة جدك؟ جدك مش في امان، في ناس كتير بتحوم حواليه، والهدف معروف للكل هناك، ضياع ثروته، وهو في حالة عدم اتزان، يعني ل نقف مع بعض علشان نحافظ على جدنا و ورثنا يا كل حاجة تضيع٠


تمتمت سيلا:

ـ طيب خليني اتكلم أنا معاه، اكيد في حل تاني غير الجواز دا٠


فكرت سيلا قليلاً، ألقت نظرة على فريد في حين تابع فريد:

ـ 

  اسمعي يا سيلا، جوازي منك مش هيكون  جواز زي ما انت فاهمة،  جواز جواز مش ملزم ليك باي حاجة، جواز مع إيقاف التنفيذ، جواز على ورق وبس، هنقعد مع بعض فترة مؤقته،  الفترة دي هنحافظ على الجد هنحميه  نقول ست شهور،  ست شهور واحنا معاه هنبعد عنه  اي حد بيهدد ثروته، هنحاول نغير تفكيره  بعدها حد فينا يشتكي أن الحياة بينا مستحيلة، والطلاق هو الحل، وهو كمان هيوافق على كدا، لانه هيشوف أن حد فينا مش سعيد،  هنتطلق وأنت ترجعي ل حياتك،  وأنا كمان ،  وبعد  الفترة دي لازم جدي يكون تحت عيني  لازم أحافظ عليه  علشان مش يكون فريسة للخداع ٠


سيلا نهضت من مكانها وقفت خلف النافذة، ألقت نظرة على الشارع المكتظ بالسيارات، اصوات السيارات مثل ضوضاء في عقلها وأفكارها المكدسة، متداخلة متشابكة لا تعرف كيف تصل إلى بر أمان، وتابعت في صوت منخفض:

ـ اي اللي بيحصل دا كله حاجة زي حلم بعد يوم متعب بجد، صفقات كبيرة عايزة سيولة، وابن عمي الوحيد اللي مش بشوفه غير صدفة جاي جايب لي السيولة، بس معاها شرط جواز،  ولو وافقت هبقى مجنونة ولو رفضت اكيد هبقى مجنونة٠

هتف فريد وهو يلتقط نفس عميق:

ـ طيب خلينا في الجنون الأخف، اكيد هيكون هو الصح٠

ابتسمت سيلا وقالت :

ـ طيب خليني احاول مع جدي يمكن اوصل معاه ل حل، أنا عارفة أن جدي بيسمع لي وانا ليا عنده مكانة كبيرة ٠

اعترض فريد في حسم:

ـ  لازم انا وانت نروح بكرة نقول له أن إحنا موافقين على الجواز، لو سمع منك اي محاولة رفض  لرأيه معناها حرمان من كل حاجة، أنا حاولت قبل كدا كتير معاه، وهو مصمم على رأيه، الحل الوحيد اني ارجع بيك على البلد نكتب الكتاب هناك، مافيش حل غير كدا٠

تنهدت سيلا بصوت مسموع:

ـ فريد بجد أنا مش مستعدة لاي قيود٠

أقر فريد وهو ينظر لها:

ـ اوعدك مافيش قيود ولا هموم، اوعدك اوفي بوعدي معاك ٠


ألقت سيلا نظرة على الشابة التي د خلت المكتب فجأة ، السكرتيرة الخاصة بها وقالت في لهجة تحمل انذار:

ـ ميس سيلا، لازم نتصرف في خلال يومين أقصى حاجة علشان نفوز ب الصفقات في منافس ظهر ليحاول يسطو على الصفقات التلاتة٠

ألقت سيلا نظرة على فريد ثم قالت وهي تنظر للفتاة:

ـ اطمني يا شيري بكرة بالكتير  هيكون الصفقات في أيدينا، خلاص كدا٠


ثم ألقت نظرة على فريد وقالت في تساؤل:

ـ نسافر سوا بكرة!؟ 

هز فريد رأسه علامة النفي وتابع:

ـ لا مافيش،داعي للتأجيل أنا هروح اخلص اشغال في الشركة والساعة خمسة بالظبط نسافر ل  جدك سوا، صدقيني مش هتندمي٠


انصرف فريد جلست سيلا على المكتب تفكر في كل تلك الأمور التي تحدث، قالت شيري وهي تجز على أسنانها:

ـ تعرفي مين اللي داخل ينافس وعايز ياخد الصفقات؟ 

تطلعت سيلا نحو شيري في حيرة:

ـ المنافسين كتير، مين فيهم؟

شيري هتفت  في لهجة تحمل التعجب:

ـ بس دا مش منافس، دا اكيد خاين، ٠

هتفت سيلا وهي تفكر:

ـ قصدك مين؟ 

تابعت شيري في حدة:

ـ إيان، إيان الدوكي اللي كان::::

بترت شيري جملتها في حين أعقبت سيلا في صوت يحمل تحدي وعزم:

ـ إيان لينتقم مني  علشان رفضته، وعايز يسرق الصفقات، كويس اوي أنه ظهر وشه  علشان التعامل يكون واضح للكل٠


تعليقات