"الخامسه والثلاثون"
"وثــــالـــثــهــمــا الـــــغـــــرام "
"عاهدوني أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدوني أن لا تلهيكم عن ذكر الله.
عاهدوني إن وجدوتم مني ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شي فج أن تخبروني..
عادهدوني أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ "
وقفت "ملك" امام المرآه تحاول اغلاق الفستان من الخلف بعدما نسقت جميع زينتها التى ستحضر بها الحفل مع يونس وسط محاولتها التى وصلت بها الى نصف ظهرها، دخل اليها يونس متأنقا فى حلته السوداء وهو يقول متذمرا:
-لسه ما جهزتيش احنا اتاخرنا.
هتفت مسرعه لتوضح له المأزق الذي وضعت به:
-خلصت بس ممكن تقفلى السوسته
لم يكن يلاحظ روعة الفستان الفضي الذي يرسم كل منحنايتها بدقة واتقان لمعت عينه بإعجاب وكأنه يرأها لأول مرة،اقترب منها ووقف خلفها ليمسك بالسحابه المزعومه ومشي بها عكس الاتجاه لم يغلقها بل فتحها شهقت بقلق:
- ايه ما تقولش باظت.
ابتسم لانعكاسها بالمرآه وقال مداعبا اياها:
-انانسيت أقولك حاجةمهمه، أناما بعرفش اقفل سوست.
انتبهت لدعابته وضحكت قائله:
-احنا اتاخرنا ما تنساش
وضع يده حول خصرها وهتف دون اكتراث:
-مش مهم ايه هيفوتنى وانتى معايا؟
احتضنت يده التى حول خصرها وقالت بتاثر:
-ربنا يخليك ليا طول العمر
وضع طرف ذقنه على كتفها وتحدث برواق:
-هو انا لو أخدتك انهارده وطلعنا على اليخت واحتفلنا برأس السنة لوحدينا يجري حاجه.
نفضت رأسها وهتفت بدهاء:
-ايوا هيجري وبطل بقى تعطلنا انا مش هطير، انا قاعدة على قلبك ومربعه.
بسرعة البرق اختطفها من على الأرض ودار بها وتعالت ضحكاتهم معا .
اخيرا تحدث موضحا وهو يحملها بين يديه:
-هنروح الحفلة سواء هتشوفى ناس قلعه اكتر من اللى لابسه عايزك تكونى متأكده إنهم هواء انامش شايف غيرك ولا بحب غيرك هما مجرد ستات وإنتى الملكة
حديثه كان يخلل لها شعور بالقلق لما هى مقبلة عليه لكنها كانت الطمأنينة تغلب لأنه معها.
هتفت بتقبل ما قاله:
-حاضر يا يونس
تحولت نبرتها للحده وهى تحذره بطرف اصبعه:
- بس انت ما تزودهاش اقسم بالله بقى لو حد قرب منك هخليها سنه من غير رأس.
ضحك على تحولها وقال مستمتعا بمحاولتها السيطرة:
-حاضر يا معلمه انتى اتعلمتى الشر دا فين؟
رفعت كتفها واجابته:
-عشان حبيبى أعمل البدع.
عاد للامر ذاته قائلا:
-طيب ما قولتلك تعالى نروح نحتفل لوحدنا.
هتفت بيأس من التخلص من قبضته:
-السنة طويله نحتفل براحتنا يلا بقى اقفل السوسته بدل ما هروح بيها مفتوحه.
مسح انفه بانفها وقال معاندا:
-قولتلك مش اختصاصي اقفل أي حاجة.
"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا"
"بريهان"
صدق فادى ورأت والدتها وفاق تخيلها فى حالتها الصحية تحدثت اليها كثيراً اثناء طريقها الى قصر "الحداد " لكنها شعرت أيضا أنها لم تكتفي من الكلام
اختص لها "فادي" لها جناح مخصوص مجهز فى بيته واوصى كثيرا على راحتهم وتنفيذ كل أومرهم.
"بالغرفة"
جلست "بريهان" بجوار والدتها على الفراش وفاتحتها والدتها بنفس السؤال المتكرر:
-كنتى فين؟!
اذدرئت ريقها واجابتها وهى تحاول أن تبدو طبيعة:
- ما قولتلك يا ماما كنت مسافره
حدقت لها والدتها دون تصديق وهتفت:
-الجدع الحليوة برضوا قال كدا
ضمت بريهان حاجبيها وسألت متعجبه:
-جدع مين اللى حليوه؟
ردت والدتها مجيبه:
- اللى وصلنا بعربيته
اخر ما كانت تتوقعه أن تعجب والدتها بفادى فهتفت بعصبيه:
- حليوه! دا انتى نفسك حلوة اوي
ابتسمت والدتها وهتفت متسائله:
-ولا يمكن إنتى اللى نفسك لسه مسدودة منهم
امسكت بيد والدتها وتحدثت بلطف حتى لا تختلف معاها كعادتها:
-ريحى نفسك يا ماما انا عمري ما نفسي هتفتح عليهم وانا لو منك انا كمان هعمل كدا بعد اللى عملوا بابا فينا المفروض انتى اللى تقوليلي كلهم مصطفى أبو حجر مش أنا اللى أقولك
تعجبت والدتها وتحدثت بسخرية:
-انتى هتستهبلى يا بت ولا إيه؟ مصطفى ابوا حجر مين وزفت ايه على دماغك لا هو انتى فاكرة عشان اللى عمله ابوكى هسيبك تعنسي، اخلصى انا تعبانه وعايزة اموت وانا مطمنه عليكي.
مالت بريهان على كفيها وقبلتهم بعمق وقالت من بعدها:
-ربنا يخليكي ليا، انا كنت هتجنن عليكي وانا مسافره
كانت تدغدغ بالكلمة الاخيرة لانها لا تريد ان تعلمه بالورقة التى مضت عليها لانقاذها ظنا منها أنها تستطيع تسوية الامر بينها وبين فادى وكأن الامر لم يكن.
-ومين قالك انى كنت تعبانه، خدمة خمس نجوم وممرضة خاصة والجدع الحليوة دا كل شوية يطل عليا.
لطمت بريهان كفيها ببعض وقالت يائسا:
-لا لا حول ولاقوة الابالله تانى هتقولى الحليوة
"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا"
"لدى شوكت "
اوقف ابنه أمامه وهو يكاد يجذب شعره من رأسه من تصرفات والده الجنونيه يصيح بغضب شديد:
-انت عايز تجننى عايز تقضي عليا، جايبلى مصيبه لحد عندي بلوة مش على البال ولا ع الخاطر
تذمر فادى وهتف ممتعضا من تهويل والده للأمور:
- ما خلاص بقى يا بابا خلى عندك ثقة فيا شوية
كاد والده ان يصاب بالشلل التام وهو يحاول إفهامه أن ما فعله كارثة قد تلحق الضرر بكامل عائلته، زعق بجنون:
-انت حمار مجنون جنس اهلك إيه قولتلك الف مرة الوقوف قصاد "يونس الدهبى" زى الوقوف قدام قطر
قطر هيدعسنا تحت رجليه.
لم يكترث فادى بتهديدات والده كان معذورا لأنه لم يتواجه مع الحوت من قبل لذا يستخف كثيراً بتهويل والده وتصويره ليونس كأنه الشبح الذى لا يقهر
قال ببرود وهو يتحرك نحو الكرسي:
-انا حر أجيب مراتى فى بيتى ولا سي يونس هيدخل
كمان فى اللى مالوش فيه.
صاح والده منددا:
-انت مفكر إن حتة الورقة دى هتمنعه عنك اقصر الشر يا ابنى ومشيى البلوة دى هى وأمها من البيت.
أعلن " فادى "رفضه بكل حزم:
-مش هيمشوا واللى عندك انت ويونس إعملوا.
اقترب منه والده وصاح به:
-انا قولت للراجل بتاعه انى ماليش علاقة بيك ما تجبش رجلى وتجبهم البيت
نظر فادى اليه وقال محبطا من عدم ثقته به:
-اتبريت منى عشان خايف من واحد *****
تحرك والده من امامه وقال متجاهلا لؤمه له:
- انا اللى همشي واسيبلك البيت.
" جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا "
"بالحفل"
الصخب كان منتشر بالمكان لم تسع عين ملك مشاهدة كل شئ بسبب البهرجه فى كل اتجاه بالإضافة الى شجرة الكريسْماس الكبيرة التى بمنتصف المكان معلق عليها الزينه وأسفلها الكثير من صناديق الهدايا الملونه، تمسك "يونس" بيدها وهو يخطو الى الداخل لم يكن مجرد رجلا عادى يدخل الى حفل هو مدعوا فيه بل كان كمثل الشعاع الذى شق ضوء المكان ف لفت الانظار وسلب العقول، لاحظت ملك كيف ينظر الجميع اليهم والتقطت سريعا نظرات الحسد من الفتيات اليها والغيرة من الرجال ليونس، ابتسمت بخفه واخفضت رأسها
عندها أمرها يونس بحزم وهو يميل الى أذنها:
- ارفعى رأسك مافيش حد هنا أحسن منك عشان تطاطي.
حديثه جعلها ترفع رأسها تلقائيا بدعمه ووجوده هى اقوي ابتسم لاستجابتها واشاد بها وهو ينظر للمقبلين عليهم:
-good geirl
توالت عليهم الايدى لمصافحتهم والترحيب بهم وافسحوا الطريق لهم ليصلو الى الطاولة الخاصة بهم
حاولت"ملك"التعامل بالمكان بمثل ما يتعامل من حولها بمحاولت تقليدهم فى الامساك بالكأس والجلسه وقد انتبه "يونس" لما تفعل وحذرها قائلا:
-ما تقلديش عميانى كدا وسيبى الكاس اللى فى ايدك دا ما تشربيش منه.
سألته بتعجب وهى تنظر اليه والي الكأس:
-ليه يا يونس هشرب اللبن وانام؟
أجاب سخريتها بإبتسامة وقال:
- اشربي اللبن أحسن ما تشربي منكر
ضحكت على كلمته ورددتها بتعجب:
-منكر حته واحده.
مال الى الطاولة وسأل بسخرية:
-ايواحفل زى دا وناس زى ما انتى شايفه كدا هيكونوا بيقدموا ايه تمر بلبن مثلا سيبى الكأس من ايدك يا ملك.
لم تكن تستوعب فطرتها انها فى يوم من الأيام تجلس على طاولة كهذه وترأي الخمر الذي تراه بالشاشات وتستنكره منتشر بكل مكان، اتسعت عينها وتركت الكأس من يدها فورا
وظلت تنظر اليه بدهشه دون استيعاب وهو يحدق لذهولها المطول ويضحك على هيتها المصدومة.
قال باندفع:
-يا بنتى مالك اتخشبتى كدا ليه؟
سألته والفضول يملئها:
-وانت يا يونس جربت الحاجات دى قبل كدا.
مال برأسه لليمين وهتف ممتعضا:
-انا ربنا تاب عليا
اردف موضحا:
-زمان لما كان بيهلكنى الشوق ليكى كنت ممكن أعمل أي حاجةعشان اسكن الألم اللى بحسه كنت بحتاج افصل عشان أكمل خاصتا لو كنت لسه راجع من هناك.
التفت ببصرها الى كل النساء الذين يتحركون بملابسهم الفاضحه حولهم بكل مكان وسألت بقلق:
-ودول
أطاح برأسه وهو يعتدل فى جلسته:
- لاااا، قولتلك قبل كدا انتى عندى حاجه تانيه مستحيل أي حاجة تحل مكانها لو كانت مكانتك عاديه كنت هقولك بحاول أنساكى لكن انتى غير.
إطمئنت لقوله وأزاح قلقها، ابتسمت لحديثه وقالت:
-انت كمان رجل مستحيل يتكرر
ضيق عينه وكأنه تذكر شيئا وسألها:
-فاكرة يوم رأس السنة اللى فاتت؟
أجابته على الفور:
-أيوا فاكره، كل البيت كان بيتحايل عليك تيجي لكن انت رفضت وقولت عندك شغل
هتف مبتسما وهو يصيغ لها ذكري معينه بذلك اليوم:
-اتصلت بيكى الساعة ١٢ واتكلمت معاكى وبعد ما قفلت اتمنيت أمنية واحدة إنك تكوني معايا السنة الجاية، ما كنتش عارفه دا هيحصل ازاى أو بؤمن بالأمنيات كل اللي كان فى بالي إنى امشى فى كل الطرق لعل واحد فيهم يوصلنى ليكي.
تعمقت بالنظر له وقالت مبهوره من طريقته الخاصة بعشق لم تكن يوما تتوقعه،ثم تحدثت بتأثر:
-عارف يا يونس لو كنت اكدت ليا احساسي من زمان كنت وفرت علينا جهد كتير
وقبل ان يجيب عليها تعال صوت العد التنازلي فأشار بإصبعه وهو يقول مبتسما:
-استعدى وجهزي أمنيتك
مدت يدها الى يده لتمسك بها وهى تهتف بحب:
-أمنيتى الدايمه والأبدية هي إنك تفضل معايا طول العمر.
فجأة أطفأت الاضواء وانطلقت الصرخات المهلله معلنة انتهاء العام وبداية اخر جال حولها بعض الجلبة المصاحبة للظلام وفجأة شعرت بيد تحاوطها ارتبكت وهى تنادى بصوت لم تسمعه:
-يونس
اجابها ليطمئنها هامسا بالقرب من أذنها:
-يا عيون يونس
من بعدها شعرت بشفاه تطبق على شفاها ليعلن ببداية العام أنها أصبحت مُلكه.
اضاء النور مرة أخري ورأته بالقرب منها ابتسمت بخجل وهى تتطلع إليه وقلبها يخفق بقوة كان يبدوا طبيعيا وكأنه لم يكون هو الذي امتلكها بقبلة جامحه
لم تلتفت للجموع من حولهم ولكن الجمع كان ملتفتا لهم ومن بينهم تقدمت إمرأة نحوهم ومالت الى يونس لتحادثه عن قرب قائلة بالانجليزية:
-كل عام وانت بخير
اقترابها بهذا الشكل جعل فتيل الغيرة لدي ملك يشتعل خاصتا وعين المرأة لم تغادر ملك، وضعت يدها حول كتفه وكأنها تتحدي تلك العربية الصغيرة التى لا تليق بجلال" يونس " عندها ارادت ملك أن تريها من هي دون خوف او خجل وضعت ساق فوق الاخر وتعمدت أن يلتصق مقدمة حذائها المدبب بقدم يونس حركته ببطء من أعلى لأسفل فى حركات مغرية كي تجذب انتباه اليها على الرغم من ان المرأة تندمج مع يونس بالحديث فى بادئ الامر كان ثابتا لكن مع محاولات ملك المستميته لجذبه اليها دون كلمة واحدة أدار وجه لها و نبث فمه بابتسامة خفيفه وهو ينظر اليها لاحظت المرأة التى تشاركه الحديث عدم انتباهه
فوضعت يدها على وجنته وجذبته اليها، هكذا جنت على نفسها براقش فدفعت ملك بقدمها المرأة فى ركبتها من اسفل الطاولة فقفزت متأوه وهي تشكو ليونس بفزع:
-هناك شئ قذر اسفل الطاولة لكمني.
رسم يونس على وجهه الوجوم وسأل دون ان يبدو فاهما:
- انك تتوهمي ليس هناك شئ
نظرت لملك بضيق وقالت فى غضب:
-قذرة
هنا تدخل يونس زاجرا اياها:
-انتبهى لغضبك امامي
لم يرضي ملك ان يعطيها أي اهتمام وهتفت متسائلةببراءة :
-فى ايه يا يونس؟
وضعت يدها علي كتفه لتختم قولها بنظرة متملكة فى عين المرأة التى جال برأسها انها ستغلبها بما تبرزه من جسدها فى حين أن ما تخفيه ملك فى عقلها أقوى بكثير من أن تتحداه.
التف اليها يونس وابتسم قائلا:
-ايه البراءة دي؟
رفعت كتفها مستمرة فى تصنعها وقالت:
-انا ما أقصدتش خالص انا كنت بهزر معاك ورجلى غصب عنى جات فيها.
هتف والابتسامة على وجهه:
-bad gairl
اشارت المراة التى اغتاظت من تفوق ملك عليها الى اعوانها الذين اتوا على الفور ليتفوا حول يونس مرحبين بشدة ومهنئيا بالعام الجديد.
وهذا ما جعل حمرة الغضب تطفوا على وجه ملك وايدى النساء تصافحه وتقبله،ونظرة شامته من المرأة جعلت جنونها يستعر وقررت التدخل بطريقتها الخاصة.
حيث اقتربت من الطاولة لتدفع الكأس عنها مفرغا محتواه على فستانها إدعت وقتها الفزع وصاحت بأسف:
-يا خبر
التف يونس بانتباه شديد وسحب منديله ليمسح ما سقط على قدمها وبلل فخذها بالكامل اجلسها على الكرسي وحاول ان يخفف اثر ما طالها وهذا ازعج المراة المتطفلة بشدة رأت عينها الحمراء التى حولتها للساحرة الشريرة.
تحدث يونس ضاحكا وقد فهم اسباب تصرفاتها :
-كفايه بقى شكلنا هيبقى وحش
هنا ردت بلا اكتراث وهي تنظر اليه:
-يبقى انت كمان كفايه مش مولد وصاحبه غايب هو
سألها بنصف عين:
-غيرانه؟!
اتسعت عينها بتحدي وتحذيرمن الاقتراب من حدودها واستفزاز غيرتها، وقالت :
- جرب تاني وانت تعرف وانا أخليها سنة من غير رأس
اعتدل فى جلسته وهتف مستسلما لعدائيتها الذيذة:
-لا وعلى إيه خلينا بقيمتنا أحسن.
حاولن الفتيات التقرب منه من جديد لكنه أشار بيده موقفا اياهم بجدية عندها تراجعوا بحرج وابتسمت ملك للمرأة بإنتصار.
لم تنتهي ابتسامتها حتى وجدته يميل نحوها ويضع قبلة عميقة على وجنتها تبعها بهمسة فى أذنها بالغة الرقة :
- الملكة ما تتقارنش بالوصيفة ما بالك بالرخيصة؟!
اخفت ابتسامتها بعض طرف شفاها عندها أردف دون ان يلتف:
-أراهنك إنها مشهتقدر تكمل المشهد وهتمشي م الحفلة كلها.
تابعت المراة والتى انسحبت بالفعل غاضبة متوجه نحو باب المغادرة وضعت طرف اصبعها على فاها والتقطت المصورين هذه اللقطات الحميمية والتى ستذيد نسبة مبيعاتهم الي مائة بالمئة.
"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا"
"كريم"
الامور بينه وبين سارة كانت متوترة خاصتا بعد ما حدث ذهب ليجهز لها مفاجأة بمناسبة هذا اليوم لعل ذلك ينسيها ما بدر منه وبحثه عن ماضي انتهى
فتح باب غرفتهم وبيده صندوق متوسط الحجم وهو يحاول أن يكون باشا رغم حرجه الشديد منها،رمقته بمقت وأدارت وجهها عنه فهتف ليجذب انتبهاها:
- كل سنة وانتى طيبه يا حبيبتي
لم تجيبه واثارت النظر للفارغ عوضا ان تنظر اليه،اتجه صوبها ومد يده بهديته وقال:
-جبتلك هدية يارب تعجبك
لم تجيبه وأدارت وجهها الى الجهه الاخري ليلاحقها هو ويهتف مدعيا المداعبه:
- الله هو التقل صانعه ولا ايه؟
لم يجد منها ردا فحاول التقرب اليها والصندوق بين يده،وقال:
-ارجوكي يا ساره بلاش نكد انتى شايفه الوضع اللى احنا فيه
كانت تشعر بالقرف الشديد منه استياء وصل حد أنها ترغب فى صفعه، لكنها صاحت عوضا عن هذا متسائله:
-انت امتى هتبقى راجل بجد امتى هتبقى زى يونس مش ناقم عليه
اتسعت عينه فى استقبال هذا السؤال الجارح، ولم تكترث هى بصدمته لقد كانت تود رد الطعنة إليه فى رجولته وتذكر يونس كما طعنها بأنوثتها وذكر ملك
تقطعت اجابته وهو يحاول كبح جماح غضبه:
- ااا انتى بتخرفى بتقولى ايه؟
ردت دون اكتراث به او بغضبه:
-بقول اللى ماحدش هيقولهولك استرجل يا كريم!
التحدى فى عينيها كان يدفعه لتهشيمها رفع يده عاليا ناويا صفعها لكنها وقفت ثابته كالجبل لتقول محذره:
-اوعك تفكر حتى
تعلقت يده بالهواء فما جرؤ على المساس بها هتف لحفظ ماء وجهه:
-انا مش عايز نرجع تانى نختلف بس خليكى فاكرة انك بتستفزني
هتفت بإستياء:
-وانت خليك فاكر اللى قولته على ملك لجدتك
علم انهااستمعت لهم لكنه لم يجد عذرا لهذا سوى الهجوم على يونس، فصاح مندفعا:
-انا مش اقصد حاجه من اللى قولته كل قصدى ان ملك لما اتجوزتنى كان ممكن نكمل مع بعض لولا ان يونس الشيطان كان لاعب بدمغها ومعشمها بحاجات بنهم انما انابحبك انتى مش معنى ان يونس بيحل لنفسه كل حاجه يبقي هو اللى فى الصورة.
هتفت متلطفه معه:
-تعال يا كريم نسيب كل حاجه ونبدأ حياتنا احنا من غير اي ماضي تعال نفتح صفحة جديدة فى ارض جديدة.
سكت تماما ولم يجبها من الصعب على الشخص الذي كرس حياته ليجعل من نفسه ضحية ان يخرج من هذا الاطار بسهولة لقد رأي أن من الاسهل أن يلقى بفشلة على الآخرين وينال التعاطف مثلما ينال الناجح التقدير فهذا هو التكافؤ المرضي بالنسبة له.
"محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا"
"على اليخت "
وقف"يونس"يستعرض لملك إمكانيات هذا اليخت المكون من ثلاث طوابق باتساع هائل وسقف زجاجى فى الطابق الاخير وسهولة استخدامه واستقراره على المياه كانت معجبه به بشدة لقد رأت صورا كثيرة لمثل هذا ولكنها لأول مرة تراه على الطبيعه لاحظ يونس إعجابها به وهو يتمشي معها على سطحه اليلة مظلمه ولكن النجوم كانت تزين السماء مما اعطي للجو رمانسيه وسحر مختلف عندالتقاء النجوم بالمياه
لم تبقى بجعبتها السؤال وقالت بحماس:
-احنا هنقعد ولا هنمشي؟!
اجابها مماطلا وهو يضمها اليه:
-زى ما تحبي
ردت بتحير وهى تنظر حولها:
-المكان يجنن يهبل يا تري شكله ايه بالنهار فى وسط البحر
ابتسم لاعجابها وسعدبطريقة اعلان فرحها بطفولة شديدة،هتف مموها :
-تقدرى تأمري السواق يمشى بيه من هنا للصبح عشان تشوفى منظره
التفت لتنظر له بدهشة:
-قصدك ايه؟! وليه انت ما تقولوش
رفع كتفيه بخفه، وقال موضحا نيته:
-أصله مش بتاعى عشان اتحكم فيه، صاحبه بس اللى يدى الاوامر
ضيقت عينها وتعجبت من أحجيته وعادت تتسائل:
-يعنى مين صاحبه بقى؟!
اجابها قاطعا حيرتها،والابتسامه تلوح على وجهه :
- إنــتــي!!
توقف عقلها عن الاستيعاب وظلت تنظر اليه ببلاهه حتى أنها اشارت لنفسها باصباعيها وحركت رأسها دون تصديق،بالدلها الايماء بعيناه فصاحت مهلله:
- اوووه يا يونس كتير اووووي بجد كتير انا مش عارفه اقدملك ايه قصاد كل اللى بتعمله دا.
قربها إليه وقال وهو يمسك بيدها:
- كفايه ان ملك بس معايا دا عندى بالدنيا كلها.
عانقته بحب وهتفت وهى تنظر الى عيناه:
- انا عمري كله ليك ملك وقلب ملك وعقل ملك ملكك يا يونس.
حملها بين يديه ودار بها عدة دورات جعلها تشعر بأنها تمسك بالسحاب، وحين توقف قال بكل عشق وهيام:
-كل سنة وانتى طيبه ياأحلى إمرأة فى الدنيا وأهم إمراة فى الدنيا.
كلماته الساحرة كانت تجعلها تعيش دائما بالسماء تنتقل مع كل كلمة من غيمة لأخري حتى أنها تنسي احيانا أن قدمها لازالت بالأرض هتفت وهي هائمه بوجهه البديع :
- وانت طيب يا أجمل وأحلى حظ.
هتف وهو ينظر للمياه:
-ايه رايك نقضي اليل هنا والصبح أوديكى البيت وأطلع على الشغل
اجابته وهى تنظر لمايقابلها من اتساع المياه:
-زي ما تحب.
عاد ببصره اليها ليقول بحب:
-انا ما بحبش غيرك دا اولا ثانيا بقى لازم اجابة محدده انتى مستعده عشان تسوقي.
ضمت حاجبيها بعجب وقالت:
-ااسوق مش المفروض فيه سواق
رفع كتفيه قائلا باستهزاء:
-لأ طبعاً، مافيش هنا غير أنا وانتي معقول هاخد سواق وانا معايا مراتي فى نص البحر ليه؟ مَحرم!!
ضحكت وهتفت:
-بس انا ما بعرفش اسوق
حرر ها وأكتفي بالقبض على يدها وتحرك بها قائلا:
-أنا هعلمك
توجه معها لغرفة القيادة واجلسها امامه لوحة كبيرة لم تكن تفقه بها شئ وقف من خلفها وامسك بيدها ليستخدم يدها فى الضغط على عدة ازرار كانت مستمتعه بهذا حتى حول الامر هو الي قيادة تامة وتحرك اليخت شاققا عباءة المياه صاحت فرحا وهو متمسكا بها مع التقدم بدأ يعم الهدوء ويتضحح امامها اتساع لا اخر له كله من المياة استرخت فى أحضانه واستمتعت بالنسيم الهادئ الذي يعبث بخصلاتها ويده التى تحاوط خصرها باطمئنان واستكانه وراحة بعيدا عن كل العالم .
ليقضي ليلة تحت ضوء القمر وسط المياه لا يحاوطهما بشر فقط هو وهي وثالثهما الغرام.
"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا"
"باليوم التالي"
وبعد يوم شاق من العمل واثناء طريقة للعودةالي منزله بالسيارة اتصل "عزمي" عليه وطلب منه أن يفتح على احد الصفحات المشهورة فى الحال.
فتح "يونس" هاتفه ورأي والده فى بث مباشر، لمعت عيناه وتزايدت ضربات قلبه واسرع بوضع سمعات الاذن حتى لا يصل الى مسامع السائق شيئا مما قد يجرحه وقد لاحظ ان الجلسة بها عدة اطراف احداهم كانت "نجاح" أخت "ملك" ودار الحديث كالتالي
فريد تحدث متأثرا:
-بنتى من لحمى ودمي اخويا عمل فيلم كبير وضحك علينا عشان طمع فيها لا فى دين ولااخلاق ولا حتى راعا الاخوة
سأل المذيع والذى كان همه اشعال الامر للحصول على مشاهدات بعد وضع عنوان مثير يتضمن اسم "يونس ":
-يعنى انت مدرك ان اخوك خدع بنتك وادعى انها مش بنتكم عشان طمع فيها
ايدفريد كلامه وقال:
-ايوا البنت بنتى ومن صلبى عمل فيلم وقال لا دى مش بنتى ورشي اخت مراتى عشان تكذبها وتقول انها ما خلفتش.
اخرج الاوراق من جانبه ووجهها للشاشة وصاح:
-مش دى شهادة ميلادها وشهادة مدرستها ازاى بقى مش بنتى وادى روشتات الدكتور اللى مراتى تابعت عنده وكمان الولادة
تدخل منصور ليوضح اكثر:
- وادى اللى قال انها اختها اهى تقول الحقيقه لو كنا بنكدب.
اتجهت الكاميرا الي" نجاح"والتى قالت مسرعه بطريقتها الشعبيه:
- بص يااستاذ احنا مالناش غير كلمة الحق البيه اللى اسمه يونس دا جه لأمى وقالها هيديها١٠٠٠٠٠جنيه بس تقول اللى هيقولها عليه يقول ان البت دى بنتها وانها ما كانتش قادرة على مصرفها وانابوياالله يرحمه مش عايز بنات وتقول انها إديها للملجا وهو عليه الباقى
- واحنا غلابه وامى رضيت
سألها المذيع بدهشة:
- بسهولة دى رضيتوا
اجابته موضحه:
- ما كناش نعرف ان الموضوع كدا وانه عايزها فى الحرام والكلام دا احنا فى حالنا ومالناش دعوة
تدخل منصور من جديد ليشعل الفتنه اكثر ويحاربه بأقذر سلاح ممكن:
-لعب بالكل عشان يعمل اللى فى دماغه ماحدش كان يعرف نيته
عاد المذيع لفريد يسأله بفضول:
-قولنا يا استاذ فريد انت ما كنتش بتلاحظ حاجه عليه بينه وبينها
اجابه فريد وهو يميل بعنقه فى تاثر:
-ولا يجى فى بالي، انا كنت مفكر انه بيحبها عشان بنت اخوه يعنى هدايا ويتصل بيها، كان هو ما يحبش تقوله يا عمى يقولها ما تقوليش الكلمة دى ويتعصب يقعدها جانبه ياخدها معاه تطلع عنده اوضه كل دا ما كناش نعرفه ولا واخدين بالنا بنقول عم بيحب بنت اخوه زى بنته.
ابدى المذيع تعجبه وسأل:
-ازاى ما لاحظتش عليه حاجه غريبه يعنى طول حياتك معاه كان فى حاجه بتدل عليه انه كدا او ان ممكن يخالف الشرع والعادات
قال فريد محركا يده بعصبيه:
-ماحدش يقدر يعرف عنه حاجه من وقت ما سافر بقى غريب تطلع عليه اشاعات نقوله يا اخويا ايه الكلام اللى بيتقال عنك دا يقول اشاعات طيب يا ابنى سُمعتنا ومايصحش كدا يقول ماحدش ليه دعوة
لحد ما ضحك عليها واهو اخدها وسافر
تحدث منصور ليفرض نفسه بالصورة كى يضيف للامر المصدقية :
- دا بقالوا سنين برا لا دين ولا عادات اللى بيعوزه بيأخده والبت عاجبته ولاحلل ولا حرم
عاد المذيع يسأل ليستوعب الصدمة:
-يعنى هى ما رفضتش طيب ازاى قبلت تعيش معاه وهى عارفه انه قبل كدا عمها.
اجابت نجاح عن هذا الامر قائله:
-بلفها بالكلام، ما هى الشوية اللى قعدت معانا فيهم كانت بتيجى تقول يونس اشترى المحل اللى بشتغل فيه يونس بعت اكل ولبس لحد اليوم اللى ابويا تعب فيه ودخل المستشفى قالت انا رايحالوا وماجاتش تاني
واضاف منصور مبتسما بسخريه:
-وهو هيغلب يضحك على عقلها دا ينزلها نجمه من السماء هيعمل كله لمزاجه ومعاه فلوس يعمل
تدخل فريد ليقول:
-هو حد عارف هو بيعمل بيها ايه هناك ما يمكن باعها ولا اداها لحد
عاد المذيع لنجاح وسالها:
-انا عايز اسالك انتى كنتى قاعده معاها؟ هى كانت عندها شك انها اختكم او دى مش امها احكيلى كانت بتعامل ازاى الفترة اللى عاشتها معاكم
قالت بتوضيح وهى تعدل حجابها:
-خالص كانت مصدقه بس تحس كدا انها زى اللى شاربه حاجه مش طبيعيه لو كانت اختنا بصحيح كانت جات سألت على ابونا اللى قالها دا ابوكى
المذيع:
-ما سألتش على ابوها
نجاح بتاكيد:
-ما سألتش خالص ولا جات عزاه دى ماشيه وهو بيخلص لو هى بنته بصحيح ما سالتش من يومها ليه
يونس كان يستمع ويشعر بنصل بارد ينحر عنقه بلا رحمه،شعور مؤلم أن ترأي عائلتك وأقرب مالك يجذل من جسدك بلا رحمه يمد يده الي عنقك ويطبق بكل قواه إنها العائلة البلاء الأكبر إما أن تكون مصدر دفئك وأمانك وإما أن تكون مصدر ألمك ولعنتك بالدنيا، لمعت عينه واكتفى بما سمع اكثر من ذلك سيسحب سلاحه ويقتلهم جميعا بلا رحمه أما سيقتل نفسه وجع استقر بقلبه وأسكن معدته الالم لن يجد له دواء، لو عاينه كل أطباء العالم لم يعرفوا ماهي علته سيظل يتآكله الألم إلي ما لا نهاية.
عرف والده اين يضرب واين يؤلمه وحاربه بأقذر سلاح ممكن آلا وهو التشهير، وعلى الرغم أنه عاش طيلة حياته تتناقل عنه الاشاعات إلا أن تلك تحديدا هي ما جعلته يتألم بشكل مضاعف وأحبطته، فى غاية يأسه تمنى أن يذهب إليهم ويلقي بألمه اسفل أقدامهم ليدلوه عن طريقة كي يتخلص منه وإن أعطاهم كل ثروته.
اغلق هاتفه ليكتشف انه استقر امام المنزل من فترة طويلة يبدوا انه لم يلاحظ الطريق ولم يدرى أن السياره توقف والسائق ينتظر إشارة.
توقيت صعب في الدخول الى ملك بكل هذا الثقل الذي يطبق على انفاسه وروحه لكنه كان مضطرا فأين يذهب سوى لحضنها.
ترجل من سيارته ومشي بثقل شديد وجبل كبيريجثوه فوق صدره يجعله يتنفس بصعوبة، لم يجدسوى رابطة عنقه فدفعها عنه وحرر بعض أزرار قميصة،فجأة كبر مائة عام،نفسه ثقيل يجر قدمه، وجهه شاحب يصعب اخفاء كل هذا الحزن والالم الذي يفيض على ملامحه،ولأول مرة يفشل في التحكم فيما يظهره.
وما إن ولج من الباب حتى وجدها بانتظاره يبدو أنها ليست على علم عما يدور حولهم من اشاعات،ولا رأت الفيديو المقترن بهم عندما حاول تقبليها في غرفته قبل كشف الحقيقه وعرضوه مرارا وتكرارا كداليل لوقوعهم فى زنا المحارم لا يعرف من أوصله الى أيديهم ربما فريدحصل على هاتف حنان مع الاوراق الخاصة بملك من شهادة ميلادها وغيره،لم يكن فيه عقل ليفسر كل شئ يكفي هذه الفضيحه،وكذلك اختها التى نفت نسبها اليهم واتهام يونس بالرشوة لاثبات كذبتهم الكبري.
ابتسامتها البريية التى تستقبلة بها أخبرته أنها لا زالت فى غفوة عن كل ما ياكلهم احياء.
ما وجد سوى القابس ليغلق الاضاءة بالكامل حتى يخفى كل تعابيره عنها، أثار قلقها فتحركت نحوه وهى تسأل:
-يونس طفيت النور ليه؟
اعتقدت انها مازحه منه يخلفها شي غير متوقع لكن صوته المختنق البطئ جائها ليقتل تلك الفكرة تماما:
-عينى تعبانه شويه.
رأت حركته الزاحفه نحو الكرسي القريب فى الاضاءة الخلفية التى تتسلل عبر النافذة من الخارج، اثار قلقها فتحركت صوبه سريعا وهى تسأل:
-مالك يا يونس تعبان مالك؟
جلس على الكرسي ووضعا ساعديه على طرفي الكرسي بانهاك شديد وقعت عينه الشارده على هاتفها الموضوع على المنضدده القريبة.
مالت اليه متسائلة:
-مالك يا حبيبى انت قلقتى؟
اذدرء ريقة وقال بصعوبة:
-ما تقلقيش ممكن تجبيلى كوباية ماية من فضلك
-حاضر
قالتها باذعان شديد وكانت على اتم استعداد لتعطيه حياتها مقابل هذا القلق الذى يساورها عليه.
فور اختفائها من المكان قفز من مكانه ليسحب هاتفها وضغط زر الاغلاق ثم دسه فى جيبه وعاد الى كرسيه
لا يجب أن تعلم شيئا من كل هذه الشكوك التى تستهدفه هو أولا وستؤذيها لاحقا.
"جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا"
"بريهان"
للا زالت تحاول اقناع والدتها بأن فادى شخص عادى لديه شركه وهى تعمل معه وأنه ليس وسيما كما تدعي
ولكن والدتها رأسها عنيد وتأبي لسماع أي صوت سوى صوت رأسها
-على ماما؟! اومال الخدمة اللى كانت خمس نجوم من وقت ما قالى بنتك مسافرة وانا هستضيفك عندى عشان حالتك الصحية كل دا عشان بتشتغلى معاه،طيب دا وخلصنا منه اومال احنا هنا بنعمل إيه؟!
اجابت بريهان وهى تنهض من جوارها:
-يوووه احنا هنا كام يوم بس مش للابد.
قفز الى رأسها خدعه تقولها لها وقد تقنعها:
-مش ايجار البيت خلص هنقعد هنا لحد ما ندبر بيت تانى بقي.
هتفت والدتها وهى تضع يدها اسفل ذقنها:
-يا شيخه هو يونس ما دفعلناش الشهر دا ولا الراجل دا تبع يونس ولايكونش هو يونس؟!
تعلم ان والدتها تسخر منها فصاحت" بريهان" موضحه:
-لااا يا ماما ما انتى شوفتى صورة يونس
صرت والدتها على اسنانها وزعقت بغضب:
-بت انتى انا مش عايزة لف ودوران،جيبى من الاخر وقوليلى ايه حكاية الشغل الجديد وإيه حكاية الجدع الحليوة دا؟
صاحت بريهان وهى تضغط على رأسها بكلتا يديها:
-يااالهوى قولتك الف مرة مش حليوة.
طرقة سريعه على الباب عقبها دخول مفاجئ ل"فادى" الذى قال مبتسما وهو يقف مكانه:
-لا حليوة طنط ما بتقولش حاجه غلط
اتسعت عين "بريهان"وهى توزع نظراتها بينهم ثم قالت:
-اكيد انتوا مش متفقين تجننوني
دعته والداتها قائله:
-تعال يا حليوه
دلف للداخل والابتسامه على وجهه متسائلا بود حقيقي :
-اخبارك إيه فى اي حاجه ناقصاكي؟
نظرت الى" بريهان" وقالت:
-لا بس مش فاهمه ليه ما روحناش بيتنا وايه يجبنا هنا؟
اتسعت ابتسامته الودوده وهو يرد عليها بلطف:
- حضرتك بسرعه كدا زهقتى منى
ردت بتردد وهى تحاول ان تحذر السبب:
-لا.. بس عايزه اعرف
اقتربت منه بريهان وهمست له محذره:
-امي ما تعرفش حاجه اوعى تقولها حاجه
لم يعيرها انتباه وتحدث بأريحيه مع والداتها وكأنه يعرفها منذو زمن:
-انا خطفكم، عندك مانع
ضحكت والدتها معتقده انها دعابة من دعاباته المعتاده، اثار شك بريهان وكزته فى كتفه ليسكت لكن والداتها قالت:
-دمك خفيف من يوم ما شفتك.
استائت" بريهان" من اريحية والداتها معه وتسألت بضيق:
- هو انتوا متصاحبين على بعض؟!
اجاب هو يحدق اليها ليغيظها:
-مامتك الصراحه ست عاقلة اوى ولطيفه جدا وكانت عكسك تماما فى كل حاجه فإن جينا للحق دا يبقي شرف ليا لو قلبت صداقتى وعزومتى.
شعرت بريهان بحرج شديد واعتلى وجهها الغضب "فادى" وضعها فى مأزق بين قول الحقيقه لوالدتها واثارت فزعها أو كتمان الامر وتركها تتعامل معه على أنه صديق.
هتفت والدتها مرحبه:
-يا ابنى انا لو كنت خلفت ما كنتش هلاقى ابنى فى حنيتك كفايه انك كنت بتيجى فى نص اليل تطمن عليا وتجبلى العلاج حتى المرة اللى اتاخرت عليا فيها كنت بتأسفلى وكأنك كنت السبب فى تاخير العلاج فى الصيدليه.
كان هذا يذكر بريهان بالحالة التى شاهدتها بها فى الهاتف يفسر كيف ضغط عليها لتقبل بالامضاء على العقد المشؤم.
قبضت على راسغه لتسحبه للخارج غير هابعه بأي شئ سوي برغبتها فى فصل رأسه عن جسده.
تراجع معها للخارج وحاصرته فى الزويه ودفعت بإصبعها في وجهه وهى تهتف بنبرة حادة رغم انخفاض صوتها:
- انت بتلعب لعبه قذرة ابعد عن امى والا هيبقى اخر يوم فى حياتك
سألها والابتسامه على وجهه:
- هو انتى بتحولي انتى مش لسه قايللى جوه اخبى عليها
اجابته بعصبيه:
- ايوا بس مش لدرجة انك تتصاحب عليها المفروض انت عارف عملتك السودة اتكسف على دمك.
قال موضحا وهو يمسح وجهها بتفحص:
-مش فاهم برضوا ادخل اكرها فيا واقولها اني متجوزك عرفى غصب عنك؟!
نفضت رأسها بسرعه وحذراته قائله:
-ولا تحببها فيك ولا تعمل اي حاجه خليك فى حالك انت فاهم ويستحسن تخلينا نمشي دلوقت.
مرت احد الخادمات من جوارهم فابتسمت وانسحبت على الفور،لفتت نظر "ببريهان" وسألت قائله:
-مالها دى كمان؟!
نظر الى زاويته التى ضاقت من شرودها بالحديث والتهديد جعلت المسافه بينهم معدومه وابتسم ليوضح قائلا:
-يمكن عشان مش متعودة تشوفنى كل يوم مزنوق فى كونرر
انتبهت لوضعهما وتراجعت فورا منسحبه للغرفه والحرج يملائها، أغلقت الباب واستندت عليه بظهرها
فوجدت عين والدتها تنظرلها بشك، تنتظر تفسير لوجهها المخضب بالحمره ولهاثها،وسألتها بابتسامة:
-عملتي إيه في الواد الحليوه؟
ادركت وقتها أنها فرت من أسد لتمساح فقلب عينها وإدعت الإغماء.
.............. يتبع
هى ملكة _سنيوريتا ياسمينا أحمد"الكاتبة"
جميع الحقوق محفوظة لصفحة بقلم سنيوريتا
تعليقات
إرسال تعليق
اترك لنا تعليقًا ينم عن رأيك بالمحتوى