القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة


 عاهدوني أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدوني أن لا تلهيكم عن ذكر الله.

عاهدوني إن وجدوتم مني ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شي فج أن تخبروني.. 

عادهدوني أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️                                          


"التاسعة عشر "


صراخات والدتها "هبة"جعلتها تركض من نهاية الشارع إلى غرفتهم المتواضعه اسفل الدرج، بصعوبة شديدة استطاعت الدخول من وسط الزحام لترى ماذا لحق بهم في هذه الساعات المتأخرة، هلعت عندما رأت والدها متمدد ارضا، ومغمض العينين ووجه شاحب وامها منكبه عليه تصرخ بلا انقطاع، هرولت عليها ومالت بجسدها تسأل فى فزع :


-فى اى يا ماما ؟


ردت "هبة" وهي تكاد أن تجن:


-الحقيني يا ملك ابوكي وقع من طوله !!


استمع  الجيران إلى جملة واحده فقط "ابوكي" علقت بأذانهم، وتعالى الهمس والدهشة ان "ملك" هذه ابنتها وكأنها أخفت عنهم سر حربي لازما عليها قولها .

نظرت "ملك" إليهم وصرخت بهم :


- انتوا واقفين كده ليه ؟حد يكلم الإسعاف بسرعه ؟!


اداروا وجوهم عنها وكأنهم لا يسمعون، خرجت من بينهم وركضت لاقرب بائع كي تستخدم هاتفه لتصل بالإسعاف .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"فى القصر"

جلست "فاطمة" في وسط البيت حزينه على تفرقة ابنائها خاصتا بعدما اقنعت "حنان"فريد"بردها مما ازعج "عمار"  وجعله يتحاشى مواجهته في أى مكان .


جاءت "ليلى " وجلست إلى جانبها متعجبه من صمتها المستمر، وحالتها السيئه التي دخلت بها من فترة طويلة سالتها وهي تقلب بصرها في وجهها :


- مالك يا ماما حالك مش عاجبني ؟


تنهدت بحزن وجاوبتها بنبرة مشبعه بالألم :


- واللي بيحصلنا ده شوية ؟!


هتفت" ليلى" مؤمنه على حديثها:


- عندك حق  يا ماما، ده حتى حنان من ساعة ما رجعت لجوزها ما بقتش اشوفها نهائي.


تغضن وجه "فاطمة " كن ذكرها وتمتمت بضيق منها :


- حربايه.


لم تمنع "ليلى" فضولها وسألت بحذر :


-هو يونس ما بقاش يجي هنا ليه ؟ هو سافر ؟ علاقتة بملك يعني هيتجـ....


بترت "فاطمة" كلماتها قبل ان تضيفها ونهرتها بضيق :


-حسك عينك تقولي الكلام ده تاني "ملك" قدام الناس كلها بنت اخوه، ابني ليه مركز ومش أي حد لو كلمة من الكلام دا راحت هنا ولا هنا هنفتح على نفسنا باب مش هنعرف نسده .


سكتت" ليلى" متفهمه غضب حماتها النادر، حاولت تخفيف الأمر بإعلان خبر آخر لعل هذا يسعدها فقالت:


-عموما انا جيت اقولك ان  كريم قرر يخطب بنت زميلته .


نظرت لها "فاطمة" نظرة حزينه، واشدت اكثر فأكثر حتى بدأت الغيوم فى عينيها تتشكل فهرعت إليها لتربت على كتفها بحنان وهي تتسأل :


-فى اي يا ماما بس انا فكرتك هتفرحي ؟!


كففت "فاطمة" دموعها وهتفت :


-انا فرحانه بس مش زي فرحتي الأولى بملك ياريت كانت كل حاجه فضلت زي الاول، ولادي جانبي، واحفادى بيتجوزه من بعض، فوضت الأمر ليك يارب .


ربت "ليلى " على كتفها وقالت لتواسيها :


ـ معلش يا ماما ربنا يسهلها بقى في حياتها ويسهلنا احنا كمان .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

"بالمستشفى"


ركضت "ملك" بروشتة الدواء نحو الصيدلية واستلمت منها المسكن، وعادت نحو والدتها والتي تقف امام الطبيب المعالج ودموعها تزداد، سمعت حديثه عندما اقتربت منهم :


- للاسف حالته متأخره و الكلى مدمر لازم تشوفوا متبرع، والا هيموت 

سألته" هبه "بحذر ودموعها تتسابق:


-بقالنا كتير مستنين دورنا فى علاج على نفقة الدولة، بقالنا سنين واقفين فى طوابير ما بتخلصش مرة عشان العمليه والف مرة عشان الغسيل الكلوي. 


نفض الطبيب كتفه وطرح حل :


- حاولى برا في دكتور ممكن يراعي ظروفك ويخفضلك شويه بس لو استنيتي الدور هيموت .


تركت" ملك "ما بيدها مصدومه مما سمعت وكأن صفعتها الحياة ووضعتها امام تحدي جديد سيموت والدها بعدما وجدته، ورغم انها لم تشعر به كأب لكن هو أبيها الحقيقي لم تهنأ به ولم تلحق اكتشافه، شعرت بالعجز حيال وضعه وانخرطت فى البكاء.


انصرف الطبيب وانضمت والدها إليها تبكي بحرقة على زوجها قالت "لملك" بيأس :

ـ يظهر اخر المطاف يا ملك العشرة مش هاينه عليا .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"


"اليوم التالي "


لم يخفى على "يونس" شيء بخصوص "ملك" لازال يراقبها حتى وهو بعيد وبرغم انشغاله الشديد في عمله، وضيق وقته كانت لها أولوية غير مسبوقة لأحد .


دخل إلى الاتليه اخيرا بعد غياب دام الايام، عندما رأته "ملك" قفزت من مكانها فورا ثم عادت لتجلس لتخفى أثار لهفتها عليه، كان وجهه جامد وهو يضع يده فى جيبه يتبعه "عزمي" مرافقه الشخصي والمتعهد بحمايته.

وعندما رأته "بريهان " صاحت متهلله بترحاب  :


-اهلا وسهلا بسيادة الباشا الكبير المكان نور .


ابتسم  ل"بريهان " ابتسامة ودوده ثم تحدث إليها مباشره متجاهلا وجود ملك  :

-اخبار الشغل ايه؟


أجابته " بريهان "وابتسامتها لم تفارقها تنظر إليه نظرة فخر واعتزاز لم تخفى عن أعين ملك :


- كلوا تمام.


ركز على عينيها وسألها بتخمين:


-عجبك الشغل هنا ؟


ردت فى سرعه وامتنان:


-اومال هو فى احسن من كده انت ليك الفضل في اني اعيش مستورة بعد ربنا .


كانت عين "ملك" تغدوا ذهابا وايابا بينهم تحاول فك شفرات الحديث، وتشكك فيما بينهم لم ترتاح لها واذداد شكوكها انها لها علاقة وطيده به، واذداد شعورها بالضيق منها أكثر عندما اقترب منها "يونس" وسألها بتودد :

ـ مامتك عاملة إيه ؟


فرغ فم "ملك " ونظرت إليهم باسبهلال مستنكره على "يونس" هذه الرقة لو سمحت لها قواها لكانت قتلهم معا .


اشار "يونس" ل"عزمى"كي يغادر، ووقف هو قبال "بريهان " يتحدث إليها بحديث هامس لم تستطع "ملك" تفسيره او سماعه لكن "بريهان " بين الثانيه والأخرى تحاول التقرب منه وهو يتضح عليه أن لا يمانع.

 وضع "يونس" الحطب على كوكة النار واشتعل فى جنبيها نار الغيرة، صرت على اسنانها وهو تشاهدهم يتهامسون بهذه الحميميه حتى انتهى بهم المطاف بأن وضع "يونس "راحت يده على كتفها وعلى وجهه ابتسامة ودوده، لم تتحمل اكثر من هذا 

وانتفضت قائلة بغضب:


- ممكن استأذن ساعة ؟!


التف لها" يونس "وتقريبا هذه المرة الأولى التي يوليها وجهه من اول ما ولج، لم ترى فى وجه اي علامات ولا حتى الابتسامه التي منحها ل"بريهان" ليس لها نصيب من أي شيء يعطيه لغيرها؛ هي عنده منبوذة غير واضحه كل نساء العالم لهم قيمة عنها ينظر لهم دونها تجاهله يخلق بداخلها شعور بالنقص لا ينتهى .


سألها دون إطالة:


- هتروحى فين؟


حاولت الثبات وهي تكذب قائله:


-هروح لصحبتي هنا في نهاية الشارع.


اخفى غضبه من كذبها وادر وجه عنها تستمر بإيذاءه وكأنه أخر أعدائها على الأرض، ولاول مرة يتركها تفعل ما تشاء تحت عينه وبرغبته رغم أنه قادر على منعها لكنه قرر سحق مشاعره كالعادة حتى ترضخ له وتعلن استسلامها .


اخبرها دون أن ينظر إليها :


-اتفضلي ما تغبيش.


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑

"لدى فريد" 


جلست "حنان "إلى جواره وسألته بضيق:


-انت هتفضل قاعد كده ؟وسايب الشركه لوحدها ؟!


ارتسم على وجهه علامات الأسى واجابها بحيرة :


-وانا أعمل ايه يونس شالني من مجلس الإدارة !!


لم تهتم" حنان" بشيء سوى الاستلاء على ثروة" يونس" والانتفاع منها من أجل والدها "يوسف" لذا هتفت بإصرار:


- شالك من مجلس الإدارة بس انت لسه اخوه والحارس الامين على مالوا، ولا هتفضل قاعد كده مستني المصروف ؟


اتضح على صوته الانفعال وهو يدير وجهه عنها :


- اي الكلام اللي بتقوليه ده ما تحسني ملافظك ؟!


حاولت "حنان" تدارك الأمر وعادت تتحدث بالين :


-اسفه يا حبيبي، بس انا غرضي مصلحتك، اخوك قاعد هنا بقالوا فترة وما سفرش، غير كده نقل اغلب الناس اللي شغاله معاه اسكندريه طيب والشركة اللي هنا نسيبها للعمال ينهبوها قوم امسك مكانه لحد ما يرجع افتكر انه هيفضل شيالهالك طول العمر .


فكر "فريد" في حديثها المنظم وبدى مقتنعا به التف يسألها بتشت:


-هو مافيش أخبار عن ملك ؟ 


ارتبكت من سؤاله الذي يفتح النار عليها ويوصلهم دوما إلى طريق مسدود، لكنها جاوبت  باقتضاب :

- ما أعرفش .


نظر إليها بتوسل وكرر نفس السؤال الذي يتمنى له إجابة تشفي قلبه:


-بالله عليكي ريحيني كلام يونس صحيح ملك مش بنتنا، انا مش قادر انساها ما بتغبش عن بالي نفسي ارتاح هي بنتي، ولا مش بنتي ؟

 

قفزت  من جواره وتشابكت اصابعها لتخفي جم مشاعره قائلة بنبره عصبيه:


-يووه ما قولتلك أنا مش قد اخوك كل اللي قالوا ممكن يتزور حتى تحليل dne اللي بيقول عليه .


نهض من خلفها وسأل والجنون يكتد يتملكه:

-انا بسالك انتي.. انتي خلفتي ملك ؟


تشنجت من سؤاله وروغته قائلة بغنج:

- مش فاكره ؟


اجابتها محيره لكنه كان لا  يريد تصديق أن "ملك" ليست بإبنته، لقلة حيلته فى أخذ القرار الحاسم يريد "ملك" ولا يريد تصديق أن "يونس" اخيه طعنه في شرفه الأمر اكبر من التصديق .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"لدى فاطمه"

لهت نفسها بالسؤال عن خطوبة "كريم" والتحدث مع "ليلى":


-ومين اللي هيخطبها دي ؟


اجابتها "ليلى" وهي تلوي جانب فمها :


-سارة زميلته في الجامعه .


تعجبت "فاطمه" من تعبيرها الغير راضيه فسألت بتخمين:


- بنت ناس كويسين  يعني؟ 


اجابت" ليلى" باقتضاب:

-ايوه.


صاحت" فاطمه" في تعجب:


-اومال مالك مش مبسوطه ليه ؟


تغضن جبين" ليلى" وهي تفصح عن مكنون صدرها لحماتها قائلة:


-هيمشي ناوي يسافر يكمل دراسته برا وهياخدها معاه .


انتقل شعور الحزن ل"فاطمة" وردت :


-لا حول ولا قوه الا بالله خلاص البيت هيفضى علينا.


تحدثت "ليلى" اسفه على احزانها وزيادة المها :


- معلش اني ضايقتك يا ماما؛ انا هخلي ابوه يحاول معاه.


نفضت رأسها بيأس لن يستطيع أحد ضبط هذه العائلة سوى"يونس"وأين هو الآن، يركض خلف طفلة قلبت كيانه وحولت رصانته لجنون سكتت قليلا ثم هتفت بفزع:


-انا ازاي قاعدة ساكته كده ؟

كلميلي حد يوديني "ليونس".

 

تعجبت "ليلى" من طلبها المفاجئ وسألتها وهي تلوي عنقها :


-عايزه تروحي ليونس ؟


صاحت فاطمه مؤكده:


-ايوه هروح، خلي حد من الحرس يعرفلي مكانه بس خليه يجي يشوف الحال المايل اللي هنا .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑


تجمع الأخوات عند "هبة" و"عطا" ليطمئنوا على أبيهم، الغرفة كانت ضيقة لا تسعهم ابدا، وبدوا الأربعة وكأنهم فى زحام.

تحدثت "مروة "لوالدتها وهي تنظر لوالدها الغافي دون حول ولا قوه:


-يعيني عليك يا ابا عشت شقيان وهتموت غلبان !!


اعتلا الجميع حسرة وحزن وساد بينهم الصمت حتى قطعته "نجاح" بفكرة :


-الا صحيح يا اما بنتك ملك مش كانت عايشة عند ناس اغنياء ما تقولهم يمكن حد يساعده ؟


سرعان ما طرأ فكرة اخرى على بال اختها "منى "وطرحتها قائلة:


-ولا تجوزلها واحد متريش ينغنغنا كلنا ؟!


نظرت "هبه" لها فى حيرة ومطت جانب فمها مجيبه:


-اختك دي وش فقر زيها زي الفقر اللي احنا فيه .


مالت "سمر" لتستفسر فى فضول:

-ليه يا اما ؟


لم تستطع "هبة" كتم شكوها من ابنتها المستحدثه والتي لا تفهم أن المال أولا ومن ثم السعادة، تحدثت بضيق:


-البت مش عايزه تدي ريق عدل للراجل اللي جابها تقولي بيلعب بيها 

شهقت" نجاح" واستطرت بسخط على تصرفات اختها :


- ليه بقى ان شاء الله هي هتأمر مستنيه مين يجي تاني ؟


هنفت "هبه" وهي تنهض من بينهم :


- بقولكم ايه انا مش هخلص من كلامكم  خلينا في المهم انا الصبح هروح ادور على جمعية خيرية تساعدنا ولو ما كانش يبقى ربنا يدبرها.


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑


"عند ملك "

ركضت بخطوات واسعة نحو محل "يسري" وما إن رأها تدلف من باب المحل حتى تهللت أساريره وتوجه نحوها قائلا بترحيب:


-اهلا اهلا المكان نور .


حدقت فيما حولها لتجد على كرسي إمراة تصفف شعرها وتنفذ اكثر من جلسة سواء باليد او بالقدم .

تدقيقها فيما حولها جعله يسألها بإبتسامة:


-ايه عجبك المكان ؟


لم تتزحزح الدهشة عن عينها وردت وهي لا تزال تنظر حولها :


-انت بتشتغل هنا ؟


اجابها وهو ينظر إلى ما تنظر ويقترب منها :

- شوفتي بقى يا ستي .


سكتت فتأملها قليلا ضاما حاجبيه باستغراب برأيه سؤال مُلح لن يهدأ حتى يطرحه وعندما التقت عينها بعينه حان وقت طرحه:


- انتي جيتي ليه؟


شعرت بالخجل فأخفضت رأسها، وأمسكت بأطراف أصابعها لتهدأ من قلقها ثم ردت بارتباك:


-اصل اصل .. صاحب المحل جه وانا اضيفت وما عرفتش اروح فين فــجــتلك .


دقق النظر بعيدا ليتذكر وعلى الفور اجاب :

-اه الجدع إياه، عملتي خير ؟


مد طرف أصابعه ليتلمس طرف ذقنها ليرفع وجهها وسأل بلطف بالغ:


-إيه اللي ضايقك؟


نفضت رأسها كي تتخلص من اطرفه واجابته دون توضيح:


-أهو اضايقت وخلاص.


ابتسم لها وحثها قائلا :


- تحبي احنا كمان نضايقه؟


كان سؤال شرير وكانت تحتاج لتكون شريره معه الغيرة هي الوحيدة القادرة على خلق من الضعف جبروت .

لم يكن إيماء قصيرا بل  كانت تأشيرة ل"يسري" ليحولها لشخص أخر، ابتسم لها وامسك بيدها ليوصلها إلى الكرسي، ومن بعدها جلست هي بمقابل المرآه وقف خلفها وظل يدرس تفاصيل وجهها ليرسم خطتة امسك بخصلات شعرها واطلقها من عقالها ليرتمي خلف ظهرها شعرها الطويل والذي يتعدى منتصف ظهرها، خلل اصابعه بينه ليخلل الهواء من تحته  ويتفخ اكثر فأكثر ..


حدد "يسري" هدفه ورسم اللوحة التى تليق بها ومن ثم هتف بجملة ختامية:


- سيبي كل حاجه عليا .


لم تعترض فقط نبهته وهي تنظر له عبر المرآه:


- قدامنا ساعه . 


تركت نفسها إليه وبدأ فى التهور أمسك بالمقص وقص شعرها الطويل إلى كتفيها اكثر من نصفه ذهب مع الريح وسقط أسفل قدمها، كانت مرتاحه لهذا الشيء، وتشعر بتحسن كبير مما شجع "يسري" في الإستمرار فى تغير شكلها ونزع رداء البراءة عنها والكشف عن أونوثتها الخلابة اقترح عليها وضع بيرسنج جانب شفاها من أسفل في عملية صغيره وسريعه لن تؤلمنا قط؛ لم تفكر كثيرا قبلت بهذا وبدأ فى تركيبه إليها فى طرف شفاها، فرح بإستسلامها وكذلك بالنتائج التي وصل إليها حتى الآن صفف شعرها ونظم حاجبيها ليرفعهم على شكل نصف قمر مستدير ووضع لها روج احمر ومن جانب عينيها خط من الأسود الفاحم الذي برز جمال عينيها وسحرهما وفي غضون ساعة كانت "ملك " أخرى، هتف سعيدا بالانجاز :


- شوفتى القمر بقى كده ولا الاول ؟


 سؤال " يسري" جعلها تحدق بأعين متسعه للمرآه غير مصدقه هذا التحول الذي طرأ عليها وحولها من مظهرها الطفولي إلى أنثى كباقي نساء العصر وخاصتا كل من هم حول "يونس" ويوليهم اهتمامه ونظراته، كانت تود أن تطير إليه لتريه ما أصبحت عليه وأنها اصبحت شبيه بكل من يحدق بهم عداها .

قفزت من أعلى الكرسي واقتربت من المرآه وهو تعبث بخصلاتها التي تجري اسفل اصابعها أينما أرادت التفت إلى "يسري" وشكرته بحفاوة :


-انا متشكره جدا مش عارفه اقولك ايه ؟

دقق النظر بها غير مصدقا التحول الرهيب الذي جعل منها نسخه من بوستر اعلاني ورد بسعادة:


-انا اللي مش عارف اقولك إيه ياريت كل يوم يجينا واحده حلوة زيك تفتح نفسي على الشغل.

 

تقبلت غزلة الصريح بابتسامة لم تسمع هذه الكلمات من شخص تريده، لم تجد ما تجيبه به ودعت لتذهب إلى معذبها الأول؛ الرجل الذي تمنت طيلة حياتها أن ينظر إليها نظرة إعجاب او حتى يوليها بصره،

ان ترى منه تفاعل حقيقي غير ذلك الذي رأته فى أضيق الحدود عندما كانت إبنة أخيه وفقط عندما كان يخرج عن شعوره .

مشت بالشارع بمنتهى الثقة تتخيل نفسها وهي تدخل إليه وهو ينظر إليها، بهيام ويغازلها بكلمة واحده واحده فقط كانت تكفي ومن بعدها هي سوف تريه مراره الرفض وتنهره .


"بالاتليه "

وقف مع "بريهان " ليتحدث معها بحريه أكثر :


ـ المهم ما حاولتيش تتصاحبي عليها وتفضفضلك ؟


اجابته "بريهان " وهي تحرك كتفها :


ـ حاولت طبعا بس كل لحقتها فيه يوم وغابت هي يومين عشان باباها. 


زفر بيأس فلقد نفذ صبره وضاق صدرة من طول العناد، لاحظت "بريهان " حالته وقالت لتهدئه :


ـ اصبر إن شاء الله هتعقل .


 زعق  محذرا :


ـ خليها تبعد عن الولد ده احسن لها، انا مش بضايقها أهو لكن اقسم بالله لو اتعاملت معاه تاني؛ ما هعترف بأي حاجه.

  

اشارت اليه بريهان بكلتا يديها بعلامات الصبر .


"بالخارج "

وصلت "ملك "وخطفت انظار الجميع لكن الدهشة كانت من نصيب كل رجال "يونس" المتكفلين بحراستها من بعيد تبادلوا النظرات بينهم بصدمة من تحولها المفاجئ ،حصلت على غايتها حيث رأته بالشارع

يقصد سيارته ناويا المغادره يشعل سيجارة ويتحدث إلى "عزمى " سرعت خطواتها متعمده الوصول لتريه كم تحولت .

من جانبه كان يتحدث مع "عزمي" والسيجار بين أصابعه:


-الشغل هناك محتاجني وفي كام مشروع هناك واقف انا هسافر بس مش هرجع خالص دلوقتي، هخلص شغلي واستجم، انت خلي بالك على الوضع هنا بالذات هنا مش عايز أي مشاكل .

وعلى ذكر المشاكل أثناء حديثه رأها مقبلة نحوهم فرغ فاه وهو يعاينها بمظهرها الجديد نجحت فى إلفاته،  لكنها لم تعرف ما تكلفة هذا، قبض على سيجاره غير هابعا بالنار المشتعل بطرفها وأطفأها فى كفه، سعدت "ملك" بالتفاته إليها مبدأيا لكن عندما إقتربت ورأت جم الغضب بعينيه تتحول سعادتها لقلق، وأسرعت خطواتها كي تدلف إلى المحل قبل أن ينهرها بوسط الشارع.


تقدم ورائها بغضب ساحق وأسرع "عزمي" لتهدئة وهو يمشي بجانبه :


- بلاش ارجوك لو اتصرفت اي تصرف دلوقتي هنرجع عشرة لوراء .


توقف "يونس" وتحدث من بين أسنانه بحده:


-اقف مكانك واياك تدخل المحل مهما حصل .


تجمدت قدماه امام نظرتة القاتمه التي دحجه بها، يعرف "يونس" من سنوات ورأه في حالات كثيرة لكنه لايفقد صوابه إلا نادراً ومن بعدها يخرب كل شيء دون تردد وكان للمسكينه هذه نصيباً من هذه الندره.


دخل خلفها فالتفت سريعاً تحدق إليه بريبه، عيناه كانت لا تبشر بخير والغضب البادي على ملامحه يوشك أن يخرج عن طوره، وقفت "بريهان" تبدل النظر بينهم بقلق بالغ فزعق بها دون إن يحيد بصره عن كملك" :

-إطـــلــعـي بــرا .


خرجت سريعاً ووقفت "ملك" توشك أن تميد بها الأرض من فرط الفزع، حاولت أن تتبع "بريهان" لكنه كان الأسرع في القبض على راسغها هنا أدركت أن " يونس" لم يعجب بالأمر وأنها هي أيضا لن تعجب بالأمر، جذبها للأمام ليغلق الباب عليهم، ثم تراجع يدفعها بالحائط من ورائها، لحظات اختلطت أنفاسهم ببعض وعينه تجول بوجهها كانت تتمنى نظرة منه قديما؛ الآن تمنت لو لم يفعل أبدا هذه النظرة ليست كما تتمنى .

نبث فمة بغضب وفكه يهتز  بعصبيه :


-انتي  ليه مصره تعصبيني ؟


انعقد لسانها وتكهنت انها لن تتحدث للأبد، حتى لكم الحائط بقبضة يده بعصبيه عدة مرات وهو يصرخ بملئ مافيه من غضب:


-لــــيــــه ؟


ارتعش فكها وهي تحاول اجابته، وخرج صوتها متقطع بسبب الألم الذي يسببه لها بقبضة يده الغليظه على راسغها:


-أنا ما عملتش حاجه ؟


لم تهدئه كلماتها بل بالعكس جعلته يهتاج أكثر ويسأل والجنون يكاد يترك له مقعده:


- قصيتي شعرك ليه ؟


قلبت بصرها به وخشيت أن تسكت فيزداد غضبه لذا، جاوبت بهلع من حالته التي اول مرة تراه بها طيلة حياتها معاه:


-عشان عايزه كد...


جحظ عينه والمسافة بينهم تكاد لا تكون فقطمت كلماتها واستمر هو بالانفعال وكأنه لا يدري ما يفعله؛


-انا مش عايز كده ؟


رفع يده ووضع طرف بنانه على جانب شفاها تحديد على ما يسمى بالبرسينج وصاح بغضب أكبر :


-وعاملة في نفسك كده ليه ؟ ايه القرف ده انتي خلاص مخك ضرب ؟!


عادت طفلة صغيرة تحت سيطرته بالكامل، نفضت رأسها لكي تخفف وطأة غضبه التي بدأت ترعبها، اخيرا ابتعد عنها ولكن بدأ بدفع كل ما يقابلة بقوة يركل ما يأتي تحت قدمة ويسب ويلعن بشكل فظيع لم تعتاده منه :


ـيخربيت الساعة اللي شفتك فيهاxxxxxغبائك ماشوفتش حد متخلف كده، انتي  XXXXX

جسم غزال على رأس حمار xxxxxxالغباء ..


كان غاضبا بشدة منها وحزينا على شعرها الذي قصته دون أن يكتب له  أن يلمسه حتى، اشياء كثيره وئدتها مع شعرها هذا، احلام طويلة شوهتها عندما قصت شعرها كان يحلم كثيرة بأن يمشطه لها لكنها حرمت عليه ذلك قبل أن يكون، وئتها "قــبـــل أن يـــعـــرف شـــعـــور الانــســـان وهــو يـــلــمــس رغــبــة قـــــد عـــاشــهـــا ســـنـــوات فــــي خـــيـــلاته " إلى متى سينتظر بعد كي تــكـــون مـــلـــكـــه.


"بالخارج "

استمع "عزمي" إلى صوت التكسير والفوضى التي يحدثها "يونس" وتغضن جببنه وهو ينظر يمينا ويسارا سألته" بريهان" والتي شاركته نفس القلق :


-هو في ايه بيحصل جوه ؟!


انتقل بصره إليها ثم اجابها "عزمي" يائسا  :

-امشي يا بريهان اعتقد اليوم خلص على كده .


توقفت قليلا دون فهم فكرر بعصبيه:


-المحل اتكسر إي مش سامعه ؟


وقبل أن تستدير  على عقبيها وتقررت الرحيل قالت ل"عزمي": 


-قول ليونس إن اللي عمله برضو غــلـــط. 


أومأ "عزمي" بالقبول لكن بعد ما يحدث لايعرف كيف سيفاتحه في أي شئ يخصها دون أن يهدم كل ما حولة. 


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑


"بالدخل "


اتجه" يونس" صوبها فهرولت إلى بعيد تحاول الهرب منه لكن لا مفر احتجزها وهو القادر عليها، صرخت عندما نال منها وحاوط ساعده خصرها وهي تركض برعب منه، هجم عليها فصرخت بفزع كانت كالدميه فى يده بفارق الحجم والطول بينهم اقترب منها وانفاسه لاهثه ليهتف بنبرته الرجوليه العميقة:


-انا صبرت كتير بطلي تستفزيني؛ صبرى هيخلص وهبقى واحــد لا انــا ولا إنـــتي نــعـــرفـــه، اقسم بالله يا ملك لو سبت نفسي عليكي ما هتخرجى من غرفة الأنعاش.


الخوف كان شعور لا يذكر أمامه وهو يقبض على ذراعيها لأول مرة تسمع منه هذا الكلام، وتراه بهذه الحدة   ظلت حبيسه تحت يده فإبتعدت بعنقها عنه، وتململت للتخلص منه لكن لا فكاك هو قرر أن لا يتركها، أدارها إليه كانت بخفة الريشه بين يده وتمسك بخصرها بقبضة واحده لأول مرة يكون معها بهذا الشكل ولأول مرة يكن فى حالة يصعب تفسيرها او السيطرة عليها، لم يهتم بقربها بالاصل توقفت كل مشاعره إلا الغضب عمى تماما عن أي وضع وضعها به، هو الذي حرمها على نفسه لسنوات الآن وضعها بوضع حرج، رفع يده الأخرى على طرف شفاها وحاول نزع الخرزه المعدنية.

صرخت متألمه من قبتضها سواء التي تحاول نزع البيرسنج بالقوة :

ـ اااه بتوجعني أي اي .


صاح بحدة وعصبيه :


ـ ما وجعتكيش وانتي بتحطيها 

تألمت من قبضته على يدها على شفاها، حاولت الدفاع عن نفسها وهي تخشى أن يتهور أكثر من هذا لكمته فى صدرة بكل قواها:


- سيبني ..سيبني .


لم تتوقف، الحب كان قادرا في هذه اللحظه على قتلهما معا من فرط العناد هو متمسك بها؛ وهي متمسكه بالابتعاد صاحت محاولة الافلات من قبضته :


- ابعد عني، ابعد انت اتجننت .

  

لكمته بعشوائيه ودون أن تقصد شقت قميصه لكن هو ابدا لم يهتم، ولم يتركها ولم يتزحزح عن قراره

 باحتجازها بين ذراعيه وصاح من بين اسنانه :

ـ عامله xxxxفي نفسك دا ليه؟


 فشلت في التغلب عليه وحصولها على ردة فعل لم تكن مرجوه، قواها لم تنجح فى ابعاده؛ فلجأت لسانها الذى إنطلق تزامنا مع لكماتها المتوالية:


- ابعد عني انا بكرهك انت مالك بيا ؟كنت ابويا، اخويا، كنت عمي، انت مين اصلا؟ عشان تقولي اعمل ايه؟

 وما أعملش اإيه انت مالكش صفة في حياتى .


قبض على يدها ليجذب انبهاها، وبدى غير طبيعي بالمرة، هدر بعصبية يسحق الكلمات بين اسنانه:


- سميني عاشق .. سميني مغرم .. سميني مجنون، مش هسيبك يا ملك انت ليا أنا وبس .


إذدرائت ريقها من تلك المفاجأة، لقد حصلت على ما أرادت اعترف لها بحبه أعلن رغبته الصريحه  بها، شعرت بارتخاء يده عنها وكأنه لم يدرك معنى ما قاله أو ندم ابتعد عنها فى نهاية المحل، واولها ظهره ليلمل شتات أعصابه الذي فقدها لمدة، وظل يلهث بعصبية وكلما تذكر أنها قصت شعرها يشتطاط من جديد ويدفع ما امامه من دمي بلاستيكيه ويقفز عليها بقدمه بغليل لا ينطفئ .

ويسب لاعنا بكل الألفاظ التي لم يقولها من قبل :

ـ ابو اللي عايز يخليكى بني أدمة xxxxxأمك على "حنان" .


 استدار فجأة وأشار لها بطرف بنانه وهو يصيح محذرا :

- شيللي  اللي على بقك ده بدل ما أكسر دماغك .


لن تفسد احد انتصارها على "يونس" النادره وهو اعترافه أنه يعشقها، اعتراها ببرود تام بعدما كانت ترتجف وردت بهدوء وهي لا تخشي شيء :


- انت بتلعب بيا ؟


رأى فى عينها محرقته نار عظيمة ستحرقه إذا نبث فاها، اقتربت منه والشجاعة تدفعها لمحاصرته تريد تصديقه لكن الفجوة التي بين عقلها وقلبها واسعة لدرجه لا تجعلها تصدق أي شخص كان واضافت:


- قول الحقيقة مرة واحدة ؟


لم يخطط "يونس" للاعتراف بهذه الطريقه كان يريد أن يقول كل ما بداخله فى مكان آخر غير هذا الحطام الذى حولهم والذى أصبح يشبهم، وخاصتا أن الوقت تحديدا لا يسمح هو غاضب جدا منها، وهي نفسيا لن يجدى معها تجاهل السؤال وتحدث  وهو ينظر إليها: 


-‏ خلي بالك على تصرفاتك يا ست ملك، أقسم بالله لو استفزتيني هقعدك فى المستشفي الباقي من عمرك.

  

شعرت بالتلاعب من قبله خاصتا انه لم يجيب بصراحه تهديده كان مرعب وهي تعرفه جيدا، كانت تصدقه إن قال البحر جف او ان الجبال تحركت من مكانها وأن السماء سقطت لو قال أي شيء كانت تصدقه أما فيما يخصها تحتاج اعلان صريح كافي، صاحت والدموع تنزلق من عينها : 


-‏ انا أفضل أعيش حياتي كلها في المستشفي ولا أبقى معاك عمري.

 

اهتز فكه وهو يستمع إليها، أكبر أحلامه تعانده دون رحمه يعرف بما تفكر ويحذر سبب ما قالته لكنه لن يتقبله مجددا، تركها تلتف عنه وعندما شعرت أنها بمأمن أمسك بخلفية عنقها وجذبها عنوة إلى قربه حدق بها بقسوة وسحق كلماته قبل أن يقولها فخرجت متفته تمتلئ بالعداء والتوعد:

-إن ما كنتش أخليكي تيجي راكعه ما ابقاش أنا يونس؛ ساعتها مش هرحمك وهحاسبك على كل اللي عملتيه فيا وبالذات انهارده.


ظل ينظر إليها وهو بالقرب منها كم عذبته كم عز عليه جمالها الآخاذ الذي حرم منه عانقها بعينه وكأنه يودعها، على فجأه، دفعته عنها بنفس القوة التي قربها بها، وقف قليلا ينظر لها ثم دار على عقبيه وغادر المحل .

ظلت نتظر إلى فراغه وعينها تمتلئ بالدموع .


خرج إلى " عزمي" الذي زاغ بصره في هيئته شعره المبعثر على جبهته وقميصه الممزق والغضب الكامن في ملامحه، وسأله بفزع حقيقي:


ـ حــصــل إيــه؟!


اقترب منه" يونس" وهتف بعصبية:


- انا مش هستنى للصبح انا مسافر قبل الفجر مش هقعد معاها في نفس البلد، كل تصرفاتي هتبقى غلط. 

مسح وجهه بعصبيه وهو يكمل بغضب مكتوم :


- البلوة اللي جوه دي ما تشيلش عينك من عليها تحركتها خطوة خطوة تبلغني بيها.


رمي بصره للصالون فى نهاية الشارع وأضاف أمرا:

- ابعت حد يجيب شعرها اللي قصته .


تركه على الفور ودخل سيارته، لم ينتهي غضبه كور قبضته ولكم الكرسي بهستريه أخافت السائق منه لم يراه احد فى هذه الحالة لكن "ملك" كانت قادرة على اخراجه عن طوره، وفقدان سيطرته لو كان بإمكانه جرها عنوة إلى سيارته والسفر بها لكنه كان يعرف أن هذا ليس الحل الأمثل، وأن الأمور ستعقد إن شعرت أنها مجبره على الحياة معه خاصتا أنه ليس بشخص عادى بالنسبة لها إنه سابقا كان عمها، وهذه اللعنه لن تنفك عنهم حتى في حياتهم الخاصة.

بعد دقائق فتح "عزمي" باب السيارة عليه ليناواه حزمة شعرها المقصوص تناوله "يونس "وارتدى نظارته السوداء مخفيا بها كل مشاعره، حدق إليه " عزمي " وتأسف على حالته هلكه عشقها وعندما ظن أنه إمتلاكها اصبحت أبعد من أبعد إمكانياته.

"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑


فى فيلته الخاصة بالمساء،

تحدثت إليه والداته عبر الهاتف، وقد طغى على حديثها اللوم والانزعاج:


- ايه يا يونس كل دي غيبه فين اراضيك وانا اجيلك ؟ الحال هنا مقلوب " كريم" هيخطب و"حنان" خلت "فريد" غير رأيه وردها وال...


قاطعها وهو يضغط على جبينه بتعب وبصوت مهتز هدر :


-ماما ..ماما ..انا تعبان ومش فايق لكل ده .


سألته بفزع :


-مالك يا حبيبي ؟


رد بإقتضاب :


-عندى شغل مضغوط.


-ااااااه !!


قالتها "فاطمة" بتكهن ثم تبعتها بزجره :

-بتلف وراء ملك، يا ابني حرام عليك البت دي هتقضي على مستقبلك، وهتهد كل اللي بنيته حرام عليك نفسك !!


لم يتحمل حديثها فهو لا زال متألم من تصرفات" ملك" ضغط على رأسه أكثر وسألها بنبرة ملتاعه:


-هو انتم تكرهوا ليه الراحة، ليه انا دايما بدور على سعادتكم وراحتكم وانتم بتتعبوني ؟!


أجابت قاطعه بنفي:


-لا يا ابنب احنا عايزين راحتك، لكن البنت دي هتجبلك مشاكل لو كلمة واحدة طلعت برا هتبقى مصيبه وفضيحة؛ ان ابن الدهبي بيحب بنت اخوه اذا كان احنا جوه البيت مش عارفين صح ولا غلط ؟!


هو بالأساس لم يصل إلى نقطة تفاهم مع "ملك" إلى هذه الساعة ترفضه "ملك" وكأنه عدوها الأول والاخير تتفنن في عذابه، وتدرب على ايلامه بشتى الطرق، اعتلى فمه ابتسامه ساخره  ورد باقتضاب لينهي الحديث:


-انا عندى شغل مش فاضي انا طيارتي كمان ساعة.


لكن هذا آلم والدته فعاتبته بحزن:


-هتسافر يا يونس من غير ما أشوفك ؟


تنهد بتعب لقد استهلك تماما هذه الفترة وزادت أعباء عمله بالداخل والخارج، أجاب بتعب  :


- مش هينفع الوقت ضيق مش هلحق أجيلك وأسافر .


رغم حزن والدتها إلا أنها تقبلت هذا ودعت له من أعماق قلبها:


- يارب يا ابني يسلم طريقك ويريح قلبك.


كان يحتاج بشدة راحه لقلبة المتعب والملتاع، لكن أين يجدها وملكة قلبة حكمت عليه بالعذاب ؟!

اضافت والدته نصيحه لعله يعمل بها :


- بلاد الله واسعه شوفلك بنت حلوه تنسيك، صدقني يا ابني طول ما انت مفرغ حياتك ليها ومش شايف غيرها حياتك هتقف وقلبك هيتعبك .


سكت "يونس" تماما الكلام سهل جدا، مشكلته ليست حضورها من غيابه المشكلة أن قلبة يعشقها، ولن يزول هذا العشق الإ اذا إستأصل قلبة هل يوجد عملية لإستئصال قلب؟!

آهٍ على قلبٍ هواهُ محكمُ

فاض الجوا منه فظلماً يكتمُ

ويحي أنا، بحتُ لها بسرهِ

أشكو لها قلباً بنارها مغرمُ

ولمحتُ من عينيها ناري وحرقتي

قالت على قلبي هواها محرمُ

كانت حياتي ف لما بانت بنأيها

صار الرضا أهٍ عليا أرحم


سيرحل لعله يرتاح لعله يهدأ الألم بداخله سيحاول نسيانها مع إنها ضد النسيان، سيترك القلب لملكته تفعل به ما تشاء.....................يتب

#هي_ملكة_سنيوريتا_ياسمينا_احمد"االكاتبة """جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة" 

ايه رأيكم ملك هاهتعقل ولا ايه ؟؟؟ ويونس هيلاقى حد ينسيه ملك🤔


تعليقات