القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة


 "الثامنة  عشر "


قولوا لها أنني لازلت أهواها

مهما يطول النَوى لا أنسى ذِكراها

قولوا لها أنني لازلت أهواها

مهما يطول النَوى لا أنسى ذِكراها

هي التي علّمتني كيف أعشقـُها

هي التي سقتني شَهْدَ ريّاها

روحٌ من الله سوّاها لنا بشراً

كساها حُسناً وجمّلها وحلاّها

قولوا لها أنني لازلت أهواها

مهما يطول النَوى لا أنسى ذكراها

قولوا لها أنني لازلت أهواها

مهما يطول النَوى لا أنسى ذكراها


يا من هواه أعزه وأذلني

كيف السبيل الى وصالك دلني


"نزار قباني "



لم ينساها "يونس"لكن ما تفعله من جنون تحمله إياه لذا غير خطته تماما سيجعلها تفعل كل ما يريد دون أن تشعر حتى، وإن إبتعد فهو سيظل دائما قريب، مادام وصل الأمر بها إلى أن تعاند حد رمي بنفسها بالتهلكه فسيتخذ خطوة للوراء ويرى ماذا ستفعل إن إبتعد لم ينسى مرارة كلماتها في حلقه، ولم ينسى أنها ظنت أنه يريد منها شيئاً عينيا لكي يتركها وشأنها أو لم تعلم أنها تجري في عروقه مجرى الدم، وأنها الوحيدة التي ملكة قلبة ؟!


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

"ملك"


قضت الليلة بأكملها تبكي وهي تقبض على صورها التي تركها لها مع الخادمة تتلوى من فرط الحرج والألم، ظهرت أمامه بصورة غير لائقه وعرف أنها مسحت الدرج كان إذلال فظيع، ودعس واضح لكرامتها بعدما صرحت بأنها ستتركه هو وجاه وماله وتصنع لنفسها مجد ولكن قلب الصورة والطاولة وأظهر حقارتها، ووقف يناقشها بما تفعل وكأنه يعايرها بأنها تركته، لافائدة من الوقوف أمام "يونس الذهبي" كل من يقف أمامه هالك لا محالة وكل ما يريده سيحصل عليه بالتأكيد.


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"

"يونس"زكان يجلس بالحديقة الواسعة داخل فيلته القريبة من البحر، تاركا "فادي الحداد "يتفحم بالشمس على باب منزله دون أن يسمح له بالدخول، بعد وقت طويل كاد "فادي" أن يجن من تعالي هذا الرجل الذي لا يرحب بضيوفه ويعاملهم بتكبر واستعلاء، تقدم الرجل وبسط يده قائلا:


-اتفضل يونس بيه مستنيك بالجنينه الحارس هيوصلك لمكانه .


تحرك "فادي" ومعه "سليم" خلف الحارس، تهجم وجهه فورا عندما رأه يجلس أسفل شمسيته واضعا ساق على ساق مرتدي نظارة شمسية سوداء، لا تعطى ما خلفها وأمامه بعض المسليات والمشروبات الغازية وكأنه يرسل له بأن وقته الفارغ أهم من إستقباله، وأنه ظل منشغلا هذه المده بتسلية نفسه دون ان يسمح له بالدخول .


وصل إليه ولكن لم يتحرك "يونس" من مكانه، مد "فادي" يده وانتظر مصافحته لكن "يونس" نظر له بلا حراك وقال باقتضاب:


-إقعد.


اهتز جانب فمه بحرج وجلس رغما عنه فهو فى احتياجه وجلس معه "سليم" الذي تيقن بأن الجلسة هذه لن تمر مرور الكرام.


تحدث "فادى" معاتبا ليحفظ ما تبقى من ماء وجهه:


-وقفتنا برا ساعه وقولنا ماشي مشغول، لكن امد ايدي بالسلام وانت مش عايز تمد ايدك ليا أهي دي تزعل ده احنا حتى شركاء.


لم يحرك "يونس" عضلة بوجهه شك "فادي" لوهله أنه أمام صنم بالعاده لا يبدى تعايير لكن اخفاء عينه بهذه النظارة جعله يفشل فى انه يسمعه من الأساس، رد "يونس" بجمود وبالترتيب:


-اولا وقفت ساعه على باب فيلتي لأنك جيت من غير معاد، وأنا حر أوفق أقبلك أو لأ، ثانيا ما سلمتش عليك عشان أنا ما بحطش إيدى بإيد أعدائي، ثالثاً الشراكة دى لفها واتبسط بيها .

 

صر "فادي" على أسنانه وزمجر بعصبيه؛ فأمسك به "سليم" لكنه لم يستطع أن يلجم لسانه وهو يرد بجنون:


-ايوه ايوه اترسم وارسم علينا الكاريزما وعايز الشويتين دول يهتوني !!


شبك " يونس" اصابعه أسفل ذقنه وتحدث بغرور :


-‏انت أتفه من إني أرسم عليك الكاريزما؛ إلا لو عجبتني بقى وعايز أوقعك في شباكي وانت فاهم بقى ؟!


كل حديثه مستفز لكنه يحتاجه الآن فهو على وشك الافلاس، وهو في بداية طريقه، أجفل ثم تحدث وهو يكبت غضبه:


-ما تخلينا نتكلم في الشغل اعتقد ان ده الأهم حاليا لأن إحنا الاتنين هنتاذي جامد !!


لم يستطع ان يعرف واقع حديثه لا يبدى أي تفاعل ليفسره هذا أحبطه وتأكد تماما أنه يتعمد هذا .

سأله "يونس" بثقة وهو يحذر انه لا يعرف :


-انت عارف أنا بشتغل فى كام مجال ؟

أجاب  "فادي " بإقتضاب:

-كام ؟

رأى إبتسامة واثقة ثم استمع إلى نبرته المتعجرفه متسائل:


-‏بتعرف تعد لغاية كام؟


أوضح بشكل غير مباشر أن تلك الخسارة لن تؤثر عليه مثلة ودون أي جهد تيقن "فادي" أن "يونس" ينتقم منه وسيخسر معه كل ما يملك،

دفعه " فادي" مجبر ليسأل بيأس :


-إنت عايز إيه ؟


كانت ابتسامة صريحه على فمه ازاح نظارته عن وجهه، وأنزل قدمه ومال بجسده على الطاولة ليهتف بحدة وبصوت كالرعد :


-عايز اندمك على ايدك اللي اتمدت على عقد الشراكة وحطت اسمها على ورق يخصني، عايز أخليك تكره اليوم والساعه اللي حبيت تصتنصح فيها على "يونس الدهبي"


بث الرعب بداخله لا سبيل مع "يونس الذهبي" سوى المسايرة، إذدراء ريقة لقد كان أهون عدم رؤية عيناه فقد رأى فيه حتمية هلاكه، هتف مبرارا:


-انا شاركت فريد أخوك وقت ما كنت عامل حادثة ؟!



لم يحتاج  "يونس" أن يزعق او يحتد لقد إكتفى بإيصال ما اراد بكل هدوء، تحدث بجمود مغلفا بابتسامه:


-ما كنتش مفكرنب هقوم منها، بس دي غلطتك لما تبدأ شيء إتعلم إزاي تنهيهظ في الطيران أول درس بيتعلموا كيفيه الهبوط. يلا علام ببلاش بس متأكد إنك مش هتلحق تطبقه لأنك خلاص إنتهيت من وقت ما بدأت .


عاد للخلف بخفه بعدما التقط مقبلات مما أمامه ولكها فى فمه، وألقى بآخر جملة له معلنا عدواته الصريحه واصراره على إفلاسه:


-مش انت فرحان بالامضاء وبتمضي على كل حاجه، أنا هخليك تفضل تمضي مدى حياتك لحد الهدوم اللي عليك هخليك تبيعها .


نظر "سليم" إلى " فادى" وهو يشعر بورطه كبيرة لن يقوى على تجاوزها قد حذره من قبل لكن الطمع والعناد جعله أصم .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا"


"ملك" قررت أن تنسى كي تقدر على المواصلة خرجت لعملها من جديد وهي تهون على نفسها مشقة الطريق بأحلامها البسيطة التى رددتها في ذهنها بصوت عال:


-عايزه يبقى عندى شقة صغيرة، واخد بابا وماما يعيشوا معايا فيها، ويبقى عندى عربيه احسن من عربية يونس ويبقى عندى هدوم كتير اكتر من الأول و.....


قاطع أحلامها ارتطامها بشاب صاحت به بضيق:


-اخ مش تحاسب ؟!


رد الآخر بعصبية:


-مين فينا اللي يحاسب انتي ماشيه نايمه على نفسك !!


حركت رأسها بنفي ثم تجاوزته دون إجابه فأمامها مشوار طويل حتى تصل إلى محل العمل، مشيت في طريقها فعاد يناديها الشاب :


-يا انسه انت  يا انسه ؟!


لم تجيبه رغم سماعها ندائه، لكنه لحق بها وهو يهتف من خلفها :


-دي وقعت منك .


التفت لتحدق إلى ما قدمه بيده؛ وقد كانت حقيبة صغيرة، التقطتها سريعا وردت بتعجل :


-متشكرة.


جمالها الخلاب لفت نظرة الشاب الذي يقرأ الفتيات سريعا مشى إلى جوارها وتحدث :


-العفو، انتي رايحه فين ؟


أجابته بتوتر عن جهتها من استمراره بالتقدم معها والتحرك في جهتها صاح بفرح :


-دي نفس المنطقة اللي بشتغل فيها حلوة الصدفة دي يا استاذة.....


توقف عن منادتها وسألها :


-إسمك إيه؟


لازالت متوتره قلقه منه غطت على مشاعرها لكي لا تبديها إليه بابتسامة واجابت :


-ملك .


تحدث بفرح لتجاوبها معه معرفا عن نفسه:


-اسمك حلو، انا يسري بشتغل في بيوتي سنتر  بس شغلي يعجبك 

سأل مستنكرا عندما استمرت بالسعي :


-انتي مش ناويه تركبى ولا إيه ؟


نفضت رأسها ب لأ فأردف متعجباً:


-دب المسافة بعيدة تعالي نركب 

اجابت بسرعه :


-لأ ...لا انا بحب اتمشي .


خمن سبب رفضها القاطع من هذا الذي يقطع كل هذه المسافة مشيا، بينما هناك وسيلة مواصلة تنجز هذا الوقت والجهد المهدور، بالطبع المال فعرض عليها برحابه:


-انا هدفعلك تعالى يلا.


لم يترك لها الخيار وأشار إلي أحد المشاريع التي تذهب باتجاه المنطقة.


ركبت معه وتحدث معها كثيرا كان سلس والحديث معه يخرج مكنون صدرها دون أن تشعر لعل هذا سر من أسرار المهنه نزلت معه إلى المنطقة المحدده وهتف هو مشيرا إلى نهاية الطريق:


-شايفه الشجر اللي هناك ده أنا شغال فى المحل اللي وراه على طول بخلص على ستة كده ممكن اعدي عليكي واروحك معايا .


نفضت رأسها بسرعة ورفضت بتهذيب:


-لأ اصل مش هينفع انا بخلص عشرة

لم يكترث بالمواعيد وأجاب مبتسما :


-ولا يهمك هستناكي ولما افضي في وسط اليوم هجي اطل عليكي واشوفك لو محتاجه حاجه.


لم تعرف كيف تفر من اهتمامه وهي هذا الفترة تحديد بحاجه لوجود شخص معها، اؤمات بقبول وهمت بتجاوزه لكنه أوقفها من جديد:


-اديني بقى رقمك عشان اتواصل معاكى .


قلبت عينها بحرج وأخبرته :


-للاسف مش معايا موبيل .


ابتسم مصدقا إياها وقال بجدية :


-ما تقلقيش أنا هظبطلك كل حاجه.


غادرته واتجهت صوب "الاتليه" بخطوات واسعه يكفي انها تغيبت أمس ولا تريد أن تتأخر اليوم، فتحت المحل وبدأت بالتنظيف .


فى الجانب الآخر كان المراقبين في ترقب كل شاردة ووارده وبالطبع الاقطت أعينهم ما حدث وابلغوا به   "عزمي" 


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا"


اقتربت الساعة إلى الحادية عشرة ولم يأتي شوكت صاحب المكان، ليس بعادته التأخير ساورها القلق وزفرت بملل حتى جاء إليها "يسري" والذي تقدم إلى داخل المحل بفرح بيده حقيبه صغيرة من الطعام قدمها إليها بابتسامة:


- جبتلك أكل معايا اكيد جوعتي.


لم تعجب بتصرفه وهتفت:


-لأ مش جعانه.


هتف وهو لايزال يحافظ على ابتسامته الودوده:


- لأ إزاي انتي من الصبح واقفه..


شردت لبعيد ولم تستطع تجاوز "يونس" والذي سمعت صوته يحذرها من قبول هذا الطعام فهرعت تدفع ما بيده بسرعة مبديه الاعتراض:

-لا مش عايزه حاجه.


قضب حاجبيه وسأل مستغربا:


-مالك يا بنتي انا بحاول اساعدك، عموما انا هسيب الأكل وأمشي لو احتاجتي اي حاجه تعالي في المحل.


زفرت بضيق من فرض نفسه عليها لكنها بالفعل كانت بحاجة إلى أي شخص بجوارها فى هذه الفترة.


رحل "يسري" ولازالت تنتظر قدوم "شوكت"زغاب اليوم بأكمله ومع بداية حلول الظلام انتبهت إلى ظل طويل يسقط على كامل جسدها كالشبح جاثوم جعلها تنتفض؛زرفعت بصرها ببطء نحوه لتجده بالفعل "كابوس حياتها"

"يونس الذهبي" إذدرئت ريقها وهبت من مكانها تحدق في حضوره بفزع أول مرة تقابله بعد جملته التي كتبها على ظهر الظرف الذي تركه لها، خلفه عدة رجال وفتاة جاهدت لفهم سبب حضورة لكن عقلها الصغير ابدا ما يفكر فيه "يونس " أولها ظهره وبدأ في توزيع الحاضرين بنبرة حازمه رغم هدؤئها:


-اطلع فوق ونزل كل الفستاتين اللي فوق وانت افتح الخزنه والدرج المكتب ...

انتشر من معه بسرعه كالنمل دارت حولها ولازالت لاتفهم، استجمعت قواها وسألته بقلق :


-في إيه ؟


لم يجيبها سريعا ولم يلتفت إثر سماع صوتها، بعد مدة رمقها بطرف عينه بنظرة فاترة ثم التف إلى الفتاة التي معه، فتاة حنطية الوجه عينها مثل عيناي الغزال رموشها طويلة وملامحها دقيقة وآخاذه، طالت "ملك" النظر إليها متعجبه من إهتمامه البادي بها وتابعت تعبيره وهو يتحدث إليها بابتسامة:


-مبسوطة من المكان يا "بريهان "

اغاظ "ملك" تجاهله واهتمامه بتلك الفتاة الجميلة والتي تنظر إليها نظرة فاحصة وهي تضع يدها حرية على كتفه، مما دفعها لتصيح بانفعال:


-فى إيه انا بسألك مش من حقك تدخل المحل انت ورجالتك وانا شغاله فيه، المحل ده ليه صاحب وانا مساعدته والمسئولة في غيابه عن المكان ؟!


هذه المرة التفت إليها بكامل جسدة وكأنه يتعمد إرعابها وضع يده بجيبه ومط شفاه بإبتسامة ساخره، وهتف بنبرة تمتلئ بالنصر والغرور:


-الـــمـــكـــان بـــقـــى بــــتـــاعـــي ...


فرغ فاها من للصدمة وشخص بصرها عليه دون تصديق، مال جسده لينخفض الى مستوى طولها وأردف:


-أنـا اشــــتريت الـــمـــحــل مــن شــــوكــــت .


لم تريد أن تصدق هذه الحقيقة لقد اضاع فرصة عملها الوحيدة، قالت ملقيه عليه بلوم :


-اشتريتوا عشاني انا مش عايزه حاجه منك....


قاطعها مخيبا أمالها وحابسا دمائها، بنبرة متفاجئه:


-ومــين قـــالك انـــي اشـــتريــتــهـــولك؟


بابتسامة بارده استرسل:


-‏ ما تديش لنفسك الأهمية دي بعد كده، انا اشتريت ده بفلوسي وانا حر أشغل فلوسي فى المجال اللي أحبه .


شعرت بأن وجنتيها إلتهبت من كثر الحرج عقلها الصغير لن ينجح على عقلية "يونس" الفذه خاصتا وإن إتخذ قراره بأن يكون كابوسها؛ يعني أن هذا سيحدث وهي مستيقظه، لم تقوى على مواجهته وعينه القانصه ترصد كل انفعالتها تراجعت للخلف لتختفي من مرمي بصرة وهي تتجه نحو الباب تنوى المغادرة  قائلة بغضب طفولي :


- إشــبــع بــيــه ....


اوقفها صوته الذي يشبه الرعد :

-إســتني .


التفت رغما عنها فحرك رأسه نافيه وهو يخبرها : 


ـ مش معاد انصرافك !!


حاولت أن تتقنع بقناع قوة لا يلائم ما بداخلها من هشاشة، وسألته والدموع تتحجر فى عينيها :


-إيه هتجبرني أشتغل عندك؟! 


لازالت ابتسامته الساخرة ترتسم على وجه والذي تمنت أن تقفز كي تنهشها بمخالبها من فرط الغيظ، تحدث بتهكم مجيبا على سؤالها وعينه تنتظر أي ردة فعل ستتاخذ  :


-لأ الايصالات اللي ماضياها هي اللي هتجبرك تبقى تحت أمري زي ما كنتي قبل كده تحت أمر شوكت !!


اتسعت عينها بدهشة، وعلق الكلام على طرف فاها، أوشكت على البكاء لكنه كان يعلم أنها لن تبكي أمامه مهما كان؛ يعرف حجم عنادها اردف قائلا :


-الايصالات اتباعت مع المحل أتمنى الأنسة ملك تكون مبسوطه معانا؟!


أدار ظهره سريعا عنها كي لا يترك مجالا لتعاطف حتى يستطيع تملكها، تحدث مع "بريهان " ليشرح لها دورها :


-هتقعدى هنا من عشرة لعشرة، وهي هتمشي سته انا هستلم منك الشغل والحسابات وكلامي هيبقى معاكي انتي.


"ملك"وقفت مبهوته تتمنى أن يصبح كل هذا كابوس تشعر وكأن العالم سقط فوق رأسها احكم الدائرة عليها وأدخلها عنوة فى لعبته، لم تحاول النظر إليه تعرف أنها الآن خسرته كليا خسرته كصديق وكعم بعدما أهانته بصراحه فى بيته .

صوت أنتشالها من إنهزامها هذا مناديا بإسمها:


- مــــلك مـــــلك.


كان هذا "يسري "التفت سريعا وقد شُلت حواسها "يونس" لن يسمح بوجوده حولها سيقتله أو سينفيه 

تحدث "يسري"بأريحية وكأنه لا يلاحظ اتساع عينيها والتوتر البادي على وجهها :


- يلا عشان أوصلك.


تهجدت أنفاسها واستدارت لترى وجه" يونس "الذي حتما يشتعل كالموقد وينتظر لحظه انفجار، لكنه صدمها بوجه الصامد وتعبيره الجامده وكأنها لا تعنيه هذا أغاظها أكثر، فرددت بصوت منخفض غرضه الكامن هو أن تحرك أي مشاعر تثبت أنها على الأقل لازالت تعني له شيء:


-أمشي دلوقتي ؟


وقف صامت ينظر لها دون أن يرمش مكبلا كل مشاعره حتى يعاقبها على تصرفاتها المتخبطه كي تذوق من غضبه لتعرف قيمة رضائه، وقفت من خلفه" بريهان"وامسكت بساعده وضغطت برفق عليه وغرضها الكامن هو أن ترسل إليه رسالة وهي تنظر بتمعن ل"ملك"ولمن خلفها. 


حدق "يونس" ماليا ب"يسري " نظرات مترقبه مخيفه على اتم الاستعداد بالفتك، بعد ثوان أشار بيده قائلا باقتضاب:


-اتفضلى .


استدار سريعا فظلت تحدق بظهره غير مصدقه أنه تركها تمشي مع آخر دون أن يعترض أو يثور رحلت تجر أذيال الخيبه مع صديقها الجديد "يسري" والذي سألها فور خروجها من المحل :


-مين الراجل اللي استأذنتيه هو ده صاحب المكان ؟


ردت بأسف :


-لأ ده المشتري الجديد بس باين هيخلى ايامى سوده .


سألها بتعجب :


-ما تسيبي المكان واشوفلك شغل تاني ؟

 

أجابته وقد زاد الغضب بنبرتها :


-ما ينفعش عليا إيصالات امانه لصاحب المحل القديم وهو اشتراها 

لم يكن لديه حل، فضم فاه مهمهما:


-اممم مشكلة فعلا .


تحدثت بعصبيه اكبر :


-هو فعلا مشكلة اكبر مشكلة بحياتي، ازاى يسبنى امشي ويقعد هو مع البنت الملزقه اللي معاه ؟


نظر إليها "يسري" بدهشة وسأل بدهاء:


-الله انتي بتغيري عليه بقى ؟


انتبهت إلى اندفاعها وردت فى سرعة وارتباك:


-ايه ؟!  لا لا طبعا اي اللي بتقوله ده !


هتف مجيبا بابتسامة صغيرة:


-انا ممكن اساعدك لو حابة في طرق تخلي الحجر يلين ؟!


توقفت عن التقدم والتفت بجانبها إليه وهي تقول بذهول:


-معقوله ؟!


أومأ لها بثقة وانتظر أن تؤشر له بالموافقة ليستخدم ألاعيبه في مساعدتها .


شرددت" ملك "فيما قال وسألت نفسها هل تحب" يونس " ؟


وانصاع القلب للإجابة بنعم لكن عقلها عارض بشدة وانتقدتها بقسوة لاستمراها فى حبه وهو كان السبب الأول فى تخبطها، وعيشها كذبة كبيرة لازالت تعاني منها حتى الآن، كيف تثق به ؟! وهو من هدم كل شيء بمساعدة "حنان" على استمرار الكذب عليها .


-هاااا روحتى منى فين ؟!


ردها عن شرودها صوت "يسري" فانتبهت له نظرة بعمق في عينه وتحدثت دون إرادة وكأنها تتحدث مع نفسها بصوت عالى:


-عايزه أنتقم منه عايزه أدوقه من نفس الكاس اللي شربهولي، عايزه اخليه يحبني وانا أرفضه وما أبصش ناحيته زي ما كان بيعمل معايا، ويحسسنى إني ما اتشافش أصلا .


ضحكة  "يسري " قاطعت وصلة الشر التى بداخلها والغضب الذي يحمل من الحب ما لا يمكن تحديده، العند يورث الكفر وهب بعندها هذا قادرة على قــتله والانـــهــيار عــلــى جـــثــتـه .


-كفايا يا بنتي انتي شردتي الراجل خالص .


شعرت بالخجل من نفسها لانها شاركته أفكارها وأدارت وجه‍ا الذي تورد بالحمرة، تمعن بالنظر لها ثم تحدث بهمه عاليه:


-ما دام ده اللي انتي عايزاه هعملهولك .


توقفت بشرود تفكر هل من الممكن أن تجرا على استفزاز "يونس" من جديد .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"


"بالاتليه "

لدى "يونس" وقف يسحب خصلاته للخلف بعصبية أمام "عزمي"الذي وقف ينظر إلى حالته المزيه بأسف بعدما أخبره عن انتقال "ملك" مع الولد الجديد .

" يونس "زفر انفاس تشبه العاصفة .

هتف "عزمى" متندما على ما أخبره به :

- يارتني ما قولتلك، لو بس تسمحلي اتكلم معاك بحرية ؟


الألم يفتك "بيونس" ألم لم يعد يحتمله، لم يحتمل أنها سابقا كانت بين قبضة يده وبعيده؛ والان ايضا بعيده لو وجد علاج لهذا من زمن لاشتراه ولو بكل ثروته مسكن يخفف عشقه "لملك" وولعه بها، سنوات كثيرة مضت عرف بها أصناف كثيرة من النساء من كل الأعمار ولم يكن لهم مكان بقلبه لقد إحتلته وما تركت مكان لغيرها ونصبت نفسها ملكة على عرش قلبة، ما استطاع ابدا نسيانها ولا استطاع السيطرة على عشقه لها، بعد مدة طويلة من السكون شق صوته العميق الصمت .


وهتف شاردا ومقلتيه متحجرة كالحجر الجامد :


- عايز قلبي يكرها .


سأله "عزمي" بتعجب :


- لِيه ما تدعيش ربنا ؟!


اجاب وقد انعكس حزن عميق  على صفحة وجهه مصدره قلبه :


-خايف يستجيب...


كلماته القصيرة المشبعه بالألم سنوات وهو يرأها يتعذب دون راحه، سنوات وهو يراه فى أضعف حالاته عندما تكون هي محور الحديث، لقد اندهش من سنوات في باديء الأمر عندما لاحظ الولاه فى عيناه، ولكنه عندما علم من هي صاحبة كل هذا الحب، تجرأ على لومه فى الوقوع في حب ابنة أخيه ولكنه لم يتردد في اخباره بالحقيقة لثقة الشديدة به وعلمه أنه من المستحيل أن يخبر أي شخص طالما هذه رغبته .

اما "يونس" بعد ان قال جملته الاخيرة شرد بعيد وكأنه يحاول فك أحجية صعبة، ظل الصمت مخيما على المكان حتى قرر "يونس" أن يلتف ويصرخ  بعصبيه بعدما  فاض به  :

-ما انت قولتلي سيبها على راحتها وادي النتيجه ؟


حاول  "عزمى " التخفيف عنه فرد مسرعا :

-واضح انها مش عارفه هي عايزه إيه ؟

 وبعدين ما تنساش انك عمرك ما بينت مشاعرك ليها، ودلوقتي عايزه تثبتلك انها حرة وفي كتير بيحبوها ؟


لطم "يونس" المكتب بعنف وصاح كالمجنون:

-جنونها ده هيوديها في داهيه كده، أحسن لها اختفي نهائي من حياتها.


علق "عزمى"بحذر :


-هو ده اللي أقصده ابعد شوية عشان تديها مساحة تعرف هي عايزة اية بلاش تحاصرها ؟


استدار إليه وحدق في عينه بأعينه الغاضبة والحزينه؛ توقع ان ينهره لكن الحزن الذي كسا حدقيته جعله

 يتعاطف معه أكثر، سكت الاثنان حتى تحدث "يونس" بتدقيق  : 


-انا هسيبها مع ‏"بريهان" هو ده اللي ممكن يطمني شوية، ثم اضاف امرا :


ـ عزمي شوف كل طلبتها وخلي بالك عليها، وعينك انت شخصيا تكون على المحل.


اجابة بجدية وثقة: 


-‏ ما تقلقش خالص من الحتة دي ملك وبريهان في الحفظ والصون. 


اشار إليه "يونس" وقال باقتضاب: 


-امشي انت دلوقتي .


بدت على خطوات "عزمي" التردد لكن بالنهاية استسلم لرغبته وتركه وحده .

وقف في منتصف الغرفه يتعرى من جموده الذي رسمه امامها وطاح بكل شيء حوله كلما تذكر ذهابها مع شاب يزداد غضب وعصبيه .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"


"فى منزل ملك "


بعد كل هذه الحيرة والتخبط الذي اعتراها قررت مشاركة أمها لأول مرة والأخذ بنصائحها لعل هذا يريح قلبها المتعب، نادت والدتها وهي تقترب منها :

-ماما عايزه اقولك حاجه ؟


التفت إليها والدتها في اهتمام وهي تسأل :

-خير ان شاء الله ؟!


بدت محرجه من التحدث وتشابكت اطراف أصابعها بالاخرى وتقطع حديثها ب:


-اا...ااا..يعني ...


استشفت والدتها هذا الحرج ففزعت قائلة :

-اوعي تقوليلي على فلوس اخر عشرين جنيه معايا ابوكي اخدها ومشي.


نفضت ملك رأسها بضيق فهذا ليس وجهتها بالحديث:


-لالا حاجه تانيه .


وضعت يدها على ركبتها واقتربت تسألها بشك :


-الشغل اوعي تقولي سيبتي الشغل ؟

 

اخذت انفاسها بملل وقررت ان تدخل بالأمر مباشرا عوضا عن هذه التخمينات التي تشككها بقدرتها على فهمها من الاساس، تحدثت دفعه واحده:


-ماسبتش الشغل، بس هو بخصوص الشغل.


حدقت بعينها كي تعرف ردة فعلها ان كانت ستفهما أو لاء واستأنفت متسائلة :

-يونس عارفاه ؟اللي كان يبقى عمي ؟ 


نبث فم" هبة "عن ابتسامه اعجاب وردت بثقه:

-اومال طبعا عارفاه.


أردفت "ملك" قائلة بحيرة :


-جه اشترى المحل باللي فيه .


لم تستطع "هبة "كتم ضحكاتها التي  انطلقت بسعادة وتبعتها بالقول :


-والله العظيم يا ملك الجدع ده بيحبك يا بت ده عينه ما بتزلش من عليكي !


حركت "ملك" رأسها  قائلة بضيق:


-عين اب يا ماما يونس عمره ما بصلى اصلا !!


سخرت والدتها من تشبثها برأيها وقالت:


-عمره ما بصلك اصلا عشان انتي عمياه يا بت الجدع بيبصلك بس مش بعنيه بيبصلك بطريقة تانيه؛ اه هي صحيح غريبه لكن بيبصلك حتى لو عينه مش فى عينه زي ما تقولي كده شايفك وهو مش شايفك .


زاغ بصر "ملك" دون فهم ونفضت رأسها لتهجوها:


-‏اي يا ماما الألغاز دي ؟


مللت الأم من افهام ابنتها ان "يونس" يراها دائما لكن بقلبة وكل جوارحه، لذا تركت الأمر جانبا حتى تعرف شيء ما :


-‏سيبك من الألغاز لسه مش هتفهميها، دلوقتب انتى بتحبيه ولا لاء؟


سؤال طرحته على نفسها ملايين المرات؛ ولم تجد له اجابه بداخلها الكثير من الفوضى لا تعرف سبيل لترتيبها، وعند هذا السؤال تقف وجله وترتبك ويعلوا التشويش فتنسحب دون ان تعرف الإجابة الصحيحة، تحدثت بشرود:


- مش عارفه، يونس من يوم ما فتحت عيني على الدنيا وهو كل حاجه ليا اب وصديق وحبيب عمر ما حد فهمني زيه، ولا حتى اللي كنت فكراها امى .


سكتت قليلا عندما اعتراها الحزن عند ذكر امها؛ وشعرت بالشفقه على نفسها ان تعيش كذبه كهذه وتبدل حياتها دون أن تقترف ذنبا واحداً شعور أنها ضحية يدمر كل مشاعرها.

أردفت بيأس:


- صعب صعب احدد مشاعرى ناحيته انا لما كنت بفكر فى فارس احلامي كان هو الأول ودايما كان عندي انجذاب ليه، وقولت نفسي اتجوز واحد زيه.


ثم قست ملامحها وتبدلت مشاعرها وهتفت بكل غضب:


-لكن بعد الكدبه اللي عيشني فيها، بقى مستحيل اتجوز شبه ايوه لكن هو لاء .


تأملتها والدتها قليلا ثم ردت بهدوء ينم عن خبرة :


-انتي مش عايزه عشان هو زمان كان منفضلك، أو هو كان بيحاول يوصلك احساس انك بنت اخوه وبس وبيصدك؛  انتي بقى عايزه تعاقبيه انه مبلش ريقك بكلمة طول السنين اللي فاتت والحب اللي حبتيهولوا طلع كان من طرف واحد بس اللي انتي معميه عنه انه بيحبك؛ والا ما كانش استحمل طول السنين دي كلها كدبة انك بنت اخوه .


كلام كثير لم تعيه "ملك" هذه السلوك المتشابكه في عقلها تحمل ذنبها إلى "يونس " وعمى الإنتقام يجعلها تتخبط، الامر لم يكن سهلا لعشقه ومع ذلك فعلت وهو من المفترض كان عمها الآن عليه أن يبذل جهد مضاعف لتصدق أنه يحبها حب خالص لكونها ملك وليست الطفلة التي يشفق عليها .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد 👑"


فى مكتب كامل  الحداد "


كان "فادي" يحاول اقناع ابيه بكل طاقته كي يقضي على "يونس" لقد نال منه وخسره كل شيء وعامله بتعجرف بعدما كان يظن أنه وحده صاحب السوق:


-ارجوك يا بابا ساعدني نقضي على الجدع ده . 


لازال "كامل" مندهش من اصراره العجيب في إيقاف القطار بيده مما دعاه ليصيح له:


-انت مجنون يا ابنب ؟هو انت مفكر "يونس" ده شغله واقف على هنا بس ..


رد "فادي" دون اكتراث:


-مش مهم شغل برا المهم ما يبقاش في السوق اللي جوا، والولد ده حرقلي دمب وخسرني بالعند.


زفر "كامل " بيأس وهتف باعتراض:


-ما انا اتحايلت عليك تشتغل معايا، انت مفكر السوق هياخدك على حجره عشان انا ابوك الشغل مافيهوش خواطر .


عصبية "فادي" هي ما كانت تجعله يخرج عن المنطق ولا يفكر بعقله ابدا وحديث والده عصبها، هدر مهددا : 


ـ خلاص ما تزعلش مني بقى لما أجبلك مصيبه والله ما انا سايبه الا اما أعلم عليه .


لطم كفيه ببعض في يأس وعنفه قائلا:

-انت ما بتفهمش يا ابني، يونس ده وانت فى الاعدادي كان بيشتغل ما طلعش مرة واحده وقبل ما يحط رجله فى مصر مسنود من برا .


سأله "فادي" بلا اهتمام فالانتقام عمى عينه وقلبة :


-ليه يعني على بابا ؟


زفر والده بتعب، فهو ابدا لن يقنع حتى يسحب" يونس" أذنه من مكانها ،قال محذرا اياه:


-لا مش على بابا، عارف المثل اللي بيقولك خاف من اللي بيجيب حقة بدراعه مش بدماغه أهو" يونس" بقى  بيجيبه بالاتنين، واللي عمله معاك مجرد قرصة ودن.


صاح "فادي" وهو يقفز من كرسيه منفعلا من خوف والده منه :


-فى ايه انت بتكلم عنه كأنه أسد الغابة ؟!


رد والده ليشرح له مدى الخطورة التي ستلحق به ان قرر الوقوف بوجه :


-لا مش اسد الغابة؛ يونس الراجل اللي يهزم اسد الغابة "يونس" ما بيغلبش في إنه يحل مشاكله بقالوا كتير في السوق وكل موقف بيطلع منه أقوى مليون مرة .


شعر "فادي" بيأس من احباط والده المتكرر وتحدث بتحدي :


-ماشي يا بابا انا بقى هعلم  يونس بتاعكم بأي شكل، وساعتها هنشوف مين فينا اللي اسد انا وهو والزمن طويل.


هتف والده ليوضح له شيئا يراه بوضوح بحكم سنه وخبرته: 


-عارف الفرق بينك وبين "يونس" ايه ؟

 إن "يونس" ما حطش رجل على رجل أول ما دخل السوق، يونس وقف على ارض صلبة وبعدين حط رجل على رجل انما انت عايز تحط رجل على رجل وانت على الحبل اصلا. 


تحدث "فادي" دون فهم ووجهه يمتلئ بالامتعاض: 


-انا مش عارف انت خايف منه ولا بتحبه اكتر مني، عموما أنا لا بطيقه ولا بخاف. 


غادر مكتبه بعصبية، فهتف والده يائسا من تصرفاته:


-مش هيسكت الا لما يهد المعبد على اللي فيه بغباؤته.


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"


"فى الصباح"

ذهبت إلى المحل وجدت "بريهان " سبقتها ونظمت كل شيء، دخلت تحدق فيما حولها دون أن ينبث فمها بشيء، هتفت" بريهان" مرحبه بها :


-اهلا بست الحسن والجمال

رمقتها "ملك" بدهشة من سخريتها، لكنها لازالت تتجنب الحديث معها تستشف أنها عين "يونس" هنا لذا فالصمت كان الحل الوحيد، عادت تتحدث"بريهان" وهي تقدم إليها كيس ورقى مغلق لماركة شيهرة من ماركات الطعام:


-اتفضلي وجبة الفطار.


ابعدتها "ملك" بضيق فإن قبلت بالبقاء بالمحل فلن تقبل طعامه مهما كان، هتفت برفض قاطع:


-مش عايزه وقوليلوا لو......


-‏ دي وجبة بتطلع من المحل للشغالين انتي اول مرة تشتغلي ولا ايه ؟


هكذا قاطعتها بسخط مما دعى "ملك" للتصرف بحكمة والتقط الوجبه من يدها .


كررت بريهان السؤال :


ـ ما ردتيش عليا ؟ اول مرة تشتغلي 

جاوبتها "ملك " على مضض :

ـ ايوه .


جلست "بريهان " بجوارها وهتفت :


ـ اه احسنلك الواحد لف على شغل لحد ما رجله تعبت .



نظرت إليها "ملك " وبداخلها سؤال ملح؛ كيف تعرفت على "يونس" وسمحت لنفسها بوضع يدها عليه لكنها اثارت السكوت مبديه عدم تجاوبها معها.


تحدثت "بريهان "من جديد:


ـ انتي درستي إيه ؟


اجابتها "ملك" بحسرة ليتها اكملت تعليمها كي تحصل على وظيفه افضل :


ـ ثانويه عامه.


تعجبت "بريهان" وسألت من جديد :


ـ ليه ما كملتيش تعليمك ؟


دلالها الزائد كان سببا في افسادها وتعاندها في عدم اتمام دراستها والبقاء بالمنزل مع اسرتها التي كانت تعشقها وقبول "حنان" الأمر دون مراجعتها او محاولة لاقناعها جعل الأمر في منتهى السهولة، لكن بماذا تجيب عليها؟  

هتفت "ملك":

ـ انا اللي مرضتش دماغي كلها كانت فى الافلام والمسلسلات، وكنت عايزه اتفرغ لها.


سكت "بريهان " واستمرت بتأملها  اكتفت بهذا القدر كي تحصل على كل ما تريد بالمستقبل .


ساد الصمت بينهم عادت "ملك " لتفكير في "يونس" لم تستطيع ان تصرف ذهنها عنه تنظر إلى المارة وتنظر حضوره ..

سابقا كانت تنظره لترى مفأجاته؛ والآن تنتظر رؤيته لتطمئن ..........

................يتبع 


هي ملكة _ملكة قلبة _سنيوريتا ياسمينا أحمد"الكاتبه"👑

حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا

تعليقات