القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

روايه ملكة قلبة الحلقه الثالثه عشر


 


"الثالثة عشر "

عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله

عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى 

عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ 


"لا يبكي المرء منَّا لأنه حزين بل لأنه أدرك تماماً بأنه لا يستحق كل ذلك ابداً ابداً."


"ملك" كانت أرق من صدمة عنيفه كهذه وبريئة لا تستحق أن تغمض عينها وتصحو وتكتشف أنها تعيش كذبة كبيرة، كل شيء حولها بمكانه لكن قلبها وحده منهار، متبعثره شظاياه بكل الزوايا ضائعة تائهه هذه الإبرة الموصولة بجسدها لا تفعل شيء سوى أنها جعلتها تسترد وعيها وياليتها ما فاقت عادت شخص آخر بلا هوية بلا عائلة .. 

تذكر انها استيقظت في الصباح على قبلة من والدتها وفي منتصف اليوم طعنت فى شرفها، وأنكر نسبها بالأدلة والبراهين وأغمضت عينها، ثم استيقظت إنسانه لا تشبه نفسها التي استيقظت فى الصباح بطفولة، عجوز عديمة القوى تنظر إلى أعين من حولها ولا تستشعر بها تلك اللهفة التي كانت تشعر بها سابقا عندما يجرح طرف إصباعها  ترى تأدية واجب ثقيل وليس بالفعل رغبة بالاطمئنان عليها.

 ‏

‏"تسوء الأمور حين تتحول إلى واجب بدلاً من رَغبة.."

 ‏جملة قرأتها سابقا وتطابقت مع وضعها الآن..

تحاملت على نفسها واستندت على مرفقيها لتدفع بجسدها وتزحف للأعلى سارع "يونس" لمساندتها ووضع الوساده خلف ظهرها، استقرت ولازال الصمت مخيم على الجميع حتى قررت هي قطعه بسؤال واحد كان أول ما نطقت به بعدما قطع صوتها بالصراخ نبرتها الحائرة :


- أنا بــنــت مــين؟!


توجهت الأنظار على  الفور " ليونس " لكن حاولت "حنان" الثبات على كذبتها خاصتا بعد سقوط "ملك" لعل هذا يغير شيء فى نفس" يونس" عطفاً على" ملك "،فقالت بسرعه وبنبرة تودديه :


- بنتي ، انتي بنتي يا ملك !!


القت نظرة خاطفة "ليونس" تمنعه من تكذيبها مجددا، كان ضغط صريح وواضح حتى يتراجع لم يكن لديها أي فكرة كم طفح كيله من هذه الكذبة التي حرمته سنوات من حبيبته وعبئت صدره بالألم وهو يراها تنتقل بين احضان الجميع إلا حضنه وانتهى كل هذا كما قيل ألم ساعة ولا كل ساعة، وخاصتا عندما طعنتها بشرفها فلن يبقى له صبر على هذا، لذلك صاح مشددا:

-انتى ما شبعتيش كذب، كفايا بقى ؟!

استمعت ملك لحديثها والسخرية التامة تتمالكها لكنها كانت صامته أحيانا الصمت يكون نوع من أنواع الانهيار. 

 "حنان"كانت امام خيارين الاستسلام أو التكذيب وامام كل هذا الجمع، ونظرات زوجها المتحفزه التي أثبت أنها على حافة هاوية مظلمه ما كان لديها سوى التشبث برأيها، وقفت بوجهه وهدرت بانفعال:


-انت اللى كفايا بقى، كفاية عشان نفسك الدنيئه تخرب بيتنا وتدمرها بالشكل دا، انت إيه يا أخي شيطان !


اتسعت عيناه وهو يرى مدى فجورها بالكذب لولا أنه مطلع على هذه الكذبة من سنين طويلة لكانت صدقت عينه تمثيلها الممتاز، رد وصوته على بعض الشيء لكنه  لازال حاد :


-بيني وبينك المحكمه تعملي  الـ"DNE" ونشوف مين فينا الكداب.


سكت قليلا ليرى تأثير هذا على وجهها الذي احتقن بوضوح لاحظه الجميع وقطع الشك باليقين،زاغ بصر"ملك" بينهم وهي تشعر بتمزق قوي بين جنبيها ألم لا يحتمل الجلوس بينهم يكاد يخنقها إختلافهموتصاعد الاحداث تشبة سماء تمطر عليها بالحجارة سماء كانت يوما لها شمس ومطر واتساع لا تعرف أين الٱن تحتمي. 


 أردف سألا بجدية :

-إيه رأيك ؟


تدخل "فريد " بينهما ونظر قليلا "لحنان" لا يصدق وجهها الخائف من المواجهة صدق على حديث "يونس" المثبت، لكنه سألها باستنكار:


-انتي تكدبي عليا طلعتي بتستغفليني طول السنين اللي فاتت دي ؟


رفع يده ناويا لطمها بقوة على كل ما جعلته يعاني منه من وجع وقهر لكن سرعان ما امسكت بقبضة والدته "فاطمة" لتمنعه قبل أن يصل كفه إلى وجنتها :


-اوعى يا فريد تمد ايدك عليها.


زعق "فريد" بكل ما فيه من وجع :


-انتي مش شايفه الحالة اللي وصلتنا ليها ؟


"ملك "تجلس بمكانها يعتصرها الألم لو أنك إعتصرها ثم غسلتهاو اعتصرتها غسلتها واعتصرتها فلن تستطيع أن تنزع المرارة من داخلها. 


انفصلت عنهم بعقلها لم تسمع حتى رد"فاطمة " بانزعاج:


-الله يسهلها خلاص بيقولوا  الأم اللي ربت مش اللي خلفت .


أثارت دهشة الحضور بتلك الجملة الغير مفهوم ما تقوله هل يعني هذا تقبل "ملك" بينهم بعد هذه الحقيقة، عام الصمت من جديد وكلا من "عمار ليلي" حدقوا لبعض بنظرات مريبه 

وكذلك" حنان" مع "يونس" اما "فريد" فلا يزال ينظر لوالدته منتظرا توضيح، قطعت الصمت هذا "ملك" وكأنها فى عالم آخر قالت  بنبرة شاردة مصره:


- انا عايزه أعرف اللي خلفتني ؟!


عادت الأنظار تتوجه نحو" يونس" تحمل من التساؤلات الكثير أطاح بعينه بعيدا ثم زفر انفاسه الثقيلة ليستعد للبوح بباقي ما يعلم عن "ملك" والذي لم يكن ينسى ابدا أن يعرفه، اخيرا أجاب الإجابة التي انتظرها الجميع من قبلهم "ملك" :


-"هبه سميرجاد الله  "


التمعت أعينهم عند ذكر هذه الشخصية الدخيله على عائلتهم وبدى الإهتمام جلى على وجوهم لمعرفة المذيد، أردف وهو ينظر الى عين "ملك" بنظرة قلق  من تأثير ما سيقوله عليها :


-كانت بتشتغل فى نفس الملجأ وعندها اربع بنات من جوزها "عطا سعيد بركات" بياع روبابكيا، أقسم لـ"هبه" إنها لو جابت المرة دي كمان بنت هتكون طالق منه فلما عرفت هبة انك بنت سبتك لمديرية الملجأ وقالته انها خلفت عيل ومات .


سقطت دموع "ملك" التي كانت غائمة بعينيها أثناء الحكي حالها لم يكن أفضل من حاله هو أيضا موجوع على وجعها لو بيده لحمل عنها كل هذا العبء دون تردد.

لقد علمت أنها كانت طفلة غير مرغوب بها منذ ولادتها برغم من ذلك تريد أن تعرف من هما أهلها الحقيقين لذا هتفت" ملك " دون تردد:

-عايزه أروحلهم ؟


أؤمي "يونس" بالموافقة لو كانت روحه ثمن لتخفيف ألمها لضحى بها كان جاهزا لأي شيء تطلبه كي ترتاح، أجاب باقتضاب:


-‏ الصبح نسافرلهم .

"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"

" فى غرفة عمار "


وبعد انتهاء اليوم الشاق اختلى بزوجته التي اكتفت بالمشاهدة والاستماع لكل ما حدث وقد حانت لهما اللحظة لكى يفضوا إلى بعضهم البعض:

-شايفه اللي حصل يا ليلى ؟!


ردت" ليلى"  وهي تساعده فى نزع جاكته الأسود بتعجب:


-والله ما أنا مصدقه بقى ملك اللي هي ملك تطلع مش بنت حنان ولا فريد ؟!


تحدث" عمار" وهو يجلس بالاريكه التى بمنتصف الغرفة الواسعة:


- حكاية ولا في الافلام، بقى تجيب بنت وتقعدها معانا كل دا من غير ما تبقى من لحمنا ودمنا، دي كانت بتقعد على حجري اول امبارح !!


سارعت بالجلوس إلى جواره وسألت  بتفكير:


-معقولة يا عمار يكون فعلا يونس بيحبها ؟


انتبه لها "عمار" ورد بتعجب:


-هو دا سؤال ؟ومين ما يحبش ملك ! خصوصاً إنه  بقالوا سنين عارف ؟!


توقفت "ليلى " ثوانى عن الحديث وهي تستمع لجوابه بتفكير:


-وبقالوا سنين مش عايز يتجوز اتاريه حاطط عينه على فـرس ؟!


نظرت له مطولا دون تفاعل مع حديثه فتعجب سألا:


-مالك بتبصيلى كده ليه؟


سألتة مباغته وعينها تقدح بالشر :


-يعنى انت ممكن تبص لوحده فى سن ملك ؟!

ضم حاجبيه محاولا فهمها، وعندما استوعب هتف :


-اي الهبل اللى بتقوليه ده ؟


زعقت مجيبه بانفعال:


- الله ما انت لسه بتقول عليها فرس ؟


اجاب انفعالها بانفعال مماثل:


-انتي اتخبلتي في مخك بتحاسبيني على كلمة بقولك إيه انا هننام بلاش نكد كفايا اليوم العجيب ده من أوله .


بدأت "ليلى" بالشك وجود "ملك" بينهم خطأ وتعاملها بأريحيه مع الجميع كان منتهى العبث .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"فى غرفة فريد وحنان"


تحرك" فريد" بعشوائيه بالغرفة يلملم ملابسه وأغراضه و"حنان" تركض خلفه من جانب لجانب مناديه إياه مصره على الكذب والتمسك بكذبتها لآخر لحظه:

-فريد فريد رد عليا ما تسمحش لحد يخرب بيتنا، يونس بيكدب قولتك انا مش قده .

انفجر بها عندما ذكرت كلمة الكذب وعلا صوته ب:

- ما تكلميش عن الكدب وانتي أكبر كدابه.


تمالكت أعصابها كي لا تجاري غضبه الذي لأول مرة تتواجه معه وقالت وهي تمد يدها لتحضنه :

- حبيبي اسمعني !!


دفع يدها بقسوة واستمر بغضبه وانفعاله وصاح بغلظه:


- ما تمديش ايدك عليا لولا وقفت امي بينى وبينك كنت قتلتك، انتي عيشتيني كدبه كبيرة يستحيل بعديها أثق بمخلوق، وكمان بتكملي كدبك وبتتهمي اخويا البيت انا هسيبوا وارجع ما ألاقكيش روحي وانتي طالق .


انصعقت عندما سمعت جملته الأخيرة، وقفت متجمدة بمكانها انهارت حياتها بالكامل لطمت وجنتها لتفيق من صدمتها ونادته راجيه:


- انت قولت ايه ؟طلقتني يا فريد طلقتني عشان كدب اخوك ؟!


اشعلت غضبه من جديد بعدما هدء بطلاقها وصاح هائجا:


-انتي مصرة على كذبك ؟ بينك وبين يونس المحكمة زي ما قلك تقدري تروحي المحكمة .


نفضت رأسها وأجابته والدموع بعينيها :


-لأ ....لان يونس واصل وهيقدر يكذبني لو قدام مليون محكمه 

عادت لأسلوبها الخفي بالتأثير وهتفت :


-ما حدش يقدر  يحميني منه حتى لو كان انت .


تاثر قليلا لكنه نبذ هذا الشعور عنه يصدق "يونس" لان "يونس" لديه براهين واضحه، وحادثة خطف "ملك" عليها شاهد ينتظر "فريد" رؤيته والحديث معه لكن فى الوقت الراهن الانسحاب بالنسبة له أمر حتمي يشعر بأنه تعرض لخيانه كبيرة من أقرب الناس إليه والخيانة عندما تأتي ممن نثق بهم تكن طعنه غادره لايتم استيعابها بسهولة .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


"بغرفة فاطمه "


تواجد" يونس" معها ثرثروا كثيراً لكن الحديث لم ينتهي، وقفت "فاطمة" عاجزه عن الإجابة واحده على سؤال "يونس"، انتظر اجابتها لكنها ظلت صامته تشيح بنظرها عنه حتى كرر هو معلنا عدم تنازله عن الإجابة:


-تقصدي إيه بإن الام اللي ربت مش اللي خلفت ؟


ردت بتوتر وكأنها مدركه أن ما تقوله ليس صحيحا:


-يعني خلاص بقى البنت بقت مننا هنرميها بعد كل السنين دي الناس تقول إيه خلي مشاكلنا جوانا .


ضم "يونس" حاجبيه وبدى منزعجا من طريقة تفكيرها وهتف:


-يعني انتي خايفه من الناس ومش خايفه من رب الناس؟

حلك للمشكلة اننا نكمل فى الكدبة ونكدب احنا كمان على نفسنا ؟!


ردت "فاطمة" وهي تتهرب من الالتقاء بعينه:

-انا ما بقولش تتهرب خلي مشكلتنا لنفسنا مش ضروري حد يعرف تفضل معانا احسن ليها وعشان ما نفضحش نفسنا !!


نفض رأسة بيأس ثم قال :


-مافيش فايده عايزين تضحكوا على نفسكم، ملك مش بنت العيلة؛ ملك بنت غريبه عايزه تقعديها وسطنا كلنا واحنا اغراب عنها، كان فى مانع واحد للكل أنه ملك محرمه عليهم ولازم يتحافظ عليها المانع دا اتشال، وملك لا بقت بنت عم الشباب اللي فى البيت ولا احنا اعمامها، ولا أبوها أبوها  عايزه تحطى النار جنب البنزين .


كانت تعلم أنه على حق لكن الخوف من تحول إسمهم إلى علكه في افواه الجميع جعلها تكيل بمكيالين، بررت موقفها بـ:


- ربنا بيسامح الناس بتعاير .


فقد السيطرة على نفسه وزعق بانفعال :

- وملك دى بالنسبة ليكم لعبه فين ملك من كل ده ؟


نظرة له بعمق وقد التقطت شيء لم يكن بحسبانها بالأول، سألت بدهشة:


-انت صحيح بتحب ملك زي ما بتقول حنان ؟!


كانت إجابة أقرب من سؤال رأت عينه التى التفت عنها وتحرك عنقه بإذدراء ريقه رغم انه حافظ جيدا على تعابير وجهه لكن هي أمه تعرفه من نظره تفهمه دون جهد شهقت بفزع ووضعت يدها على فاها وصاحت بتأثر:


-ربى نسألك لطفك وعفوك يا أرحم الراحمين كان متخبي لنا كل ده فين ؟ إيه اللى احنا فيه دا من بين كل الناس يا يونس سافرت كل البلاد وما تحبش غير ملك ؟!


استمر صياحها وهو يقف امامها واضعا يده بجيبه يحاول تمالك أعصابه ونفسه، اكملت بنفس العصبيه ولكن اشهرت إصبعها بوجهه لتنهاه بحده:

- اسمع البنت دي تطلعها من دماغك انساها يا يونس وإلا مش هبقى أمك ولا أعرفك، انساها يا يونس انت فاهم انساها اللي خلقها خلق غيرها.


ظهر التعجب من عيناه وهو يحدق بها مال قليلا ليوازى طولها وظل يحدق بها بقوة ثم تحدث بنبرة هادئة ومتشبثة معانده :


- مـــلك زي الـــعــمــر ما بيـــتكررش مرتين.


إنتهي كل شيء بجملته وبقيت "فاطمة" في تحير من أمرها 

انقلب بيتها والسبب مــــلك .


"""""""صفحة بقلم سنيوريتا 👑"""""""

"فى الصباح "

جهزت "ملك"نفسها لمغادرة ستذهب اليوم إلى بيت والدتها كما وعدها يونس، شعرت بثقل خطواتها وهي تتجه للقصر المقابل لأول مرة ستدخل بينهم غريبه فكان حتما عليها أن تطرق الباب منتظرة احد يأذن لها بالدخول.


تعجبت "فاطمه" عندما سمعت الطرق على الباب المفتوح بالاساس، سألت بصوت عال:

- الله مين  اللي بيخبط ده ؟ 


رددت "ملك" بنبرة متوتره:


- انا ملك . 

ازدادت هما فوق همها عندما سمعت صوتها وتصرفها، نظرت إلى "ليلى" التي تجلس إلى جوارها والتي قالت :


- فى اي يا ماما ما فعلا لازم تستأذن .


أطاحت "فاطمة" بيدها وانتبهت أنها لم تأذن لها فنادت بتعجل :

-تعالي يا ملك .


دخلت بخطوات بطيئة خجله تعرف ان كل الحاضرين يوجهوا انظارهم إليها، وصلت إليهم وقالت :


- صباح الخير ..هو هو هو ..


علق السؤال بحلقها بما تنادى "يونس" هل بعمها أم "بيونس" كعادتها لقد تحيرت لذا قررت بتر إسمه مستأنفه:

-نزل.


اجابتها فاطمة باقتضاب:

- لسه ما نزلش .


ظلت واقفه لا تقوى على الجلوس بجوارهم  الدفئ الذي كانت تشعر به معهم صار جليدا والحنان الذي تكنه إليهم أصبح جفاء .

رحمها من سخافة الموقف خطوات "يونس" القادمة من الأعلى يرتدي بدلته السوداء يخطوا للاسفل بثبات رغم خطواته الواضح عليها الألم لم يتعافى كليا لكنه تناول كم لا يحصي من الأدوية المسكنه كي يسافر معها، معاناته الصحية تهون كي يخفف عنها ما تشعر .

تقدم إليها وتحدث بأريحية وهو ينظر إليها فاحصا كأن شيء لم يتغير :


-اخبارك إيه يا ملك انهارده ؟


اجابته ولازال في صوتها الحزن:

-الحمد لله .


 كل من "ليلى" و"فاطمة" يتابعون "ملك ويونس"  إلا أن "فاطمة" متوجسه من وجودهما معا حتى تحت انظارها .

 ‏

 ‏مال برأسه ليسألها بحنان وكأن شيء لم يتغير من جانبه  :

-جاهزه للسفر ؟

 اكتفت بالايماء دون اجابة، فرد باستسلام:

-‏يالا بينا يا ملك .


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑"


انطلقت سيارة"يونس" بالسائق إلى مدينة الإسكندرية طوال الطريق و"ملك" شاردة هذه الصدمة جعلتها تكبر مائة عام غيرتها تماما "ملك" امس ليست" ملك" اليوم تنتقل من مدينة لم تعرف سواها إلى مدينه لم تذهب لها قط المكان الوحيد الذي رحلت منه دون أن تأتي إليه، رفضتها أمها التي أنجبتها، وامرت بقتلها أمها التى ربتها كل ما برأسها الآن هو أنها ستبدأ حياة جديدة نَابذه كل ما مضي .

حاول التحدث إليها كثيرا لكنها لم تكن تتجاوب معه، فهتف وهو يميل إليها مطمئنا إياها قائلا بكل حواسه:


ـ انا عارف أن اللي حصل مـش هــين لـكـن أنا بالــنــسبالي ما فـيش أي حاجه إتغيرت انا لسه ســـنـدك وأمــانك وضـــــهـــرك أنا مـــستـــعـــد أكـــون عـــــيــــلـــتــــك، وبــــلــــدك وجــــيـــــــــشـــــــــك.


نظرت له بصمت وسرعان ما نظرت أمامها لتحدق بالطريق الطويل الذي يقودهم إليه السائق.

وصلت إلى حي قديم، وترجلت من السيارة معه تدخل إلى شوارع وازقه لا تمر بها السيارة، كان يعرف الطريق رغم صعوبته لم يفوت تفصيله تخصها إلا ودرسها وحفظها ولأجلها فقط أتى معها لو كانت طلبت منه أن ينتشلها من وسط هذا إلى دولة أخرى لفعلها لأجلها فقط .


اخيرا وقف أسفل عماره متهالكه وسألها بجدية وقلق :

-جاهزه ؟


نظرت بريبه إلى تلك العمارة القديمة ثم عادت ببصرها إليه كان بداخلها إصرار لتنفيذ ما أرادت لذا أجابت:

-ايوه .


تابع خطواته نحو الباب بعدها أسار لها بالدخول دلفت بخوف بداخلها الم وخوف، وغضب شديد رفعت قدمها لتضعها على اول درجه على هذا السلم الضيق القديم تخطوا نحو المجهول .

نهاها "يونس" مشيرا نحو اتجاه اخر أسفل الدرج بتأثر :

-لا من هنا.


نظرت باتجاه اشارته باب غرفه عديم اللون قديم بالكاد يسد الرؤيا يحيط به ظلام دامس بفعل انعدام الاضاءة غرفة واحده اسفل الدرج لم تكن تعرف له شكل إلا الآن . 


طرق" يونس" الباب ففتحت إمرأة كبيرة بالعمر غير ان هذا التقدم البادي على ملامحها غير مؤثر على صحتها الجسمانيه برغم أنها نحيله وجلدها لا يسنده اي لحم، اكل الزمن منها وشرب الشقاء والبؤس يتجلى بخطوط كثيرة  ترك اثرها على وجهها.

لم تخطاها" ملك" انها تشبها، لكن النسخه الأكثر شقاء، ضمت "هبة " حاجبيها وهي تنظر لصاحب الهيئة الأنيقة متعجبه، وتلك الفتاة التي تفوح منها رائحة الثراء وتسألت بتعجب:


-عايز مين يا بيه ؟


القى نظرة سريعا "لملك" وهم بالإجابة لكنها منعته، كانت تنوي الصراخ بها واللوم عليها لكن عندما رأت حالتها الرثه؛ اشفقت عليها وتعاطفت معها، إلى هنا وقررت الحديث:


-انا اللى عايزاكي انا بنتك !!


ارتسم على وجهه "هبة " الصدمة واتعقد لسانها فما استطاعت قول سوى:

-بـ ..نت مين ؟انتي اكيد غـلط...


توقفت الكلمة بحلقها واتسعت عينها لتدقق بالملامح محاولة ربط الشبه بينها وبين إبنتها لم تصدق ان ابنتها التى باعتها من سنوات اتت إلى بابها تبحث عنها كانت تصدق أنها فى يوم ستعود لكن لم تتوقع أن تأتي إليها بهذا الثراء .


خطفتها إلى احضانها بسرعة اخافت "يونس" واستعد ليحميها وعندما إطمئن أنه مجرد حضن شوق وحرمان من كليهما، زفر بتعب من المشاعر الثقيلة التي تعيشها "ملك" انهارت "هبه" فى البكاء وقالت بحرقه:


-كنتي فين ؟ قلبي كان حاسس انك هتجيني بنت بطني انا ما لحقتش اسميكي ما لحقتش ارضعك ما لحقتش احضنك اسمك ايه ؟!


ردت ملك من وسط بكاؤها :

-مــلك .

صاحت والبكاء لازال مستمر:

-اسمك حلو حلو اوي .


تذكرت "هبة" شيء هام فأبعدتها، وتحولت ملامحها لغضب وسألت بفزع:


-جيتي ليه ؟جايه تشوفيني وتمشي ؟ جايه تصحي الجرح من جديد جايه ليه ؟


نظرت "ملك ليونس" ثواني ثم ردت بحرية وجديه:


-لأ مش همشي انا رجعت أعيش معاكي ؟!


اثارت دهشة "يونس" فدحجها بتعجب لم تترك له خيار دفعته للخارج وقالت بوجه آخر وبلهجة شديدة القسوة:


- شكرا لحضرتك إرجع لوحدك انا هفضل هنا فى مكاني .


سأل دون إدراك ما تقول :


-إيه اللي بتقوليه ده؟!


كررت دون ان يرمش لها جفن :


- اللى سمعته كل شيء انتـــهـــى.


أغلقت الباب فى وجه تاركه له واقع صدمة كبيرة من "ملك" جديده التي اكتشفها لتو، طرق الباب غير مستوعب طردها له بهذه القسوة ما الذي حولها لكل هذه الشراسه .

كور قبضته ولكم الباب وهو يناديها بمل ما فيه لايصدق إنها بكل سهولة أرسلها إلى منفاها بيده وضعت بينها وبينه باب:


-مــــلك ....مــلك افتحي يا ملك .


تعلقه بها وجنونه بحبها كان من ينطق عوضا عنه لكنها لم تكن تعلم ابدا أنها أخذت قلبه معها لم تكن تعلم أنها ملكة قلبه ولم يكن يعلم أنها أصبحت ملكة نفسها ......

.................يتبع

سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبه"

حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا 👑

انتهى موضوع اني أقول لايك والكلام دا انا خلاص اتغيرت حطوا قلب وكومنت😉😍


بحب كتابة الروايات

تعليقات