القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

ملكة قلبه الحلقه الاولى بقلم ياسمينا احمد


 ملكة قلبه  الحلقة الأولى1

عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله

عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى 

عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ 

"عائلة الدهبي "


"فريد منصور جلال الدين" الاخ الاكبر والكريم الخاص للعائلة طيب وحنون على أولاده "ملك ويوسف" يكاد لا يتأخر عن تقديم روحه إن طلباها فى سبيل رضائهم .

"عمر منصور جلال الدين " الاخ الأوسط  فهو متزوج ولديه شاب مقبل على الزواج وهو "كريم"واخيه الأصغر "عبدالله "

"يونس منصور جلال الدين" أخر أولاد العائلة 

لم يكن"يونس"بقليل ليجلس عاقلا مع أخواته، طار بعيد على اول طائرة ليعمل ويبني نفسه بنفسه ويتخطف زيارات قليلة لأسرته التى كان له الفضل فى زيادة ثرائها وصعودها من طبقة لطبقة أعلي ليصبح إسمه لامع فى الشرق الأوسط والملقب ب الحوت نسبة لابتاعه السوق بالكامل فى شتي المجالات.


"ملك " 

نزلت على الدرج بخفة فراشه  أعين واسعة كعين الغزال وجه دائري لازالت الطفولة تتمسك به رغم تخطيها هذا السن من تسع سنوات وأصبحت الآن على مشارف العشرين شعرها البني يصل إلي اسفل ظهرها ويترنح معها وهى تركض بسعاده ومن أسعد منها فإنها الإبنة الكبري لـ "فريد منصور جلال الدين" صاحب أكبر الشركات والأب الأروع والأحن عليها بل ومدللة القصر بأكملة  .

تسارعت قدمها عندما رأتهم مجتمعين حول طاولة الطعام اقبلت عليهم فإبتسم والدها ورحب مهلالا:

-اهلا اهلا بنور الصباح ست البنات تعالى يا اميرة البيت والقلب.


وصلت إليه وعانقته بحب وطبعت قبله على وجنتيه وهي تقول:

-صباح الخير على أحلى أب فى الدنيا


تداخل صوت والدتها "حنان"مع ضحكات والدها :

-ياسيدي ياسيدى ما لنش فى الحب نصيب 


طارت تجاهها وهي تقبل راسها وكذلك وجنتها مراضية اياها بحب:

-وانا ليا بركة الا انتي ياحنون 

اثارت حفيظت اخوها الذي استنكر نجوميتها بجذب الانتباه وحدها والذي كان يتبعها بخطوات 

تحدث"يوسف "بلوم:

-بقي كدا ولا كأنكم خلفتوا غيرها 


فتحت والدتها ذراعيه وقالت بترحاب:

-لا ازاى هو فى فرحه زى فرحتك يا يوسف 

تجاوب معها ووالده ينهره ضاحكا:

-ميت مرة اقولك بطل غيرة اختك دلعها واجب علينا بكرا لما  تخلف بنت هتحس بكدا 


مال اليه يقبل جبينه قائلا:

-عارف يا بابا بس بحب اناغشكم 


جلسوا على طاولة الافطار وبدوا بتناول الطعام فى صمت حتى قال "فريد" :

-انا عايز اعدى على أمى  انهارده ابلغهم بوصول "يونس" بكرا 


تحفزت "ملك " ولطمت كفيها قائلة:

-بجد بقالي كتير ما شوفتوش 


ابتسم "فريد"وجاملها قائلا:

-معقول مايحضرش عيد ميلاد ست البنات اكيد جايلك مخصوص 


نهضت متعجلة وهي تهتف طيب انا هسبقاك على تيتة أقولها عشان اخد منها الحلاوة 


لم تنتظر وهرولت للخارج حيث ان بيت جدتها يقطن فى بالقرب منهم والحديقة هي الفيصل 


هتف فريد متعجباً:

-شوفتى البنت قال يعني تيته مش هتديها الحلاوة من غير حاجة

ردت "حنان"بابتسامه مطمئنه :

- ربنا يدي الحاجه الصحه انت عارف إنها بتحب "ملك" ومش بتستخسر فيها حاجه.


زفر "فريد"بامتنان لعائلته الهادئة والهنئة،هتف "يوسف"مشاكسا:

-يا بخت ملك  والله مش عارفه تلاقيها منين ولا منين 

ضحك فريد على مزاحه ورد عليه :

-حقها تدلع البيت كله مافيهوش بنات غيرها 

نهض "يوسف" وقال مستعدا للمغادرة :

ـ انا ماشي 

ودعته حنان بأسف لعدم استكماله طعامه لكن كان هناك خبر هام لابد أتخبره لفريد قبل أن يغادر هو الاخر للعمل :

ـ مع السلامة يا حبيبى 

 التفت الى زوجها لتزف اليه البشرى ،وصوتها يمتلئ بالبهجة  :


- ‏مش "ليلي" مرات أخوك  بتقولي إنها عايزه تلم الشمل وتجوز "ملك" لـ "كريم"


تهلل فريد وهو يردد بفرح:

- والله مافيش احلى من كدا وهي تبقى قريبه مننا  وكريم ابن اخويا ابن حلال .


ردت ليلي عليه تبادله السعاده:

- انا عن نفسي قولتها مافيش مانع ليلى زى أختى ومش هلاقي أحن   عليها منها دى حبيبة عمها عمر 

تحدث فريد بسعادة ونبرته يعتريها بعضا من الاذدراء:

-يا سلام وعلى اساس إن  يونس لأ ملك  دى حرامية قلوب .


""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد "


"عاد يونس" 

بطلته المهيبة يتضح اثر النعمة عليه طال سفره حتى تغيرت ملامحه كان دوما يملا البيت بهجه وسعاده ومرح  وايضا يعتبراسطورة  سانتا كلوز للهدايا التى ياتي بها على كافة أنواعها لكل أفراد الاسرة،دال غيباه هذه المرة وهذا ما ذاد شوقهم إليه .

 الآن الكل مجتمع ليحضروا لحظة فتح الحقائب واستلام الهدايا 


قال وهو يقدم الجهاز اللوحي لابن أخيه "عبدالله":

-اتفضل ياسي عبدالله  احلى ايباد لك 

هتف "عبدالله" وهو يستلمه بسعادة :

-الف شكر ليك يا عمو ربنا ما يحرمناش منك 

عزم ليقدم لوالدته الحاجة" فاطمة" الحقيبة الجلدية ذات الماركة الشهيرة "شانيل" وكذالك زوجة اخيه"وليلي"  واخويه وابنائهم ولم ينسي اخوية برابطت العنق الباهظة الثمن،الفرحه كانت تغمرهم بحضوره وبهدياه 


قالت والدته  "فاطمة "وهي تهتف بفرح لقدومه:

-ربنا يحفظك فى غربتك ياإبنى  ويريح قلبك تعيش وتجيب ومايغيب صوتك ابدا عن البيت .


استقبل دعائها بابتسامة بينما تقف"ملك "مدهوشه من ارتياحه بعد توزيع الهدايا دون أن ينتبه لها أو يقدم لها شي كعادتها وقبل الجميع مما دعها لتسأل بصوتها الرقيق بتعجب واضح :

-طيب وأنا يا عمو يونس؟

كانت محاولة فاشلة منه لتجاهلها للأسف تجاهل الشئ زيادة عن اللزوم يثبت ثباته بقوة.


ردت والدتها نيابة عنه متسائلة :

-وانتى فاضل إيه ماجبهولكيش يا ملك ؟ 

واكملت" ليلى" لتشاكسها بابتسامة:

-دا تقريبا جاب الشبكة كلها خلى المرة دى عليا شكله نسيكى 


اقتربت منه وهى تغيظهم بشقاوة هاتفه بتحدى :

- مالكمش دعوه انا عارفة إن عمو يونس مش هينسانى 


وقفت قباله تطالعه بعينها التى تشبه عيون الريم تضم فاهاه وتسألة بقوة وتشدد على كلمة عمو لتغيظه بها ولتخبره بشئ أخر بينهم  :

-بقي كدا يا عمو 


ظل ثابتا ينظر لها دون اهتزاز ،صمته المطول أخبرها انه سيحرجها فهو لم يعانده أحد وهي فعلت، لا احد يفهم نظراته اصبح اكثر تعقيدا من أن يطفو على وجه أي  تعبيراأو يعرف أحد ما يضمره ،تبارزو بالنظرات حتي قرر أن يرحمها من إحراجها ورد بإقتضاب ساخرا من كلماتها :

-خلي عمو يجبلك 

كادت تركل الأرض بغضب فقد فهمت أنها تمادت بمعانده واخبرته سبب منادتها بهذا  بشموخ :

-بقالك مدة ما بتردش على رسايلي ولا بتكلمني زى الأول من حقي أزعل إنت ما بقتش تفتكر إن ليك بنت أخ إسمها  ملك فقولت اقولك يا عمو يمكن تفتكر .


تداركت خطأها بمنادة بعمو وأوضحت سبب ذلك لتخذ منه أجابة .


اقصى ما أخذته منه نظرة مطولة تبعها ب:

- وعشان عمو دى مافيش هدية وكمان زعلان


سارعت لتحتضنه وهي تهتف :

-لأ ما تزعلش 

ثبت يده وقبض على الكرسي من أسفله دون تجاوب معها إكتفي بهمس حاد ينهرها :

- إنتى كبرتي على كدا 


ابتعدت عنه وهي تقول :

-عمري ما اكبر عليك 


لطفت من نظرته الحادة بسؤالها مازحه:

-فين الهدية بتاعتي؟ 

اجاب السؤال بسؤال وهو ينظر لعيناها :

-وفين يونس بتاعتى 


-يووونس

كانت تخطف عقلة كما تخطف حروف أسمه على شفاه بنبرة تمتلئ بالشقاوة .


 "ملك" كانت تمتلك خفة شريهان  والسندريلا وجاذبيةالأرض. 

أخيرا اعلن استلامه ونهض من جلسته متجها نحو الحقيبة ،من جانبها ترقبت عينها بلمعت بتحفز لما قد يقدمه لها فهو دوما صاحب الهدايا المميزة وشاركها في ذالك اعين الآخرين الذين هتفوا بمزاح:

-يا بختك يا ملك انتى الوحيده اللى بيجيلك شنطه لوحدك .

تحدثت فاطمه بسعادة:

- حبيبة عمها تستاهل القمر بنجومه 

ضحكت والدتها حنان  وهتفت:

-تسلمى يا نينه،والله عمها  يونس ما حرمها من حاجه

وقفت "ملك"خلفه لتنظر باتجاهم وهى تحرك حاجبيها بفرح فى انتظار هديتها التى كانت لا تعنيها بقدر أنها منه .


غاصت أصابعه فى ذلك الفراء الكثيف المتمثل فى شال من الفروا الطبيعي من ماركة عالمية ورفعه بوجهها فقفزت  غير مصدقة من هذا الجمال الذي لم تراه سوى عبر شاشات التليفاز، شي مميزكهذا اشعرها بإحاسيس مختلفه وكأنها اصبح لها ثروة وحدها .

 ضحك الجميع بعد شهقاتها المدهوشه فقد كانوا متأكدين أنه لن ينساها أبدا لطالما اهداها الألماس والذهب ،دوما كانت هداياها مميزه واليوم هي افضل من الكل بهذا الفراء .

 لم تنتظر وارتدته فوق فستانها  بسرعة ‏وهى تتلمسه وتضحك بصوت عالى ممتلئ بالشقاوة

ظل "يونس "يتطلع بسعادة لها وعيناه تبتسمان رغم سكون ،فمه دارت بخفة فراشه فى وسط المنزل أصبح شكله عليها في منتهى الروعة والبهجة التي  انسته انه صاحب الهديه .

خرج من شروده على صوتها الناعم المصطنع وهى تقول  مقلدة أحد الممثلات بطبقة صوت مخمليه:

-أووه يوووونس حضرلي العربية

ضحك الجميع على مزحتها بينما رفع "يونس" حاجبيه متعجبا من قدرتها الفائقة فى تقمس الأدوار وسألها بجدية متماديا معها:

-على فين يا موزمزيل ملك  ؟

اجابت وهى تحرك يدها على الفراء المعتلي كتفها:

-على الشنزلزيه 

قهقه الجميع من خفة ظلها ملك  حقا كانت  بهجة المنزل اقتربت منها والدتها وقالت مازحه :

-وفين عقد الأ لماظ يا هانم ؟


ردت" ملك" وهى تجاريها بتقمص ويدها على ثغرها بفزع:

-اوه انوا اتسرقت 

ضحكت" حنان "  وقالت :

-معلش خيرها فى غيرها،العريس بقي يجبها 


تغضنت جبهة" يونس "وسكت المزاح فجاة لتخرج "ملك  "من شخصيتها الخيالية وهي تقول مستنده على كتف  يونس أو بالاحري متعلقه به بسبب فارق الطول :

-لأ انا مش هتجوز غير واحد شبه عمو يونس 


نظر "يونس" باتجاه" حنان" نظرة عميقه فشلت فى تفسيرها وانسحب بقوة من بينهم وكأنه لم يكن.


""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد "


جلست باحضان جدتها لتقول وهى تمسح على رأسها :

-ملك وردة تيتا مبسوطه بهدية عمو يونس 

اجابة "ملك "باستمتاع بلمساتها الحانيه والتى تمتلئ بالحنان والحب :

-أوى أوي يا تيتا 


تحدثت جدتها بنفس الوتيره  :

- طيب ما نفسكيش عمو يونس يفرح هو كمان 


لم يفت على "ملك "انها ترمى سؤالا للامد البعيد لذا ردت بدهاء تقنه :

- ومين قال انه مش فرحان ؟

زامت "جدتها" بضيق لكن لم يخلوا من الحنان:

- يا بنت بطلي لماضه 

ضحكت "ملك" ضحكتها الشقيه ونهضت من احضانها لتسأل :

- عايزة توصلي ل إيه يا تيته ؟

اعتدلت "جدتها" لها لتوليها كافة اهتمامها لطالما عرفت ان "ملك " تمتلك من الفطانه ما يجعلها تعرف كيف تأخذ المعلومات بكل سهولة :

- تتكلمى مع عمو يونس وتشوفي احواله يعنى إمتى ناوى يتجوز بيحب حد، فى بنت خواجايه واكلة عقلة ،فى إيه ؟


-أمممم 

قالتها "ملك" بتفكير وعلى ثغرها ابتسامة مستمتعه،تبعتها بـ:

-بس كدا من عيونى ينزل بس وانا مش هسيبوا غير لما يعترف 


قالت الأخيرة بشراسه شقية وكأنها تعرف ما تفعله،لاحت الابتسامه فى وجه جدتها وامسكت بوجنتيها لتمدحها قايلة:

-هي دى بنوتي حبيبتى 

توقفت لتحذرها :

- بس خلي بالك اوعي ياخد بالوا إني زقيتك مش هيقول ولا كلمة ابنى وانا عارفاه بحر غويط .


اشارت لنفسها وقالت :

-انتى هتقوليلى،أول ما ينزل  مش هسيبه إلا لما أعرف وعمرى ما هجيب سيرتك


استدارت نحو الشاشة العريضه لتتابع بعض من حلقات المسلسلات التركيه لطالما كانت منبهرة بحياة الغرب وتعشق متابعة كل أعمالهم وكان يساعدها فى ذلك ترك المساحة الكبيرة لها ووقت الفراغ الطويل الذي يسكن معها بما انها البنت الوحيدة لآل الذهبي .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

"بالأعلي "


تشاجرت "ليلي" مع إبنها "كريم " والسبب هي "ملك" .

-نعم وانت تطول تتجوز واحدة زى ملك 

زفر "كريم" بضيق وهو يرد علي سؤالها للمرة المائة:

-ياماما انا ما أعترضتش على ملك ،ملك شخصيتها بالكامل ما تنسبنيش مواصفات البنت اللى عايزها مش شبه ملك .


كانت "ليلي"تدافع باستماته عن "ملك" وكأنها إبنتها سبحان من وضع لها كل هذا القدر من الحب فى قلوب من حولها.

نهرته بعصبيه ودون تفاهم   :

-  ملك مالهاش شبه، اعقل يا كريم بدل ما أخلى ابوك يعقلك ابوك خلاص انهاردة هيتكلم مع عمك والبيت كله عارف .

تشنج"كريم" باعتراض لا يعرف اين يهرب منهم:

- نفسي تفهمينى انا بعتبر ملك بنت عمي وبس بحبها وهي بنت عمي مافيش احساس تانى جوايا ليها .


وضعت " ليلى" يدها بجانبها وسألته بعداء:

- يعنى فى حد تاني جواك ليه احساس ؟

أجاب  "كريم" بضيق :

-لو دا هيريحك اه 

زعقت والدته فى حدة :

-ملك مش هتطلع من بيت الدهبي يا كريم بنت عمك أنسب واحدة ليك

حاول ان يشرح لها بهدوء لعلها تفهم :

- يا ماما يا حبيبتي انا عارف قد أي انتى بتحبى ملك ومش انتى لوحدك انتى وبابا وتيته وعمو يونس وكلنا بنحبها بس احنا اتربينا على إنها بنت عمنا ماينفعش نضايقها ولا نزعلها وكلنا مدلعنها انا بقى مش عايز واحده مدلعه عايز واحدة تشيل معايا مسؤلية تبقي سند وضهر ملك عايزه حد يدلعها ويعيشها نفس المستوي اللى عايشاه


ضيقت "ليلى "عينها وهي تسأله:

-وإيه هيحصل لمستواك يا كريم؟ 


اجاب وهو ويخشي النظر بعينها:

-ااا بصراحه كدا انا هكمل دراستى برة وهشتغل كمان بره 


نهضت "ليلى" على الفور من جواره بغضب 

ـانا هسيبك لابوك 

 لكن قبل أن تتجاوز الباب هتفت:

- أوعي تفكر إنك هتبقي يونس التاني، يونس مالوش زي هو يونس واحد وبس.

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"


"حنان"

جلست بجوار" فريد "على الأريكة بعد يوم طويل قضاه بالعمل وتنهدت تنهيدة طويلة لاحظها فريد وسألها :

-إيه مالك ؟

قالت فى حيرة:


-‏مافيش 

التف ليسألها بإهتمام:


-‏حاجه بخصوص طلب عمار لملك انهارده ؟

نفضت رأسها واجابت:

-لأ ...عمار مافيش من نحيته حاجه وانا كمان مبسوطه إن ملك هتبقي جنبي 

قضب حاجبيه وسأل بحيره:

-اومال إيه؟

القت بثقل صدرها بتعجب:

-يونس ،،معاملته معايا متغيرة

سأل فريد بتعجب:

-متغيرة ازاى ؟

ـإي خلاكى تحسي كدا 


اجابت بتحير فهي لم تعتاده هكذا:

-يعنى ما جابليش هدية.

قاطعت حيرتها واسترسلت لتبرأ نفسها:

-ومش قصدي خالص إن دا يزعلنى ،كفايا جاب لملك وهو مش مقصر من ناحيتها في شئ لكن نظراته نحيتى غريبه .

لم يعتاد "فريد" شكوي" حنان" بالاساس لم يكن هناك ما تشكوا منه فالاجواء حولهم فى منتهي الروعة :

-غريبه إزاي ؟

أخبرته بحيرة مماثلة:

-مش عارفه زى مايكون فى حاجه مضايقاه مني 


تعجب "فريد" هو الآخر وسألها باهتمام:

-إنتي عملتى حاجه زعلته ؟

ردت في نفي:

-هعمله ازاى دا لسه جاي انهارده ولما شفته كان قدام الكل 

هتف "فريد" وهو يمسح على كتفها ليطمأنها :

- ما تشغليش بالك ،تلاقيه تعبان يونس  مش بيقعد هنا عشان يعمل مشاكل  هو اصلا كل مرة بيرجع فيها كلامه بيقل اكترمن الاول .


نفضت كتفاها وقد طمئنها حديثه أن ليس هناك مايستدعي القلق .

جارته بالحديث وهى تتمنى له الخير من كل قلبها:

- ربنا يسعده هو كمان ونفرح بيه قريب 

زفر "فريد" وارخى بجسدة على الاريكه وقال:

-اهي دى أمنية امي ما تخيليش زقتنى افاتحه فى الموضوع ده كام مرة 


تحركت"  حنان "لمحاذاته لتهتف :


- كريم بيحكي عن مغامراته حاجات ولا اللى بنشوفها فى الافلام دا عارف ستات  بعدد شعر راسه دا غير اللى بيتكتب عنه فى المجالات اخر إشاعة كانت عليه ٱنه مصاحب عارضة الأزياء  المشهورة جيجى والباقي اللى يكسف ماحدش عارف صح ولا غلط مش عارفه ليه بيقولوا عليه شاذ


إبتسم "فريد" ابتسامة يائسه لقد ولي عمره دون أن يفهم سبب تلك الاشاعه المخلة المتعلقه بميولة التي التصقت بإسمه وأصبحت تلازمه حتى في محرك البحث وجعلت الكل يشك به خاصتا بعد رفضه للزواج بعد سن38 وكل أموره متيسره ،يسؤه لكنه لم يجرء على سؤاله رغم أنه أخيه الكبيرويكبره بتسع سنوات  يكتفى بمتابعته،هتف أخيرا بيأس :

- اهااا سمعت الموضوع ، اكيد هيجى يوم ويدخل القفص برجليه .


لوحت "حنان" وهى تخبره على استحياء:

- معقول الكلام التاني يكون بجد إنه 


هتف بلا مبلاه:

-دي إشاعات مغرضة يونس له أعداء كتير 


زفرت براحه وقالت :

-ربنا يعينه .

"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا"


"فى بيت جدتها" 

لازالت "ملك تشاهد التلفاز باندماج مع الاحداث بين الحين والآخر تخبر جدتها باحداث مختلقه كي لا تعنفها على مشاهدتها لهذه النوعية من المسلاسلات الرومانسيه التي تنافي تربيتها 

لكنها صاحت باعتراض  بعدما احتضن البطل البطلة.

 "فاطمة ":

- إي دا يا ملك مش بتقوليلى إنها اخته 


ردت "ملك" متداركه الوضع:

-ايوا يا تيته هو بيصالحها بس هما عشان اجانب حضنهم مختلف 


لمحت خطوات "يونس" من اعلى الدرج كعادته يظهر فى أفضل حالة وكأنه ذاهب إلي بطولة فيلم سينمائي يرتدى حلته السوداء دون رابطة عنق  وساعة يده ذات الماركة المميزة ورائحة عطرة تسبقة حذائه الكلاسيكي يخطو برشاقة تناسب طوله الفارع وجسدة الرياضي المشدود .

قفزت ملك من مكانها واتجهت صوبه لتغازله بشقاوة:

-اي اللى خرجك من الشاشة بس يا عمو؟

نظر مستخفا غير متقبل كلمة عمو هذه رغم انها قالتها بمنتهى الشقاوة.

تحرك وهو يحذرها بنبرة هادئة:

- بطلي تألفي أفلام على جدتك مش هتعرفي فى الآخر تقنعيها بالنهاية.


تبعته وهى تسأله بفضول:

-انت سمعت المسلسل دا 

أومأ لها وهو يفتح باب المنزل مستعدا للمغادره:

-اه 

تبعته دون إكتراث فهما لازالوا فى حديقتهم وبيت والدها بنهاية الحديقة 

- طيب قولي  هيحصل إيه ؟

لم ينظر لها وهى تمشي إلي جواره تحدث بنبرة جادة خاليه من التعبير:

- هيحصل اللى مش هتوقعيه.


سألت بإصرار وهى تتعلق بساعده :

-إحكيلي بليززز

سحب يده لينظر فى شاشة ساعته وقال متهربا :

-انا عندي مواعيد مهمه 


لم تتركه" ملك "وظلت تحلح بقدرها عنده أن يهمل كل شئ ليتحدث معها :

-عشان خاطري قولى انت اكيد مش هتبخل عليا بوقتك 


قرر ان يتمهل وتوقف ليسحب كمية مناسبة من الهواء إستجمع ذاكرته ليرد :

- هتحبوا برغم كل شئ 

صاحت بدهشة :

-معقوله وهي عارفه حقيقته

اجابها وهو يدفع ما ملئ به صدره :

-الحب ما لهوش سلطان يا ملك 

مال برأسه إليه ليقول بعبث:

-إنتي لسه صغيره


رفعت كتفها دون إهتمام وهي ترد :

-من وجهة نظري الحب مغامرة 

اولها كامل إهتمامه ورفع حاجبيه ليهدر ساخرا:

-كبرنا وبقينا نتكلم عن الحب 

رفعت كتفها دون اكتراث وسألته معاتبه :

ـ انت الوحيد اللى مش واخد بالك انى كبرت يمكن عشان بقالك كتير ما بتردش على رسايلي

تملص منها بكلمة واحده :

ـ مشغول 

غمزت بطرف عينها وهى تقول  بمرح:

-مشغول بإيه بالظبط احكيلى عن مغامراتك  يا شقى 

ابتسم وهو يجارى خفتها ملاوعا إياها كى تكف عن كل الاحاديث الجانبيه التي بالتأكيد تصل أليها  أجاب:

-المغامرات كلها هنا على فكرة 


هتفت وهى تمشي بظهرها قائلة بعبث :

- تيتا بتقول عنك مقطع السمكه وديلها 

وضع يده على صدره ورد متصنعا البرائه:

- وحياتك انا ما جتش جنب السمكه وروحت البحر وجيت عطشان 


أغمضت نصف عينها وقالت وهى تمشى بثقه وخفه بالعكس :

- كريم بيقراء وييحكيلى عنك حكايات ،الصحف الغربيه ما بتبطلش تكتب عن مغامراتك وعن البنات اللى بتخرج معاهم 


زفر بهدوء وهو يسأل :

-شغاله دماغك بحاجات أكبر من سنك ليه ؟

ردت بحيوايه وشقاوة تقفز من عيناها :

-عشان عايزه اعرف مين الشقيه اللى هتخطف مننا عمو يونس وتخليه ما يجيش هنا ابدا 


نظر بعمق لها وبدا صادقا وهو يقول :

-صدقينى لو حصل انتى اول حد هيعرف 


تململت فى مشيتها وقالت ضاحكه:

-طبعا مش هقول لتيتا اللى زقتنى عليك ،اعرف هتجوز إمتى 


نفض رأسه بيأس هذه الصغيرة مشاغبه الى حد امتلاك اسرار الكل ،تحدث بجديه :

-برضوا انتى اول واحده هقولها هتجوز إمتى 


هتفت وكأنها تذكرت شئ هام:

-اه وإوعى تفكر إن الفورير هينسينى هدية عيد ميلادي 


ابتسم لها وقال بيأس:

-طماعه 


نفضت كتفيها لتتدافع بمرح:

- انا مش طماعه انا بحب هداياك انت دايما غير متوقع وانا بحب المفاجأت 


رد وهو ينظر بعينيها :

- عارف وما بنساش 


اردف عندما رأي الابتسامه المرتاحه على وجهها:

- انا جبتلك العسلية معايا ما استنتش لما نخرج سواء 


قفزت بسعادة وهتفت:

- مش بقولك انت مافيش منك يا يووونس

وضع يده فى جيبه واخرج منها عسليه وقبل ان تخطفها من يده سحب يده للخلف وقال أمرا :

-معجون السنان ما يتنسيش 

اؤمأت بحنق طفولى وهى تقلب عينها:

-حاضر 

قدمه اليها وتوقف ليستدير عنها قائلا:

- خلى بالك على نفسك يا ملك .

لم يكن "يونس" كأى فرد فى عائلة الذهبي بل كان الاهم والأروع والحنون الذي يعرف كل احتياجاتهم ويكد من أجلهم ولا ينسي فرد منهم ،الا أن" ملك"لها مكانه أخري لديه ، وبرغم من أن الجميع يحبها ويعاملها بلطف إلا يونس يعاملها كــ مــلـكـة.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع

ملكة قلبة _ سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة"

تعليقات