القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل الخامس عشر




 الحلقة الخامسة عشر الخامس عشر

-----------------------------------

ما كاد سياف يسير برفقة فريدة ليوصلها لمنزل السيدة أم احمد 

أثناء سيرهم تناهى إلى سمعه صوت فتاة تقف فى شرفة منزلها وتصرخ لتستنجد بأحد من أهل الحارة قائلة :-

الحقونى يا ناس حد ينجدنى بسرعة 

نظر سياف ليرى من أين يأتى ذلك الصوت فوجده يأتى من منزل رجل عجوز يقطن مع أبنته بالطابق الثانى

يدعى عبده 

أخذ فريدة معه وأسرع ليصعد إلى منزل المدعو عبده

دلف من البوابه وصعد برفقه فريدة إلى الطابق الثانى

وأخذ يطرق الباب بشده لكن حين لم يستجيب أحد 

اخذ يدفع الباب بكتفه إلى أن استطاع أن يفتحه

وتقدم إلى داخل المنزل يبحث عن الفتاة 

تنحنح سياف قائلا :-

السلام عليكم يااهل الدار 

جاهدت الفتاة لتحاول الخروج من غرفتها التى كانت مغلقه عليها حتى تخرج لسياف لكنها لم تستطع فتح الباب

نادت قائله بأعلى صوت لديها :-

أنا هنا ارجوك افتحلى يا اسطى

توجه سياف بأتجاه الغرفه التى يأتى منها الصوت 

واخذيدفع الباب بكتفه إلى أن فتحه 

ثم تنحى بعيدا وطلب من فريدة ان تذهب اليها قائلا بجديه :-

ممكن تدخلى ليها ولما تتأكد ى انها ساتره نفسها انديهلى

اجابته فريدة وهيا تشعر بسعاده شديدة لحسن تصرفه ذلك :-

حاضرثانيه واحده وهاناديلك

تقدمت فريدة إلى داخل الغرفة وتأكدت من الفتاة تضع حجابا وترتدى ملابس محتشمه

نادت إلى سياف قائله :-

أتفضل يا اسطى

تقدم سياف إلى الداخل وحين أنتبه إلى مظهرالفتاة والكدمات التى تغطى وجهها ذهل بشدة وحدثها قائلا بتساؤل :-

مين اللى عمل فيك كده يا سوسن ؟

بكت سوسن بحزن شديد وهي تشعر بالقهر قائله :-

ايويا يا اسطى ضربنى وحبسنى هنا وقفل عليا وراح يجيب بلبع العجلاتى الى عنده ٧٠سنه علشان يكتبوا كتابى غصب عنى اخذت تنتحب بقهر شديد وهي تشعر بقله الحيله

سياف بغضب شديد انت ابوك شكله اتخبط فى دماغه ولا إيه أزاى يعمل فيكى كده ويرميك الرميه دى اكمل قائلا بغضب شديد :-

ابوك كان بعقله ياسوسن إيه اللى خلاه يعمل كده ؟!

الراجل ده دماغه فوتت ولا ايه ده انتى بنته الوحيده المفروض يحبك ويخاف عليك 

تحدثت سوسن وهيا تنتحب بين احضان فريدة :-

أصله بيديله برشام يا اسطى كل يوم لما مخه اتلحس 


ومبقاش يهمه حاجه غير مزاجه وبس انا تعبت يا اسطى سياف لو غصبنى اتجوز الراجل ده انا هاموت نفسى

ربتت فريدة على كتفها بود قائله :-

متزعلش نفسك يا حبيتى إن شاء الله الاسطى سياف ها يجبلك حقك ومحدش ها يقدر يغصبك أبدا انك تتجوزى حد 

انتى مش عايزاه

وجدت فريدة نفسها تتذكر ما حدث معها منذ اعوام عديده مضت وكيف اضطرت أن تتزوج أول شخص تقدم إليها هربا من قسوه والدها وزوجته وحزنت بشدة إلى ما آلت اليه حياتها انسابت الدموع من عينيها دون أن تشعر بها

طمأنها سياف قائلا بود :-

ما يهمكيش يا سوسن وخليك هنا متخافيش من حاجه وانا هاوصل الست فريدة وأرجعلك أستنى ابوك تحت البيت واشوفلى صرفه معاه

سوسن وهيا تشعر براحة شديدة من. أثر حديث سياف:-

تسلم يارب يا اسطى ربنا يباركلك ويخليك للحارة وأهلها 

سياف بجدية شديدة :-

تسلمى ياسوسن مش عايزك تقلقى خمسه وجايلك 

اصطحب فريدة وغادر ليوصلها واعتذر لها قائلا بود:-

االحقيقه مش عارف اقولك ايه انا دوشتك معايا بمشاكل الحاره وشكلى فكرتك بحاجه زعلتك

فريدة بنفى قائله وهيا تجفف دموعها :-

ابدا ما ضيقتنيش ولا حاجه بالعكس أنا أتبسطت جدا بالحارة والناس اللى فيها ده انا نفسى اقضى حياتى كلها هنا

ابتسم سياف وهو يرى كم تعلقها بالحارة شاعرا بسعادة كبيرة 

سياف بود قائلا :-

إيه رأيك تيجى اعزمك على عصير قصب وبسبوسه  من عند عم حسنين حاجه كده إنما أيه حاجه كده عظمة 

هللت فريدة كالاطفال قائله :-

الله بجد بقى انا نفسى من زمان اشرب عصير قصب انا عمرى فى حياتى ما شربته طول عمرى اسمع عنه ولامره دوقته 

سياف بسعادة شديدة لأنه استطاع أن يدخل ولو قليلا من الفرحة على قلبها 

أثناء سيرهم اخرج هاتفه وحادث أحد رجاله قائلا بجديه :-

بقولك ايه يا محمود خد اتنين ثلاثه معك وتقفولى عند 

الراجل الى اسمه عبدالله ابو سوسن ولو مين كده متخلهوش يطلع العماره غير اما اجيلكم

أجابه المدعو محمود قائلا بجديه :-

علم وينفذ يا كبير أعتبر اللى قولته حصل

سار بجوار فريدة وتوقفوا أمام محل العصير 

ألقى السلام على صاحب المحل قائلاً بسعادة :-

أزيك يا عم حسنين يا راجل يا طيب 

حسنين بود أهلاً أهلاً بزينة شباب الحارة ازيك انت يا سياف يا ابنى إلا قولى هنا ومتاخدنيش فى دوكه مين الغزال اللى معاك دى ؟

ضحك سياف بشدة حتى دمعت عيناه قائلاً بسعادة:-

اخ منك أنت ياعم حسنين دى الست فريدة ضيفة عندنا كام يوم 

قطع قطعة كبيره من صينيةالبسبوسة الموضوعة 

بصينية كبيرة أمامه قائلا بحب:-

أتفضلى ياست الستات أحلى بسبوسة أخذت منه فريدة البسبوسة قائله بسعادة:-

تسلم ايدك 

ادار المعصره ثم وضع بها اعواد القصب ثم ملاء كوباين كبيرين وناولهم إلى سياف الذى اخذ واحدا وناولها الاخر

اخذت قضمة من البسوسه تلتها رشفه من عصير القصب بأستمتاع كبير 

توقفت عن تناول البسبوسه حين. لاحظت ان سياف لا يأكل ويحدق إليها بشرود

أخذت قطعة بسبوسة قائله وهي ترمقه بنطرات تقطر شغفا قائله :-

دوق كده طعمها حلو قوى على فكرة 

قضم قضمة صغيرة من يدها فلامست شفتيه يدها مما جعلها تخجل بشدة وأحمرت وجنتيها وسحبت يدها سريعا 

ووضعت الطبق ثم حدثته قائله وهي تشعر بخجل شديد :-

مش يلا بينا 

حاسب سياف الرجل الذى كان رافضا بشدة أن يأخذ النقود لولا إصرار سياف 

واخذ طبق من البسوسه اعطاه لفريدة لتعطيه لام احمد

ثم غادر برفقتها قائلاً وهو يتأملها بحب :-

دى للست ام احمد 

اخذته منه قائله :-

تسلم ايدك

سار ت برفقته ليوصلها لمنزل ام احمد وما ان وصلا إلى باب المنزل انتظرها سياف بمدخل المنزل قائلا بود:-

هاسيبك ترتاحى شويه وانا هاروح أشوف الشغل الى ورايا لو أحتجتى حاجة أبعتيلى الورشه 

وقفوا ينظروا الى بعضهم البعض عده دقائق كلا منهم بداخله حديث طويل يود قوله للاخر 

انطفئ فجاءه ضوء الدرج مما جعل فريدة ترتد الى الخلف بحركه لا اراديه لتجد نفسها بين يدى سياف الذى 

جرفته مشاعره ناحيتها ووجد نفسه يتمسك بها بين ذراعيه يضمها بشوق كبير الى أحضانه مما جعلها تنسى كل شئ من حولها وتتشبس به ضمها لصدره بحب كبير ولهفة وشوق شديد قائلاً بصوت متهدج من شدة شوقه اليها :-

فريدة انا كنت عايز اقول 

فريدة بنفاذ صبر وهي تتمنى لو ينطق فقط ويخبرها بما تود سماعه:-

انت ايه يا سياف⁦؟قول بقى

ابعد رأسها عن صدره وكاد يخبرها بطريقتها الخاصه 

وانحنى ليقبلها الى ان استمع لصوت خطوات قادمه بأتجاههم ابتعد عنها مرغما لاعنا ذلك المزعج الذى قطع عليه اسعد لحظات مرت عليه طوال حياته

اطلق سباب لاذع حين شاهد ذلك الصغير مقبلا نحوهم وحين شاهد فريدة هتف قائلاً بسعادة :-

طنط فريدة انتى جيتى وحشتينى قوى يلا بينا بقى نطلع عند ماما

كاد سياف ان بوبخ ذلك الصغير لكنه التزم الصمت و


غادر سياف حين اطمئن انها ذهبت مع الصغير لمنزلهم 

عاد الى منزل المدعو عبد الله وهو يشعر بسعاده غير عاديه 

من اثر تلك الدقائق التى قضتها فريدة بين ذراعيه

حدث نفسه قائلا بسعاده :-

تتعوض المره الجاية يا فريدة 

ما إن وصل إلى منزل الرجل جلب له احد رجاله مقعد قائلا بود :-

أتفضل اقعد يا اسطى واطمن كله تحت السيطره 

محدش لا دخل ولا خرج

سياف بجدية شديدة:-

تسلموا يا رجاله 

ما كاد يمر بعض الوقت حتى وجد المدعو عبد الله وبرفقته العجلاتى مقبلين نحوهم 

نهض سياف يستقبلهم وهو متحفزا لهم

ما إن راه المدعو عبد الله توارى خلف العجلاتى خوفا من بطش سياف به 

تقدم سياف وجذبه من خلف العجلاتى الذى ما إن شاهد سياف أرتعب بشدة وترك الرجل وفر هاربا عائدا من حيث أتى فهو لا يستطيع أن يعادى سياف أمسك سياف المدعو عبدالله قائلا له بحدة شديدة:-

أنت ياراجل أنت إياك أعرف إنك مديت إيدك على بنتك تانى 

أو تحاول تجبرها على الجواز بأى طريقه وخلى بالك لو الموضوع اتكرر ها اطردك برا الحارة ومن بكرة هاوديك بنفسى تتعالج من القرف اللى بتعطاه ده اما الزفت اللى كنت جايبه معاك ده أنا هاشوف شغلى معاه

يلا ورينى عرض كتافك وأطلع راضى بنتك وبوس على راسها ولو سمعت إنك زعلتها هسود عيشتك وهخلى ايامك ما يعلم بيها إلا ربنا

أجابه المدعو عبد الله قائلا بخوف شديد:-

تؤمر يا اسطى حقك عليا مش هاتتكرر 


غادر سياف متوجها إلى الورشة بعد أن اطمئن على سير العمل جلس مع رجاله قليلا ثم عاد إلى منزله 

لينال بعض الراحة فالايام الماضية كانت مرهقه للغاية بالنسبه له

ما إن شاهدته والدته 

هتفت به قائلة بتذمر بقى كده يا سياف مصمم تجبيلى واحده أنا مبحبهاش وكمان تفرضها عليا

أمسك سياف برأسه يشعربصداع لعين من أثر الإرهاق الشديد الذى تعرض له واشار بيده لوالدته رغبة منه بأنهاء النقاش. :-

أمى مش وقته خالص أنا تعبان وداخل أنام أرجوكى كفايه مش قادر اتجادل معاكى

لوت شفتيها بغضب شديدهاتفه:-

طبعا التعب ليا انا والضحك والفرفشة ليها هيا ربنا يصبرنى على ما بلانى

دخل إلى غرفته واغلق الباب واغتسل وبدل ملابسه ثم استلقى وراح بنوم عميق


بعد مرور عده ايام من وجود فريدة بالحارة 

هاتفته ذات يوم وترجته قائله :-

أنا زهقت من قعده البيت يا اسطى ارجوك تشوفلى محل افتحه مشروع خاص بيا

عارضها سياف قائلا :-

اصبرى شويه يا ست فريدة إنتى لسه ما تعرفيش الناس هنا كويس ولسه متعرفيش طباعهم

إعترضت فريدة قائلة باعتراض :-

أرجوك أنا أتخنقت من القعدة 

وافق على مضص واخبرها ان تنتظره فهو سيمر عليها بعد قليل

ذهب امام منزل ام احمد ثم ارسل الصغير ليناديها ثم خرجت بعد قليل وسارت برفقته 

وحين كانت تسير إلى جوار ه متوجهه إلى المحل الذى ساعدها على تأجيره لتفتح به مشروع يشغل وقتها 

كان يتأملها بين الحين والاخر. بنظرات تهيم بها عشقا

ويتنهد من اعماق قلبه متمنيا ان يأتى يوم ويستطيع به ان يبثها مكنونات قلبه 

ماكاد سياف يبتعد قليلا لمحادثه احد رجاله 

سار احد الشباب خلف فريدة واخذ يغازلها بكلمات وقحه قائلا:-

الزبده البلدى دى رايحه لوحدها على فين كده ما تعبرينا يا موزه امال والا احنا مش مالين عينك

كادت فريدة أن تجبيه بحده

فقاطعها سياف وهو يمسك بذلك الشاب من تلابيب ملابسه ويعلقه بالهواء قائلابغضب شديد:-

جرى ايه يا حيلتها انت نسيت نفسك يااض ياشمام انت 

ازاى تتجرأ وتعاكس حد تبعى ما تهرش فى دماغك يا اد امال وتفوق كده 

أجابه الشاب وهو ينظر إليه برعب شديد وقلبه يكاد يتوقف من شدة الخوف:-

حقك عليا يا اسطى مكنتش أعرف انها تبعك أنا آسف 

والله مش ها تتكرر بس سامحنى بالله عليك. اخذ الشاب يستجدى سياف. ليسامحه قائلا :-

حقك عليا يا اسطى والله أنا آسف مش ها تتكرر  تانى بس بالله عليك ما تكون زعلان منى يا اسطى حقك عليا آخر مرة والله وحياه اغلى ما عندك خلى قلبك ابيض يا اسطى انا عارف إنك قلبك كبير وها تسامح.

تعليقات