القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة




الفصل السادس 

===========

توجه إليها سياف وهو يشعر بالغضب لأنه ترك هذا الحلم الجميل

ما  إن رأته السيدة أندفعت ناحيته هاتفة بقلق وهي تتلفت حولها بريبة:

- الحقنى يا أسطى سياف فيه ست وقعت قدام بيتى وهدومها غرقانة دم أنا دخلتها عندى وجيت جرى أناديك تشوف إيه الحكاية ما أنت كبير الحتة ولازمٱ كل حاجة نأخد رأيك فيها

سياف رامقٱ إياها بتعجب شديد:

-دى مين دى ياست أم أحمد  وهي من حارتنا ولا غريبة ؟!

أجابته السيدة قائلة:

-دى لبسها  وشكلها غريبة مش من هنا 

تقدم سياف إلى ناحية بيتها قائلاً بتساؤل:

- ياترى مين دى وإيه اللى جابها الحارة عندنا ؟

رافقته السيدة إلى منزلها 

وقف بالخارج قائلاً وهو يزفر بملل :

- أدخلى غطيها لو لبسها مكشوف ولا حاجه أضاف قائلاً:

- لو فيه حد فى الطريق ياريت تبعديه

فعلت المرأه مثلما أمرها أما هو فكان يقف بالخارج وهو يفكر بمن تلك الفتاة ؟

وهو يحدث نفسه قائلاً بغضب:

- ياترى أنتى مين ؟ وإيه اللى حدفك علينا ؟ربنا يسترها ويجيب العواقب سليمة الواحد مش ناقص مشاكل على آخر الليل

حين تأكدت السيدة  إنها تدثرت جيداً 

عادت إلى سياف الذى كان يتتظر بفارغ الصبر ليتتهى من رؤيتها ليعود ليكمل نومه لعله يقابلها مرة أخرى بأحلامه

ما إن رأها مقبله نحوه حتى تقدم يتبعها لحيث أشارت له

وما إن أصبح بداخل الغرفة ووقعت عينيه عليها وقف مصدومٱ ينظر اليها بغير تصديق والصدمة تسيطر على ملامحه أرتد إلى الخلف غير مصدق لما تراه عيناه قائلاً:

- معقول فريدة أزاى وإيه اللى حصل لها

عاد سياف إلى خارج الغرفة وحدث السيدة بجدية قائلاً:

- طيب يا ست أم أحمد الوقت متأخر ياترى ها نلاقى دكتورة في الوقت دة ؟

أجابته المدعوة أم أحمد قائلة بجدية :

- ما تقلقش يا أسطى أم عبير بنتها عبير خريجة تمريض ها أطلع أناديلها تيجى تشوفها وإن شاءالله خير 

تساءلت السيدة قائلة:

- بس قولى يا أسطى سياف هو أنت تعرفها ؟

أجابها سياف بجديه قائلا :

- أيوة هي زبونة عندى فى الورشة 

أكملت السيدة قائلة بلهفة :

- باين عليها هانم أما أروح أنادى عبير تشوفها إلا شكلها نزل منها دم كثير ربنا يسترعليها

وقف سياف فى بهو المنزل والقلق يتأكله وهو قلق عليها بشدة فهو منذ سنوات طويلة لم يتحرك قلبه هكذا لايعلم ماذا يحدث له حين يراها يدق قلبه بشدة معلناً تمرده

على مافرضه عليه من قيود بعد قليل شاهد السيدةالمدعوه أم أحمد تهرول إلى داخل المنزل وبرفقتها عبير التى ذهبت لجلبها لمساعده فريدة 

تنحى سياف جانباً ليسمح لها بالمرور وأخذ يقطع البهو مجيء وذهابا وهو يشعر بقلق شديد عليها حدث نفسه بغضب شديد:

- أنتى طلعتيلى منين يافريدة كنت عايش سعيد وراضى 

بحياتى قافل على قلبى بميه مفتاح أنتى وجودك فى حياتى 

خطر كبير عليا وعلى قلبى اللى قفلته من زمان ورميت المفتاح

زفر بقله حيلة ووقف ينظر ناحية الغرفة التى تنام بها بقلق شديد

وبعد مرور وقت طويل خرجت الفتاة من الغرفة أوقفها سياف قائلاً بلهفة شديدة:

- إيه الأخبار طمنينى هي كويسة دلوقتى ؟

تعجبت الفتاة من لهفة سياف عليها فهي لاول مرة بحياتها تراه ملهوفٱ على أى شخص 

أجابته قائلة بجدية :

-متقلقش هي نايمة دلوقتى وأنا عملت لها الاسعافات اللازمة 

وهي هاتبقى كويسة الجرح الحمد لله سطحى

زفر سياف براحة شديدة حين أطمئن إنها بخير

كاد أن يغادر لكن السيدة أوقفته قائلة بود:

- ماتيجى يا أسطى سياف تتطمن عليها 

أشار لها سياف بيديه رافضاً لحديثها :

- ملوش لزوم خليها مرتاحة أكيد هي نايمه دلوقت

خليها لبكرة أبقى أجى أطمن عليها

أخرج من جيبه مبلغ من المال ووضعه بكفها لكنها كادت أن تعيده اليه قائلة بحرج :

- معقول اللى بتعمله ده يا أسطى سياف؟ دة  أنت خيرك علينا 

هو أنا يعنى ها اغلب فى أكلها وشربها

أصر سياف عليها بصرامة شديدة قائلاً:

- أنتى كثر خيرك ربنا يقويك على أولادك لو أحتجتى أى حاجة أبعتيلى وأنا ها أجى بكرة تكون فاقت أطمن عليها 


بمنزل فريدة أنقلبت العمارة رأسٱ على عقب حين أيقظ أحد السكان البواب صارخا به بغضب شديد:

- أنت نايم على ودانك هنا فيه راجل أتقتل فى شقته وغرقان فى دمه وأنت نايم ولا على بالك

نهض البواب مفزوعٱ ينظر إلى الرجل قائلا:

- يا سنة سوخة جتيل مين  يابيه اللى أتجتل وميتى حوصل ديه ؟

أجابه الساكن ويدعى محمود:

أستاذ طارق الى فى شقه 12

الدور العاشر العمارة كلها صحيت على صوت صريخ جاى من شقته ولما راحوا يشوفوا إيه اللى حصل لقوه مقتول

وأنا بلغت البوليس وأهم بيحققوا 

حدثه الساكن قائلاً بتساؤل:

-تفتكر مين اللى قتله يا عباس ؟

أجابه البواب قائلاً وهو يفكر قليلا:

- ديه راجل كان مشيه بطال الله يرحمه اكيد حد من البنات الى كانوا بيجوا معاه كل يوم دى الست مراته كانت  ونعمة الستات كانت مستحملة كل قرفه ده وصابرة عليه رغم أنى كنت بسمع صوت صريخها كل يوم كان بيضربها كل يوم ويبهدلها يلا أديه غار وريح الكل

أنهوا حديثهم ثم صعدوا لحيث شقة طارق وفريدة 

ليرى ما الذى توصل إليه رجال المباحث

وجدوهم يجرون التحقيق مع الجميع

بعد أن أنهى الضابط التحقيق مع الجميع 

بدأ بتوجيه الأسئلة له قائلاً :-

بما إنك بواب العمارة يعنى أكيد شايف مين داخل ومين خارج

أجابه البواب قائلاً بخوف شديد:

- أكيد يابيه آمال إيه عاد

- طيب تقدر تقولى مين اللى دخل مع أستاذ طارق النهاردة 

أجابه البواب قائلاً بجدية :

- ايوه يابيه كان راجع البيت  ومعاه ستات كتير شكلهم اكده أستغفرالله لابسين لبس خليع وعيضحكوا وياه بخلاعة

سأله الضابط مرة أخرى قائلاً :

- تقدر توصفهملى ؟

أجابه البواب قائلاً:

-طبعا أمال إيه يابيه 

أخذ البواب يوصف له الفتيات التى كانت برفقته

وما إن أنتهى من وصفهم سأله الضابط قائلا :

- أنت شوفت مراته النهاردة ؟

أجابه البواب قائلاً بأسف :

- الحقيقة يا بيه ما شوفتهاش خرجت النهاردة نهائى أكيد يابيه يكون ضربها وطردها ده راجل مفترى كان كل يوم

بيصبحها بعلقة ويمسيها بعلقة وهي كانت ست محترمة

عمرها فى يوم ما أشتكت منه لحد وأستحملت معاه كثير

ما إن  أنهى الضابط التحقيق 

غادر بعد أن قام برفع البصمات وتم بعث الجثة للمشرحة وغادر بعد أن أغلق الشقة بالشمع الاحمر لحين إنتهاء التحقيق


باليوم التالى بالحارة كان يوم الاحتفال بالمولد النبوى 

نهضت والدة سياف مبكراً وأعدت الأرز باللبن الذى يحبه سياف 

ما إن أنتهت من طهوه وضعته بالأطباق وزينته ونادت على زينب قائلة بجدية :

-خدى الاطباق دى وديها لحماتك وسلمى عليها وقوليلها كل سنة وإنتى طيبة 

تهلل وجه زينب من شدة السعادة وأخذت الصينية التى عليها الاطباق

خرجت زينب متوجهة إلى منزل مازن وهي سعيدة بشدة لانها سترى مازن ولو لبضعة دقائق

ما إن وصلت إلى منزل مازن ركضت على الدرج متوجهة إلى شقتهم وما إن وصلت طرقت الباب وانتظرت بضعه دقائق


حتى فتح الباب فتفاجئت بمازن يقف أمامها مهللا بسعادة:-

أهلاً أهلاً بحبيبة قلبى معقول أنتى جيالى لحد عندى لاا دة كدة كثير طيب أدخلى يا زوزو ها تفضلى واقفة كدة ؟


تحدثت إليه قائلة وقد أحمرت وجنتيها من شدة الخجل :

-بقولك إيه يامازن أسكت شوية وناديلى طنط

أبتسم مازن أبتسامة ماكرة قائلاً وهو يرمقها بعشق جارف: 

- تعالى أنتى ناديلها بنفسك 

ما إن تقدمت إلى داخل الشقة حتى وجدت مازن يغلق الباب خلفها 

تعجبت من نظراته لها واخذت تنادى على والدته قائلة :

- يا طنط أنتى فين أنا جيبتلكم رز بلبن  ولم

تكاد تسير عدة خطوات حتى وجدت نفسها بين ذراعى ما زن بعد أن أزاح من  يدها الصينية وأخذ يقبلها بشوق جارف

أبتعدت عنه قائلة بحدة:

- بس يامازن مايصحش طنط تيجى تقول علينا إيه؟!

أبتسم لها مازن بمكر قائلاً وهو يغمز لها بوقاحة :

- ماما مش هنا ومفيش حد هنا غير أنا وأنتى  بس ياقمر

أخذ مازن يغنى ويدنن بسعادة وهو يشعر بأنه الدنيا لا تسعه من كثرة السعادة التى يشعر بها فأخيرا قد حقق حلمه واجتمع تحت سقف قائلاً بسعادة:

- اخيرٱ بقينا لوحدينا ومحدش ها ياخدك منى ولا يفرق بينا ومفيش هنا غير أنا وأنتى 

صاحت به زينب وهيا تشعر بالخجل الشديد :

- أنا لازم أمشى دلوقتى يا مازن أصل أتأخرت على ماما 

أحتضنها مره أخرى مقبلاً إياها بحب كبير

فكرت زينب كيف تتخلص من هذا الموقف الذى وقعت به 

فابتعدت عنه قائلة بحب :

- ما تجيب معلقة ناكل سوا من الرز بلبن ولا أنت مش عايز تاكل معايا

مازن بسعادة شديدة :

-بس كدة أنت تؤمر ياقمر ما إن تركها مازن وذهب ليجلب ملعقه فتحت زينب الباب وركضت هاربة من مازن وأخذت تضحك حين تخليته حين يعود ولا يجدها

ما إن عاد ليجدها قد هربت صاح بغضب قائلاً:

-كدة ياوزه طيب ها تروحى منى فين إن ماوريتك مبقاش أنا 

بعد أن تناول سياف إفطاره وذهب إلى الورشة أنهمك بالعمل وعقله لا يكف عن التفكير فى فريدة وهو يتسائل ترى كيف أصبحت الأن وما الذى اوصلها لتلك الحالة ؟ 

ما إن أنتهى من عمله غادر الورشة بعد أن أوصى العمال لو سأل عليه أحد يخبرهم أنه ذهب لينهى أحد الأشغال وسوف يعود سريعاً 

ذهب إلى أحد البائعين وأشترى منه علبتين من حلوى المولد النبوى وعروسه مزينة مظهرها رائع 

أراد أن يدخل السعادة إلى قلبها لعله يخفف عنها قليلاً من الحزن الذى عانت منه وتوجه إلى منزل السيدة التى ترك فريدة لديها 

طرق الباب وأنتظر أن تفتح له 

فتحت له ورحبت به قائلة:

- أهلاً وسهلاً نورتنا يا أسطى سياف ثوانى أدى الست فريدة خبر إنك جيت تطمن عليها طول عمرك أبو الواجب حين كانت فريدة تجلس بغرفة السيدة التى أستقبلتها يوم أن كانت غارقة بدمائها وساعدتها وأنقذتها من الموت 

ولأول يوم بحياتها كانت تشعر بالراحة الشديدة 

والشعور بالأمان يغمرها والجو المبهج الذى يحيط بها منحها سكينة غير عادية واجواء الإحتفال حولها تشعرها بالفرح 

فيها منذ سنين طويله لم تشعر بمثل تلك السعادة 

فالجميع حولها يحتفلون بالمولد النبوى ويعدوا الولائم بتلك المناسبة المبهجة 

أنتزعها من شرودها 

صوت طرقات على باب الحجرة 

نظرت ناحية االباب وهتفت قائلة:

- أدخل 

تقدمت السيدة الى داخل الحجرة وهي تنظر إليها بسعادة قائلة:

- بسم الله ما شاء الله عليك يا بنتى أنتى النهاردة أحسن كثير وشك منور والدم ها يبك منه 

ابتسمت لها فريدة قائلة بود:

- الفضل يرجعلك يا أم أحمد أنا لولاكى مكنتش عارفة ها يجرالى إيه 

تقدمت منها السيدة وضمتها بحب قائلة:

- حمد الله على سلامتك يا بنتى أنا معملتش حاجه أنتى تشكرى الأسطى سياف هو اللى متحركش من هنا قبل ما يطمن عليك 


أبتسمت فريدة بحالميه وهي تتذكر سياف وشجاعته الشديدة يوم أنقذها من أيدى الشباب يوم كانوا يركضوا خلفها

حدثتها السيدة بود قائلة :

- حطى طرحة على شعرك وتعالى علشان تشكريه بنفسك هو موجود برا جه علشان يطمن عليكى

غمرتها سعادة وأحمرت وجنتيها بشدة وشعرت بأن حرارتها أرتفعت لمجرد أن علمت إنه جاء خصيصاً لرؤيتها 

هندمت ملابسها وأحكمت الوشاح فوق رأسها وخرجت لتلتقيه وهيا تشعر بالسعادة تغمرها وشعور مبهم بداخلها لا تعلم ما سببه

تقدمت إلى داخل الغرفة إلى حيث يجلس

وما إن رأها حتى شعر بقلبه ينبض بقوة  حتى كاد أن يخرج من ضلوعه أغمض عينيه ليستنشق رائحتها التى تزلزل كيانه 

تقدمت ناحيته تترقب رؤيته بلهفة لا تقل شيئا عن لهفته

جلست بالمقعد المقابل وهيا تشعر بتوتر شديد

تنحنح ليجلى حلقه قبل أن يتحدث وحدثها بخفوت قائلاً:-

عاملة إيه النهاردة ياست فريدة ؟

أغمضت عينيها عدة دقائق لتستمع بصوت العذب وهو ينطق إسمها بتلك النبره التى أربكتها بشدةوجاهدت ليخرج صوتها عاديا قائلة بود:

- الحمد لله أحسن كثير متشكرة جدآ للى عملته معايا


مد يديه وهو يخفض عينيه للاسفل احتراماً لها وهو يجاهد بشدة كى لا يرفع عينيه ويتأمل ملامحها التى أسرته قائلاً بود وأبتسامته تتسع:

- أنا معملتش حاجة دة واجبى أنتى فى حارتنا  وواجب عليا أساعدك أكمل قائلاً أتفضلى كل سنة وانتى طيبة بمناسبة المولد النبوى هللت بسعادة وهي ترى العروسة الصغيرة وصندوق الحلوى 

الذى أهداه إليها قائلة بفرحة شديدة:

- معقول أنت جايبلى أنا الحاجات الحلوة دى أنا مش عارفة أقولك إيه أنت بجد فرحتنى قوى أنا عمر ما حد جابلى حاجة زى دى ابدا

أستغل أنشغالها بتفحص الهدية وأخذ يختلس النظرات إليها وأبتسامة بلهاء أرتسمت على شفتيه ماكاد يجلس حتى فوجئ بأبن تلك السيدة يركض صارخاً بوالدته قائلاً:

- ألحقى يا ما فيه عسكرى برا بيقول إنه فيه ست هربانة وهما لقوا عربيتها آخر مرة ووقفت كانت هنا

أرتعبت فريدة بشدة وأصفر وجهها ما إن أستمعت لحديث ذلك الطفل الصغير أرتجف جسدها حتى إنها حين حاولت النهوض شعرت أن قدميها لم تعد تتحملها وأصبحت هلامية ولم تقوى على الوقوف وشعرت بأنها هالكة لا محالة وستتهم بقتل ذلك الحقير وهي لم تقتله بل على العكس هيا عرضت حياتها للخطر لتحاول إنقاذه

وبالنهاية ماذا حدث أتهمت بقتله سالت الدموع من عينها بغزارة شديدة وشعرت بقلبها يؤلمها بشدةةولم تدرى ماذا تفعل وكيف ستتصرف بموقف كهذا وهي ليس لها أحد ليقف إلى جوارها تحاملت على نفسها ونهضت حتى تسلم نفسها فهي لن ترضى بأن تسبب أى ضرر لأى شخص ساعدها


تعليقات