القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

روايه شغفي الفصل السادس بقلم قسمة الشبيني

 رواية شغفي الفصل السادس 

بقلم قسمة الشبيني

رواية شغفي الفصل السادس بقلم قسمة الشبيني

حرك عبدالرحمن رأسه بفزع ورفض خاصة حين شعر بهزيمته أمام تلك الفتاة فقد تزوجت ابنه دون علمه، استغلت وجوده بالمشفى كمريض وتزوجته، هو لن يصمت على هذا التجاوز ولن يسمح أن يسرق ابنه منه بهذه الدناءة ويقف مشاهدا فقدانه.

نفض ذراعى أخيه عنه وعقله يرسم صورة للأحداث لقد كان هنا إذا هو يعلم بأمر هذا الزواج ولم يمنعه أو يخبره هو ليفعل.

- انت كنت عارف أنه اتجوزها؟ ازاى تسمح بمصيبة زى دى؟ ضعيف مش قادر تمنعه كلمنى وانا اتصرف 

- كفاية يا عبدالرحمن بزيداك جبروت وظلم، ايه المصيبة أن ابنك اتجوز البنت اللي بيحبها؟ ايه يزعلك أنه يكون سعيد؟ مش كفاية أفسدت حياتك وحياة ابنك الكبير ! ليه عاوز حياتنا تمشى بدماغك انت؟ اسمع اللى هقوله كويس لو فكرت تأذى حسام أو مراته انا اللى هقف لك يا.. اخويا الكبير 

تراجع عبدالرؤوف تاركا أخيه الأكبر يصارع صدمته على ما يبدو لكنه لا يثق في رد فعله لذا عزم على مراقبته جيداً فهو لن يغامر بإيذاء آيلا لتكن نهاية حسام المؤكدة.


........


- خلاص يا آيلا ماتخافيش 

مسد جذعها العلوى مرة أخرى وهى تعمل على تنظيم أنفاسها مخفية وجهها فى صدره 

- انا مش خايفة منه

- واضح 

- حسااام 

ارتفع كفه يحرك رأسها الساكن فوق صدره حتى لامست شفتيه مقدمة رأسها شاعرا بتصاعد مقلق فى وتيرة أنفاسه لهذا القرب وتوتر مؤلم لضربات قلبه الذى لا يكتفى به.

ابتعدت بحرج وهى تشعر بما يعانيه وسمح لها أن تبتعد لتحتل البرودة موضعها 

- النهاردة الدكتور سمح بسوايل وشوربة وصاحبك تطوع وراح يجيب من بيته علفكرة صاحبك ده وفى اوى كان نفسى يكون عندى صديق وفى كده.

- نفسك في ايه ياختى ؟؟ 

- خلاص بلاش تقفش عليا كده حاول ترتاح شوية 

لم تزل علامات الحدة عن قسماته ليتقدم كفها فتحيط ملامحه المجهدة وكأن لمستها هى المخدر الذى يسرى بعروقه ليتنهد مغمضا عينيه فهو بالفعل يحتاج للراحة.


............


تقدمت لتضع الطعام فوق الطاولة وقد جهزته ليحمله زوجها لصديقه المصاب، ذلك الصديق الذي كانت إصابته سبباً في توتر زوجها لأيام طويلة ورغم أنه لا يحملها متاعبه خارج المنزل لكن قلبها يشعر دون حاجته للحديث وقد زاد هذا من شعورها بالتراجع فى حياته لم تعد جزء من يومه بل تتراجع فى ترتيب أولوياته بشكل يصل بها للاختناق.

تلفتت تبحث عنه أين اختفى هزت رأسها يأسا بالطبع هو بغرفة الصغيرة التى قلبت حياته كليا وهى لاتزال بعمر الأشهر القليلة.

تقدمت من غرفة صغيرتها وبالفعل وجدته يحتل الفراش الصغير المجاور للمهد والذى بالطبع يخلو من الصغيرة فمادام دياب بالمنزل لا يقبل أن تنام صغيرته إلا فوق صدره.

عقدت ذراعيها بغيرة واضحة 

- وبعدهالك يا دياب

- هششش وطى صوتك البدر هتصحى 

- ما تصحى هيچرى ايه يعنى؟ انا مش جولت البنية تنام في فرشتها احسن

- وهى يعنى فرشتها ادفى من صدرى ؟ بدفيها مش يمكن بردانة 

- ديااااب 

لم تزل الحدة عن قسمات دينا لاختلاقه تلك الأعذار الواهية للاحتفاظ بصغيرته فوق صدره

 اعتدل جالسا برفق لتتأفف الصغيرة فينظر لها بحنو لم تره دينا يطل من عينيه إلا لتلك الصغيرة .

- هاتها وروح ودى الوكل لصاحبك ربنا يعافيه 

- تسلم يدك يا ام البدر معلش تاعبك اليومين دول بالطبخ 

- مفيش تعب ولا حاچة يا دياب اتوكل على الله وماتتأخرش فى الرچعة 

تحرك مغادرا لتحمل الصغيرة وتتوجه لغرفة العمير الذى لا تعجبها أحواله مؤخراً وتشعر أنه بحاجة للمزيد من الرعاية والقرب.


.................


أغلقت باب الغرفة بحرص وهى تتجه لمكتب المدير الذى استدعاها على وجه السرعة، شعرت بالراحة لقرب عبدالرؤوف فهى لا تأمن جانب هذا القاسى .

دخلت لمكتب المدير الذى أشار لها لتجلس 

- مش عارف اقولك ايه يا دكتورة بس انا جالى قرار بنقلك ومش بس نقل من المستشفى ده نقل لمحافظة أسوان يعنى حبيت اسألك قبل ما اخد قرار إيه سبب النقل انا حاسس الموضوع مش طبيعي.

- فعلا حضرتك عندك حق ده اكيد اللواء عبدالرحمن والد حسام عاوز يبعدنى عنه بأى شكل 

- مين حسام ؟ ممكن توضحى لى يمكن اقدر أساعدك.

قد يعجبك ايضا

بدأت تقص عليه بعض النقاط الأساسية في قصة زواجها من حسام وغضب والده ورفضه للزواج رغم عدم منطقية تفكيره وقدر مديرها ما أخبرته به 

- تمام انا هرفض نقلك لحاجة العمل لوجودك مفيش دكتورة نساء وتوليد حاليا في المستشفى ونقلك مستحيل 

- ازاى يا دكتور وزميل...

قاطعها بكفه وهو يوقع الأوراق أمامه 

- كانت طالبة إجازة بدون مرتب رعاية طفل وده حقها قانونى انا مضيت لها الإجازة ومضيت رفض نقلك اتفضلى تقدرى تفضلى جمب جوزك مادام مش بتقصرى فى شغلك.

- حقيقى مش لاقية كلام اشكر بيه حضرتك 

- انتم كلكم ولادى مفيش داعى للشكر.

غادرت المكان بقلب يملؤه الرضا. ثقتها في رحمة الله لم تتزعزع ويقينها من كرمه كلل حياتها برعاية إلهية تغنيها عن البشر.

الله لا يرضا عن أفكار عبدالرحمن ورفضهما لتسلطه سيستمر .


.............


تزامن وصولها مع وصول دياب لتتجه إليه مباشرة بتجاهل واضح لوالد زوجها الذى يراقب ردود فعلها بأعين صقر يستعد للانقضاض على فريسته لكنها لن تمنحه فرصة لهزيمتها.

- دياب اوعا يكون الاكل تقيل!

- لا ماتخافيش يا دكتورة وصيت ام البدر وعملته بنفسيها 

- انا لازم اقابلها فى اقرب فرصة واشكرها بنفسى احنا تعبناها معانا 

- حسام يخرچ من اهنه بالسلامة واكيد هنحتفل بچوازكم 

- يارب دعواتك يا ابو البنية.

اتسعت ابتسامته وأشرق وجهه لهذا اللقب المحبب لقلبه لتبادله ابتسامة خفيفة وتدخل إلى غرفة حسام بينما اتجه نحو عبدالرؤوف ليفهم ما حدث بغيابه.


...............


أخيراً سمح له الطبيب بالحركة البسيطة من فراشه البارد وكم كانت الأيام الماضية ثقيلة المرور على قلبه لم يساعده على تمريرها سوى وجودها شبه الدائم بقربه.

لازال الدوار يسيطر على وعيه لطول مرضه الذي زاد من حدته ما يثيره والده من خلافات لا تنتهى يحمد الله على تمريرها لها وعلى دعم عمه وصديقه.

دخلت آيلا للغرفة ولم يكن بالفراش نظرت لباب المرحاض المغلق لتتجه نحوه 

- حسام انت جوه؟

لم يجب بل فتح الباب لتراه يتمسك بحواف الحوض فتسرع إليه بقلق

- فى إيه ؟

- ساعدينى اتوضا يا آيلا واطلبى لى دياب 

- هتصلى بجد؟

- مالك فرحانة كده ليه انا بصلى من يوم ما فوقت من الغيبوبة علفكرة بس كنت بتيمم 

- بتتكلم جد؟ ازاى مش شوفتك ولا مرة بتصلى؟

- غصب عني كنت بجمع الفروض انت عارفة كنت بنام كتير المهم هتساعدينى!

- طبعا قرب أسند عليا انت لسه تعبان 

- أسند عليكى واتوضا فى جملة واحدة ازاى؟ آيلا هاتى بس كرسى واى ازازة صبى لى بيها انا لو سندت عليكى هتقعى بيا 

عاد لفراشه بعد دقائق معدودة بأنفاس مضطربة وهو يشير إلى حقيبة ملابسه التى جاء بها عمه منذ يومين

- هات لى هدوم نضيفة و برفان من الشنطة

- هدوم وبرفان ليه ؟

- هغير واتعطر علشان صلاة الجمعة مش كفاية مش قادر اغتسل!

- انت فاكر انك هتروح المسجد؟ 

- لا انا هروح فعلا دياب زمانه جاى رنى عليه قبل ما تجيبى الهدوم

- حسام انت اتجننت ! انت يادوب الدكتور سمح بالحركة 

- انت عارفة انا فاتنى كام جمعة ؟ اربع جمع يا آيلا 

- والرسول عليه الصلاة والسلام قال" من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات تهاونا طبع الله على قلبه" بس انت مش تركتها تهاون يا حسام انت كنت مريض

- وربنا غفور رحيم ومن رحمته بيا نجانى من موت محقق وكمان حقق لى وانا في أشد ضعفى اللى ماقدرتش احققه وانا في كامل قوتى يبقا اقل حاجة اقدر عليها انا العبد الضعيف اشكره وكمان المسجد وحشنى اوى، حاسس قلبى ملهوف عليه 

- انت جميل اوى يا حسام 

- عارف بس مابحبش اتكلم عن نفسي كتير 

طاردت مسامعه ضحكاتها التى تعجزه عن إيجاد كلمات تنقذه من سطوتها.


مر نصف ساعة فقط ساعدته خلالها على تبديل ملابس المشفى التى كرهت رؤيتها مع ملامحه ولم يطل انتظاره ووصل صديقه الذى بدت هيئته مختلفة ومخيفة برأى آيلا فهذا الجلباب الذى يرتديه زاد من إبراز طول قامته وبمجرد ظهوره ضحك حسام

- تعالى يا تنين 

- رجبتك اتجطعتك ولسانك لساته متبرى منيك!

- ايوه ما لسانى مش فى رقبتى عادى 

قدم له ساعده ليتمسك به حسام ويتقدما للخارج لتتبع خطواته محذرة 

- حسام صلى وانت قاعد

- حاضر 

- حسام ماتبالغش فى انحناء السجود

- حاضر 

- حسام..

- ما تيجى معايا المسجد احسن 

- وانت بتسلم تحرك راسك ببطئ علشان ماتدوخش أو عينك تزغلل 

- خلاص يا دكتورة ماتخافيش عليه بجى كيه الجرد اهو 

- خد بالك منه يا دياب 

اتسعت ابتسامته وصديقه فهى لم تتراجع عن تتبع خطواتهما حتى باب المشفى وكأنها ام تتبع أولى خطوات صغيرها المهتزة.

بدأت بتفقد المريضات قبل أن تعزم على العودة لمكتبها حيث يمكنها أيضاً أن تصلى حتى يعود حسام الذى تتوق لعودته وتخشى من مغادرته.

دخلت للمكتب وكان عبدالرحمن جالسا ويبدو أنه ينتظر عودتها منذ مدة .

قسماته الخالية من التعبير والتى تحمل من الحدة ما ينفر الناظر إليه من مجرد النظر لوجهه.

- سيادة اللواء فى مكتبى لعله خير 

- فصيحة رغم انك تربية أجنبية 

- ومصرى.. ابويا مصرى يا سيادة اللواء ماتنساش 

- انسى ازاى! بقيتى الحاجة الوحيدة اللى بكرهها ومش قادر انساها.

لم تكن واقاحته مما يمكنه أن يحفز غضبها لذا جلست خلف مكتبها هى لا تتوقع منه اى مشاعر جيدة أو ودودة بل هي على يقين بمدى ما يكنه لها من كراهية ولقد انتظرت هذا اللقاء فكل محاولاته ابعادها عن حسام وما انشأه من خلافات حول إهمالها المزعوم للعمل وحتى تلك المريضة التى قدمت شكوى ضدها تتهمها بالاهمال لم يكن ردا كافيا من وجهة نظرها بالمقارنة برفضه كانت تنتظر هذا اللقاء الذي سيتوقف عليه تماديه فى ظلمه أو إيقافه عند حد لن تسمح هى له بتجاوزه.

- سمعاك اتفضل 

رأت بعض التردد المحمل بالنفور قبل أن يتحدث 

- انا مضطر اقبل جوازك من ابنى بس طبعا ده مش معناه انك تبنى أحلام على العلاقة، حسام متمسك بوجودك وانا مش هقدر اجرح قلبه وهو في الحالة دى يبقى مفيش غير حل واحد.

لم تعقب على حديثه فهو لم يفصح بعد عن الثمن الذي يطالب به مقابل قبوله زواجها هذا القبول الذى هو آخر اهتماماتها فعلياً 

- مش لازم يكون بينكم ولاد. اظن ده شغلك وسهل تعملى حاجة زى دى لو انت بتحبى حسام بجد ولاده لازم يكونوا من زوجة مصرية فاهمة 

- وحضرتك اخترت الزوجة اللى تليق تكون ام احفادك ولا هتسمح لحسام يختار؟

اللهجة التهكمية التى تخاطبه بها مرفوضة ولم يسمح لأى كان طيلة عمره بالتجاوز بهذه الطريقة وانتصرت طبيعته المتغطرسة ليضرب المكتب بقبضته بقوة ناهرا إياها ومهددا لها 

- اللى أمرت بيه يتنفذ وإلا أنسى أن الجوازة دى تتم عيشى معاه واتمتعى بحبك سنة، اتنين أو حتى عشرة المهم مفيش أولاد 

نظرت لهاتفها تتفقد الساعة وكأنه لم يقل شيئا 

- المسجد أقام الصلاة ماشوفتش حضرتك مهتم انك تصلى يعنى؟ لسه حسام اللى مش قادر يتحرك بيفكرنى بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام " من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات تهاونا طبع على قلبه" انا عرفت دلوقتي غلظة قلبك جت منين، انت يمكن قلبك مش شغال اصلا ، شوف يا سيادة اللواء اخر كلام عندى، جوازى من حسام هيتم بمجرد ما هو يكون قادر على كده ، موافقتك أو رفضك لا يمثل لى اى شىء واخر حاجة انا الحمدلله ماعنديش ما يمنع الإنجاب ما هو شغلى بقا ومش همنع نفسى عن الإنجاب من راجل زى حسام عيبه الوحيد أن ابن راجل زيك، عن اذنك عاوزة اصلى الضهر قبل جوزى ما يرجع حضرتك عارف الستات بتصلى ضهر يوم الجمعة.

ثارت دمائه وتدفقت محملة بالغضب لتسرى نيرانه بين أوردته رفضاً لما ألقته به من كلمات أغلبها يهين رجولته انتفض وقد تحركت من خلف المكتب وقبل أن تتجاوزه قبض على حجابها لتجذب قبضته خصلاتها .

لم تتعرض مطلقاً للتعدى الجسدى ولم تجرب مسبقاً هذا الشعور بالفزع الذى ارتجف له قلبها واتسعت عينيها معبرة عنه لكن فزعها لم يكن ليوقف غضبه .

ارتفع كفه لتكن أول لطمة بحياتها نبعت لها صرخة من قلبها وانشق لها صدرها ليهزها بقبضة واحدة بيسر وكان وهنها الداخلى حليفاً له ليتحرك بدنها وكأنها ريشة فى مهب الريح.

هزها عدة مرات زعزعتها داخلياً قبل أن يقرب وجهها منه وقد تحولت ملامحه ليتشبه بالشيطان بأعين تشتعل غضبا 

- لو فاكرة نفسك ند ليا يبقى بتحملى ، اوعى تفكرى انى مااقدرش امحيكى من حياة ابنى ولا كأنك دخلتيها انا سايبة يلعب شوية باللعبة اللى جابها لنفسه وبعدها مش بس هكسرك لا انا هفرمك تحت جزمتى، واحدة زيك ماتستحقش تكون زوجة لحسام ولا تدخل حياته ، اوعى تفكرى الحجاب اللى حطاه على راسك ده دخل عليا انا متأكد أن حسام مش اول راجل فى حياتك ويمكن ماتقدريش تعرفى ترتيبه أصلا انا حبيت أدى له فرصة يتمتع معاك شوية بس انت ماتستاهليش ولو فض الجوازة دى اخر حاجة هعملها فى عمرى بردو مش هتتجوزيه


دفعها لتسقط فوق المقعد خلفها ويغادر بهمجية تناسبه بينما تمكن منها الفزع ليكاد قلبها يلفظ دقاته بسببه.

تعليقات