القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

ملكة قلبة الفصل الواحد والعشرون


 عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله

عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى 

عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ 

"الواحدة والعشرين"


تحدثت إلى "عزمي"وطلبت مقابلة "يونس" لكنه أخبرها أن "يونس" يرفض مقابلها لكنها لحت بشدة عليه من أجل مسألة حياة أو موت، وأخيرا وافق فرفقها "عزمي" إلى فيلاته 

لم يريد "يونس " مقابلتها بهذه السرعه فهو ليس مستعد كفاية لمواجهتها بعد ما إستفزته بهلكن تحت إلحاحها ما كان أمامه خيار سوى القبول بمقابلتها ومحاولة ضبط نفسه .

"مـــلك" عبرت البوابه من جديد ستتقابل معه كم تشتاق إليه، وتشتاق لرؤيته كم غيرتها الأيام، سابقا كانت اول من ينتظره على باب القصر والآن هي آخرهم، عبرت البوابة الداخلية لتراه يتأنق في قميص أسود وبنطال من نفس اللون يحرر بعض ازرار القميص ويضع يده في جيبه ينشر على وجه الجمود رغم أن قلبه قفز من مكانه لكنه حافظ على هدوءه ليسترد كرامته.

 

هرولت فور رؤيته في تلك اللحظة كاد يخطفها بين أحضانه دون إعارة أي شيء إهتمام، إذدراء ريقه ورفع يده بوجهها كي يوقفها عن احتضانه تجمدت بمكانها، وظلت تحدق إليه بصدمة وشوق في آن واحد، كم اشتاقت ملامحه وحديثه وكل شيء به، تفحصها هو الآخر لقد طال شعرها قليلا ولازالت تحتفظ بالبيرسنج رفع حاجبيه هازئا من عنادها الذي جعلها تقف أمامه بهذه الهيئه ولا تخشى غضبه، جمد مشاعره كي يحصل على كل ما يريد بسهولة لقد أرهــقه الحرب معها ومع عقلة وقلبه، واخيرا فاز عقله وأمسك زمام الامور .

تعجبت من نظراته فما إعتادت أن ينظر لها هكذا، نظرته تمتلئ بالجفاء وكـــأنــه يــنـــظــر لــشــيء لا يــعــنــيــه .

حرك رأسه لليمين وكأنه يسألها ماذا تريد، دون أن ينطق تحمحمت لتخبره بحرج :

-انــا كـــنت عــايـــزه اطـــلـــب مـــنــك طـــلـــب مــافـــيش غـــيرك يـــــــقـــدر عــلــيه ؟!


تحرك من جانبها وتمشى بالقرب منها وهو يحتفظ بيده في جيبه وكأنه لو انسلخت من يده لقبض عليها كالنسر.

 تحركت من خلفه وأردفت والدموع تملء عينها :


-بابيا في المستشفى ومحتاج نقل كلى والعمليه تتكلف كتير ومش معايا تكليفتها.


منحها جانب وجه لثواني وسأل دون أي مشاعر :


-هــو ده اللي جابك ؟


قالها وتتحرك فى مساره، اومأت بتعجب لقد توقعت منه أن ينفذ فوار كما كان دائما؛ تؤشر بطرف بنانها فيكون الكون بأسره رهن إشارتها، لم تعهده معها بهذا التكاسل، لكنها كانت تريد تحقيق غايتها بأي شكل هتفت متوسله:


-عشان خاطري يا يونس، بابا بيموت وانا مافيش في ايدي حاجه.


دار على عقبيه ويده لا تزال في جيبه وتحدث بنبرة يغلفها البرود:


-الله يرحمه .


اتسعت عينها من برودته في استقبال مشكلتها لقد هدم سقف توقعاتها بكلمتان، حاولت التأكد من أنه "يونس" الذى كان ينفذ كل شيء، "يونس" الذي اخبرها انه عاشق ومغرم ومجنون وأنه جيشها وعالمها وعائلتها، "يونس" الذي لم ينسى أشيائها المفضلة بعد كل هذه المده .

لازال يحتفظ بيده فى جيبه يحدق بتعبيراتها المصدومه بلا مبالاه هذا جزء من حقه بعدما دعست على قلبة وكانت سبب في آلامه ودعست كرامته، تحدث بسخرية من سذاجتها:


-‏انتي مفكره هيصعب عليا، انتِ موتي الرحمه اللي جوايا، الموت كان ارحم من اللي عملتيه فيا .


تداركت خطأها سريعا واقتربت منه تهتف بإعتذارات تأخر موعدها كقبلة على جبين ميت:


-انا اسفه ..!!


نظراته لم تكن توحى بأنه سيتراجع عن قراره رأت "يونس" هكذا اكثر من مرة ولكن ليس معها إنه لن يتراجع ولن يرحم ما دام قرر القصاص، تذكرت قولة سابقا بأنها ستأتي إليه راكعه وقد خانتها الحياة معه ليس بيدها شيء سوى التوسل مرة لأجل أبيها، ومرة كي لا تخسرة لذا صعد تفكيرها لأقصي أنواع التوسل، نزلت على ركبتيها أسفل قدمه ونظرة له مستعطفة إياه لعله يرحم ضعفها ويصدق عجزها .

دهش من تصرفها وقبض على يده بداخل جيبه ثم اطاح برأسه بعيد عنها فجذبته نبرة صوتها المتوسلة بـ:


-‏ساعدني يا يونس وانا هبقى ملكك بس انقذ ابويا. 


الكلمة إخترقت قلبه كالرصاصه ظهرت الدهشة والغضب في عينه، تعرض نفسها من أجل مساعدته كم إسترخصته وإسترخصت نفسها، فعلتها سابقا ولم يستطع نسيانها، وكررتها ثانيا بمنتهي الغباء لتجعله يود قتلها وقتل نفسه بعدها، بعض التصرفات تشين صاحبها ومتقبلها، استقرت أسفل قدمة تنتظر رأفته الضالة، اطبق فمه مكبلا غضبه ومال بجذعه ليمسك براسغها ويدفعها للوقوف عنوة كانت أخف من الريشه واضعف من مقاومة .

 صرخ بها قاصدا تعنيفها من الحالة التي أوصلتهم إليها:


- قـــومــى يــا مـــلك قـــومـــى يـــا أفـــشل ســاقـــطــة شـــفـــتــهــا فـــى حـــيـــاتــى..

مــصــرة تــقــللى مــني ومــنك مــع انــك زمــان كـــان ممــكن تـــاخدى عــينى مــن غـــير مــا تــطــلــبـي.. 


حركها بيده فى عنف لو كان بوسعه أكثر لفعل وزمجر بغضب عارم:


- إيه اللي مشاكي مع شباب ؟ 

مين اللي سمحتيلوا يحط ايده عليكِ ؟ إيه وداكي تسهري في نايت كلَوب؟ ايه خلاكي تقصي شعرك وتحطي بيرسنج ؟ ومن حضن ده لحضن ده؛ عشان بس تضيقيني وتدوسي على كرامتي بجذمتك .


لم تقاوم غضبه استمرت في البكاء، الحرج منه لم تتوقع بعد كل تصرفاتها هذه أن تتواجه معه يبدو وكأنه عرض عليها فيلم مسئ كانت هي بطلته.

استرسل في دفعها دون أدنى مقاومه والغضب يتفاقم :


-بعد ما عملتي كل ده جاياني أنا بقى، أصلى بلم الكسر مش كده، أنا اللي هيضحك عليه انا آخر المدعوين، انا اتساوم بعد كل ده ؟!

بعد كل اللي عملتوا عشانك جايه تساوميني زي الكلب ما ترميلوا العضم باقي اللحمه الرخيصة اللي اتفرقت ؟!


دفعها أخيرا لأنه إذ استمر بالحديث عن كل ما آلمه منها فلن يكف حتى يرديها قتيلة، هي من أخرجت شيطاينه وأفقدته التحكم في أعصابه هي من كانت قادرة على قلب مزاجه، وهي في قارة أخرى لم ينسى لها صور مغامراتها اليوميه التي لم تتوقف يوما، ستة أشهر قضاها في العذاب، ستة أشهر كاد يفقد فيهم عقلة وهي ايضا من عاد لرؤيتها .


ساد الصمت إلا من أنفاسه الغاضبه ونشيجها المتحسر على كل ما فعلت الأمر بالنسبه لها غاية في التناقض؛ أتحزن أنه يلومها أو تفرح لأنه لم يكن ينساها كما كانت تتوقع، الشيء المؤكد المتأكده منه أنها ادركت من عادت بغبائها.


اخيرا التف إليها بعدما سيطر على جم انفعالاته مقررا قبول العرض، يعرف أنه تورط فى حبها ولن يستطيع الاقلاع عنه إلا بالموت، لقد جرب كل شئ وفشل فلينهى هذه المعضلة ويقبل بها يدخلها بوابة حياته بهوية جديدة .

نظر إليها مليا ثم تحدث بلهجه تملئ بالاشمئزاز:


-وأنــا قـــبـــلـــت الـــمـــســاومــة .


 لم يترك لها مساحه للاستيعاب، راح يزأر بإسم "عزمي " فإنتفضت هي بهلع لم تعهده وهي إلى جواره 

لولا حضور "عزمي" السريع لماتت رعبا إطمائنت عندما سمعته يمليه  بجفاء:


- ابعت عربية اسعاف المستشفى اللي فيها عطا وديه مستشفى استثماري وجهزه للعمليات على وجه السرعة..


و جيب الـــمـــأذون.


الكلمة جعلتها تنتفض نظرت اليه والذعر يتملكها، التف "عزمي" ليتركهم من جديد فرددت بدهشه وهي تمشي تجاه:

-مــأذون ليه؟ انت ناوي على إيه؟


انتظرت إجابته التي ألقها ببساطه :


- عــشــان نــتــجــوز !!


لم تعرف كيف اصابتها البلاهه تردد خلفه وتحاول الاستيعاب:


-نــتـــجـــوز ؟!


صاح بقوة وهو ينظر إليها في سخط:


-ايـــوه نـــتـــجـــوز، ولا مـــش عـــايـــزه كـــمــان، انا عن نفسي ماليش في الـــشــمــال.


جرحها فإبتلعت جروحها كانت تنوي الاعتراف بالاشتياق إليه لكن ما يفعله معها يجعلها تكره اللحظه التي خطت بها تجاهه، وفكرت الاستعانه به وضع ملحا على جرح  لقد جائت له كلقمة سائغه على طبق من ذهب، مسحت وجهها وهتفت بضيق وقلة حيلة:


- انا بسأل عشان إسمي، انت اسمك في البطاقة عمي.


نظر لها محذرا من نطق هذه الكلمة، وأجاب وهو يكظم غيظه:


-انتي ورقك اتغير من زمان ليكي بطاقة بإسم أمك هبة وابوكي "عطا سعيد بركات " انتي مش من عــيــلــة الـــدهــبي مــن وقــت مــا جـــيــتــي هــنــا .


تتوالى مفاجاته لها وكما كانت تقول أنها تحب مفاجاته؛ لكن هذه المفاجأة كانت ثقيله عليها صرحت وهي تنظر بعيدا كاذبه:

-مــفــأجــأة حــلــوة .


غلفت نظراته البرود مع ان كلماتها أيقظت ذكرياته القديمه معها وتحدث بثقة:

- طــول عـــمــرك بــتــحــبي مــفــاجــأتي .


حاولت التنفس لكنها كلما اخذت حفنه من الهواء شعرت بحبل يلتف اكثر حول عنقها، الحب الظالم جمعهم ليكونوا ملحمة من العشق الممنوع .

سألته لعله ينفذ لها طلب واحدا او ينصت لها :


-ممكن أمي وإخواتى يحضروا كتب الكتاب ؟!


نفض رأسه بتعند مطرقعا بفاه:

-تــؤ .


ثم أردف وهو يحاول تكبيل غضبه:


-‏كان زمان ممكن أعمل كده وأكتر كمان، من كده قبل ما تمشي على حل شعرك دلوقتي انتِ اللي 

هتسلميلي نفــسك بــنــفسك.


"جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا 👑


"المستشفى"


انتقل والد "ملك" إلى مشفى آخر، وسط حمد وشكر من أخواتها وعلى الرغم من أنها تأتي معهم لكن التقدم الملحوظ لاههم عن اختفائها، 

بدا "عزمي" في تنفيذ الإجراءات المطلوبة ودفع كل المستحقات لإجراء العملية اللازمه، بالنسبة ل"هبه" 

كانت تشعر بالاطمئنان والأمل ووجود الرعاية الصحية اللازمة فالمشفى ممتازه، وبها كل المعدات على أكمل وجه، تحدثت" سمر " لاخواتها وهي تعاين المكان :


-شايفين الحلاوة والأبهه !،


تجاوبت "مروة"معها أختها وهتفت :


-ايوه باين على الجدع ده غني اوي ؟! 


تدخلت" نجاح "وقالت وهي ترفع احد حاجبيها:

- لا وانتي الصادقه باين بيحبها أوي ؟! 


انتبهت "منى"لعدم حضور "ملك" فسألت :


-الله أومال هي فين ؟معقول تسيب ابوها في الحالة دي وتمشي ؟


ردت "سمر"متعجبه وكأنها لم تكن تلتفت إلى هذه النقطة:


-اه صحيح، تكونش عند الجدع اياه ؟


هتفت "هبه"اخيرا بعدما كانت تجلس بجوارهم وتسمع بلا تدخل :


-اكيد مش هيساعدها لوجه الله، عرفتوا كنتوا بتزقوا أختكم على ايه ؟


تبادلوا النظرات ووجوهم تغيرت ألوانها وساد صمت مخيف بينهم .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد


"فى فيلا يونس "


جلست بالأسفل عندما قرر الصعود وحده وامرها بالإنتظاره مهما قررت الإعتذار لن يتفوه لسانها به 

ثقيل عليها أن تعتذر بعدما كانت كل شب له ولعائلته، شعور الخيبه والحسره والوجع كل هذه مسميات لا تشرح كم آلامها، لقد ضاعت حياتها بأكملها وبقى طعم الحسرة في فمها فلا تعرف هل هو" يونس "الذي كانت تعرفه، ولا من هو كل ما في ذهنها هو، أنها ستتزوج به رغما عنها دون أن تدرك كيف ستكون الحياه معه .

استمعت لخطواته المهرولة وهو يطوى الدرج أسفل أقدامه الطويلة، يرتدي بنطال رمادى من احدى خامة القماش، وقميص أبيض ملتصق بصدره يليق به عالم الثروة والشهرة والجمال لم تفهم سبب تبديله ملابسه وسر أناقته الغير متكلفه إلا عندما هتف بنبرة صوته العميقه :


- يلا يا مزمزيل ملك عشان تجهزي لكتب الكتاب .


تحركت مقلتها وتغير لون بشرتها إلى الأصفر القاني، وقف قبالها فنهضت لا اراديا ربما طوله الفارع يجعلها تشعر بالضائله أمامه ولا تريد أن تضاعف الشعور بجلوسها اسفله، سألته واعينها تكاد تنفجر فى البكاء:


-على فين؟


ثابتاً كجبل شاهق لا يتفاعل ولا يبدى أي تعبير طالما كان بارعاً في هذا لكن امامها هي إحتاج الكثير من الجهد، طال النظر إليها ولم يجيبه فقط قال باقتضاب:


-ورايا ...


برغم انه ليست في مزاج يقبل كل هذا والدها في المشفى، وباعت نفسها لرجل كان فى يوم من ايام يقوم بدور عمها والأدهى أنه ليس بنسخته القديمة لقد تحول إلى قطعه من  القضب الشمالي، إلا أنها توعدت له أن تحطم ذلك الغرور الذي وضعه بينهم مهما كان هو "يونس" فهي بالنهاية "ملك" لن تكون ابدا بالضعيفه .


مشيت خلفه لكنها تقدمت أكثر لتمشي بمحاذاته، التف إليها بجانب ووجهه متعجباً فرفعت ذقنها عاليا دون إكتراث، وتجاوزته لتصعد السيارة التي يفتح بابها السائق .


حرك يده ليطم فخذيه غير متصور حجم الذي ستفعلها بنفسها إن عادت لاستخدام رأسها .

التف ليركب إلى جوارها وانطلق السائق بهم .


طوال الطرق لم يهتم بها أمسك هاتفه وأجرى العديد من الاتصالات بينما، هي انشغلت فى الطريق تحدق في المارة وهي تشعر شعور دارج يصيب الإنسان عندما يكون حزين ألا وهو

" أن الجميع ســـعـــداء عــــداه "


أخيراً وصل إلى أحد المتاجر الفاخرة، ونزل من السيارة وفتح إليها الباب؛ ظلت كما هي لا تصدق أنه إسطحبها من أجل التسوق أعاد "يونس" القديم أم أنه "يونس" في شكل آخر، فاقت من شرودها على صوته المنزعج يقول:


-انزلي .


نزلت واتبعته وسبقهم إثنان من الرجال ضخام الجثة ومن خلفهم مثلهم، الفت إلى كل الجهات لا تصدق اين هي المتجر مكتظ بكل انواع الملابس وأشهر الماركات .


لاحظت كيف تحول اعجاب الفتيات به عن الماضي من إختلاس نظرات ابتسامات خجله إلى صراخ وصور واحضان .

رأته يحاول ان يكون لطيفا معهم، لكنه ليس كذلك معها وهي أولى بكل هذا الطف رأت في أعينهم السعاة لمصافحته والتقاط الصور معه وهي على الهامش تقلب بصرها بينهم وكأنها تقف فى زوايه غير مرئيه، لو قصد أن يريها من يكون لما كان فعلها بهذه المثالية .

اخيرا انتهى من التصوير وإعتذر للباقيه واتجها صوبها واشار لها بيده كي تتقدم من مكان لمكان اشترى لها ملابس كثيرة لقد فعل هذا سابقا لكنها لم توافق الآن ليس لها حق الرفض لقد باعت نفسها إليه، كانت مجرد اداة للقياس يدخل المكان ويشير نحوها بطرف بنانه لتأتي إليه البائعه بقياسها جلست بملل وسط هذه الأضواء يقتلها الملل، اخيرا جاء إليها وتحدث بجمود :

- يلا عشان تقيسي .


نظرت إليه مطولا ثم سألت وهي ترفع حاجبيها:


-اللي انت نقيته ؟! تقدر انت تقيسه عادى انا عن نفسي ما نقتش حاجه .


دحجها محذرا من التطول، فهتفت بعصبيه :


- انت اشترتني خلاص بفلوسك.


تعمق بالنظر لها يتسائل ماذا تريد أن تفعل به أكثر، ثم تحدث ببرود :


-لاحظي إن فلوسي هي السبب في انك تجيني؛ لولاها كنتي روحتي ليسري وهيما والشلة بتاعتك .


شعرت بالحرج منه لكنها قررت ان تصبح قويه خصيصا امامه، طالما ستعيش معه فلابد أن لا تدعه يكسرها، تحولت نبرتها من العصبيه إلى الهدوء وقالت بصوت شديد الهدوء:


- اه ما انت قولت أغير بقى أصلى بزهق بسرعة.


صر على أسنانه وحاول تملك أعصابه مجارتها بالحديث له أغاظته عض طرف شفاه وأجابها:


- ماشي طالما حبيتي الأسلوب ده يبقى نعتمده.

 

فتح كفيه واشار لها مضيفا:


-يلا روحى قيسي .


هتفت باصرار :


-انا أنقي عشان أقيس بعمرى ما هلبس حاجه مش من اختياري !!


سكت قليلا وعينه تجول في وجهها ثم منحها الآن هاتفا:


-تمام نقي المحل قدامك. 


رسمت ابتسامه مزيفه على وجهها وأومأت وهي تقول :


-‏شكرا  على كرمك.


مشيت من أمامه وتبعتها البائعه وعينه، يقسم أنها ستعيشه حياة صعبة أسوء من السابقة.


انتقت كل ما راق لها واستبدلت كل ما اختاره هو دون حتى ان تلتفت إليه لم تخرج من غرفة القياس لتريه شيء، عاملته كأنه موجود مما دعاه ليطرق الباب مناديا:


-هاا هفضل مستني كتير ؟


جاءه صوتها المحتقن :


- خلاص هخرج.


وقف قليلا منتظرا اياها اخيرا خرجت عليه، بدلت ملابسها وارتدت بنطال جديد غير المهترئ السابق  وارتدت من فوقه ستره باكمام تبعثر شعرها من فوضى القياس تمعن بالنظر إليها كل مرى يرأها فيها يسقط قلبه بقدماها خشية من التهور وخطفها؛ الآن ابتسم له القدر وقدمها له دون جهد منه، رغم كل هذه التضربات التي بين قلبة وعقله تحدث بجمود :


- يلا عشان تنقي فستان الفرح 

نفضت رأسها بنفي واعلنت قائلة :


ـ لأ مش عايزه .


 تعجب من رفضها وهتف بحزم :


-انا ما حدش يقولي لأ .


وعلى فجاة اندفع نحوها واردف من بين أسنانه:


- وخاصتا إني فاهم دماغك كويس، أنا مش يونس بتاع زمان ولا عمرى هرجعله، زى ما بحاول اتقبلك في حياتي حاولي انتِ كمان تتقبليني .


تعلقت عينها بعينه الواسعة برهبة جليه حديثه بهذه النبره ونظرته بهذه الشكل تؤكد أن القادم لا يبشر بخير سيصدم البترول بالنار هناك كارثة حقيقية.

استمر الاثنان بالجمود حتى استدارت بلا صوت عضت شفاها وساد الصمت، نظر إليها بشكل آخر "ملك" ستصيبه بالجنون، استدار عنها ناويا الخروج لكنه اضاف قبل أن يغادر:


-يلا روحي نقي فستان الفرح .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد


"اليوم الثاني "

دخل "عطا" إلى العناية المركزة للاستعداد لإجراء العملية، وأبى "يونس"أن تذهب" ملك" من عنده لقد احتجزها ومنعها تماما من الخروج لم يكن هناك شيء مهم لقد غادر الفيلا فور وصولهم وتركها وحدها لا تعرف اين ذهب لكنه من الواضح انه يتهرب منها .


جلست أمام المرآه وهي ترتدى فستان أسود ملتصق بجسدها باكمام طويلة ساتر لجسدها لكنه يبز كل منحياته واسفل ركبتها كان الفتحه التي اظهرت ما تبقى من قدمها والحذاء ذو السن المدبب بنفسها إختارت الإطلاله التي ستطل بها عليه فى كتب الكتاب لقد ارتدت الأبيض سابقا لكن اليوم لم تفرق بين أبيض او أسود الرجلان من عائلة الذهبي، دخلت إليها المساعده ونظمت إليها بعض المساحيق التجميلية وضعت لنفسها كحل فاحم ونظرت إلى نفسها بالمرآه، وتذكرت عندما وتوسلت ليونس أن يخلصها من هذا العذاب أن يعترف بأي شيء من شأنه ينهى الزيجه هذه ولكنه استمر بالمرواغه كما هي أخطأت هو أيضا أخطأ لكنه من المستحيل أن يعترف بخطأ كهذا إن اعترف الرجل بخطأه سيكون آخر يوم للبشريه بأكملها  .


نزلت على الدرج واتجهت للاسفل حيث دعاها "يونس" لتأتي لم يكن برأسها سوى إذهاله وإزهاقه إنه العناد الذي جعله ينصرف عنها جعلها الآن تنتقم منه على أخطاءه السابقة، رأته يرتدى بدلته السوداء يفتح الجاكت الخاص بها ويرتدي من اسفله قميص أبيض وبيبونه محتفظا بواسامته التي تجرح القلوب لم يلا حظها في بادي الأمر لانشغاله مع "عزمي" بالحديث تعمدت رن الحذاء بالارض حتى يلتفت تريد أن تأخذ أول إنطباع عن فستانها كما إعتادت طوال حياتها وبالفعل التفت .


كما هي بعينه من زمن كبير يعشقها في كل مرة يراها بها أكثر من الأول وبرغم هذا التحدي الذي بعينيها إلا أنه لا يبالي راضيا بكل شيء منها، بعنادها بغضبها بجنونها وطيشها حتى وإن قتلته هو راضا تمام الرضا بالموت على يدها.


انتهت المسافة سبقته يده ليمدها إليها وضعت راحت يدها المرتجفه بكفة يده انتبها رهبة وخوف عظيم واشتعلت كلماته السابقه برأسها 

" هتسلميلى نفــسك بــنــفسك." ساعدها على استكمال الدرج لاهيها عن الجمع الحاضر من رجال الأمن، ورجل الدين الذى سيعقد القران .

وعندما استقرت على الأرض نظر إليها و سأل بغيظ مكتوم :


-إســـود يــا مـــلك إســـود ؟!


ردت وهي تنظر مبهوته من روعته وحضوره الذى يغلفه الهيبه، وتوقعت أنها لن ترى يوما ابيضا بعد هذه الكارثه التي ستسبها لنفسها بتلك الزيجه انها دخلت عرينه بمنتهى السذاجه فالاسود يليق جدا بكل حياتها وافكارها ،قالت بحزن :


-الأسود يليق بي .


جال بعينه في وجهها يحاول ايجاد تفسير لسبب عشقها عذابه فلم يجد، عاد يسأل بضيق:


-هو ده اللي نقتيه لوحدك ؟


نفضت رأسها متاثره بحاث سابق كانت ستموت ويكون هو زوجها ثم تحدثت بأسف :


- يتهيقلي إنك شفت الأبيض عليا قبل كده قولت أغير .


كانت تذكره بأسوء الذكريات في حياته الذكرى التي كادت أن تقتله، صر على أسنانه وآثر عدم التعامل معها كي ينتهي هذا الزفاف بخير فهو قاب قوسين أو أدنى من تحقيق معجزة لم يكن يتوقعها ابدا.

تحرك نحو الطاولة التي يجلس عليها رجلا بدلة أزهريه، جلس على يمينه ودعاها بعينه للجلوس تقدمت بخطوات بطيئة وعينها تحدق به في نظرة هلع .

فتح المأذون الدفتر واستعد بينما رجاله يلتفون حولهم لعرض شهادته على هذه الزيجه، بدا المأذون بتلاوة لآيات القرآن الكريم وذكر الصيغة التى يتم بها عقد القران وضعت يدها بيده واستمر بالحديث عينه لم تسقط عينها لأول مرة يطيل النظر بها هكذا لأول مرة يسمح لكل مشاعره بالانجراف نحوها كم تمنى عيش هذه اللحظه بتفصيلها لكن من فرط عنادها لا تهنئه بها وتخفض بصرها ويدها ترتجف وكأنها لعنته الابداية .

وضع "عزمي" بطاقته ليوقع كشاهد على عقد الزواج وكذالك واحد اخر وانتهى المأذون من الكتابه وانتظر أن أحد من الحضور يختطف المنديل كالعادة لكن لم يحدث هذا وظل الجميع في ثبات وصمت مما إضطره لينهى بجملة ختاميه :


-بالوفاق والبنين ان شاء الله 

اختطف "يونس" حركه جانبيه بعنقه كإشارة ل "عزمي" بالمغادرة، لم يحتاج ليتفوه بحرف كل ما أراده حدث بإشارة قصيرة، لاحظت "ملك" كيف اختفى الحاضرين بلمح البصر وبدأت تستشعر المصيبه التي وضعت نفسها بها وما الذى جعلها تأتي إليه لتتوسل أن تكون ملكه، كيف وهو "يونس الذهبي" عظيم الطلة طاغي الحضور  .

هي و"يونس" وحدهما وعليها التعامل، سابقا يوم زفافها طلبة منه أن يضمها لكنه رفض اليوم لا تعرف كيف حتى ستقترب منه .


فاقت من شرودها على صورته الواجمه وهو يقف على طرف الدرج ويناديها بلهجه أمره:


-يــلا مـــستــنــيــه إيـــه ؟


كان سؤال غريب ماذا فاتها لكي تنتظره لقد كانت مثل قطه أليفه استأنثتها "عائلة الذهبي" وعندما فرغوا منها تركوها بالشارع وبرغم من أنها عليها التحرك خلفه بهدوء إلا إنها لم تقوى على اتخاذ خطوة نحوه تخشاه ولا تصدق انها في غضون دقائق سيغلق عليهم باب واحد، عندما طال وقوفها أدرك أنها لن تتأخذ خطوة اكثر مما اتخذت تــحــرك بــبــطء ولــكــن نــبــضــه عــلــى عــجـــل اختلفت نظراته لها لم تهد منه هذا التمعن ولا تلك النظرات شعرت بالبرودة تسري بأوصالها عوضا عن الدماء، وصل إليها ثم انحنى بجذعه وإختطفها من الأرض إلى كتفه صاحت به بفزع من مباغته :


- نزلنى نزلني ..

 

لم يهبأ بها، صعد الدرج خطوه خطوه لم يفكر بها الآن بل كان يفكر أول مره فى نـفـسه، طوال حياته معها قام بكل الادوار ،الأب،الأخ،الصديق، لكنه ولا مرة قــام بدور الــزوج الدور الذي تمناه من وقت ما ترعرت وبقيت تناديه ب"يونس "لم يخيل له أنه سيصل لهذه المرحلة، يعرف بما تفكر لذا لم يحتاج أكثر من أن يقف على باب غرفتهما الجديدة والتي ســتقيم بــها مــعــه مــن الــيــوم ..

أفلتها اخيرا وقفت تحدق به بقلق وحاولت الالتفات فأمسك بيدها ودفعها للداخل، دخلت وساقها ترتعش لم يسبق لها الخوف عندما مرت بهذا الموقف سابقا، برغم من أنها كانت على غير وافاق مع "كريم" لكن الآن وهي مع الرجل الوحيد الذي كان يفهمها ويطمئنها ويحن عليها تخاف اختلفت المشاعر وأوشكت على البكاء لا"يونس" بهيبة "كريم" ولا "كريم" رعبها لهذا الحد، سابقا كانت في حما عائلة بأكملها اليوم هي كغصن اليانع في مواجة عاصفة هوجاء ..

وشرع هو في خلع رابطة عنقه ونزع عنه الجاكت ثم فك أزار القميص، تحدث ببرود تام موضحا نيته في طمس كلمة عمها من القاموس ومن رأسها ومن حياتها:


-انتهى الـــصبر هعمل فيكِ اللي انا عايزه.


أعلن حياة جديدة ستشاركه بها كزوج وزوجه حياة ستكون هي ملكتها ....................

‏.......................يتبع 

‏ملكة قلبة- سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة"

نعمل لايك ونكتب كومنت ونبقى حلوين فرحنا كلنا اهو ويونس حقق المستحيل اكيد مش مستحيل عليكى انتى كمان تعلقى 🙄

تعليقات