القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

الفصل الثالث ملكة قلبة بقلم ياسمينا احمد


 عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله

عاهدوني إن وجدوتم منى ما ينفر أو يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى 

عادهدونى أن كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه إن شاء الله ❤️ 


الثالثه 

"فى غرفة ليلي"


دخلت على زوجها الذي يتصفح هاتفه وصاحت  بغضب :

- انت تشوفلك حل فى إبنك دا انا مش قادره عليه 

انتبه عمار لها ولاحظ إمارات الغضب تعتلى وجها لاول مرة تبدو غاضبه يبدوا انه امر خطير،سأل متعجباً وهو يترك هاتفه:

- فى إيه يا ليلي داخله عليا كدا ليه ؟

ردت بحنق وهى تجلس جواره :

-ابنك عايز يقلد عمو يونس ويسافر .


اتسعت عينه وتسأئل:

-يسافر ليه؟

اجابته والضيق يتسع داخل قلبها:

-ومش عايز يخطب ملك 


تبدلت قسمات عمار وهتف  :

-لأ  كلوا إلا كدا انا كلمت فريد أخويا ومستحيل أرجع فى كلمتى معاه .


حركت كتفها بانزعاج من طيش إبنها :

- قولوا انا مش عارفه بيفكر إزاي


استرخى قليلا وقال بتعب:

- انا هكلمه لما اشوف أخرتها معاه باين اتدلع زيادة عن اللزوم


ردت على حديثه بحده:

-لأ دا بيقول ملك مدلعه ومش عاجباه


انتفض من مجلسه وضحك ساخرا من تفكير إبنه وأجاب:

- ازاي يعني هو فى راجل عاقل يكره الست المدلعه وبالذات ملك دي تخطف العقل .


هتفت ليلي وقد تعقلت قليلا فى حديثها:

-صحيح ملك مدلعه من الكل لكن البنت مافيهاش غلطه  كلنا روحها فيها.

أيدها هو الآخر :

-ومين فى البيت اصلا هيرضي إنها تتجوز  وتطلع برا البيت 

قالت "ليلي"متحمسة:

- يخبط رأسه فى الحيط انا اتفقت مع حنان انه هيتقدملها رسمي يوم عيد ميلادها واهي كل العيلة هتبقي موجوده 


إبتسم ليطمئنها :

-ما تقلقيش يا ليلي كريم عاقل ومستحيل يكسر كلامنا  انا هتكلم معاه وهخليه يجبلها هدية كمان غير الشبكة 


هتفت ليلى  بسعادة وتمني  :

-ان شاء الله هيبقي احلي عيد ميلاد وهى هتبقي قمرين زى عادتها .


أؤمأ بهدوء وفرح :

-والله عيد ميلاد ملك دا يعتبر زى يوم العيد.


إستعادت ليلى  الذكريات وهي تقول:

-اه اصلا ملك كانت زي معجزة وهبة  من ربنا بعد ما حنان فقدت الأمل في الخلفة واستسلمت إن فريد يتجوز فربنا رضها بملك بعد عشر سنين اول ما رجعت بيها وشلتها بين اديا  حبها نزل في قلبي زى كريم وعبدالله.


ابتسم هو الآخر متذكرا ذلك الحدث الذي منع أخيه من هدم بيته و جاء لهم بملك:

- الحمد لله بعد مافقدنا الأمل ربنا حلها من عنده حنان بنت حلال ومن يوم ما سابت اهلها فى اسكندرية وعاشت هنا وهي واحده مننا وأخت .


كل هذه كانت دوافع ليلي لهذه الزيجه فهي تحترم حنان وتعشق ابنتها ولن تجد افضل منها لتكون زوجة ابنها لذا قالت متمنيه:

-يارب يكملها على خير ويفرح قلبنا ويجمع شملنا .


"حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا👑"


"فى غرفة فريد "


تحدثت"حنان" بتنهد وهى تجلس جوار زوجها:

-انا مش مصدقه إن الأيام جريت بسرعه كدا وملك كبرت وبقت عروسة.


تأمل هو الأخر سرعة الأيام وقال متأثراً:

-لولا إنها هتجوز معانا هنا فى الفيلا كنت رفضت 


ضحكت حنان على تشبثه بها وقالت:

-افرض اتقدملها واحد غير  كريم  كنت هتعمل إيه؟


أجاب بجديه :

-ما كنتش عمري هقبل حد ياخدها مني  دي اول فرحتى ومش أي فرحه دي جبر بعد الصبر .


ربت على كتفه وقالت :

- سيدى يا سيدي انا مش عارفه انا ليا حته فى قلبك اللى واخداه ملك ولا لأ

التف مبتسما ليقول:

- طبعا ليكي وانا ليا بركة ليكي يا أم العيال


بادلته الابتسامه وهتفت بامتنان لهذا الرجل الذي صبر عليها سنوات وحاول بشتى  الطرق الحفاظ عليها برغم مشاكلها الكبيرة فى الانجاب .

قالت متأثره بحنانه وكلمته الأخيرة:

-ربنا يخليك ليا يا أبو ملك ويبارك لنا فى أولادنا

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

بدأ التجهيز لحفلة عيد الميلاد والتى فى ظلها سيتم تقدم كريم رسميا ومعه دبلتان لإعلان الخطوبة .

اليوم فى القصر الكبير كان العمل على قدم وساق الخدم يعملون بجد لإستقبال الزوار من كلا العائلتين دون دعوي فقد كان عيد ميلاد ملك مناسبة هامة لا ينساها احدا ويتعاملون معها كأنها عيد ثالث وبدأ المصممين بتنظيم الحديقة للاستقبال حيث البلالين والورود والاهتمام بادق التفاصيل بينما ملك كانت فى غرفتها تستعد للاحتفال

"حفل العشرين عام"

نزلت من اعلى الدرج بفستانها الخوخي اللون وشعرها المنسدل على كتفاها يزينه تاج من الورود خفيف تشبه الحورية وهى فى مقدمة الدرج ،وجدت"يونس" يقف فى نهاية الدرج يعدل من ساعته اتسعت ابتسامتها وخطت للاسفل بثقة مدت يدها فإلتقطتها  وعندما انتهت من الدرج تمشي معها، تعلقت بيده وصاحت بفرح :

-اوه تايتنك

سألها "يونس "بوجه جامد:

-عايزانى  أموت عشان البطلة 

أجابت بنفي وهى تغطي فاها بشقاوة وعينها متسعه:

- بقى دى تيجى انت البطلة هى اللى تموت عشانك 

تحركت شفتاه بابتسامة قصيره ،ثم هتفت هى وهى تنظر الى وسامته بإعجاب  :

-عارف

توقف لينظر لها بجمود:

-عايز اعرف 

ردت بفرح لم تستطع إخفائه:

-انا اتمنيت إني اشوفك اول واحد لما أنزل 

حافظ بروده وكأنه يجاهد أن يحافظ على فضوله ولكنه سأل :

-إشمعنا انا !

قالت بمشاكسه :

-عشان اتخانق معاك 

ضحكت مازحه وعادت تقول :

-بجد عشان انت اكتر واحد يهمني رايه فى اللى لابساه

تفحص هيئتها ورد بإقتضاب:

-وانا كمان جيت عشان اشوف اللى لابساه 

سألته وهى تدور حول نفسها بخفه متناسيه الجميع ،حتى أن شعرها لكم وجهه :

-إيه رايك في الفستان

أغمض عينه لثواني وصر على اسنانه .

-حلو 

قالها "مازن "ابن خالتها الذى اقترب منهم ، ردت عليه لتقول :

-مازن انت هنا من زمان 


ضحك الفتى وقال وهو يهم لمعانقها :

- ما تقلقيش من اول لفه 

سحبها "يونس"للخلف ثم قدم يده ليسلم عليه قائلا:

-اهلا مازن .

تعجب من تصرفه وزاغ بصره بينه وبين ملك وقال وهو يصافحه:

-اهلا ..

ثم انسحب مضيفا :

-اشوفك تانى يا ملك انا هقابل ولاد عمك 


التف "يونس"على الفور وأشهر اصباعه محذرا لها :

-ملك انتِ مش عيلة صغيره كل شويه هشدك من حضن ولاد خالتك احترمى نفسك لأحسن والله ما يبقى فى عيد ميلاد اصلا.


أومأت بسرعه مع الكثير من المرح وهى تجيبه:

-حاضر يا يونس أى حد هيجى يسلم عليا هبصلوا من فوق لتحت ومش هرد .


ظل يحدق لها فأعادت صغية كلامها :

-خلاص يا مسيطر هقولهم انا كبرت وعيب وشرف العيلة 


التف عنها دون أن يتحدث فتبعته هى، استمع لخطواتها من خلفه فسأل دون ان يلتف:

-ما تروحي تشوفى قرايبك ماشيه ورايا ليه؟

رفعت كتفها بخفه وعادت تسأله:

-ما قولتليش رأيك فى الفستان

أجفل ثم توقف ليقول دون أن يلتف لها:

- إمشي من قدامى يا ملك بدل ما أولع فيكى انتى والفستان


سألت بخبث:

-افهم من كدا إنه عاجبك .


لم يرد إنها تنهكه وتقضى على صبره تماما،استمع لخطواتها المغادرة وصوتها الذي التحم مع ترحيب اسرة والدتها بها 

ومزاحها المرح كانت أجمل من كل الفرشات ملفته كزهرة فى حديقة ممتلئه بالخضره ،محبوبة جدتها وكل أقاربها نساء برجال لم يكن يقلق عليها وهى بين هذا الحشد الا من ابناء عمومتها 

وقف بعيدا يتابع الجميع يده فى جيبه يستند بكتفه إلى جانب الباب  يراقب كل النظرات الموجاه إليها ويتحاشي تماما النظر لها كبرت وذكرياته معها كبرت كم عام مر وهو يراها فى نفس المكان لكن باختلاف المواقف العام الاول من عمرها كان هو وجهتها إن جافها النوم  أو خافت العام الثاني  كانت تأخذ منه ألعابها والثالث كان يمشط لها خصلاتها التى لم تكن تتعدى عقلة الاصبع والرابع تطالبه بحلوها والخامس ترمى له الكرة والسادس تبكى لكى يكون هو أول من يذهب بها للمدرسة والسابع مقبرة أسرارها التافهه وحكاياتها الطفوليه والثامن ولى امرها فى تزوير الامضائات على  الدرجات السيئه والتاسعه الحائط المنيع من كل مؤذي من اصدقائها يذكر انها كانت تهدد المدرسة بأكملها بإسمه وهى تعلم أنه لن يتوان عن هدمها لأجلها والعاشر والحادي عشر كان المسلي الوحيد لها  والانيس والثاني عشر كان  يتسوق معها فى ملابسها وينتقى لها ما تشاء والثالث عشر المانح لكل ما يمنعوه عنها والرابع عشر الوسيط للخروج إلى الرحلات المدرسية

والخامس عشر الداعم لها للتفوق والسادس عشر الصديق والموجه والسابع عشر المنقذ لها من الاكتئاب والثامن عشر الحبيب الذي يشغل كل اوقات فراغها ،البعيد والمراسل الغير منتظم والهارب من كل هذا عاما وراء عام وهى تكبر نصب عينه وتلتهم كل ذكرياته التى لم تكن إلا معها باتت جزء منه وكأنها بيته ووطنه  لذا هى ليست مجرد ملك هى ملكة قلبة.

وقف الجميع امام قالب الكيك المزين بصورتها الضاحكه يغنون لها أغنية عيد الميلاد الشهيرة جميعا :

- سنة حلوة يا جميل سنه حلوة يا ملك سنة حلوة يا لوكا 

على يمينها والدتها ويسارها كلا ينظران اليها بسعادة ابنتهم تكبر عام بعد عام واليوم ليس مجرد عيد ميلاد بل خطبه فى وسط لفيف من الاسرة والأحباب .

كان "يونس" هو الوحيد الذي يقف بعيدا لمرة واحدة تمنى ان يكون على يسارها ويحاوط يمينها  ولا يكون فى هذا الموضع ابدا الذي بات يكره أكثر من أي شئ .

مالت بجذعها لتطفا الشمع وقد نبها الجميع ان تتمنى قائلين :

-اتمنى أمنية يا ملك 

علق عينه بشفاه ورغم انه لم يكن قريب إلا انه قرأ شفاها وعرف أمنيتها ، اطفات الشموع وساد الظلام للحظات ثم اضاء المنزل بالكامل ، وتساقطت الورود من فوقها نظرت للأعلي وابتسامتها تتلألأ على وجهها نظرت إليه فهى تعرف أنه هو من وراء هذا رفعت يدها تتلمس الاوراق المتساقطه وتلتف حول نفسها بسعادة ،لوي فمه بابتسامه عابثه ثم انصرف.

احتضنتها والدتها حنان وهى تقول:

-كل سنة وانتى طيبة يا روحي 

والتقفها والدها هو الآخر ليقول :

-كل لحظة وانتى سعيدة وفرحانه 

تقدمت جدتها بالهدية وهى تهتف :

-كل سنة وانتى طيبة يا ملك 

ردت بابتسامه عريضه :

-وانتى طيبه يا تيته 

ثم امسكت بهديتها وهى تقول:

- اي البوكس الكبير دا يا تيتا اوعى  تكونى جايبتلى تلفزيون عشان ابطل اتفرج عندك 

ضحكت جدتها والكل على مزاحها وردت :

- لا مش تلفزيون احنا كبرنا والليلة دى بدل العيد عيدين 

وزى ما انتِ طول عمرك متعوده انى اول واحده تديكى هدية هكون انا يا حبيبة تيتا اللى تديكى الشبكة شبكتك على كريم ابن ابنى 


احمرت وجنتها واعطت الصندوق لوالدتها وعلت الزراغيد بالمكان امسكت "ليلى"بيد كريم وتحركت به صوبها وهى تهتف بسعادة:

- وانا جبتلك العريس يا ملك 

اعترض "كريم" ساخرا:

- فى أي يا أمى مش كدا كأنك بتديها لعبه دا انا بنى ادم برضوا

ضحك الجميع وقال عمار :

- كدا سلمناك تسليم اهالى وأهم الشهود أهم  ياويله اللى يزعل ملك دى حبايبها كتير 


رد عليه "فريد" وهو يربت على كتفه مازحا:

-لا كريم اعقل من إنه يفكر يزعلها


هتفت حنان وهى تمسح على رأس ابنتها :

- وملك ست البنات ربنا يهنيهم ببعض بس بقى لاحسن ملك اول مرة تسكت وتكسف كدا 

اطاحت" ملك" بوجهها كانت تبحث عنه لكنه لم يكن موجود اعتادت أن جدتها هى أول من يقدم الهدايا لكنه هو كان صاحب المفاجات .

مالت عليها جدتها لامها لتقول :

-كل سنة وانتى طيبة والف الف مبروك خلى بالك من خطيبك وكل يوم تصلى وتحمدى ربنا على النعمه اللى انتى فيه. 

كلامهاكان غريب عقدت حاجبيها لتددق النظر بوجهها فهى تشعر بوجود نظرة غيرة أو حسد بكلامها لم تعتادها منها


وشاركتها النظرات خالتها "علياء" والتى قالت لها :

- مبروك ان شاء الله تعمري هنا كمان زى ما عمرتى بيت الدهبي.


لم تستطع كتم شعورها وسألت بحده:

-قصدك اي يا خالتوا 

ردت علياء بحنق:

-ما قصديش بس ابقى شوفى بنت خالتك حبيبتك بالفستان الحلو اللى انتى لابساه دا يجيلوا بشيه وشويات 


احساسها لم يكن يكذب الأمر أكبر من حقد على فستان  تعرف أن خالتها تطالبها دوما بكل ما حط على جسدها لابنتها التى تصغرها بعام لم تقصر بها مرة حتى تندفع خالتها بقول كهذا .

سحبتها والدتها من بينهم وهى تقول :

-تعالى شوفى شبكتك 

 فتحت العلبة الكبيرة والتى تحتوي على طقم كامل من الذهب مكون من خمس قطع قيرط دبلة وخاتم واسورة وعقد وحتى حزام للخصر 

شهقت علياء ومالت الى والدتها لتقول :

-شايفه يا ماما مش بنتك كانت جابت العريس دا لبنتى 


ردت والدتها وهى توكزها:

-اهى ابخات اسكتى لاحسن البنت تاخد بالها.


ارتدت "ملك "القطع مع كريم وتبادل الدبل لم يكن كريم يرسم على وجه شئ سوي الطاعة لتنفيذ الاوامر هذه ملك الطفلة التى دوما تحت عينه مدلله بلا حدود لا احد يجرؤ على مشاحناتها كيف سيتعامل معها وهو يزعم إن فكر يوما بمناقشاتها ستقف الاسرة بأكملها في وجهه يعرف انه سيكون ظلا لكى تعيش ملك بينهم بينما هو لا يملك أي شئ منها .

انتهى الأمر وهما جالسين على كرسين بجوار بعضهما وأبيها يقرأ الفاتحه مع أخيه والشباب ملتفون حولهم 

بالنسبة لملك لم تكن تخجل من كريم هى معتاده عليه 

ولم يمنعها الخجل من قول:

- اي يا كريم شكلك مضايق ليه ؟

رد عليها بلا تأثر:

-وهكون مضايق ليه يعنى ؟

هتفت وهى تخبأ ضحكتها بيدها :

- شكلك زى اللى مجوزينه غصب عنه 


التف لها وقال محذرا:

-ملك بلاش هزارك البايخ دا من أولها انا بقولك اهو 

تراجعت بظهرها للخلف و قات موافقه  :

-خلاص خلاص انا هسكت وانت اتكلم 

نظر اليه بتعجب ثم سألها بضيق:

-اتكلم فى ايه ؟

ردت بدهشه طفوليه:

-وانا اعرف منين انا بشوفهم بيتكلموا مع بعض كلمنى زيهم 

ضيق عينه وسألها بإستخفاف:

-وما تعرفيش بيقولوا ايه ؟

رمقته بإذدراء وقالت:

-ما اعرفش يا ابن عمي قول خلينا نخلص 

رسمت على وجهها ابتسامه عريضه تحدق بها للجميع الذين يراقبهم وهم يأكلون الكيك .


هتف " كريم "متضرر:

-بيقولوا رينا ينجدنا من لسانك ودلعك وعقلك اللى زى عقل العيال 

التفت له فأمسك بيدها وأردف ليتحكم بها :

-تصدقى بالله انا الوحيد فيهم اللى ما بطيقك وكل السنين اللى ما ربوكيش فيها دى هربيكى انا فيها .


نظرة له بأعين متسعه ثم رمشت بسرعه مبدية الخوف 

وقالت ببرائه:

-يا عينى يا كريم انت طلعت مغصوب على الحوازه فعلا 

انا قولت برضوا ذوقك احلو من امتى عموما يا كرملة احنا لسة فيها اقوم اقول لماما وبابا 


وقبل ان تنهض تشبث بيدها وقال متوسلا:

-في عرضك انا كنت بهزر معاكي انا مش ناقص اطلع مسرح والعيلة كلها موجودة 


استجابت لتوسلة وسحبت يدها لتقول:

-خلاص سلينى قولى بيقولوا أي المخطوبين اللى بيبقوا قاعدين نفس قاعدتا دى .


نظر لها قليلا بيأس حقيقي هو لا يريدها لم يتحرك مشاعره تجاها وكأنها أخته امتعض وجه وهو يقول :

-بحبك 

ابتسمت على طريقة نطقها لكنها شعرت بالتسلية وحاولت الاندماج ، تحب عائلتها وتريد أن تقطن إلي جوارهم 

ووجودها مع كريم لا يفرق حتى وان كانت لا تألف المهم أن تظل محاطه بعائلتها الحبيبة.

ردت لمجراراته:

-اداء مش بطال  

أضاف وكل تعبيره مشمئزه:

- كنت بحلم باليوم دا من زمان 

اضاف:

-كدا كويس انا قايم بقى اشوف اصحابي 

التفت لتسأله بفزع:

-اصحابك دول أهم مني 

اومأ بالايجاب وهو يرد بجديه:

-بتهزى ايوا طبعا 

فردت بابتسامتها الشقية المعهودة:

- أحب الصراحه اذهب لقد عفوت عنك .

غادرها سريعا وهو يتمتم :

-يا ساتر خلصت اخيرا 

رحل وبقيت مهمتها فى البحث عنه اختفي من وقت ما ظهر عند الدرج تسألت أين هو وأين مفاجاته وأين كل عام وهى بخير من بين شفاه وكأنها هي التى تطمئنها أن كل شئ سيكون على ما يرام .

خرجت الى الحديقه تلتفت يمينا ويساراً بينما هو يقف من خلفها يشاهد تلهفها لرؤيته يعرف أنه المقصود لكنه تركها تجده وحدها وكأنه يخشي أن يكون المبتدأ فى أي جملة.


نوت العودة الى الداخل  عندما يأست من وجوده لكنها اخيرا عثرت عليه، ركضت باتجاه وهى تناديه بإسمه الذي يتغير نغمته على شفاتها :

-يُونس

وقفت امامه وهو يعبث بكاس بين اصابعه وسألت بعتاب:

-محضرتش عيد ميلادى  ليه ؟ 

رد عليها وهو ينظر بعيدا:

-ومين قالك إني ما حضرتش انا كنت موجود لحد ما طفيتي الشمع .


هتفت وهى تناظره عن كثب:

-ولي ما جتش قولتي كل سنه وانا طيبه زى كل عيد 

هز كتفيه وقال ببرود:

-ويعنى انا لو ما قولتيش كل سنة وانتى طيبة هتبقي شريره يعنى .

تعجبت من برودته وقالت بحده مصتنعه وهى تضيق عينها :

- ايوا هبقي شريره وهتحول عليكم وانت اول واحد هتأذي 


وجه نظره اليه وتعمق بها ليسألها سؤال واحد:

- هتأذينى إزاي؟!

ردت بعفويه وتقمص دور ساحره شريره ،أشهرت مخالبها كالقطه البريه :


-هرمي عليك تعويذه سحريه وأقول "بيبتى بابتى بو" أتمنى أن تكون خاتمفى صبعى  .

ضيق عينه وحاول فهم المغزي لكنه فشل فحرك رأسه بخفه وتسأل:

-إشمعنا خاتم هدية عيد ميلاك مثلا ؟

أجابت وهى تبتسم وتهتز بحركه خجل وطفوله :

-عشان البسك فى ايدى وكل ما احتاجك الاقيك بدل ما بدور عليك وانت قريب وانت بعيد.


ارتسم الجمود على وجه بالله كيف يصمد امامها  سيل من اللعنات كاد يتلفظ به لكنه منعه تماما وتحرك من جوارها 

كاد يغادر لكنها تبعته فقصرت المسافة التى نوي إطالتها 


- يونس انت عارف انى بحب مفاجاتك اخلص بقى وما تعملش فيها تقيل مستعجلة اعرفها .


 قال بهدوة عكس هرولته بالمشي حتى لا تلحق به:

 ‏-هفأجاك يا ملك ما تستعجليش  ع المفاجأة 


عاد الى القصر وهى ابت ان تتركه لم يسكت لسانها لحظه حتى دخل القصر وتقابل مع والدتها "حنان" والتى ابتسمت له وحادثته بأريحيه قائله:

-يونس فينك ما حضرتش ليه تلبيس الدبل بتاع ملك 

دحجها بنظرة قطعت الابتسامه عنوة عن وجهها شعرت بالوخز من فرط قسوته رغم أنها نظره لكن للاسف كانت مؤلمه ويونس يعرف كيف يؤلم .


جملت الموقف من أجل "ملك "وأردفت بتوتر:

- م...ملك اكيد واكله دماغك عشان الهدية


كانت تنتظر منه كلمة لكنه كان يكتفي بالنظرات القاسية والذابحه من وقت ما إغترب وهو بات غريبا فى كل شئ وكأنه تبدل بألة متحركه لا إنسان يشعر ويتعامل وزيادة الاشاعات حوله جعلت الكل يهابه حتى فى صمته لم يكن ينفي أو يؤكد حقيقة الأمر بل كان يترك كل شئ يدور فى فلك وهو فى فلك آخر .


انزعجت  حنان من صمته ونظراته فاقتربت من ملك وافرغت بها ضيقها قائلة:

-اي دا يا ملك فى عروسه تسيب عريسها فى يوم زى دا 


ردت ملك دون جهد:

-وهو فين عريسى يا ماما واقف مع الشوباب هناك اهو هروح اقعد معاهم يعنى عمو يونس كان يدبحني .

زعقت بها "حنان"لتنهاها بحدة:

-ملك، بطلى هزار دول ولاد خالتك وابن خالتك مش حد غريب 


تحدث "يونس "لأول مرة لها بكلمه واحدة حادة كالنصل:

-لأ غـــريب 


نظرت له حنان لكن نظرتها كانت ضيقة من تصرفاته سكوته عندما توجه له الكلام واجابته فى اوقات غير محلها أزعجتها وجعلتها تتجرأ للقول له:

- من فضلك يا يونس ما تدخلش بينى وبين ملك 

زاغ بصر ملك بينها وبين يونس لاول مرة فرد من ال الذهبى يحدث يونس بهذا الشكل لكنه على ما يبدوا قطم لسانها بنظرة وأشار بطرف بنانه لحنان هاتفا:

-حنان تعالى معايا 


تحرك الى اتجاه غرفة مكتبه الذي يتوسط الحديقة وتبعته ملك بعينها الداهشه تشعر بأن هناك حاجز بين والدتها وعمها لكنها لا تعرف سببه.

دخل الى المكتب وانتظرها خلف الباب ولجت وهى غاضبه وابت ألا تعرف السبب، ما ان دخلت حتى اغلق الباب خلفها وبدأت هى السؤال لانها تعرفه كثير الصمت يتلاعب بالأعصاب وسيوترها أكثر.


سألته حنان بضيق وتعجب:

-مالك يا يونس تصرفاتك معايا مش عاجباني ؟

سكت قليلا الى ان اخرج سيجارة وأشعلها ثم تنفس من خلالها ورد قائلا:

- كويس انك واخده بالك يا ست حنان 

لم تفهم  حرفا رغم أن جملته طويلة مما دعاها لتقول مصدقه على احساسها:

- ‏يعنى فعلا انا طلع احساسي صح انت متغير معاياممكن افهم  اي سبب التغير دا  ؟!

كان يتضح عليه الاهتزاز رغم أنه يخفي هذا بتلاعبه بقداحة على شكل تنين ينفث نارا ،تماما كالنار التى ستشتعل الآن :

- دوري فى دفاترك القديمة يمكن تفهمى لوحدك.

قضبت حاجبيها وهى تسأله دون فهم   :

-دفاتر ايه انا مش فاهمه حاجه

اشعل القداحه ثانيا الإضاءة الخافتة للمكتب كانت تجعل تلك النار الصغيرة كالحريق الهائل فى كومة القش ردد بنبرة باردة :

- ‏لا انتى فاهمه وفاهمه كويس 

اذدات تعجبا من اصراره على معرفتها سبب تغيره ،فقالت متأزمه:

- ممكن تتفضل حضرتك وتشرح 

التف حولها بخطوات بطيئة جعلتها تشعر وكأنها متهمه والنار التى كانت تخرج من فم التنين شعرت وكأنها ستخرج من فمه ،هتف أمرا بحده:

- ‏ماعنديش شرح، كفايه كدا على السر اللى انتى مخبياه 

عاد يتحدث بالالغاز لم تفهم حرفا ولم تعرف مقصده وحركته الدائريه حولها جعلتها تشعر بأنها فى مأزق ،سألته بتوتر:

- ‏سر أي ودفاتر ايه انت مالك يا يونس فهمنى ؟!

توقف فجأة واسرع بالإجابه قائلا بسيف لسانه البتار:

- ‏مــالي كـلـو مــلك  

زاد تعجبها اكثر فسألت بدهشه:


- ملك   مالها ملك ؟!

صر على أسنانه وتوقف عن الحركة وكأنه اخيرا رسم الشبك الذي لن تخرج عنه وتحدث بصوتا حاد كالنصل:

- ‏عــايــزها عــايــز اتــجــوزها


رفعت يدها على فمها سريعا غير مستوعبه ما قاله لولا أنها تعرف أنه لا يمزح أبدا لشكت فى سلامة عقلة الذي يحرك عائلة بأكملها ما إن فاقت من صدمتها وجدته يقف نصب عينيها يده فى جيبه ويرفع ذقنه للسماء .


 عند إذن صاحت مستنكره :

- انا مش فاهمه انت  ‏عايز ايه ؟! انت عمها 


علا صوته وبدي غاضبا لا يتحمل حتى النقاش:

- ‏ماتقوليش الكلمة دي أنا مش عمها ملك اصلا مش بنت اخويا 


طفأ على وجهها الصدمة إنها الكارثة  يعلم كل شئ "يونس" لم يخفى عليه شئ كما خفي عن الجميع وضعت يدها على فاها وحاولت ضبط اعصابها حتى وان عرف ستظل لآخر لحظة تدعي العكس حتى لا يخرب أي شئ 

هتفت بجدية:

- ‏ملك بنتى يا يونس انت فايق ؟

وجه نظرته الحادة الى عينها وهو يقول صراحتا أنه قادر على قراءة الكذب الذي تخفيه واخراجه للعلن تحدث بثقة عاليه تليق به كحوت عائلة الذهبي:

- ‏انا مستعد اجبلك ورق الملجا اللى اتبنتيها منه واجيب امها واجيبهم كلهم اشهدهم عليكِ.

ماعادت اقدامها تتحمل هوت على اقرب كرسي انكشف السر وفضح أمرها "ملك" ليست ابنتها ولا حتى إبنة فريد ولا تنتمى حتى لهذه العائلة "ملك" كذبة جائت بها لتنقذ بيتها من الخراب ولم تخرج منه حتى هذه الليلة .


انسابت دموعها تباعا وجلس هو فى مقابلها مائلا بجذعه منتظرا اعترافها وإعلان الأمر على الجميع لكنها خيبت ظنه عندما هدرت بنبرة متألمه :

- ‏حرام عليك انت عايز تخرب بيتى ؟


 لقد كانت مشاعره لسنوات تتضرر بسبب عشقة لملك فما عاد يتأثر بأي شيء هلكته كليا وما تركت له موضع للتعامل بأي مشاعر ،هتف دون تأثر:

- ‏انتى اللى فكرتى بيتك هتعمر لما تروحى الاسكندريه و تقولى انك حامل  بعد مافريد وأمي  يصروا على الخلفه .

جمعت قوها للتدافع عن كذبتها بتحدي:

-ولــو  ... انا اللى ربتها تبقي بنتى 

رمقها هازئا لثوان ثم تحدث:

-‏انتى ما ربتيش حد ملك ما اتربتش إلا فى حـضنى "ملك"  بنت عمري .

وضعت يدها على جبينها وقالت آسفه:

- ‏يونس ما تقلبش فى الدفاتر ما تقلبش حياتنا.


لازال يعنفها بنظراته ويلكملها واحده تلو الآخري حتى انه ما كان هناك داعى لقوله هذا:

- ‏انتوا حياتكم معدوله انما أنا  حياتى مقلوبه.


لم تكترث بأي شئ إلا بصون السر "ملك" اصبحت فى سن العشرين وستزوجها قريبا ولا داعي لهذا نهضت من امامه واستدارت عنه لتكتسب بعض الشجاعة :

- الكلام اللى انت بتقوله دا مافيش حد عاقل هيصدقه ولو انت حابب اخوك والعيلة دي اقفل على السيرة دي نهائي ملك بنتى وبنت اخوك قدام الناس وقدام القانون .


لم تجد منه ردا وهذا اقلقها وجعل مقلتيها تهتز" يونس" ليس بالرجل السهل ليرفض أحد له طلبا أو ليحتد عليه 

التفت اليه فوجدته كما توقعت يحدق بمقلتيه الكبيرتان فى ثبات كالأموات ثبات جعلها تنهار وتتراجع  لا اضافه سوي التدخين بشراهه.

سألته قبل ان ينجرف إلي زاوية الصمت وعيناها تنزفان:

-يونس انت عايز تخرب بيتى ؟يونس رد عليا قولى انت عايز كدا؟

 

ظل ينظر تلك نظرته الباردة لكن النار التى كانت تخرج من القداحه فم التنين خرجت من فمه عندما نطق جملته بمزيج من الاحاسيس المختلطة  والنبرة الحازمه:


- عـــــايـــز مــــلك 

انتفضت من اصراره، عجيب أمره لقد عاش بلا زواج حتى ظن الجميع أن يذهد النساء لاحقته الشائعات بأنه شاذ من أجل هذا والآن يعلن رغبته فى إمرأة بكل هذه الصرامه والصراحة والجنون.

اضاف بتعجل:

-اطلعى قولي قدام الكل الحقيقه وانهى المهزلة دى .


اقتربت منه "حنان "وهتفت متوسلة ان لا ينجرف وراء عناده ويكشف سرها وهتفت :

-‏يونس قدامك الف واحده سيب ملك حرام عليك

سألها ببروده وتعصب فى آن واحد:

-‏حرام عليكى انتى ،التبنى حرام شرعاً وقانونا 

 مستينه لحد امتى عشان تقولوليهم  ما انتى خلفتى يوسف!!

 ‏

نفضت رأسها لترفض الفكرة واجابته بيأس:

-‏فريد ما يعرفش ما تخربش حياتي

زفر انفاسه وتناول سيجاره جديده غير تلك التى امتصها عن آخرها ثم عاد يطرح حلا: 

-‏خلاص هاخدها ونسافر ومش هنرجع هنا تانى وبرا هبقى افهمها 


سارعت هى برفضه :

-‏لا ما تبعدهاش عني انا ما اقدرش استغنى عنها مافيش حد فى البيت كلو يقدر يستغنى عنها.


نهض بإنفعال لكنه قال بهدوء دون اكتراث:

-‏ يولعوا كلهم اهم حاجه عندى ملك .

ساد صمت غريب من جانبها حاولت ترتيب اوراقها لإقناعه 

لم يمهلها هو وصاح بتعجل:

-اخــلـصى ملك مستنيه مفاجاتها 

"ملك"هى الكارت الرابح الأن ستتعلق بها، مسحت انفها ووجنتها بباطن يدها وهتفت مظهره الموافقه:

-‏طيب نولع كلنا انا موافقاك ما فكرتش فيها ملك هتقبل الفكرة ازاي ؟وترضي بيك !


تنفس عبر سيجارة وكأنها الوسيلة الوحيدة التى تمنعه عن إحراق المعبد بمن فيه .

اشار اليها ليشهدها قائلا: 

-‏انتى بنفسك سمعتيها بتقول مش هتجوز غير واحد شبه يونس وليه شبهى ما انا موجود؟!

نظرت له متوسلة :

-‏يونس ارجوك ملك  كبرت وعاشت وعارفه إن أنا أمها وفريد باباها وانت عمها الفكرة نفسها هتخليها تنهار ومستحيل تحبك أو تشوفك زوج ليها ملك مش هتستحمل .


استدار ليؤكد وهو يعبث بأوراق مكتبه:

- انا قادر أدويها .


خشيت منه هو مصر واصراره هذا لا يبشر بخير فراحت تحذره وتنهيه وهى تنحب :

- لو بتحب" ملك" بجد ما تعملش فيها كدا ما تقولهاش بعد عشرين سنه انها عايشه كذبه ما تحرقش قلبها وقلبى، فريد مش هيسامحنى واحتمال البيت اللى حافظت عليه لسنين يتخرب ومش بيتى بس البيت كله هيتهد على اللى فيه واولهم انت يا يونس قلبك هيتحرق لما ترفضك أول واحد وتبقي خسرتها بنت اخوك وحبيبتك زى ما بتقول .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

"خرجا من المكتب"

لم يعد يطيق الاستمرار هنا أظلمت الدنيا من جديد وماعاد  يريد أن يستمر مع كل هذه الكذبه التى ستظل فى طي الكتمان اقنعته "حنان " أو إستغلت نقطة ضعفه كما يجب 

"ملك"هذه الحقيقة الموجعه لن تتقبلها بسهولة وإن تقبلتها محتمل أن تقبله زوجا لها رغم تأكده من أنها تميل له لكن هذه المشاعر لم تكن سوي من طفلة صغيرة تعجب بعمها وتردد بلا فهم "هتجوز عمو يونس" لم يكن يعلم أن تلك الدعابه التى أضحكت الجميع ستكون سبب هلاكه وجنونه لكى يحقهها ورغم أنها اقرب من انفاسه إليه إلا أن بينه وبينها بعد السماء والأرض.


هرولت تجاه عندما لمحته يدخل من الباب وما إن وصلت إليه حتى هتفت:

-فين المفاجأة ؟ على فكره دا مش اسلوب أنا عندى كرامه 

ماينفعش اطلب الحاجة اكتر من عشر مرات ما يصحش كدا .


ثبت نظرته قليلا لكنه ما استطاع الإسترسال لم يقوى على النظر فى عينيها وهى ليست ملكه بالكامل فكرة أنها تعتقده عمها وهذه المشاعر محرمه تجعله يقصيها عنه يريدها أن تحبه حب غير هذا 

قال وهو يطيح ببصره بعيدا:

- انا كنت محضرلك مفأجأة لكن باظت على آخر لحظه لكن  اوعدك إن فى يوم من الأيام هحاول تاني .


لم تفهم من حديثه  شيء كل ما لفت نظرها أنه يتحاشي النظر إليها ،فهتفت مازحه:

- وانت مكسوف منى ومش عايز تبصلي عشان كدا ياراجل احنا اهل مش مهم يبقالى عندك هدية 


مزاحها خفف عن قلبه بعض من الثقل الذي رسخ فوقه رد بجموده:

-بس يا مجرمة انادايما عندى خطة بديلة.

قفزت بحماس وهى تهتف:

-بجد همووووت وأشوفها 

وضع يده فى جيبه بيأس واخرج علبه من القطيفه صغيرة الحجم وفتحها بين يديه وقدمها نحوها .

سلسال فضي اللون معلق بنهايته قلب أحمر من حجر الياقوت فوقه تاج مرصع ببعض الألماس الصغير .

اتسعت عينها وشهقت بإنبهار ثم قالت :

-الله يجنن يا يونس يخبل يعقد ،،انت دايما هدياك مميزه 

لم تلاحظ الجمع الذي حضر افتتاح هذه العلبه وشهد عليها كانوا مثلها منتظرين هدية يونس لملك والتى دائما كانت تأتي بعناية فائقة.


مالت "علياء" وهى تسأل بغير استيعاب:

-هو الاحمر دا ياقوت 


لفت نظر" يونس "كم تعشق "علياء"الثراء قرائها من اول مرة لكن غيرتها بدأت تطفو أكثر فى الفترة الأخيرة 

تفقده قليلا ثم أؤمي برأسه بالايجاب .


اختطفت "ملك"العقد وأرته والداها التى بدت ليست على ما يرام من وقت ما خرجت من مكتب يونس.

قالت وهى تنصبه امام عينها بفرح  :

- مامتى مامتى بصي يونس جابلي ايه ؟

لم تهتم "حنان" بما رأته بقدر ما ركزت على إنهاء الأمر فى رأس "يونس" حتى تتأكد من أنه لن يفشي سرهما أبدا ،فقالت وهى تنظر الى عين يونس:

-جميلة قولى شكراً لعمو يونس  يا ملك.


انتظرت ردة فعله لكنه يبهرها ثباته وتحمله فهى الآن تضع جمره فى وسط قلبه أمام عينه ولا يصدر حتى تأوها.

لأجلها فقط يتحمل .

هتفت زوجة عمها ليلي :

-اه منك يا ملك دا انتى ما فرحتيش بالشبكة كدا 

ردت كى تغيظ كريم :

- عشان عمو يونس عنده ذوق عالي المستوى

انهت كلامها بطرف لسان مدبب خرج من بين شفاها جعل ليلى تنفجر بالضحك وجعل كريم ينصرف من بين الحضور بضيق 

نادت " ملك " يونس " وهى تقدم نحوه بين يدها السلسال :

-ممكن تلبسهالى 

البركان الذي داخله كاد ينفجر كيف تمنعه عنها كذبه وكل ما بداخله تجاها حقيقي كاد يتعرق من النيران  التى نشبت به ،التقطه منها واستدارت لتوليه ظهرها ازاح شعرها الى جانب واحد وانتظرت بسعادة أن يضع هذا القلب فوق صدرها كان متمهلاً ومتوترا لم يهزم قط امام عطر كرائحتها ولم يتوتر ابدأ أمام إمرأة مثلها،بات متيقن ان سبب كل هذا لأن قلبه معها وليس معه ويبدوا أنه سيظل هكذا للابد .


وضع السلسال حول عنقها متمنيا أن تظل تحتفظ بقلبة الذي هى ملكته على الاقل يبقى شيئا منه معها .


استدارت وهى تحركه بين اطرافها وتهتف بفرح :

- اييوه عليك يا يونس بتحرجنى بشكل مش عارفه اقدملك اي مقابل الهدايا الحلوة دي .


لاحظ انشغال الجميع الذي تابع الامر وبدأ يرأي شفاه "علياء" التى تقطمها بلا رحمه وهى تميل لوالدتها وتؤنبها 

وتحاول والدتها اسكاتها وكما إلتهت ليلي مع حنان وانخرطوا فى احاديثهم التى لم تنتهي ابدا .

وعندما ضمن أنه لن يسمعه أحد ،قال بتخمين:

- مقابل الهدايا الحلوة دي تقوليلي اتمنيتي إيه قبل ما تطفي الشمع.


اتسعت عينها وهتفت مراوغه:

-انت سمعتني ؟

ضيق عينه وهتف ساخرا:

-عليا برضوا الحركات دى يا ملك 

ابتسمت ونظرت حولها ثم مالت لتقترب منه ووضعت باطن كفها بجانب فاها وكأنها تخبره سرا خطير :

-إتمنيت أتجوز واحــــد زيـــــك.


رمت فى قلبة حجر بكلماتها هذا ،سيعود  لصمته وجلده فى رؤيتها تتحرك أمامه وتتقرب له وليس بيده شئ سوي أن تكون إبنة أخيه رضي على نفسه التألم فى سبيل أن تظل هى ملك بالفرحه التى تصدق أنها إبنة هذه العائلة السعيده ،حرم على نفسه النساء وبرغم كل ما يملك من مال وجاه وذكاء ملكت هى أهم محرك للحياه ملكة قلبه.


،،،،،،،،،،يتبع 

#ملكة_قلبه👑 سنيوريتا ياسمينا أحمد الكاتبة"

حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا 


مهم جدا التفاعل اليوم ✌️😍 محتاجه رايكم جدااا😍

تعليقات