القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل التاسع عشر




 الفصل التاسع عشر 

ما إن علم سياف من أحد رجاله أن هناك رجلا يبحث عن فريدة

قلق بشده وطلب من صبيه قائلاً بجديه:

- صحصح كويس قوى للى هاقولك عليه تنفذه بالحرف 

أنا عايزك تتكلم مع الراجل ده تعرفلى هو مين وعايز فريدة فى إيه ؟ وتبلغنى قالك إيه وعايزها ليه وفهمه إنك ها تدورله عليها وخليه يمشى من هنا بسرعة 

أجابه المدعو حسن قائلا بجديه :

- تمام يا اسطى علم وينفذ متشلش هم حاجة 

جلس بمكانه ونظر إلى فريدة التى تجلس إلى جوار الفراش

وهو قلق ويخشى أن يخبرها بما حدث فيثير قلقها 

ففضل التزام الصمت حتى يتأكد أن ليس هناك خطر عليها

وقف حسن بتحدث مع والد فريدة الذى كان ممسكاً بصورتها ويبكى قائلا :

- بالله عليك يا ابنى لو شفتها فى أى مكان قولها ابوكى ندم على  اللى عمله وبيقولك سامحيه هو عرف غلطه وعايز يصلحه

أجابه على قائلاً بود :

- حاضر من عنيا يا بيه حضرتك روح أنت بالسلامة 

وأنا ها ابلغ حضرتك بس أنت سيبلى رقمك وعنوانك يا بيه وأنا ها اشوف اللى فيه الصالح وأعمله 

غادر والد فريدة بعد أن أعطى لحسن الكارت الخاص به الذى يوجد به هواتفه وعنوانه 

وغادر و هو يبكى قهراً لأنه لم يعثر على أبنته 

لأنه اخطأ بحقها كثير بالماضى والآن يود أن يجدها ليعوضها عما قاسته معه من أحزان بالماضى لقد انصاع لحديث زوجته ٬وتركها تعذب أبنته الوحيدة كما تشاء ونسى أنه يجب أن يحنو عليها ويكون لها السند والأمان وقت الضعف مما جعلها ترمى بنفسها بالتهلكة وتتزوج من ذلك الحقير الذى اذاقها العذاب الوان.


بمنزل والدة سياف كانت تجلس بغرفتها تكاد تموت قهراً من ما فعله بها سياف وجعل تلك الفتاة تنتصر عليها أخذت تفكر مع نفسها قائله بغضب شديد:

- لا مش ممكن اسيبها تنتصر عليا وتاخد أبنى اللى تعبت فيه  وربيته اللى لولايا ماكنش لقى حد يربيه بدل ما يحمد ربنا انى ربيته وخدت بالى منه بيعصى أوامر ويعصانى علشان عيون السنيورة اللى لحست مخه لا أنا مش لازم أسكت لازم أعمل أى حاجة اخليه يرجع لى بيها

وجدت سعاد تتقدم إلى غرفتها تسألها بلهفة قائله :

- سياف فين يا خالتى أنا عرفت أنه انضرب بالنار هو كويس ولا إيه ؟طمنينى يا خالتى قوليلى هو فين سياف أنا من وقت ماعرفت وانا هاتجنن عليه بالله عليكى يا خالتى قوليلى وطمنى قلبى 

دفعتها خالتها قائله بغضب:

- أنتى  موكوسة كبيرة خليكة كده لما يضيع من إيدك ولا هتعرفى تتجوزيه جتك ستين نيلة بت عديمة الفايدة أنا يابت مش قولتلك تروحى تتمسكنى لفريدة وتعيطلها ها تسيبى الواد يضيع من إيدك وتاخده خليكى كده أفضلى قاعدة لما يتجوزها

أنتفضت سعاد واقفة كمن لدغتها حيه وصاحت قائله :

- لا تاخده منى ده إيه أنا رايحة لها أهو قوليلى هي قاعدة عند مين وأنا مش ها أسكت إلا أما اكلمها وأحنن قلبها واخليها تسببهولى

دفعتها خالتها بحدة قائله :

- معرفش يا خايبة الرجا أهو خدها وخرج معرفش وداها فين 

وانتى أقعدى اندبى حظك جتك خيبة وأنتى عمرك ما ها تفلحى فى حاجة حتى الفرصة الوحيدة اللى جبتهالك معرفتيش تستغليها أمشى يا سعاد روحى لحد ما أعرف خدها وراح فين وبعدين أبقى أكلمك تيجى تروحيلها

أشارت لها بيدها قائله بحدة شديدة:

- غورى يلا بت هم عليتيلى الضغط أنا كنت نقصاكى أنتى كمان

عاد الرجال إلى حيث كانوا يحتجزوا شقيق زوح فريدة المدعو أسعد فوجود صديقهم ملقى على الأرض بينما أسعد غير موجود 

ساعدوا صديقهم على النهوض ثم حدثوه بغصب شديد:

- أنت ياض عيل سييس زى ده يغفلك ويهرب منك قوم يا حيلتها قوم حوش اللى وقع منك

جتها نيله اللى عايزة خلف زيك 

ها أكلم الاسطى أعرفه إن الراجل هرب علشان ياخد حذره 

أحسن ده واد مش سهل وأكيد ها يحاول يأذى الاسطى مره تانيه علشان كده ضرورى نكلم الاسطى

أكد الجميع على حديثه فاخرج الهاتف من جيبه وهاتف سياف وأنتظر بعض الوقت إلى أن أجابه سياف قائلا بقلق شديد وهو يشعر بأن هناك شئ سئ قد حدث :

-خير ياعلى إيه آخر الأخبار عندك قلقتنى 

أجابه قائلا بخوف كبير:

- سامحنا يا أسطى الواد الزفت اللى ضرب عليك النار هرب بس مش عايزك تضايق نفسك إحنا هانعرفلك قراره ونجيبه ليك متكتف وكمان يا أسطى الراجل اللى كان بيدور على ست فريدة

طلع أبوها قلبه متشحتف عليها وقالى لو تعرف مكانها دلنى وقعد يقول أنا ندمان وعايزها تسامحنى

أغلق سياف الهاتف مع رجاله وهو غاضب بشدة من فشلهم بالتحفظ على ذلك الغبى الذى أراد قتل فريدة 

أقسم بغضب شديد قائلا :

-اه يا ابن المبقعه وحياه امك لا هاجيبك واعلقك زى الدبيحة 

ونبقى نشوف مين ها يقدر يخلصك من أيدى 

حين شاهدت فريدة مدى غضبه خشيت على جرحه وتقدمت إليه قائله بود:

- مالك بس يا سياف مين مزعلك متعصبش نفسك علشان صحتك جرحك لسه مفتوح ؟ اجلسها إلى جواره ورفع يدها إلى فمه مقبلا إياها قائلاً بحب :

- الزفت اللى حاول يقتلك هرب من الرجاله وكده أنتى فى خطر أكمل قائلا وقد أشتد غضبه :

- كمان أبوكى كان في الحارة النهاردة وهايتجنن عليكى يا فريدة

وبيقول إنه عايزك تسامحيه 

ما إن أستمعت فريدة لحديثه عن والدها تذكرت كل الآلام التى مرت بها بسببه وهو لم يكلف نفسه يوما بمحاوله الدفاع عنها. صرخت وهي تضع يدها على وجهها وهي تبكى بأنهيار تام قائله

- سياف لو أنا غالية عندك مش عاوزاه يعرف مكانى أنا شفت منه كثير يا سياف ومن مراته وعمره ولا مره حضنى ده أكيد جاى عايز منى حاجة مستحيل أصدق إنه ندم

احتضنها سياف مهدئا إياها بحب  قائلا :

- خلاص يا فريدة ما تقلقيش مش هاخليه يغصبك ابدأ على أى حاجة أنتى مش عايزها 

وكمان مش هاخليه يهوب ناحيه هنا مره تانيه ويلا قومى علشان أوصلك ونتقابل بكره لازم نبدأ بقى في توضيب المحل الجديد وتشغليه بقى يا فريدة على الأقل تلاقى حاجة تشغلى وقتك بيها

تشبثت به أكثر وهي تدفن نفسها بين ذراعيه قائله:

- ربنا يخليك ليا يا سيفو أنت ونعم الرجال حقيقى

نهض وجذبها لتنهض معه ووضع عباءته على كتفها حين شعر إنها ترتعد 

نزلا سويآ وسار إلى جوارها واوصلها إلى منزل أم أحمد 

وما إن تأكد إنها دخلت غادر وهو حزين

بعد أن ناولته عبائته أخذها منها ووضعها على كتفيه ثم 

غادر عائداً إلى شقته 

ما إن دخل اليها أستلقى على الفراش وهو يحدق إلى السقف 

ويتذكر تلك اللحظات القليله التى قضاها برفقتها خوفها ولهفتها. عليه وقلقها الشديد من أجله 

وأيضا حرصها  على أن يأخذ دواؤه وأخذ يفكر مع نفسه قائلا:

- ياترى هي مشاعرها زي مشاعرى ولا ده مجرد إهتمام عادى

أخذ يفكر بها إلى أن غلبه النعاس

بمنزل السيدة أم أحمد أستلقت فريدة بفراشها واخذت تتقلب يميناً ويساراً وهي خائفة من ما حدث ومن أسعد الحقير شقيق زوجها ومن والدها وكم تلك المشاكل والعقبات التى تقف بطريقها هي وسياف 

أخذت تفكر إلى أن غلبها النعاس فغفت وشاهدت كابوسا مفزعا أثناء نومها. رأت ذئب أسود يركض خلفها وكلما حاولت الهرب حاوطها من كل الجهات وحين جاء سياف ليتقذها منه تركها الذئب وانقض عليه يحاول أن يقتله نهضت من نومها تصرخ قائله :

- سياف لا بلاش أنت يجرالك حاجة أنا ماصدقت لقيتك أنت ما تعرفش أنا حياتى كانت عاملة أزاى من قبل ما أشوفك بلاش أنت كمان تضيع منى ياغالى ده أنا كنت غرقانة وأنت أنقذتنى 

جاءت أم احمد تركض إليها وناولتها كوب من الماء وطلبت منها أن تتجرعه دفعه واحده وأخذت تربت عليها وتقرء المعوذتين وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم 

وحين شعرت إنها هدأت ونامت دثرتها بحب كبير ونهضت تاركه إياها تنام بعد أن ربتت على كتفها بحب قائله :

- نوم الهنا يا حبيتى استعيذى بالله من الشيطان الرجيم  ونامى ربنا يبعد عنك كل شر.

بذلك المنزل المهجور جلس أسعد بفكر بطريقة آخرى ينتقم بها من فريدة أخذ يتجول بالمكان ذهاباً وإياباً وهو يعصر رأسه يفكر بطريقة  آخرى ليحرق قلب ذلك الحقير الذى وقف بينه وبين مقتل فريدة وسوف ينفذ ما قد عزم عليه ولن يتهاون مطلقاً فى فعله به ذلك الهمجى ولمعت فى راسه فكرة خطيرة لذا عزم على تنفيذها هي تحتاج إلى مغامرة كبيرة لكنه سيفعل به ما خطط له هو يحتاج فقط لبعض الرجال ليعاونوه بتلك العملية لانه بات يعلم سياف جيداً ويعلم إنه ليس سهلاً وتلك المره لو عثر عليه لن يتركه حتى

يرد له مافعله معهومع فريدة وينتقم منه أشد انتقام 

قرر أن ينام قليلا تاركاً أمر كل شئ للغد فهو لن يهدأ له بالا حتى ينهى حياة فريدة وذلك المدعو سياف الذى يقوم بحمايتها 

باليوم التالى نهض سياف وهو يشعر إنه قد تحسن وأصبح أفضل من الأمس فنهض غسل وجهه وهاتف أحد رجاله وانتظر إلى أن أجابه هتف به قائلا بجديه :

عايزك تروح البيت عندنا تجبلى هدومى وتجيلى على هنا قول لخالد اخويا وهو ها يجبهملك هاتهم وتعالا

أجابه صبيه قائلا بجديه :

- حاضر يا اسطى عنيا مسافة السكة يا دوب هاجبهم واجيلك 

غاد ر صبيه الورشة متوجها إلى منزل سياف طرق الباب وأنتظر قليلاً إلى أن فتحت له زينب الباب فالقى عليها السلام قائلا :-

السلام عليكم يا ست زينب الأسطى طلب منى أن أجيب له هدومه 

زيبب بحزن :

-تمام ثوانى يا على وها اجهزهم أتفضل طيب ادخل متقفش على الباب كده 

- كثر خيرك أنا هاستنى هنا

ذهبت إلى الداخل جهزت الملابس ووضعتهم بالحقيبة ثم ناولته إياها قائله :

- أتفضل اهى وسلملى عليه وخليه يهتم بصحته وياخد باله من نفسه 

- علم وينفذ يا ست الكل 

أخذ على  الحقيبة وغادر متوجها إلى شقة سياف ناوله حقيبة الملابس قائلا بجديه :

- الشنطه يا أسطى ها تعوز منى حاجة تانى 

أخذ منه الحقيبة قائلا بجمود:

- تشكر يا على عايزك تروح للواد مازن خطيب اختى وخليه يجيلى على محل الست فريدة

غادر على قائلا بجديه :

-تمام يا أسطى أعتبره حصل

بدل سياف ملابسه وأخذ دوائه معه وذهب ليأخذ فريدة 

من منزل أم احمد بعد أن وضع العباءه على كتفه 

ثم ذهب إلى أسفل المنزل وقام بأرسال رساله لها بأنه ينتظرها بالاسفل 

ما إن قرأت فريدة الرسالة بدلت ملابسها ونزلت تركض لملاقاة سياف   


  سياف

ما  إن شاهدها سياف همس لها قائلا بصوت يقطر حبا :

- صباح الفل يا ست الستات 

يلا بينا علشان نروح المحل 

فريدة وهي تتأمله بفخر شديد:

- صباح الفل يلا بينا وهناخد فطار معانا أنا عارفه إنك اكيد لسه ما فطرتش

ضحك سياف على حديثها اللطيف قائلا بود:

- تمام أنا هاكلك النهارده اكله عمرك ما اكلتيها وانا واثق إنك ها تحبيها 

هللت بسعادة قائله :

- ايوه بقى يا سيفو ها تأكلنى إيه طيب ؟

سياف بسعاده :

- هاناكل طعمية وفول أنتى عمرك دوقتيهم؟

فريده بتعجب :

- الحقيقه عمرى ما اكلتها اسمع عنها بس ما دوقتهاش

كاد سياف أن يجبيها  فأستمع لصوت مازن الذى ما إن شاهده برفقه فريدة اراد أن يشاكسه فنظر الى فريدة قائلا بمشاكسه :

-ايه القمر اللى ماشى على الارض ده ؟

امسك سياف من تلابيب ملابسه قائلا بحده شديده :

- انطر ياد وهش من هنا لا ادخلك العش ويلا غور من هنا ياد لا أخلى الفرجه عليك ببلاش اتكل على الله يلا طريقك زراعى وإياك تكرر اللى عملته تانى والا ها يكون حسابك عسير.

تعليقات