القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة

أشرقت شمس ظلامى الفصل السادس عشر




 االفصل السادس عشر

========== 

أرتعب بشده منه 

واعتذر له قائلا بخوف كبير :

- حقك عليا يا اسطى أنا آسف مكنتش أعرف إنها تبعك سامحنى بالله عليك غلطة ومش هتتكرر مش هاعمل كده تانى بس بالله عليك ما تكون زعلان 

سياف بحدة شديدة :

- آخر مرة ها اسمح لحد أن يضايقها ويلا غور من هنا مشوفش وشك تانى هنا ما انتهى من الحديث معه دفعه بحدة وهو غاضب بشدة وعيناه تطلق نيران الغضب

دفعه سياف بعيداً وهو يتوعد له إن فعل مثل ذلك مرة اخرى سيكون عقابه شديد 

أمسك بيد فريدة ووقف وسط الحارة صائحٱ حتى يعلم الجميع إن فريدة تخصه ولا يعود اى شخص مهما ان كان  يكرر ما حدث فهو لو استمر الامر هكذا سوف يضطر كل يوم إلى ارتكاب جريمه

صاح سياف قائلاً بصوت جهورى وهو يشير إلى فريدة:-

اسمعوا يا حارة الست فريدة دى ضيفة عندى وتخصنى وأى حد ها يتعرض ليها معناه إنه اتعرضلى وعليه إنه يتحمل نتيجة غضبى فأحسن للكل إنكم تسمعوا كلامى  وتنفذوه

لم ينطق أى من أهل الحارة سواء بالايجاب أو الرفض فمن ذا الذى يستطيع أن يعارضه

حثها على السير بعد أن قال كل ما لديه 

بينما كانت فريدة تسير إلى جواره متوجهه إلى حيث المحل الذى أستأجره لها لتفتح به مشروعها الخاص بالرغم من اعتراضه 

على اختلاطها بالناس فهم بمنطقة شعبيه وهي تحتاج إلى بعض الوقت للتأقلم معها 

كانت فريدة تسير إلى جواره وهي شاردة فيما هو أتى وتخشى من شقيق زوجها الراحل لو علم بمكانها سوف يقتلها ليتخلص منها 

ما إن وصلوا إلى المحل أشار لها سياف الذى كان يحاول جاهداً أن يحافظ على ثباته فهو إلى جوارها ينسى كل شئ

ولا يتذكر شئ غيرها ورائحة عطرها التى تطيح بمقاومته

ما إن وصلا إلى المحل أنحنى سياف ليقوم برفع باب المحل 

ليعود إلى الخلف خطوتين ليسمح لها بالدخول لتشاهد المحل من الداخل

تقدمت فريدة إلى داخل المحل 

وشعور بالرهبة يسيطر عليها 

استجمعت شجاعتها وأخذت تتأمل المحل من الداخل بأنبهار  شديد فمساحته كبيره جدا شعرت بسعادة كبيرة 

وهيا تتأمل المكان من حولها فهو يبدو إنه رائع وموقع متميز 

انطفأ الضوء بشكل مفاجئ فأرتعبت فريدة لانها تخشى الظلام منذ الصغر لأن زوجة والدها كانت دائما ما تتركها بغرفة مظلمة وتغلق عليها الأبواب وتتركها تعانى وحدها ودائماً ماكانت تعذبها حتى تنزف فأصبح لديها رهبة من الدماء أيضاً 

تجمدت مكانها وصرخت بخوف شديد قائلة :

- سياف          اندفع سياف إلى داخل المحل بسرعه شديدة وهو قلق عليها بشدة وهو يخشى أن يكون قد أصابها مكروه 

دون مقدمات وجدت فريدة نفسها بين ذراعيه يحتضنها بحب كبير قائلاً وهو يربت عليها بود:

- فريدة أنتى كويسة جرالك حاجه؟

بكت كما لم تبكى من قبل وكأنها كانت تنتظر أى شئ لتنفجر

بالبكاء فقد مرت بفترة صعبه للغايه ومرت بضغوطات شديدة 

فكأنما كانت بأنتظار احتوائه لها لتنفجر بالبكاء لتنفس قليلا عما بداخلها وتشبثت به بشدة كالغريق الذى تعلق بقشة

أحكم ذراعيه عليها وتوسطت رأسها صدره

حين شعر ببكائها رفع وجهها إليه يتأملها لاول مرة عن قرب بتروى شديد مد يديه وجفف لها عبراتها التى بللت خديها

همس لها بخفوت وصوت مشحون بالعاطفة :

- فريدة أنااا       وهم بأن يقبلها إلى أن أوقفه صوت أحد العمال لديه قائلاً بلهفة :

- الحق يا اسطى الست والدتك تعبانه وبعتت أخوك خالد يدور عليك 

نظر إلى فريدة بأسف قائلاً:

- أنا آسف يا فريدة أمى لازم أروح أشوفها تعالى معايا وبعدين نرجع نشوف المحل ونشوف ها يحتاج إيه ونعمله

أعطى المفاتيح لصبيه قائلاً بجدية :

أقفل المحل يا إسماعيل ولا أقولك شوف المحل محتاج توضيب إيه واعمله وأنا هاطمن على الوالده 

وارجعلك مش هاغيب

اردف إسماعيل قائلاً بجدية :

- ما تحملش هم يا اسطى روح أنت أطمن على الست الوالده وأنا هاعمل اللازم 

غادر سياف برفقه فريدة متوجهاً إلى المنزل ركض سياف على الدرج وهو قلقا بشدة على والدته فألتقى خالد شقيقه وهو يدلف إلى المنزل وبرفقته الطبيب 

حدثه خالد قائلا بود محاولا بث الطمأنيته بقلبه :

- ما تقلقش يا سياف هاتبقى كويسة ان شاء الله

سياف بحزن شديد فهو رغم كل ما تفعله بالنهايه هيا والدته ولن يتحمل أن يراها مريضة :

- يارب ياخالد 

تقدموا معا إلى الداخل وانتظر سياف أمام غرفة والدته ينتظر رأى الطبيب بعد أن ينتهى من إجراء الكشف على والدته 

ما إن انتهى الطبيب خرج من غرفتها فأسرع اليه سياف قائلا بلهفة :

- امى مالها يا دكتور عندها ايه؟

الطببب بجدية ٬وهو يقوم بكتابة التعليمات بالروشته:

- هيا حاليا شويه إجهاد لكن علشان نتأكد اكثر هاتعملى التحاليل والأشعة دى وتعديها عليا في العيادة 

علشان نشوف اللازم ونعمله حاسبه سياف قائلا بجدية:

- متشكرين على تعبك معانا يادكتور

الطبيب بود قائلاً:

-مفيش تعب ولا حاجه يا اسطى ده واجبى أهم حاجه بس التحاليل والأشعة متتأخروش عليا بيها والدواء بتاعها تاخده بأنتظام 

_تمام يا دكتور شكرا ليك مره تانيه 


نظر إلى شقيقه قائلاً بجدية :

- وصل الدكتور وهات العلاج وتعالى يا خالد 

انتبهت زينب لوجود فريدة عانقتها بفرح شديد قائلة :

- اهلا اهلا بست الستات الدار نورت ثانيه واحده ويكون العصير جاهز

بادلتها فريدة العناق قائلة بسعادة:

- تسلمى يارب يازينب متتعبيش نفسك وتعملى حاجة أنا أسفه انى جيت كده من غير معاد بس لما عرفت إن طنط تعبانه 

صممت اجى اشوفها 

زينب بود كبير :

- ما تقوليش كده يا فريدة أنتى  تيجى فى أى وقت تنورينا ياحبيتى 

تقدم سياف الى داخل الغرفة ليطمئن على والدته امسك يدها بين يديه ورفعها لفمه وقبلها بحب كبير قائلا:

- سلامتك يا أمى ألف سلامة مالك بس ياست الكل إيه اللى تعبك؟

إدعت والدته الحزن وادارت وجهها الناحية الاخرى وهيا تخطط لبدايه الضربه الأولى التى ستوجهها لفريدة:-

مفيش يا سياف يعنى أنت يهمك قوى أمر أمك وتعبها ؟

سياف مقبلا راسها بود :

- طبعا يا ست الكل وأنا ليا غيرك قوليلى بس أنتى عايزه إيه ؟

إدعت االبكاء قائله :

 أنت  لازم تتجوز سعاد بنت خالتك يا سياف البت كويسة وبتحبك وتتمنالك الرضى ترضى

غضب سياف بشدة من حديث والدته وحدثها قائلاً بهدوء عكس الغضب المشتعل بداخله :

- أمى ارجوكى بلاش تغصبينى على حاجه مش هاقدر اعملها أنا لو عملت كده وسمعت كلامك هاظلم نفسى واظلمها معايا أنا مقدرش أظلم بنات الناس معايا

بكت والدته عده دمعات أمامه حتى تشعر بالذنب وادعت التعب قائله وهيا تضع يدها على قلبها:

- آه يا قلبى حرام عليك اللى بتعمله فيا يعنى بنت خالتك ولا الست اللى أنت جايبهالنا دى اللى لحست مخك خالص دى وكمان لا نعرف ليها أصل ولا فصل 

أراد أن ينهى الحديث معها حتى لا يتسبب لها بمزيد من التعب فهتف لها قائلاً بود مربتا على يدها :

- طيب ارتاحى أنتى دلوقتى وبس نطمن عليك وها نشوف الموضوع ده بعدين بس علشان خاطرى ما تجهديش نفسك

أومأت له برأسها علامه الموافقة لاتريد أن تضغط عليه اكثر من ذلك فهي يكفيها انه وافق مبدئياً على حديثها 

حدثها قائلاً بود :

- طيب ممكن أجيب فريده تطمن عليك علشان خاطرى لو ليا عندك خاطر وياريت تعامليها كويس

أجابته قائلة على مضص :

- تمام يا حبيبى خليها تدخل 

خرج وأخذ فريدة لترى والدته وبقى معها خوفا من أن تحدثها بحديث جارح 

أقبلت نحوها فريدة قائلة بود :

أخبار صحتك إيه ياطنط يارب تكونى بخير 

إجابتها قائلة وهيا تلوى شفتيها بأمتعاض:

- الحمد لله شكراً إنك جيتى تشوفينى

أرادت أن تبعد سياف من الغرفة حتى تستطيع محادثتها دون ان يكون موجودا فهتفت به قائلة بحدة:

-جرى إيه يا سياف أنت مقدمتش حاجة للضيفة ليه خلى زينب تعمل لها كوبايه عصير فريش وهاته وتعالى

غادر سياف على مضض وهو ينظر إلى والدته برجاء حتى لا تضايقها أشارت له مكرر حديثها :

- يلا روح أنت لسه واقف يا حبيبى 

غادر سياف وهو يتمنى ألا تغضب فريدة أو تجرحها بحديثها اللاذع 

طلب من زينب أن تعد عصير لفريدة قائلاً:

- بقولك إيه يازوزه اعملى عصير بسرعة لفريدة علشان أنا سيبها مع أمك وخايف تقولها كلمه كده ولا كده تضايقها 

زينب بود:

- متقلقش يا سياف أنا جهزته أصلٱ هاحط فيه تلج واصبه واوديه

جلست فريدة على المقعد المجاور لوالده سياف 

اردفت والداته قائله لها وهي تحاول أن تسميلها ناحيتها


- بقولك إيه يا بنتى أنا مليش فى الدنيا دى غير سياف 

أرجوكى سبيهولى يا فريدة أنتى باين عليكى بنت أكابر ومبسوطه وأكيد ألف واحد غيره يتمناكى 

صدمت فريدة بشدة من حديث والدته واجابتها قائلة :


-بس انت فاهمه غلط ياطنط أنا بعتبره زى أخويا هو دايما واقف جمبى وبيساعدنى مش أكتر 

ربتت والدته على يدها قائله بود:

- ده عشمى فيك برضوا يا فريدة يابنتى أصل انتى ما يرضكيش أن بنت خالته اللى قاريين فتحتهم من صغرهم 

قلبها يتكسر بسببك

تحاملت فريدة على نفسها وشعرت بالحزن الشديد من أثر حديث والدته وتظاهرت بالقوة امامها حتى لا تخونها دموعها

نهضت مغادرة وهي تحاول الا يراها سياف ويوقفها

ركضت هاربة وهي تجاهد كى لا تسيل عبارتها دون توقف 

حين تناهى إلى سمع سياف صوت الباب يغلق بقوة خشى أن تكون تلك فريدة ووالدته اغضبتها دون مراعاة لشعورها

ركض سياف خلفها لعله يلحق بها قبل أن يضايقها احد

بينما والدته تجلس بغرفتها تبتسم بشماته محدثه نفسها قائلة بمكر:

- المسمار الأول فى نعشك يا فريدة وبكده نجحت الخطوه الاولى من الخطة 

باقى بس بقيتها أما اكلم البت سعاد علشان تبقى معايا على الخط


ركض خلفها سياف إلى أن استطاع أن يلحق بها 

وامسك بيدها وقادها إلى المحل الذى استأجره لها 

وما إن وصل دلف إلى الداخل برفقتها وأمر كل العمال قائلا بنبرة حادة غير قابلة للنقاش:

- كفاية كده النهاردة يا اسطوات نكمل بكرة

غادر الجميع وبقى وحده مع فريدة

جذب الباب يغلقه عليهم

لكنها اعترضت قائلة بحزن :

-مينفعش كده يا سياف أفتح الباب 

حدثها سياف قائلاً بحب كبير :

- طبعا مش ممكن قبل ما اشرحلك كل اللى مش عارفه اقوله المده اللى فاتت

إسمعنى كويس أى أن كان اللى قالته ليك امى انا مليش علاقة بيه أنا بس مفيش فى حياتى غيرك أرجوكى صدقينى وأوعى تسبينى يافريدة أنا مقدرش أكمل من غيرك أنا مستعد اتخلى عن اى حاجه فى الدنيا بس افضل معاك

ضمها لصدره بحب كبير ورفع وجهها اليه ليتأملها بعشق شديد قائلاً بنبرة تقطر عشقاً :

- أنتى متعرفيش أنتى غالية عندى قد إيه ولا عملت فيا إيه من يوم مادخلتى حياتى نورتيها خليتى ليها معنى 

وماكاد أن يقبلها صدح صوت هاتفه بأصرار مما جعله يبتعد عنها مرغما وهو يطلق سبابا لاذعا فهو لا يستطيع البقاء معها وحدهم دون أن يأتى اى شئ ليزعجهم حدث نفسه قائلاً بغضب شديد:

- أنا بجد خلاص زهقت مش عارف أقعد مع الانسانة اللى بحبها شوية يارب على الفصلان أنا مش عارف ليه أنا مش عارف أتكلم معاها كلمتين من غير ما حد يقاطعنا فيه حد ياصصلى فى أم الليله دى يارب انا نفسى أقعد أنا وهي شوية لوحدينا من غير ما حد يضايقنا 

حدثته فريدة بود قائلة :

- معلش يا سياف رد أكيد حد عاوزك ضرورى.


تعليقات