القائمة الرئيسية

الصفحات

روايات مقترحة




 الفصل التاسع 

========

ما إن أستمع سياف لصراخ فريدة الذى أنطلق مرة أخرى 

صرخ قائلاً بفزع شديد:

- فريدة جرالك إيه أنتى كويسة ؟

ترجى العسكرى قائلاً :

- خلينى أطمن عليها أرجوك شوف حصل لها إيه ؟

طمأنه العسكرى قائلاً :

-متقلقش يا أستاذ أنا هاخليك تطمن عليها

لا وكمان هاكلم الضابط أنوا يحجزها في المستشفى 

بس أنت تقوله زى ما ها أقولك بالظبط

زفر سياف وهو يشعر براحة شديدة وأخرج من جيبه مبلغ من المال وأعطاه إلى العسكرى قائلاً بسعادة :

- تستاهل أكثر من كده كمان يا   صمت سياف لم يعرف بماذا يناديه ؟

أخذ العسكرى منه النقود وهو يشعر بسعاده كبيرة فاليوم سيجلب لصغاره فواكه و دجاجة ليتغدوا بها ثم تحدث إليه قائلاً:

محسوبك حامد تشكر يا بيه كلك ذوق والله وراجل كريم 

إسمعنى كويس أنت هاتاخد الحباية دى تخليها تاخدها هاتوطى ضغطها شوية وكده تقدر تقعد في المستشفى لحد ما يتظبط ضغطها وأنت هناك تقدر تخليهم يخلوها هناك على ما يخلص التحقيق معاها و لو قدرت تثبت إنها مريضة وحالتها تستدعى أنها تتحجز هناك 

شكره سياف وأنتظر ليجعله يرى فريدة ويطمئن عليها فهو لا يستطيع تركها هكذا والعودة للمنزل 

ما إن أطمئن العسكرى إنه لا يوجد أحد بالممر فتح له الباب وجلب له فريدة التى كانت قد أستعادت وعيها هو

بمساعدة إحدى السجينات التى نثرت على وجهها بعض من الماءحتى تستعيد وعيها

ما إن شاهدها سياف اندفع نحوها بخوف شديد ولهفه كبيره تطل من عينيه وهو يتفحصها بلهفة شديدة:

- عامله إيه يا ست فريدة أنتى كويسة جرالك حاجة ؟!

أجابته فريدة قائلة وهي تحاول ألا تثير قلقه عليها :

- الحمد لله يا أسطى سياف بخير متقلقش عليا أنا كويسة كثرخيرك على وقفتك جمبى أنا لو ليا أخ مش ها يعمل معايا اللى أنت عملته ده 

وقع حديثها عليه صدمه بشدة لم يتوقع أن تتعبره بمثابه أخ  لها 

لكنه تجاهل شعوره بالحزن من أثر حديثها وحدثها قائلاً :

- أنتى تستاهلى كل خير  يا ست فريدة أنا معملتش حاجة غير الواجب 

مد يديه إليها بلفة طعام قائلا بود شديد:

- أتفضلى دى لقمة على ما قسم أنتى أكيد ما أكلتيش حاجة من الصبح 

كانت تشعر بالتيه وبأنها بدوامة كبيرة ولا تستطيع الخروج منها وكم تمنت لو تصرخ بعلو صوتها لتخبر الجميع إنها بريئة 

لاحظ شرودها فحدثها قائلاً وهو يتأملها بقلق شديد :

- مالك يا ست فريدة أنتى كويسة حاسة بحاجة؟

أجابته فريدة قائلة بوهن :

- أنا كويسة متقلقش يا أسطى سياف أنا بس مضايقة من اللى أنا فيه فتح سياف لفة الطعام وناولها قطعة دجاج قائلاً:

- كلى دى علشان تقدرى تستحملى الوضع ده 

نحت يده قائلة بحزن :

-اعذرنى مش قادرة اكل ولا لقمه مليش نفس خالص 

أصر عليها سياف وهو يدفع قطعة الدجاج لفمها قائلاً: - أنتى لازم تاكلى مينفعش أبدا تقعدى من غير أكل 

أخذت منه قطعة الدجاج  وأكلتها ببطئ شديد وهي تكاد تبكى من شدة ما تشعر به من قهر

لم يتركها سياف إلا بعد أن تناولت الطعام كله 

بعد أن أنتهت من تناول الطعام مد يديه لها بقرص الدواء قائلاً بجدية :

- خدى القرص ده علشان أقدر أخليهم ينلقوكى المستشفى أنتى مش هاتستحملى القعدة هنا أكتر من كده 

أجابته قائلة بحزن:

- متشغلش بالك بيا يا أسطى سياف 

غضب سياف وحدثها قائلاً بأصرار شديد:

- أسمعى الكلام أرجوكى يا فريدة لحد ما نعدى المحنة دى على خير 

أخذت منه فريدة القرص على مضض وابتلعته ببعض الماء

ثم عادت إلى الداخل مع العسكرى


بمنزل سياف جلست والدته برفقه سعاد إبنه أختها وأخذت تتهامس معها قائلة بجدية شديدة :

- فهمتى الكلام اللى قولتلك عليه ولا لاء لازم تتنصحى شوية وتنفذى اللى قولتلك عليه أكملت قائلة بجدية شديدة:

- أنا عايزاكى تبقى مرات أبنى  مش عايزة واحدة غريبة تيجى تاخده منى ويبقى خيره وأهتمامه وكل حاجة ليها أسمعى كلامى تكسبى يا سعاد لكن لو أتصرفتى من دماغك ها تخسرى كثير خليكى تحت طوعى وإلا هاشوف غيرك ينفذ كلامى قاطعتها سعاد قائلة بلهفة :

- أنا من إيدك دى لإيدك دى يا خالتى وكل اللى ها تقولى عليه هاعمله على طول أنا من زمان وأنا بتمنى سياف يكون من نصيبى متقلقيش يا خالتى أنا مستعدة أعمل أى حاجة علشان بس يكون ليا

ربتت خالتها على كتفها قائلة بود :

- تمام كده اتفقنا سيبلى أنا بقى أتكتك نوقعه فى الخيه ونبعده عنها أزاى أبتسمت سعاد بمكر قائلة :

- اتفقنا ياخالتى 


بمكان آخر كان يجلس شخصين بمنزل منعزل بعيداً عن الأعين 

جلسوا جميعاً يتحدثون واحتد الحديث بينهم حتى صاح أحدهم قائلاً:

- أهدوا شويه بلاش خناق يعنى الموضوع عدى على خير ومحدش فينا أتمسك وقت التنفيذ أنتم كده ها تلفتوا النظر لينا اهدوا كده لحد ما القضية يتحكم فيها وتتقفل ساعتها بس نطلع البضاعة ونبيعها للراجل الأجنبى اللى ها يموت عليها

تحدث أحدهم قائلاً بغضب :

- خلى بالك إحنا كلنا محتاجين فلوس ودى بضاعة بملايين 

ده كفاية العقد الفرعونى بس تمنه يساوى لكشة كبيرة عايزين ننجز علشان زى ما أنت شايف حالتنا كلنا صعبه أزاى ده كفايه أنى خاطرت بحياتى علشان اجبلكم البضاعه دى وخلصتكم من طارق اللى كان هايكوش على الفلوس لوحده

صاح به احدهم قائلاً بحده:

- ماتحط لسانك جوا بوقك وتقفله شوية أنت بالذات مش هاترتاح إلا أما تودينا كلنا ورا الشمس

أنا ميت مرة قولتلك متجبش سيرة اللى حصل ده مره تانية وأنت مصمم برضوا تتكلم فيه وعرفت إنك روحت مكان الحادثة وقعدت مع البواب وأنا حذرتك متعملش كده وبرضوا عملت اللى فى دماغك وما سمعتش الكلام 

بالحاره كانت تجلس واحدة بجوار بعض النسوة الاخرين واخذوا يتهامسون على ما حدث لسياف فهتفت احدهم قائلة :

-ما سمعتيش اللى حصل للاسطى سياف يا أم محمد؟!

إجابتها الأخرى قائلة بتعجب خير يا اختى إيه الى حصل ؟

إجابتها الأخرى قائلة وهي تمصمص شفتيها :


- عرفت أنه البوليس خده هو والست اللى جاتله فى انصاص الليالى تستخبى عنده الله أعلم يختى هي مهببة إيه علشان ييجوا يقبضوا عليها تكون سارقة سريقة ولا قاتلة قتيل يلا ملناش دعوة ربنا يستر على ولايانا 


بقسم الشرطة كان سياف يقف ينتظر برفقة العسكرى وهو قلق بشدة على فريدة مرت عده دقائق وهو يقف يأكله القلق عليها

أقبل شقيقه إليه بعد أن أنهى المحامى حديثه مع الضابط 

وعلم منه حيثيات القضية توجه نحو سياف قائلاً بجدية: - أنا أطلعت على المحضر وعرفت حيثيات القضية وعايزك تطمن أقوال كل الشهود فى صالحها وتقرير الطب الشرعى أن شاء الله برضوا هايكون فى صالحها وأنا طلبت من النيابه أنى أروح اعاين الشقة علشان فيه حاجة أنا شاكك فيها وأتمنى تطلع صح بس أنت تعالي قابلنى وها نتناقش فى الموضوع ده 

أجابه سياف قائلاً بلهفة شديدة :

- خير يامتر شاكك فى إيه رسينى على اللى فيها ولو أحتجت لأى مساعدة قولى وأنا مش هاتأخر

ربت المحامى على كتف سياف قائلاً بود:

- سيب  كل حاجة عليا وأنا إن شاء الله فى أقرب وقت ها أخلصلك القضية دى وهاترجع بيتها معززة مكرمة 

صافحه سياف قائلاً بود كبير:

- تشكر يا متر بأذن الله أطمن بس عليها وهاعدى عليك في المكتب اديلك مقدم الاتعاب أسفين يامتر تعبناك معانا

أعترض المحامى قائلاً:

- ماتقولش كده يا أسطى سياف أنت خيرك علينا كلنا أتعاب ايه بس اللى بتتكلم عنها دى أنا أخدمك  بعنيا يارب بس أقدر  أردلك جزء من جمايلك علياأشار سياف لأخيه قائلاً :

-هاوصل المتر لبيته ولو أمك سألت عليا قولها انى بمشوار بشوف عربية زبون وأنا لما أرجع هابقى أفهمها كل حاجة 

اومأ  له شقيقه برأسه علامة الموافقة قائلاً بجدية:

- حاضر يا سياف هاقولها بس يارب تقتنع أصل أنت متعرفش عملت فيا إيه أول ما قابلتنى  في الشارع

ربت سياف على كتفه بود قائلاً :

- معلش يا خالد أستحملها لحد ما أخلص وأرجع البيت

غادر خالد برفقة المحامى 

بعد مرور عده دقائق أستمع لصوت احد السجينات وهي تصيح من داخل الحبس قائلة بصوت حاد:

- الحقونا ياعالم يالى برا الست تعبانه وها تقع من طولها حد ينجدها بسرعة 

تحرك العسكرى بعد أن رمق سياف بنظرات مطمئنة وذهب إلى مكتب الضابط وأخبره عن ما حدث للسجينة 

فأمره الضابط أن يقوم بنقلها إلى المشفى الخاص بالسجن وتوضع تحت الحراسة لحين إنتهاء التحقيق معها 

بالفعل تم نقلها إلى مستشفى السجن وتبعها سياف إلى هناك وهو قلق عليها للغايه ويخشى أن تضرها تلك الحبة التى جعلها تبتلعها 

وما إن وصل للمشفى حدث الطبيب قائلاً بلهفة :

- طمنى يادكتور عندها ايه ؟

طمأنه الطبيب قائلاً بود:

- اطمن ها اكشف عليها واطمنك متقلقش

بعد مرور عده دقائق خرج الطبيب ليطمئنه قائلاً :

- أطمن يا أستاذ هي بخير دلوقتى هاتفضل نايمة للصبح الضغط بس كان واطى عندها والحمد لله اسعفناها في الوقت المناسب 

حدث الطبيب برجاء قائلاً:

- ممكن أشوفها دقيقه واحدة بس مش هاقعد كثير 

اجابه الطبيب قائلاً وقد تعاطف معه ورق قلبه لحالته :

- بص هو ممنوع حاليا بس على مسؤليتى هاخليك تشوفها عشر دقايق بس وتخرج 

صافح سياف الطبيب بسعادة شديدة قائلاً:

- متشكر ليك جدآ يادكتور

ربت الطبيب على كتفه ثم تركه وغادر

دلف إلى غرفتها وهو يقدم قدم ويؤخر الاخرى 

فقلبه لا يطاوعه أن يراها بتلك الحالة من الضعف 

جلس إلى جوارها وأخذ يتأمل ملامح وجهها الشاحبة 

فرت من عينيه دمعة هاربة رغماً عنه جففها بظهر يديه

ومرر يديه بجوار شعرها على الوسادة وحدثها بصوت يقطر حزناً وقلبه يؤلمه على حالتها :

- مش عارف بس إيه اللى جرالى من يوم ما شوفتك حسيت أنى وقعت فيك ومش ها أقدر أهرب مهما حاولت أنا من بعد التجربة القاسية اللى مريت بيها كنت قرررت أنى مفتحش قلبى تانى جيتى أنتى من أول ثانية شوفتك فيها هزيتى كيانى كله

شاهد دموعها التى انحدرت على وجنتها  وهي مغمضة العينين. جففها بأطراف أصابعه ثم نهض مغادرٱ غرفتها وأوصى عليها الممرضات وغادر عائداً إلى المنزل 

لينال بعض الراحة فقد أرهق بشدة ويود أن ينام قليلاً ليأتى لها غداً باكراً 

أشار لتاكسى واستقله عائدا إلى المنزل

وما إن وصل أمام منزله ترجل من السيارة وصعد إلى منزله 

وما إن دخل إلى شقتهم وجد والدته تجلس بأنتظاره 

كادت أن تتحدث إليه وتوبخه على غيابه اليوم كله

لكنه حدثها قائلاً قبل أن تتحدث:

- لو سمحتى أنا تعبان مش قادر أتكلم عايز أنام شويه علشان عندى مشوار مهم الصبح 

أغتاظت والدته من مقاطعته لها وأخذت تحدث نفسها قائلة :

- ماشى يا سياف أن ما بعدتها عن طريقك مبقاش أنا الصبر طيب مسيرك تنفذ كلامى وبمزاجك يا سياف أما اشوف انا ولا أنت 

أغتسل وبدل ملابسه واندس بالفراش وراح بسبات عميق 

بمنتصف الليل بعث مازن رسالة لزينب بأن تصعد الى السطح

لأنه سيسافر بالغد يود رؤيتها قبل أن يغادر

وضعت زينب وشاحها وتسللت إلى السطح لتراه ثم تعود

سريعا قبل أن ينهض أى شخص 

تململ سياف فى نومه ونهض مفزوعا على إثر رؤيته كابوس مزعج 

نهض وأرتدى جلبابه وأراد أن يستنشق بعض الهواء النقى

خرج من الشقة متوجها إلى السطح ليجلس عليه 

لعله يهدأ قليلاً 

ما إن صعد إلى السطوح تفاجئ برؤية زينب بين يدى مازن 

فصاح بحدة قائلاً وقد اشتعلت نظراته من شدة الغضب:

- انتم بتعملوا إيه هنا ؟

ارتبك مازن و لم يعرف ماذا يفعل وأخذ ينظر حوله يبحث عن مخرج يهرب منه وهو يرتعد من الخوف فهو لم يتحيل أبدا أن يمسك به سياف بالمرة الفائتة استطاع الهروب منه بمساعدة زينب أما تلك المرة فهو لن يتركه هكذا دون عقاب

هدر به سياف بغضب شديد:

- ما تنطق يا اد أنت إيه اللى جابك هنا فى وقت زى دة

يلا جاوب منتظر اجابتك يا سى مازن قول يلا ما تنطق يا اد جرى إيه هيا القطة كلت لسانك ولا إيه 

تردد مازن بالحديث وهو يقف يرتجف خوفاً من سياف ولكن الخطأ ليس منه فهو من يضيق الخناق عليه ولا يسمح له بلقاء زوجته والاختلاء بها لذا كان يراها من دون أن يعلم

دفعه سياف بكتفه ليحثه على الحديث قائلاً:

- ماتنطق فى ليلتك دى ولا ها نقضى الليل كله واقفين الوقفة دى

اخذ مازن يتنحنح ليجلى حلقه حتى يستطيع الحديث فهو يشعر كأن الكلمات وقفت فى حلقه ولم يجد ما يجيب به سياف حاول كثيراً أن يجيب على سياف لكنه لم يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة 

مما جعل سياف يفقد صبره ويمسك به من مؤخرة عنقه وهدر به بغضب شديد قائلاً :

- اتكلم ياض أنت وقولى واقفين على السطح فى وقت متأخر زى ده بتعملوا إيه أنجز وانطق ياض أنت متخرجنيش عن شعورى

لكن مازن لم يستيطع الحديث او النطق بكلمه فهو يخشى سياف بشدة وحين يكون امامه لا يستطيع الحديث بكلمة واحدة يخشى لو تحدث يغضب سياف اكثر ويعاقبه بشدة أو يقوم بتعليقه فوق السطوح ويجعل كل من بالحارة يتفرجوا عليه ويتسبب له بفضيحة  بالحارة فهو يعلم جيداً طباع سياف ويعلم أنه قادر على فعل ذلك به ويعتبر ذلك أقل عقاب له 

حدث مازن نفسه بقلق قائلاً :

- انا لازم أعتذر له وأقنعه أنى غلطان واترجاه علشان يسامحنى هو عارف أنى بحب زينب

تعليقات